الكمد | JK

By philomena_elvis

18.2K 988 1.1K

يقرر الألفا جيون جونغكوك الزواج من ابنة ألد أعدائه للأنتقام منه! ° القصة خيالية ولا تمت للواقع أو للفنان المذ... More

مأساة
عرض زواج
أولى خطوات الانتقام
فايا ترحل عن الديار
الضيوف قد وصلوا
رائحة الموت تغزو كونفالاريا
إيفوريا
مولان تشعر بالحزن
فستان زفاف
روح توفانا ترقد بسلام
رغبات صادمة
سمعة وشرف
جوفان، الرجل الصلب
جيكي يُقابل ساين
جونغكوك يعتذر، فـهل تقبل فايا؟!
المنطقة المتنازع عليها
جونغكوك يمزح مع فايا
فايا تأخذ لقب جونغكوك
K
مهم
صدمة العمر!
الغميضة
اريد عائلة
خذلان
رهان
الحكيمة
سيدة جيكي
مُثير للريبة
الأرملة السوداء

اللونا

560 39 65
By philomena_elvis

احممم 🌝 انا جيت 🚶🏻‍♀️
بعرف أنه يوم التنزيل هو الأربعاء، يعني بكرة، بس قلت لنفسي
ليش ما أنزل لكم فصل كـهدية؟! سبب الهدية؟! لأنكم تستاهلون والله 🥹❤️✨

اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين!

_______________________________________________________________


وقفت فايا أمام النافذة الكبيرة التي تُطل على حديقة المنزل، وجهها مستند إلى الزجاج النقي الذي يسمح لأشعة الشمس بالتسلل برقة إلى الغرفة. تراقب الزهور ذات الألوان الزاهية وهي ترقص على إيقاع النسمات اللطيفة، تاركةً نفسها تغرق في بحر من الذكريات.

تتكأ على النافذة بكتفها، يرتسم على ملامح وجهها هدوء غريب، كما تتأرجح الستارة البيضاء الخفيفة بلطف على الجانب الآخر من النافذة، تارةً تكاد تلامس أرضية الغرفة وتارة أخرى تنتفخ بلطف بفعل النسمات الباردة التي تخترق الغرفة.

عيناها الذابلتان تحملان عالمًا من الذكريات والمشاعر، فتحتفظ بنظرة غائبة ترسم على وجهها غموضًا وجمالًا خاصًا. استحضرت فايا في ذهنها لحظات طفولتها في قطيعها السابق، ذكريات مشبعة برائحة الزعتر البري...

في هذا الوقت الحساس، أردف جونغكوك بلهجة جادة تخترق صمت الغرفة. «علينا أن نتحدث!» جفل جسد فايا بسماع صوت زوجها الذي خرج من غرفة مولان النائمة، والتفتت إليه لترى وجهه الجاد، بينما تحاول تصفية عقلها الغارق في ذكريات شخصٍ ما...

توقف الغرابي في وسط غرفة المعيشة، يقابل عيني فايا بعبوس واضح، يفتح فمه للتحدث لكن قبل أن يُلقي بكلمة، قاطعته فايا بشكل غير متوقع. عقدت ذراعيها على صدرها، والتعب قد طغى على ملامح وجهها. قررت أن توضح كل شيء، لتضع حدًا للتصرف العدائي الذي يتخذه جونغكوك وذئبه تجاهها.

«أنت مخطئ سيد غرابي!» ابتدأت فايا الحديث بصوت متعب. «أنا من يجب أن يتحدث. وأرجو أن يسمع ذئبك ما سأقوله!».

صمت جونغكوك بهدوء، تاركًا لها المجال للتحدث، مع السماح بوصول صوتها لجيكي الذي كان يُدير وجهه للجهة الأخرى داخل عقل الغرابي. ورغم أن فايا تبدو في حال مُرهق، إلا أن جونغكوك لم يكن مكترثًا ولو قليلًا بما هي عليه. ظل ينظر لها ببرود، وملامح جادة.

تسلل صوت العصافير في الخارج إلى الداخل، محاولًا إدخال نسيم الحياة الطبيعية إلى الغرفة، لكن الأجواء الداخلية كانت مشحونة بالتوتر والحيرة بما يكفي كي لا تتأثر بأي عوامل خارجية.

نظرت فايا إلى جونغكوك بخيبة أمل وقالت بصوتٍ متهكم. «لماذا بقيتُ هنا وقبلت الزواج منك؟!» كان صوتها كسؤال يطلب إجابة، لكن جونغكوك بقي صامتًا، ينتظر بصمت أن تواصل حديثها. بعد لحظة من الصمت، قالت فايا مع تقوس شفتيها في خذلان. «لأني اعتقدت أنك رجل إذا قال كلمة فأنه مستعد أن يُقتل في سبيل تنفيذها!»

عقد جونغكوك حاجبيه بعدم رضا، كان يبدو أنه يريد أن يقول شيئًا، لكنه اكتفى بالصمت، في انتظار أن تستكمل فايا حديثها. «لكن في أول يوم لنا بعد الزفاف، قمت أنت وذئبك بالإساءة لي!» أكملت فايا، و وجهها يُظهر خيبة أملها فيه.

تقدمت فايا نحو جونغكوك بخطوات ثابتة حتى وقفت مقابله، وقالت بثقة. «إذا كنت من النوع الذي يتحدث بلا حساب قبل الزواج وبعده يغير أقواله لأنه متأكد أن المرأة لن تتراجع بسبب عقد الزواج، أحب أن أخبرك أني مختلفة!» ثم وضعت أصبعها السبابة على صدره وقالت له بجرأة. «أنا امرأة لا يلوي ذراعها رجل. وإذا أردت، أغادر هذا المنزل الآن ودون تردد!»

بعد أن سمع جونغكوك كلماتها، شعر بالصدمة والخوف. كان يدرك أنها طالما قالت ذلك فـ هذا يعني أنها تفكر جديًا في الرحيل، وأدرك أيضًا خطورة هذا القرار على سلامة وحيدته. حاول جونغكوك التحدث ليبرر أفعاله السابقة، يريد أن يهدئ الأمور ويُبقي فايا هنا، لكن توتره وارتباكه حال دون ترتيب أي كلمة.

بينما حاول جونغكوك التعبير عن نفسه، كان لسانه يتلفظ بكلمات متقطعة وغير مفهومة. كان يحاول أن يجعل فاهه يتحرك، لكن كلماته كانت تأتي بصعوبة وعجز تام عن ترتيبها بشكل مفهوم. كان يريد أن يخبر فايا بأنه يأسف عن أفعاله السابقة وأن تلك التصرفات لن تتكرر ثانيةً، لكنه كان عاجزًا عن التعبير عن ذلك بسبب توتره الشديد.

استمعت فايا إلى محاولات جونغكوك للتعبير، ولكن لم تتغير تعابير وجهها الجادة. كانت تعلم أن وضعها مع جونغكوك لا يسمح لها بالتراجع، وأنها إذا سمحت بمرور الأمر هذه المرة، فأنها ستضطر أن تمرر الكثير من المواقف في المستقبل، والكثير من التجاوزات في حقها!

عندما رأى جونغكوك فايا تتراجع وتعود للوقوف أمام النافذة، توقف عن المحاولة وبقي يراقبها بانتباه. نظرت فايا إلى العصفور ذو الريش الملون الجالس على شجرة التوت، ثم مررت نظرها للأرجوحة المزينة بالزهور. بدت عليها علامات التفكير العميق قبل أن تبدأ في التحدث.

«نحن نتفهم شعوركم، خاصةً ذهبي!» قالت فايا بصوتٍ هادئٍ ومتأنٍ. «فقدان توأم الروح ليس إلا وهنًا يثقل أرواحنا قبل قلوبنا!»

حديث فايا جعل من جيكي منصتًا أكثر من السابق. كان يبدو أن كلماتها تلامس نبضات قلبه، بدت عليه علامات التأثر والتفكير العميق بينما يغلق عينيه.

تذكر جيكي لحظاته التي قضاها مع فانيسا، وكيف كانت توأم روحه تجلب السلام والسعادة إلى حياته. كانت ذكرياتهما مليئة بالحب والتفاهم المتبادل، وكانت تلك الذكريات تجعله يشعر بالحنين والألم الشديد لفقدانها.

وضع جيكي يده على قلبه عندما شعر بالوحدة الشديدة والفراغ الذي تركه رحيل فانيسا، وما آلمه أكثر هو الشعور بالعجز واليأس حيال عدم قدرته على إحياء تلك الذكريات الجميلة التي شاركها معها. كان يتمنى لو كان بإمكانه العودة إلى تلك اللحظات السعيدة والبقاء إلى الأبد مع حبيبته الراحلة.

التفتت فايا لتواجه جونغكوك الذي واصل وقوفه في مكانه، وأكملت حديثها بحزن. «نحن أيضًا فقدنا توأمنا ونعرف جيدًا كيف يكون الألم الناتج عن ذلك!»

شعور فقدان توأم الروح مشابه لاقتلاع الروح ببطء من الجسد. الألم ينبعث من كل خلية في جسم المستذئب، وكأنه يشعر بأن كل جزء منه يموت تدريجيًا. فتوأم الروح ليس فقط شريك الحياة بل هو جزء من الذات، وفقدانه يعني فقدان ذلك الجزء، وهذا يثير مشاعر عميقة من الحزن، الفقدان، الوحدة، واليأس.

المستذئب الذي يفقد توأم روحه يشعر بشكل مفرط بالفراغ والخسارة. يشعر بأن جزءًا منه قد تمزق وتم فقدانه إلى الأبد، مما يؤدي إلى شعور بالوحدة والضياع. تزيد هذه الخسارة من الحزن واليأس، ويمكن أن تؤدي إلى حالات من الاكتئاب الشديد ثم الانتحار.

وجدت فايا نفسها تقف أمام جونغكوك، تحاول بكل قوتها أن تظهر القوة والثقة بينما كانت تشعر بالهزيمة من الداخل. «نحن لسنا هنا لنأخذ مكانة رفيقتكم الراحلة، ولا نطالبكم بالحب والغرام. كل ما نطلبه هو الاحترام والتقدير الذي أؤكد لكم أنه سيكون متبادلًا!»

كانت تلك الكلمات تحمل الصدق والكذب في طياتها على حدٍ سواء، فبينما كانت فايا تحاول بكل جدية أن تُقنع جونغكوك في بناء علاقة مسالمة، كانت تخفي الأمل الخفي في داخلها، الأمل بأن يكون جونغكوك قادرًا على قبولها وحبها كما هي، ويمنحها مكانة خاصة بها، ويجعلها شخص مميز في حياته!

_____________________

وجدت فايا نفسها جالسة خلف مكتبها الكبير، حيث كان هناك العديد من المجلدات والأوراق المبعثرة والأقلام الملقاة على جانبيها. كانت غرفتها مكتبية كبيرة، حيث كانت الأرفف المليئة بالمجلدات تمتد على الجدار الخلفي والجدران الجانبية اليمنى واليسرى، مما يعكس الأعمال التي تنتظرها من الآن فصاعدًا.

على جانبيها، كان هناك مكتبان فارغان، مخصصان لمساعداتها.

أمام المكتب، كان هناك طاولة مستطيلة الشكل صغيرة مع عدة كراسي خشبية حولها، مما يشير إلى أن المكتب ليس فقط لقراءة التقارير ومراجعتها بل هو أيضًا مكان للاجتماعات والمناقشات. كانت الغرفة مضاءة بشكل جيد بفعل أشعة الشمس التي تتسلل إليها من النافذة، مما يجعل الألوان الدافئة تبرز من الأثاث الخشبي والأرفف الممتلئة، مما يضفي جوًا دافئًا ومريحًا على الغرفة.

وقفت امرأة في الثلاثينات من عمرها أمام المكتب بتأنٍ، تنظر بعيون حادة إلى فايا التي كانت تنتقل بين الأوراق. كانت نظراتها مليئة بالاستحقار والاستصغار، لكن حين رفعت فايا رأسها لتلتقي بنظراتها، تبسمت المرأة بلطف، محاولةً إخفاء مشاعرها السلبية.

«قومي باستدعاء مالوري.» تحدثت فايا بصوت حاد قبل أن تُعيد بصرها للورقة في يدها اليمنى، بينما تُريح ذقنها على كف يدها اليسرى.

عندما سمعت المرأة الأمر الصارم من فايا، شعرت بالانزعاج الشديد، لكن في نفس الوقت، لم تكن قادرة على إظهار استياءها بوضوح، فهي تعرف جيدًا أنه لا يمكنها التجادل معها، إذ إن فايا هي اللونا ومنصبها يعتبر الأعلى بعد جونغكوك.

في محاولة للاستهزاء بفايا لتشعر بالرضا الذاتي، قالت المرأة بصوت هادئ تُخفي خلفه سخريتها منها. «لونا، يمكنكِ استدعائها من خلال الرابطة الذهنية!» ثم تعمدت النظر إلى رقبة فايا النظيفة، بينما تبتسم بسخرية خفية، ثم عادت لتقول بصوت هادئ مرة أخرى. «اعتذر لونا، لم أكن أعلم أن القائد جونغكوك لم يقم بوسمكِ بعد!»

فايا، التي شعرت باستهزاء وسخرية في لهجة المرأة، لم تعطها أي اهتمام. استمرت في النظر إلى الورقة دون إعطاء أي اهمية لكلامها، ثم قالت لها ببرود مخيف. «سواء وسمني أم لا فهذا ليس من شأنكِ، قومي بعملكِ بفمٍ مغلق!»

في الداخل، قالت ساين بمرح. «كانت والدتنا محقة عندما كانت تقول هذه الجملة للذين يعترضون على أوامرها!» بدت فايا سعيدة وهي تبتسم وترد بذات النبرة. «كان لديها بُعد نظر في الناس!»

لكن ردة فعل المرأة كانت مختلفة، إذ شعرت بالغضب لأن فايا تحدثت معها بهذا الأسلوب، فقبضت فستانها بيديها في محاولة لمنع نفسها من الصراخ في وجه فايا، عوضًا عن ذلك، قالت لها بانزعاج معتقدةً أن ذلك سيفلح.

«لونا، هل يمكنكِ التحدث بشكل ألطف! اللونا السابقة فانيسا، لم تكن هكذا ولا اللونا ليليا!» تعمدت المرأة ذكر فانيسا بشكل خاص، لكي تنقهر فايا وتنزعج، بما أنها كانت زوجة جونغكوك السابقة و توأم روحه.

لكن فايا لم تظهر أي تعابير تُذكر. صحيح، قد تشعر فايا بالغيرة من فانيسا لامتلاكها قلب جونغكوك ومشاعره، لكن ذكرها لا يزعجها أبدًا، خاصةً أنها كانت امرأة صالحة تتمنى الخير للجميع!

«أنا لستُ فانيسا، بل فايا!» أردفت فايا بابتسامة مستفزة قد صدمت الأخرى. «وعليكِ التعود على هذا سيدة ميلر!» ثم أضافت بصوت بارد قد تسبب بقشعريرة سريعة في كامل جسد المرأة. «هذه المرة الأخيرة التي أخبركِ فيها أن تستدعي مالوري والنساء اللاتي سأعطيكِ اسمائهن الآن. أنتِ لا تمتلكين أي فكرة عن العقاب الذي ستلاقينه إذا لم أرهم هنا بعد دقائق من الآن!»

___________________

في المكتب، كان جونغكوك يقف أمام رف كبير مليء بالمجلدات على الجانب الأيمن من مكتبه الكبير، حيث كان يقرأ مجلدًا بانتباه. كانت الغرفة واسعة، تضم مكتبين آخرين غير مكتبه، حيث كان يجلس كل من المستشارين أوزيريس ودان.

أوزيريس ودان كانا يجلسان خلف مكتبيهما، كلاهما كان يمسك بأوراق ويقرأها بانتباه، وكانت مكاتبهما مليئة بالمجلدات والأوراق المنتشرة، مما يدل على الكثير من العمل الذي يقومان به.

الهدوء سيد الموقف في الغرفة، إلا أن الجدية والتفاني كانا السمتين البارزتين في أداء المهام، حيث كان الثلاثة يبذلون قصارى جهدهم لإنجاز ما يلزم بدقة وفعالية.

أخذ جونغكوك المجلد معه إلى طاولته ووضعه أمامه، ثم قال بهدوء متأملاً الورقة التي بات يقرأها. «هناك تزايد ملحوظ في عدد الحيوانات داخل قطيعنا منذ آخر عشر سنوات!»

ليرد دان بهدوء. «أنت محق ألفا، خاصةً من ناحية الغزلان والطيور والأبقار البرية، إلى جانب الأسماك!»

أضاف أوزيريس متابعًا لكلامهما. «أصبح بمقدور القطيع تناول اللحوم بشكل أكبر بفضل ذلك!»

الجو العام في الغرفة كان مملوءًا بالتركيز والجدية، حيث كان الثلاثة يناقشون الأمور الهامة للقطيع بكل تأني واهتمام. كانت الأوراق المنتشرة على مكاتبهم تعكس حجم المسؤوليات المرمية على عاتقهم، ولكنهم كانوا واثقين في قدرتهم على تحمل هذه المسؤوليات بنجاح.

لكن ذلك لم يدم، عندما دخلت السيدة ميلر المكتب بشكل مفاجئ، أصابتهم جميعًا بالقلق من حدوث شيء سيء في الخارج. أوزيريس، ودان نظروا إليها بانتظار التفسير، وجونغكوك سارع بالسؤال بقلق. «ماذا حدث؟!»

بينما رفعت السيدة ميلر صوتها بحزن واستياء، قالت. «ألفا، هل يرضيك هذا؟!» وهو ما جعل جونغكوك ينظر إليها بتساؤل.

بعبارات مليئة بالانزعاج والدموع في عينيها، تابعت المرأة. «لقد قامت اللونا بفصلي من وظيفتي كمساعدة لها وجعلت مالوري تحل مكاني!»

دان لم يكن سعيدًا بتصرفها في الدخول عليهم بهذا الشكل، وانزعج أكثر لأن سبب فصلها لم يكن يبرر دخولها بدون إذن، فقال بغضب. «هل هذا سبب يستدعي الدخول بدون أذن؟! هل نسيتِ أنكِ داخلة لمكتب القائد!»

جونغكوك حاول تهدئة الأمور، فقال بصوت هادئ. «لا بأس دان!» ثم التفت إلى السيدة ميلر التي كادت تبكي، وقال لها بتعاطف. «أنا أتفهم حزنكِ سيدة ميلر، لكن ليس من حقي التدخل في اختيار اللونا لمساعداتها. قد تكون قراراتها صعبة أحيانًا، لكن يجب علينا الثقة بقدرتها على اتخاذ القرارات المناسبة للقطيع.»

لكن السيدة ميلر أصرت على اعتراضها على قرار اللونا، ما كانت لتقبل التخلي عن منصبها الذي تتفاخر به بين بقية النساء، فبدأت بالحديث عن تجاربها السابقة لإيصال فكرة أنها تمتلك الكفاءة والخبرة لتكون مساعدة للونا، مع الحرص على ذكر فانيسا، للعب على عواطف جونغكوك.

«لكن ألفا، أنا قد خدمت والدتك الراحلة لعدة سنوات، إلى جانب اللونا السابقة فانيسا! لدي خبرة في هذا المجال عكس مالوري التي لا تفهم شيئًا! اللونا قد استلمت مهامها منذ يومين فقط، ولن يستطيع أحد مساعدتها غيري!»

ثم استمرت في حديثها بالإشارة إلى ظروف مالوري وضغوطاتها. «كما أن مالوري مريضة وتتعالج عند صوفيا، فمتى تتفرغ للعمل كمساعدة للونا!»

تدخل دان بعدم فهمه للوضع. «مالوري مريضة؟! على حد علمي هي فقط تأخذ علاج يساعدها على الحمل!» ولكن السيدة ميلر أصرت على كلامها. «أوليس مرضًا؟! لو كانت سليمة لأصبحت حاملًا دون مساعدة!»

هذا الحديث لم يعجب جونغكوك ومستشاريه، كون مالوري امرأة صالحة ذات سمعة طيبة بين أفراد القطيع، وليس لها أي أذى على أحد، أمرأة في حال نفسها! أوزيريس، الذي كان يكتم غضبه، قال بانزعاج.

«مالوري ليست مريضة، كل ما هنالك أنها بحاجة إلى أعشاب تساعدها لتصبح حامل. كما أن هناك العشرات من النساء غيرها في القطيع اصبحن حوامل بعد أخذ العلاج من عند صوفيا. كما أن العلاج الذي تتحدثين عنه لا يتطلب سوى أخذ بعض الأعشاب من عند صوفيا في الأسبوع مرة!»

شعرت السيدة ميلر بأن الجميع ضدها، كما أنها لاحظت أن جونغكوك لم يبدي أي رد فعل أو يقل شيئًا، حتى بعد ذكر رفيقته، مما زاد من غضبها واضطرابها. لم تتوقع أن يكون الأمر بهذه الصعوبة، فقد اعتقدت أن ذكر فانيسا سيجعل من جونغكوك متعاطفًا ويكسر كلمة فايا، لكن على العكس تمامًا، بقي الغرابي هادئًا بشكل غريب!

قبل أن تتمكن السيدة ميلر من التعبير عن استيائها بشكل أكبر، دخلت امرأة أخرى المكتب بنفس الحالة المزاجية، وقالت لجونغكوك بصوت مرتفع. «ألفا هل يرضيك هذا؟!» مما أدى إلى توتر أكبر في الغرفة.

جونغكوك، الذي عرف أن فايا قد فصلتها هي أيضًا من منصبها عندما سمع سؤالها، أعاد السؤال للتأكد من الوضع. «كلا لا يرضيني، لكن ماذا حدث؟!»

المرأة، بحزن وبحة بكاء، عبرت عن حزنها واستيائها من القرار الذي تم اتخاذه. «لقد قامت اللونا بفصلي من منصبي كـرئيسة داخلية لمخزن الطعام!»

بعد تنهيدة خفيفة، أعاد جونغكوك تأكيد موقفه. «أتفهم حزنكِ سيدة كاثرين، لكن لا يمكنني التدخل في قرارات اللونا.»

لكن المرأة استمرت في الاعتراض، علّ وعسى يحن قلب القائد عليها ويعيدها لمنصبها. «ألفا، أنت القائد وبيدك كل شيء! أنا في هذا المنصب منذ سنوات ولدي خبرة أكثر من أي شخص آخر!»

تنهد جونغكوك بضيق من الضغط الذي أصبح عليه قبل أن يقول موضحًا موقفه كـقائد للقطيع. «بيدي كل شيء عندما يتعلق الأمر بمهامي، لكن لا يمكنني التدخل في قرارات اللونا إلا للضرورة القصوى.»

حاولت السيدة كاثرين ترتيب أفكارها بطريقة تجعل جونغكوك يتعاطف معها، لكن قبل أن تتمكن من التعبير عن مشاعرها، دخلت امرأة أخرى المكتب بنفس الطريقة المستاءة. هذا جعل الأمور تتعقد أكثر، حيث عرف جونغكوك ومستشاريه ما حدث معها وما ستقوله قبل أن تتحدث.

جونغكوك، بعد أن عرف ما ستقوله المرأة، قال لها بقلة حيلة. «كلا لا يرضيني، لكن ليس بيدي شيء! وظائف الأوميغا والمهام التي تقع عليهم كلها تحت مسؤولية اللونا، وليس من حقي التدخل إلا للضرورة القصوى!.»

زمت السيدة شفاهها للحظات، ثم قالت بتردد. «ألفا، إذا تحدثت معها كزوج بعيدًا عن الألقاب بالتأكيد ستستمع إليك!»

علاقة جونغكوك وفايا تحسنت كثيرًا في اليومين الماضيين، ولم يعد هناك أي توتر بينهما عندما يلتقيان. حتى لو جلسوا بمفردهم، تكون الأجواء بينهما مريحة، والفضل يعود للحديث الذي أجرته فايا قبل أيام، حيث تمكنت من إيصال أفكارها ومشاعرها بشكل فعال.

حتى جيكي لم يعد منزعجًا من وجودها، بعدما قالت فايا أنها لا تريد أخذ مكانة فانيسا. هذا الإيضاح جعل جيكي يشعر بالارتياح قليلاً ويفهم أن فايا ليست راغبة بأن تصبح زوجة لهم، خاصةً بعد ذكرها لتوأمها الراحل... مشكلته الوحيدة هي مشاعر جونغكوك، والتي يسيطر عليها على طريقته!

هذا الشعور بالراحة والأمان في المنزل جعل جونغكوك مترددًا في الطلب منها، فقد خشي أن تعاند فايا وتظل مصرة على قرارها بعدم الرضوخ لطلبه. كان يدرك أن عدم احترام رغبات فايا قد يؤدي إلى عودة التوتر إلى علاقتهما، وهذا قد يؤثر سلبًا على مولان، التي كانت تستمتع بالأجواء الهادئة والمريحة في المنزل.

جونغكوك وضع سلامة مولان في المقام الأول، ولم يرغب في أن تحزن أو تتأثر بأي توتر يمكن أن يحدث بينه وبين فايا. كان يعتبر أن الأجواء الهادئة والمستقرة في المنزل تساهم في سعادة طفلته واستقرارها العاطفي، وهو ما كان يسعى جاهدًا للحفاظ عليه.

وسط انتظار النساء الثلاثة، حيث كانت الحيرة تسيطر على تفكيرهن، صدمهن صراخ مفاجئ من الخارج. الصوت العالي جعل الجميع يقفز من مقاعدهم بذهول، وجونغكوك الذي كان يجلس خلف طاولته، سرعان ما وقف ونظر لمستشاريه بحيرة.

دون تردد، خرج الغرابي من مكتبه بسرعة، وعلى الفور تبعه مستشاروه و النساء الثلاثة بعد أن شعرن بالقلق تجاه ما قد يكون السبب وراء هذا الصراخ العالي!




_________________________

شعوركم وأنا مدلعتكم بفصل طويل كـهدية؟! 🌝

حاولت أعمل ميمز 🌝 وغالبًا بعد كل فصل رح حط صورة ميمز
عن الرواية 💃🏻

Continue Reading

You'll Also Like

171K 10.8K 61
. . هيَ أوقعتني كيف؟ لا أدري أنا... يا آخرَ الملكات، كيفَ أخذتِني مني بلا إذنٍ ولا استئذان.. حبٌ كبير في دواخلنا نما..فإلى متى نخشى من الإعلان..
2.4K 232 8
"ما الذي يؤكدلي؟" "يؤكد ماذا هيجين" "أن كل ما أراه حقيقي؟" - مين يونجي suga - لي هيجين يمكن أن تحرض على إيذاء النفس، إن كنت تعاني من أي اضطرابات نفس...
2.2K 478 40
كان لون عينيها يخفي شيئا لكنني أدركت هذا متأخرا مين يونغي كيم فيونا
770K 33.3K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...