الخطايا السبع || The 7 sins

By VIP097

29.3K 3.4K 6.8K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... More

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 12 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 18 -
- 19 -
- 20 -
- 21 -
- 23 -
- 24 -
- 25 -
- 26 -

- 22 -

1K 129 1K
By VIP097

عدنا 💜

100 Vote

إذا ما علقتوا انسوا الرواية كلها وانسوا شغفي أنو يبقى موجود

حسابي في الانستغرام 👇🏻

@97v.i.p

~~~~~~~












مشهد سابق

جروه جراً...ابن بارك العظيم

إذ لم يكن قادراً على السير أو على الأقل مجاراة همجية وسرعة سحبه من تابعي كيونغ...لقد تسلخت ركبتاه من تحت البنطال وهو يجر من قبل عدة جنود تابعين للعقيد يقودونه خلف العقيد حيث مصيره المجهول

"توقفوا ! "

بتلك الساحة وعلى مرآى المجندين أجمع صدح صوت العقيد كيونغ مخترقاً هول اللحظة الراهنة آمراً الجنديين التابعين له بالتوقف عن جر بارك جيمين

الحدقات غير متزنة فالخوف يحتقن العيون ونبضات القلوب باتت صاخبة لدى الجنود المتفرجين

ألقى المجندان جيمين من بين أيديهما وجسده انهار بسقوط حر بلا أية مقاومة تذكر... إنه مريض

حالته مثيرة للشفقة وبالذات لتاي وكوك

يكور تاي قبضته يستعصي عليه البقاء متزناً كاد يندفع يبتغي إنقاذ جيمين

شعر بيد كوك تجذبه خلسة من ملابسه يحثه على ضبط نفسه كي لا يقع بم وقع به جيمين

الضباط ابتداء من جين وانتهاء بيونغي وكذلك الرقيب سونغ والعرفاء من ضمنهم هوسوك يقفون متفرجين لا سلطة لهم بالتحرك خشية من العقيد المختل كيونغ

وعيون تاي وكوك على العريف هوسوك يرجوانه أن يتحرك أو يفتعل أي شيء يتدخل...لكن ما يحدث أعلى من سلطة هوسوك ومراعاته المعتادة وتغاضيه كذلك

"أنتما !! "

اتسعت الأحداق والتفت الأعناق على من أشار إليهما العقيد كيونغ حكراً عن البقية

تاي وكوك قصدهما

صدح صوت العقيد أخيراً بعد الوقت المستقطع الذي أخذه لدب الذعر بقلوب الحاضرين يتحضر للخطوة التالية وما زال جسد جيمين ملقى على الأرض يرفرفان جفونه بمقاومة لفقدان الوعي...يراقص العقيد سبابته بالتناوب بالهواء اتجاه من ينتصبان بجانب بعضهما...وكل الانتباه شد نحوهما

تصلب جسد تاي وكوك

ما الذي يبتغيه منهما

غريزياً كما تعلموا الأيام الفائتة وما تدربوا عليه أدوا التحية العسكرية على الفور كلاهما جسداً وقلبهم ما زال عند جيمين

"حاضر سيدي العقيد "

لم يتوان العقيد عن رسم انحناءة ثغر لا تمت لمسمى للابتسامة بصلة بل هي صفراء محتقنة بغل ومآرب مريضة

لقد لمح وتفحص الخوف بعيون تاي وكوك والشفقة على جيمين أكثر من البقية

"قوما بجره واللحاق بي "

يتعمد العقيد كيونغ تلك الطريقة أن يأمر زملاء المجند بجره كي يثير مشاعرهم المكرهة ويستخرجها حتى يرغمهم على عيش العذاب النفسي بسوق زميل لهم بدم بارد وإجبار دون اعتراض

كيف سيجرانه وهما يتقطعان خوفاً عليه ورأفة على حاله

" بسرعة !! "

حملا جسديهما بإكراه وسارا باتجاه جيمين الذي ينتفض يحاول النهوض بالاتكاء على كفيه لكن خور قواه غلبه

وأخيراً أسنداه وبات بينهما يعينانه على السير

"جراه في الحال !! "

أوقعهما بموقف لا يحسدان عليه...استشعرا الحرارة المنبعثة من لحم جسد جيمين حتى بلمس قماش بدلته...الفتى محموم بشدة...لهاثه و زفيره متلاحقان

والبخار يخرج من فمه بشكل متلاحق يشير لبرودة الجو وكذلك لأنفاسه اللاهثة

وعلى عكس الأوامر أن يجرناه جراً...برأفة وهوان جعلاه يمشي يطوقانه من الجهتين

يهمسان له يهونا عليه

من شق عيون الفتى ارتعشت عيونه قاصدة تاي وكوك ألا يدعاه

وكلاهما أحكم القبض على جيمين متمسكان به

"لا أريد سماع أية همسة !! "

ردعهما عن الهمس وجيمين أوصاله ترتعش..لقد ارتكب الحماقة بكامل إرادته لكن الذعر نال منه

جعلهم يتقدمون أمامه

و هرول وخلفه جنوده

تحركهم البطيء وهم يقودودن جيمين أشعل غيظ العقيد متخذاً خطوة

مندفعاً منتزعاً الجندي المذنب من عضده من بين أيديهما

"هكذا !!"

لامست ركب جيمين الأرض بل احتكت بها

وأتباع العقيد أكملوا مهمة سحبه بتلك الطريقة الهمجية على مرآى الجنديين تاي وكوك اللذان اعتراهما شعور بالقهر وقلة الحيلة

اختفى جيمين مع الرجال عن مدى رؤيتهما

بتلك اللحظة بالذات شعر كل من تاي وكوك أنها آخر مرة قد يريا فيها جيمين

"عودوا لمواقعكم في الحال !! ... ثلاثة اثنان واحد "

وتراكض الجنود على نداء الأمر من قبل الضابط جين

عودة للأحداث الحالية

يتجول الملازم مين بمكتبه جيئة و ذهاباً كالملاحق من قبل أحدهم

يلقي قبعته جانباً مبعثراً شعره الحالك الطويل بإنزعاج يزفر كل حين

"ذلك الأهوج جيمين ! "

يتوقف للحظة ببقعته ويتركن وكأنه أدرك أمراً ما

"وما شأني أنا بجيمين فليتحمل "

ثم يعاود السير جيئة و ذهاباً ومناقضة ذاته

صوت ضرب حذائه العسكري يطرق بالأرضية مرات عدة...إن كان يخفي توتره فحركات جسده تحكي عنه

جعل العريف هوسوك يغرب من أمامه قبل أن يوقظ بداخله مزيداً من الذنب والمسؤولية اتجاه الجندي جيمين

لا أحد يمتلك أدنى فكرة عن تقلبات العقيد المختل كيونغ لو أنك اعترضت طريقه ودافعت عن ضحاياه من الجنود

ما ذنبه لو تأذى لينجو جيمين

لمَ يملك هذا القلب الذي يلقي على نفسه مسؤولية أي جندي قد يتعرض للأذى

أخرج من درج مكتبه مفكرته الصغيرة تجاهلها وتناول الصورة التي بداخلها... التي يقضي لحظات قبل النوم بمحادثتها وتأملها

كلما نابه خطب وحيرة يخرج الصورة

يحادث الصورة وكأن من بداخلها يقف أمامه

"ماذا علي أن أفعل..أخبرني أخي "

أشاح وجهه عن الصورة وهو يعتصر عيونه وكذلك أخذ يجعد الصورة بين يديه بلا شعور منه

هل سيضعفه مجرد تشابه اسم

ويدب الصحوة بقلبه

.
.
.
.
.

نفذت مينا ما أضمرته نواياها وقررت إخبار الملازم يونغي عما عرفته من خلال كلام ليونا شقيقة العريف فيما بتعلق بالضابط نامجون والتهمة التي ألقيت بحقه بمحاولة قتل الضابط جين عن طريق قتل بالدواء بالتعاون مع ممرضة

والملازم بخضم حيرته سمع طرقة على الباب قطعت سلسلة أفكاره

"ادخل "

دفعت مينا الباب بخفة وترددت حينما سمعت تنهيدة منزعجة ورأت عقدة الحاجبين على وجه الملازم عندما كشفت عن وجهها له من الباب الموارب

"ادخلي سيدة مينا "

زال التردد بعض الشيء و دفعت الباب اقوى بحجم يتسع لدخول جسدها و دلفت وظلت منتصبة أمام طاولة المكتب

ربط الملازم أصابعه ببعضها وجعلها تستقر تحت ذقنه والعقدة ازدادت

"ماذا تريدين أنت أيضاً "

نهرها فما يشغله يكفيه بل يفيض فوق قدرته

"هنالك شيء أريد إخبارك به أيها الملازم "

" كلكم تريدون من الملازم مين وكأن بيده كل شيء"

يؤنب ما حدث وملاحقة العريف هوسوك له يريد منه الركض والتدخل لأجل جيمين وكأنه موكل بأمره

في الحقيقة يمكنه تجاهل كل شيء والمضي لن يجبره العريف هوسوك لكن رغبته هي الأولى والأخيرة في التحكم بقراراته

ازدردت السيدة مينا ريقها هل تطرد نفسها بأدب أم تتحدث وقعت بحيرة من أمرها

"تحدثي "

وأخيراً أعطاها الإذن بالتحدث

"إنه يتعلق بالضابط نامجون سيدي وما حدث معه "

ازدادت العقدة بين حاجبي يونغي وما سمعه استدعى انتباهه حقاً

"ما الذي تقصدينه ؟!"

"أنت تعلم أني أعرف الجميع هنا والممرضات يترددن على قسمنا بين الحين والآخر "

"وأيضاً ؟"

وسردت له ما جرى وما سمعته ليونا لعدة مرات خلسة حول سولي وصديقتها وهن يتهامسن بالمطبخ...لكنها جعلت من نفسها هي التي سمعت

تصلبت ملامح يونغي بعدم تصديق يحتاج شرحاً إضافياً...

"سيدة مينا ما رأيك أن نعينك بقسم التحقيق "

تواجه عيونها موطئ قدميها لا إرادياً متمتمة

"آسفة سيدي "

"حقاً تقدمي بطلب وأنا سادعمك وسأنتخبك"

قالها متهكماً ساخراً

"أرجوك سيدي أغادر وكأن شيئاً لم يحدث "

وتستدير بذات اللحظة

"توقفي.."

تظل محافظة على وضعيتها وتشعر بخطواته تقترب منها في الخلف لترتعش

"إنك سيدة قديمة هنا وأنا أثق بك ولولا احترامي لك لكنت تصرفت معك بطريقة أخرى "

"آسفة اغفر لي أيها الملازم "

"ما شأنك لتتدخلي بأمور الجيش أنت مكانك بالمطبخ فحسب "

وحقاً اصابها الذعر وأرادت أن تنقذ نفسها

"لست أنا من سمع إنها ليونا شقيقة العريف هوسوك"

"أها هكذا إذاً ولم لم تأتي بنفسها لتخبرني "

"لأنها تُمنع من التجوال و وحدك من يعرف بوجودها"

"أنت واسطة نقل الأخبار إذاً "

"سيدي الملازم أرجوك "

تفرك أصابعها ببعضهما

التفت ببطء وتوجس وبالكاد رفعت ناظريها

"لنفترض أن كلامك صحيح..أنت تعلمين أن ما تفضلت بذكره خطير وقد يوقعك بالمشكلات فما الدافع وراء شهامتك هذه سيدة مينا "

"لا شيء لا شيء لكن أنا لا أطيق الظلم والخداع"

"وتطيقين الوقوع بالمشكلات و رمي نفسك بالنار ؟ "

"سيدي الملازم أنت تستمع لمشاكلنا وتحلها ولذا نحن نلجأ إليك "

"هل تثيرين استعطافي بإلقاء المديح بوجهي "

الرحمة من لسانه القاطع

"إنهن دجالات وكاذبات أيها الملازم...يمكنكم استجواب صديقتها والضغط عليها وستعترف على الفور بمجرد تخويفها "

"سأقترح تعيينك بمجلس القضاء العسكري "

تنتحب وتعتصر أصابعها ببعضها وهي تسمع ضحكة الملازم الذي أنهاها قائلاً

"أنتن النساء غير متوقعات فحسب...انصرفي من هنا "

استدار ببطء ناظر الجدار وما زال يشعر بوجودها فرمقها

"ما تزالين هنا ؟"

"سيدي أرجوك لن يعتقلونني بسبب كلامي هذا لن يؤذوني أنا أو ليونا أليس كذلك أنت لن تسمح بذلك سيدي "

"لن يخرج ما قلته من جدران هذه الغرفة اطمئني وإن خرج ستكونين بأمان "

"شكراً لك سيدي أشكرك حقاً ! "

خرجت وهي تنحني عدة مرات...وكالعادة الملازم مين لا يخيب ظنونها

بلغت الباب وغادرت

نيتها ملطخة بالكذب ولم تصفو...بل لمآرب أخرى ولو أنها كما تدعي تكره الظلم والخداع

إلا أن كل مبتغاها أن تتقرب من ذوي الرتب الأعلى لعلها تصل لمكان ابنها المفقود

الملازم يونغي ركن ما قالته السيدة مينا بذاكرته جانباً لتسوية الأمور الأهم بالنسبة إليه في الوقت الحالي ولربما بوقت لاحق سيعود للبحث بكلام السيدة مينا

~~~~~~~

"الشاحنات التي ستقل الجنود جاهزة أيها الملازم الضابط جين يستدعي حضورك لننطلق "

يضرب العريف هوسوك التحية للملازم مين الذي أجابه بحزم

"يمكنكم المغادرة "

"حاضر سيدي وماذا عنك؟"

"تولى أنت وسونغ الأمر لن أرافقكم... لدي ما اقوم به...توخوا الحذر الجنود بعهدتكم "

"علم أيها الملازم... هل من أوامر أخرى سيدي "

"يمكنك الانصراف "

.
.
.
.
.
.
.

سارع يونغي وخرج قاصداً رؤية جين قبل ذهابه حيث وجده خارجاً من مكتبه يعدل قبعته

"جين "

"يونغي لم لم تتجهز بعد "

تفحصه عن بعد بنظرة عابرة متسائلاً

"أنا لن اذهب والمفترض بك أنت ألا تذهب...هل تحسنت تماماً لقد غادرت بلا موافقة الطبيب "

"لا تهتم أنا بخير...ماذا عنك ما الذي يمنعك ؟"

قام بخدش أرنبة أنفه

"لا شيء "

ارتفع أحد حاجبي جين يراقب إصبع يونغي الذي ما زال يخدش أرنبة أنفه

"لم أنت متوتر هكذا ؟"

"دعك من ذلك وأخبرني ما الذي جرى مع قضية ابن عمك "

"لا شيء فلتأخذ الأمور مجراها "

"هل حقاً جين أنت تعلم أنها لعبة تلك الممرضة "

"فلتكن "

"لن أتوانى عن التدخل وتبريء نامجون لو كان بريئاً"

عكف جين أحد حاجبيه لا يصدق ما يسمعه

"ماذا لو قلت لك بالفعل أني ربما وجدت طريقة لتبرئته "

"حقاً وما هي ؟"

بنبرة غليظة ساخرة

"هيا هيا اذهب وقم بتبرئته يا صاحب القلب الكبير "

"جين ! أنا أعلم أن هنالك شيء بينكما أنا أعرفك جيداً لن تكره من دون أسباب لكنك مصر على إبقاء الأمر سراً "

"يفترض بي المغادرة بغضون ثوان يونغي لا تثر أعصابي "

وانصرف مستعجلاً خطواته ينوي الهرب قبل أن يفصح عن أي شيء أمام الملازم مين الذي يستنكر ردات فعل جين المبالغ فيها والتي تناقض أخلاقه وطباعه المعهودة

~~~~~~~

تجر حارسة السجن السجينة الممرضة سولي دافعة إياها أمام قدمي الضابط نامجون

افترسها بنظراته و زأر يصر على أسنانه حالما لمحها جاراً إياها من ملابسها

"ما الهراء الذي تفوهتي به عني !!

ستنكرين كل ما تفوهتي به عني

هل تثيرين فتنة بيني وبين ابن عمي أيتها الحقيرة !!"

يهزها وتتخبط بين ساعديه يتمنى لو يقدر على قتلها

"إن لم تتراجعي عن أقوالك أرسلهم لقتل عائلتك أتفهمين !! "

انتشلت نفسها منه صارخة بعيون متقدة غضباً والدموع تندفع من عيونها

"ليس لدي عائلة لا يوجد شيء لأخسره أنت كل ما أملك !! "

"لا تلعبي دور الضحية أيتها السافلة لأني لم أعدك بشيء ولم أحبك أنت من خلقت هذه الأوهام برأسك..لا تبكي فالدموع لا تليق بأمثالك "

"لن أهلك وحدي ستهلك معي"

انقض عليها يطوق عنقها بكفيه الكبيرين يفقد صوابه يخنقها...كاد ينهي حياتها بخنقها لولا تدخل حراس السجن الذين أوقفوه وأنقذوها من بين يديه

سحبوها وقادوها لزنزانتها بانتظار أن يتم إصدار الحكم بحقها وبحق المدعى عليه الضابط نامجون

يدور نامجون ببقعته وكأنه ينتظر موته...يتلمس بدلته عند الكتف بحسرة عند شارة رتبته...هل سيخسرها هل سيجرد منها ويهان أكثر مم تمت أهانته

فقط بكلمة واحدة من جين يمكنهم العفو عنه وإخراجه بريئاً إلا أن جين يشاهد ما أصاب ابن عمه وكأنه وجدها فرصة سانحة

يتردد صوت آخر محادثة برأسه حينما تقاذفا فيها الكلام نبش الماضي الذي أشاد أسواراً وتعقيداً لرفقتهما انتهى بتفشي الكراهية أعمق ابتداء بالغيرة والمقارنات وانتهاء بالكراهية والمقت






الحوار الذي جرى يوم أمس

"جين ستبرئني من هذا..أنا لم أدفعها لقتلك لم أفعل كفاك !! "

وتلون وجه جين بلون الانتصار

"مثلما دمرتني عن طريق امرأة سأدمرك كذلك بإمرأة نامجون "

"يكفي جين !! لستما مقدران لبعضكما وهي الآن متزوجة وحامل "

يكفي !"

"أجل حامل لقد تلقيت من أختي رسالة تخبرني فيها أنها حامل وكم هي سعيدة وتنتظر بفارغ الصبر أن تحمل ابنها بين يديها "

"أنت كاذب هي ليست سعيدة أنت أجبرتها أن تتزوج بغيري ومنعت زواجي منها هي تحبني وأنا أحبها أنت من أوقف هذا الزواج أنت من عرقلت لي حياتي...أقنعت جدنا وعمي و زوجته كي يوقفوا هذا الزواج "

"لم أعرقل أي شيء لا أريد لأختي أن ترتبط بضابط يقضي حياته بعيداً عنها وربما يموت في الحرب فيسبق اسمها لقب مشرف زوجة الضابط المغوار الذي مات فداء لبلاده..يكفي أختي وجدت الرجل المناسب..رجل أفضل منك "

" ليس أفضل مني بل أنت من قررت أنه الأفضل وأجبرت أختك وهي مرغمة"

" توقف عن قول الترهات أنا أعرف مصلحة أختي ولا أريدك زوجاً لها ويكفي هي امرأة ومتزوجة بل وحامل !! "

"أيها الحقير ما كان هذا ليحدث لو أنك لم تقف بطريقي وطريقها وتتدخل "

"إنه ماض وما فات مات جين لا تلمني على شيء كان من الضروري أن يحدث "

"كل حياتي مبنية على وجودك خطواتي مقاسها على خطواتك اختياراتك اختياراتي

لا أريد الموت ولا حمل سلاح وقتل غيري ولا رؤية الدماء حتى دخولي للجيش كان بسببك لأنك الكفء والذي سيرفع اسم العائلة بالتطوع بصفوف الجيش والدفاع عن البلاد...وكان علي المضي بطريقك وتقليدك حتى أحظى بحب جدنا و ربما يمنحني الحصة الأكبر من الميراث...لا أريد المال ولا الملك لشيء أريد عيش أيامي التي رسمتها...عشت أيامي وأنا أسعى لأرضي العائلة وجدي تباً لكم جميعاً حرمتموني من الفتاة التي أحببتها لأنها أختك كان من السهل اغتنام هذه الفرصة لكم هي فرصة سانحة دمرتني بها كلياً... ماذا تريد بعد ؟!

أما الآن سأدعك هنا تهلك أمام عيني وهنيئاً لي وتباً لك "

زمجر نامجون بحنق وهو يستذكر ما دار بينه وبين جين يوم أمس

~~~~~~~







تباعاً يصعد الجنود للشاحنة الكبيرة ذات الظهر المسقوف بقماش مثبت بشكل جيد عن طريق دعامات وحبال

يتلقون الأوامر بطاعة...يجهلون المكان الذي سيسوقنهم إليه ويمنع السؤال عن الوجهة التي سيأخذونها إليهم منعاً باتاً...

وهذا يثير الإحباط والخوف أكثر بداخل الجنود أنهم مسيرون غير مخيرون بمسيرتهم في المعسكر

يركض كل من تاي وكوك يلحقون بدفعتهم و خلفهم العريف هوسوك يأمرهم بالتحرك والإسراع بالصعود للشاحنة قبل انطلاقها

إنه متعاون معهم ويراعيهم ويسمعهم ولا يكتفي بنهرهم وصدهم بكل لحظة كغيره من المسؤولين

إلا أن نظرته حينما يخطئون عند التدريب لا ترحم

توقف تاي قليلاً بجانب العريف الذي يشير بيده وينادي للإسراع وعدم التأخير

"بسرعة بسرعة ما كل هذا البطء "

ينتصب تاي بكل شجاعة جانبه ومعه كوك يبحلقان به بعيون راجية

وأخيراً انتبه أنهما الوحيدان اللذان لا يمتثلان للأوامر

"ماذا هناك أنت وهو تحركا ! "

حرك عنقه إشارة كي يتحركا من أمامه مع احتفاظه بساعديه ملفوفان حول ظهره بوقفة حازمة وجدية

"من فضلك ماذا سيحدث للمجند جيمين أيها العريف"

تجرأ تاي وسأله بتوجس

"لا أعلم "

"أرجوك أيها العريف أخبرنا هل سيقتل حقاً ! "

"لا أعلم ! تحركا من أمامي في الحال "

"أرجوك أخبرنا بما تعلمه أي شيء قد تعرفه "

يصر تاي لا يتزحزح قبل أن يجيبه العريف بأي شيء قد يفيد

"فلندع أن يعود سليماً أو أن يعود على الأقل وليكن ما حدث درساً لكل من للحظة يفكر أن يخالف الأوامر لأنه كرامته تحسست هنا لا توجد كرامة وهيا من أمامي كلاكما "

خابت ملامح تاي وأخفض عنقه شارعاً بالصعود واستطاع أن يشعر بخيبة كوك كذلك الذي لحق به

وسرعان ما اختاروا بقعة فارغة تتسع لكليهما وحشرا نفسيهما بين الجنود... والأغلبية يثنون سيقانهم والمتبقون يمدونها... يحاذون بعضهم البعض ودبيب الأحذية ما زال يسمع بصعود الجنود

باكتمال العدد هدرت الشاحنة العسكرية معلنة عن الانطلاق بعد أن تأكد العريف هوسوك من اكتمال العدد بعد أن ساعده المسؤول عن العد

وشقت الشاحنة طريقها محملة بالجنود المنهكين من كل شيء

بين الحين والآخر تهتز الاجساد أثر وعورة الطريق التي تسير عليه الشاحنة

الظلمة المختلطة بوهج ضوء النهار المنبعث من الفتحة التي صعد من خلالها الجنود تنتشر في المشهد

الغيوم متلبدة بالسماء و داكنة تشير إلى جو صاخب و رياح قوية ستهب بأية لحظة

الجو يبعث على الخوف والكآبة والمجهول وكأنهم سيساقون للسجون

"لم يأتي الملازم مين هذه المرة "

قطع تاي لحظات الصمت والاجساد تنوس مع سير الشاحنة

"لا أعلم إنها ليست من عاداته أليس كذلك كوك "

"هل سنبقى هكذا يأخذوننا لأماكن ويعيدوننا ويحملوننا كما لو أننا جمادات لا تشعر "

وكلاهما عقلهما عالق عند ذات النقطة...يحاولان التناسي لكن كوك نطق

"كلام العريف هوسوك مخيف تاي "

"لا أعلم ما الذي سيحدث لجيمين هذا مخيف "

"علينا ألا نفقد أعصابنا فنقع بما وقع به جيمين أتسمعني تاي "

"إنه متهور ولا يحسب حساباً لكلامه حذرناه مراراً انظر ما الذي جناه من عناده ! "

"أشعر بالسوء بداخلي "

"وأنا أيضاً "

بكل مرة يكونون ثلاثة هذه المرة اثنين فقط

حتى في الأسرة وقت النوم بأوقات الطعام يصطفون ثلاثة

على الرغم من أن التدريب صعب ويزداد صعوبة يوماً بعد يوم إلا أن الرفقة تهون وتؤنس وتخفف أعباء الضغوطات المحيطة بحياة الإنسان

جيمين شقي متهور...يشاجرهم كثيراً

لكنهما يفتقدانه بشدة

بالنهاية لا يريدون تخيل أنه سيتأذى وهم يعلمون أنه شخص يتفاخر بالكلام فحسب ويتباهى دون أن يؤذي أحد...

حينما يمط رأسه ويتباهى ويتفاخر ينشر البهجة ببعض الأحيان وكذلك عصيانه للضابط مين كسر رتابة الأجواء وطوال الوقت جعلهم يمسكون أنفسهم عن الضحك عن طريق أن أحدهما يقوم بقرص الآخر كي يردع ضحكته عن الصدور وتلقي عقوبة من الضباط

بعد كل شيء لم يبنوا فيما بينهم صداقة إلا أنه يظل رفيقهم

على الأفق الممتد صوت خفيف بعيد نسبياً لتلاطم أمواج البحر

تحركت الرؤوس وبدأت الهمسات أنهم وصلوا للبحر

وبهذا اليوم بالتحديد ذو الجو المتقلب والرياح العاتية ستتقلب الأمواج بغضب

لقد اختار المسؤولون هذا اليوم بالذات عن قصد

~~~~~~~









صوت صفعة تردد صداه بالمكان الخالي

صفعة واثنتان وثلاثة جعلت من العالم يدور برأس جيمين المقيد والمعلق بسلاسل بوضعية وقوف

رائحة عفن و رطوبة مزعجة تنبعث من أنحاء و زوايا المكان...والجدران متصدعة

الظلمة تسود المكان فقط تتوزع الإنارة على الجوانب بقناديل نيرانها خافتة تنوس وتتراقص تكاد تنطفئ.. تبعث على الرعب وتخيم بظلال سوداء للجدران للتفاصيل والأعمدة الموزعة




Jimin Pov ;

جائع و بردان وخائف

و خوفي يسبق كل مشاعري

أفرغت محتويات معدتي متقيأً

علقوني وقيدوني بالسلاسل و جردوني من سترتي ليلفحني صقيع قارص...لم أعد أشعر بأطرافي لا أدر من شدة البرد أم لوقوفي الطويل مقيداً

تم ربط فمي

العقيد كيونغ بل الوحش أمقت النظر بوجهه

قام بجلدي بالسوط...جلدة تلو والأخرى

جروح طولية وعرضية بدأت بخدوش وسرعان ما انفتحت وتكتلت الدماء على حوافها....على أنحاء صدري عنقي ويدي على طول امتدادهما

أنا أعلم أن جراحي هذه لن تندمل بسهولة

جسدي الثمين والذي لم تمسه سوى العطور و خلاصة الورود والحرير بات مشوهاً بجروح

وعلى ذات بقع الجروح المتفتحة يضربني...وأشعر حينها بخروج روحي من جسدي

وأكتم شهقاتي وصرخاتي داخل صدري و اخنق صوتي قبل حنجرتي لكن أنفاسي تفضحني

لئلا أضعف وأحقق مناه...

لن أبكي لن أرجو الرحمة...لن أتذلل وأخضع

لا أريد

لست خاضعاً لبشر..لست خاضعاً سوى للموت حينما سيأتي ويسوقني لن أخالفه

وهذا اثار جنونه يريدني أن ارجوه أن أتوسله كي يتوقف لكني لن أفعل

عند نقطة ما فاض الكأس و أنهكت طاقة البلادة وعدم الشعور

فأطلقت صرخة مذبوحة...كادت تطول لكني بترتها على مخرج حنجرتي وابتلعتها مع زفير طويل

وبذلك سمعت صوت ضحكاته المنتصرة

أنه مختل بل مرعب

لكني لن أرجوه مهما كلفني الأمر...لن أتوسله

جيمين لا تفعل هذا إياك لا تجرؤ

تراءت صور ضبابية بمخيلتي لبيتي وقصر والدي بارك حيث كنت هناك

بل هل كنت هناك ذات يوم...

أكاد أنس أني كنت هناك...بين العطور والحرير والورود والتحف والقصر المشيد مقتبس من لوحات حكايات الأساطير

وكأنه مر عمر بمقدار عمري منذ وصولي لهنا

كنت على يقين تام أنه لن يجرؤ أحد ويجبرني على دخول الجيش

بداية من مكانة والدي

لكن تبين أن والدي لا شيء أمام البعض

هل سأموت هنا...هل حان وقت رحيلي عن هذه الحياة

ابي أمي

تاي وكوك رجوت لو ينقذناني من بين يديه لكني وقعت وانتهى الامر

عند لحظة ما شعرت أني على وشك فقداني الوعي...أشتهي فقدان الوعي كي لا أشعر بعد الآن بالألم ولا بأي إحساس

إني أريد الموت للتخلص من هذا الألم...لم أعد أحتمل..ليتني أفقد الوعي

وشهقت بقوة حالما رشقتني برودة الماء المتجمدة كانت كفيلة بإعادتي لوعيي وإحساسي بآلام جسدي من ضربه المبرح لجسدي

كلما أوشكت على فقداني الوعي يعيدني لأبق بقبضته كي أنال كل لحظة ألم ولا تفوتني

فقط أتمنى أن يحرروا جسدي ويدعوه يرتطم بالأرضية لا بأس...أريد من شيء أن يحمل جسدي ويضمه حتى ولو كانت الأرض الباردة الصلبة

اشتهي الانهيار والسقوط...

Pov end

على الادراج المؤدية للأقبية التي بنيت فيها السجون وبضعة غرف سرية..ظل يتحرك انعكاسه على الجدار يعود للملازم مين.. ويكاد لا يهتدي لموطئ خطواته بسبب الإضاءة الخافتة والضعيقة التي تنير المكان

تدلف الأسقف ماء من شقوقها والجرذان تسرح وتمرح

العام المنصرم بين يدي العقيد كيونغ أعلن عن موت أحد الجنود الذين اعترضوا بوجهه ...مات خلال التعذيب...لقد توقف قلبه عن النبض بسبب البرد...والبرقية التي أرسلت لعائلته تشرح بشفافية واعتذار مخلص عن سبب الوفاة تلخصت بكذبة ملعونة أن ابنهم قضى نحبه بتفجير وتناثرت أشلائه بالانفجار فلم يعد لجسده وجوداً يذكر وتضمنت البرقية أسفاً وفخراً بابن الفاقدين...

لم يجرؤ أحد على الاعتراض بوجه كيونغ ولا حتى مواجهة القيادة لأنه مدعوم من القيادات

كله فداء لإشباع غرائز العقيد المريضة....

يونغي لا يصدق نفسه إنه ينزل بالسراديب ويتجرأ ليقدم على خطوة التدخل بم قد ينتهي بأذيته

التفت كيونغ لأثر صوت الخطوات التي تقترب وتوقف عن ضرب جيمين

من تجرأ و دخل عرين العقيد كيونغ..وقاطع لحظات استمتاعه وتلذذه بتعذيب ضحاياه

الملازم مين..

اقترب وبدأت ملامحه تتضح للعقيد باقترابه من البقع المنارة من توزعها على الجدران...

عيون حالكة حادة وشعر أحلك و وجه شاحب

ما الذي جاء بك أيها الملازم مين ؟؟"

يمتعض وهو ينطقها ويراقص السوط بين يديه يمنة ويسرة

"جئت لأشاركك لحظات معاقبة الخارجين عن الاوامر أيها العقيد "

إجابته و رنة صوته لا تدعك للحظة ترتاب أنه يبطن عكس ما يظهر..

حافظ على اتزان خروج صوته وعيونه ترسم طريقها على أنحاء صدر الجندي جيمين الذي تزين بجروح بشعة

وجسده المعلق بتلك الطريقة ...وتدلي عنقه كخرقة بالية

يونغي كان يقسم بداخله أن جيمين سيموت تحت التعذيب...

صور ضبابية وأصوات متداخلة لا يميز جيمين مصدرها لكنه استطاع تمييز دخول صوت جديد إلى أسماعه يختلف عن صوت العقيد الذي مقت بشدة سماع صوته لهذا اليوم بل ربما ذكرى ذات الصوت لو تسنى له النجاة والتحرر من هذا المكان...

ميز جيمين الصوت الدخيل...

هل جاءالضابط مين كي يشاهده وهو يتعذب كذلك

ما الذي جاء به

كور يونغي قبضته وتصور ماذا لو قتله هنا وبهذه اللحظة وخلص الجنود منه....

"أهلاً بك سأقدم لك عرضاً رائعاً أيها الملازم استمتع بالمشاهدة "

وجلد جيمين

وأكمل يونغي تمثيله مع كل ضربة كان صداها يتردد بخلو المكان يبتسم لأفعال العقيد كيونغ ويشعر بالعجز التام

يرتد جسد جيمين مع كل ضربة بنفضات لا إرادية...والخطوط متجمعة متجعدة على جبينه تحكي وتصور الألم المحتقن بأحاسيسه والذي يجاهد بإخفائه

تتكدر انفعالات يونغي

أما جيمين حمل بغضاً ليونغي بلحظتها...كان ينقص وجود يونغي ليتفرج عليه وهو بتلك الحال المزرية

هل حقاً جاء الملازم مين ليشاهده وهو يعاني

وجو من الضيق والظلم يتخلله صوت الضرب والأنات المكتومة التي تثير جنون العقيد أكثر فأكثر...رغب بشدة سماع صوت صرخات وترجيات جيمين...ليس فقط أنات

ويمثل الملازم مين الثبات الانفعالي البالغ ولا يرف له جفن ولا يستكين منه شعور على الجندي

و دواخله تغلي قهراً

ألقى العقيد السوط جانباً رامياً إياه تحت قدميه بعد أن أنهك من الضرب وتعرق

لكنه ما اكتفى

يقترب من جيمين وينفث أنفاسه الكريهة بوجهه متدلي الرأس...يقبض على عظم فكه ويرفع رأسه يتلذ بمراقبة ذبول الفتى..يتمنى أن يلمح نظرات الترجي أن يفك قيده

يتناول السوط من الأرضية

يمرر حافة السوط على أحد الجراح المفتوحة ويضغط على الجرح وهو يسير الحافة فينفلت أنين وتنفس منهك من قبل جيمين...فيظهر صوته مخنوقاً من خلف القماس الذي تم ربط فمه به

يضغط بالسوط على كل خط جرح وكأنه يرسم لوحة فنية بخطوط متداخلة

"هل هذا يؤلم "

وأحقر ابتسامة يرسمها العقيد يبتلع جيمين و دموعه لشدة الألم تنهمر وهمهمات متألمة تختنق تحت القماش

يرخي أصابعه عن فكه ليقبض عليه بشدة أقوى مهسهساً

"أين بارك لم ليس هنا كي ينقذ ابنه المدلل "

يكور يونغي قبضتيه...إلى أين يريد الوصول بضرب الجندي ألم يكتفي بعد...لا يخفى أن جيمين تجاوز حدوده وأهان شخص العقيد المتغطرس لكن لا أن يقابله بردة فعل مريضة لهذه الدرجة

يبقي جيمين جفنيه مفتوحين جزئياً بمرارة ونفاذ قدرة تحمل وهو يسمع ما ينبر به بوجهه ذلك العقيد

"أتعلم الكلاب ذاتها التي قلت أنهم سيرمون رأسي لتأكلها سأجعلها تنهش لحمك حياً !"

استيقظت حواس جيمين من سباتها على حين غرة

"أيها الجنود !! "

ينادي وصدى صوته يتردد لخلو المكان ويتحرك ملتفتاً للوراء يترقب ظهور جنود قد أودع عندهم أوامر

وأخيراً التف جيمين بعنقه...و وقع محجر عيونه المرتجف بعيون الملازم الثابت

نظرة مغزاها أنقذني أرجوك

استدار يونغي يحاول أن يعي ما يحدث...وتناهى لأسماعه صوت نباح كلاب يقترب شيئاً فشيئاً

هز جيمين رأسه فجأة عدة مرات واستدعت أنفاسه بعضها البعض فتكاثرت ولهثت تحرق رئتيه وهي تضمحل شيئاً فشيئاً من داخلها

وهو يشاهد عند البوابة تقدم الجنود يقودون كلاباً سوداء قبيحة الوجه بل مرعبة مربوطة العنق بسلاسل

أنياب الكلاب تلتمع وبريق حدتها يبرز وهي تلهث وتخرج ألسنتها

وعلا نباح الكلاب...وهم الجنود بأطلاق سراحها كي تنقض على جيمين

إنها كلاب مسعورة...تأكل لحم البشر لو قمت بفك قيدها...

أسنانها لو عرزت باللحم تخلف جراحاً قاتلة تلوث الدم فيموت صاحبها على الفور

تغشى قلب يونغي أحاسيس عابثة بإنسانيته جاعلة من ملامحه تتجهم بحزم

بريق الخوف الملطخ بدموع الفتى أرهق إنسانية الملازم...نحيبه المتصاعد من تحت القماش الملثم لفمه ينخر بقلب الملازم...مسار نظراته تعلق عنده يبتغي النجاة والحماية

ينتصب بثبات بالطريق يصنع من ساعديه حاجزاً يمنع اقتراب الكلاب المسعورة الجائعة لأكل لحم البشر...

"يكفي أيها العقيد لقد تعلم المجند الدرس جيداً "

"ابتعد قبل أن أؤذيك !!...سأعلمه كيف يرجوني"

لكنه متعكسر بمكانه...جعد حاجبيه حينما شعر بحرقة عند كتفه أثر جلد العقيد له

" ابتعد ! "

و ذعر الجميع من صرخة تناسلت لصرخات

تصاعد الأدرينالين بحواس جيمين وأخذ يركل بساقيه ويصرخ

كان ينطق بشيء مبهم خلف القماش الذي يقيد فمه

جلياً إنها ترجيات وتوسلات أن يتوقف ما يحدث

يتحرك وكأنه مصاب بصرع...وازداد معدل ضربات قلبه واتسع محجر عينيه...

والقطعة القماشية التي تلف على فمه تلطخت برعاف أنفه...

لقد طغى صوت صرخاته على المكان

تسمر الجميع وتصنموا

وصدى صرخات الفتى ينتشر بالمكان الخالي ويتضخم الصوت اعلى

والفتى يتخبط وتصطدم السلاسل ببعضها وتحتك بساعديه وهو يستميت بإخراج معمصميه منها والفرار من هذه الكلاب السوداء المرعبة

تقطر الدماء تحت الفتى من أنفه ولا تتوقف

ذاتها ردة الفعل يشهدها يونغي للمرة الثانية

واستدعت ذاكرته المحادثة التي جرت بينه وبين الممرضة ليونا و ذكرها للأعراض والمسببات لها

الخوف لدى جيمين كان مضاعفاً...إنه مرتبط بالموقف ذاته وكذلك مرتبط بحادثة اختطافه في الماضي

مشهد آخر من مقتطفات اختطافه غير قص شعره كان رؤيته بأم عينيه لكلاب تلتهم إنسي مع وعدهم له أن الدور القادم سيكون من نصيبه وأنه وجبة الكلاب التالية

وبنجاة جيمين بأعجوبة ذلك اليوم...السيد بارك أبعد جميع كلاب الحراسة وأبقاها بعيدة عن محيط القصر لأجل حالة جيمين

حتى الكلاب الطبيعية بات جيمين يعاني من حالة خوف منها

وبإشباع رغبة العقيد المريضة و رؤيته انهيار الفتى أطلق ضحكة رنت بأرجاء المكان...مقترباً من الفتى الذي ينحب ويهز رأسه

وعلى عكس النظرات الحادة والساخطة التي كانت تظهر قبل قليل تحولت لعيون مثقلة بالدموع مهتزة راجية

وابتسامة حاقدة جانبية رسمها

رمى مفتاحاً عند قدمي الجندي مين يعود للقيود التي تغلف يدي الجندي المعاقب

والتفت مغادراً ومعه أتباعه والكلاب...

حصل على مبتغاه

صراخ جيمين لم يتوقف و دموعه سقت خدوده بوفرة

والتف الضابط مين بحركة سريعة

بالأمس كان يسخر من خوفه المبالغ فيه...اليوم يحتوي خوفه

ربما أشفق على الفتى...ربما لأنه فهم منذ الوهلة الأولى أنه مجرد شاب متهور لا يقدر قيمة كثير من الأشياء لأنه غير ناضج...أو ربما نضج بطريقة خاطئة

شفقته لبت نداء الأنسانية

تناول المفتاح بهيجان وادخله بمكانه المخصص كي يفتح القفل أزال القيد من اليد الاولى وأتبعه بالثانية

الفتى الباكي سرعان ما انحنت ركبتاه وسقط...صلابة الأرض كادت تكون من نصيب ارتطام جسده لولا أن الضابط مين تلقاه بجسده...و ثبته وجعله يجلس ببطء

تحركات الضابط غير متزنة عجولة...ازال الرباط كذلك عن فم الفتى الذي يهذي وتتزغلل نظراته

"الك.كلاب ك.كلاب ه.هنا "

لم يتوقف جيمين حتى بعد ترحيل الكلاب..لم يكن ذعره ناجم عن هذه اللحظة فحسب بل عقله يوهمه ويضع أمامه صورة الماضي...

"اهدأ اهدأ ! "

"ال.كلاب ه.هنا ال.ك.لاب "

يغطي أذنيه ينتحب... يستولي يونغي على ساعديه يزيلهما عن أذنيه...ويحدق ملياً بعيونه بتثبيت رأسه كي يعيده لوعيه

"الكلاب ذهبت لم يعد هنالك أية كلاب !...انظر !! "

وأشار للبوابة يهز رأس الفتى كي يتوقف عن هذيانه

ما زال ينفي لا يصدق يرفض التصديق ما شهده قبلاً كان كفيلاً بجعله غير طبيعي...

علا بكاء الفتى أكثر من السابق

"يكفي !! "

نهره بعلو صوته وألجمه

وتسمر جسد المذعور وهمد رويداً رويداً

أنفاس متلاحقة قصيرة المدى تنفسها جيمين وانفجر ببكاء الصحوة من الصدمة يهمس بتلاحق

"أو.ما أو.ما "

يصر يونغي بعينيه وبأسنانه ويزفر براحة وأخيراً انتهى هذا الموقف العصيب نهاية غير تعيسة كما تصورها

ظل يصر على أسنانه ولم يشعر متى أخذ الفتى كله وعانقه وكأنه بذاك العناق يعبر عن الامتنان

وللسخرية جيمين تشبت به...أغمض يونغي عيونه و ظل هادئاً يشعر بانتفاصات جسد الباكي بين يديه والذي لم يتوقف انخفاض وارتفاع كتفيه مع شهقاته

وتلفت الضابط حوله هل يعقل أن أحد ما يراه فتهتز صورته المعتادة الأخاذة الرصينة الحازمة المهيبة ببدلة الضابط

سخرية جين منه انطبقت عليه تماماً بوصفه بصاحب القلب الكبير

لو علم بما يفعله الآن كم سيسخر منه صديقه الضابط جين

لا يصدق يونغي أنه يفعل ذلك...قلبه أحمق لهذه الدرجة ورقيق

لم يتخيل أن يحتضن جندياً وهو الذي منذ بدء مسيرة حياته الحربية كضابط يعاقب الجنود فحسب

هو ضابط يضبط الجنود ويحاسبهم لا يطبطب عليهم ويحتضنهم

لكن الأمور تسير ببعض الأحيان عكس ما نريد

ظل جيمين يتمتم بأوما..إنه مدللها بعد كل شيء وهي الأمان بالنسبة له

"لست أمك توقف يكفي "

الموقف غير مناسب لقول هذا...لكنه الضابط مين بعد كل شيء

حينما شعر باضمحلال رجفانه الناجم عن خوفه وسكونه

تحسس جبينه فوجده يشتعل...وبذات الوقت يرتعش

تصرف سريعاً متجاهلاً آثار بكائه الذي لا يتوقف حيث تناول الماء.. يصب الماء صباً على وجهه يمسحه يعمل على تبديد الحرارة المستعرة من جسده المريض

يستمر بالصب وغسل وجهه ويشهق الفتى ويأن

يتناول يونغي سترة جيمين المتسخة التي تم تجريده منها...سترته ذات الازرار المخلوعة بفعل يدي العقيد... يلفها حول جزء الجندي العلوي...رغم أنه يشعر بأنفاسه الحارقة والحرارة المنبعثة إلا أنه يرتجف برداً بين يديه

ربط ما صلح من الأزرار حتى تلتحف جسد المتشنج برداً...

"حتى تعلم أنك محظوظ أنك وقعت بين يدي وليس بين يدي ضابط آخر أيها العنيد ذو الرأس المتيبس !"

يقابله أنين الفتى وانفراج ثغره اللاهث بأنفاس متقطعة يطلب برجاء

"م..ماء م..ماء أموت من العطش أرجوك "

احتياجات جسده لوسائل الحياة كانت فوق شيء... الإعياء نال منه...غير يونغي وضعيته وثنى أحدى ركبتيه وأبقى رأس جيمين على فخذه ومط يده

متناولاً اقرب مصدر للماء صالح للشرب

ألصق العبوة بفم جيمين وثبت رأسه بساعده...

بنهم شرب وسالت المياه على حواف فمه

وبين الحين والآخر يتوقف عن الشرب يأخذ شهيقاً كي يكمل الشرب ثانية

يشتهي النوم أو الإغماء لا فرق...كلاهما يفي بالغرض ويلح بهما جسده

أن يلقي ثقل جسده على اي شيء...أن يسقط وينهار

استلقاءه أخيراً أفضل من فراشه الوثير في القصر حتى

أن يتمدد دون تعذيبه واقفاً

"جيمين لا تغمض عيونك ! ابق معي جيمين ! "

سارع بالقول حينما لاحظ رفرفة جفون الفتى

آخر ما شعر به صوت مناداة الملازم باسمه مرات عدة وانغلقت ستارة جفونه على وجه الملازم الخائف ينادي باسمه ومن بعدها لم يعد يشعر بشيء

بعد كل شيء كان هذا كثيراً جداً على فتى القصور جيمين

و كذلك كثيراً على الضابط مين

تجول نظرات الضابط على الجسد الساكن والغائب عن الوعي

معصميه محمرين وببعض البقع تركت الأصفاد جروحاً ظاهرة خلفتها حركته المفرطة مع صراخه الذي لم يتوقف...وجروح أخرى حديثة ظهرت عند الصدر بالسترة التي زررت بعض أزرارها بطريقة عشوائية

لم يجد الضابط نتيجة وهو يبلل وجه الفتى عله يعيده لوعيه...الإعياء نال من جسد الفتى وطاقة الصمود صفر لديه ليجز الضابط على أسنانه قائلاً

"سأخلص المعسكر من الكابوس المدعو كيونغ !! "

لم يكن من البطولة تهور جيمين لكنه فعل ما لم يجرؤ أحد على فعله وقوله بوجه العقيد كيونغ.. برد للجميع قلوبهم على حساب ساعة من تعذيبه...هذا ما فكر به يونغي وهو ينظر للفتى المغمى عليه بين يديه

بالتفكير بكل ما حدث يونغي أجبن من أن يواجه العقيد لكنه فعل..دخل بلا خطة لكنه دخل

حينما تتدخل رغبات القلب بل العقل تتغلب الإرادة على التخطيط وقد تتحول لتهور يقلب الموازين للأسوأ


يهمس للفتى المغمى عليه بين يديه بل يتمتم الضابط لنفسه وكأنه يثبت أمراً لها

"ساعدتك لأنك تحمل اسمه "



~~~~~~~





يتبع...

كيف البارت ؟

حسابي في الانستغرام 👇🏻

@97v.i.p

نلتقي إن شاء الله ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

315K 7K 35
"That better not be a sticky fingers poster." "And if it is ." "I think I'm the luckiest bloke at Hartley." Heartbreak High season 1-2 Spider x oc
221K 5.7K 21
James potter was unable to have kids. Lily potter's bestfriend was their child's father, not that the wizarding world knew that. When her mother and...
1.1M 46.3K 52
Being a single dad is difficult. Being a Formula 1 driver is also tricky. Charles Leclerc is living both situations and it's hard, especially since h...
254K 6.2K 52
⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯ જ⁀➴ 𝐅𝐄𝐄𝐋𝐒 𝐋𝐈𝐊𝐄 .ᐟ ❛ & i need you sometimes, we'll be alright. ❜ IN WHICH; kate martin's crush on the basketball photographer is...