black soul الروح السوداء

By 94saja

14.9K 425 642

الماضي مخيف .. ما يحمله من خبايا واسرار قادرة على افساد تلك الارواح وانتزاع جوهر الانسانية من صدورهم الماضي... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
التاسع عشر
الفصل عشرين

الفصل الخامس عشر

537 14 14
By 94saja


قراءة ممتعة ❤️❤️

•••••••••••••••••••

pov : ليو

ما اللعنة ؟
لمَ لوديس مع اثناسيوس ؟ بل حتى كيف حدث هذا ؟ لقد تأكد تيراس من إفساد احد المخازن لأثناسيوس في المالتشيك و حرص على أن يأخذ الامر وقت طويل على الاقل اسبوع إذاً لمَ عاد الان ؟

شعرت بالقلق فجأة على سكان القصر نتالي و كيلينا و فيينا هل هن بخير ؟ اتمنى ان مكروهاً لم يصبهن .. رفعت الهاتف ارسل لكارلوس أننا نحتاج للدعم فقد جهزناه من البداية ليس لأجل اثناسيوس بل لأجل المنظمة

نظرت لتيراس الذي لأول مرة ارى تعبيره هذا وجهه شاحب اعرف ليس خوفاً على لوديس بل لأجل من بالمنزل .. عدل من وجهه قليلاً ثم سحب الفتاة يارينا يقبض بشكل أفضل على يدها " هي لم تكن يوماً ملك لك كي تأخذها أنها تنتمي لعائلتها "

صرخ الاخر ويبدو أنه لن يحتمل مزاج الزعيم اليوم " تباً لك و لعائلتها اي عائلة تبيع ابنتها توقف عن هذا العهر و أعدها الي الان او سأقتل هذا الساقط " أشار بالسلاح و بدا عليه نية القتل .. ابتلعت ريقي لاحاول تهدئته بالنهاية حتى لو ان لوديس يعتبرني عدوه لقد كان يوماً ما صديقي المقرب ولا أزال اشعر انه كذلك " اثناسيوس هلا تهدأ و تتركه "

لكن جراء كلمتي هذه تلقيت إطلاق النار علي لم تصبني فقد كانت عشوائية لكنها جعلتني اجفل فلم أتوقعها " اغلق فمك ايها الايطالي سأحاسبك انت وحدك " رفعت حاجب بعدم اعجاب هل يظن اني اخافه ؟ انا ليو بيكلوميني اخاف لقيط مثله سحبت سلاحي ووجهته ناحيته " انا أيضاً استطيع الاطلاق " كدت أن أطلق ناحيته لكن تيراس رفع يدي لأطلق بالهواء ثم تحدث من بين أسنانه بصوت منخفض " لوديس معه هل تريده أن يموت ؟" ادركت اني انجرف خلف غروري للحظات وكنت سأقتل صديقي بيداي

لم يبدي الكثير من الاهتمام ناحيتي بل توجه مجدداً بالحديث لتيراس الذي تركني وعاد يحكم قبضته على يارينا " هل سأنتظر طويلاً ؟ سلمها تيراس أو ودع العلاج " حقيقة أن العلاج لا نفع له من دون لوديس فهو يملك كم هائل من المعلومات تخص العلاج ليس فقط كدواء و خصائصه بل كيف عليه التعامل مع المريض في فترة العلاج لذا موت لوديس يعني خسارة العلاج بالكامل

تحدث تيراس هذه المرة " لمَ لا تسألها إن كانت ترغب بالقدوم معك ؟" نظرت اليها كما فعل الجميع " يارينا هل تريدين العودة معه مع الرجل الذي يقوم الان بقتل عائلتك القديمة ام الذهاب لعائلتك التي تبحث عنك منذ سنوات ؟ " حسب ما كنت أرى علاقتها بهذا الرجل جيدة اعني لفترة من الوقت كنت اظن أنهما احباء لذا اتمنى ان هذا غير صحيح

كانت خائفة و بكل وضوح ترتجف بين يداه عيناها كانت مصوبة على الارض تبكي بصمت و شفتاها ترتجف لا اعرف حقاً ما الذي يدور الآن برأسها لكن على الاغلب هي حائرة بماذا عليها أن تفعل ربما لا تعرف لكن إن اسائت الاختيار ستكون مصيبة عظمى فلا تيراس سيسمح بذهابها معه و لا اثناسيوس سيسمح له بأخذها ولا المنظمة ستترك لوديس و يارينا معهما لذا نحن تقريباً الان بورطة دخل رجالنا في هذه اللحظة لكن ليس هم وحدهم بل دخل معهم رجال المنظمة .. رُفِعت الكثير من الأسلحة وهم فقط بانتظار الامر للاطلاق

نظر التاجر حوله ثم أعاد عيناه للارض يعطينا ضحكة ساخرة .. رفع نظره لينظر لتيراس و رجال المنظمة باستهزاء " انتم لا تأخذون ما اقوله بمحمل الجد أليس كذلك ؟" عقدت حاجباي و سلاحي لا يزال موجه ناحيته " حسناً ما رأيكم بهذا ؟" ثم انزل السلاح من رأس لوديس ليطلق على فخذه

جفلت ولم اعرف ماذا علي أن افعل لا يمكنني تركه يقتله لكن تيراس يبدو وكأنه يفكر بشيء ما لهذا لا اتحرك رغم رغبتي بإطلاق النار على رأس التاجر اللعين .. سقط لوديس على الارض ويده اتجهت تضغط على الجرح كي لا ينزف بينما واضح على وجهه انه يحتبس الالم بدا واضح عليه كم يرغب بالصراخ لكن كل ما خرج من ثغره هو صوت انينه

امسك التاجر بشعره يرفع رأسه منه ليرى الجميع وجهه المتألم ثم وجه السلاح ناحية رأسه و قال " هذه المرة بقدمه المرة القادمة برأسه لذا فليكن هذا اخر تحذير اعطوني يارينا و لننهي الامر بسلام " لا يبدو الأمر وكأنه سينتهي بسلام

تقدم تيراس وهو يجر الفتاة معه " هل تبدو وكأنها تريد القدوم معك ؟ فقط توقف عن اللعب معها سأعطيك الكثير من الفتيات مثلها " كان واضح على وجهها انها مرتعبة انها تعتصر ملابسها و يداها ترتجف دون حول ولا قوة .. تحدث الاخر وهو لا يترك عناده جانباً " حسناً ودع العلاج "

عندما كان سيسحب الزناد لم انتظر إشارة من أحد و اطلقت النار عليه و بفعلتي هذه أشعلت النار هنا و بدأ الجميع بإطلاق النار .. اختبأت خلف احد الطاولات وتيراس بجانبي يجهز سلاحه " لمَ واللعنة اطلقت النار ؟ هل أخبرتك ان تفعل ذلك ؟" استدرت اطلق النار ناحية أحد رجاله اللذين يقتربون " كان سيطلق عليه " بررت ثم أطلق هو أيضاً ليردف " اعرف كيف امسكه من يده اللعينة لم يكن عليك فعل ذلك "

هذه المرة كرهت التبرير الكاذب الذي استمررت لوقت طويل باتخاذه " انه صديقي بسببك خنته في يوم من الايام لكن ليس بعد الان توقف عن جعله يكرهني أكثر مما يفعل " قلت هذا وانا انظر لعيناه فأنا حقاً اتضرر من أفعاله بشدة الامر يؤثر على حياتي بشكل سيء حقاً

قلب عيناه السوداء ولا يبدو أن ما قلته أعجبه " انه خطأك انك انشأت صداقة معه أخبرتك من البداية الهدف من دخولك المنظمة هو كي تتأكد انه يصنع الدواء لخلل التنسج الليفي وجعله يكمل بالطريق للنهاية لا صنع صداقة غبية معه " ثم عاود الاطلاق مجدداً .. كيف يصف الامر انه خطأي كنت معه ليس بفترة العمل بل كنت معه أكثر الوقت كما ننام بذات الغرفة في المنظمة و نأكل مع بعض و نتسلل بمنتصف الليل للخارج مع بعضنا لنثمل كيف يريدني أن لا انشئ صداقة قوية معه ونحن نفعل كل شيء معاً

اطلقت النار مجدداً لاصيب احد الرجال بكتفه .. نكزني تيراس لأنظر اليه " ماذا ؟" تحدث وكأنه أدرك شيئاً الان " الفتاة ! كانت معي انا لا اراها اين هي ؟" كان ينظر حوله يبحث عنها وانا استمريت بالدفاع عنه .. أثناء فعل ذلك حطت عيني على ارتيم لابتلع ريقي " سيدي انها معهم " كانت بجانبه وهو يطلق يشكل مستمر على رجال اثناسيوس و رجالنا ثم تشابكت عيناي معه ليعطيني ابتسامة خبيثة ثم رفع سلاحه يطلق ناحيتي

انحنيت كي لا يصيبني " انها مع الفاسق اوليفاريس " ثم رفعت نفسي مجدداً لأنظر اليه لكن انا لا أجده .. بحثت جيداً عليه بعيناي لكن بلا فائدة انا لا أراه هنا " احضرها منه " قال تيراس لكن انا لا ازال ابحث عن اللعين لكن لا أجده " لقد اختفى ايها الزعيم انا لا أجده " نظر الي و كأنه يسألني ما اللعنة التي اقولها " حقاً لا استطيع إيجاده ماذا عن لوديس هل وجدته ؟"

اومأ ليردف " انظر هناك " كان يجلس على الارض منهمكاً و معه أحد رجالنا يحميه " انه بآمان " لا يمكننا القول تماماً انه بأمان لكن انه بخير تقريباً " خذه وأخرج سأحاول إحضار الفتاة " اومأت له ثم نهضت وهو حمى ظهري

انطلقت بسرعة ناحيته لأسنده بجسدي امسكت يده أضعها حول رقبتي ويدي الأخرى ثبت جسده من الجانب كي ينهض " انك ثقيل ايها القزم الغبي " ظننت أنه يعاني من فقدان للشهية كيف يملك هذا الوزن .. كان تيراس و الرجال يحمونا كي نخرج بأمان لكن مع هذا أصبت ببعض الجروح

عندما خرجنا كان الوضع أقل خطورة من الداخل توقفت عندما رأيت ارتيم امامي ومعه الفتاة وما إن رآنا وضع السلاح على رأسها " اقتلها ولا أبالي ليو بيكلوميني لذا نصيحة مني لا تجرؤ و تتبعني " ابتلعت ريقي لا اعرف ماذا علي ان افعل الان هل علي اخذها ام اضمن سلامة لوديس " اترك الفتاة فقد حصلت على المنصب على اي حال " امال رأسه ثم اقترب من سيارته " لا امان .. لا يزال رجال المنظمة احياء " هل لمح هذا المعتوه أنه يرغب بغدرهم

هذا يعني أن تيراس لن يحصل على هيفار أبداً رغم اني الى الان لا افهم لمَ يريدها بشكل شخصي ولست مهتم كي اعرف لكن متأكد أن ارتيم لم يكن ليعطيه اياها بطيب خاطر .. دفعها لتدخل السيارة ثم انطلق مبتعداً رفعت هاتفي لأخبر تيراس " لقد اخذها .. يارينا مع ارتيم سيدي " " تباً للامر لا بأس اهتم بلوديس الان " اومأت رغم انه لا يراني وأغلقت الخط

فتحت باب سيارتي ثم وضعته بالمقعد الخلفي .. كان منهمك و متعرق بالكاد يفتح عيناه .. صفعت وجهه عدة صفعات " لوديس استيقظ " فتح عيناه قليلاً لينظر الي ثم قال بهمس " اريد الماء اشعر بالعطش " تركته ثم توجهت بسرعة لمقعد القيادة

لقد نزف كثيراً " لا بأس اصمد قليلاً " انطلقت بأسرع سرعة لدي متفادياً الكثير من الإشارات .. نظرت له بالمرآة لاراه بالكاد يفتح عيناه .. كان هناك زجاجة مياه فتحتها ثم سكبت على وجهه لأصرخ به " لا تمت الان لا يزال عليك مسامحتي " لا يمكنه تركي أشعر بالذنب لخيانته عليه أن يعيش ليسامحني

" لوديس تحدث الي ولا تنام " انعطفت بقوة و كدت اصطدم بإحدى السيارات .. أردف هو بصوت خافت " انا اسف اندي " اللعنة لقد بدأ بالهلوسة " لست انديلا انا ليو " بدأ الاحمق بالهذيان اسرعت بالقيادة أكثر " اندي سامحيني لقد اخطأت بحقك منذ زمن " التفت اليه و قد كان شبه مغمض عيناه وجهه ممتلئ بالعرق رغم أننا بمنتصف الشتاء و هو بالكاد يستطيع تحريك جسده

عدت لأنظر امامي لأفتح عيناي عند رؤية شاحنة ضخمة قادمة باتجاهنا .. انعطفت بسرعة و للحظات كادت السيارة أن تصطدم .. اطلقت نفس كنت قد حبسته واخذت الهث مرتعباً " تباً " ابتلعت ريقي و نظمت انفاسي قليلاً فللحظات رأيت شريط حياتي مامي

وصلنا لمنزلي و كنت قد اتصلت بالطبيب مسبقاً كي يحضر و يجهز نفسه و ما يحتاج لأجل لوديس .. نزلت من السيارة ثم اتجهت لأفتح الباب الخلفي سحبته من الداخل بحذر على قدر ما استطيع " اندي " لا افهم لمَ يستمر بالهلوسة باسمها " نعم ؟" جاريته بهلوسته فلا اريد منه النوم " أنتِ محقة "

جررته المصعد متجاهلاً انه يظنني حبيبته ثم ركبنا به " لو ان والداي احياء لشعرو حقاً بالخيبة مني " لفت انتباهي ما قاله .. هل أخبرته بهذا من قبل ؟ يا لقسوتها لتخبر شخص مات أبواه بهذا " قتلت الكثير لاخفائك " متى فعل هذا و لمَ ؟ فُتح باب المصعد لأخرج منه مع لوديس ثم طرقت باب الشقة فلا استطيع رميه و فتح الباب " كان خطأي اني تقدمت للمنظمة و تركتك وحيدة " اومأت اؤيده " اجل اخطأت بهذا "

فتحت يتاليا الباب لتنظر الينا مصدومة من الدماء التي تغطينا و من الجثة الحية التي احملها الان نظرت لها بغضب " كيف تفتحين دون معرفة من خلف الباب ؟" لكنها مصدومة من مظهرنا لدرجة أنها لم تتحدث و تدافع عن نفسها " ابتعدي " ابتعدت مباشرة عن طريقي لادخله اجره الى الغرفة " ليو هل عدت ؟ يا اللهي " تحدثت آليا الصغيرة ثم صرخت جاذبة نظري اليها " يتاليا ادخليها الغرفة " " حسناً "

تفاديتها لأدخل لغرفتي .. القيته على السرير وحينها سمعت طرق الباب .. سأذهب لفتحه فيتاليا مرتعبة الان " انا اسف اختي سامحيني " تجمدت بمكاني ونظري متسمر على الباب .. هل قال اختي ؟ التفت اليه ببطء حاجباي معقودان اتأكد ان كان الكلام قد خرج حقاً منه ام اني بدأت اهلوس " ماذا قلت ؟"

اقتربت بخطوات بطيئة منه ليبتلع ريقه و بدا عليه انه بالكاد يتنفس " هل الصهباء اختك ؟" لكنه لم يجيب بل بدا مغشى عليه .. صرخت به اقبض على ياقته " هل انديلا روهان تكون اختك ؟" حينها دخل الطبيب مسرع للغرفة " اعتذر عن التأخير سيدي آمل انك لم تنتظر طويلاً " تركته مبتعد لارى الطبيب يأخذ الكشاف الصغير و اضائه على عيناه كانت معه ممرضة ترتب الأغراض على الطاولة بالغرفة " سيدي هلا تخرج من الغرفة هناك رصاصة بجسده وعلي اخرجاها " اومأت له فأنا الآن بحالة صدمة مما اسمعه

خرجت و جلست في الصالة .. اخرجت علبة السجائر اخذت سيجارة الثمها بين شفتاي اشعلتها ثم سحبت دخانها بقوة إلى رئتاي و نفتثه بالهواء .. وضعت يدي على جبيني انظر الى الارض متعب اقوم بتحليل كل كلمة قالها منذ ان احضرته و اربط المواضيع ببعضها " سيدي هل كل شيء على ما يرام ؟" كان هذا صوت كارلوس

رفعت رأسي انظر اليه كان قد دخل للتو من الجيد انه يتوقع كل خطواتي فقد نسيت اخباره اني في المنزل " كارلوس " اومأ لي " اجل سيدي ؟" تقدم ليجلس بجانبي .. رأيت يتاليا تنظر الينا من خلف الباب بفضول مع هذا تركت الامر " عندما بحثت عن لوديس هل كان له اخت ؟" نظر الي نظرات شك ولم يعطيني إجابة واضحة " لمَ تسأل هذا للسؤال سيدي ؟"

سحبت نفس اخر لأنفثه " هل هناك احتمال أن تكون انديلا اخته وليست حبيبته ؟" ابتلع ريقه ونظر للارض لأنظر اليه عاقد للحاجبين " هل هناك احتمال ." نظر الي ثم سألني مجدداً " لمَ تظن ذلك ؟" هل أخبره ؟ ربما من الخطأ اخباره لكن انه مساعدي المخلص لا بأس " لقد كان يهلوس باسمها ثم اعتذر لها قال اختي سامحيني هل يعقل انها اخته ؟"

سحب كارلوس نفس عميق ثم قال " سيدي لوديس لديه اخت هذا صحيح لكنها ماتت مع والديها في حادث سيارة " اذاً لديه اخت لم اركز بهذه المعلومة يوماً لدرجة اني نسيتها " هل يعقل أن تكون اخته انديلا ؟" سألت ليجيبني " لا اعتقد هذا كان اسم اخته فيلينيا فالوري هذه انديلا روهان " عقدت حاجباي لاسأل " ألا يمكن أن يكون قد غير اسم اخته ؟"

نفى ليردف " لمَ قد يفعل ذلك ؟ " تحدثت و شعرت أنه غبي للحظات " لقد ناداها باختي وهو يهلوس " قلب هو عيناه و هذه المرة أحسست انا بالغباء " وانت قد قلتها انه يهلوس ربما كان يقصد اخته فيلينيا واخطأ بالنهاية انه غير واعي " رمشت انظر اليه .. ربما هو محق

اجل وإلا لمَ قد يدعي انها حبيبته .. بالحقيقة هناك لكثير من الأسباب التي تجعله يدعي انها حبيبته وليست اخته لكن مع هذا اعتقد ان كارلوس محق .. ربما لأنه يهلوس خلط بين الأسماء .. تنهدت افرك رأسي " اللعنة رأسي يؤلمني "

" سيدي عليك الذهاب للقصر السيد تيراس سيتوجه إليه الآن " رفعت رأسي انظر اليه " كيف عرفت ؟" رفع هاتفي بوجهي لارى رسالة منه " لقد وقع منك عندما أخذت لوديس " اطفأت السيجارة واخذت الهاتف " انتبه جيداً على لوديس تأكد أنه بخير وان استفاق قبل عودتي اخبرني " اومأ لي " لا تقلق كل شيء سيكون بأمان تام"

التفت لأخرج لكن وجدت يتاليا بوجهي " انتَ بخير ؟ " سألتني وكانت أول من يسألني منذ فترة .. هل انا بخير ؟ اومأت لها وعيناي تأكل تفاصيل وجهها القلق " بخير " واكتفيت بكلمة واحدة لكن يبدو انها لم تقنعها " لديك الكثير من الجروح ووجهك مجروح أيضاً " تلك الكدمات منذ فترة لكنها لم ترها لأني لم اعد للمنزل منذ فترة " لا تقلقي لا تؤلم "

" لكن عليك تلقي العلاج ليو " نفيت وكنت سأجتازها لأخرج لكنها امسكت يدي التي تنزف لاجفل حينها تركتها مصدومة " اعتذر لم اقصد " هدأتها رغم أن الجرح بيدي بدأ ينبض " لا بأس لا تؤلم كثيراً " نظرت الي ثم قالت " دعني اضمد جرحك قبل ان تخرج " عيناها الزمردية تلتمع وهي تنظر إلي اللعنة لم ارى عيناها الخضراء الجميلة منذ مدة اشتقت لها و بشدة " حسناً "

نهض كارلوس يتدخل لتنظر هي اليه " لكن الزعيم قال إن .. " قاطعته دون النظر إليه بل عيناي تركز على عيناها " تباً للزعيم هي تريد مداواتي لم اكن لارفض فرصة لمسها لجسدي برغبة منها " احمر وجهها ونظرت بعيداً عني " توقف عن قول الهراء هيا اجلس على الكنبة " ذهبت هي مسرعة لإحضار ادوات الاسعافات لأجلس على الكنبة

خلعت القميص عني " لكن سيدي الزعيم .." نظرت اليه اقاطعه مجدداً " مجدداً تباً لزعيمك ابن العاهرة ذلك دعه قليلاً انظر الي احتاج للعلاج " رغم اني حقاً غير مهتم لعلاج الجروح لكن لم اكن لافوت لمساتها لي بإرادتها

استسلم كارلوس ليردف " حسناً سأرى الطفلة " اومأت له فآليا الان على الاغلب خائفة " اذهب ولا تعد دعني اختلي بها " ضحك بخفة " اجل حسناً " ثم غادر الغرفة مع دخولها .. ابتلعت ريقها وهي تنظر إلي واحمر وجهها مجدداً تبعد نظرها عن جسدي العاري " ليست اول مرة تريني عاري الصدر تعالي "

تقدمت هي ثم اخرجت المعقم وبدأت تعقيم الجروح على اكتافي ويداي " كان بامكانك البقاء بقميص بدون اكمام لمَ خلعت ملابسك ؟" تحدثت هي و هي مركزة تماماً على الجراح " لأني أريد اغرائك بكل وضوح " ضحكت هي ولم تستطع هذه المرة أن تتظاهر بالثقل بينما أنا .. انا ذبت بضحكتها الصغيرة " لا تغريني هذه الأمور كما تعرف "

" اذاً ما الذي يغريكِ بالرجال أو لنكن أكثر تحديداً ما الذي يغريكِ بي ؟" نظرت إلي لتردف بأسرع إجابة " لا شيء لست نوعي المفضل " رفعت حاجب " هل كنتِ تنظرين للرجال بالكنيسة ؟" أجابت هي وهي تلف الشاش على الجراح " اعني ليس انظر بشكل سيء فقط لأن بعضهم جميل المظهر "

لا اعرف لمَ اشعر حقاً بالاحتراق بداخلي الان " لكن لم يسبق لي أن ابديت اعجابي بأحد " هذا يعني أنه أكثر من شخص " هل تذكرين اسمائهم ؟" نظرت الي و جعدت حاجبيها تفكر " لا لمَ سأذكر اسمائهم الامر غير مهم " سأبحث عنهم و اقتلهم جميعاً

" اجل هو كذلك لا تتحدثي عن رجال آخرين امامي مجدداً " شدت الرباط على يدي لأعقد حاجباي بالم ثم انتقلت لتعقم جروح وجهي " لمَ هل تشعر بالغيرة ؟" امسكت بيدها لتنظر حينها لعيناي " ليست الغيرة فقط بل رغبة بالتعذيب تسيطر علي " ابتلعت ريقها تتنحنح " لم اقل شيء مهم لمَ كل هذا ؟ " سحبت يدها من يدي ثم عادت لتعقيم الجروح و بدت هذه المرة متوترة أكثر

اخذت لاصق للجروح وبدأت بلصق جروحي بعد وضع المراهم عليها وانا اخذت اتأمل وجهها الجميل .. عيناها الخضراء التي عادت لمعتها حديثاً انفها الجميل الصغير و حاجبيها الحادة كلها تفقدني صوابي لكن أكثر ما يأخذ عقلي هو شفتاها منتفخة و الممتلئة ارغب بعضها بشدة و تذوق طعم الدماء المنفجرة منها .. لا يعجبني طعم شفتيها وهي نائمة اريد تذوقها الان

ابتلعت رقي وعيناي تتمركز على شفتيها وهي تستمر بلصق بعض الجروح .. خفت أن تنتهي وأفكاري لم تنتهي لذا قررت ان ابادر و أنهي افكاري .. اقتربت من وجهها لتبعد يداها لتبقى معلقة بالهواء وعيناها تنظر داخل عيناي " هل تألمت ما الامر ؟" عيناي تلتهمها كلها في هذه اللحظة كل شيء يأخذ عقلي بها شعرها الأسود الطويل و عيناها الواسعة شفتاها الوردية انا لا اذوب فقط بل اموت بهواها

وضعت يدي خلف رأسها ثم سحبتها بقوة لالتصق بشفتاها .. فتحت عيناها مرتعبة و مصدومة مما فعلته لكن هذا لم يوقفني بل اردت المزيد .. سحبتها ورميت جسدها على الأريكة " ليو هل فقدت عقلك ؟" صعدت فوقها لأنزل لمستواها ثم لثمت شفتاها بين شفتاي مجدداً قبلت شفتها العلوية ثم السفلية

تارة اعضها و تارة اقبلها حتى انقطعت انفاسها وهي تستمر بضرب صدري بيديها لأرفع يداها للاعلى اقبض عليهم بيدي ثم فصلت القبلة اريح راسي على رأسها .. اشعر الان وكأن هموم الدنيا كلها قد رميتها و تبخرت .. قبلتها فقط وشعرت بهذه الراحة كيف لو قمت بالمزيد " ليو يا ابن المجانين كيف تجرؤ على تقبيلي "

نظرت إليها ووجها مصطبغ باللون الاحمر و حاجبيها معقودان بغضب يأكلني لأبتسم " بدوتِ لذيذة ولم استطع تفويت تقبيلك راهبتي اريد تناولك بهذا الشكل كل يوم و كل لحظة لكِ طعم يذهب العقل " قلتها لتنظر بعيداً عني تتجنبني .. كنت سأعود لتقبيلها مجدداً فلم اشبع منها لكن العاهر اللعين الذي يعمل كمساعدي قرر مقاطعتنا و طرق الباب " سيدي قبلها عندما تعود لكن الزعيم يفجر رأسي بالاتصالات " نهضت عنها لأصرخ باتجاه الباب " تباً لك ولزعيمك يا مفسد للراحة "

نهضت من فوقها لتعتدل هي مباشرة بجلستها " ساستقيل من هذه الوظيفة اللعينة فقط انتظر حتى تهدأ الأوضاع " دخل ليعطيني قميص ابيض ارتديته واخذت معطف اخر فوقه ثم نظرت إليها وهي عادة ذراعيها و حاجبيها تنظر للخلاء " عندما أعود دعينا نعيد ذات القبلة لكن بالسرير "

نهضت تصرخ بي " اغلق فمك ايها الوقح لا تتحدث معي هكذا " ابتسمت بسعادة مرتاح لردة الفعل التي اعطتني اياها " حسناً " ثم أشرت باصابعي على فمي وكأني اغلق السحّاب .. ارسلت لها قبلة بالهواء

خرجت من الغرفة لأنظر ناحية كارلوس ثم ضربت كتفه بقوة " أخبرتك ان لا تعود للغرفة أليس كذلك " ضحك هو يشمت بي " هل وصل الزعيم للقصر ؟" نفى ليردف " لقد اقترب اذهب قبله قبل ان يصنع خريطة أخرى بوجهك " سخر مني و حسناً لم يتبقى سوى كارلوس كي يسخر مني " سأصنع لك واحدة أيضاً لا تقلق " ثم خرجت من المنزل وتركت كارلوس لحماية لوديس

ركبت السيارة وانطلقت القصر فهو قريب من منزلي .. ما إن وصلت القصر حتى سمعت تيراس ينادي باسم زوجته " كيلينا ؟" عقدت حاجباي ثم تذكرت سكان المنزل " اللعنة " تحركت مسرعاً لارى غرفة نتالي وهو ركض لذات الطابق معي .. فتحت الباب لأصرخ اناديها " نتالي هل انتي هنا ؟" نظرت حولي ثم رأيتها تخرج من أسفل السرير " ليو " نادتني لأذهب مسرعاً اليها " انتي بخير ؟" ثم خرجت من جانبها انديلا خطر ببالي لوديس لكن رميته مجدداً خلف رأسي لاسال " هل كلاكما بخير ؟"

اومأت كلاهما " أخبرنا لوديس بالاختباء هنا " قالت لاسخر من الامر " هل كان اجتماعكما جيداً ؟" هل فكر بكامل عقله عندما جمع انديلا و نتالي بذات الغرفة و بذات المكان .. لم تنظر نتالي اليها لكن انديلا فعلت لترفع هاتفها تسال " اين لوديس ؟" قلبت نتالي عيناها " وكأنه يهمك أمره "

نظرت الصهباء ناحيتها وبدت غاضبة بحق لكن انا اجبتها " انه بخير لقد أصيب ببعض الجروح فقط " نهضت من مكاني اتركهما ثم اتجهت مسرعاً للطابق الثالث رأيت تيراس وهو يصرخ ويقلب المكان بحثاً عن كيلينا .. دخلت غرفته خلفه لاسمعه يصرخ باسمها " اين ذهبت بحق الجحيم اقسم سأقتلك " انه غاضب اللعنة انه كذلك وهو لا يغضب بهذا الشكل إلا من أجلها

نظر الي و ابتلعت ريقي " ابحث عنها جيداً هل تفهم فتش كل القصر بحثاً عنها انها تخاف الخروج " مسح على وجهه وبدا بالهمس مع نفسه " يستحيل أن تخرج من ذاتها هي تعرف ما سأفعله بها ان هربت " ابتلعت ريقي و تذكرت الصغيرة " فيينا " نظر هو إلي وكأنه الان تذكر أنه يملك ابنة ليتعداني يذهب لغرفتها .. فتح الباب ودخل للداخل " فيينا هل انتي هنا ؟"

التفت انظر للغرفة الفارغة ثم سمعنا صوت من الخزانة " هنا ابي " اخذت بعض القفازات المطاطية ثم توجهت اليها .. فتح هو باب الخزانة لينظر اليها وهي تجلس بالداخل " كيف اتيتي الى هنا ؟" سأل وكان سيمد يده اليها لكن امسكت يده أبعده " دعني افعل هذا " حملتها بعد أن ارتديت القفازات وثم وضعتها على السرير لتردف هي " وضعني أحد الحراس "

عقدت حاجباي لأسألها " من هو هل تذكرين وجهه ؟" نظرت إلي تجيبني وبدت متوترة " لا اذكر لقد كان ملثم " لمَ قد يكون أحد رجالنا ملثم ؟ هذا غير منطقي " هل رأيتِ كيلينا ؟" سأل تيراس و عيناه تنبض بالجنون " لا لكن ذلك الرجل سأل عنها " ابتلعت ريقها لتسال " اين امي ؟" نهض دون أن يجيبها ثم بدأ بتدمير كل شيء بالغرفة

الطاولة و الادوات العابها و نثر ملابسها وهي فقط مصدومة من الوحش الذي تراه الان " تيراس توقف " لكنه لا يفعل .. بدأت الفتاة الصغيرة بالبكاء وهو مستمر على هذا الحال لأصرخ به " يا رجل توقف دعنا نرى الكاميرات " ثم وكأنها ومضت فكرة لينظر الي " صحيح الكاميرات لقد نسيت امراها ليو "

قال و سبقني يخرج من الغرفة نظرت ناحية الطفلة التي تبكي لأقول " لا تقلقي والدك فقط خائف على امك لم يكن ليؤذيكِ " شهقت هي ببكائها " هل تخلت امي عني؟" نفيت لأسرع اليها " لم تكن لتفعل شيء كهذا لا تقلقي انها بخير ربما تستحم أو خرجت للحديقة ولم يراها اباك لا تخافي حسناً " قلت هذا بغية أن اطمئنها ثم نهضت من مكاني " لا تخافي ايتها الصغيرة علي الذهاب الان " اومأت لي و مسحت دموعها لأخرج من الغرفة اتبع تيراس ناحية غرفة الكاميرات

دخلت ووجدته يرجع اللقطات كي يرصد زوجته .. بالحقيقة لم اكن اعرف انها بهذه الأهمية له اعني علاقتهما هشة مملوئة بالمشاكل هي تكرهه بشدة وهو لم يسبق له أن عبر أو صرّح بمشاعره ناحيتها إعتقدت انه لا يهتم لموتها او لحياتها .. بعد كل شيء اثنا عشر عام من الكره يمحي وجود هذه العلاقة

نظرت بجانبه حينها رأينا قدوم اثناسيوس ومعه احد الرجال خرج من سيارته كان الوحيد الملثم لا تستطيع رؤية وجهه كان يبحث بشكل عشوائي بالطابق الثاني ثم دخل لغرفة الطفلة " ايها الزعيم هل يعقل انه هو من وضعها بالغرفة انظر لقد أخذ الكثير من الوقت بغرفة فيينا "

" ربما .. لا يهمني أمر فيينا يهمني الان كيلينا" تحدث و رفعت حاجبي بدهشة مما قاله .. لقد جعلني اعمل بالمختبرات لسبع سنوات كعامل وضيع تحت رحمة لوديس و الآحق و بحث عن لوديس لثلاث سنوات ثم عذبه لشهر كي يأخذ العلاج و كله لأجل فيينا والان يقول إن أمرها لا يهمه .. عجزت عن فهم تركيبة عقله

ذهب الملثم إلى غرفة كيلينا أخذ وقت بالداخل ثم خرجت معه .. بدت هي مرتعبة و خائفة لا يبدو عليها انها تمشي بإرادتها بل و كأنها محبرة على المشي أو ربما و كأنها تتحرك كالالة .. لم اراها منذ وقت طويل تبدو بحال يرثى لها .. حتى خرجت معه ثم ذهبوا بأحد سيارات تيراس " ابحث لي عن موقع السيارة الان "

اومأت له ثم ارسلت لبعض الرجال كي يتعقبو مكانها من جهاز تحديد المواقع للسيارة ما هي إلا فترة بسيطة حتى وصلني الموقع " وصل الموقع " فتحت الموقع لأنظر الى مكان وجود السيارة ثم عقدت حاجباي اركز بما أراه " سيدي السيارة بالبحر !" اقترب هو ينظر أيضاً معي " توقف عن قول الهراء اريني " سحب مني الهاتف لينظر لكنه رفع حاجب بعدم اعجاب " يبدو أن الملثم رماها بالبحر "

تحدثت ليومئ لي بالايجاب وبدا غاضب بشكل مرعب .. رمى الهاتف ليتحطم على الحائط ثم مسح على وجهه " لا يزال الهاتف جديد " همست وانا انظر للخردة التي خلفها الهاتف ليتحدث تيراس " ليو ابحث جيداً عن كيلينا انسى امر يارينا لم يعد يهمني أمرها اوقف جميع الاشغال و الاعمال و ابحث عنها الان واياك حتى ان تأخذ راحة قبل ان تكون معي أسفل نفس السقف هل تفهم ما اقوله " اومأت له ليذهب مبتعداً .. التعب مصر على أن يلاحقني بكل الاشكال

«»«»«»«»«»«»

pov : يارينا

انفاسي غير منتظمة البتة .. اشعر بالرعب بهذه اللحظة ربما لمعظم حياتي عشت خائفة لكن اقسم مثل هذا الخوف لم أشعر به سوى مرة واحدة .. هي عندما باعني ابي لأثناسيوس .. والان يتكرر الشعور لكن ليس بسبب اثناسيوس بل بسبب المجنون المسمى اخي بجانبي

أجبرني على ركوب السيارة قسراً ثم بدأ بالقيادة بسرعة كبيرة .. كان هادئ لم ينطق بكلمة واحدة لكن وجهه لا يوحي بالهدوء .. عيناه الخضراء تنبض برغبة جامحة بالقتل .. ليتني فقط هربت منذ البداية من منزل ابي لو تشجعت وفعلتها لم اكن لأكون هنا الان

نطق هو ونبضي ارتفع من الخوف " إذاً اختي الشقية كيف تريدين أن تموتي ؟ " نظرت اليه ثم نفيت برأسي بهستيرية " ارجوك لا تفعل ذلك بي " ابتسم بشكل سخيف " بحق اللعنة أخبرتك ان تغلقي فمك أليس كذلك ؟" اومأت و دموعي شقت طريقها على وجنتاي " اجل و صمت حقاً .. لم اخرج صوتي وأخبر احد اقسم لك بهذا "

ضحك بصوت عالي ثم نظر إلي و عيناه ازدادت قتامة ثم توقف عن الابتسام اشعر بهالة سوداء حوله وأصبحت تحيطني تحاول قتلي " اذاً لمَ كنتِ مع تيراس اليوم ؟ " ابتلعت ريقي ثم شهقت اخذ نفساً عميقاً سأخبره بكل شيء لن اموت لا اريد الاستسلام للموت ليس وانا تعيسة " لا اعرف لقد اختطفني من منزل اثناسيوس " اومأ بخفة ينظر للطريق ثم انعطف " هذا يفسر جنون تاجر الاعضاء "

لقد شاهدت ببعض الافلام يقوم المجرمون باخفاء سلاح بهذا الدرج بالسيارة ساحاول أخذه كي اهدده واهرب .. وددت مد يدي وفتحه لكني صرخت بصوت عالي عندما تم إطلاق النار علينا من نافذتي سقط الزجاج علي حاولت اخفاء وجهي كي لا اتأذى " اخفضي رأسك " وضع يده على رأسي لأنزل للاسفل ثم فتح هو الدرج تباً لقد كنت محقة

سحب السلاح ثم بدأ بإطلاق النار فوق رأسي لاغطي أذنيه مرتعبة من الصوت العالي .. عادت السيارة الأخرى للخلف لأصرخ به " ارجوك لا اريد الموت اعدني له " نفى يصرخ بي " هل تعرفين حتى من الذي يطلق النار ؟" ماذا يقصد بكلامه ؟

اسرع بالقيادة أكثر كنت سأرفع رأسي لكن خائفة ان يتم إصابتي بأي رصاصة " فلتلعنكم السماء من عائلة " لعن هو بصوت عالي ثم سألني " هل تعرفين كيفية القيادة ؟" نظرت اليه انفي " كلا رسبت بامتحان القيادة " أعاد الصراخ بي " سألتك ان كنتِ تعرفين القيادة لم اسأل إن اخذني الرخصة ام لا " تنفست بصوت مرتفع لاجيبه صارخة " اجل اعرف "

" جيد تعالي مكاني " هذا المجنون " لمَ عليَّ ذلك ستقتلني بكل الاحوال " سحبني لأرتفع " بإمكاننا حل مشاكلنا العائلية عندما نصل حسناً لدي على العموم خطة أخرى لاجلك لن اقتلك لا تقلقي والان اجلسي مكاني وقودي بأسرع ما لديك " ابتلعت ريقي يا اللهي لست جيدة جداً بالقيادة لكن معه حق لا وقت للنقاش الان إن كنت لا اريد الموت على يديهم

نهض هو من مكانه ليذهب للمقعد الخلفي .. تباطئت سرعة السيارة التي انا مكانه حينها تمت احاطتنا بعدة سيارات سوداء حينها ضغطت لأسرع بالقيادة أكثر انه طريق مستقيم لذا لا اعتقد اني سأفشل .. على ما اظن

نظرت إليه عبر المرآة وهو يفتح الكرسي الخلفي ثم سحب سلاح ضخم منه لأفتح عيناي متفاجئة .. اقترب من وجهتي ثم فتح النافذة في سقف السيارة " استمري بالقيادة وإياك مهما حدث أن تبطئي السرعة أن ابطئتي نموت هل تفهمين يارينا ؟" اومأت له " اجل " ثم ضغطت بشكل أقوى على الدواسة لأسرع أكثر

اخرج السلاح الكبير من نافذة السقف ثم خرج صوت الرصاص لا يتوقف .. فجأة اطلق ارتيم لاسمع انفجار قوي من السيارة خلفي نظرت للمرآة لارى انه تم تفجيرها .. عاد الدخول مجدداً ليقوم بتلقيم السلاح لأسئله " ما هذا ؟" نظر الي نظرة سريعة " قاذف روسي ألا تعرفينه ؟" عقدت حاجباي " لو كنت اعرف ما كنت سأسئلك "

قلب عيناه ثم عاود الخروج مجدداً لأسمع انفجار آخر تبقى سيارة واحدة .. اتسائل بحق من هؤلاء رجال من .. هل لتيراس ام لأثناسيوس ؟ لا اعرف حقاً إن كان بامكاني الوثوق بارتيم رغم انه اخبرني انه سيتفق معي لكن لا يزال علي الحذر منه بحق الجحيم لا اريد الموت بهذا الشكل اريد الموت ميتة طبيعية بعد أن أصبح عجوز عاجزة لا اريد الموت متفجرة أو مقتولة

عدت للواقع مجدداً لأنظر اليه وهو يدخل مجدداً نظرت حولي ولم يكن هناك اي من تلك السيارات على ما يبدو أنه فجرهم جميعاً " اخفضي السرعة وعودي لمكانك " أوقفت السيارة بهدوء ثم نهضت لأفتح الباب .. حينما وقفت على أقدامي ادركت كم كنت ارتجف من التجربة المخيفة التي خضتها قبل لحظات

اعتقد ان الادرينالين قد ارتفع لدي من الموقف قبل لحظات استدرت لأجلس بجانب السائق وهو جلس بمكانه ليقوم بالقيادة " هل لديك اي فكرة عن هؤلاء ؟ اعني رجال من يكونون ؟" نظر الي ثم ابتسم " رجال ابي " ماذا يقول ؟ لمَ رجال والده يحاولون قتلنا " هل هناك سبب ليحاولو قتلنا ؟"

خرجت ضحكة لا اعرف حقاً ما تعنيه " بل هم يحاولون قتلي انا وليس أنتِ يريدونك حية " لا افهم ما يقصده .. لمَ يريد اباه أن يقتله ؟ لأجلي ؟ " لماذا ؟ انت اصبحت مالك المختبرات الان لمَ سيحاول قتلك ؟" نظر الي نظرة سريعة " هذا السبب في اني لم ارد منك الخروج الان فهو ما إن يعرف انك حية سيقتلني لتأخذي أنتِ مكاني وثقي بي لا تملكين خيار بالامر "

هذا جنون .. لقد ربى هذا الرجل ليقتله لاجل فتاة رأها اليوم فقط .. أسندت نفسي على الكرسي اريح ظهري واحاول قدر الامكان عدم التفكير بالامر " هل حقاً لن تقوم بقتلي ؟ " اومأ بخفة " لا لن افعل أخبرتك لدي خطط أخرى لأجلك " نبض قلبي من إجابته الغامضة " لا افهم ما يعنيه ذلك ؟" ابتسامة جانبية احتلت وجهه " ستفهمين الامر لاحقاً اختي الشقية "

عيناي اصبحت لا تفارق وجهه اراقبه و اراقب جميع تحركاته كلماته لم تطمئني واعرف أن حتى مراقبتي له لن تجدي نفعاً في شيء لكن اريد الشعور بأني قوية قليلاً لاحمي نفسي او على الاقل لأحمي عقلي من الجنون قليلاً .. رن هاتفه ليجيب عليه ثم وضع مكبر الصوت " اجل ابي العزيز ؟" اوقف السيارة امام منزل ما ثم أشار لي ان اصمت " اين انت ارتيم ؟"

ابتسم بخفة " لمَ تسأل ابي ؟" سحب الآخر نفساً عميقاً ليجيب " سآتي اليك مع بقية الاعضاء الان هناك ما يتوجب علينا مناقشته " اومأ بحاجبان معقودان للاعلى " اجل حقاً ابي ؟ لا اعرف سأترك لك الامر لتعرف مكاني " ثم اغلق الخط " عجوز غبي لنلعب الان " همس بتلك الكلمات ثم التف ليفتح لي الباب " هيا يارينا "

خرجت من السيارة ليقبض على يدي يجرني خلفه مما جعلني اعيد التفكير بكلماته .. اشك أنه سيتركني حية .. فتح له حارس باب المنزل ليدخل للداخل .. عقدت حاجباي عندما رأيت تلك المرأة السمراء كانت قد أتت معه في وقت سابق حسب ما اذكر تدعى هيفار

وقفت هي و كان معها رجل ذو عيون عسلية و شعر اسود يرفعه للخلف مع بعض الخصلات التي سقطت على جبينه تجعل مظهره جميل .. هل حقاً افكر الان بمظهر هذا الرجل امامي ؟ على الاغلب هو سفاح مثل ارتيم .. تحدثت تلك الفتاة " أليست حبيبة تاجر الاعضاء ؟" أعطاها ذو العيون العسلية ايمائة ليسأل " زعيم لمَ احضرتها الى هنا ؟"

نظرت إليه كما فعل الآخرين ليسحب نفس ثم تحدث " ستبقى عندك ريلاي " أعطى الاخر موقفاً عدائياً وضح به أنه لا يريد بقائي " لمَ واللعنة عليها أن تبقى هنا ألم يكفي انك جلبت هيفار لمنزلي والان تريد مني ان اضع هذه الطفلة هنا " عقدت حاجباي غاضبة " انا في الثالث والعشرين " لست طفلة كما يقول لكنه استدار ينظر الي بنظراته القاتمة " اغلقي فمك " ابتلعت لساني حسناً لم يكن علي التدخل لمَ هو غاضب هكذا بحق

عاود توجيه حديثه لارتيم " خذ كلاهما من هنا " قلب ارتيم عيناه يتحدث بلا مبالاة مع تحريك يده بالهواء بشكل عشوائي " حسنا ريلاي افهم عقدك من النساء بمنزلك وهذا الهراء لكن هذه المرة يجب أن يكونوا بمكان لا يعرفه أحد وثق بي لا يخطر ببال أحد أنهن بمنزل عدو الاناث " يبدو أن الاخر خرج عن طوره ليرفع صوته " هذا يكفي تعرف اني مستعد أن افعل كل شيء حتى لو عنا ان ارمي نفسي بالهلاك لكن هذا كثير انا بالكاد اتنفس بوجود هيفار حولي هل تريد قتلي إلى هذا الحد ؟" ترك ارتيم يدي ليتقدم ينظر بعيناه " ريلاي هذه المرة انا لا اطلبك بل آمرك قبل ان نكون اصدقاء انا رئيسك "

عيناه الصفراء تشع بالغضب وكأنه يرغب بالفتك به بأي لحظة لكنه اغمض عيناه وكأنه يستجمع شتات نفسه ثم استدار يدخل لمكان ما " ريلاي هيا يا رجل كيف سأزوجك في يوم ما " لحق به ارتيم واختفيا خلف احد الارواق

نظرت إلى الفتاة السمراء امامي بدأ على وجهها علامات التعجب لكن حاولت تجاهلها .. تقدمت لأجلس لكن قبل أن افعل سألتني بصوت هادئ " لماذا احضرك ارتيم ؟" التفت وكنت سأجيبها لكن توقفت .. لمَ قد اجيبها ؟ أساساً اكثر مشاكلي لأني اجيب الجميع بشكل جيد " ليس من شأنك " نبض قلبي بقوة .. لأول مرة اكون وقحة مع احد بهذا الشكل

مع ذلك اشعر بالارتياح قليلاً " اذاً ما صلة القرابة بينكم ؟" لمَ تسأل مجدداً ظننت أن هذا كافي كي تصمت اشعر حقاً اني لست بخير " مجدداً ايتها العاهرة ليس من شأنك لذا لا تتدخلي" رائع .. اخيراً قمت بالشتم بشكل واضح سرت قشعريرة عبر جسدي وقلبي يستمر بالخفق بقوة لم اكن معتادة على الشتم من قبل

أمالت رأسها و حاجبيها معقودان ثم اقتربت ببطء ناحيتي تسأل بشكل يشبه التهديد أكثر من كونه سؤال " هل ناديتني بالعاهرة ؟" وقفت من الكنبة أمام وجهها لأنظر لها للاسفل فهي اقصر قليلاً مني " اجل اتعرفين سئمت من كوني فتاة مهذبة لا تشتم و تشتكي انتي عاهرة غبية " اومأت برأسها وعيناها تنظر داخل عيناي " حقاً ايتها المهذبة ؟" نظرت لها بنفس الطريقة " اجل "

ابتسمت لتقول بتوعد " انظري إذاً ماذا تستطيع العاهرة أن تفعل" دون إدراك مني مدت يدها بسرعة وقبضت على شعري لتسحب رأسي للاسفل " تعلمي كيف تتحدثي مع من هم أكبر منك " صرخت متألمة لكن كفى لن اتعرض للاذى دائماً

دفعتها لتترك شعري بعد أن مزقته ثم وجهت لها صفعة على وجهها " خذي هذا ايتها المعتوهة " ثم امسكت شعرها بكلتا يداي أجرها للاسفل .. صرخت هي ثم خدشت يداي بأظافرها اللعنة .. تركتها ثم نظرت لها شعرها أصبح فوضوي و أشعث لتردف وبدت قد فقدت عقلها " اتعرفين كم من المتعب تصفيف شعري لثلاث ساعات "

اجبتها احاول إثارة استفزازها " لهذا لم يكن عليك لمسي " امسكت احد الاغراض على الطاولة لترميه علي ثم صرخت بي " ايتها العاهرة ذات السيقان البيضاء " انقضت علي .. سقطت على الأرض وهي فوقي تنتف شعري " عليكما اللعنة ماذا تفعلان ؟" سمعت صوت ذلك الرجل ريلاي صاحب المنزل يأتي صارخاً " كيف تجرؤين على لمسي يا هذه " واستمرت بشد شعري وانا اصرخ بها لتبتعد " اتركي شعري يا ابنة المجانين "

لكنها لم تفعل حتى سحبها من فوقي .. نهضت عن الأرض ليصرخ هو بها " هل تفكرين من مؤخرتك هيفار ؟ " لكنها انقضّت عليه يبدو اني لعبت باعدادات عقلها .. امسكت شعره الأسود تسحبه بيدها " وانت عليك اللعنة اتعرف كم انك عاهر لعين لمَ تستمر بمحاولة قتلي بعيناك ؟ هل اكلت عشائك ؟ " صفع يدها بيداه يبعدها عن شعره ليقف مقابل لها ينظر داخل عيناها بشكل جعلني سعيدة اني لست مكانها وإلا كنت قد مت من عيناه

اقترب منها بخطوات بطيئة وهي عادت بذات الخطوات للخلف ويبدو أنها قد أدركت أنها لمست قنبلة موقوتة .. سحبها من خصرها للامام ثم أمسك بفكها والمسافة بين جسديهما معدومة " لا تنسي انك معي بذات المنزل لا أحد سوى جدران المكان تعرف ماذا سأفعل بك " ابتلعت ريقها وهي تنظر لكامل وجهه بشكل مرتبك تركها بشكل عنيف عندما سمعنا خطوات أخرى تأتي ليلتفت وعيناه تلاقت مع ارتيم " ما الذي يحدث هنا ؟"

ثم نظر إلي ولها ليعقد حاجباه " ماذا حدث معكما ؟" مددت يدي لشعري لأشعر انه اصبح أشعث اللعنة هل كنت ابدو بهذا الشكل عدلت من شكله كما فعلت هي كذلك " وانت ؟ هل تدخلت بشجار الفتيات ؟" بدأ على وجهه انه يكاد يمسك ضحكته وهو ينظر لريلاي الذي أصبح شعره المرفوع مسدولاً على جبينه بشكل جميل .. لمَ لا يكون شعري جميلاً عندما اتشاجر مثله تباً

قلب هو عيناه يجيبه " بحقك هلا تصمت " نظرت هيفار لهما عندما انفجر ارتيم بالضحك على اشكالنا " لم اصدق اني سأرى ريلاي يوماً غاضب بهذا الشكل " احتقن وجه الاخر بالدماء ثم اشاح بوجهه للجانب الآخر يحاول تمالك أعصابه وابتسمت بتكتم انا الاخرى

قاطع ضحكة ارتيم صوت جرس المنزل ليتوقف عن الضحك تدريجياً " هيفار ادخلي للداخل و ريلاي افتح الباب لقد وصل من كنت انتظره " دخلت هي بسرعة و رفع ريلاي شعره بيده عن جبينه ليعيده للخلف ثم فتح الباب آلياً .. شحب وجهي حينما رأيت ذلك الرجل انه ابي البيولوجي و مجموعة من الرجال ذوي البدلات بحوالي الخمسة كانو معه في وقت سابق .. وقف ريلاي خلفهم ثم رفع السلاح عليهم من الخلف

نظر الي ثم تحدث إلى ارتيم " ماذا تريد مقابل التنحي عن السُلطة لأجلها ؟" لكن انا لا اريد ان اخذ أي سُلطة " المال ؟ عقارات و أملاك ؟ نساء ؟ سأغمرك بكل ما تريده ارتيم لذا تنحى واترك القيادة لأجل ابنتي لأنها هي من ستقود وليس انت بعد الان "

حصل تواصل بصري مخيف بينهم لعدة لحظات ثم فجأة سمعت ضحكة خافتة تخرج منه التفت ناحيته انظر اليه متفاجئة " هل حقاً تظن أن هذا ما أريده فيرناندو اوليفاريس ؟ خاب ظني كثيراً بك " أعطى الرجل العجوز ابتسامة بسيطة " هل هناك ما يهمك أكثر من هذا ؟ تعرف ان هذا كثير عليك " اومأ له وضحكته لا تزول من وجهه " حان الوقت ريلاي ألا تعتقد ؟"

اطلق ريلاي عليهم من الخلف لاشهق واسقط على الارض واضعة يدي على فمي التف الرجل العجوز برعب ينظر لريلاي الذي قتل الرجال بسرعة فائقة ثم وجه السلاح لرأسه .. تحدث ابي البيولوجي بعصبية " كيف يجرؤ خادم مثلك على الاطلاق عليهم هل تعرف من هؤلاء ؟ انهم رؤساء المنظمة "

" انه يعرف هذا حق معرفة ابي لكن لا تقلق لن يطلق عليك " التفت فيرناندو إليه ليجيب الاخر " بل أنا من سيفعل " رفع سلاحه يوجهه إلى رأسه " لا " همست و عيناي جاحظة انظر اليه مصدومة مما يفعله " هذا لكل ما واجهته بسببك فيرناندو اوليفاريس" ثم أطلق على رأسه .. يا اللهي اطلق على رأسه ليسقط الرجل بجانبي قريب مني

نظرت إلى عيناه مصدومة .. لم احادثه حتى .. لم اقل له أي كلمة أو حتى أودعه .. هل كان ارتيم يريد موته منذ البداية ؟ لكن إن فعل لمَ قتله امامي ؟ نظرت اليه وعيناي ممتلئة من الدموع " كيف فعلت هذا ؟" كيف استطاع الاطلاق على الرجل الذي رباه واعتنى به كيف استطاع بهذه السهولة قتله وكأنه لم يكن من رعاه يوماً

رفع يديه بالهواء ولوى شفتاه للاسفل " لا اعرف فقط اضغط على الزناد وهو يموت هذا بسيط اختي " شقت دمعة طريقها على وجهي لا اصدق مقدار قبحه وكم انه بلا أي انتماء بهذا الشكل .. ان كان قد عامل من رباه واعتنى به بهذا الشكل فلا أدري حقاً ما اللعنة التي سيفعلها بي هذه المرة

" ريلاي نظف هذه الفوضى و اختي المشاكسة كوني مطيعة فأنت من الان فصاعداً إلى ان أقرر ماذا سأفعله بك ستكونين تحت رحمة ريلاي بهذا المنزل لذا كوني خفية قدر الامكان فهذا الرجل لا يحب النساء " ابتسم ابتسامة جانبية و مقلتاه تنبض بالشر .. اللهي انقذني من هاؤلاء المجانين

«»«»«»«»«»«»

pov: كيلينا

علي العودة إلى المنزل ابنتي بحاجتي
لكن
هذا الرجل الغريب لا يسمح لي بذلك

اجلس بنفس جلستي المعتادة على اطار النافذة أضم ساقاي لحضني و اضع رأسي عليهم انظر للخارج لا شيء تغير حتى بعد ان اخذني رجل غريب لا ادري ماذا يريد مني لا ازال اشعر بذات الشعور المخيف و غير المريح

وكأنني بالقصر لكن بفارق ان الإطلالة مختلفة فهناك حديقة خضراء أمام المنزل مليئة بالزهور و الورود الجميلة بالقصر يوجد ورود وازهار لكن هذه مختلفة هذه الورود التي احببتها دوماً

اعتدت على زراعة زهور اللافندر و الاقحوان في منزل والدي لطالما احببت مزيج اللون البنفسجي و الابيض معاً كان التناسق بينهما يلفتني خصوصاً أن البنفسجي هو لوني المفضل .. لذا لا اريد إزاحة عيني عن النافذة فتلك الزهور الزاهية اجمل من أن تتركها عيناي

" ألا تؤلمها رقبتها ؟" سمعت صوت الرجل المدعو ألير يهمس خلفي مع هذا لم استدير .. استمعت لإجابة ذلك المدعو ليون " إن لم ترغب أن احطم فمك اغلقه " حقيقة اني اشعر بنوع من التشابه بينه وبين تيراس تشعرني بانعدام الراحة

لقد عرفني بنفسه سابقاً لكن لم استطع التعرف عليه او تذكره مع أن اسمه مألوف لي لكن لا أذكر اين التقينا ومتى .. تحدث ألير بشكل لبق معي " سيدة لفيندوفيسكي هل ترغبين بتناول الفطور ؟" لقد مر يوم على بقائي بهذا المنزل ولا اعرف ماذا يحدث بالقصر .. تجاهلته ولم اجبه لأني ببساطة لا اعرف ما علي اخباره انا لست جائعة مع ذلك لم اتناول الطعام منذ البارحة

" اسمها كيلينا وليس ' سيدة لفيندوفيسكي ' حسناً " بدا غاضب من مناداتي ذلك الرجل لي بلقبي لست افهم حقاً ماذا يريد " اخرج من الغرفة ألير " سمعت صوته يزفر ليردف بعدم رضى " حسناً فقط هذه المرة سأستمع اليك " ثم سمعت خطواته وهو يبتعد إلى ان سمعت صوت اغلاق الباب

تقدم الاخر ليجلس بجانبي .. اشعر بنظراته يسلكها علي
دون قلق وبدون سبب وجيه ليردف بعد فترة " هل كل ما يحدث معك بسببه ؟" هل يشير لتيراس ؟ انا لا ازال متعجبة لجرئته على اختطافي على ما اظن أنه يعمل لدى تيراس لذا لديه جرئة كبيرة ليعبث مع تاجر أسلحة

لم اجبه على سؤاله فليس تيراس السبب بحالتي فقط بل كل عائلته .. هو والده اخته وحتى فيينا لها شأن بحالتي هذه " اعدني للقصر " نبست دون النظر لوجهه فأنا خائفة من فعل ذلك لا اعرف ما نوع الملامح التي قد يملكها وهو ينظر إلي " لمَ ؟"

التفت هذه المرة إلى ناحيته مترددة ما بين اعطائه انتباهي ام لا " ما الشيء المهم بالقصر كي تعودي لأجله ؟" ابنتي بشكل رئيسي هي الشيء المهم هذا ما انطق به منذ ان وصلت " إن كانت حجتك كما تدعين ابنتك فهي تستطيع العيش هناك بدونك " رفعت عيناي لأنظر ناحية عسليتاه الحادة

ارتجفت أطرافي هو مخيف بشكل هادئ " أم أن سبب عودتك الحقيقي هو زوجك القذر ؟" نهضت من مكاني وبدأ الغضب يتصاعد لرأسي لا يمكنه الحديث معي بهذا الشكل " هل ابدو لك كمازوخية تحب أن تتلقى التعذيب ؟ انا أكرهه وابنتي لن تنجو معه " نهض وسألني عيناه لا تفارق خاصتي " لمَ ؟ "

ارتجفت شفتي ورغبة بالبكاء اجتاحتني " لأنها حية بسببي لأني امها يبقيها حية لأنها فقط جزء مني هل تفهم ولأني امها انا لن اتركها معه كي تموت سأبقى معها إلى ان تنهي علاجها " سحب سيجارة ليضعها بفمه وآمال رأسه ليشعلها ثم استنشق دخانها ليسأل " وبعد ذلك " ذلك الأسلوب مشابه لشكل سيء لتيراس

عقدت حاجباي " بعد ذلك ؟" سحب نفس اخر ليجيب " بعد ان ينتهي علاجها ماذا سيحدث ؟" انزلت عيناي اتذكر كلام تيراس لي " سينهي حياتي " اومأ الرجل الغريب لي " وهل تريدين الموت ؟" نظرت اليه وكأنه مجنون " نعم اريد لكن حياة ابنتي تمنعني من الموت " اومأ لي ليطفئ السيجارة

اقترب ناحيتي لأعود للوراء حينها توقف هو عن التقدم ناحيتي " ما رأيك ان تنسي اليوم فقط وجود تيراس و ابنتك دعينا نخرج " ما باله ؟ كيف اخرج انا لا استطيع " هل ستعيدني ؟" نفى " بالطبع لا " عقدت حاجباي " اذاً إلى اين؟" ابتسم بخفة لي " الى اللامكان "

لا استطيع الخروج هكذا أنا .. انا قبيحة .. شعري ليس جميل كما كنت ولا وجهي مشرق وجميل كما كنت انا قبيحة للمارين وكل من سيراني سيرى مقدار قبحي اعتاد زوجي على اخباري بهذا حتى كرهت الخروج كي لا يراني الناس " لا اريد اعدني للقصر " سأبقى مصرة على موقفي إلى أن يوافق .. قلب عيناه ليجيب " حسناً هيا بنا "

بهذه السرعة ؟ حسناً لا بأس رغم اني ظننت اني سأخذ وقت طويل باقناعه فيبدو صعب الاقناع لكن اتضح أن الأمر أسهل مما توقعت .. امسك يدي لاجفل اشعر بحرارة جسدي ترتفع في كل مرة يلمس هذا الرجل الغريب جلدي ثم سحبني خلفه .. اخذ معطف بنفسجي جميل ليضعه على كتفاي " قد يصبح الجو بارد دعي هذا معك " اومأت اشعر بالاحتراق بداخلي ليمسك كف يدي يشابك أصابعه الدافئة بخاصتي ثم سحبني خلفه لنخرج من المنزل للسيارة

طوال الطريق لم استطع رفع عيناي لأنظر من النافذة اشعر بالذنب إن فعلت بل ربما ليس الذنب بل الخوف من فقدان ما ستراه عيناي لا اريد ان آمل البقاء حرة ثم يتم سلبي حريتي من قبل ذلك الوحش اعرف عاجلاً أم آجلاً سأعود للقصر لهذا لا اريد ان أنعش مشاعر سترمى بالنار

انه شخص هادئ لا يتحدث كثيراً وان تحدث فكلامه قليل .. أكاد أجزم أن اسمه مألوف لي لكن لا اعرف اين سمعت به ربما لأني لم اقابل اي شخص عرفته منذ اثنا عشر عام لهذا لا اتذكر اي شخص .. انا حتى بالكاد اتذكر نفسي

توقفت السيارة لينزل هو بالبداية ثم اتجه ناحيتي يفتح الباب " اتعرفين ؟ يلائمك ان تكوني ملكة " اخذت بيده وحاجباي معقودان اتذكر قول شخص ما لي تلك الكلمات لكن لست اذكر بحق من كان .. نظرت حولي حينها أدركت أننا لسنا على أبواب القصر بل نحن على شاطئ البحر

ذهلت ولم استطع حتى نطق كلمة .. عيناي مفتوحة ودون أن ارمش احاول فقط أن اعقم عيناي بجمال شاطئ البحر لم يخرج مني سوى ضحكة مصدومة ناسية كل ما حدث وكأن عقلي تبخر .. رميت ببصري ناحية ليون لاراه يبتسم لي حينها لم استطع كتم ابتسامتي " انه البحر " انا واقعة بغرام البحر بشكل سيء

منذ صغري كنت احب البحر و اخافه لكن بعد أن تم احتجازي لم أراه لقرابة اثنا عشر عام ورؤيته الان بعد كل هذا الوقت انعشت جزء مطمور بداخلي كنت قد نسيته .. الشعور بنبض قلبي يخفق بقوة لرؤيته جعلني حقاً اضع يدي على فمي اُداري ابتسامتي بينما عيناي تسير مع الأمواج

اقتربت من البرد لأجلس القرفصاء ثم مددت يدي ناحية مياهه " الماء بارد كيلينا " لم أبالي بكلامه فأنا اعرف انني ربما لن ارى البحر مجدداً فأنا سأعود لتيراس .. لذا لامست المياه بيدي لالقيها بالهواء ارى القطرات ترتفع ثم تسقط لتختلط مع الماء مجدداً رغم برودتها إلا ان شوقي للمسها اكبر

" ستحب ابنتي فيينا المجيء الى هنا " يا لرغبتي بأن ترى ابنتي البحر " أخبرتها كثيراً عنه لدرجة أن كل دفاتر الرسم خاصتي عنه لأريها شكله " كان تيراس يمنع عني الهاتف لهذا لم تستطع رؤية شكله الحقيقي مع هذا لم استطع يوماً أن أصل لجمال تفاصيله حتى مع تحسني بالرسم

بهذه اللحظات اشعر اني طليقة حقاً مثل ذاك النورس يحلق أعلى البحر .. شعور اني لست عبدة أو تمثال في المنزل شعور إيقاظ روح كيلينا ذات الواحد والعشرين عاماً أرغم دموعي على الخروج و شق طريقها لوجنتي لكن ليس حزناً كما اعتدت بل هذه المرة كان سعادة تلك السعادة التي لن استطيع احتوائها

شعرت بإصبع دافئ يمسح تلك الدموع من وجنتي لالتف انظر لعيناه " مهما كان سبب الدموع فلا يليق بك سوى الابتسام كيلينا " اختفت ابتسامتي عندما أدركت اني سمحت لرجل غير تيراس بلمسي لانهض بفزع مبتعدة عنه .. بدا وكأنه يتساءل عن سبب فعلتي لكن لم اعره انتباه

نظرت حولي متمنية أن تيراس لم يراني لا اعرف إن كان هو او رجاله حولي لكن متأكدة انه يراقبني .. لطالما فعل .. عاد شعور انعدام الامان لي وعيناي توقفت عن النظر بالبحر بل أصبحت اتفقد البشر من حولي متمنية أن رجاله ليسو حولي .. سيقتلني إن عرف بلمسة رجل غيره لي

" لا تخافي من الناس سأقتلهم لاجلك أنتِ فقط انظري للبحر واستمتعي به " رفعت نظري إليه متفاجئة من حديثه والاسوأ أن عيناه توثق كلامه .. اشحت ببصري عنه لأردف بصوت منخفض " إن رجوتك أن تعيدني للمنزل هل ستفعل ؟" صمت بل و اطال الصمت لأنظر اليه منتظرة إجابة ليعطيني اياها " اجل سأفعل لكن لمنزلي "

رفعت حاجباي بدهشة لمَ يفعل هذا الرجل شيء كهذا ؟ انا لست قريبة له ولست صديقته انا لست شخص مهم بحياته وحتى بالكاد اعرفه لذا لمَ هو متمسك بهذا الشكل بي ؟

اقترب ثم جلس على التربة ليمسك بيدي و يسحبني كي افعل المثل لكن جسدي بحضنه .. ارتفعت حرارة جسدي لشعوري بتلامس ظهري مع جسده حاولت تعديل جلستي لأسحب بنفسي للامام مبتعدة لكنه شد وثاقه علي بيداه " لن تفلتي مني هذه المرة وإن افلتِ فهذا لأني أريد ذلك هل تفهمين كيلينا ؟" مجدداً يتحدث بشكل غريب امامي بشكل عقلي لا يفهمه

تململت بحركتي لأردف له " هلا تبتعد عني أنا امرأة متزوجة لا يمكنك لمسي بهذا الشكل " لكنه قال " فقط هذه المرة انسي انك متزوجة واشعري بأنك حرة أنتِ تحبين تأمل البحر ففعلي ذلك و دعيني اتأملك " اشتعل وجهي محمراً " لا تفعل " انا لست جميلة كي يتأملني

كنت سأخبره بذلك لكن فضلت السكوت فأنا لا اعرف أي ردة فعل قد يعطيها .. قررت ان انتهز الفرصة فقط هذه المرة حتى لو كان رجال تيراس حولي أو هو بمكان قريب ينظر الي اجلس بحضن رجل آخر اتأمل البحر قررت أن احاول التغاظي عن الامر فقد هذه المرة فرؤية البحر بالنسبة لي اصبحت رفاهية وشيء لا أراه وقتما اشاء

مر الوقت و انا انظر للبحر اتابع حركة امواجه دون كلل أو ملل متجاهلة كل تلك الأصوات برأسي .. فقط تركت نفسي لأشعر بلمسات الهواء الباردة تداعب وجهي و متعت عيناي بجمال مياه البحر .. تململ هو بحركته خلفي لانهض حينها كان الغروب قد شارف على القدوم " علينا العودة الان " لم اقل شيئاً سوى " اعدني للقصر " لكنه فقط تجاهلني يخلل أصابعه باصابعي ثم سحبني لنركب السيارة

قاد طريق العودة إلى المنزل خاصته كان هادئ طوال الطريق ولم يقل اي كلمة إلى ان وصلنا .. نزلنا من السيارة ليأخذني للداخل .. لا افهم فقط لمَ لا يستمع إلي ؟ قابلنا لحظة دخوله ذلك الرجل الاخر " اخي لقد عدت " ابتسامته اشرقت ما إن رآى ليون " انا لست أخاك " لكن يبدو أن الاخر لا يحبه

ابتسم لي لأدير وجهي فأنا غير مرتاحة له رغم انه وسيم و ذو ملامح مريحة لكن شيء بداخلي يخبرني ان وجهه و ابتسامته المشرقة ليس كل شيء " ارتيم يطلب منك أن تسرع بتلك العمل.. " ترك ليون يدي وانقض يقبض على ياقة ألير " هل عبثت بحاسوبي ؟" رفع الاخر يديه بالهواء مستسلم وعيناه تنظر داخل عيون ليون " لم ابعث به اقسم بل استخدمته فقط لأجل تقرير "

دفعه ليون ليرتطم بالحائط خلفه ثم قبض على رقبته .. وضعت يداي على فمي مصدومة منه اعني اعرف انه مجنون فقد رأيته يقتل امامي لكن لم اعتقد انه قد يقتل أخاه " اياك وان تعبث مجدداً بما هو ملك لي اعرف انك تبحث فقط عن الحجة لتفعل ذلك ألير إن لم تتوقف عن هذا الهراء سأرميك خارج المنزل أتفهم ؟"

اومأ الاخر ووجهه محتقن بالدماء لكن هذا لم يمنعه من الابتسام .. ترك ليون رقبته يسمح للهواء بالدخول لرئة الاخر الذي لهث يستجمع الهواء ثم أخرج من جيبه جهاز ليستنشق منه الدواء .. هل هو مصاب بمشاكل بالرئة ؟

ما إن هدئت أنفاسه قال و ابتسامته اشرقت بوجهه ليس وكأنه كان يتعرض للاختناق " على العموم اخي قال ارتيم انه سيضاعف المبلغ لك أن انهيت مهمتك بالغد " مسح الاخر على وجهه ثم نظر إلي وكأنه أدرك للتو اني لا ازال هنا " سأنهي الامر بالغد الان ادخلي للغرفة وارتاحي " اومأت له ادخل لتلك الغرفة ثم اغلقت الباب خلفي بالمفتاح .. لا املك تلك الثقة بهم انا لا اعرفهم حتى لهذا علي ان اخذ الاحتياط

«»«»«»«»«»

pov: ليو

حل المساء و لوديس لا يزال بغيبوبته .. رغم أن الطبيب قال إن حالته ليست بذلك الخطر لكن بسبب إرهاق جسده من التعذيب و العمل المستمر فهو يحتاج للراحة .. انه بداخل غرفتي وانا اجلس بالصالة لارتاح قليلاً اعني بعد أن سمح لي تيراس أخيراً بالعودة لمنزلي

اركيت ظهري على ظهر الكنبة رافع رأسي للسقف لاغمض عيناي وانا اشعر بعضلات جسدي المتخدرة تنبض بالألم .. كل ما خطر ببالي ما إن اغلقت عيناي هو هلوسة لوديس هذا الصباح .. الى الان لا يدخل كلام كارلوس لعقلي .. كيف يمكن للمرء أن يخطء بين حبيبته و اخته

انه لأمر مريب .. لطالما كان هناك الكثير من التساؤلات حول لوديس الكثير من الخفايا حول ماضيه كانت تزعجني فهو لم يكن يوماً يبوح بأي كلمة سوى بعض الكلمات .. كان لديه اخت لكن هي ميتة منذ وقت طويل ماتت مع موت والديه .. مع هذا لا ازال املك الكثير من التساؤلات أريده أن يشرح لي الامر ما إن يستيقظ لن اترك الامر يمر

سمعت صوت قوقعة بالغرفة فتحت عيناي و املت رأسي ناحية الباب لارى الراهبة الصغيرة تنظر إلي بعيون فضولية .. ابتسامة صغيرة علت وجهي لاشير لها بيدي أن تقترب .. ارتفعت بجذعي لأجلس باعتدال وما إن وقفت امامي حتى احتضنتها بشكل جانبي " لمَ انت مستيقظة الى الان ؟" لقد تخطى الوقت بالفعل منتصف الليل

حركت أصابعها تشابكهم ببعض وعيناها تنظر اليهم ثم قالت بصوت منخفض " راودني كابوس " قبلت خدها الأيمن ثم سألت " عما كان الكابوس ؟" قابل وجهها وجهي لتنظر لعيناي بعيناها الخضراء ثم قالت بشكل متردد " بالحقيقة انا لم احبه " تجنبت النظر الي قليلاً ثم قالت متجنبة الموضوع " لمَ لا نتحدث عن شيء آخر ؟"

كانت بكل بساطة تتجنب الحديث بهذا الموضوع مما يؤكد لي غيظها و كرهها للحديث عنه " حسناً انا مستيقظ طوال الليل لاجلك " جلست بجانبي لاخبرها " إذاً ماذا تريدين أن نفعل ؟ هل اظفر لكِ شعرك كالمرة السابقة ؟" اتمنى من داخلي لن ترفض فشعرها طويل و قد أخذ مني الكثير من الجهد لتظفيره في اخر مرة " لا انت سيء بهذا " عبست بحاجباي " هذا يجرح شعوري "

ضحكت بخفة ثم التمعت عيناها لتلتف الي تردف بحماس مبالغ " لدي شيء لنفعله " ابتسمت لا تلقائياً لحماسها " ما هو ؟" تركت حضني ثم التفت تركض بقدماها الصغيرة إلى غرفتها .. غابت لدقائق ثم عادت ومعها حقيبة صغيرة مستطيلة الشكل " ما هذا ؟"

جلست على الكنبة بجانبي ثم قالت وهي تفتحها " طلاء اظافر " رفعت حاجبي بعدم اعجاب " انا لم اشتري لكِ شيء كهذا " ابتسمت وهي تخرج علب الطلاء لتضعها امامي " كارلوس فعل " اومأت لها " بدأنا نسلك الطريق القذر " سأقتله ما إن اراه

" اختر لي لون " نظرت للألوان لاختيار إحداها " ما رأيكِ بهذا " انه احمر داكن " هل تحب اللون الاحمر ؟" اومأت ابتسم وانا انظر للون " يشبه لون الدماء المتدفقة من جسد بلا رأس " ابتسمت انظر للون ثم تذكرت للحظات اني اتحدث مع طفلة لأنظر اليها .. كانت تحدق بي ثم فجأة انفجرت بالضحك بصوت عالي " لا تكن سخيف ليو لا يوجد جسد بدون رأس "

ضحكت معها لاتركها كما تفكر الان لا بأس ستفهم بالمستقبل .. جلست على الارض لارى بشكل اوضح أظافرها الصغيرة .. اخذت علبة طلاء الاظافر ثم فتحتها لتفوح رائحتها التي ابغضها .. بدأت بطلاء أظافرها مع تركيز تام كي لا أخرج عن خطوط أظافرها الصغيرة " تعرف اني احب اختي يتاليا جداً " تحدثت هي دون سابق إنذار لأجيب وتركيزي ينصب على الاصابع الصغيرة " وانا أيضاً احبها "

ابتسمت هي بشكل بريء غير متفهمة معنى حبي لها لتكمل " هل لديك ام ؟ " هل كل الاطفال يملكون هذه الاسئلة الغريبة " اجل لدي واحدة " رفعت نظري لجزء من الثانية انظر لوجهها ثم عدتُ للنظر لاظافرها " هل تعرف كيف تبدو ؟" تركت أظافرها بعد ان انتهيت رغبة بمعرفة مغزى هذه الاسئلة " اجل وإلا كيف سأصفها بامي ؟"

" بإمكانك الاحساس بهذا دون معرفتها " عقدت حاجباي غير مدرك لما تقوله " كيف ذلك ؟" نفثت هي الهواء على أظافرها كي تجف ثم قالت " لم ارى امي من قبل لكن تعرفت عليها بحُلمي " توقفت عن النفث على أظافرها لتستقر يدها بحضنها ثم نظرت بعيناي وتحدثت الي بصوت ثابت مال للحزن

" لم ارى وجهها أو كيف يبدو شكلها لكن كنت متأكدة أن ذلك النور في حلمي الذي استمر بنشر الضوء بذلك الكهف المخيف كان نوراً من امي " لم اعرف بما اشعر أو ما اقوله انا فقط صمت استمع لها باصغاء " لكن كنت خائفة " ساورني الفضول " لمَ ؟" نظرت إلي تردف " كنت مخيرة بين اختيار النور مع امي أو البقاء مع اختي في الظلام "

" وما الذي اخترته ؟" لسبب اجهله بدوت مهتم بالحديث معها عن حلمها " عندما وصلت لهذه النقطة استيقظت " انزلت عيناها تنظر للاسفل " كان الامر سيء " لامست شعرها و يدي تسري على طوله " على من كان سيقع اختيارك ؟" ذلك الفضول السيء قد اصابني ولا اعرف كيف اقمعه " دون أن أفكر كنت سأختار يتاليا "

" لمَ ؟" وجدت الامر غريب كيف فضلت اختيار البقاء بالظلام مع اختها عوضاً عن الخروج للنور مع والدتها " لأني اعتبرها امي وليس فقط اختي اهتمت بي عند مرضي وحاولت دوماً ارضائي و تعويضي عن فقداني لامي بعمر صغير "

" كنت في بعض الأحيان اتسائل عن نوع الحياة التي كنت سأمتلكها لو كانت امي حية ربما كنت سأكون اسعد ربما كانت امي ستلامس شعري و تلاطف خدي انا فقط اردت دوماً معرفة كيف يبدو صوتها " كلماتها لم تكن كلمات طفلة بل بدت مؤلمة لي رغم امتلاكِ لأم حية

" بالحقيقة كنت أحسد الأطفال الذين يأتون للكنيسة رفقة امهم كنت اتمنى لو أن لي أم كي تبتسم لي كما فعلنَ لاطفالهم اردت تجربة لمس يد امي لمرة واحدة وفي كل مرة رغبت بتحقيق شيء مع امي ذهبت ليتاليا اختي .. تركتها تداعب شعري وتبتسم لي بلطف وانا أحكمت يدها كما يقبض باقي الاطفال على أصابع امهم " ثم نظرت إلي وكلماتها التي قالتها عبثت بشكل واضح بمشاعري " يتاليا كانت كأمي ليو لم اراها يوماً كأخت لي " ثم نهضت من مكانها مغادرة الصالة تتركني على وضعيتي جالساً على الارض اشرد بظهر الكنبة

كلماتها زرعت نغزات بقلبي ناحية شيء افتقدته .. نهضت لأخذ هاتفي ثم فتحت على جهات الاتصال لاتصل بأمي " ليو ما الامر ؟ هل كل شيء على ما يرام بني ؟" تحدثت هي بصوت نعس بذات الوقت مضطرب فلم تعتد ان اتصل بها .. لم استمع لصوتها منذ ان عدت من نيويورك .. لم اعرف ما اقوله لها " هل انت بخير ؟" سألت هي بدورها بصوت قلق اغمضت عيناي تاركاً الكلمات تخرج من شفتاي " اشتقت لكِ امي "

" اشعر بالاختناق " قلت هذا ورفعت يدي لامسد رقبتي من الشعور بتلك السكاكين عالقة بحلقي " انا فقط لا ادري ما افعل " رفعت يدي بالهواء أحداثها وكأني اراها لأسمع صوتها قادم من الطرف الآخر " لا بأس ليو ان كنت اشتقت لي فأنا انتظر لقياك بفارغ الصبر " حنَ صوتها لي " رغم كونك مزعج في كثير من الأحيان لكن ازعاجك لي يرضيني "

شعرت بالاحتراق بداخلي " لا تتردد بالاتصال بي مرة أخرى انا دوماً موجودة لاجلك " مسحت عيناي قبل ان تفيض بي لأردف لها بصوت مهتز " شكراً لك " ثم اغلقت الخط .. خوفي من أن اشعر بما شعرته الصغيرة هو ما أجبرني على الاتصال رهبة أصابتني من اني لن استمع لصوت امي مجدداً كان شعوراً سيئاً قد تولد بداخلي

توجهت لغرفة الصغيرة لاجدها تجلس على سريرها تحتضن احد الدمى لحضنها " هل تريدين أن أداعب شعرك" ابتسمت بشكل ممتن ثم اعطتني ايمائة صغيرة موافقة لأتقدم لها .. جلست على طرف السرير و بدأت أُسَبِلُ شعرها باصابعي الخشنة عيناي اتجهت ليتاليا النائمة على الكنبة بغرفتها بينما لا غطاء يسترها

لو تعرف كيف تشعر آليا ناحيتها لم تكن لتصبح بهذه الكآبة كما الان .. هي تعيسة بسببي .. شعور سيء آخر خالجني .. انا احبها .. فلتشهد الارض و السماء اني افعل .. لكن هي لا تفعل .. هي لا تشعر بالمثل لي .. ألا بأس أن ابقى متمسك بها مسبب لها التعاسة فقط تحت مسمى اني احبها ؟

تركت شعر الطفلة ما إن نامت .. اركيت بكوعي على فخذي ثم مسحت وجهي بكلتا يداي .. لا اعرف بما افكر لا ادري ما الذي سأفعله بالمستقبل .. لربما يتاليا لن تتقبلني .. ربما لن تتقبل حبي لها مهما زرعت ومهما سقيت .. ربما تلك الشتلة المستيقظة التي سأعطيها اياها هي تراها محترقة .. كان شعور سيئاً وانا اعرف ان الامر لن ينتهي معها بالطريقة التي اريدها بها

سمعت صوت اقدام تتحرك بالخارج .. انتصبت من مكاني ثم سحبت السلاح من خلفي رامياً كل تلك الأفكار وكل تلك المشاعر خلفي ثم تقدمت من الباب حتى رأيت لوديس واقف امامي

بدا بحالة مزرية بالكاد فتح عيناه .. انزلت سلاحي أراه بالكاد ييتلع ريقه " ماء " أشار لي لأفهمه مسرعاً للمطبخ املأ له كوب من الماء لاعطيه اياه ثم ساعدته للوصول لغرفتي مجدداً

جلس على السرير يلهث لاسأله بقلق " هل انادي لك الطبيب هل تشعر بأي ألم ؟" نفى لي " لا تنادي الطبيب لكن اعطني مسكن " اومأت له اتجه لدرج الأدوية لأخذ منه مسكن .. اعطيته اياه مع كوب من الماء لاراه يبتلعه

" امتأكد انك لا تريد الطبيب ؟" رغم أن الطبيب قد اخبرني بأن هذا قد يحدث له إن استيقظ لكن مع هذا اشعر بالقلق ناحيته .. لم يجبني بل اجابني بسؤال آخر " هل انديلا بخير ؟" وقع داخل رأسي ما هلوسه لوديس في وقت سابق " اجل انها بخير "

جلست بجانبه على السرير لاراه يتنهد بارتياح سألته وهو شارد الذهن " كيف تعرفت عليها ؟" التفت إلي ثم مسح على وجهه وهو يشيح ببصره بعيداً " في روسيا على متن الطائرة "

لم ارمش وجهي تجمد بذات الملامح عند ادراكي لأمر واحد " ألم تقل انكم التقيتما بأمريكا ؟" تجمد بصره وتصلب جسده مدركاً الخطأ الفاذح الذي ارتكبه الان كاشفاً عن أعمق أسراره .. ذلك السر الذي يؤدي به اللهلاك

•••••••••••••••••

انتهى الفصل

رأيكم فيه

رأيكم في النهاية ؟

سلام

Continue Reading

You'll Also Like

12.6K 477 6
• هل هِي بـــشـــــــريـــة بـــــحـق الجَحيـــــــم• • فــتــــى المــــــــقــــــعــــــــد • • آعــــــــشـــــــقــــــك كَمــــــا آنـــــــ...
780 72 8
في بحر عينيك هامت كل أشواقي يا أسود العينين هل تنوي إغراقي؟ تاهت عيوني في بحر عيونك إختار قلبي أن يغوص فيغرق أواه من رمش أحاط عيناه سهم توغل في الوري...
27.5M 1.6M 54
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
9.2K 161 23
رواية سودانية بقلم سلوان عبد الهادي