غريب يدوّر في طرف عينها حضن و...

By irwaya9

287K 11.4K 1.2K

ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة... More

نُبذة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31

12

8.2K 318 51
By irwaya9



قفل شدّاد الباب بعد ما راحوا، شدّ على يده بغضب
مشى يدخل للبيت والتفتت وتين تشوفه يدخل ويقفل الباب خلفه بقوه
و نطق شدّاد: ارفضيه، ما بتاخذين ولد هالكلب
وتين سفهته تحط رجل على رجل وناظرتهم حنين بقلق
وكمّل شدّاد كلامه: بترفضينه وبنرجع للدمام ونترك هالمكان! ما تبون تكملون جامعه؟
حنين ناظرته باستغراب، ونطقت وتين: جت متأخره يا شدّاد، مو قلت لك ماني بحاجتك لا أنا ولا حنين؟
شدّاد هز راسه يناظرها بغضب: طبيعي، أمك جميلة وش ارتجي منك؟ كل همك نفسك وحاجتك وجحوده
وتين رفست الطاوله اللي قدامها بقوه ووقفت: لا تتكلم عن أمي بهالطريقه
شدّاد تقدم يسحبها من ذراعها بقوه: بترفضينه وبترجعون معي انا وفريدة نهاية الاسبوع بسلّم المزرعة للبلديه
فريده ناظرته بصدمه: شدّاد!
وتين ابتعدت عنه بتحدي: ما برفضه، وبتزوجه نهاية الاسبوع وبترك لك المزرعه
حنين ناظرت وتين بذهول، ورفع شدّاد صوته: وتين!
وتين صرخت: الله ياخذ وتين، الله ياخذني اذا فكّرت أعيش معك أكثر من كذا، الله ياخذني اذا ما أنهيت الموضوع خلال اسبوع وتزوجته وغثّيتك
ناظرها شدّاد بغضب، وتقدمت وتين تكرر كلماته: نرجع للدمام؟ نكمل جامعه؟
صدّت حنين تمسح دمعها بتنهيده وتسمع كلمات وتين
وتين أشّرت عليه بقهر: طردتنا زوجتك وأبعدتنا عن الدمام وجبتنا بهالمكان لوحدنا بدون أي اهتمام، حرمتنا من الجامعه على أخر سنه ولا تحرّكت فيك شعره
تقدمت وتين تعدم المسافه بينهم تحط عينها بعينه
ونطقت تكمّل كلامها: ربيتنا؟ مالك فضل علينا يا شدّاد، ربيتنا على الغربة واليُتم، كسرتنا في عز حاجتنا وأنهيت طفولتنا، ذلّيتنا واحنا صغار وأهنتنا واحنا كبار
طاحت دموع حنين ومسحت على صدرها تمنع بكاءها
ورفعت وتين صوتها: ترجّيتك وأنا طفله يا شدّاد! ترجّيتك بس عشان تاخذني لأمي وضربتني، من يومها كبرت وأنا أتخيل أمي، كبرت وانا أخاف اطلب منك شيء، كبرت وأنا ألبّي طلباتنا بنفسي
مدّت يدها تدفعه عنها: و ذيك الطفله ماتت، انت قتلتها واليوم بتتحمل نتيجة موتها
فريده نطقت: لا تمدين يدك على خالك يا قليلة الأدب! صدق طالعه على أمك
وتين ناظرتها: اطلعي برا
شدّاد ناظرها بغضب: تكلمي زين
وتين ابتعدت وتقدمت لفريده ورفعت صوتها: اطلعي
وتقدمت تمسكها من ياقتها: اطلعي ما تفهمين! اطلعي برا
فريده ابتعدت عنها بخوف، تناظر جنون وتين ونوبة غضبها
و اخذت شنطتها ومشت: يالله شدّاد
طلعت فريده ومشى شدّاد بعد ما ناظر التوأم بغضب
ونطق يأشر لوتين بتهديد: باقي ما انتهينا
طلع شدّاد يقفل الباب خلفه بكل قوته وغمضت حنين عيونها
وجلست وتين تاخذ نفس وتحاول تهدّي نفسها
والتفتت حنين لها: ليش قلتي له اخر الاسبوع! مره قريب
وتين هزت راسها: كل ما صار قريب كل ما صار أحسن
تنهدت حنين بتعب من عناد وتين واصرارها: وعناد؟ ما شاورتيه
سكتت وتين بتفكير، وقامت تنهي نقاشهم وصعدت للغرفة تبدّل ملابسها ووقفت قدام المرايا تمسح مكياجها بشرود

٦:٠٠ ص
وقف قدام المرايا ينشف شعره ويتجهز لدوامه وابتسم يشوف قطوته تحوم حوله وتحاول تلفت انتباهه
ثواني وانتبه للاشعار اللي وصل لجواله وأخذه يشوف الرساله اللي وصلت له من متجر وتين واللي كان محتواها "صاحي؟"
عقد حاجبه مستغرب رسالتها وأرسل "ما نمت"
التفت يلبس بدلته على ما ترد وتين اللي كتبت
"نقدر نتكلم وجه لوجه؟ الحين"
تركت وتين الجوال والتفتت لحنين اللي نامت بتعب
قامت بهدوء ومشت تطلع للمستودع ورفعت راسها تتأمل ألوان الفجر اللي زيّنت السماء، ولفّت عبايتها حولها من حست بالبرد
جلست على عتبة المستودع تهز رجلها وتناظر جوالها تنتظر رد عناد
تنهدت تستنشق ريحة النعناع حولها، تحاول تهدّي نفسها وأفكارها وغضبها اللي ما زال من ليلة أمس
التفتت لصوت القطوة وطاحت عينها عليها وهي تدخل من تحت الباب
وفزّت وتين بهمس: نعناعه!
تحرّكت القطوه باتجاهها وشالتها وتين بضحكه تحضنها وتلاعبها بهمس: اشتقتي لي؟ انا اشتقت لك
سكتت ثواني تمسح على راسها وعقدت حاجبها تفهم سبب وجود القطوه بهالوقت
والتفتت للباب من استوعبت ان عناد برا، مشت تفتحه وطلّت تشوفه واقف ببدلته وحاشر يدينه بجيوبه يناظرها: اخذتي كاتي ونسيتيني برا
وتين تراجعت تترك له مجال يدخل وجلست على عتبة باب المستودع تشدّ على القطوه بحضنها: نعناعه
عناد نفى: كاتي
وتين ناظرت بدلته: عندك دوام، اشغلتك؟
عناد تقدّم يتسنّد على الجدار: اشغلتني رسالتك، وش اللي صاير؟
وتين سكتت ثواني ونطقت: استفزني شدّاد
عناد عقد حاجبه بغضب: وش سوا لك!
وتين ناظرته: قال لي ارفضك ونرجع للدمام معه، قال راح يسلّم المزرعة للبلدية نهاية هالأسبوع
جمدت ملامح عناد وتقدم: ووافقتي؟
وتين نفت: طبعًا لا، لكنه يصرّ ويهدد
عناد سكت يناظر الضيق بملامحها والحيره بعيونها
و نطق: بكلم أبوي راجح نعجل بالملكة ونخليها نهاية هالاسبوع، نتغدى على شدّاد قبل يتعشى علينا
رفعت وتين نظراتها له من فهم عليها، يفهم إنها وقفت بوجه شدّاد وتحدّته، ويتحداه عناد معها ويوقف بوجهه
وسأل عناد : يناسبك؟
نزلت وتين نظراتها تمسح على راس القطوه: يناسبني
هز راسه عناد وتراجع بعد ما ناظر ساعة جواله: بترك كاتي عندك
ابتسمت وتين تمسح عليها: بدون ما تقول أصلًا
أشّر بابتسامه: لا تفرحين برجع أخذها بعد الدوام
رفعت وتين يد القطوه تلوّح له، وضحك عناد بعد ما طلع وقفل الباب
مشى لسيارته بتنهيده وركب يتجه لدوامه وصدح صوت خالد عبدالرحمن بالسياره
"فجأه طلبتني لها، بلا ميعاد
طول انتظاري حلّ حالي بسببها
لبّيت جيت قبالها، شفتها تزداد
روعه بصورة حسن ربي رسمها"

٤:٢٠ م
فتحت وتين عيونها تصحى على صوت حنين اللي تناديها
حنين بهمس: وتين
وتين التفتت لحنين اللي نطقت: قومي وجد تنتظرنا
قامت وتين تفرك عينها وسألت: ليش؟
حنين اللي تلاعب القطوه يحضنها: تبغانا نتقهوى معها ونخطط للملكه
وتين عقدت حاجبها وفهمت ان عناد أعطاهم خبر بموعد الملكه
وقامت بتنهيده: شويات وأجهز

بنفس الوقت في مزرعة راجح
جهّزت وجد جلسة البنات في الحديقة بمساعدة هاجر
والتفتت وجد باستغراب: وين تهاني مالها حس؟
هاجر رفعت أكتافها: تلاقينها بالغرفه أو نايمه
وجد التفتت لصوت تميم ومشاري المشغولين بالاسطبل
ورفعت صوتها: ميشو
التفت مشاري، وتقدمت وجد: نبغى جلسة طرب الليلة
هز راسه مشاري، ورفع صوته تميم اللي على ظهر الرعد: وش المناسبه؟
وجد التفتت لصوت الباب وعرفت بوصول التوأم: وتين وحنين جايين
تميم التفت ومشى بالخيل باتجاه المدخل يشوف التوأم يسلمون على وجد
وحنين اللي ما انتبهت لتميم والرعد مشت بابتسامه وفزّت من وصلها صهيله
وضحكت تتقدم له: الرعد!
تميم نزل من على ظهره وتقدم يناظرها: صهل من شافك
حنين رفعت نظراتها له: يعني مبسوط ولا معصب؟
تميم مسح على راس الرعد: مبسوط لأنك جيتي ومعصب لأنك وحشتيه
حنين التفتت تشوف وجد ووتين اللي سبقوها للجلسة
والتفتت للرعد بحيره، وفهمها تميم: جوله؟
حنين ابتسمت وتقدمت تصعد على ظهر الرعد ومسك تميم اللجام يمشي بالخيل باتجاه الاسطبل وضحكت حنين تحس بارتفاعها، ورفعت راسها تستشعر نسيم الهواء اللي يحرّك شعرها
تتحسّس فرو الرعد بين أصابعها والتفتت تناظر تميم اللي يمشي بجنبه
ابعد تميم نظراته من التفتت حنين، ونطق: برد؟
حنين نفت، وأشّرت: روح لجهة البنات
ابتسم تميم ومشى لجهتهم، والتفتت وتين بابتسامه: رحتي للرعد على طول يا مهووسه
حنين ابتسمت: صوّريني
وتين أخذت جوالها تلبّي طلبها وتصوّرها، ابتعد تميم يترك مجال لحنين تصوّر وصهل الرعد من حس بابتعاد تميم
وضحكت وجد: ارجع ارجع لا يصيح
وتين بضحكه: خلك واقف بصوّركم مع بعض الشكوى لله
ابتسمت حنين، وتقدّم تميم بابتسامه يوقف بجنب الرعد ويمسح راسه وصوّرتهم وتين بضحكه
ناظرت وتين الصور بعد ما صوّرتهم والتفتت من حست بالقطوه تجلس بجنبها وابتسمت تصوّرها
ثواني والتفتت وتين لصوت وجد: وتين، أمي حصوص تسأل عنك ترا
وتين فزّت وقامت: بدخل أشوفها
مشت وتين تدخل للصالة تسمع صوت الجدة اللي تسولف مع غاليه وفاطمة
وتقدمت وتين والتفتت حصة تهلّي وترحب بها: تعالي يا بنتي اجلسي بجنبي
ابتسمت وجلست جنب حصة اللي مسحت على كتف وتين
وهمست حصة: عناد علمني
ناظرتها وتين بدون رد، وكملت حصة: كنت أبي اسمع منك بس وصلني العلم من عناد، اتفقتوا الملكه اخر الاسبوع، السبت
هزت راسها وتين بالايجاب، ومدت حصه يدها تبعد خصلات وتين خلف اذنها
وهمست: اذا احتجتي شيء علميني
وتين ابتسمت: ما تقصرين
مسكت حصة يد وتين بحنّيه: وابيك تعرفين انكم مو لوحدكم، أنا وراجح وعناد وكلنا معكم
وتين ناظرتها بامتنان وابتسمت، وسكتت حصة ثواني بتفكير
ونطقت بتساؤل: تحبين الفلندر؟
ناظرتها وتين بعدم فهم، والتفتت لصوت غاليه اللي ضحكت: تقصد اللافندر
وتين هزت راسها بضحكه: أحبه
مسكت حصة ذراعها وقامت: تعالي أعلمك كيف تسوينه
مشت وتين معها بابتسامه ودخلت المطبخ تشوف حصة تجهّز الإبريق ودندنت كعادتها: هب نسناس الهوى لي من شمال حاملٍ ريح الخزامى والنفل
وتين تسندت على طاولة المطبخ تتأملها تنثر ورد الخزامى داخل الإبريق 
ونطقت الجدة: بس تغلي مويته وينقع طعمه، تحطين ملعقة عسل، يحبه عناد بعسل
ابتسمت وتين والتفتوا لدخول عناد بعد ما رجع من دوامه
شايل قطوته بحضنه ونطق: عناد يحبه عشانه من يدينك مو عشان العسل
ابتسمت الجدة تشوفه يتقدم ويبوس راسها: الله يرضى عليك يا وليدي
تسند عناد يطلّ في الإبريق والتفت لوتين اللي لفّت عبايتها حولها وتكتّفت تناظره بصمت
ورفع يد القطوه يلوّح لها وصدّت وتين بابتسامه تفهم تقليده لها
ونطقت الجدة: تعالي يا بنتي شوفي، لا صار لونه كذا طفي على النار
تقدمت وتين تناظر الإبريق وتراجع عناد يترك لها مجال
داهمتها ريحة عطره اللي غطّت على ريح الخزامى
ومدّت حصة لها كوبها: ذوقيه وعلميني
وتين ذاقته تحت نظرات الجدة وعناد المبتسم بخفوت
ونطقت وتين بذهول: حلو!
ابتسمت حصة برضى وأشّرت: خذي الإبريق للبنات، يحبونه
والتفتت لعناد: وانت يا وليدي
عناد هز راسه: ببدّل ملابسي وبجي أشرب ولا يهمك
مشت الجدة تطلع من المطبخ ، والتفتت وتين تشيل صينية الإبريق والأكواب اللي رتّبتها
ونطق عناد: تدرين إن أمي حصوص تعلمك طريقته عشان تسوينه لي بعدين؟
وتين ابتسمت: اسفه لك بس دامك معي ما راح تشرب إلا نعناع
ضحك عناد يمسح على راس قطوته
ونطقت وتين تكمل: ال٢٠٠ شتله، بتشربها شتله شتله
رفع راسه يضحك بصوت عالي، ومشت وتين تتعداه شايله الصينيه بابتسامه وطلعت من المطبخ
ووقفت مكانها وتلاشت ابتسامتها من شافت تهاني واقفه قدامها
ورفعت تهاني حاجبها تناظر عناد اللي طلع خلف وتين وابتسامته تزيّن ملامحه ومشى متجه لغرفته اللي بجنب المطبخ بدون ما يناظرها
ونطقت تهاني تناظر وتين: وش تسوين بالمطبخ معاه لحالكم؟
وتين عقدت حاجبها: الجدة حصة كا...
تهاني شدّت يدها بغضب تقاطع كلامها: هذي عوايدك مع كل من هب و دب؟
وصلهم صوت هاجر: تهاني خلاص!
تهاني التفتت: لا مو خلاص! خلي عديمة التربية تعرف حدودها
وتين تقدمت تمدّ الصينية لهاجر: امسكيها شوي حبيبتي
هاجر ناظرتها بعدم استيعاب ومسكت الصينية
والتفتت وتين وتقدمت لتهاني وشدّت شعرها: عديمة التربية تعرف تربّي
تألمت تهاني تحاول تبعدها وتركت هاجر الصينية على الأرض
ومشت تبعد تهاني عن وتين: خلاص! لا تسمعكم أمي حصه وتصير مشكله!
وتين رفعت اصبعها لتهاني بتهديد: اعرفي حدودك معي
تهاني تراجعت بقهر: أنا أوريك والله لأفضحك
سفهتها وتين اللي التفتت تشيل الصينية ومشت متجهه للحديقة
والتفتت هاجر بحدّه: تهاني وبعدين معك!
تهاني تأففت ومشت تصعد لغرفتها، وتنهدت هاجر بتعب من تصرفات اختها بسبب حبها الأعمى لعناد وغيرتها عليه
كانت هاجر الشاهده الوحيدة على حب تهاني لعناد من صغرهم
تحبه وتشتاق له وتخاف وتغار عليه بصمت
واليوم صمتها تحوّل لقنبلة موقوتة تشم هاجر ريحة بارودها وتخاف من انفجارها.

صبت وتين من اللافندر تمدّه لحنين وهاجر
ووجد اللي شربت من كوبها وسألت: كيف تجهيزات الملكه؟ لازم ننجز ما بقى الا اسبوع
وتين حكت جبينها: فستاني تقريبًا جاهز
هاجر بابتسامه: تصميمك؟
هزت راسها وتين: صممته قبل فتره باقي أعدّل عليه، بحط ريش
وجد بضحكه: بتطيرين يعني
وتين هزت راسها بالإيجاب وضحكت
بنفس الوقت نطقت فاطمه اللي تهمس لغاليه: على وش العجله؟ خطبنا فجأه وقلنا ما عليه بس الملكه نهاية الاسبوع ليه؟
غاليه عقدت حاجبها: وش فيها؟
فاطمه بتنهيده: ماني مرتاحه لهالزواج مدري كيف امي حصه وابوي راجح ساكتين
غاليه سكتت، ووصلهم صوت الجدة: غاليه أبيك تكلمين خالاتك وعماتك واعزميهم على الملكه
فاطمه عقدت حاجبها: لو نخليها عائليه مو احسن
نطقت الجدة: اقطعي بس، كل اللي نعرفهم بيجون ويفرحون معنا مثل ما فرحنا بحاتم، عناد ما هو ولدي بعد؟
سكتت فاطمه، وابتسمت غاليه: ابشري يمه
بنفس الوقت نطقت وتين: قولي لهم يخلونها بسيطه، لا تتكلفون
وجد بضحكه: مافي شيء بسيط عند أمي حصوص، خصوصًا اذا الموضوع يخص عناد كل شيء بيصير مُبالغ فيه
هاجر أيّدتها: و ليش تبينها بسيطه؟ هذي فرحة عمرك
سكتت وتين وابتسمت حنين تناظر شرود وتين وارتباكها
كل مالها تستوعب جدية الموضوع، الموضوع اللي بدأ بعناد منها وتحدّي من عناد صار حقيقي وماله رجعه.

دقايق طويلة مرّت و محور حديثهم ملكة عناد ووتين
برَد الجو و التمّوا العيال في الحديقة حول شبّة النار اللي زادت وجد حطبها
ونطق مشاري يحذرها: بالملقاط يا غبيه بالملقاط
وجد التفتت تناظره بطرف عينها وأخذت الملقاط تحط الحطب على النار
التفتوا لغاليه اللي طلعت لهم: جلسة طرب وما تنادوني!
ضحك تميم يأشر لأمه: تعالي بجنبي، باقي ما بدينا ننتظر عناد يجي
جلست غاليه يتبعها جلوس فاطمه اللي ناظرت هاجر: وين تهاني؟
هاجر بتنهيده: قالت بتنام
صدّت وتين، ووصلهم صوت الجدة اللي مشت باتجاههم ماسكه ذراع عناد بثوبه الأسود وشماغه اللي لفّه على راسه
ومشت تجلس بينهم، وجلس عناد بجنب مشاري اللي مدّ له العود
ونطق مشاري: وش شعورك واحنا نعاملك معاملة مخاوي الليل وننتظرك تعزف لنا
قاطعته حصة: الله يتوب عليه من هالذنوب كله منك!
مشاري وسع عيونه: وش دخلني يمه العود حقه ماهو حقي
ضحك عناد، ونطقت غالية: خليهم ينبسطون يمه
ابتسمت وتين تشوف عناد يحرك أصابعه على الأوتار
ورفع نظراته لها يناظر لمعة اللهب اللي انعكست بعيونها
ومسكت كوب اللافندر تشرب منه وعزف عناد وعينه عليها
يغني بصوته الهادي:
"صدّقيني، قلبي يحكي لك حقيقة
صدّقيني، ما أرى غيرك ملاك
من أجل وصلك باتخذ أيّة طريقة
ما أبالي لو طريقي لك هلاك"
ناظرت وتين خطوط ابتسامته في خدّه وحوّلت نظراتها لأصابعها اللي يحركها ببراعة على العود
وغنّى مشاري معه:
بُعدك ولا غيابك على نفسي ما أطيقه
كيف أجاهد روح تشقى من غلاك؟
ارتفعت ضحكاتهم من سدّت وجد أذانها بأصابعها ورمى مشاري علبة المويه اللي بيده عليها: شيلي أصابعك واسمعيني
ضحك عناد يكمل عزفه، وغنّى مشاري ومعه تميم اللي يدندن
غاليه ناظرتهم: يعني انتم كورال ولا وش؟
ضحك تميم، ووقف مشاري: والله لأمشي
ضحك عناد يسحبه يجلّسه جنبه: اجلس اجلس
ابتسمت حنين تتأمل علاقتهم، من ضحكات عناد وابتسامات تميم ودندنة مشاري المتحمس
بنفس الوقت التفتت وتين تتأمل الجدة اللي سنّدت خدها على كفها تتأمل عناد
وتسندت وتين تشد عبايتها حولها، تناظر لهب النار المشتعله وسطهم
وحوّلت نظراتها لعناد اللي في الجهه المُقابله لها، يناظرها
كانت اللحظة وكأنه حلم من خيال لكنه يحس بحقيقته من ملمس الأوتار بين أصابعه، من حرارة اللهب وحلاوة طعم اللافندر.

طال ليلهم وقرّبت سهرتهم لنهايتها
و قام عناد من انتبه للساعة يستأذنهم: عندي دوام لازم أمشي
غاليه ناظرته: دامك بتمشي الحين معناته بتنام في الخبر
هز راسه عناد: يمكن انام وارجع بكره
ونطقت الجدة: استودعتك الله انتبه لنفسك
ابتسم عناد والتفت يدخل للبيت متجه لغرفته ينوي يجهّز شنطته وأغراضه
بنفس الوقت التفتت وتين تناظر حولها: وين جوالي؟
التفتت وجد ودوّرت حنين مع وتين اللي عقدت حاجبها باستغراب
وجد: يمكن تركتيه في المطبخ ولا الصالة
بنفس الوقت مشى عناد لغرفته ووقف من وصله الصوت من المطبخ
التفت باستغراب ومشى يدخل المطبخ وطاحت عينه على تهاني اللي فزّت برعب
تركت تهاني الجوال من يدها وناظرته: عناد
عناد سأل يناظر الجوال على الطاولة: وش تسوين؟
تهاني أشرت على الكاس تخفي توترها: أشرب مويه
هز راسه عناد والتفت يطلع من المطبخ يكمل طريقه للغرفة
تارك تهاني خلفه، تناظره لين اختفى عن أنظارها وبلعت ريقها ومشت تصعد غرفتها بارتباك
ثواني ودخلت وتين المطبخ تدوّر جوالها وتنهدت من شافته على الطاوله وأخذته
طلعت وعينها على جوالها والتفتت لصوت الباب تشوفه يطلع من غرفته وشنطته على ظهره
مدّ عناد رجله يمنع قطوته تطلع وهمس: لا كاتي ارجعي نامي
قفل الباب بتنهيده يسمعها تماوي، والتفت يمشي وانتبه لوقوف وتين اللي تناظره بصمت
رفع حاجبه: ليش جيتي هنا
وتين رفعت جوالها: أخذت جوالي من المطبخ
ناظر عناد الجوال بيدها وعقد حاجبه يتذكر تهاني
ونطقت وتين: ليش تحبس نعناعه وتروح!
نفى عناد: ما حبستها، أنا دايم اذا بمشي للخبر اتركها بالغرفة ووجد بعدين تاخذها
وتين سألت: أقدر اخذها عندي هالمره بعد؟
ناظرها عناد ثواني، وابتسمت وتين تشوفه يرجع لغرفته ويفتح بابها يسمح للقطوه تطلع
وضحكت وتين وتقدمت تشيلها وتتكلم معها: حابسك المعتوه؟
تنهد عناد ومشى خلف وتين اللي ما زالت تتكلم مع القطوه: عضيه مره ثانيه لا تسكتين له
ابتسم بخفوت ورفع صوته من طلع للحديقة ولوّح لهم: فمان الله
ناظرته وتين يمشي باتجاه سيارته وتسمع دعوات حصة له
وجلست بجنب وجد اللي سألت: لقيتي جوالك؟

تهاني جلست على سريرها تكلّم بجوالها: لقيته على طاولة المطبخ وقدرت افتحه وهذا اللي طلع معي ارسلتهم لك
وصلها صوتها تسأل: شافك احد؟
تهاني سكتت تتذكر عناد ونفت: بس عناد دخل فجأه وقلت له أشرب مويه، فريدة تتوقعين يشك؟
نفت فريدة: حتى لو يشك فيك ما عنده دليل
سكتت تهاني، ونطقت فريدة: كلمت واحد يعرف للايديتنق والفوتوشوب، ما راح يجي بكره إلا والخطوبه متكنسله
تنهدت تهاني تهز رجلها بتوتر: واذا ما صدّق عناد؟
فريدة: وليش ما يصدّق؟ كل شيء واضح له بالصور والأدلة
تهاني هزت راسها: راح يصدّق
قفلت فريدة جوالها من سمعت صوت شدّاد يدخل للغرفة
ونطق بغضب: شفتي ولد الكلب راجح وش مرسل لي!
فريده عقدت حاجبها باستغراب وتقدمت تناظر الرسالة اللي بجوال شدّاد واللي كانت:
"ملكة ولدي عناد وبنتي وتين يوم السبت الجاي، ما علمتك عشان أعزمك علمتك عشان أهددك للمره الأخيره، لا تحضر الملكه ولو لمحت وجهك ما يصبح صبح الأحد إلا وموضوع الحريق مفضوح"
شدّاد بغضب: وتين تمشّي كلامها علي وتقرر يوم ملكتها بدون ما تشاورني! وفوقها راجح يهددني ما أجي
فريدة اللي ارعبتها رسالته: صدقني راجح هذا يعرف كل شيء، لا تتورط معه
شدّاد جلس بقهر وسكت، وناظرته فريدة بتنهيده

في مزرعة راجح
وقفت حنين تستأذنهم مع وتين اللي تقدمت تسلم على الجدة
ونطقت حصة: أي شيء تحتاجونه للملكه كلموني ولا كلموا وجد، لا تستحون
ابتسموا التوأم بامتنان، ومشوا يتجهون لبوابة المزرعة
والتفتت غالية لتميم اللي قام، ونطقت: عفيه، روح معهم لا يمشون لوحدهم بهالظلام
أسرع تميم بخطواته يمشي خلف التوأم، والتفتت حنين لصوته ووجّهت فلاش الجوال اتجاهه
تميم: لا تمشون لوحدكم هالوقت تجتمع الذيابه
وتين رفعت القطوه: معنا ذيبه لا تخاف
ضحك تميم، وابتسمت حنين وناظرت الظلام حولها تمشي خطواتها بحذر
ونطق تميم من تذكّر: حنين
التفتت حنين تسمعه يناديها باسمها، وكمّل تميم: قبل كم يوم وقعت عقد مُدرب في مسابقة خيول للمبتدئين، وتذكرتك
فزّ قلب حنين، وسأل تميم: كان ودك تشاركين في المسابقة؟
حنين بتساؤل: وين راح تكون؟
تميم: في الخبر
وتين ناظرت تردّد اختها، ونطقت: ودّها
حنين ناظرت وتين وهمست: وتين! يقولك في الخبر
وتين: واذا في الخبر؟ شاركي
تميم فهم تردّد حنين وخوفها: فكري في الموضوع المسابقه باقي عليها وقت طويل، علميني متى ما قررتي اكتب اسمك مع وجد
ناظرته حنين وهزت راسها بالايجاب، وفتحت وتين باب المزرعة
ولوّح لهم تميم: فمان الله
لوّحت له حنين تشوفه يتراجع ويمشي لمزرعة راجح
وابتسمت وتين تناظرها: بتشاركين
حنين دخلت للمزرعة: مدري مدري وتين خليني أفكر
وتين مشت خلفها بضحكه وقفلت الباب بتنهيده.

يوم جديد
وقف سيارته قدام مزرعة راجح ونزل بتنهيده بعد تعب الدوام
تسنّد على سيارته يطلع سيجارته ويناظر مزرعة وتين من بعيد
ناظر رماد سيجارته بيده بشرود، تحترق بين يدينه ويتطاير دخانها
قطع عليه شروده صوت السياره اللي وقفت جنبه وعدّل وقفته يناظر الشخص الغريب عليه واللي نطق: هذي مزرعة راجح ال منصور؟
هز راسه عناد: الله الله
الشخص الغريب سأل: بغيت عناد
عناد باستغراب: أنا عناد، وش بغيت؟
الشخص الغريب مدّ له الظرف، وأخذه عناد وتراجع من تحركت سيارة الشخص تغادر المكان بسرعتها
فتح عناد الظرف وجمدت ملامحه من بانت له صور وتين
صوره لها بفستان ناعم يبيّن ملامحها وتفاصيلها وصوره ثانيه تبيّن عفويتها وابتسامتها الواسعة
ووسع عيونه من شاف صور المحادثات المصوّرة واللي كانت بينها وبين شخص مجهول، عبارات حُب ومواعيد مدروسة بينهم
رفع نظراته للمزرعة، مشى يوطى سيجارته بالأرض ويتوجه لها
وتين اللي كانت في المستودع تجهّز فستان ملكتها باندماج
توزع الريش على أطراف فستانها وتتخيّله بابتسامه
التفتت لصوت الباب ومشت تلبس عبايتها بعد ما سرقت نظره للساعه
تدري برجعة عناد هالوقت من دوامه، فتحت الباب وطلّت
ونطقت: نعناعه نايمه ومستحيل أصحيها عشان تاخذها
نفى عناد: ما جيت عشانها
وتين ناظرت تغيّر حاله وجمود ملامحه، وحوّلت نظراتها للظرف اللي مدّه لها
أخذته باستغراب: وش فيك؟
صدّ عناد يبلع ريقه، وتراجعت وتين تجلس على عتبة المستودع
وفتحت الظرف تناظر محتواه بصدمة وتحتدّ ملامحها من قرأت المحادثات
ووقفت وتين بغضب: مين أعطاك الظرف!
عناد لاحظ ارتجاف يدينها: ما عرفته، اعطاني الظرف و هرَب
وتين هزت راسها ونطقت بعصبيه: هذي الأفعال أنا عارفتها زين
عناد قاطعها: في راسي شخص واحد ممكن يسويها، بس انتِ عطيني كلمة وحدة وقولي لي يا عناد اللي في الظرف ما هو لي
وتين تقدمت تحط عينها بعيونه: اللي في الظرف صوري يا عناد، بس الرساله بوسطها ماهي لي
تراجع عناد يرمي الظرف بالارض ومشى لمزرعة راجح بغضب
ورفست وتين الباب بغضب: الله ياخذك يا فريده الله ياخذك!

دخل عناد الصالة يشوف الجدة حصة جالسة مع غاليه وفاطمه
ووجد اللي التفتت تناظر حالته بغرابه: عناد؟
عناد ناظر حوله: وين تهاني؟
فاطمه عدلت جلستها باستغراب: ليه؟
عناد مشى يجلس وهز رجله: بغيتكم بموضوع وابيكم كلكم فيه
فاطمه قامت: أناديها الحين
ناظرت حصة عناد بصمت، تلاحظ الغضب بملامحه: عساه خير يا وليدي
هز راسه عناد يشوف تهاني تنزل وخلفها هاجر يناظرونه بفضول
ونطق بهدوء: خير يا يمه خير
جلست تهاني تناظره بصمت، وسألت غاليه: وش فيك وترتنا!
عناد نطق يناظر الجدة حصة: موضوع الخطوبة تكنسل
حصة فزت بصدمه: وش تقول!
عناد: وتين مابيها والخطوبه تنلغي اليوم قبل بكره توني جاي من عندها وأنهينا كل شيء
تهاني نزّلت نظراتها لجوالها تحاول تخفي ابتسامتها
ونطقت غاليه بصدمه: عناد! وش اللي صار
عناد وقف يناظر تهاني اللي تكتب بجوالها: البنت عندها علاقه مع شخص ثاني ووصلني ظرف بصورها ومحادثاتها
مسكت حصه راسها، ونطقت فاطمه: وتين!
تهاني ابتسمت بخفوت ورفعت راسها وانتبهت لنظرات عناد لها...

-لا تنسون النجمة 🌟

Continue Reading

You'll Also Like

835K 21.7K 41
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
168K 11.6K 20
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
552K 37.5K 64
حـقـيقيـة ٪100 أَرْبَعَةٌ لِبَوَاتِ يَدُورُ حَوْلَهُنَّ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الذِّئَابِ لَڪُلِ مِنْهُمَ غَايَةِ.... _متجبرات _قَوِيَّاتِ _شَامِخَاتٌ ...
1.2M 33.5K 23
حسابي بالإستقرام r_55shog