في قلب العاصفة - الجزء الثاني...

By MEROME80

8.4K 1.4K 365

الجزء الثاني من "عاصفة وصمت" في الصحراء, تحول لحظة الحياة إلى موت, والكراهية إلى حب. في الصحراء, كل شيء مختلف... More

1- بارد وساخن
2- الشقيقة - ابنة عم - الخطيبة - السكرتيرة
3- لم شمل لطيف على الصخور
4- عودة سعيدة للوطن
5- مكتب من ذهب
6- ... يا سيدتي الرقيقه, رفقا بقدمي
7- مراقبة القادمين
8- فتاة المصنع
9- خطط سفر
10- السفينة السوداء
11- حقائب سريه
12- الرجل الأنثى
13- فن النداء بالاسماء الإيحائية
14- شفاه صامتة
15- مأزق ثرثرتي المحرجة
16- في الأزقة المظلمة
17- طرق التزييف للمبتدئين
18- شكوك
19- حب حقيقي مزيف
20- امتيازات
21- انفجارات واختطافات
22- ليلة الزفاف على طريقة أمبروس
23- سوق غريب
24- اختلافات ثقافية
25- ساخن ومتعرق
26- حصاه صغيره قد تكون خطيرة
28- الظلام المنير
29- إنفجار جمل
30- مطاردة
31- مضيق
32- فن فقدان الطريق
33- مشاكل تواصل
34- أمبروس

27- محاصر

189 36 0
By MEROME80

"لا!"

كاد قلبي أن يتوقف. لم يكن هناك أثر باقي للسيد امبروس. لا شيء! الضباب الواهن اللاذع من حولي والذي أصبح الآن لونه أغمق أكثر وأكثر مع مرور كل دقيقة, كان قد ابتلعه بالكامل.

اهدأي, ليلي! فكري بمنطقية! لقد كان امامك مباشره للتو, صحيح؟ اذا, لو انكِ استمررتي في التحرك إلى الأمام مباشرة, فلابد انكِ ستصطمدين به عاجلاً او اجلاً.

كم هذا رائع!

هناك فقط مشكلة واحدة: أين هو الاتجاه الأمامي بالتحديد؟ بما أننا نتحدث عن أمر الاتجاهات, أين هو اليسار واليمين؟ جميع الاتجاهات كان قد تم ابتلاعها بواسطة الطوفان الذي من حولي. مثلما تم ابتلاعه هو ايضا. ابُتلع, مُضغ, وتم هضمه.

لا! لا, ارجوك ليس هذا!

حسنا...لو أنه قد تم أكله وهضمه, فيجب عليه أن يتم إفرازه مرة اخرى عاجلاً أو اجلاً, صحيح؟ ربما ايضا قد يخرج كقطعه واحده؟

وربما ايضا انتِ قد بالغت في الاستعارات اللعينة بعض الشيء, ليلي لينتون! قومي بتحريك مؤخرتك!

لذا قمت بفعلها. اعني تحرك مؤخرتي. او على الارجح مؤخرة الجمل. صرخ معترضا وانا احاول حثه على التحرك أسرع, لكننا زدنا من سرعتنا, وفي اللحظة التالية رأيت شيء في الرمال أمامي مباشرة وهو ما جعل قلبي ينبض: اثار اقدام! كان بالكاد يمكن رؤيتها, كانت تختفي وأنا أنظر إليها, لكنها كانت هناك بالفعل!

"اسرع! اسرع, امبروس!"

بعد بضع خطوات أخرى والمزيد من الاعتراضات, انفتحت الرمال من أمامي كاشفة عن هيئة منبطحه مكتسيه بالسواد, كانت بالفعل نصف مدفونة في الرمال.

"سيد امبروس!"

قفزت من فوق ظهر الجمل وشعرت بركبتي تسقطان بجواره "سيد امبروس, سيدي! هل انت حي؟"

"ابتعد" قل مزمجرا.

اجل, انه حي بالتأكيد.

"لماذا بحق الأرض يتوجب عليّ هذا؟" سألته.

"ليس من الآمن التجول في هذا النوع من العواصف!"

"اوه, ها قد فهمت ذلك الامر الان, أليس كذلك؟"

"لقد اخبرتكِ أن تبقى حيث أنتِ!"

"وأنا لم أنفذ أمرك. تعال الآن, تعالي الي هنا."

"ألم تسمع ما قلته لكِ؟ اذهبي!" حاولت دفعه لأعلى, ليدفعني بعيدا, ثم غرق لأسفل مرة أخرى, ليقول بنصف تأوه ونصف سعال "لقد قلت اذهبي! رئتاي تتمزقان! انتِ تملكين جملا؛ ربما بإمكانكِ الخروج من هنا على قيد الحياة. اتركيني أموت في سلام!"

"ليس حتى في الجحيم! لو انك ستموت, فسأتاكد من ان اخر دقائقك على هذه الأرض بائسه قدر المستطاع!"

"كم هذا لطفا منكِ!"

حاولت جره, حاولت ان اسحبه ناحية الجمل, والذي كانت هيئته القاتمة واضحة من خلال الضباب على بعد العديد من الخطوات. لكنه كان ينظر ليّ بعينيه المفتوحتين ذات لون البحر القاتم خاصته وهز رأسه "لا! اتركيني!انجو بنفسكِ!"

ضيقت عيني "هل أصبحت شهما علي غير العاده, او انك ببساطة لا تريد لفتاه ان تنفذ مؤخرتك الحجرية؟"

صمت.

حسنا, اعتقد اني حصلت على اجابتي.

"اذا هكذا هو الأمر, صحيح؟ حسنا, فأنا لدي اخبار لك, يا عزيزي ديك" امسكته و جذبته من ذراعه بصرامة من جديد. تحرك لبضع أنشأت الي الناحيه اليمني "بغض النظر عن مدى قصر المدة المؤقتة للأمر, فأنا لازلت احمل خاتم الزواج في اصبعي, وانت كذلك. هل تعرف ما الذي يعنيه ذلك؟ ذلك يعني ان الان انا اقسم الآن في حضور الله, الجمل و جبال من الرمال, أن اكون شريكتك الأمينة في المرض والصحة, في الأوقات الجيدة والسيئة, في السعادة كما في الحزن, وحتى عندما تتصرف كمتغطرس لعين احمق! اعدك ان اكرهك بدون اي قيد أو شروط, ان ادعمك في تطلعاتك طالما انت تعطني المالي من أجل هذا, وان اقدرك واحترمك طالما احصل علي يوم اجازه في كل أسبوع. هذا-..." شددت على ذراعه مرة أخرى, ليقترب إلي ملجأ الجمل "وهذا – هو – وعدي – المقدس!"

"كم هذا محركا للمشاعر."

"انت تعتقده محركا للمشاعر؟ إذا فالتحرك مؤخرتك! يجب عليك الذهاب الى هنا, وبسرعة!" اشرت الى الخيال القاتم للجمل, والذي كان يشخر في سلام داخل العاصفة الرملية على بعد ياردات "علي الاقل امبروس سيعطينا الملجأ من العاصفه!"

"انتِ.." قال بصوت أجش وأقترب متعثرا نحو جملي "..ستقومين بتغيير اسم ذلك الجمل!"

"اوه, هل سأفعل ذلك؟"

"بلي!"

"سنري ذلك الأمر."

كلانا سقط على الأرض قريبا جدا جدا من الجمل ذو الاسم المناسب جدا جدا. امبروس لم يلقي بالا الينا على الاطلاق اكثر من حبات الرمال التي تضرب جانبية. بدلا من هذا فقد كان – وياللا المفاجأة – هادئاً وصامتاً تماما. مِلت على حقيبة سرج الجمل ذو الاسم المناسب جدا, جدا, جدا, جدا وأخرجت منديل آخر وصببت بعض من الماء المتبقي عليه.

"خُذ!" مددته إلى السيد امبروس "ضع ذلك على فمك وأنفك!"

"انها قطعه قماش عربيه نسائيه! وانا بالتاكيد لنـ..."

ضربته! حتى في وسط ضجيج العاصفة, كان صوت القماش المبتل وهو يضربه على وجهه مرضيا حقا ليّ.

"امسكه لو أنك لا تريد الاختناق حتى الموت! لو أنك ترغب في ذلك حقا, يمكنك انتزاعها."

"ماذا بشأن احترامي وتقديري؟" جاء صوت مكتوم من اسفل القماش.

"انت تذكر الشروط, أليس كذلك؟ فأنا لم احصل علي يوم اجازه منذ أن بدأنا في تلك الرحلة الملعونة!"

رفع يده لأعلي وسحب المنديل المبلل بعيدا عن عينيه, لكنه أبقاه على فمه وأنفه. مال ناحيتي حتى أصبحت وجوهنا على بعد إنشات فقط, ضيق عينيه بشكل صغير "حسنا, اذا فانا لدي أخبار جيدة لك."

"اوه حقا؟"

"اوه حقا, بالفعل." حرك ذراعه إلى الوراء, مشيرا الى العاصفة المستعرة من حولنا "انا اعطيك باقي اليوم اجازه."

"شكرا جزيلا لك, سيدي! سأذهب الى اقرب مقهى على الفور لأستمتع بكوب لطيف من الشاي مع قطعة من فطيرة التفاح!"

"علي الرحب والسعه! ولا تنسي..."

قوطع صوته بواسطة الرياح العاصفة وشعرت بضربة من الرمال تضربني, وكادت تقذفني نحوه تقريبا. أمسكت بنفسي في الوقت المناسب متشبثة بأشرطة أكياس سرج الجمل,. ضربة اخرى من الرمال ضربتني على الفور تقريبا. بأعين متوسعه, نظرت لاعلي. شيء ما يحدث!

استمر الزئير من حولنا طوال الوقت دون أن يهدأ او يتوقف. لكن الان...الان, شيء ما مختلف تماما كان قد بدأ. من خلال العاصفة وبعيدا جدا, الاتجاهات كان قد تم ابتلاعها, كما تم ابتلاع المشهد وكل كائن حي ايضا. لكن علي الاقل كان لا يزال هناك بعض الاحساس بالنور, بالوجود, في مكان ما في وسط الفوضى.

الان, وبالرغم من ذلك, الضباب البني الداكن الذي من حولنا بدأ يصبح أكثر قتامة. هبت العاصفه بقوه متجدده, وعضدت على شفتي السفلية لامنع صراخ ألم بينما الرمال تضرب ثوبي بقوة, أنها تلسع حتي القماش السميك. بغض النظر عن قطعة القماش المبللة, فقد أصبح التنفس أكثر صعوبة مع مرور كل لحظة.

من زاوية عيني, الأشياء كانت بدأت في ان تصبح داكنة. بشكل خافت, تساءلت ماذا كان يحدث. هل انا احتضر؟ هنا, في هذه الصحراء المقفرة, رفقتي الوحيدة هي رجل بارد وقاسي كقطعة من الجليد؟

لا, ذلك ليس صحيحا. فانتِ ايضا تملكين جملا!

صحيح! كم أنا محظوظة جدا.

هل أنتِ واثقة من أنكِ تحتضرين؟ لأنه يبدو أن الأشياء لا تظلم في زوايا رؤيتك فقط, بل تظلم في كل مكان.

نظرت لاعلي, لاختنق في شهيق مفاجئ. او على الاقل حاولت ان افعل. فالشيء الذي حاولت أن شهقه كانت كمية مدهشة من تراب الصحراء.

"ماذا بحق اسم الآلة...!" كان صوتي بالكاد مسموعا في اذناي انا شخصيا. زئير العاصفة كان قد وصل إلى مستويات جديدة, حتي اصبحت تضرب على طبلات أذني بقوة "ما الذي يحدث؟"

من فوقنا, السماء, أو ما تبقى من السماء في عالم ليس به شمس ذو رمال دوارة, كانت تزداد قتامة. وانا لا اقصد فقط البني الغامق. انا اقصد الاسود. أسود كالليل دون نجوم او مصابيح معلقة على النوافذ. أسود مثل كوب من القهوة الأسبانية المحمصة. أسود مثل اللون الأسود للوجود قبل أن يخلق الله النور.

"بحق الجحيم!"

بجواري, سمعت السيد امبروس يصدر ضوضاء غير واضحة. لاول مره, هو لم يكن يعترض على ألفاظي.

"ما الذي يحدث؟"

كيف تمكن من سماعي من فوق الضجيج, لا اعرف. فأنا لم أسمع ولا كلمة واحدة من كلماتي التي أنطق بها. العاصفة كانت تستعر مثل عشرات الآلاف من التنانين المجنونه.

"الشمس تحتضر" قال مندفعا.

"ماذا؟"

"انظري" رفع يده ناحية مكان حيث كان الظلام قد اصبح اكثر سماكه. بعد عده دقائق, أصابعه كانت تُبتلع بواسطة العاصفة. بصرف النظر عن الحرارة الشديدة, إلا أن هناك رعشة باردة سرت في ظهري.

"هذا...هذا لا يمكن أن يحدث! العاصفة لا يمكنها حجب الشمس بتلك الطريقة! لابد من أنها...."

"علي بعد عشرات الاميال."

"لا! لا, لا يمكن لهذا أن يحدث! فهو ببساطة لا يمكنه أن يحدث!" ارتفع الذعر بداخلي وانا انظر من حولي. الأشياء كانت تختفي سريعا. رأس امبروس كان بالفعل قد تم اكلها بواسطة الظلام. بعد مرور المزيد من الوقت, قد ينتهي بنا الأمر مع جمل بدون رأس. وبعدها...ماذا سيحدث بعدها؟ "لا! لا يمكن لهذا أن يحدث!"

"يبدو أنه يمكن."

برعب, راقبت البقايا الأخيرة من النور وهي تتلاشى. كنت أراقب بينما قدرتي على الرؤيا قد سُرقت. زئير العاصفة وصل إلى مستويات جديدة, تدوي مثل ضحكات الشيطان نفسه, تبصق الرمال الساخنة والظلام في وجوهنا. هبت علينا رياح خبيثة بشكل عنيف مهددة برفعي عن الأرض في الظلام.

"بحق الجحيم! لا!"

رفعت يدي, محاولة الامساك بشيء ما, أي شيء لأتمسك به, لكن يدي ابتلعتها دوامة مظلمة من الرمال. الفراغ الاسود انغلق من حولي, ابتلعني. أسعل, ألهث بحثا عن الهواء. هذه المرة تمكنت يدي اليسرى من الامساك بشيء ما.

"اوتش!"

اوبس. كان ذلك شيئا حي على ما يبدو.

اندفعت يد حول ذراعي, جذبتني نحو شيء ما كبير وساخن. لم أستطع رؤية ما كان هو؛ فقد أصبح الظلام كاملا الآن – لكن من الملمس الخشن و الموبر اعتقدت انه قد يكون امبروس وليس السيد امبروس. علي الاقل هذا كنت امله بشده.

الشيء الذي لا يزال ممسكا بيدي اليسري, حسنا.... بدا وكأنه السيد امبروس. لقد بدا مألوفا, مثل شيء كنت أمسكت به بالفعل من قبل.

"انصحك." جاء صوت بارد من الظلام "أن تترك أذني في الحال."

"اه" اذا ذلك ما كان هو الشيء "اسفه."

تركتها, وجذبني للأمام بضع بوصات أخرى. أصبحت الان ملتصقة تماما بوبر الجمل المجاور ليّ. لسوء الحظ, لم يكن الوبر طويلا بالشكل الكافي لاصابعي حتى تجد ما تتشبث به. والسيد امبروس قد حرر ذراعي الآن. اقتربت من ذلك الشيء وانا ارتجف بالرغم من الحرارة الرهيبة, شعور قوي جاء اليّ من الظلام.

الشعور بالوحدة.

ليس تلك الوحدة التي تشعر بها في أمسيات الشتاء الباردة عندما تكون شقيقتك تزور صديقاتها, ولا يقول لك أيا من الأشخاص الموجودين المنزل أي شيء ذات معنى. ليست الشعور بالوحشة عندما ترغب في شيء لا يفهمه الاخرين. لا, بل كانت الأسوأ. لقد كانت الوحدة كما لو أنه لا يوجد أي أحد على الإطلاق, فقط الظلام, وحراره من الجحيم, والموت.

أطلقت العاصفة نباحا آخر من الضحك القاسي الصاخب وضربتني بوابل من الرمال في قلب الظلام. تحاول سحبي بقوة مرة أخرى, حاولت عبثا دفن أصابعي في الرمال لابقي نفسي على الأرض التي بدت هي الشيء الوحيد الحقيقي في العالم. من مكان ما, سمعت أنينا منخفضا.

انها انتِ! انه قادم من حلقكِ أنتِ! تماسكي, ليلي!

"ما الخطب؟"

ذلك الصوت...بدا وكأنه صراخا. وبعدها, من فوق العويل الجامح للعاصفة في الخلفية, لم تبدو شيء سوى الهمس. صوت من هذا؟ بالتأكيد لم يكن ذلك صوت السيد امبروس! فهو لن يضيع ابدا انفاسه على سؤال مثل ذلك.

"انا...انا وحيده" قلت صارخة ايضا. لكن صوتي, مثل صوت اي شيء اخر هنا, كان بالكاد مسموعا.

"لا, انتِ لستِ كذلك. الجمل موجود هنا."

انه السيد امبروس. أنه الوحيد القادر على التفكير في قول شيء مثل ذلك في وقت مثل هذا.

"الجمل يكرهني حتى النخاع!"

"ياله من حيوان ذكي!"

"أنت...أنت تفعل هذا لهدف ما!"

"افعل ماذا؟"

"تجعلني غاضبة!" زمجرت في الظلام "اذا فانا لن اكون خائفه."

"وهل نجح الأمر؟"

"اجل, تبا لك!"

"فعلا؟"

"هل ذلك هو كل ما يمكنك قوله؟ يا كتله من الصمت المغلقة كأغلاق خزانة مصرف لعين!"

"اري هذا" جاءت لحظة من الصمت "او بالاحري, انا لا اري. لا أرى أي شيء في الواقع."

"ها ها! كم هذا مضحكا!"

حل الصمت بيننا. او, علي الاقل, غياب الكلمات. استمرت العاصفة في ثورتها, تنخر في شجاعتي المتقلصة, تخنقني ببطء. بشكل غريزي, ارتفعت يدي تبحث عن شيء ما, شخص ما لتمسك به.

"سيد امبروس؟"

"اجل؟"

ترددت. شعرت برغبة في إطلاق تعليقات خبيثة, فقد كان الغضب وسيلة جيدة لطرد خوفي,لكن ما كنت افكر به الان...كان بالتأكيد شيء خطير.

تنحنحت. ليس وكأنه شيء قد يمكن سماعه من فوق صوت العاصفه "انا....اشعر بالوحدة."

"هل انتِ كذلك؟"

"لا اريد ان اكون وحيده الان."

صمت. لم يقل ولا كلمة واحدة. أنا حتى لا احتاج الى النظر في وجهه لأقرأ تعبيراته. لكن, مع السيد امبروس, ماذا يمكن أن يكون هناك لأقرأه حتى؟ فقط هذه المرة كان عليّ ببساطة أن أستغل الفرصه. بحذر, رفعت يدي, وشعرت بشيء ناعم. ليست بشره. ربما قد تكون خامة معطفه. أو أحد أكمامه؟

ارتجف شيء بشكل خفيف من اسفل لمستي المفاجأه. لم أدع ذلك الشيء يردعني, تحركت يدي إلى أعلى ذراعه, حتى وصلت اصابعي واستقرت على يده. بحذر, نفضت حبات الرمال ومررت يدي على الجلد الناعم من اسفله.

أزداد صمت السيد امبروس ليصبح أكثر صمتا من الصمت نفسه. بدا أنه سيطول الى الابد. وعندما تكلم أخيرا, كان صوته اجشا إلى حد ما – على الأرجح أن هذا بسبب كل تلك الرمال "اعتقد ان هذا النوع من الأشياء التي بيننا كانت منفردة فقط في ظلام الليل."

حاولت ان ابلل شفتي. لكن لا يوجد أي سوائل متبقية في فمي "يبدو وكأن المكان مظلم بالنسبة ليّ."

جاء صمت آخر. ثم ... "انتِ محقه, انه كذلك."

بعد لحظه اخري, ألتفت ذراعين غريبين من حولي وسحبتني نحوهما.

Continue Reading

You'll Also Like

10.9K 333 2
-أسمعك و أسمع أفكارك الباردة، الا مشاعرك الغامضة و نبضات قلبك. -انا الذي استنجدت الأصم وجوما و هي سمعت صراخي. -كيمورا و كامورا ليسا نفس الشيء عزيزي...
8.5K 278 5
"أنا أشعر بقلبك مُعلق بالهواء.. وانه مدفون في عظامك، وأراه في عينيك المغلقة.. التغير، هذا أصعب مما نعلم"
777K 42.4K 50
"الحب بالنسبة لي لعبة... هو لا يؤمن به .. و انا احببته ! " عندما ما يختلف مفهوم الحياة !؟ ستصبح الحياة مختلفة ______________________________________...
1.7K 130 9
COMPLETED الطائرات تخترق المباني. الاجساد تقع. الطائرات تخترق المباني. الغبار الرمادي يغطي الناس. الاجساد تقع. الطائرات تخترق المباني. المباني...