الهَجيِنَة~🌬

عَودَة لِلورآء قَليلآ《《

عادت "عبريقة" في اليوم التالي الى سوق البشر، وصلت عند مصطبة بآئع القماش لتجد النسوة مكتظين عنده كعادته .. انحشرت بينهم حتى وصلت عند قطع القماش وحملت أحدها، ثم قامت بلفّها حول خصرها وبدأت تتمايل وترقص كالأميرات ..حتى سمعت صوتا مألوفا يحدثها

.."هذه القطعة نادرة في هذه البلاد ،ويبدو أنك أندر منها "

ابتسمت "عبريقة" لإطراء التآجر صاحب القلادة ولوّحت له بالقماش ..
"كم تبيع هذه القطعة؟"

.."مقابل ابتسامة من ثغرك الحسن ورقصة من خصرك المنحوت .."

ضحكت بصوت عال حتى برزت ضواحكها وغمازة على خدها الأيسر
.."حسنا موافقة سآخذها!"

بقيت عبريقة تدردش مع هذا التاجر الذي تقابله كل يوم بعدما تتسلل من حصن الجآن خفية مرورا بالغابة الملعونة حتى تصل الى مكان البشر وتتجه مباشرة الى السوق للقاءه

..وكعادتها دائما .. حتى جاء اليوم الذي تأخرت بالخروج من الغابة الملعونة لوقوعها في أحد أفخاخ الأقزام المهووسين بالذهب والإكتناز ..
واضطرت أن تدفع لهم خاتم والدتها البنفسجي للخروج من ذلك الفخ اللعين لتصل الى من يهفو قلبها له وتسر حياتها لأجله ..

وصلت الى السوق لتجده شبه فارغ، والتجار يحملون سلعتهم بغية الرحيل .. وكان من بينهم التاجر " جويوم" صاحب القلادة ينتظرها بقلق عليها حتى انفجرت أساريره حيننما رآها تقترب منه ..

..."ظننتك أنك لن تأتي!"

.."وهل يخفى القمر!"
ضحكا بصوت عال من جملتها التي تعلمتها من تكراره عليها وقالت بنبرة انوثة وتغنج وهي تلوي خصلة شعرها حول سبابتها..
  .."هل كنت سترحل دون أن تراني؟""

ابتسم لجمالها وأردف
.."بضاعتي بيعت من زمن ولم أغادر لأنني لا أستطيع أن أفرط في وجهك الجميل يا عبريقة ..!

أمالت رأسها وبقيت تنظر اليه بحب .. اقتربت وجمعت ذراعيها خلف ظهره وضمّته بقوة .. ثم قبّل يديها وضمّهما الى صدره ..

تلمّس فراغا بين أصابعها وسألها عن خاتمها الجميل فأخبرته أنه ضاع منها في طريقها اليه وهذا سبب تأخرها عنه ..

ومضت الأيام والشهور على هذه اللقاءات الغرامية والدردشات اليومية حتى وقعا في شراك الحب والهيام!..

لقد أخبرها ذات مرة أنه سيلقاها أمام شجرة التفاح عند بستان قريب من السوق وأنه سيحضر مفاجأة معه ..،إنتظرته بفارغ الصبر حتى ظهر في الأرجآء
إقترب منها جاثيا على ركبته وقد أخرج علبة صغيرة من الفضة .في قلبها خاتم ذا فص أبيض لمّآع كالنجوم وأردف جملة أسقطت قلبها بين أحضانه
..
.."هل تقبلين الزّواج بي؟"

وكأي فتاة يخطبها حبيبها .. ضمّته بقوّة وصرخت فيه بدموع الفرحة ..
..
.."نعم! أقبل!"

بادلها الأحضان وأمسيا يتراقصان تحت حفيف الأشجار وصوت الطبيعة كأنها سندريلا خاصّته..

ثم إتّكآ على جذع الشجرة يتبادلان أطراف الحديث ..
.."إذن متى سآتي لزيارة أهلك يا عبريقة؟"

عبريقة بارتباك..
.."ولِم؟"

.."للتقدم لك بالزواج بشكل رسمي!"

أجابت بتعلثم
.."لاداعي لذلك أخبرتك أني موافقة ويكفيك هذا"

أردف بحيرة
.."حسنا !بعد اكتمال مراسيم الزفاف سأبتاع بيتا يكون مجاورا للسوق كي نعيش فيه بسعادة وهناء"

وضعت رأسها على صدره وهما يتخيّلان حياتهما الزوجيّة السعيدة حتى بدأت الشمس بالمغيب..

.."لقد تأخرت يجب علي الذهاب أراك غدا!"

وقف متبعا خطواتها السريعة ..
  .."دعيني أوصلك على الأقل!"

أجابت بصوت بعيد
.."لاداعي لذلك أراك غدا!"

أسند ظهره على الجذع  وضم يديه خلف رقبته صافنا في عرض السماء ..
حتى حدثه صوت من خلف الشجرة

.."يقول لك سيدي متى موعد الاستلام أيها الساحر !"

ظهرت إبتسامة خبيثة على وجه التاجر"جونيوم" وأردف

.."أخبر سيدك أن لايستعجل أيها الشيطان وأنني أسير على الخطة بحذافيرها"!.
..

.
الشيطآن بمكر ..
.."يقول لك سيدي أن جائزتك ستكون أكبر من ذي قبل إن أوقعت أميرة جآن في قبضتنا "

التاجر "جونيوم"بتثاؤب
.."حسنا إرحل الآن ولاتعد حتى أستدعيكم!'

اختفى الشيطان وعاد التاجر أدراجه الى القرية.

وصلت على مشارف الحصن ودخلت خفية كعادتها من مكان يجهله الحرآس ..
هرولت الى القصر للقاء الملك وما إن دخلت عليه حتى رحب بها وأجلسها على يمينه
كانت دقات قلبها تعرقل الحروف التي تنبثق منها حتى صرحت له بكل مابجعبتها .. لأنهم قوم لايتزوجون إلا بإذن شرعي من الملك الأكبر.

كان الغضب والسخط باديا على وجه "الملك أبراهار" والذي بدوره قام بتهديدها لترجع في قرارها المفاجئ وهي أن تتزوج بإنسسي
..
فكل متطفّل منهم مرتبط بجسد من الإنس ملعون على أراضي الجآن ومهدورة دمائه.!

لكنها أصرت على موقفها بالزواج من إنسي ! مما أفقدها صلاحياتها في عالم الجآن وسلبت منها حقوقها كأميرة وواجبها كحامية قوة آجيا .. مع تهديد صريح من الملك بأنه سيجدها وسيفتك بها وبالإنسي جرّآء خيانتها لبني جنسها.

ومع ذلك .. لم تكن "عبريقة" بالأنثى الغبيّة خاصة وأنها تدرك جيدا ماسيحدث بعد هذا القرار المصيري.. فكرت في حيلة صغيرة لحماية حياتها وعائلتها الصغيرة التي ستبنيها يوما ما ..
زارت  القاعة التي يحفظون فيها قوّة آجيا خلسة  ،كونها مازالت تملك صلاحية الدخول الى هذا المكان السحري..

كانت على شكل بلّور من الزجاج.. يحمي داخله وهجا كأنه مجرّة صغيرة أو عالم متناهي الصغر ..

أدخلت يدها داخل صدرها الذي  توّهج فجأة !لتخرج منه شعلة بيضاء .. لقد كانت الشعلة جزءا من حياتها!

تمتمت عليها بعض الكلمات السحرية لتتحول لنسخة مزيفة لقوة آجيا !

اخذت القوة الأصلية ! نعم قوة الجآن السبعة! لتضع مكانها قوّة مزيّفة وتغادر أراض الجان الى الابد!..

لقد كانت فعلتها أمرا فادحا قلب موازين عالم الجآن واضمحلت حضارتهم وجبروتهم بين المخلوقات الأخرى!.. لقد أصبحت أميرة خائنة بعدما كانت هي الحامية والحارسة لهذا الجنس!..

وأصبحت دماءها مهدورة الى هذا اليوم.

... هربت تركض بين الأشجار حتى وصلت الى السوق .. لقد كان قرص الشمس على وشك الإختفاء والمكان شبه خال من العاآمّة..
جلست أمام مصطبة التآجر الفارغة وعزمت أن تنتظره حتى الصباح!.

لم تغفو عينها ولو للحظة واحدة ..لقد كانت أطول ليلة تمر عليها ..خاصة وأن شبح التفكير قد أخذ نصيبا من عقلها.
هل اكتشفوا امرها؟ لربما يبحثون عنها الآن!..

لقد كانت تشعر بالخوف لأول مرة منذ دهر!.. أن تتخلى عن بني جنسك ويهدروا دماءك بين ليلة وضحاها ليس أمرا هيّنا على الإطلاق.

ضمّت ركبتيها وبقيت تمتم بعض الكلمات الغير مفهومة كي يدوم تحوّلها فترة أطول من الزمن..

_________
)في كوخ التآجر)

كان جالسا أمام زجاج النافذة.. يدخن غيلونه بقلق ، ابتسم عندما ظهر طيف أسود في حجرة المعيشة خاصّته.. ودون أن يلتفت اليه أردف ..
"يبدو أنك مهتم بالأمر كثيرا لتأتي بنفسك الى هنا أيها الزعيم.."

أخرج زعيم العالم السفلي زفيرا على شكل دخّآن أسود وقال بصوت غليظ
..
."أنت على وشك الإنتهاء من مهمتك .. إجلب تلك الجنية الساقطة الى فخنا ونحن سنتكفل بالباقي!"

سحب نفسا من غيلونه ونفضه في الأرض مستديرا اليه
.."لن يحدث ذلك.. أنا لا أسير الا على خطة أحكمتها جيدا ..

غضب الزعيم من كلامه وسخط عليه بكل كلمات الشتم والخيانة

ومازاد الطين بلّة هو استفزازه بضحكته الساخرة

.."لاتقلق أيها الزعيم .. سأقوم بتسليمك تلك الجنية ولكن على طريقتي أنا !"

أردف الزعيم مهددا .." إن لم تنهي هذه المهمّة فسأقتلع رأس أخيك السّجين عندنا وسأجعل من جسده مأدبة لشياطيني!

واختفى مخلفا وراءه ضبابة من الدخان الأسود

خرج التاجر من الكوخ وهو يسعل بشدّة ويلوح يديه في الهواء..'"شيطان أحمق!"

__________
تصووويييييييييييييييييييييييييت☆