الحكيمة

818 44 83
                                    

شكرًا لصبركم. ❤️
معلومة صغيرة: تاريخ ميلاد جونغكوك هو 1 سبتمبر (نفس تاريخ ميلاده الحقيقي)
نمطه (في الرواية) هو INFJ .
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

_______________________________


عندما التقطت عيناها هيئة الشخص تحت الشجرة، شعرت فايا بالصدمة... لم يكن دينيس بل جونغكوك. اختلط الواقع بالذكريات في عقلها، فبدأت في الشك فيما تراه. سارعت في تمرير نظراتها حولها، لتجد الطبيعة من حولها مختلفة تمامًا عن تلك التي كانت تتخيلها...

الأشجار الشاهقة التي ترتفع إلى السماء، وتبدو وكأنها تلامس الغيوم البيضاء، والجدول الذي تقف وسطه، الزهور وأصوات الحيوانات، حتى الرائحة التي تجتاح المكان مختلفة عن تلك التي اعتادت عليها!

من جانبه، ظل جونغكوك جالسًا تحت الشجرة، وظلها يغطيه بالكامل، ينظر إلى فايا بنظرة حزينة، تلك النظرة التي تعبر عن تعاطفه معها لخوضه ذات التجربة، خلط الخيال بالواقع بعد وفاة زوجته.

نظرت فايا إلى جونغكوك بعيون مليئة بالتفكير والحيرة، تتأمل ملامح وجهه بانتباه شديد، وكأنها تحاول استيعاب ما حدث... لحظات من الصمت تمر كالسحب الخفيفة في سماء صافية، ثم أعادت بصرها ببطء إلى الجدول الذي يمتد بين قدميها، حيث ترى المياه الهادئة تعكس صورة السماء الزرقاء وأشعة الشمس المتلألئة.

تنهدت فايا بخفة، كما لو كانت تحمل عبئًا ثقيلًا على قلبها، ثم سارت بخطوات هادئة نحو إحدى الصخور الكبيرة الموجودة على ضفاف الجدول. بينما تقترب، وضعت يدها تحت الشال الذي كانت ترتديه حول خصرها، استخرجت من تحته خنجرًا فضيًا بشكل مذهل، ومزخرف بزخارف زهرة التوليب.

بدأت فايا في تنظيف السمكة التي اصطادتها بمهارة، باستخدام الخنجر ببراعة لإزالة الحرشف وتقطيع اللحم. كانت حركاتها متقنة وسريعة، وكأنها فنانة تمتلك خبرة طويلة في هذا المجال. بعد الانتهاء، رمت السمكة برفق إلى قطتها التي كانت تنتظر بفارغ الصبر لتناول وجبتها.

بعد الإنتهاء، عادت للجلوس تحت الشجرة الكبيرة، بجانب جونغكوك الذي كان ينظر للجدول بشرود. حاولت فايا إشغال نفسها بسكب العصير للطفلة، ولكن الحزن والتفكير لم يفارقا وجهها، مما يظهر عليها بوضوح وكأنها في حوار داخلي مع ذاتها.

بينما كانت فايا تنظر إلى الجدول، تغوص في أفكارها الكثيرة، فجأة وصل آذانها سؤال مفاجئ من مولان. «فايا، من هو دينيس؟!» جونغكوك الذي كان ينظر للفراغ بشرود، تائه في ذكرياته هو الآخر، انتشل نفسه من فوضى عقله وصبّ تركيزه نحو الحوار الذي فتحته ابنته، راغبًا في سماع جواب فايا.

نظرت فايا إليها بابتسامة صغيرة وعينان حزينتان، وهي تعطي الطفلة قطعة من المعجنة، وقالت بابتسامة. «دينيس شخصٌ عزيزٌ عليّ، وغالٍ على قلبي!»

الكمد | JKWhere stories live. Discover now