Childhood friend _ صديق الطفو...

By l_lps1

3.8K 322 1.3K

[ الرواية نظيفة / مستمرة ] " أَنتَ كالنِجوم التِي في سَقفِ غُرفَتِي، تُنير حَوالِي بهِدوءٍ جَميلٍ، وَ هـٰذَا... More

P⁴
p⁵
p⁶
p⁷
p⁸
p⁹
p¹⁰
p¹¹
p¹²
p¹⁴
p¹⁵
p¹⁶
p¹⁷
p¹⁸
p¹⁹
p²⁰
- الى جَدتي²¹
p²²

p¹³

153 16 61
By l_lps1

- يا رِفاق، تَغاضوا عَن الأَخطاء الإِملائية
ولا بأَس بِتصحيحها عِند حَانة التَعليق
حَتى أُراجع الفَصل مَرة أُخرى و أَنتبه للخطأ ...

قراءة مُمتعة :]

--

أَغلق تايهيونغ المُحادثة، ثُم فَكر ملياً حول ما إِقترحه جونغكوك لَه بالرسالة، نبس بِصوت خافت

" اذاً عَلي أن أُعوض المُتغيرات بالدلائل
كمُعادلة رياضية "

شَعر بِنعاس قَوي يَجتاحه، لأَنه إِستيقط
مُبكراً جِداً. لِذا أَغلق الدَفتر وَ اَخذه مَعه
لِغرفتِه

أَوطأ أَقدامه بِثكلى، وَ تقدم نَحو الخِزانه
الصَغيرة المَرصوصَة بِجانب سَريره الكَبير
يَضع بِها الدَفتر و الأَقلام، ثُم يَنهزم
أَمام النُعاس، ليَرمِ جَسده بِتعب

وَ يَغط بِنوم عَميق ...

---

[✨ WITH TAEHYNG ✨]

كُنت وَحدي بِوسط مَدينَة ذات بِنايات
بَيضاء، أَتوغل بَين سَيارات سَوداء تَصطف
بِجانبي.

كَان الجَو بارداً، ذُو نَسيم هَواء يُحرك خُصلاتِي
ذَهاباً و إِيابا، تَجعلهم يَتمردوُن عَلى نَاظريَ

صَعدتُ فَوق إحدى السَيارات لأَرتفع قَليلاً
و بَدأت أَنظر حَولي

المَكان صَامت، أَبكم، بلا أَلوان، بارِد
أَرتدي مَلابس طَويلة لِحد الرُكبة
فَهي خَفيفة بَيضاء اللون

كَملابس مَريض نَفسي بِمشفى العِناية

سَاقاي عَاريتان بِلا حِذاء أَو جَاروب
قَدماي يَطغو عَليها اللون الزَهري المائل
لِلإِحمرار ..

نَظرت للخَلف رأَيت مَرعى أَخضر اللون
جَميلاً رُغم البَرد

إِلا أَن رأيتُ شَيءاً قادِماً مِن الأُفق، شَيءاً
ڪ " توسونَامي "

عَاصِفة مائِية كَبيرَة إِجتاحت المَرعى، فَهلعت
وَ بدأَت التَفت يَميناً و شَمالاً

لأَرى جونغكوك يَرتدي مِثلي، لَكن بِلون
أَسود.. يَقف بِزاوية بَعيدة عَني حَيث باب
أَحد الأَبنية

رَكضتُ بِإتجاهَه، لَكنِي سَقطت مِن فَوق السَيارة
لأَرتطم عَلى وَجهِي، لَم يَكن أَي وَقت لأَشعر بأَي
شَيء ..

لِذا إِستقمت بِسرعة، إلا أَن كُل شَيء
إِختفى، أَصبح مُحيطي أَبيض بالكَامل

لا بِنايات ولا سيارات ولا جونغكوك !

التَفت، أَمام، خَلف، بجانبِي، لا أَحد !
لذا قُلت بِصوت صَد صَدى المَكان

" جونغكوك - كوك - كوك .. "

كان الصَدى يَتكرر بِأخر ثلاث أَحرف
لِيَصدح صَوت خَلفِي، لِيتَضح أَنه ذَاته
الإِعصار الذِي ظَهر لِي قَبل قَليل

شَرعت بالرَكض، إلا أَن شَهقة جونغكوك
أَوقفتَني !!

إِلتفت لأَراه واقفاً يَنظر الى الإِعصار
فَاتحاً عيناه لِمصرَعهما

كَانت أَطراف يَده تَرتَجف مِن الرُعب، وَ
فَمه مَفتوح أَثر الصَدمة ..

رَكضت نَحوه، أَهز بِكتفه ليتَحرك
" جونغكوك، لِنذهب

جونغكوك!!

هَل تَسمع !! جيوون "

لَم يَكن مَع إتصال!!
خَارج النِطاق لا يَسمع ولا يَتحرك.

بَدأت أَجر بِيده لكِن مِن دون جَدوى
بَقيت أَتوسل لَه، فالدَمار بدأَ يقترب
رُويداً رويداً مِنا

وَ أَخيراً حَرك رأَسه، يَنظر لي بِبرود
فَ قُلت أَستعجله

" هيااا !! جيون لينَرحل
سَيصل الدَمار الينا و يَلتهمنا "

أَخذت بِرسغه أَسحبها، إلا أَنه قال
لِي و بِرودة نَبرته لامَست أَجزاء جَسدي

" هَذا لِيس إِعصار مُدمر
بَل إِنه الأَول

وَ أَنا لَست أَنا
بَل المَدينه خَاصتُنا ..
هِي الثَاني ! "

بَقيتُ واقِفاً أُحدق بِه بِأستغراب
رافعاً حاجبي، ليس وقتها !!

وَ الإِعصار يَقترب، وَ سَيصل.

إلا أَنه نَظر الى الإِعصار تارَة
وَ أَعاد النَظر لِي تَارة أُخرى وَ لكن بِنظرة
خَائِفة، وَجه أَحمر تَبرز عِروقه كَأنها تَود الإِنفجار

لِذا وَ من دُون مُقدمات، سَحبتُ يَده
لأَركض بِه بِأقصى سُرعة مُمكنه

كُنت أَركض وَسط البِياض الغَريب
التَفت تَارة لأَتحقق مِن جونغكوك الذِي
يِطأطأ رَأسه و يَركض وَرائِي، وَ أَخذ نَظرة
خَاطِفة عَلى الإِعصار الذِي بَدت سُرعته تَتسارع

ثُم أَشحت نَاظرِي لأَركض أَسرع
فَبدأت تُخلق مُدن بِبنايات بَيضاء حَولنا
إِلا أَنها كَانت مَهزوزة و تَرتج أَثر الزَلازل التِي
تَرج الأَرض رجاً

نَظرت لِجونغكوك الذِي بَدى شَفافاً قَليلا
صِحت بِه

" لااا، أَرجوك، تَماسك "

لِيسحب رِسغه مِن بِين يَديه
يَمسح بِعينيه التِي أَتضح بأَنها تَجري دِموعاً

بَدأت تَتطاير شَضايا مِن جَسده، لِيختفِي
بالتَدريج
هذا أَقلقني، وَددتُ البُكاء صَارخاً أَفيض
مَعه

أَمسكتُ بِكتفه وَ قلتُ بِخوف الذِي إِجتاح
جَسدي عَليه

" جـ ـونغـ ـكوك !! أَنت بِخير
صَدقنِي، لَن تَختفِي هَكذا

أَليس كَذلك !! "

نَظر لِي بِذبول فَطر فُؤادي
أَشعر بِمغص وَ دِوار،

لا أَهتم لِلإِعصار الذِي بات بالوصول

قالَ لِي بِصوت خَشن و حَزين
" تايهيونغ.

أَنت تَركتنِي !

لكن، لا تَنسانِي
مِثلما سأَفعل أَنا

إِجعل هَذا وَعداً !! "

فَتحتُ عَيناي عَلى مَصرعيها
ما الهُراء الذي يَتفوه بِه؟

لأَخذه بِأَحضانِي أَبكي فَوق كَتفه وهو أَيضاً
يَبكي

قُلت لَه هامساً
" لا أَعرف لما نَبكي
و لِماذا هُنالك مَشاعر بالأَحلام

لَكن أَعدك بأَنك الاَولى بِكل شِيء
جونغكوك !! "

فَتحت يَداي التِي تُحاوط اللاشيء

إِختفى جونغكوك مِن بَين أَحضانِي

مِن خَوفي و رُعبي و قَلقي
بَدأت أَركض و أَصرخ بإِسمه بَين شَوارع
هَذه المَدينه البَيضاء بالكَامل

وَ الإِعصار بدأَ يُحطم الجزء الخَلفي
مِن بِنايات المَدينه

كُنت أَصرخ بإسمه و أَبكي، تَعبان مِن الرَكض
و القَهر، إِختفاء جونغكوك غَريب مَع كلامه

لأَغرق بينَ مياه الأَعاصير. التِي إِجتاحتنِي
بلا إِذن !

كُنت أَختنق تَحت و فَوق سَطح الماء
أُريد التَشبث بِسيارة سَوداء تَطفو

إلا أَنني فَقدت الوَعي جُزئياً

لَكن شَعرتُ بِيد أَمسكت كَم قَميصي
مِن الخَلف تَجرنِي فَوق إِحدى السَيارات

إلتَفت بالكامل لأُمسك بِيده، كان وَجهه
مُغوش، غَير واضِح

لذا قُلت لَه " مَن أَنت؟ "

سَمعت كلام مِن دون نَبرة صُوت
" أَنا هو توأمك الذِي رُمي .. "

لَم أَستطع سَماع التَكملة بِسبب صَوت
المَاء و الإِعصار

" جونغكوك ؟!! أَهذا أَنت؟ "

اجابنِي بِحماس
  " نَجحنااا، المَدينه ... تَتدمر، ماتوا جميعاً "

إِستقمتُ مِن فِراشي فَزعاً مِن الحُلم الذِي
رَاودنِي ..

أَستنشق الهَواء بِصعوبة، لأَخذ بِمرذاذِي
المَوضوع عَلى الخِزانه الصَغيرة

---

رَشة، رَشتِين، ثُم أَستعاد الهَواء

بَقي يَزفر بِثقل. حَتى نَظر الى
الدَفتر و الأَقلام التِي كُشفت لَه

أَخذ بِهم، لِيفتَح الصَفحة التِي دَون بِها
اللُغز

ثُم فَتح صَفحة جَديدة بَيضاء كالمَدينه
التِي زارَها بالحُلم

لِيدون بِها كُل ما شَهده بالحُلم، إلا بَعض
التَفاصيل التِي نَسيها عَقله

قال بِخفوه " واثق مِن رؤية الذي
أَنقذنِي، لكن لا يُمكنُني التَذكر "

لَم يَدم تَفكيره طَويلاً حتى أَتى
مَن يَطرق الباب عَليه

أَغلق دَفتر مُلاحظاته بِسرعة و خبأه
بِجانبه و الأَقلام كذلك

ثُم أَعطى الإِذن للدِخول، لِتدخل إِحدى
الخادمَات بالعَقد الرابع مِن عُمرها

إِنحنت له، لِتتقَدم نَحوه، عَلم إِنها
إِحدى خَادمات والدتِه، فَهم يَفعلون وَ يَعملون
بِدون أَن يأذنُوا منِه، وَ هذه إِحدى أَوامر
الوالِدة للخَدم

الوَحيد الذِي يُطيعة بالحَذافير هِي جوليا
خَادمتَه الخَاصة بِه

إِقتربت أَكثر تَكسر حَواجز الإِحترام
لذا إِنكمَش حاجبِيه بِعدم رُضاً

قالت لَه هامِسة بَعد أَن وَقفت بِجانِبه
" عُذراً سَيدي الصَغير، والدَتك
بِأنتظارك فِي قاعَة الطَعام لذا طَلبت
مِنك الحِظور كَأمر "

إِنزعج لأَنه أَمر، وَ ليسَ مجازياً.

لِذا أَومئ لها كإِجابة ثُم قال لَها لِتنصرف
" إِذهبِ و أَنا سألحقك "

عارِضت الأَمر زاعمَة بأن أَوامر أُمه أَولى
" أسف سَيدي الصَغير، لكِن والدَتك
تَود مِني أَن أَصطحبك بِرفقتِي "

بانَت مَلامح الإِنزعاج، في الأَول
هِي لا تُنفذ أَوامِره
وَ إيضاً هو مُعتاد عَلى أَن الإِعتذار
يُصاحِبه إِنحناء مُحترم
وَ ليس تَطفل كهذا الذِي حَدث

هُو لا يَتكابَر أَو شِيء مِن هذا القَبيل
إلا أَنه إِعتاد على أَوامر التِي تُناسبه.

لَن يَتجادل أَكثر مَع ذاتِه ليستَقيم
مِن مَضجعه، وَ يلحَق الخادمَة كأَنه
لا يَعرف الطَريق للصَالة تِلك

مَحواه مُختنق، يَشعر بشيء سَيء
لِذا أَوطأ قَدمه فِي شَطر و الخادِمة فِي شَطر أَخر
عِندما لاحَظ ذَهابها الى المُتجه المُعاكس لِصالة
الطَعام، نَده بها قائلاً
" مهلا، صَالة الطَعام مِن هنا "

إلتفتَت الخادمة لَه تَنحني ثُم تُجيبَه
" عُذراً، أُمك تَنتظرك هُناك "

ثُم أَكملت سَيرهَا تَتجاهله، لِذلك يَكره
قِدوم أُمه الى هُنا و يَمقت الخَدم

لَم يَكن لَه حيلة سِوى أَن يَلحق بِها
مِن دون أَدنَى فِكرةً لَديه بِما تُفكر والدَته

بَعد التَوغل دَاخلاً، عَرف إِنه سَيذهب الى تِلك
الغُرفة، التِي كانَ يَخشاهَا فِي صِغره

غُرفة ذَات بَاب خَشبي مُزخرف مِن كُل زَاوية
مُغلقة دائِماً، لا أَحد يَدخلها سِوى والدِاه

حَتى إِنهم مَنعونِه مِن الدِخول لَها دائِماً، لَم تَكن
لَديه أَي فِكرة عَن الذِي دَاخلها أَو عَن شِكلها وَ
الأَثاث المَوضوع فِيها .

تَوقف بَعد أَن مَدت الخادِمة يَديها لِتفتح الباب
لذَا شَعر بالتَوتر قَليلا، إبتَلع رِيق لِجوفِه الفارِغ

يَشعر أَن هذا الأَمر مَصيري.
كَقرار زواج، دِخول تَخصص جامِعي ..
بَل و أَكبر .!

لِذا شَرع الباب أَخشابه ليُفتح ..
أَول ما وَقعت عَليه عَيني، الجالس بِجانب
أُمي ..

قُلت و عَيناي تَكاد أَن يَخرجو مِن مَصرعَيهم
" أَبـ ــي؟ "

كَان جالساً يترأَس الطاوِلة زجاجية الطَويلة بَيضاء
رُخامية، و على يَساره أُمي تُقطم باللبس مَع الغُرفة

تَرتدي زَي نِسائِي رَسمي، أَبيض اللون ..
شَعرها الطَويل يَرتمِي خَلف ظَهرها، بالاضافة الى
مِكياجها الثَقيل المُتبرج، كَأنها ذَاهبة الى مَلهى لِيلي

والدِي، يَرتدي ... !!
بَل لم أَستطيع تَفصيل مَلابسه لأَنه جالس يَتناول
فِطوره بِهدوء.

رَفع الإِثنان نَاظِريهم نَحوي، وَ تعلو إِبتسامة
بِـ وَجه أُمي !

لَكن أَبي حافَظ على هِدوءه، وَ اِكتفى بِرسم
إِبتسامَة صَغيرة يُمكنني رؤيَتها !

الغُرفة بَيضاء بالكامل !!
هَل لَه علاقة بالحُلم؟ أَم إِنها صِدفة

تَقدمت بخِطواتي الى الأَمام. لأَن وقوفِي قَد
طال ..

إِستقام وَالدي مِن على كُرسيه، بَعد أَن
قَطع تَناوله للطَعام ليَستقبل وَلده الوَحيد و المُدلل

" بُني، إِشتَقتُ لَك. تَعال لأُشبع إِشتياقِي
بِرؤيتِك، تايهيونغ "

---

نَعود الى الوَراء، حَيث تَركنا
المَظلوم يِواجه الصِعاب لِوحده
دَاخل الحَمام

مَع جونغكوك ...
حَيث يَحترق مَع ذاتِه، وَ يَجلد بِنفسه

يَشعر بأَلم فِي بطنِه حَتى شَك إِنه أُصيب
بِـسرطان المَعدة !

كَان خائِفاً أَن يَبحث عَن الأَسباب و يَظهر لَه
نَاتج مَرضي قَاتل، إِنه يَحتاج لَك

نَعم، لتايهيونغ

يَود أَن يُشارك جِراحه الأَن و مَعه، و يُبادله
العِناق حَتى لا يَفصله، يَود بِشدة تَبليل
ثِيابه بِدموع القَهر و الأَسى

يُريد لَمساتك عَلى ظَهره و تَربيت المُشفي
لَه، سَيبقى جَريحاً و شَهيد للحُزن بِدونك

حَيث مَازال دَاخل الحَمام بِكدماته و الامِه
يَعتصر مَعدته بِقوة و أَلم، وَ جهه مُنكمش
وَ عيناه تَفيضان حَريقاً على وَجنته

لَن يَتحمل أَكثر ..

أَراد الإِستقام مِن مَكانه، إلا أَنه قَد عَجز
عَجزز ..

إِنه عاجِز، بِالمَعنى الحَرفي

لِذا فَتح عَينيه بِصعوبة وَ من بَين أَنفاسه
المُضطربة، وَجد فِكرة بَعد أَن عَاش أَلم الوِلادة

زَحف بِأرهاق، يَد تُحركه للأَمام وَ يَد يَعتصر
بِها مَعدته، يَشعر بِأَشلائه تَتقطع وَ تَنسحل بِبلاط
الحَمام

تَبللت مَلابسه، عَرقاً و رِطوبة أَرض الحَمام
لَم يَهبأ للأَمر، فَعند وِصوله الى مَفاتيح مَاء الدوش

فَتحه عَلى المِياه البارِدة لَعلها تُطفئ حَريق الذِي
بِداخله، و تُسكن أَلم مَعدته، وَ تُغلق جِروحه مُؤقتاً
بِسَقيع البَرد

بَدأ يتأَوه مِن الأَلم، فَأصبح إِنهياج حَريق دَاخله
وَ سَقع يَمطر فَوقه كَحجار سِجيل

لِذا مَد يَده بِلارُوح ولا وَعي، فَتح صِنبور
المَاء الحار، ليِتكسر المَاء البارد بالحَار

لِيرخى جَسده داخِلا، يَحبس نَحيبه حَتى إِختلط
مِياه الدوش بِدموعه المَالحة التِي تَنزل بِصمت

بِملابسه يَستحم.
وَ المَاء رُغم إِنه كُسر بِرودَته، إلا أَن الماء
البارد مَازال سَائداً عَلى المياه

لَم يَهبأ حقاً مادامَت بَطنه تَقلصت وَ هدئت
قَليلاً، لِيَنكمش وَ يحتضن قَدميه دَاخل حِضنه
وَ يتكأَ رَأسه عَليها بِإِرهاق.

نَبس بِهدوء وَ وسط المِياه
" تايهيونغ، عانقنِي

مَن الذِي سَيجبر جَرحِي غَيرك؟
مَن الذِي سأَستمد القُوة مِنه غَيرك؟

تايهيونغ، لا تَتركنِي "

بِغير وَعي، يَتفوه بِأسم صَديقه.

وَبقِي على هَذه الحال، حَتى شَعر
بأَن هذا الحَد يَكفي، عَليه أَن يُغلق المَاء
لِأَلى يُفيض مِياه المَدينه عَلى نَفسه المُثقلة

فَ رَفع رَأسه بِإِرهاق، وَ مَد قَدميه
يُبعدهما عَن حُضنه، وَ كَم تَمنى أَن يَكون
تَايهيونغ هُو مَن يُعانِقه.

لَن يَطول بالتَفكير، لأَن رأسه إِنسقع سَقعاً
بِسبب المِياه البارِدة.

أَطفئ الصَنابير، ثُم إِستقام بِتعب مِن
مَكانِه، لِخلع مَلابسه المُثقلة بالمَاء

شَعر بِتشنجات طَفيفة حَول مَعدته
تَدل أَن الأَلم سَيعود لا مَحالا وَ يَستوجب
زِيارة الطَبيب.

أَنقشع بِثيابه عَارياً دَخل الحَمام، غَدى
بِلا مَلابس سِوى إِبقائِه للسراويل الدَاخلية

تَقدم نَحو المِرآة يُناظِر هَيأَته
فَنعكس وَجه لَم يَعرفه

" مَن أَنتَ؟ مَن أَنا !! "

مَن هذا الوَاقف خَلف زُجاج المِرآة
وَد أَن يُحطم زِجاجها لِيقتلع الرَأس الذي يَقبع
خَلفها، اجل هذا الِذي يَراه أَمامه

لَكن الحَقيقة، هذا إِنعكاسَه!
لَقد تَغير بِمجرد الضَرب عَليه، البُكاء الذِي
مَر بِه لَم يَرحمه البَته، بَل رَسم طَريقاً عابراً
للدَمع حَيث حَفر وَجنتيه لِتَغدى شاحبة مُرهقة

وَ حقيقة أَنه سَيبتعد عَن تايهيونغ ليوم واحد
وَ تسع ساعات و خمس عَشرة دَقيقة

لا يَعرف كَيف حَسبها! لَكن حَقاً وقت طَويل
وَ مُرهق لِنفسه، سَينتظر الأَحد حَيث يُقابلَه
فِي المَدرسة ...

وَ بِخطوات ثَقيلة، حَيث يُطأطأ رأَسه
بَدئت مَعدته تُمهد لِلألام الوَشيكة بأَي لحظَة

لِذا سَارع قَليلاً وَ إِتجه نَحو خِزانته لِيلتقط
مَلابس خَفيفة عَلى ظَهره المُتورم أَلماً

تَوجه نَحو المرآه الطَويلة لِيرى جَسده
المُتهالك عَن طَريقها !

فَ إِنصرع مِن البُقع الزَرقاء و الحمراء تَملأ
جَسده، لِتلمسها بِأنامل يَده إلا أَن الإِحساس بِها
تُهيج الأَلام بِقوة.

إِرتدى مَلابسه سَريعاً لِيتغاضا عَن الذِي رأه
لَكن المَنظر حُفر فِي ذاكِرته طَويلة الأَمد
وَلن يَنسَ الذِي مَر بِه

ذَهب بِأَوجاعه نَحو سَريره يَرتمي بِه
مِن دون تَنشيف شَعره الذِي راقَ لَه المُبلل

أَمسك بالحزام الذِي باتَ مُعبراً لأَلام الضَرب
وَ نَظرات أُمه الحاقدة، يَود رَميه بَعيداً
إلا أَنه عَزيز عَلى قَلبه.

فَقد كَان هَدية عِيد مِيلاده عِندما
أَصبح بعمِر الرابعَة عَشر، أَهداه تايهيونغ
هَذا الحِزام الذِي خُصص لَه فَقد تَم طَبع
إِسم جونغكوك عَليه.

إلا أَن الأُم لَم تُلاحظ ذلك، و الحمد لله حَقاً!!

لذا لَم يَستطع العَودة أَدراجه الى الخِزانه، لأَنه
مُرهق بِحق، لذا إِكتفى بأَن يَضعه تَحت الوِسادة

ثُم صَعد بِصعوبة جَعلته يَذرف دِموعاً
لِيضع رَأسه المُبلل بِألم قَاتِل بَعد أَن إِهتاجت
عَليه الأَورام و عَذبته جَسدياً

بَلل الوِسادة بِشعره الباكِي مِثله وَ دِموعه
التِي تَرفض التَوقف عَن الإِنهمار، ليُغطي جَسده
المُتهالك تَحت غِطاء السَرير وَ أَنطلق بِعالم النَوم
الذِي تَأخذنه بَعيداً عَن مُر واقِعه

و يا لَيته لا يَستيقظ ...

---

إِستيقظ جونغكوك مِن نَومه
يَشعر بِحُنجرته اَصبحت خَشبيه مُزعجة
و إِستقام بِجذعه يَسعل بِقوه ..

نَظر للساعة التِي جَنبه، كانَت السابعَة
صَباحاً، لَم يَستطع مُغادرَة فِراشه بِسبب
المَرض الذِي إِجتاح جَسده

اَما بَطنه مازالَت تؤلِمه

بَقي نائِماً، شَهيتَه مَقفولة لِلطعام و حَتى المَاء
لا يَشتهِي شُربَه

لِذا بَقي فِي فِراشه يَسعل وَ يُحارب أَلامه
و مَرضه مِن دون والِداه
وَ مِن دون تايهيونغ ...
كَان أَلماً مُضاعفاً، و مؤلِماً بِشدة

كان يَنبس بِخفوة بِصوت مُرتج
" تـ تـايهيـ ـونغ !

أَنا بِحاجة لَك، السَقم أَعمى بَصيرة
صِحتي فَ غدَوت مُثيراً لِلشَفقة !

أُريد حُضن، تايهيونغ، رَبت
عَلى ظَهري، تايهيونغ

تايهيونغ، إِسمعنِي أَرجوك .. "

فِي كُل مَرة يَسعل يَتذكر صَديقه
يَتذكر مَن كان يِداوي أَمراضه بِكلامه

مَرت سَاعة، و هو يَزداد سُوءاً

فَسمع صَرير بَاب غّرفته مِن خَلفه
فَدعى الرَب أَن لا تَكون أُمه

فَ أُستجاب دُعائه، لِيدخُل والدَه بِقهوة
صَباحية، يَتحقق مِن وَلده

جَلس عَلى طَرف السَرير.

" جونغكوك "

لا رَد

" اعلم أَنك مُستيقظ "

لَحظات صَمت، بلا رَد أو رَد فِعل
فَ نَظر الأَب الى إبنِه، بَعد أَن
سَعل بِقوه.

" مَهلا .!
هَل أَنت مَريض؟

سَأقيس حَرارتك ! "

مَد يَده لِتَنسعق نَافرة مِن دَرجة
الحرارة المُرتفعة التِي صاحبت
جونغكوك !

" جونغكوك، أَنت كالبُركان !! "

إِستقام الأَب يَضع قَهوته فَوق رِفوف
خِزانة صَغيرة مَرصوصة بِجانب السَرير
تَحت مِصباح الإِضائة الليلية

فَكان جونغكوك يَرتجف رَعداً و بِرودتاً
جِسمه تَقلص و أَصبح أَبيض شَاحب
وَجنتيه و أَنفه مُحمرات.

يَشعر بأَلم يَنتزع أَشلائه بِبطء.

هَرع الأَب يُمسك إِبنه ليصمُد
فَ حَمله بَين يَديه و إِتجه نَحو
السَيارة

لِيغمى عَلى جونغكوك، مِن المُعاناة
و وَجع الرأس الذِي صَاحبه

---

[✨ WITH JUNGKOOK ✨]

فَتحت عَيناي بِبطئ
كُل شيء أَبيض، وَ عِندما أَدركت المَكان
حَيث أَنا.

سَمعت صَوت والدِي يَتكلم مَع أَحدهم
فَكان طَبيباً .

حَركتُ عَيناي أتفحص المَكان بِسطحية
لأَسمع كَلام الطَبيب

" حَالَته الدَاخلية سَيئة
فَقد أُصيب بِ نَزيف دَاخلي بالمَعدة "

لَم أَسمع باقِي الكَلام، لاَن عَقلي
مُشوش وَ يُؤلمنِي كَثيراً

ذَرفت عَيني دَمعة، بِلا سَبب
حَتى ذَرف الأُخرى أَيضاً !!

فَ إِنتهى الأَمر بِي بالبُكاء نائِماً
عَلى سَرير المَشفى، مَريضاً، مُرهقاً
تَعِباً، مَقهوراً

أين تَايهيونغ عَني ..

أَنا بِحاجة اليه الأَن

إِتصلوا بِه، أَخبروه أَن كَسري كَبير
و فُؤادي يَحتاج حُضناً، أَخبروه أَن
جونغكوك يَحتاج الى طَبيبه الخاص
بِه، يِداويه بِأحضانه.

و سَمكريه الذي يُصلح قَلبه
قُلت بِخفوة و صَوت بَيني و بَين نَفسي

" تايهيونغ !! "


---




Continue Reading

You'll Also Like

5.4K 398 10
" لدي فقط سبع فرص" " اشتقت لك كثير " " لاااااا ليس مجددا ارجوك" " انك اخر شخص توقعت أن يفعل هذا" " ارجوك عد لي لا ترحل " " سأنقذك اعدك بهذا " خيالي...
406K 33K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
429K 33.2K 59
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
419K 9.7K 37
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...