(في قصر الملك التنّين..)
______________
إبنة عبريقة!!"
(قالها ذاك الرجل المسن بحيرة)
...
"نعم أيها المستشار هي إبنتها، فقد أخفت فيها "قوة آجيا" ، مصدر قوى عشائر الجن ،لقد شعرت بها داخل صدرها -" (بتنهد)
..
(المستشار بقلق..)
"سيدي الملك ، علينا أن نحضر هذه الفتاة الى هنا قبل ان تستكشفها عصبة الشياطين وتحبسها أسيرة عندها!" (بقلق)
..
الملك بقلق:" اجل علينا ذلك ، علينا ذلك"
..
"سيدي هل لي بسؤال حضرتكم !" (المستشار بذعر)
..
"ماذا!!"(بغضب)
..
"ألا تعتقد أن من اكتشف مخبأ القوى العظيمة كهذه يستحق المغفرة؟"
..
تجمّدت ملامح الملك .."هل تقصد عقابي لِعارمة ببتر أطرافها!"
..
"ن ..نعم سيدي الملك لان..."(برجفة)
إحمرّت عيناه بالوهج الأحمر فاشتعلت القاعة نارا أجاجا وعمت صرخات من العدم في أرجاء المكان وتحوّل الملك الى تنين عظيم مخيف الشكل قد ذعر المستشار منه ..وقال بصوت موحش متجحرش.. .
"أنا ملك الجان للسبعة عشائر، ومن أنت لتشك في قراراتي اتجاه شعبي وقبائلي!- من قواعدنا أن لانكشف أشكالنا أمام البشر -ومن يتعد عن هذه القاعدة سيحرق حيا -'"
..
خمدت النار ورجع التنين المخيف رجلا وسيما من جديد وقال متغطرسا وهو يلاعب الشعلة المتوهجة من راحة يده
..
.
."ثم إنني لم أحرق إبنتك حيّة وغفرت لها على مصائبها التي قامت بها ..اولا خروجها خلسة من المملكة إلى أراضي البشر ! وثانيا كشفها عن شكلها الحقيقي أمام نصف البشرية تلك ..!
المستشار وهو يجثو على ركبتيه
.."سامحني على تطفّلي ياسيدي .."
ابتسم الملك ابتسامة ساخرة وأردف قائلا
..-"مشاعر الأبوة يجب ان تبقى خارج نطاق وظيفتك أيها المستشار الملكي-"
أنزل المستشار رأسه على الأرض متأسفا ..
"المغفرة منك يا جلالة الملك.."
أسند الملك رأسه بيده وهو يغوص في أفكاره العميقة
يخلل أنامله بين خصلات شعره السوداء ..
..قاطع المستشار حبل أفكاره بسؤال..
"وكيف يمكننا إحضارها إلى هنا.؟ لربما تحاربنا بقوتنا التي تملكها.."
ضرب الملك يده على الكرسي وهو يرص أسنانه بغضب ..
"تلك اللعينة !كان علي تدميرها منذ اللحظة التي أدركت فيها أنها خائنة-"
.."أتقصد عبريقة؟ حارسة قوة "آجيا" ..؟
.. "ومن غيرها ! تلك الأفعى الذّليلة ..،لقد وقعت فيما كنا نخشاه دوما.."
المسشتار .."وماكنا نخشاه دوما ياسيدي؟"
.."هل تتغابى أيها الخَرِف!"
وهو يرمقه بنظرة الغضب .."أن تخلق لنا هجينا! وقد فعلت!"
ضرب قبضته على العرش .."أحضروها إلي بأي ثمن كان وافتحوا أبواب السور العظيم لتمكنوها من العبور الى أرضنا دون أن يمسها سوء."
المستشار بقلق..
"جلالة الملك، رغم عدم تقصيرك في عزلنا عن بني البشر إلا أنه قد وصلت الأميرة الحارسة إلى المحضور ..! ألا تظن أنه يمكن أن يكون الكثير من بني جنسنا قد وقعوا في الخطأ نفسه؟"
إرتبك الملك من سؤاله وجعل الوساوس تنخر تفكيره ..
ولكنه سرعان مانفى إحتمال المستشار قائلا
.."عبريقة كانت تأخذ إذن الخروج مني "
..
المستشار متعجبا
.."مالذي جعلك تسمح لها بالمغادرة رغم أنها حارسة لأقوى طاقاتنا.."
وقف من على كرسيه وهو يضع يديه خلف ظهره ..
"الثقة .. "
تمتم المستشار كلمات عتاب تحت لسانه وهو يرمق سيده نظرة الذنب
..
.."ماذا قلت؟"
..لاشيء سيدي فقط كنت أتساءل عن موقف قبيلتها منها..؟"
..
تنهد بقلق وهو يتمتم
.."قصة عبريقة طويلة يا مستشار.."
ابتسم المستشار بحماس ..
"وليكن! اليوم ليس لدينا مهام خارج القصر ،وحتى صندوق شكوى القبائل فارغ منذ البارحة .. فَلِمَ لا تحكي لي قصة هذه الجنية المتمردة؟"
طأطأ رأسه مستسلما لرغبة المستشار
______________
(عِبرِيقَة أميرة المتحوّلين)
لقد كانت"عبريقة" تنحدر من نسل السلالة الملكية للجان منذ النشأة ، وتميّزت بقوتها النّادرة جدا ،إنها جنّية الأفعى !
وهذا ما جعل الجميع يتّفق على أنها الشخص المناسب الذي يحرس قوة"آجيا".
..ولأنها كانت من قبل العهد الجديد حاكمة لقبيلتها ..كان حرّاس السور العظيم قد مازالو يحترمونها كحاكمتهم سابقا .. وهذا ماجعلها تخرج بسهولة من حصن الجان !
.."ولكن سيدي بعد العهد الجديد توحدت الممالك تحت إمرتك فقط يعني أن الولاء لايكون إلا لملك واحد !"
..
.."لقد غفلنا عن هذه النقطة .. الى اليوم مازال بعض الجان ولاؤهم مرتبط بأسيادهم سابقا.."
ثم إن "عِبرِيقة " استغلت كونها تملك ولاءهم
..
"كيف ؟ولم أر قط ملكا للجان يعصيك فكيف تعصيك قبيلته؟"
الملك
"تقصد الحراس؟"
.."نعم! وقد أمرتهم بعدم السماح لأي أحد بالمغادرة دون إذنك.."
..
قلّب الملك عينيه بضجر وهو منزعج لتدفق الأسئلة من لسانه دون توقف
..
"كم لبثت مستشارا في قصري؟"
صمت يفكر قليلا ثم أجاب بفخر
.."أكثر من ست سنوات."
أنت لم تلبث الا قليلا عندي .. لذا دعني أكمل القصة وتوقف عن مقاطعتي وإلا قطعت رأسك عن جسدك البدين..أيها العجوز!
..
"اعتذر من سموّك أكمل.."
تنهّد متحدّثا
..
في البداية كانت "عبريقة" تطلب مني إذنا للخروج من حصننا والتجول بين بني الطّين ..
كنت أرفض بالبداية إلا أن أساليب الإقناع التي تجيدها مكّنتني من إعطاءها إذنا لمرة واحدة فقط ..
أردف المستشار متحمسا
.."نعم ! فهي أنثى الأفعى تجيد الإقناع بأساليب نعجز عنها نحن المتحوّلين"
ولكّنها منذ ذلك الوقت كانت تخرج كل مرّة ..
لأن الحراس كانوا من بني قبيلتها ..
ثم وجّه أنظاره الى مستشاره المنصت
.."وقبيلتك أيضا .."
.."كم مضى على قصة هذه الخائنة؟"
.."عشرون سنة.."
.."وماذا حدث بعدها؟"
..قيل أنه كانت تلتقي بأحد أبناء الطين ووقعت في حبه، ثم ..
المستشار بدهشة ..
"كيف يحدث هذا والكينونة بينهما مختلفة!!"
ضرب الملك ناصيته بكف يده ورص على أسنانه ..
"اخرج من هنا!
.."والقصة؟"
.."لن أكمل مادمت تقاطعني .."
.."أرجوك سيدي سأكف عن المقاطعة هذا آخر سؤال أتفوه به.."
زفر الهواء مخرجا شحنة غضبه ..
"..حسنا. ماذا كنت أقول."
..كنت أقول أنها وقعت في حب أحد بني الطين..،وكانت في كل مرة تخرج بحجّة أنها تود كشف اسرار البشريّة ولكنها كانت تخرج للقاءه .. حتى جاء اليوم المشؤوم الذي طلب فيه منها الزواج!.
جاءت الى مجلسنا ووقفت بكل ثقة تطلب مني إذن زواجها منه!..
غضبت بشدّة وهددتها بالنّفي! وتجريدها من قوّتها! .. بل وهددتها بالقتل ولم تبالِ!
المستشار ..
"لأنها تعلم أنك لاتستطيع قتلها كونها من نسل عريق مثلك!"
وجّه الملك أنظاره المتوهجة اليه ولكن المستشار سرعان ما أطبق راحة يده على فمه.
ولكن تلك الأفعى الغبيّة ،وافقت على الفور حتى إنها لم تدرك أن في الأمر خدعة..
...
خرجت من مملكتنا وعاشت وسط الإنس فترة من الزّمن، فبعد تجريدها من كل مهامها السابقة بمن فيهاحراستها لقوّتنا ..
أدركت أننا لن نتركها وشأنها بعدما ألحقت العار بجنسنا... فكانت واسعة الحيلة .. لتبدّل قوة "آجيا" وتضع مكانها سحرا مزيّفا يوهمنا أنها قوّتنا المحفوظة.
.."ولِم فعلت هذا؟"
..."لتحمي نفسها وكتلة الطين التي تزوجته منا..فقد أصبحت دماؤها مهدورة عندنا.."
دخل الخادم عليهما وهو ينحني للملك الجالس
ويضم كفّيه على بطنه
.."جلالتك.."
أشار له بالحديث ..
..."إن المدوّن يقول ..أنه لايمكن إستخراج قوة "آجيا" من كينونة بشريّة..فهذا لم يحدث سابقا.."
فتح الملك ذراعيه متعجبا ..
"لِمَ قصري مليء بالعجزة الخرفِين!"
كتم المستشار ضحكته المخفيّة ليرمقه الملك
.."الوصف يشملك أيضا !"
تلاشت تلك الإبتسامة خاصّة بعدما أوكله الملك بالذهاب الى مكتبة القصر لمساعدة المدوّن في إيجاد حل لهذه المصيبة .."
.."ولكن ماذا عن تكملة القصة سيدي!".
اشتعلت عيناه بالوهج الأحمر
.."أتظنني والدتك التي تروي لك قصة قبل النوم! إذهب أيها الأحمق وافعل ما أمرتك به!
هدأت عيناه وعادت الى طبيعتهما ..بعدما أدبر المستشار عنه ..
.."أيها الخادم!"
..
انحنى بجذعه العلوي وأماله منحنيا
.."سمعا وطاعة أيها الملك!"
..
.."فلتنادي كبير قبيلة الجان الأحمر ،وأخبره أن يحضر معه أعتى جنوده.."
...
تراجع الخادم في الظلام بخطوات الى الوراء
..
"سيكون أمام حضرتك قبل أن يرتدّ إليك طرفك.."
وماهي ثوآن حتى ظهر طيف أحمر يجثو على ركبتيه
.."مولاي!"
أشار الملك له بالوقوف وقال بنبرة من حآدّة
..
"أحضر لي حامِلة آجيا أيها الأحمر
ولاتعد مهزوما أبدا"
"..مطاع أمر سيدي.."
واختفى بلمح البصر
______________
ها؟
حلو البارت؟
حطوا تصويت ☆
(: