في رمشَة عين》!

659 44 31
                                    

.."أن تحب أحدا ليس شيئا صعبا !..
بل أن تحب أحدا لدرجة أنك سترى جميع خطاياه صوابا تلك هي المصيبة!"
...

..حملت صغيرتها وأقبلت تجوب بين الأشجار الشاهقة علّها تجد مأوى يحميها مع رضيعتها النّادرة، وكما أوصتها تلك القابلة القزم أن تتجه شرقا دون أن تتخطى حدود الغرب لأنه مكان تقطن فيه الوحوش التي تحب قرمشة عظامها دون رحمة! وأن تتجنب التجول في الليل فجلّ المخاطر والمكاره تظهر أنذاك

مشت بخطوات مهرولة بعدما بدأ قرص الشمس بالمغيب ضآمّة صغيرتها الباكية الى صدرها علّها تنتظر قليلا إلى أن تجد مخبأ تطعمها فيه.. دخلت في أحد فوهات الكهوف في وادٍ خال من الحياة واستقرت لبعض الوقت هناك..

أقبل ستار الليل يضيء بنجومه المتلئلئة ،هدوء عارم ودقات قلب راجفة، زفرات تريح النفس وابتسامة ترتسم على وجهها بعفوية كلما وقعت عينيها على طفلتها النائمة التي خبّأتها بين الصخور حتى تكاد لاتُرى.
بدأت تشعر بتثاقل في جفونها .. لقد تعودت على شرب الشاي الذي جعلها كالبشر تطلب النوم دائما ، قاومت ذلك بشدّة
حتى غفت دون أن تشعر!.

استيقظت على حركة خفيفة! صوت غصن شجرة صغير قد انكسر وكأن أحدهم داس عليه بقدمه .. التفتت تتفقد المكان بفزع
كان خاليا من الحياة تماما.

هدأ روعها واستقرت دقات قلبها مطمئنة نفسها أنه مجرد تخيلات وماكادت تعود الى استلقاءها حتى شعرت بيد خشنة تمسك معصمها بقوّة أفزعتها

صرخت بشدّة لظهوره المفاجئ!
لقد كان "جونيوم"!.
.."مرحبا بزوجتي الهاربة!"

لقد كان الشر يتطاير من عينيه ، وجهه الحسن قد انقلب أسودا كالفحم وعيناه الجميلة النّاعسة أصبحت حمراء جاحظة كالوحوش أما ثغره الباسم بأسنان كالآلئ بات كفكّ القرش المتعطش للدماء .. صرخت فيه بقوّة تحاول إبعاده عنها ولكن هيهات وقد دمج جسده مع شيطان ليصبح أقوى بكثير منها في وضعها الضعيف!

رفعها بيد واحدة ليضرب ظهرها على الجدار الصخري بقوّة كادت أن تحطم عظامها
قهقه بصوت مزدوج مخيف وأردف

..."قد تتساءلين كيف عرفت مكانك يا زوجتي المصون ها؟ .. لقد أهديتك يوما طوقا جميلا قد علّقته على نحرك وأبيت من ذلك اليوم أن تنزعيه مادامت أنفاسك تشمّ الحياة..لقد كان الوسيلة الوحيدة للوصول اليك بعدما اعتمدت على سحر تقصي الأثر!.

ثم نظر الى بطنها الغير منتفخ فصرخ برعب
.."أين طفلتي! اخبريني وإلا فصلت رأسك عن جسدك!"

في الواقع لم تجبه "عبريقة" بل أجابه صوت بكاء طفلتها الذي انطلق في وقت غير مناسب أبدا !.

الهَجيِنَة~🌬Where stories live. Discover now