الخطايا السبع || The 7 sins

By VIP097

28.8K 3.3K 6.6K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... More

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 12 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 18 -
- 19 -
- 20 -
- 21 -
- 22 -
- 24 -
- 25 -

- 23 -

703 108 219
By VIP097















عدنا 💜







رمضان كريم ❤️









105 Vote








~~~~~~~
















تضبط الممرضة المحلول على على سرعة معينة كي يدخل محتوى كيسه بأوردة الفتى الراقد منذ بضعة دقائق..الذي حمل بمساعدة جنود استدعاهم الضابط مين على الفور إلى المركز الصحي المخصص للجنود

لقد تولى أمر جيمين ممرضتان ظلا فوق رأسه وعقما جروحه المتوزعة بأنحاء مختلفة من جسده...عملا على تخفيض الحرارة وأعطيا هذا الأمر الأهمية الأكبر خشية مضاعفات ارتفاع الحرارة التي قد تؤدي لنتائج لا تحمد عقباها في حالة الأهمال

لم تكن تعابيرهم سارة على الإطلاق كان جلياً أن الحالة التي بين أيدي الفريق الطبي ناجمة عن آثار تعذيب وهذا ما اثار خوف وريبة الأطباء لكن لن يعترض احد ولن يجرؤ على تقديم شكوى أو بتعبير أدق بعد علمهم وسماعهم أنه مبعوث من قبل العقيد كيونغ

تركه الطبيب وأبقى الممرضة بجانبه تجري ما تبقى من فحوصات...

يربط الضابط مين ساقاً فوق أخرى مرتكزاً على الجدار بجانب باب الغرفة يشاهد ما يحدث

يعتكف ببقعته منذ بعض من الوقت..

شيء ما بداخله..رغبة ما أبقته هنا

مغايرة عن أنه يقف كي ير نتائج افعاله أنه أنقذ جندياً من الموت وأعاده حياً

أنات الفتى لم تتوقف للحظة منذ أن سقط بين يدي الضابط وحتى حملوه و وصلوا به إلى هنا وهذا أثار انزعاج الضابط مين معترضاً

"لم هو يستمر بالأنين افعلي شيئاً "

لهجته أقرب للحدية وبذلك الممرضة أخفضت نظراتها قليلاً

"عذراً سيدي حالما يسري مفعول الدواء سيرتاح ويغط بالنوم...الحرارة تفعل ذلك "

يزفر الضابط وهو يربط ساعديه ضد صدره

ما هو واثق منه الآن وما أدركه واستخلصه أن جيمين مر خلال حياته بحادثة أثرت عليه وإلا لمَ قابلته ردات فعل غير طبيعية

حادثة الكلاب وقبلها حينما قام بقص شعره له...الصراخ والرعاف والانهيار وضيق التنفس...ما الداعي لكل هذا لو أنه لا يكمن خلفه أسباب

وقد دعم آرائه واستنتاجاته بكلام الممرضة ليونا التي شخصت ما رواه لها إنها حالة خوف مستعصية تتقدم على الخوف الطبيعي بمراحل

عاد للواقع وتناهى لمسامعه صوت أنين جيمين مجدداً...يتحرك على السرير بغير راحة...وقد عاد لوعيه للحظات...تنوس جفونه بين الانغلاق والانفتاح وتظهر من شق ضئيل

" ال.كلاب ال.كلاب "

ما زال يهذي ويعتصر عيونه...لم تعي الممرضة بم يهذي به لأن حروفه ضائعة بين أناته

لكن الضابط مين فهم ما يهذي به الفتى على الفور

اقترب وبذلك أفسحت الممرضة له مكاناً للوقوف...أخفض جذعه ملامساً وجه القتى المتعرق يضرب عليه بخفة

"جيمين استيقظ هل تسمعني "

بين غياهب الوعي واللاوعي يتبين وجهه لناظري جيمين من فتحة شق عيونه...ربما حينما يستعيد وعيه بشكل كامل سيتذكرها

"ال.كلاب هنا ه..هنا "

"كلا ليست هنا "

بم يقسم له أنها ليست هنا...وأنه يتوهم

لم يلق صعوبة لأن جيمين غط بالنوم بعد ثوان وهدأت أنفاسه

"إلى ماذا تنظرين ؟"

تساءل منزعجاً وهو يرفع جسده من الممرضة التي بررت بعد أن أزاحت نظراتها قليلاً وهي تضم كفيها ببعضها

"لا شيء سيدي "

إلى أين تنظر مثلاً للنافذة أو الجدار ستنظر تلقائياً لك وماذا تفعل


كانت ستجيبه بهذه الطريقة لكنها أجبن من أن تفعل

ومرة أخرى يونغي يخالف مكانته كضابط ويبقى بقرب جندي...




~~~~~~










" لقد أنقذتك جيمين "

ضحك بسخرية من ذاته وهو يحدق بصورة شقيقه الأصغر الراحل داخل الصورة

فرك وجهه وشعره

"ما الذي أهذي به...توقف مين يونغي "


يجلد ذاته على ما مضى من ذكرى مؤلمة

حينما شعر بارتعاش شفته قام بعضها بأسنانه بقسوة يردع نفسه عن البكاء...وحينما شعر أنه على حافة البكاء..أشاح وجهه وفرك جلده بخشونة






~~~~~~











وجهت الأوامر بالبدء بإجراء التحمية كي يدخل الجنود لمياه البحر ويقومون بالعوم بمواجهة الأمواج الغاضبة

ارتفاع الموج لم يكن مخيفاً بدرجة كبيرة لهذه اللحظة

أخذ الجنود يقومون بالإحماء بمختلف التمارين العضلية تحت إشراف المسؤولين الذين يوجهون لهم الأوامر

"اخلعوا ستركم وما تحتها "

وجه الرقيب سونغ أوامره

الامر لا يتوقف على السباحة شوطاً جيئة و ذهاباً...الصعوبة لا تكمن هنا...لسعة المياه الباردة التي تعد بمثابة تعذيب للاحتمال كانت الأسوأ بالنسبة للجنود مع هبة الرياح الباردة هنا يعلن الجسد انتهاء طاقة التحمل والصمود

لحظة رمي جسدك بالمياه وأنت عار من الجزء العلوي هي الأصعب

ولتفادي حالات الخطر وليكون الوضع على أهبة الاستعداد تجهز المسؤولون بالقوارب حال احتمال حالات غرق ممكنة أو حوداث غير متوقعة

أنت في الحرب لا تدر بأي أرض ولا أي ظرف قد تقع

بر أو بحر أو جو وكجندي عليك أن تكون مجهزاً جسدياً ونفسياً لخوض أي تجربة يسمح لك بالتدرب على الاستعداد لمواجتها في المعسكر التدريبي...

تمت تحمية الأجساد وتدفئتها وحقنها بالحرارة بانتهاء التمارين وتسلل الدفء لأوصال الجنود وتخدرت الاجساد فما عادت تشعر بالبرد بنسنة كبيرة

سحب كل من تاي وكوك نفساً عميقاً يتحضرون للحظة الغوص وتعرض اجسادهم لتيار ماء بارد

تتابع الجنود وتراكضوا وغطسوا بمياه البحر فتناثرت آلاف القطرات في الهواء أثر ارتماء عشرات الأجساد

يجدفون بسواعدهم وأرجلهم بمهارة متناسين ومتبلدين عن شعور البرد القارص الذي حرق عظامهم حال ملامسة أطرافهم المياه...

جدفوا باستماتة...

لم يكن عليك بذل جهد السباحة العادية بل كان على الجندي بذل جهد مضاعف لأنك تشعر أنك تدور ببقعتك كلما عبرت مسافة يعيدك الموج العاتي ويضيع تعبك هباء وهذا أنهك الاجساد

وكأنك تقاتل البحر وأنت مجرد قطرة

من يتجرأ ويواجه البحر

تاي وكوك مواقعهما تقاربت من بعضها

أنهيا مسافة الذهاب المطلوبة وحان وقت الإياب بنفس المقدار من المسافة

وأخيراً كادوا يقتربون من النهاية

وقوارب المسؤولين تحوم حول المسافة المخصصة للسباحة...

ازدادت سرعة الرياح فجأة وثار غضب البحر وتعكر مزاج الأمواج على حين غرة

"عودوا لمواقعكم بسرعة !! "

يصرخ العريف هوسوك بالجنود ويشير بيديه

لقد اختاروا هذا اليوم بالذات بجو صاخب وغائم لكن عليهم إخلاء البقعة قبل أن يهيج البحر أكثر من ذلك

لقد ساءت الأحوال الجوية أكثر من المتوقع والمدروس وبهذا لن يتموا التدريبات...حياة الجنود هي الأهم الآن

انبعاث الأمواج متتابعة وصوت تضاربها ببعضها يضفي جواً مخيفاً مع اللون الداكن للمياه بسبب انعكاس لون السماء الملبدة بالغيوم الرمادية الداكنة...

يسبح جونغكوك ويشعر أنه لم يسبح لهذه المدة طوال حياته...لقد سبق تاي بسهولة بالعودة إلى طبيعة حياته التي قضاها بوضع جسده تحت الضغط الجسدي وتعويده على بذل الجهد بشتى أعمال حرة على عكس تايهيونغ الذي أمضى حياته لعمره هذا يرتاد قاعات الدراسة وبين الكتب

انحرفت عين كوك قليلاً يتفقد تاي انفرجت حدقتاه أوسع والماء يغمر جسده

بلحظة ما فقد تاي السيطرة على ساقيه وهو يحاول العودة للساحل بل شعر بألم فظيع يعتري ساقه اليسرى وكذلك عضده لقمة كتفه..جعله يفقد السيطرة للحظة والموجة تضربه مغرقة إياه تحت سطح البحر

لقد تشنجت ساقه وكذلك عضده في أكثر وقت حساس قد يحتاج فيه الإنسان أطرافه أن تعمل بكامل قوتها

أخذ يقاتل للعودة للسطح وللعوم على وجه الماء بل هو فحسب رجا أن تتوقف المياه عن غمر فمه والوصول لرئتيه ومنعه من الصراخ لطلب النجدة بل فقط الشهيق مع ابتلاع المياه بفمه ودخولها لأنفه بشعور حارق لأنفاسه وطعم مالح مزعج...يمنع أي محاولة للتنفس

شهيقه وحركاته المفرطة الغير متزنة بمحاولة البقاء فوق السطح أخذت تتضائل وكأن شيئاً أسفل الماء أخذ يسحبه

" تايهيونغ تايهيونغ ! ! "

صرخ جونغكوك بوسط البحر وصراخه الخائف تبين وكأنه همس أمام صوت تلاطم الأمواج الغاضب

غير مساره وعاد للخلف بعكس حركة الموج وما كان منه إلا أن الموج يرميه للخلف يزيد المسافة بينه وبين تايهيونغ...

وكأنه يركض يركض ولا يصل بل يظل معلقاً وكأنه مربوط ومثبوت

اختفى رأس تايهيونغ بل جسده أضحى أسفل المياه..

شهق كوك وزمجر بغضب وقد دب الرعب بقلبه هو ما عاد يلمح تايهيونغ





تراءت بعيون كوك شريط كل لحظاته مع تايهيونغ وكأنها النهاية

لقد بكى واختلطت دموعه بمياه البحر

هو لا يريد

ليس أيضاً فقدان تايهيونغ

آخر من تبقى له في هذه الحياة المريرة

ولو أنه الوحيد لكنه عثر عليه بعد عناء



"بسرعة بسرعة ! "

وجه الضابط جين أوامره على الفور بالتحرك والنزول لتفقد الجندي تايهيونغ قبل فوات الأوان

وأطيعت الأوامر على وجه السرعة ونزل عدة جنود ينتشلون الفتى المبلول كالكتكوت ذو الزغب المبلل

ضوضاء وجلبة وأصوات متداخلة لآخرين يدعون الجنود للإسراع والخروج وعدم التلكؤ

يضغط تايهيونغ على أسنانه ويتم إسناد جسده من قبل مسؤولين يتفقدانه وحالما يطمئنا أنه بخير وأنه بات على متن البر يدعانه عائدين لتفقد البقية

يسعل تايهيونغ يلفظ المياه التي ابتلعها مع شعور حكة مزعج بصدره بوضعية الجلوس...يدنو منه العريف هوسوك يقبض على ساقه يبدأ بفركها وتدليكها غاضباً يلقي اللوم عليه

"هذا لأنك لم تقم بالتحمية جيداً !"

"كلا لقد قمت بالتحمية بشكل أكبر من المطلوب لكنكم تريدون قتلنا برمينا بعرض البحر الهائج !! "

"صوتك !! "

ألجمه العريف هوسوك لتجاوزه حدوده معه

"لا يعني أني متساهل معكم اكثر من البقية يعني يمكنك خرق الحدود بيننا...سواء أعجبك الحال أم لا أنت مجبر على التدريب بلا أي اعتراض وأنا قبلك خضعت للتدريب ورأيت ما هو أسوأ !! "

أخفض تاي عنقه شاعراً بالإهانة من قبل العريف بحقه تاركاً إياه مع صدى التوبيخ يتردد برأسه ويزيده غيظاً

من على بعد يتنفس كوك الصعداء وقد شعر براحة كبيرة يقابله ظهر صديقه الجالس وهو بحالة جيدة...يزيح الدموع عن عيونه بسرعة 

رأى وقوف تاي وتحركه يمشي مع عرج طفيف ناجم عن آثار الألم...

سارع كوك نحوه وأراد أن يعيش فرحة وامتنان أن تاي صديقه بخير

حينما شعر تاي بتحركات خلفه بالكاد لف عنقه وإذا به يطوق من قبل ساعد صديقه يهزه مبتسماً ابتسامة الغزال مع إمالة رأسه قليلاً

أشاح تاي نظراته وهو يشعر بيدي صديقه تفرك له رأسه مواسياً إياه

"لا تغضب المهم أنك بخير  "

انتزع تاي نفسه منه بإزالة ساعد صديقه الذي يطوق له عنقه وعجل بخطواته يهسهس فاراً

"لا تخبرني ألا أغضب لأن هذا يزيد غضبي جونغكوك "

"حسناً أنا آسف "

ببساطة منحه إياها متفهماً حالة الخوف والغضب مم حدث..وسرعان ما ألانت نبرة كوك المتأسفة دفاعات تايهيونغ وحصون غضبه

لقد قرأ اللهفة والخوف بعيون كوك لأجله وهو الآن يقابله بردة فعل كهذه لذا سارع بالقول متنهداً بانزعاج يتوقف عن السير والهرب

"بل أنا آسف لم أقصد رفع صوتي لكني كنت خائفاً حد الموت وشعرت أني مشلول واختنق ! "

وصديقه هين لين تناول السترة ولفها حول جسده المرتجف

"مررنا بم هو أسوأ أليس كذلك تايهيونغ "


وصوت بداخل كوك يقول وأخشى أن الأسوأ لم يأتي بعد

يريدها نهاية سعيدة...نهاية يستحقها قلبه الثمين




أومأ تاي وأخذ العبوس يتلاشى عن قسماته وهو يستر جسده ببدلته

عاد الصديق ولف ساعده حول عنق تاي

"إياك أن تمنعني من فعل هذه الحركة "

يقصد عن انتزاع يده قبل قليل...بادله ذات الابتسامة وربما أعمق فاعلاً ذات الحركة ليلف ساعده حول عنقه هو الآخر

وسارا ملاصقين لبعضهما كل يلف ذراعه حول عنق الآخر وكأنهما يمتلكان كل شيء....

يمتلكان بعضهما البعض

ببعض الأحيان شخص واحد يكفينا ويغنينا حقاً







.
.
.



لقد تأكد المسؤولون من خلو البقعة من أي جندي وتأمينهم للوصول للرمال...

وتجمع الجنود جميعهم على البر بأمان

وتدريجياً أخذت القوارب تعود محملة بالمسؤولين

آخرها القارب الذي يحمل الضابط جين ومن تحت رتبته من ضمنهم الرقيب سونغ

عليه أن يكون الأخير هو قائد المجموعة ويعني أنه يؤمن على جنوده ومن ثم يضمن سلامة نفسه

البحر الهائج كان يتقاذف القوارب المتبقية التي بالتدريج تصل للحافة ويترجل منها راكبيها

القارب الأخير الذي يضم الضابط جين تلقى ضربة من موجة هزت القارب وجعلت منه يترنح ويخض...لحسن الحظ لم يسقط أحد لهذه اللحظة

الجنود يصطفون على البر يراقبون دنو آخر قارب حتى يغادروا عائدين للمعسكر

ضوضاء وجلبة سمعوها فجأة وصرخات

لقد كان من في القارب يصرخون بسبب سقوط الضابط جين بعرض البحر فجأة

الدقائق القليلة المهملة التي تلفت فيها كل لنفسه يبتغي النجاة وحده لم يعطي فيها أحد اهتمامه في حين أن الضابط جين أخذ يتمسك بأطراف القارب والموج يعرقل طريق عودة القارب الذي يحملهم

ارتخى جسد الضابط جين وازداد سخونة ولم يعد جسده تحت سيطرته قط...

يبدو أنه كان عليه أن يستمع لكلام الطبيب أو رفيقه الضابط مين أنه ليس على ما يرام...وأنه لم يتعافى كلياً بعد من آثار المادة التي حقنته بها الممرضة سولي

يبدو أن هذه عقوبة له لأنه ترك ابن عمه مسجوناً وهو بريء...

العناد على الخطأ والتهور وإيذاء النفس هذه إحدى الأشياء التي جين وقع بها كي يثبت أنه ضابط قوي أقوى من ابن عمه الضابط وحتى المرض لا يوقفه


هذه إحدى عواقب التفكير السام الذي عشش برأس جين لأنه يريد الظهور بمظهر أفضل من نامجون دائماً كي يثبت لنفسه أنه غير سيء بسبب النظرة الخاطئة التي زرعها فيه أبويه وكذلك جده...

أنه مهما فعل نامجون يتفوق عليه

الغريب بالأمر أن جين لم يقاوم البتة بل غاب جسده تحت الماء...لم يخرج ولم يسبح ولم يحاول النجاة

ذهل الجنود يظنون أن الموج أسقطه من القارب لكن ما حدث أن جين لم يكن له قوة حتى يتشبت بالقارب وأنه كان في مراحل الإغماء وكان من السهل إسقاطه حتى بدفعة طفل صغير

لم يجرؤ أحد على النزول وخصوصاً أن القارب ابتعد عن مجال سقوط الضابط جين بفعل الأمواج التي جرفته

فقط ما أجاد فعله من على متن القارب هو الصراخ باسم الضابط

لكن هنالك الصنف الشهم الشجاع

كسهم اندفع كوك وقفز بالبحر حينما وجد الوجوم والذهول يلتحف الوجوه دون التحرك

بقائهم دون حراك سيودي بحياة الضابط جين الذي سقط جسده بسقوط حر دون مقاومة

وابتسامة جانبية رسمها سونغ والسرور يغمره لا مشكلة لديه بموت جين أو أي أحد سواه...

يحب أن يشاهد حدوث المصائب باستمتاع وبرودة أعصاب وبلادة مشاعر

لحق تاي بكوك وقفز خلفه وكأنما يريد الإثبات أنه ليس ضعيف وكانما يريد تحدي نفسه والبحر والعريف هوسوك الذي انتقده قبل قليل

كنا نخشى أن نفقد فرداً واحداً والآن بتنا بثلاثة وشكراً

سبح كوك بأقصى طاقة لديه حيث البقعة التي شهد فيها على سقوط الضابط

غطس كوك بكامل جسده للأسفل وسحب أعمق نفس يمتلكه وهو يبحث بتلهف عن جسد الضابط

تبين له جسده يغوص على اللقطة البطيئة أكثر فأكثر للأسفل

مد ذراعيه وبكل قوته رفع الجسد المغمى عليه...ذراعاه وجدت المهمة أصعب من المتوقع

وبلحظة شعر بخفة الوزن فإذا به تايهيونغ وكأنه خلق من العدم

جسد واحد لا يكفي لمهمة الإنقاذ هذه

رفعوا جسده للسطح

انقشاع ضوء يشير أنهم قريبون من السطح...خرجت الرؤوس وشهقت اخيراً براحة بعد حبسها للنفس

تلاعبت الأمواج بالأجساد وهو يعودون إلا أنهم عادوا و وصلوا لحافة القارب و وجدوا الأذرع بانتظارهم لنشل الجسد الساكن للضابط جين من بين أيديهما

تكللت مهمة الإنقاذ بالنجاح..ها هما تاي وكوك يلتقطان أنفاسهما يبصقان الملوحة العالقة بأفواههما

يشاهدان التجمع حول الضابط بمحاولة إيقاظه

وعلى ما يبدو أن جين في طور فتح عيونه

"سيدي الضابط هل أنت بخير "


يرفع جسده ويرى يد العريف هوسوك ممتدة لكنه لا يتمسك بها بل يرفع جسده بنفسه يلتقط أنفاسه ويسعل بتعب

"نذهب إلى الشاحنة سيدي "


وثانية مد هوسوك يده ينوي مساعدة الضابط على الوقوف لكن الضابط استند على باطن كفيه و وقف يترنح...حوله هوسوك يساعده

"أنا بخير ابتعد هوسوك "


اومأ وابتعد قليلاً

جين سحب نفسه وعاد للشاحنة لا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف أمام الرتب الأقل منه أكثر من ذلك






نادى العريف هوسوك بالجنود المترقبين ما حدث للضابط جين


"الضابط كيم بخير "


عاد وأعطى أوامره


"عودوا للشاحنات في الحال سنغادر للمعسكر...كل يتفقده زميله  "

وأخذوا يلملون أنفسهم شاكرين انتهاء هذا اليوم العصيب أخيراً

صوت تصفيق قصير المدى جعلهم يعاودون الالتفات للعريف هوسوك الذي قال

"انتباه إلى هنا جميعكم "

تأكد من جذب انتباههم قائلاً

"بغضون أيام سيسمح بزيارات الأهالي "

انفرجت أسارير الجميع كلهم مشتاقون لأهاليهم...غمرتهم السعادة ومشاعر الدفء كل يتوق لأحضان أب وأم وأخ وأخت وبعضهم زوجة وأولاد..

قلدهم كوك بالابتسامة إلا أنها مزيفة إلا أنه مات داخلياً...قلبه خال...لن يكون هنالك أحد ليزوره

لكنه سعيد لأجل صديقه الذي سيحظى برؤية والدته أخيراً

لمح تاي بطرف عينه خيبة نظرة كوك عند أول وهلة سمع الخبر

ستكون هنالك الكثير من المشاعر والأحاسيس التي ستثار بذلك الوقت...

حضر العريف هوسوك وانتصب خلف كوك وتاي على حين غرة

"أحيي شجاعتكما "

ابتسما باعتزاز وبعض من الخجل ولم يستطع تاي إلا أن يظهر عفويته قائلاً بوجه العريف

"إذا هل اقتنعت أني قمت بالتحمية جيداً أيها العريف "

نالته نظرة العريف المخيفة ذاتها التي يحصلون عليها حينما يخطئون بالتدريبات...ومهما كنت شجاعاً سترتجف بداخلك حتى لو لم تبدي ذلك...حتى الضابط مين اعترف ومدح هوسوك على امتلاكه هذه النظرة الثاقبة

قام كوك بوكز تاي بظهره والعريف قال

"يبدو أن صحبة بارك جيمين قد تركت تأثيرها عليك"

وقعت عيونهم ببعضهم جميعهم عانوا من نفس المشاعر الخوف والقلق على مصير جيمين غير عالمين أنه وقع بأيد أمينة أخيراً






قبل انطلاق الشاحنة...



وقد تمركز الجنود قربها جميعهم يستمعون لهديرها قبل الانطلاق...استطاع تاي وكوك الاستماع لتمتمات الجنود عليهم بما فعلوه مع الضابط كيم سوكجين وقد كانا أكثر من سعيدين بما أنجزاه

إنقاذ حياة إنسان وكذلك إظهار شجاعة سيشهد عليها المعسكر

وقد زادت التمتمات عند تقدم الضابط جين خلفه الرقيب سونغ والعريف هوسوك

تقدمهم العريف منادياً

"جونغكوك تايهيونغ إلى هنا "

لبيا النداء وتخطيا جموع الجنود...حتى باتا قبالة الضابط جين

قاما بتأدية التحية العسكرية بانسجام وبذات اللحظة

أخذ الضابط جين خطوة متقصداً رفع نبرته

"شكراً على شجاعتكما لهذا اليوم...سواء أنقذتماني بصفتي قائد أو أنقذتم أي إنسان محتاج أنتما مثال للجندي الشجاع الذي لا يهاب الموت أرجو أن يقتدي البقية بكم "

و رفع كفه عند صدغه وضرب حذائه العسكري الأرض مؤدياً التحية العسكرية التي أشارت للاحترام لكلا الجنديين تاي وكوك

اللذان كان غاية في الفخر والاعتزاز بأنفسهما وعلى مرآى الجنود

وبادلاه التحية لافظين عبارتهم الشهيرة في المعسكرات

"نحن في خدمة الوطن سيدي ! "







.
.
.
.







"لا أصدق لقد شكرنا الضابط كيم سوكجين "

"وعاملنا بوقار "

"كيف لا يقوم بمعاملتنا باحترام وتبجيل ونحن منحناه فرصة الحياة مرة ثانية "

"هل سيقومون برفع رتبتنا تايهيونغ "

"هيي ليس لهذه الدرجة أنت الآخر "

وقهقه كلاهما على أحلامهما المستحيلة وسخافتهما

وصعدا إلى الشاحنة لظهرها المفتوح وجلسا بين البقية...هدر محركها وتحركت أخيراً

ونظر الصديقان لبعضهما راسمين ابتسامة وعادا ولفا أذرعهما حول أعناق بعضهما بود...يأملان أن يعودا ويجدا جيمين بخير لتكتمل فرحتهما...

غفيا طوال الطريق كل مال رأسه على كتف الآخر بوداعة



~~~~~~

















"استيقظ ؟"

لقد سأل الضابط مين الممرضة لثلاث مرات...يذهب ليقضي أمراً ويعود

"كلا "

قالتها باستياء لم تقدر على إخفائه وهذا لم يخفى على الضابط مين الذي لا تخفى عليه أدق الأمور 

"ماذا كأن الأمر لا يعجبك..أكلفك بمهمة المجيء لمبنى مكاتب الضباط وإخباري في حال استيقاظه أن رأيت هذا الوجه الذي رسمتيه قبل قليل ثانية هل فهمتي "

"حاضر سيدي الضابط "

"كلكم تقولون حاضر ولا أحد يلتزم "

"آسفة سيدي "

"كلكم تقولون آسف ولا أحد يعنيها "

الرحمة من لسانه حينما يقرر أن يلقي خطاباً بحق احدهم

غادرت الممرضة تاركة إياه محتفظة بماء وجهها من لسانه اللاذع

ينتظر أن يفتح جيمين عيناه

كي يوبخه كي يصرخ بوجهه

لا يعلم مم هو غاضب بالضبط من نفسه التي تلقي نفسها بالتهلكة وجعلته يتدخل فوق المعتاد

مضت أكثر من أربع ساعات على جيمين وهو على ذات الوضعية يغط بالنوم وقد ظهرت على وجهه ملامح مرتاحة ويبدو أن الحمى

قبل تفتح عيونه وإوشاكه على العودة للواقع قابل رائحة أنفه رطوبة التربة بعد سقوط المطر تسللت من النافذة...انتعشت رئتيه قبل أن تغزو الاحاسيس الاخرى أطرافه ويبدأ الألم بفعل فعلته بالامتداد والظهور مع محاولة كل حركة...

يبتلع ريقه يبلل شفتيه بلسانه لقد شعر بالقرف من الطعم المعدني للدم الذي ملأ فمه بسبب الضرب الذي ناله على وجهه والآن اختفى هذا الطعم يا للراحة

حلقه صحراء قاحلة بعض من الأنين والقليل من الحركة ساعداه على لفت الانتباه عل أحد يسمعه ويروي ظمأه

"ماء أريد الماء "

وأخيراً رفع الضابط مين رأسه...ومشى بضعة خطوات ناحية سريره وألقى خطابه الافتتاحي بوجه الجندي

"ها استيقظت الأميرة النائمة أخيراً... ما رأيك أن أحرمك من شرب الماء حتى تقر وتعترف وتعطيني عهداً أن تكون جندياً طبيعياً عادياً شأنك شأن أي جندي هنا "

"لا أريد الماء "

ببحة صوت وجفاف حلق يتحدث كل الذي شكل فرقاً لدى جيمين إضافة لا قبل رغبته لتتحول لعدم رغبة كي ينقذ كرامته

كر شريط ذاكرته دفعة واحدة وبدأ يتردد على ذهنه كل ما جرى قبل فقدانه للوعي بين يدي الضابط مين

صراخه وبكائه وارتجافه ضعفه وتوسلاته

تمنى الفتى لو يدس رأسه كنعامة تحت التراب

ولذا التجأ للهرب عن طريق تمثيل النوم

لكن إلى أين وخطاب الضابط مين لم ينتهي بعد

"أعلم أنك تمثل أنك نائم "

"دعني أستمتع بإصابتي بالاستلقاء على السرير "

"إذاً دعني أمتع أسماعك قليلاً ببضع كلمات "

"هل ستقوم بخفض رتبتي...أنا أخفض رتبة لا يوجد أقل من رتبتي سأقترح أعدني مدنيا عادياً "

"لن تعود مدنياً أبداً ستظل هنا معي نرتدي البدلة الخضراء المموهة إلى أن يفرقنا الموت..هذا مقدر لكلينا..لكن إن نجونا من الحرب ستعود لبابا بارك وستدعوني لقصركم لنحتفل معاً "

لم تخلو أي كلمة بجملته من نكهة السخرية...جميعها بطعم السخرية...

أذاقه إياها الضابط مين كثيراً قبلاً وما زال
لم تكن تعابير جيمين راضية كان يتقد غضباً مما جرى معه وأذيته وتعذيبه...والآن هو بوجه الضابط مين الذي شهده بأسوأ حالاته وأضعفها وأشدها هشاشة يبكي ويصرخ ولذا يدعي البرود وكأن شيئاً لم يحدث

"حسناً ماذا علي أن أقول شكراً لأنك أنقذت حياتي "

"العفو هذا ليس واجبي ولست مخولاً ولا مسؤولاً عن إنقاذك والتدخل بآخر لحظة "

ارتعد جسد جيمين وارتعش كتلك اللحظة التي تسبق انفجارنا بأقوال نحكم الخناق على لساننا قبل الانفلات بها.. لكن لسانه انفلت وكذلك جسده المصاب تحرك متجاهلاً نغزات الألم

"لست مخولاً ولم تكن مخولاّ لإنقاذي !...لم يطلب إليك أحد أنقاذي توقف عن إذلالي ! "

بصق كل كلامه دفعة واحدة وظهرت توعكاته على وجهه حينما كشر من الألم

أخذ الضابط مين دقيقة حتى يجيد ما ينبغي عليه رده...لم ساعده لم يقسو عليه ويلاحقه

"أنا لا أذلك أنا أريك نتائج افعالك وحماقاتك التي تعتبرها أنت تمرد شجاع "

"سأتمرد وسترون لن أبق هنا سأهرب لن أبق في هذا المكان ! "

"إن كان والدك بمكانته لم يقدر على تهريبك فما أنت بمفردك فاعل...أنت لا تتعلم الدرس"

"لقد تعلمت أهم درس في الحياة أن حياتي وأفكاري وجسدي ملكي لن أسمح لأحد أن يتحكم بي ولا حتى حكومة البلاد وحتى لو كلفني روحي لست عبداً عند أحد سأفعل ما يحلو لي !! "

وارتخى جسده جالساً على السرير يلتقط أنفاسه ويضغط على جروح جسده يهسهس متألماً ومن عند الباب التفت تلبه الضابط مين قائلاً

"انظر إلى نفسك انظر ! لا تظن نفسك شيئاً كبيراً بارك جيمين "

تركه وغادر وجيمين ألقى رأسه على الوسادة منهكاً حتى من الكلام يجعد أطراف الغطاء...يمتلئ قلبه سخطاً على حاله التي وصل إليها









~~~~~~~















يتبع....











كيف البارت ؟






حسابي في الانستغرام موجود في البايو

أو هذا 👇🏻

97V.I.P



ستجدون أشياء عديدة سأشاركها معكم تتعلق برواياتي ومشاريعي المستقبلية

أتمنى أن أجدكم هناك ايضاً 🌷
















نلتقي إن شاء الله ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

312K 6.9K 35
"That better not be a sticky fingers poster." "And if it is ." "I think I'm the luckiest bloke at Hartley." Heartbreak High season 1-2 Spider x oc
590K 13.2K 40
In wich a one night stand turns out to be a lot more than that.
970 232 11
⠀⠀⠀⠀⠀ᵋ¡ᵌ ׂ ִ 𝓜ɪsᴀᴍᴏ ᴜ'ʀ sᴀғᴇ ᴘʟᴀᴄᴇִ ׂ ᵋ¡ᵌ