VILLAIN || الشرير

By sima1055

22K 1K 2.2K

في كل قصة حب يوجد ، بطل ، بطلة ، شرير ، لكن قصة الحب هذه هي ~ قـصــة حـــب الشِّـريــر ~ فَـتـَاةٌ لـدَيْـهـ... More

{ الشرير VILLAIN }
|1| الشرير |VILLAIN|
|2|الشرير |VILLAIN|
|3|الشرير |VILLAIN|
|4|الشرير|VILLAIN|
|5|الشرير|VILLAIN|
|6|الشرير |VILLAIN|
|7|الشرير|VILLAIN|
|9|الشرير|VILLAIN|
|10|الشرير|VILLAIN|
|11|الشرير|VILLAIN|
|12|الشرير|VILLAIN|
|13|الشرير|VILLAIN|

|8|الشرير|VILLAIN|

1.3K 68 175
By sima1055

متابعة + تعليق + ڤوت⭐
فضلا قبل أن تشرع بالقراءة 💐
~ التعليقات تشجعني حتمًا ~
💐🪷🥀

______________________________________

في طريقٍ مهجور بين أبنية قَديمة و متهالكة ، حيث تغطي الأعشاب البرّية و الشجَيرات معظم الممرّات ، كان تَـايـهـيـونـغ جالسٌ في إِحدى الزّقاق بين الظلام بملامح ضائعة .

يبدو الطَّريق مهمل تمامًا من أيّ زائرٍ أو مقيم ، الجَميع في مَنازلهم في هذه الأجواء البَاردة ، و هناك قِطع من الزجَاج المكسور متَناثر أمَامه على الأرض .

الظلْمة تطغى عَلى المكان ، مما يجْعله شعوريًّا باردًا و كئيبًا ، هو احتاج أن يَبقى وَحيدًا لبعض الوقت بعيدًا عن الأنظار ، احتاج أن يشْعر بالهدوء و السّكينة .

و وسط سُكونه و برودة الجو المحِيط به ، وقعت أنظاره على زهرة حَمْراء ، تتميز بأوراقها الطّويلة ، و تتدرج بتَلاتها من اللون الأحْمر الدّاكن في المركز إلى درجَات أفتح عِند الحَواف و بشَكلٍ متناظر و جميل .

ظل يحَدق بها ، هذه الزّهرة الحمراء تبدو قوية و صلبة و لكن في الوقت نَفسه رقِيقة و جَميلة ، تنبعث مِنها رَائحة عطريّة لطِيفة حَتى أنها خَالية من الأشْواك ممّا يجعلها ناعمة .

و بعد أن تمعّن بها … هو ابتسم .
إذًا هُناك زهرة حَمراء جمِيلة تنمو فِي مكان كهذا !!

عقد حاجبيه ، حين لَاحظ ظلال أشخاص يحِيطونه و يمنعونه من مراقبة تِلك الزَّهرة ، فطَالعهم بنظراتٍ حادة مظلمة أكثر ظَلمة من محِيطهم هذا .

إنهم قطّاع طرق ، و هذا واضحٌ من مظهرهم الغريب ، كانو خمسة و كان واحد .

و مع ذَلك ، الهالة المحِيطة به قد زرَع الخوف بداخلهم ، لكن تَفكيرهم لَم يتغير ، يَودون نهبه و سرقة ممتلكاتهِ ، زاد طمعهم حين لمحوا مَظهره ، بدى مثل الأثرياء ، عفوًا لم يبدو … هو منهم حقًا .

_ أعطِنا كل ما لديك و إلا قُمنا بدفنك حيًّا هنا !!

هذا التَّهديد ، بدى مضحكًا نوعًا ما بالنسبة له ، وقف بقامته الطّويلة ، و مدّ يده نحوهم ، فاستغربوا و ما كان باستطاعهم رُؤيَة تلك الإبتسامة المُخْتلَّة التي ظَهرت للتّو بسبب ظلمة اللّيل الحَالكة .

واحدٌ منهم مدّ يَده يودّ تَفتيشه ، لكن …
مهلًا ، لمَ لمْ يعد يَشعر بعضلات ذراعه !! ابتسم تايهيونغ و كسْر ذِراع الآخر قَبل أن يمسّه ، فصرخ الرّجل و وسّع أصدِقاءه أعْينهم .

حاول الجميع مهاجمته واحدًا تلو الآخر ، لكنهم لم يفلحوا … و كيف سيفلحون و الشخص أمامهم يدعى تايهيونغ مالاڤيلا ~

أخذ قطعة من الزجاج و غرسه على فخذ أحدهم فصرخ الآخر بألم ، فابتعد صديقاه عنه قليلا بخوف و رهبة لكن … آن الأوان للإستسلام ، لقد غضب تايهيونغ و إنتهى الأمر ......

و بعد القضَاء عليهم ، أخْرج مبلغًا من المَال و رمَاه بعشوائية فتَطايرت الوُريقات عليهم ....
_ عالجوا بها جروحكم !!

نبَس و التفَّ ليَعود ، فناظروه باستِغراب ، مَا هذا السُّلوك الغريب ؟؟ هل كان بهذا اللطف دائمًا ؟؟

______

كان السيد غريڤين يجلس على كرسِي مكتبه و هناك إبتسامة كبيرة علَى شفتيه ، إبتسم و هو يناظر تلك الصُّورة ، التي جمَعته مع عائلته ، حيث يجلس هو و السيدة سِيلڤيا على كرسي خَشبي و خلفهم الفتاتين .

واحِدة تبتسم باتسَاع و تصْنع حَركات بوجهها و الأخرى فقط تناظر الكاميرا بعداوة ، لا تحبذ مِثل هذه الأشياء ، و صَورة أخرى تقبل فِيها رويا والدها بحب كبير و زويا تضع يَدها على رَأسها بصداع .

إبتسم و هو يفكر ، لقد كَبرت فتاتيه ، و سَيشهد على زواجهما قريبا ، و ستَبتعدان عنه ، طفلتيه ستبتعدان… ، مجرد التفكير بالأَمر يُحزنه ، لكن …
هذا مريح نوعا ما ، إذا ما حَصل شيء له… فهناك من سيَعتني بهمَا ، و هذا يريحه .

طرقاتٌ على الباب يلِيه دخُول شخص ما ....

_ هل يمكنني الدخول أيها السيد ؟؟
نبس هو بنبرة باردة

_ تفضل بني !!
نبس السيد روناك

دخل الآخر و جلس أمام السيد روناك ، و مدّ له ببعض الأوراق الخاصة بالعَمل ، راجعه السيد روناك و وقع عليه ، في حِين جال الآخر بنظراته على مكتب السِّيد غريڤين ، و وقعت عَيناه على تلك الصورة  .....

تلك الفتاة… هو يَراها مرة أخرى !!
لكن من تكون ؟؟ هو مهتم حَولها قليلا ....
يود التعرف عَليها ، لربما تكون مختلفة و ليست كغيرها !!

_ هل … هل هم عائلتك ؟؟
نبس الآخر يطالع السيد غريڤين باهتمام

_ نعم ، هذه عائلتي الصغيرة !!
نبس السيد روناك بحب كبير

كاد أن يقول شيئا لكن قاطعه السيد روناك قائلا :
_ صحيح ، هل يمكنني أن أطلب منك طلبا سيدي الصغير ؟؟ الأسبوع القادم زفاف ابنتاي لذا … فكرت بدعوة عائلتك ، لأننا شركاء منذ وقت طويل ، سيكون من الرائع أن تحضر أنت و عائلتك .

زفاف ؟ زفاف ماذا !!
رفع الآخر عيْناه نحو السيد رُوناك بأسى ، هل ستتزوج بالفعل ؟؟ نظر له السيد رُوناك برجاء و قال :
_ بإمكانك أن تفعل هذا من أجلي أليس كذلك بني فرانز ؟؟

_ نـ ....نعم ، سأحاول ....

نبس الآخر مكسور الخَاطر ، شعلة الأمل تلك ستتزوج ، هذا .... مخيب للآمال !!

و لا يدري لمَ يشعر بالألم حتى ؟؟!!
هذا لا يَجوز .....!!! لا يجوز حتمًا !!!

______

- في الجامعة صباحًا -

كانت تلك الجميلة شَاردة في الوَرقة أمَامها ، أخذها التفكير لذلك الشَّرير ، ماذا يفعل الآن يا تُرى ؟؟

هل اشتاق لها ؟؟

عقدت حاجبها و التفَّت للخلف حين رمى عليها كاورو ورقة على رأسها ، فالتقطته باستغراب و قرأت محتواه فكان .....
~ زوجة أخي هل تودين الهروب ؟؟ ~

حاولت كَبح ابتِسامتها و أغلقت عينَاها من هذه الفكرة الرَّائعة ، هي حقًّا تود فِعل شَيء كهذا منذ وقت طويل !! و لا تصدق أن الفرصَة أتتها !!

لفّت مرة أخرى و هزَّت رأسها موافقة على الفكرة اللطِيفة ، فابتسم كاورو و همس قائلًا :
_ إذا يا أختي رويا ، فلتخرجي أنتِ أولا ثم نتبعكِ نحن .

أومأت الأخرى و رفعت يَدها للأستاذة و طالبتها بالذهاب للممرضة فسمحت الأخرى بذلك لها .

رفض جونسو بالبداية لكن فيما بعد وافق بسبب إصرار كاورو ، ثم تسلل كاورو و جونسو و ريوسكي للنَّافذة ، لأن هذه الأستاذة حتمًا لن تَسمح لهم بالخروج بسبب ملفّهم المليء بالشَّغب و الهروب !!

و سيقعون في ورطة إذا ما علم تايهيونغ أو جونغكوك بالأمر !!

خرجوا من النّافذة و ذهبوا للممر ، حيث كانت رويا تنتظرهم ، فتجمعوا جميعًا ....

_ و الآن ، كيف نتخطى الباب الرئيسي ؟؟
نبس جونسو

_ هذا بسيط جدًا ، إعتمد علي في ذلك !!

خرجوا للساحة و ابتسموا ، لأن هناك حارسا واحدا يحرس الباب ، يا لحظهم  !!!

كانوا على الأغلب سيتسللون و يتسلقون الجدران في مثل هذه الحالات و لكن … رويا ، مالعمل معها ؟؟ هي ليست قردًا لتتسلق .

لذا ما كان من كاورو الذكي ، إلا أن يحمل عصا حديدية و يتوجه خلف الحارس المسكين و .....

يضربه بها على رأسه بنوعٍ من القوة ليفقده الوعي ، فسقط الحارس مغمى عليه أو ربما دخل في غيبوبة إثر ضربة الآخر !!

يستحق أليس كذلك ؟؟
أعني ، من طلب منه أن يحرس باب جامعة ، و السيد كاورو طالب فيه ؟؟ فليتحمل النتيجة !!

شهقت رويا تغطي فمها بحماس ، في حين عقد جونسو حاجبه و قال بانزعاج :
_ بهدوءٍ إذا سمحت !! لا داعي لاستعراض قوتك أمام زوجة أخيك ، ماذا نفعل إذا مات الرجل ؟؟

_ لا تقلق يا صديقي ، لم يمت ما زال يتنفس !!
نبس كاورو و هو يفتح الباب ...

خرجوا من هذا السجن الكئيب فقالت رويا :
_ إلى أين نذهب الآن ؟؟

_ هل هناك مكان معين تودين الذهاب إليه زوجة أخي ؟؟

_ أمممممم ، نعم أملك ...

_ أين ؟؟

تحمست رويا كثيرا و ذهب الجميع لذلك المكان ....
و عندما وصلوا ....

رمش كاورو بعيناه كثيرا ، كما فعل جونسو و ريوسكي ، هذه الفتاة ....... ما بالها ؟؟؟
هل هي تراهم مجموعة أطفال ؟؟ ربما هم كذلك فعلا .....

_ هـ....هذا ، زوجة أخي ما هذا ؟؟

_ ملاهي ، مدينة ملاهي ، سنمرح كثيرا هنا !!

ناظر الثّلاثة بعضهم البعض ، فابتسمت رويا و سحبتهم تركض بهذه المساحة الواسعة ، التي تضم مجموعة متنوعة من الألعاب الترفيهية .

توقفت الأخرى فتوقف مَعها الثلاثي المرح أمام عرضٍ بهلواني ، حيث وقَف رجل عَلى كرة ضَخمة و توازن بها ، و رجل آخر يمشي على عصيٍّ بإتقان مبهر ، صفّقت رويا بحَماس من المَنظر أمامها في حين أن الثلاثة ضحكوا ، لأنهم وجدوا المنظر مضحكًا .

ثم ركضت مرة أخرى و ركض الثَّلاثة معها و توقفوا أمام عجلة فيريس أو عجلة دوامة ، فوسّع جونسو عيناه بخوف و بلع ريقه و نفى قائلا :
_ لالا ، مستحيل ، لا تقولوا أننا سنركب هنا !!

_ بالطبع سنركب ...
نبس كاورو

_ مستحيل !!
نبس جونسو و هو يرتجف خائفًا ...

_ لمَ لا ؟؟ هل أنتَ خائف ها~ا ؟؟
نبس ريوسكي يغيظ جونسو

_ أنا أخاف !! ها !! مستحيل !!
نبس جونسو و هو يكاد يبكِ ...

_ إذا ، لنصعد ....

صعد الأربعة للعجلة الدوّارة ، و ما إن بَدأ العجلة بالدوار و الحركة ، كاد جونسو يفقد وعيه !! و بدأ رأسه بالدَّوران أيضا !! في حِين كاورو و ريوسكي كانوا مستمتعين بِرؤيته هكذا و يضحَكون و يثرثرون ، و صديقهم يكاد يفارق حياته !!

من قال أن جونسو خائف ؟؟ هو ليس خائف أبدا

وضعت رويا يدها على الزّجاج و ناظرت المدينة من الأعلى و سَرحت تفكر به ، هَل سيتسنى لها الفرصة لتأتي برفقته ؟؟ و تكون معه دَاخل هذه الدّوامة ؟؟ و يتَسارع نبضَات قَلبها كما الآن ؟؟
و تقترب منه مقتحمةً مساحته الشخصية و تقبـ....

هزّت رأسها تبعد تلك الأفكار البذيئة من رأسها الصغير حين توقفت العجلة عن الدوار ، خرج جونسو منه على عجل يبتعد عنه ، في حين وضع كاورو ذراعه على كتف ريوسكي و أخذا يضحكان
_ أيها الجبان ، هل تخاف من عجلةٍ دوارة ؟؟
نبس كاورو

_ مستحيل !! جونسو أنتَ حيّ !! أمازلت تتنفس يا صديقي !!
نبس ريوسكي

ثم ركبوا قطارا ، و اشترت رويا الكثير من الملصقات اللطيفة ، لتضمهم لمجموعتها الكبيرة .

و ختامًا ، قرروا تناول الطعام في مطعم راقٍ ، لأنهم حتمًا تعبوا و يحتاجون لشيء يمدهم بالطّاقة !!

سحب كاورو الكرسي لزوجة أخيه فابتسمت الأخرى له تشكره و جلست ، فتعجّب ريوسكي في حين عقد جونسو حاجبه بسخرية و قال يحدث ريوسكي ...
_ لا تتعجب ، سترى هذا كثيرا !!

_ هذا ... ليس غريبا ، هو يتملق الجميع ....

وصل الطعام فأخذ الثلاثة يلتهمونه بتلذذ ، في حين ناظرتهم رويا و أخذت تهضم طعامها ببطء ثم و فجأة قالت :
_ ما رأيكم أن نفتتح مطعمًا ؟؟

_ جميل ، لكي نعد الطعام ثم نلتهمه نحن أليس كذلك ؟؟
نبس ريوسكي

_ لا بأس بأن نكون زوّار مطعمنا !!
نبس جونسو

_ زوجة أخي ، نحن لا نعد طعاما لأنفسنا ،تريدين منا أن نعدها لغيرنا ؟؟؟
نبس كاورو

عبست رويا بعدم إعجاب ، هؤلاء الفتية المدللون !!
ثم تذَكرت فجأة حصّتها الفنية ، سحقًا …لقد نست أن لديها حصة فنون اليوم !!

حسنًا ، فحتى لو كانت تَكره الجامعة و لا تُطيقها أبدا .... هي تعشق الفنون و الرَّسم و التلوين ، و هذا حلمها منذ الطفولة ....

حلمها سيضيع بسبب جنونها ، نهضت بسرعة و قالت :
_ يا إلاهي نسيتُ أن لدي حصة فنون اليوم !!

نهض الجميع على عجل و خرجوا ، لأنهم حتما لا يريدون أن تخسر هذه المسكينة حلمها بسببهم ، و في الطريق قال جونسو :
_ أعرف طريقًا مختصرًا ...

_ لأنكَ مهووس بالجامعة و الدراسة ، فلترشدنا بسرعة !!

و هكذا ، دخلوا في زقاقٍ مظلم ، و بدؤوا بالركض ، و لسوء حظهم ...... مجموعة من الفتية قطعوا عليهم طريقهم ، و كان من ضمنهم آرثر ، ذلك الفتى زميل كاورو في الصف والذي لا يطيق كاورو أبدا ، و الذي سبق و سكبت عليه رويا طبقا كاملا من الحساء ....

_ هل أنتم على استعجال ؟؟
نبس أحد رفاق آرثر

_ كاورو ، أيها المتمرد ، هل هربت من الحصص كعادتك ؟؟ هل أخبر الأستاذة بذلك ؟؟
نبس آرثر

_ و أنت أيها الطالب النجيب ، ما الذي تفعله ؟؟ لا تقل لي أنك تدرس وسط هذا الزقاق لأني حتمًا لن أصدقك ، فلتراجع نفسك أولا قبل أن تضع عينيك على غيرك و تبحث عن عيوبهم ، نصيحة من صديق ....
نبس ريوسكي يلاعب حاجبيه

و لا تعلم رويا ماذا حدث و بدأ الجميع بالاشتباك ، و تطورت الأمور ثم بدؤوا يضربون بعضهم البعض ، يركلون بعضهم ، حاول آرثر الإقتراب منها لكن .....

منعه جونسو ، ثم لفّ كاورو و ريوسكي و جونسو حول رويا يحمونها ، نبس كاورو ...
_ أكسر يدك و أشوه وجهك إن حاولت لمسها ..

_ يا رفاق ، فلننسحب و نهرب ليس لدينا وقت لمشاجرة أطفال .....
نطقت رويا و هي على عجلة من أمرها ...

اقترب أحد أصدقاء آرثر من كاورو ليضربه فرآه كاورو و ظل واقفا يحملق به ينتظر منه ضربه ففعل الآخر و وجّه لكمة لعنقه ، تفاجأ الجميع من هذا الرد الفعل الغريب هذا ، ثم التقط ريوسكي رمالا من على الأرض و رماهم بها ، فأغلقوا أعينهم و وضعوا يدهم عليها حين دخل بعض الرمال داخل مقلتيهم .

ثم ركضوا يكملون طريقهم ، فقال ريوسكي :
_ أهذا طريقك المختصر جونسو ؟؟

_ من المفترض أنه كذلك لا أعلم ما حدث !!

أخذوا يلهثون و تَوقفوا أمام الجامعة ، لكن .....
الباب مغلق !! و يَجب على أحَدهم فتحه من الداخل .

تنهد كاورو و تسَلق الشجرة التي تؤدي للداخل بمساعدة جونسو و ريوسكي ، ثم قَفز ينزل من هناك و أسرع نحو الباب و فَتحه ليدخلوا جميعًا .

و لسوء حظهم الشّديد اليوم فجأة !!

لقد رآهم المدير ، و لكن … ما الذي كان يفعله بالخارج ؟؟ هل كان ينتظرهم ؟؟

تنهد كاورو بانزعاج و لربما علِم لمَ هذا المدير يقف خارجًا !! لقد لاحظ غيابهم ، لذا قضي عليهم اليوم !!

_ كاورو ، جونسو ، ريوسكي ، و … من أنتِ ؟؟
نبس المدير بنبرة باردة ...

_ ر .... رويا

_ إلى مكتبي حالًا
نبس بحزم ...

تبعه الأربعة و همسوا لبعضهم ...
_ ماذا سيحدث الآن ؟؟
نبس ريوسكي

_ سيخبر أخي و يشتكي له أننا نشاغب و و و و ....
نبس كاورو

_ ويلي !! قُضي علي ، لن أطيعك مرةً أخرى كاورو ، أنت رأس المصائب دائمًا لكنك تخرج منها دون أي ضرر !!
نبس ريوسكي و هو يتحسر على حاله

_ لأن تايهيونغ مالاڤيلا يكون أخي
نبس كاورو يتفاخر ....

_ أخوك سيقضي عليك اليوم ، لا تنسى أنك لست وحدك اليوم ، المسكينة زوجة أخيك ستتعرض للتوبيخ أيضا .....
نبس جونسو

_ من ؟؟ أخي سيوبخ زوجة أخي !! يستحيل ذلك ، ينسى اسمه عندما يلمحها ....
نبس كاورو بسخرية

_ لم نقصد أخوك ، بل المدير ، سيتم توبيخها من قبله  ......
نبس جونسو

دخل الأربعة لمكتب المدير ، فوقفوا بجانب بعضهم البعض و ظلوا يحدقون بالمدير بـ سخرية ، أجرى المدير اتصالا ثم أغلقه و ناظرهم .....

_ هل لي أن أعلم أين كنتم ؟؟ و ما كنتم تفعلونه !!

لا شيء حضرة المدير ، لقد مللنا من الحِصص فذهبنا بجولة للملاهي للإستِمتاع و الترفيه ، ثم مررنا بمطعم و تناولنا الغداء هُناك ، هذا و حسب !!
هل هذه جريمة !!

أنزل الثَّلاثة رؤوسهم يكتمون ضحكاتهم ، لأنهم وجدوا ملامحه الغاضبة مضحكة نوعا ما ، في حين ظلَّت رويا مبهورة بتصميم السَّاعة الخاصة بالمدير ، رفع المدير أنظاره للأخرى و قال .....
_ و أنتِ ، ما قصِّتك ؟؟

_ قصَّتي ؟؟ لا أملك واحدة !!

_ و تستظرفين أيضًا !! من قام بتربيتك بحق !!

عبست رويا و أبعدت أنظارها عن الجميع ، هي تقبل بكل شيء عدى الإساءة لعائلتها ، يكفي أنهم يعانون بسببها و بسبب مرضها المستفز .

طرقات على الباب ، يليها دخول شخص ما
_ سيدي ، السيد تايهيونغ مالاڤيلا هنا ، هل أسمح له بالدخول ؟؟

وسّع المدير عيناه و نهض بجذعه و قال موبخا :
_ هل أنت أحمق أم أحمق ، هيا أسرع فلتدعه يدخل !!!

عقد ملامح وجهه و أخذه التفكير ، لقد اتصل بوالد كاورو السيد كيم ، لكن … مالذي يفعله تايهيونغ مالاڤيلا هنا ؟؟ هو لم يتصل به !!!

بينما صفق كاورو بيده بسعادة .

لحظات و دخل الآخر مع هالته الغريبة ، و مظهره المغرِ و الوسيم ، رائحته العطرية القوية تسللت لأنفها ، لكنها … قاومت و لم تنظر له لخمس ثوانٍ .

خمس ثوانٍ ، ظلت صادمة أمامه .
هذا إنجاز حتمًا ....

و بعد خمس ثوانٍ ، هي سمحت لنَفسها بإشباع عينيها بمظهره المهلك و الأخَّاذ ، و سرعان ما حطّت عيناها على عينه فأبعدتهم عنه بِصعوبة و ظلّت تحملق بالسجادة المفروشة على الأرضية الباردة .

هي قررت مخاصمته .

أدار كاورو رأسه لريوسكي يشير لعنقه قائلا :
_ ريوسكي ، هل أثر الضّربة واضح ؟؟

وسّع الآخر عيناه ، ما الذي يهذي به ؟؟
ناظر عنق الآخر المحمر إثر ضربة ذاك صديق آرثر
و قال :
_ نعم ، واضح كما أن هناك احمرار خفيف …و لكن لمَ ؟؟

ابتسمَ كاورو بخبث و دلّك عنقه ليحمر أكثر و أبعد قميصه قليلا ليتْرك مجالا واسعًا للرؤية ثم انتظر من أخيه أن يلاحظ ذلك ، أخيه الذي ظلَّ يحملق بالفتاة يأكلها بنظراته .

نبس المدير يوقظ الجميع من غفلتهم :
_ تفضل سيد مالاڤيلا ، فلتجلس !!

جلس الآخر يضع رجلا فوق الأخرى في حين وقف المدير أمامه ينتظر منه الأوامر ، فقال الآخر بنبرة باردة ....
_ إذا ، ماذا حدث هنا ؟؟

توتر المدير و لم يعرف ما يقوله ، فشابك أصابعه ببعضها و قال :
_ في الحقيقة ، لقد … هرب كاورو مع رفاقه و هذه ليست المرة الأولى ، كما أني المدير و لأني مهتم بشؤون الطلاب فكان علي إتخاذ الإجراءات .....

_ كاورو !! هل تغيَّت عن دروسك ؟؟
نبس تايهيونغ بنبرة حادة

_ لم أفعل أخي ، إنه يمزح !!
نبس كاورو و هو يضحك ....

فوسع المدير عيناه بخوف من القادم ، عقد تايهيونغ حاجبه في حين ابتسم كاورو و قرر استخدام عقله الذكي و النَّبيه ليتخلص من هذا الموقف و ليتهرّب من توبيخ الآخر .

_ يمكنك أن تسأل أختي رويا ، نحن لم نهرب أليس كذلك أختي ؟؟
نبس يحدث رويا

تحدثت هي دون النظر لأي كان ، تَحرِم الآخر من رؤية عسليتها المشرقة ....
_ صحيح ، لم نهرب !!

لقد تجولنا فقط و استمتعنا بوقتنا ، لكن لم نهرب ~

أخذ تايهيونغ نفسا عميقا ، و نهض بجذعه يتجه نحوها ، وضع يده على يدها يحبس معصمها و سحبها خلفه مثل كيس بطاطا و قال يحدث المدير :
_ لنتحدث فيما بعد ، فلتسمح لهم بالعودة لدروسهم ، و سآخذ هذه الشّقية معي

وسّع كاورو عيناه ، و عنقه الذي تعرض للعنف ؟؟
هدأ نفسه و ناظر المدير بحقد و خرج من غرفته .... لا بأس ، المهم أنه لن يتعرض للتوبيخ ، عبس يعود لصفّه مع جونسو و ريوسكي .....

في إحدى ممرّات الجامعة ، وقَف تايهيونغ بقَامته الطّويلة يحاصرها بينه و بين الجِدار خلفها ، حَنَى رأسه ليستطيع رُؤيتها و رؤية عبوسها بشكل أوضح ، ابتسم حين نَاظرت لكل شيء عداه ، السَّقف و الأرضية الباهتة ، النافذة ، و المَزهرية  .

_ ألن تنظري لي ؟؟
نبس هو بنبرة لينة عكس ما كان عليه من قبل ...

و بترددٍ ، رفعت الشَّقية رويا عيناها تتعمق به عن كثب ، كان يرتدي بدلة داكنة باللون البنّي مع قميصٍ أبيض ، مظهره الجذاب قد جذبته ، بدى مثل الأوريو .. مثل كريمة بيضاء مغطى بقطعتي بسكويت شوكولاته ، فابتسمت للفكرة التي راودتها للتو لكن سرعان ما انزعجت و عبست تقول :
_ ابتعد قليلا سيد أوريو ، سيرانا أحدهم
" قليلا " ~

ما هذا رويا ؟؟ لقد تغيرتِ حقا ، أنتِ تطالبين تايهيونغ بأن يبتعد عنكِ ؟؟

_ أوريو ؟؟؟

ابتعد تايهيونغ قليلا ، فعاودت العبوس و قالت بانزعاج :
_ لمَ إبتعدت ؟؟

_ همم !؟
نبس هو بتعجب ، ما بالها ؟؟

_ أعني ، طلبتُ منكَ أن تبتعد قليلا فقط ، لكن أنظر إلى نفسك .....

حسنًا ، لم تتغيري رويا ، أنتِ كما كنتِ !!

ابتسم تايهيونغ للمرة الثانية و وضع خصلاتها خلفها أذنها و همس بمكر :
_ إذا ، هل أقترب أكثر ؟؟

ناظرته بعبوس و انزعاج و قالت تثرثر :
_ لا تقترب و لا تبتعد فلترحمني ، فلتُجبني أين كنتَ طيلة هذه المدة ؟؟ هل تعلم كم قلقتُ عليكَ ؟؟ هل تعلم كم عانيت لأني لم أستطع رؤية ملامحك المريحة !! أين اختفيت فجأة !!

صرخت هي عليه بغضب ، في حين ابتسم الآخر ، و تساءل داخله … هل هذا ما يسمى بالإهتمام ؟؟
أن يقلق عليك أحد ، أن يخاف عليك ، أن يفكر بك كل لحظة … هذا ، رائع جدا و … مريحٌ جدا .

رفعت رويا حاجبها تقلده بطريقة مضحكة و نبست بانزعاج عندما لمحت ابتسامته :
_ و تبتسم أيضا !! أنت تسخر مني أليس كذلك ؟؟ ابتعد سيد أوريو لقد حزنت لا تحدثني !!

حاول هو كبح ضحكاته ، لمَ هي هكذا ؟؟ لمَ يشعر بالسعادة عندما يكون قربها ؟؟

كتّفت الأخرى ذراعيها و أبعدت وجهها تمثل الغضب ، لكن … لحظة .............

هل هو قد ابتسم للتّو !!!
و في جزء من الثانية أعادت أنظارها نحوه و .....

يا ويلاه !! لقد نبض قلبها بعنف !!
يا لجمال هذه الإبتسامة ، إنها محظوظة حقا لأنها استطاعت رؤية هذه الإبتسامة و من هذا القرب !!

عندما لاحظ الآخر نظراتها الهائمة ، شاكسها يرفع حاجبًا فقلّدته مرة أخرى و رفعت حاجبها أيضًا ، بدت لطيفة للغاية ، هو يود إلتهامها الآن ، ما العمل ؟؟

ما هذا سيد مالاڤيلا ؟؟ هل أصبحت تشاكسها الآن أيضا ؟؟

رفعت الأخرى يدها لخده و نبست تسرح به :
_ سيد أوريو ، فلتبتسم مرة أخرى ....!!

_ همم ؟!

_ فلتبتسم مرة أخرى أرجوك !!

ضم هو شفتيه ببعضهما بلؤم لكي لا تهرب بسمة ضاحكة منه ، فعادت تكتّف يديها ببعضهم بغضبٍ مصطنع و قالت :
_ هكذا إذا ، لقد حزنت ...!! فلتصالحني !!

_ أصالحك ؟؟

_ نعم ، لقد أحزنتني لذا وُجِب عليك مصالحتي !!

_ كيف ؟؟

_ هكذا ......؟؟!

نبست هي و مدت شفتيها مثل الطفلة له و أشارت نحو شفاهها تود قبلة ، عقد هو حاجبيه في حين ضحكت الأخرى و أسندت نفسها على الحائط خلفها و أخذت تقهقه باستمتاع من مظهره ......

هل يروقها رؤيته في حالة يرثى لها ؟؟

قطّة مشاكسة !!

_ كنتُ أمزح ، يا إلاهي ، تايوو هل أخبرك أحدهم أنكَ لا تفشل في إسعادي ....

يا للبؤس !! كانت تمزح مع الأسف الشديد !!

___

يُقال …

أن الغَاية من الزّواج ، هو اقتِسام الرَّغيف معًا ، و التفاف حول طَبق واحد ، أعطيك اليوم الجزء الأكبر منها لأنك جَائع و تُعطيني فِي الغد الجزء الأكبر لأني مُتعبة ، و نَنام تَاركين العالم نغوص داخل أحْلامنا غير خَائفين من الغد ، لأننا نَعلم أنَّنا سنتَخطى كل شَيء معًا .

رويا : -

و عندما رأيته لأوَّل مرة ، أردتُ أن أربط خيط حياتي الصَّغير و القصير بحياته ، لمَ …؟؟

لستُ أدري !!

ما أعلَمه أن هذا الشَّخص مقيمٌ بقلبي ، سمَاع صوته يريحُني من أعمَق ألم ، بين ملامِحه تكمن سَعادتي ، حَتى الآن لم أنسى رَعشة قلبي المريض عِندما لمحته دَاخل موضعٍ يسمى بالسِّجن ، فأصبَحت أنا سجينته ، سجِينة حبِّه و عشقه .

أحببته حبًّا جمًّا ، أحببته و وثقتُ بقلبي ، هذا القلب الذي لا أعلَم متى سينتهي صلاحيَّته ، لكني … آمل أن أكون سببا لإسعاده لا تعاسته ، آمل أن يشفق هذا القلب عليّ ، فيتركني في حَال سبيلي ....!!

و يغادرني هذا المَرض الأليم ...

ملامحه العَتيقة ، الفريدة ، إنه شَخص خطير حتمًا
و أنا أعلم و أفهم ..... لكن ، كَيف يفهَم قلبي خطورته ؟؟

اليوم سيربط إسْمي بإسمه ، سَيصبح ملكًا لي كما سأكون ملكًا له ، هذه الفكرة تشْعلني ، بمجرد التفكير بالأمر أشعر أني مَحظوظة جدا ..... أنني سعِيدة جدا .

سنتشارك ذات الغرفة ، و أتشارك معَه أحلامِي و أفكاري الكثيرة ، سَنتشارك ذات الأنفاس ، روحنا ستتحد ، سأتأمل عَيناه كلما سَنحت لِي الفرصة ، سأغفوا معه على السرير ذاته .......

يا إلَاهِي .... !!!!!!

أريدكَ أنتَ تايوو ، لا أحد آخر ، فقط أنتَ ، أنت وحدك .....

عيني ستظَل معجبة بكَ للأبد .....
قلبي … ملكٌ لكَ !!

أحِبُّكَ يا أنِيسي و يَا مُؤنِسي .... و سأظل أحبُّكَ لآخر نَفسٍ من أنْفَاسي .... »

الكاتبة : -

قاعةٌ ضخمة ، تمتاز بمسَاحتها الشَّاسعة ، و سقفٍ عالٍ ، تصمِيم ذو طَابع أنيق ، إِضَاءة مصَممة بعناية تتألف مِن مزِيج من الإضاءة الطبيعية الخَلابة من خلال النوافذ الكَبيرة ، و الإضَاءة الإصْطناعيَّة الدافئة من الثُّريات الفَخمة المَصنُوعة من البِلور و المَعدن المطلي بالذَّهب و الإنَارات الخَافتة .

أرضية مغَطاة بسجَّاد فَاخرٍ ، الجُدران مُزخرَفة بطَريقة عصْرية بألوَان هَادئة ، مزَينة بلَوحات فنِّية و مرايَا كَبيرة .

الطاولات و الكَراسي مصَمم بعناية فَائقة ليتَناسب مع الجوَّ الفخم للقاعة ، و الطَّاولات مغطَّاة بمَفارش أنيقة و زهُور طبيعية حَمْراء قَاتمة ، تنشر السَّعادة في الأرجاء .

كانت كتلة اللطافة ، رويا .....
تقف بجَانب تايهيونغ و الحَياة لا تسعها من سعَادتها ، ترتدي قطعة فنية مصَممة بعناية من الحرير ، طويلا و فضفاضًا ، الجزء العلوي منه مشدود لإبراز خصرها النحِيل ، مع تفَاصيل دقيقة و تطريز فخم .

و الرجل بجانبها .....
يرتدي بذلة ، ذو طابع كلاسيكي ، يبرز ملامحه الفتاكة ، مصنوع من خامة عالية الجودة باللون الأسود ، و شعره الأسود مصفف بعناية .

إنه كتلة من السَّواد الحالك ، يبدو كمن يكسوه الظَّلام .

إن كان هو الظلام ، فهي حتمًا ضَوءه و ضِياءه .

و على الجانب الآخر .....
هناك جونغكوك و زويا .

زويا ، التي تَرتدي فسْتانا من أفخم الفساتين ، مصمم بتطريز ناعِم مزين بالدَّانتيل ، تصْميم أنثوي يليق بها .

و جونغكوك ...
يرتدي بذلةً ، دفع أموالا طائِلة على حِسابها ، تصميم فاخر ، قمَاش من نوعٍ نادر ، و طَابع كلاسيكي فخم .

مظهره مهم ، هو يبذل جهده لينال إعجابها .

هو سعيدٌ جدا ، عكسها … الحُزن يكسو داخلها .

هي ترى كل شيء ، ملطَّخ بالدماء الحارّة و القاتمة ، ترى كل شيء باللون الأحمر ، هل هذا طبيعي ؟؟

هي تدمَّر نفسها بيديها .

بدأ مراسم الزفاف بالفعل ....!!
لن تقدر على الإنسحاب ، إنتهى الأمر .

هي الآن باتَت زَوجة لهذا المُجرم كما تسمِّيه .

هناك الكثير من الحاضرين ، عشيرة ملاڤيلا ، عائلة السيد كيم والد تايهيونغ ، أقارب عائلة غريڤين ، العملاء المهمين و رجال الأعمال و الكثير .....

وقف تايهِيونغ مع جُونغكوك أمَام السيد روناك ، هددهم السَّيد روناك كَثيرا ، و نصَحهم بعدم إيذاء ابنتيه الغاليتين !! فكانا يهزان رأسَيهما و فقط .

جاءت أقارب السيدَة سيلڤيا و قالت إحداهن بقهر :
_ لا أصدق أن ابنتيك تزوجتا !!

و قالت الأخرى بابتسامة مزيفة :
_ يبدو عليهما الثَّراء الفاحِش !! من أين عثرو عليهم ؟؟ أود زوجًا لابنتي أيضا !!

قالت أخرى بغيظ :
_ زوج إبنتي وسيم و غني كذلك ، هو دائما يحجز لي أفخم الفنادق و يشتري ملابسي من أغلى الماركات ....

ابتسمت السَّيدة سيلڤيا بزيف هي الأخرى ، ابتسم جونغكوك بمكر و قرر إستغلال الفرصة ليتقرب من والدة زوجته لربما إن نال إعجابها سينال إعجاب حبيبته أيضا !!

ترك السِّيد روناك يتَحدث مع ظله و تقَدم ناحية السيدة سِيلڤيا بابتسَامة جذَّابة ، و رفَع يَدها يقَبلها هنَاك مِثل النُّبلاء قائلا :
_ مرحبا أمي ، أرجوا أن الترتيبات قد نالت إعجابكِ !!

وضعت السَّيدة سيلڤيا يدها على فاهِها ، ثم ابتسمت تربِّت على رأسه و قالت :
_ بالطبع بني ، لقد أعجبني أيعقل ألا يعجبني !!

_ رائع ، هذا مريح ، لقد أحضرت لكِ هدية قيمة ، فلتتفقديها وقت فراغك !!
نبس جونغكوك يغمز لها ...

فابتسمت السيدة سيلڤيا و قالت :
_ أيها المشاكس ، لا تتملقني كثيرا !!

قهقه جونغكُوك بعذوبة و انصرف من هناك ، بعد أن أشعلهن أكثر فأخذت يثرثرن .....
_ أنتِ محظوظة جدا سيلڤيا ، لديك زوج رائع و زوج ابنتيك رائعان أيضا ....

و بعد هذا كلَّه .....

وقفت الفتاتان أمام والديهما ، احتضَنت زويا والدتها و بَكَت كثيرًا ، خوفًا من القادم ، ربّتت عليها والدتها بحنان و نصَحتها بأن تعتني بعائلتها الجَديدة ، أي كان و كيف ما كان !!

أجلستها والدتها على كُرسي و أخَذت لاريسا تهَدئها ، تهمس لها بِبعض العِبارات التَّشجيعية ، و أنَّ زوجها إنسان مثلهم ، فلَن يأكلها أو يعضها أو يلتهمها .

ثم إقتربت الوالِدة من طفلتِها الأخرى ، طفلتها الصغيرة ، فظلّت رويا مطرِقة رأسها ، و عَبست تعض على شفاهها لا تَود البُكاء !!

هي سَترسم البهجة على مَلامح والدتها لآخر لحظة و لن تبكي و تَنوح ، ستوَدِّع وَالدتها بابتسامة مبهِجة ....

حاولت رويا أن تَتحدث ، فتعَثرت الكلِمات و تبخرت من شِفاهها و أبوها و أمها يَنظران إليها باسِمين ، أدناها أبوها منه .. و طبع قُبلة حانية على جبينها ، و قبلتين على خدها ، و أدنَتْها أمها .. و قبلَتها على وجنتيها مرَّة بعد مرة .

فابتسمت الأخرى و احتضنت عَائلتها بحبٍ كبير ، و الأبوان يفكِّران في مُستقبل فتاتَيهما و ما هنَّ بمقبلين عليه من حياةٍ جديدة في غير البَيت الذِي تربَّيا فيه .

هربت بأنظارِها باحثةً عنه ، السَّيد تَايوو مالاڤيلا ، كان يتحَدث مع رِجال الأعمال بوجهٍ جامد كالجليد ، فابتسمت بحُب و هي تتأمله ، إنه وَسيم ، و وسامته هذه ستسبب لها جَلطة فَوق أمرَاضها الكَثيرة .

هو وسيمٌ دائمًا ، لكنه وسيمٌ جدا بشكل خاصّ اليوم .

وقعت أنظاره علَيها و رآها كالعادة … هائمةً به ، فلم يتحَمَّل و ترك رجال الأعْمال و همّ ذاهبًا نحوها بخطواتٍ واسعة ، يلتَهم المَسافة بيْنهما ، و مَا إن اقترب منها حتى تجرأت و لمَست أصَابع يده و لفتهم حول أصَابعها و ابتسَمت باتسَاع قائلةً :
«هل إشتقت لي سيد تايوو الوسيم ، أم يجب علي أن أقول … زوجي ؟؟؟»

ابتسم الآخر نِصف إبتسَامة و تأمّل ملامِحها المبهجة كالعَادة ، عينَاها العَسلية ، أنفها ، شفتيها اللطيفتين ، وجنتَيها المحمرَّة ، كل شَيء بها يجذبه !!

و بَعد …" زوجي " هذه ، هو لم يعد هو !!
هو الآن ليس تايهيونغ مالاڤيلا بل تايوو مالاڤيلا

تايوو مَالاڤيلا الذي يخُص رويا و فَقط ..!!

رفعت رويا يدها لشعْرِه تبعدهم عَن عَينيه الدَّاكنة ، و قامت بتَعديل سُترته لتَغطية الوَشم ، و ابتسَمت له و سحبته مَعها لسَاحة الرَّقص .....!!!

ثمَّ …

خطْوَة إلى الأمَام بالقدَم اليمنى ثم اليُسرى ، خطوة إلى الخَلف بالقَدم اليُسرى ثم اليُمْنى ، خُطوة إلى اليَمين و خُطوة إلى اليَسار .

حسنًا ، تايهيونغ لا يعلم ماذا حدث بعد ذلك !!

ما يعلمه ، أنه احتضن جسَدها و حبَسها بين أضلاعِه ، مانعًا إيَّاها من التحرُّك بهذه الطرِيقة المُغرِية ....!!

هي تَجذب الأنظار دُون أي جهد ، و بفعلتِها هذه سيظَل الذُّكُور يحَدقون بها ..!! و سَيغلي هوَ على نارٍ هَادئة !!

و هذا ما لا يريده !!!

لكن … يَحبس مَن ؟؟ هذِه العصفورَة المشَاكسَة ؟؟

وضعت يدهَا على كتفِه و تمايَلت على أنْغام الموسيقى الهَادئة ، في حِين كان يحَاوطها الآخر من خَصرها ، و أخذت تَدور به و تضحَك مثل البلهاء ، هي سعِيدَة جدا ، هي تَكاد تَقفِز الآن من سعَادتها !!

توقفَت عن الدُّوَار و اتَّكأت على جسَده و هي تتَنفس بسُرعة ، قرّب الآخر رأسه لأذنها و همس بعذوبة :
_ أعِيدي ذلك !!

رفعت هي أنظَارها لعَينيه بعد أن كانت عَلى صدره و قالت بتعجُّب :
_ الرَّقص أم الدَّوران ؟؟

هذه الحَمقاء !! ، هو لا يصَدق أن كتلَة السَّعادة هذه أصبحت ملكه ، زوجته !! لا يصدق أن كتلة اللطافة هذه ستشَارِك معه ذات المنزل !! سيفعل بها ما يشاء !!

سيرَاها كل يوم ، سيشبِع عَينيه بها !! يستَيقظ كل يوم عَلى ملامِحها و تُبْهِج روحه بتَصرفَاتها الجنونية !!!
هو لا يصَدق .... !!!

ابتعد بضع انشات عنها و قال يوضح لربما تفهم :
_ من أنا ؟؟

_ أنت ؟؟ ما هذا السُّؤال تايوو ، ألا تعرف نفسك ؟؟

_ أجيبي .... !!

_ أنت تايهيونغ ، تايوو مالاڤيلا ....
نبست رويا باستغراب ...

_ لا ، لم أقصد هذا ، أعني … ما أنا بالنسبة لكِ ؟؟

_ بالنسبة لي ؟؟ أنتَ …
ابتسمت بخبث حين علِمت ما يريده ، فحركت حاجبيها تعبث ....
_ لن أخبرك !! هل تذكر حين طلبتُ منكَ أن تبتسم و رفضت بلؤم ؟؟!!

مشاكسة ، إنها تنتقم منه !!

عبس الآخر يبعد عيناه عنها بحزنٍ مصطنع ، فتبسَّمت بوسع و لاعبت وجنتيه بودٍّ و حبّ و قالت :
_ أنتَ زوجي تايوو ، أنتَ روحي ، أنتَ الشرير الذي يحبه قلبي ، أنتَ ملاذي ، أنتَ حبيبي ، أنتَ مقيمٌ داخل صفحات قلبي العاشق ، أنتَ ملكي سيد تايهيونغ مالاڤيلا ، كلك لي .....

ما هو السعادة ؟؟
السعادة هِي رويا ...
السعادة هي حَالة من الرِّضا و الشُّعور الإيجابي, السعادة هي الشعور بأن الحَياة ذات قيمة,
السعادة هي التمتع باللحظة الحَالية بكُل حب,
السيد تايوو سَعيد جدا ، هو … سعِيد جدا .

هو يشعر بجَمال الحَياة !!
هو يحيى ، قلبه و منذ هَذه اللحْظة يحيى ....
يحيى بحبها !! باِسْمها !! بابتِسامَتها !! بجُنونها !!

تركها الآخر و انحنى على ركبته يرفع يده لها مثل النبلاء في العصر الفكتوري :
_ أيا حُلوتي ، أتسمحين لي برقصة ؟؟

وسّعت رويا عينيها و غطت فمها بصدمة ، كما فعل الجميع ، ما هذا المشهد بحق !!!!!!!!!

هـ....هذا لا يصدق أبدا !!

هـ....هل … قال حـ......حلوتي ؟؟

و ركع على ركبته أيضا !!!!
الحاضرين علموا أن النِّهاية قادمة !!
تايهيونغ مالاڤيلا يفعل ذلك ؟؟؟؟

وضعت رويا يَدها على يده فنهض الآخر يراقصها ، عيناه تجوب داخل عينيها ، و تلك الإبتسَامة الحُلوة
ما زالت على شفتيها ، فابتسم لها ....

وسعت عَيناها مرة أخرى و قالت :
_ تايوو ..... أنتَ !! .... قد ابتسمتَ لي ؟؟؟

_ هل فعلتُ ؟؟

لم تَتَحمل الأخْرى لطََافته و هو يهمس بذلك و بهذا القرب المهْلك ....

لذا ، ما كَان منها إلا أن تَقترب مِنه و تلامس أنفَه بأنفِها و ......

أدنَت تقرب شَفتيها من خَاصته لتقبِّله ...

و وسط ذهول الجَميع بالمنظر أمامهم ، هم بالكَاد يَستوعبون ما يَحصل !! صَدمة بعد صَدمة !!

رسَمت رويا على ثغْره أول قُبلة من قُبلات الحُب .
أول قُبلة مِنها كانَت لشفتيه !!
رسَمت لوحَة فنية و تَركت أثَرها على شَفتيه ..!!

شَفَتيه التي تلَطَّخت بحُمْرة شِفاههَا

يا للعجب ، أحْلامها تتَحقق فِعلا ....

و بعدَ خمس ثوانٍ بالضبط ، إبتعَدت عنه تنَاظر لوحَتهَا ، عقدت حَاجِبها حِين لعقَ شَفتيه بصَدْمة من فِعلتهَا ، فاقتَربت مرَّة أخرَى و وضَعَت شِفاهها فوق خَاصِّته تطبَع حَمرتها عَلى شَفتيه بعِناد .

فلعق الآخَر شَفتَيه دُون قَصد للمَرة الثَّانية ....

عبسَت و رفَعت نفْسها أكثَر و للمَرة الثَّالثة ، قبَّلته بعنف و بنَوع من القوَّة ، تلَطِّخ شَفتَيه بلَون الحُمرَة ، و إبتَعدت تبتَسم على إنجَازها و لوحَتها الفنِّية الرَّاقية .

في حِين ظلَّ الآخر مصدومًا .....

السيدة سِيلڤيا فخُورة جِدا بابنتِها ، هي تَود الصَّراخ الآن ، أما السَّيد رونَاك فهو الآخر في حَالة صَدمة .
ابنته مجنونة حتمًا !!

زويا وضَعت يدَها على فَمها بصَدْمة و هِي تشاهِد كيف تتَحرَّش أختَها بزَوجها و أمَام الحَاضِرين !!

وكزت لاريسا صَديقتها زويا و دفَعتها بكتفها و قالَت تغيظها :
_ هل رأيتِ ؟؟ لا أصدق أنها أصغر منكِ !! تعلَّمي منها ....

دفعتها زويا من كتفها و توجهت أنظَارها لرويا مرة أخرى ، هذا المشْهد أخَذ قلبها حقا !! ما هِذه الأجواء !! من أين أتَت بِهذه الجُرءة !!

كَاورو و جونسو اللذان يصوِّران كل شيء و يُوثقان كل لَحظة ، التقط كَاورو الكَثير من الصُّور و بوَضعياتٍ مثِيرة و رائعة و ريوسكي يُشاهد الحاضرين و يضحَك بصخب !!

_ لا أصدق أن الشخص الذي أمامي يدعى تايهيونغ مالاڤيلا ، هذا ...... ليس تايهيونغ الذي نعرفه !!
نبس ريوسكي يضحك بصخب

_ هل هذا أخوك كاورو ؟؟ ليس شخصا آخر !!
نبس جونسو يسرح ....

كانت الأجوَاء سَعيدة هُنا لكن .....

إينورا ، تلك الفتَاة التي ما إن سَمعت بخبر زَواجه ، لم تستَطع النَّوم و لم تستَطع بلع لقمَة واحِدة ، آلمها قلبها كثيرًا .

الحبُّ من طرفٍ واحِد ، هو مَوقف صعبٌ و مؤلمٌ .

هيَ تموت عشقًا به ، و هَذا الأمر ليس بيَدها ، غصبًا عنها وجَدت نفسَها تتعلَّق به و تحِبُّه رغْم جَفائِه و تصرُّفاتِه القَاسِية ، هي لا تفهم أبدا ....!!

مالذي تَملكه رويا لا تملكه هِي !!؟
مالذي يميز رويا عَنها ، حتى أنها أجمل منها ، شقراء ذي عيون زرقاء ، لمَ يجبُ أن تكونَ رويا و ليسَت هي ؟؟ لمَ !!

تألمَت كثيرا ، كان واضحًا كم أنه تعلَّق بها ، كم أَنه يمَيزهَا ، كم أنَّه ..... لا يرَى غَيرها !!

هي حَزينَة ...!!
خطِيبها يقف بقربِها لكن .... اهتِمامها مع غَيره .

و في إحدى الزَّوايا ، حيث كَان يقف فَرانز مع خَطيبته ، يراقب تَايهيونغ و رويا ....

عفوًا ..... يراقِب رويا فَقط ، ماله بتايهيونغ ؟؟

قلبُه مهمومٌ و لا يَدري ما السَّبب ..!!
هذه الفَتاة التي ظلَّ يراقبها لسَنتين بالخفاء ، هذه الفتاة التي بَعثت و لو القَليل من الأمل في قلبه ، هذه الفتاة التي ..... أحب روحها النقِية ، تتزوج أمامه الآن من الرجل الذي تحبه .

هو لم يَستطع إبعاد عَينه عَنها !!
هو لم يَكن يَعلم أنها كَانت بهذا القُرب منه ، كانَت إبنة شَريك والده !! هو يتحَسَّر الآن ...!!

كان الجَميع يستمتعون ظَاهريا لكنهم يشعرون بالخوف داخليًّا ، لا يعَلمون ما يمكن أن يحدث !!

فهذا زَفاف أخطر رِجال العصابة ...!!

ناظرت زويا مَائدة الطَّعام ، المليئة بأشهى المأكولات ، هي جائعة .... توَد التِهام شيء ما !!
المنظر أمَامها لا يسَاعدها عَلى الإنتظار ....

في حين ظلَّ جونغكوك ينظر لَها بضيق ، تايهيُونغ يستمتِع مع زَوجَته و هو يجْلس هنا كالأبله ينَاظر زوجته !!

و هي كل مَا يهمها ، مائِدة الطعام .....

اقتربت عائلة فرانز من عائلة السيد غريڤين لتهنئتهم ، فظلّ فَرانز يحدِّق بِرويا لا يبعد عيناه ، عكف تايهيونغ حَاجبه و اقتَرب من رويَا أكثر ، في حين ظلّت الأخرى تبتسم للرَّاكب و المَاشِي .

لكن فرَانز لم يبعِد عَيْناه عنها ، لذا ....
أحاطها الآخَر من خصْرها يَجعلها ملتصِقة به كمَا احتَدَّت نظرَاته للآخَر ، و كأنه يَقول لفرانز ... هذه تخصُّني فلتبعِد عينَاك عنهَا قَبل أن اقتلِعهمَا ~

فأبعد الآخر عَينه بإحراج ثم انصَرفوا ، و بعده ....

جاءت عائلة كيم ، عائلة تايهيونغ .....
و تعَرفوا على بَعضهم البَعض ، إقترب راين منهم و باركهم ، ثم إقترب السيد كيم من رويا و تايهيونغ ، و ناظرهم باسِمًا كما فعلت السَّيدة كيم بيرلا ....

_ مبارك لكما ...
قال السيد كيم كارل ، والد تايهيونغ

_ أشكرك سيدي الوسيم ...
نبست رويا بابتسامة واسعة ...

تفاجأ السَّيد كَارل و ناظَر رويا و كَأنه تذكر أحدا ما ، ثم بحَث بعَينيه عن أخِيه جي يونغ فلم يَجده .

التفتت رويا لتايهيونغ و قالت تبتسم :
_ أين والدكَ الآخر ؟؟

عقد تايهيونغ حاجبيه ، و ناظرها قليلا ....
سرعان ما اتجهت أنظاره نَحو الباب ، فلمَح والده الآخر ، والده الرُّوحي و الوجداني ، والدُه الحقيقي ، والده الذي ربّاه إلى أن أصبَح رجَلا .....

إقترب السيد جي يونغ منهم و ألقَى التحية على الجميع ، ثم احتضن تايهيونغ بحُب و مودة و ربّت على كتفه قائلا :
_ مبارك لكَ بني ، أنا سعيدٌ لأجلك ، فلتعتني بها و تكن خير زوجٍ لها ...

هز تايهيونغ رَأسه و حسب ، من المفتَرض أن والده هو من يَفعل ذلك !! لكن ... كالعَادة ، لا يهمه أمره .

ثم نبس السيد جي يونغ يحدث رويا :
_ مبارك لكِ بُنيتي ، أرجوا أنكِ لن تندمي على هذا ، هو باردٌ نوعًا ما لكن ... أنا متأكد من أنك تستطيعين تغييره !!

ابتسمت رويا و ناظرت تايهيونغ بحب :
_ لن أندم ، هو مثيرٌ حتى و إن كان باردًا ، أنا أحبه كما هو ، باردا كان أو ساذَجا ، مريضا كان أو مختلا ، أنا أحبه كثيرا كيف ما كان .

ابتسم السيد جي يونغ و تذكر أحدهن ، تلك الذكريات الجميلة راودته ، تنهد بعمق و ناظر أخاه كارل الذي قال من العدم :
_ تايهيونغ ، فلتستقر معنا على ذات المنزل مع زوجتك !!

وسّع كاورو عَيناه و احتدت نظَرات تايهيونغ ، لم يحبذ الفكرة أبدا ، يستَحيل أن يستقر مع هذا الشخص في منزل واحد ، فِي منزلٍ تألمت والدته فيه كثيرا و فارقت حَياتها هناك !!! يستحيل !!

ناظر السيد كارل أخاه جي يونغ و حثه على التحدث معه لربما يوافق فقال جي يونغ :
_ تاي بُني ، فلتفكر بالأمر ، لن نجبركَ على ذلك ، لكن ... نحن نريد مصلحتك !!

_ يستحيل ذلك .

كتّفت السيدة بيرلا يدَيها و لم يعجبها الوضع ، و لكنها لم تستطع قول شيء ، في حين لم تفهم رويا ما يحدث هنا ، ناظرها السَّيد جي يونغ و ابتسم و قال يحدثها :
_ ما رأيكِ يا إبنتي رويا ؟؟ هل تودين العيش وسط العائلة أم تودين الإنفراد به و العيش في منزلٍ منفصل ؟؟

الإنفراد به و العيش مع تايهيونغ وحده !!!
_ أمممممم ، أفضّل ما يفضله تَايهيونغ !!

عبس السيد جي يونغ كما فعل السيد كارل ، تمسّكت رويا بيد تايهيونغ و شدَّته نحوها فمال الآخر و همست له :
_ تايوو ، ما رأيكَ أن نَبيت في مَنزل والدكَ لأسبوع واحد ، لأنهم مُصِرِّين و ... سيكون هذا الوقت كافيا لأتعرف على عائلتك !!

لا ، لا يود هذا أبدا ، لكن .... هل يرفض طلبها ؟؟
هل يقدر ؟؟ ماذا لو حزنت ؟؟ سيؤلم قلبها !!

تنهد بانزعاج و ناظر كاورو للحظات و ابتسم له و قال :
_ حسنا ، أسبوع واحد و حسب !!

ابتسم السيد كارل و جي يونغ ، و تبسَّمت رويا و هي تناظر عقدة حاجبيه ، وافق رغمًا عنه !! من أجلها ...!! هي سعيدة و جدا !!

تألمت إينورا من المنظر أمَامها ، تَايهيونغ الذِي لم يبقى في مَنزل وَالده لربع سَاعة ، سَيبقى هناك لأسبوع كامل فقط لأن رويا طَلبت منه ذلك !!

الأيام المقبلة ، ستكون صعبة بالنسبة لها !!

_ سأتحدث مع كاورو قليلا و أعود ، لا تفتعلي العجائب !!
نبس تايهيونغ بنبرة محتدة نوعا ما ليخيفها ، لكن ....

هي رفعَت من نفسها واضِعة يدهَا على كتفه ليميل رأسه لها بتَعجُّب ، ثم طبَعت قبْلتها الرابِعة على وجَنتِه ، و إبتعدت ....

ناظرها الآخر باستفهام فقالت بمشاكسة  :
_ بدوتَ لطيفًا جدا ، لم أقدِر على تحملك !!

لطيفا ؟؟ نظراته كانت حَادة جدا حتمًا ، هي ترى شيئًا لا وجود لها ، لا شك أنها رأت خيالا لطيفا و ظنَّته تايهيونغ ....

غادر الآخر ليقنع كاورو العنيد ، في حِين ناظرت رويا الحَاضرين و رأت الكآبة تَكسو وجوههم ، و بالطبع ، لم يعجبها الوضع ....

لذا هَمسَت لإيروها ببَضع كلمَات و فورًا تحَرَّكت الأخرى تَذهب لتَنفيذ مَا طلبته ...

سرعان ما انتشرت ضَوضاء في القاعة ، إثر الموسيقى الصَّاخبة ، ابتسمت رويا و اتجَهت نحو السَّيدان الوسِيمان والدا تايهيونغ ، كَارل و جي يُونغ ، و سحبتهم معها لساحَة الرَّقص ....

_ هل هي مجنونة ؟؟ ما الذي تفعله !!
نبست زويا ...

رويا الآن توَد أن تَفعل شيئًا جنُونِيًّا ، هي توَد الرَّقص مع وَالديها فِي القَانون ، والدا تَايهيُونغ .

دارت حَول نفسها كثِيرا و هي تُقهقه فابتَسم السَّيدان على رُوحها المَرحَة ، و شَاركاها الرَّقص متمَسِّكين بيَدَيها ، تحَمَّس رَاين و شَاركهم أيضًا .

ابتسمت السيدة بيرلا ، زوجة السّيد كارل ، و ناظرت ابنتها إينورا تقول :
_ هل رأيتِ ؟؟ سيطرت على قُلوب الجميع بثانية واحدة ، إنها نادِرة و رائعة ، ليسَت بلهاء مثلكِ .

أبعدت إينورا رأسها للجَهة الأخرى بضِيق .

أمسك السَّيد جي يُونغ يد رويَا و أدَارها حول نَفسها ثم أمْسكَها السَّيد كارل و أدَارها مَرة أخرَى ثم مرَّرها لرَاين ، ففَعل الآخر ذَات الشَّيء .

إلى أن أحَست بالدُّوار و كادَت تسقط ، لولا أنّ ذراعًا قويا أحَاطها و سَحبها لصدْره ، رفَعت عَيناها لَه و قَابلها بنظَرات مظلمَة .

هو فقَط تركها لدقائق ، و افتعَلت العجَائب كما توقّع .....

السَّيطرة عليهَا أمر محَال .
مِن أين تَأتي بهِذه الطَّاقة ؟؟

_ ألم تَتْعبي ؟؟

_ كيف يمكن ذلك ، إنني مستمتعة جدا ، أحب الرقص ، أحب أن يُمسك أحَدهم بيدي و يلفنِي حول نَفسي....

هذه المَرة ، هو مَن راقصها يضَع عينيه بعَينيها الخلّابَة ، اقترب منها أكثر و أكثر و همس قائلًا :
_ ماذا تحبين أيضا ؟؟

ابتسمت رويا باتسَاع و ثرثرت :
_ أحب الرَّسم ، أحب التَّفاصيل ، أحب الزُّهور ، أحب الفَراشات ، أحب الطَّبيعة ، أحب شَعري الطويل ، أنظر إلى شَعري تايوو ، ألا يبدو جميلًا ، لقد اهتممتُ به كثيرا حتى يبدو هكذا ....

كانت مثل نَسمة هَادئة بَعثرت مشَاعره برقَّتها المهلكة ، و تمنى لو أن هَذا اليوم يَدوم ، لو أن هَذا اليوم يَستمر و لا يَنتهي !!

رباه ، هو مُغرم بهَذه الإبتِسامَة !!
مغرمٌ جدا !!

_____

- عندَ جونغكوك و زويا -

دخلت زويا لتَستحم و تطرد التَّعب مما مضى و الخوف مِما هو قَادم ، وقفت تَحت المَاء طويلا ، لتَسمح له بأن يَغسل حزنها و انكسَارها ، فانسَابت دموعها المَالحة مع انسياب المَاء فوقها كالمطر .

و ظلَّت مشغولة البال ، ماذا سَيحدث فَور خُروجها من هنا ؟؟ هي و بالطبع سَترفضه و لن تَسمح له بالاقتراب مِنها لكن .....

هي الآن زوجته ، لدَيها واجباتها الآن كزَوجة و لا تستطيع تجَاهله طوال حَياتها ، أليس كذلك ؟

ما العمل ؟؟

بحثت بعينها عَن شيء ليَستر جسَدها لكن مهلا .....

يا للذكاء !! لقد نسيت إحضار ما سَترتديه !!

وقفت خلف الباب تماما و بترددٍ شديد قالت :
_ أ…أنت !! هل أنت هنا ؟؟

سرعان ما وصلتها صوته الرّنان و هو يهم واقفا أمام الباب ، قلقا عليها لأنها استغرقت وقتا طويلا و قال :
_ ما الأمر يا حُلوتي ؟؟ هل أنتِ بخير ؟؟ تحتاجين لشيء ؟؟

لم تستطع قول شيء ، ما الذي ستقوله ؟؟

تنهدت بتعب و قالت :
_ أ… أنا ، في الحقيقة ، نسيتُ ملابسي ....

بحث الآخر عن ملابِسها و وجدهم على الأريكة ، أحضرهم و مدَّهم لها ، ففتحت هي الباب قليلا ...

و حرَّكت يديها تبحَث عنه ، فلامسَت صدره دون قصد و أبعَدتهم بسرعة ، ابتسَم جونغكوك و أمسَك يدها يضَع عليها المَلابس ثم انصرف .....

في حِين ظلّت الأخرَى مُتصَنمة مكانها ، و دق قَلبها بقوَّة !!!

خرجت بعْد أن ارتَدت ملابسهَا ، و بَحثَت عَنه ، استلقت على السَّرير و غطَّت نفسها جَيدا باللحَاف ، في حِين ابتسَم جونغكوك حِين لاحظها بالفعل .

أغمضت زويا عَيناها بسرعة حين أحسَّت به على السَّرير خَلفها ...

_ لستِ نائمة صحيح ؟؟ هناك ما يجب أن نتحدث عنه !!
نبس جونغكوك

_ ليس هناك حديث بيننا ، أنا متعبة فلتدعني أرتاح ....
نبست زويا و هي تغمض عينيها بقوة

_ يجب أن نتحدث !!
جونغكُوك بحزم

نهضت زويا بعصبية و ناظرته بغضب و قبل أن تصرخ به وضع الآخر يده على فمها يمنعها من الحديث و قال :
_ أرجوكِ ، دعيني أشرح موقفي !!

_ تشرح ماذا ؟؟ موقفك ؟؟ هل ما زال هناك شيء لم تشرحه ؟؟
نبست زويا

_ أرجوكِ زويا ، لا تكوني هكذا ، لم أكن أريد أن أجرحكِ ، حبي لكِ أجبرني على ذلك !!
جونغكوك.....

_ حبك ؟؟ نعم لقد رأيتُ ذلك ، حبك الذي جعلك ترفع سلاحا على رأسي و تهددني به ، تهددني بعائلتي !!
ردت زويا

_ لأنكِ عنيدة و لا تستمعين أبدا !!
قال جونغكُوك بعصبية و صراخ !!

اغتاظت الأخرى منه ، أولا يُجبرها على الزواج رغما عنها ثم يَصرخ بِها الآن ...!!

و لم تفكر مَرتين ، قبل أن تَرفع يَدها و تمسك برأسه و ....

ضربته بقوَّة فاصَطدم رأسه على الحائط ، تألم الآخر و هرَب أنين منه ثم أمسَك رأسه بيَديه و ناظرها بعدم تصديق ...!!

_ تستحق ذلك !! و تصرخ علي أيضا !!
نبست هي تناظر حالته ....

لم يرد علَيها الآخر ، بل بقِي ممسكا برأسه يحَدق بها بتَعجب ، فظَنت الأخرى أنه لربما حصل له شيء !!

و نبست بانفصام ...
_ أنتَ بخير ؟؟ هل ضربتكَ بقوة ؟؟

_ رأسي ....!!!!
نبس جونغكوك و هو يمسك رأسه بألم ...

ثم همَّ مغادرا الغرفة ، لأنه لو بَقي هنا لحظة واحدة لا يعلم ماذا سَيحدث له !!

سيتعرض للتَّعنيف حتمًا ..!!

بينما ناظرت زويا خياله ، و عادت تستلقي على ظهرها تناظر سقف الغرفة تسرح به و همست :
_ ما باله !! لم تكن ضربة قوية !!

تنهدت ثم عاوَدت النظر للأعلى ، فرأت لوحة معلقة هناك كتِبَ عليها ....

عندَما تُواجهين مَعضلة في الحَياة ، حَوليها إلى فَن.

ابتسمت بسخرية و قالت :
_ فن !! ها ؟؟ لستُ رويا لأفعل ذلك !! بالمناسبة .... مالذي تفعله هذه الحمقاء الآن ؟؟

نبست زويا تفكر بأختها ......

يتبع ......

______

مرحبا جميعا ~

ما رأيكم بحلقة اليوم ؟؟
أرجو أن تنال إعجابكم ~

• أفضل لقطة حظيتم بها في هذه الرواية لحد الآن ؟؟

• أوصفوا الرواية بكلمة واحدة !!

• أكثر جملة عجبكم ؟؟

• شخصيتكم المفضلة ؟؟ و لماذا ؟؟

• من أحببتم أكثر ، السيد جي يونغ أم السيد كارل ؟؟

• رومانسية تايهيونغ و رويا VS رومانسية جونغكوك و زويا ؟؟
- بالنسبة لي ، أفضل زويا و جونغكوك 🫠

أشكركم على قراءتكم و شكر خاص لكل من يدعمني و يدعم الرواية ♥️♥️

أراكم العام المقبل ، إذا كنَّا أحياء بفضل الله 🤎

Continue Reading

You'll Also Like

11.9K 263 24
Just talking to myself, nothing more.
716K 15.2K 45
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
10.4M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
5.9M 169K 109
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣