الخطايا السبع || The 7 sins

بواسطة VIP097

29.2K 3.4K 6.8K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... المزيد

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 12 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 18 -
- 19 -
- 21 -
- 22 -
- 23 -
- 24 -
- 25 -
- 26 -

- 20 -

1.1K 138 224
بواسطة VIP097








عدنا ❤️❤️



اشتقت

شكراً لكل حدا بنتظرني





شروط البارت القادم

105 Vote




~~~~~~~









اكتست خدود السماء بحمرة برتقالية طفيفة عند المغيب

يهرول كل من الضابطين يونغي وجين إلى غرفة الرائد نامجون الذي يقف بذات الوضعية منذ بعض من الوقت لدرجة خدر سيقانه وتتبعثر أمامه خرائط عدة عليها المئات من أسماء المدن والأنهار والمناطق المتوزعة

كان يبدو كالطالب الذي يدرس وهو يعبر المناطق بإصبعه على طول الخط منبثق النظر عليها يفكر ملياً...وشعر بغضب لأنه لم يصل لنتيجة تذكر وكذلك لتأخر الضابطين اللذين قام باستدعائهما على وجه السرعة وقد تأخرا لبضع دقائق

" ماذا يحدث أيها الضابط ؟"

داهمه النقيب جين بالسؤال حتى قبل أن يعبر من الباب

تبعه على الفور الملازم مين

"لقد وصلتنا الأخبار ..الشماليين يزحفون ويحرزون تقدماً وتكاد المنطقة الوسطى تكون بحوزتهم "

"ماذا ؟!..كيف ؟"

"العيون لدينا أخبرونا أنهم يحرزون تقدماً.."

شاركهم يونغي الرأي عابراً بين أحاديثهم

"الأمر أنه حتى اليابان تقف بصفهم ضدنا ولو أنها تدعي عكس ذلك "

"حلفائنا في اليابان يحاولون الوصول لتسوية بأن تلتقي مصالحنا..نحن بحاجة بشدة على الأقل كي لا نثير مخاوف الشعب..يكفينا أننا لم نبقي شاباً إلا وسحبناه من بيته...لم يتبق في المنازل سوى المعيلين الوحيدين لأهاليهم أو من لديهم إعاقة تمنعهم من ممارسة الحياة بشكل طبيعي "

ظُلم تايهيونغ ضاعت فرصة بقائه بقرب والدته وحتم عليه الرحيل للحرب كي يؤدي واجب وطنه الكبير تاركاً وطنه الصغير بلا حارس

ورقة كورقته مصيرها الموافقة إلا أنها مزقت

يضع الضابط نامجون كامل ثقل جسده على الخريطة مستنداً على باطن كفيه بصوت حازم

"اسمعنانني جيداً كليكما...القيادة وجهت أوامرها بتخريج الدفع المتبقية من شتى المعسكرات بالسرعة القصوى بتكثيف التدريبات...نحن بحاجة لتنظيم صفوفنا واستكمال أعدادنا في الكتائب وتوزيع الجنود على الجبهات...سنجتمع غداً مع فريق الرادارات والخرائط وأبراج المراقبة لنناقش الخطط الممكن وضعها وعرضها على القيادة قبل أن يداهمنا الشماليون..علينا أن نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا "

"حاضر "

.
.
.
.
.

يسير كل من الضابطين مين وسوكجين في الرواق خارجين من مبنى مكاتب الضباط

"أقف لحظة صمت مع نفسي حينما أشاهدك أنت وابن عمك تتناقشان كالبشر العاديين العاقلين البالغين وتقدران خطورة الوضع أخيراً "

"اعفني من حدة لسانك الآن "

"أنت من تجلب هذا لنفسك "

"أنت تنسى فرق الرتب بيننا أيها الملازم "

"كلنا بشر في النهاية وإن اختلفت رتبنا حينما يأتي الموت لن يتخطاك لأنك ضابط برتبة نقيب جين "

"لم أنت كالعجوز الحكيم هذه الليلة كف عن هذا..هذا كئيب "

"هذا حقيقي "

"دعك من هذا يا رجل وأخبرني أما زلت تتربص لابن بارك "

"بكل تأكيد أنا أعيد تربيته بشكل صحيح "

"قصصت له شعره ؟"

"همم كنت سأفعل ذلك أمام مرآى الجنود لكن قلبي رحيم "

"جداً "

وضحك يونغي ضحكة خافتة

وأكملا سيرهما وكل منهما لن ينكر أن ما جرى في داخل مكتب نامجون أضاف خوفاً لمخاوفهما المتعلقة بالحرب

~~~~~~~

غرفة المجندين

ينكب تايهيونغ على سريره بين يديه ورقة يخط عليها حروف رسالة لوالدته التي حتماً بلغ منها الشوق له والقلق عليه محله....

ينكسر قلبه كلما تذكر أنه ترك أمه وحدها في البيت بلا رجل يصونها..فقط لو طبق العدل و رفع العمدة بارك طلبه جدياً يبقيه قرب والدته

ليس هنالك قانون في البلاد ينافي طلبه...

بارك لم تقع بين يديه ورقة تاي لأنه تم تمزيقها من قبل ابنه و وحيده المدلل الأهوج جيمين

"تاي اطفئ الضوء سيأتي العريف هوسوك ويحاسبنا أننا لم نخلد للنوم "

جونغكوك حذر تاي

"فقط لحظة حتى أنهي ما بين يدي "

ظهر رأس جونغكوك في الأعلى فجأة ينتابه الفضول كي يعلم ما الذي يريد تاي أنهاؤه

صفعه جاره في الطابق الثاني على رأسه الذي يشبه البيضة المسلوقة

"ظهور رأسك أفزعني "

"إنني أكتسب عادات جيمين بلا شعور مني علي الحذر "

في الحال الاثنان توقعا أن يتدلى رأس جيمين ويعترض ويثرثر ولكن على غير المتوقع ظل بسريره...اعتقدا أنه ربما نام

لكن جيمين لم يكن نائماً...بل مزعوجاً ولا رغبة له بفعل أي شيء سوى الهرب من الجيش والتخلص من الضابط مين بالذات...إنه يعرقل حياته ويذله بكل فرصة

و وصل الأمر للجنود وجميعهم علموا أن الضابط مين قص شعر جيمين وأخذوا يتهامسون بكل مكان وخاصة حينما يمر جيمين بقربهم

"لمن هذه لحبيبتك ؟"

تسائل كوك

"أجل لحبيبتي "

شهق كوك بدرامية وخيبة أمل

" هل لديك حبيبة منذ متى...لماذا لا أعرف هذا ؟"

"بالتأكيد أنت تعرفها جيداً جونغكوك "

"من أخبرك بهذا تاي أنا لا أعرفها !"

"هل صدقت كوك إنها أمي حبيبتي "

"أنت ومصطلحاتك تاي "

"هل تظن أن هنالك أحد في العالم سيهبك ما وهبته لك والدتك حتى لو كانت حبيبتك "

قالها بتلقائية نابعة من صدق شعوره اتجاه أمه غافلاً عن كوك الذي تذيلت عيونه بنظرة ذابلة مرجعاً جسده على سريره

"وهبتني الحياة وليتها لم تفعل "

خشع الصمت لجملة كوك هذه

واكتفى بعمق نظرة خالية من أي لمعة بل انطفاء باهت

الصامتون بمرارة...جميع أحاديثهم في عيونهم

"أترغب أن أكتب شيئاً محدداً تقوله لوالدتي في الرسالة..أخبرتها أننا معاً...أتخيلها كم ستكون سعيدة حينما تقرأ ذلك "

وتكسرت نظرة كوك حتى كادت تخرق عمق الأرض...كلا لن تكون سعيدة ولا هو سعيد

أي جرم ارتكبه كوك حتى تقابله كل تلك الضربات والآن هو واقع بين ألف وألف شعور...بكل موقف يحدث يعيده لكذبته العالقة كالغصة بحنجرته...

وكي لا يثير ريبة تاي قال

"أرسل تحياتي لها وأخبرها أني أشكرها على الوشاح الذي حاكته لأجلي "

فعلت ومنحته إياه برأفة ورحمة دون اعتبارات ولا أحقاد...قبله منها ذلك اليوم وعصارة مشاعره تقطر مرارة

"وشاح ؟"

غير عالم أن والدته قدمت لكوك ذلك الوشاح

"اهم لقد أعطتني واحداً قبل ذهابي "

قفز تاي للخزانة مخرجاً وشاح والدته التي صنعته لأجله

"يشبه هذا أليس كذلك"

"أجل ذات التطريزة لكن بألوان مختلفة "

"أعرفه كنت أراها كل يوم وهو بحجرها حتى أتممت خياطته "

تبين لكوك من الخزانة وشاحاً آخر تدلى طرفه

"لديك اثنان ؟ "

"امم أجل لكن هذا ليس لي..اخبرتني أوما أن أعطيه لجاري في السرير..أوما تعامل كل الشبان كأنهم أبناؤها "

"هل ستعطيه لجيمين إذاً"

ألقى تاي نظرة للأعلى فقابله ظهر جيمين

"ولم لا "

رمى تاي الوشاح للأعلى فافترش على رأس جيمين

وأخيراً تحرك رأس جيمين الذي كان مصغ لكل الكلام لكنه فقط كسول ومعكر المزاج كي يشارك الاحاديث

أزاح جيمين الوشاح الناعم عن رأسه وأقام جذعه...يتلمسه وقد أحب نعومته ورقته...رفع رأسه

"أنت مستيقظ جيمين "

"لا يمكنني قبوله خذه "

"تعلم ألا ترد عطية من معطي "

"لكن ما المناسبة "

"لا أعلم يمكنني اعتباره شكر من أمي على وقوفك معي ذلك اليوم "

واستلقى جيمين...يغطي عنقه بالوشاح

"كان هذا سريعاً ظننتك ستعترض لوقت أطول "

"إنه دافئ أحببته "

"بالتأكيد ستحبه كل شيء من أمي جميل "

يهز جيمين كتفيه بلا مبالاة

وأطفأت الأضواء عاجلاً بتدخل العريف هوسوك الذي أوعز للجنود بضرورة النوم حتى تنال أجسادهم الراحة استنداداً للتدريبات التي تنتظر صباح الغد باكراً

واستنشق جيمين رائحة الوشاح المحيط بعنقه..فوجدها لطيفة وكذلك تلمسه بعاطفة...مغمضاً عيونه هامساً بصوت لا يسمعه سوى هو

"أوما "

هو أيضاً اشتاق لأمه

وتاي ايضاً

وكوك كان سيكون مثلهم...لكن بطرقة مختلفة ربما يوماً ما

~~~~~~~

"هيي ليونا هل نمتي أنا جئت"

يعبر للداخل خلال الممر وأغلب التقطيعات بين الغرف مظلمة

"هوسوك "

ظهرت ليونا بعد أن شعرت بحركة مريبة...كانت مستلقية حيث الفراش الأرضي الذي تعده له السيدة مينا كل ليلة...والأخيرة وقعت في النوم مرهقة بعد يوم طويل من الوقوف في المطبخ

"كيف كان يومك أخي ؟"

"لا بأس وأنت هل الأمور عندك جيدة "

تقترب منه كثيراً وتلتصق به

"هيي ما الأمر ؟"

"اكشف عن ساقك لأر هل هنالك جروح "

"هي كفى ليونا "

"لا تخفي شيئاً عني دعني أعالجك أنا بمثابة طبيبة هيا سأقوم بفحصك أنت معرض للأذى باستمرار هوسوك "

"أنا بخير ابتعدي "

"لا تكذب علي "

"ليونا نحن هنا بمعزل عن الخطر...على الجبهات يختلف الكلام "

فقدت ملامحها التعبير الموجود وتبدلت لأخرى قلقة

"هل سيأخذوكم للجبهات ؟"

"هذا ما سيحدث بنهاية الأمر "

"سأذهب معك أسعفك وأسعف زملائك الجنود ! "

"كلا ليونا فكرت ملياً في الأمر..ما فائدة بقائك هنا مختبئة يمكنني البحث عن طريقة كي تعودي لمدينتنا بين المدنيين تعيشين حياتك...أياً سيكون الوضع هناك سيظل أفضل بمئات المرات من هذا المكان...أخشى عليك من الذئاب القذرة التي هنا أنت لا تتخيلين لأي مدى قد تصل قذارتهم وكذلك هل تريدين رمي نفسك للموت "

"لكن أخي أنا حائرة ماذا عنك"

يهز العريف هوسوك رأسه بخفة زافراً

"أعلم أنه صعب لكنه الحل الأسلم لأجل حمايتك "

"الرقيب سونغ لطيف معي...يخبرني أنه سيساعدنا "

أخبرت الشقيقة فبادلها الابتسامة

يظل سونغ يتجول حول ليونا ويقترب منها بين الحين الآخر بسبب ومن دون سبب

ويبتسم بسبب ومن دون سبب..كي يطمأن ليونا ولا يفزعها

لكن كما يقال إن أكثر من يخشى أن يفزع قلوب العصافير هم الصيادون حتى يقتلوها باللحظة المناسبة...

كذلك الأمر ليس كل من يبتسم بوجهك يحبك ولا يبتغي أذيتك


"تذكرت هوسوك امراً "

"ماذا "

اقتربت منه واخفضت صوتها وكأنها تخشى أن يسمعها احد...لتتجمع الخطوط على جبهته وتتجعد وهو يسمع ما تقول

"ما الذي تقولينه ليونا...سولي قالت ذلك ؟"

"أجل إنها المدعوة سولي سمعتها تهمس بالمطبخ لممرضة أخرى كي لا يسمعهما أحد...أقسم أني سمعتها بأذني أخي "

"هذا كلام كبير للغاية لكن لا علاقة لنا ليونا إياك والتدخل بشيء قد يرمي بك بمصيبة هل سمعتي "

"حاضر أخي حسناً لا تغضب "

"هيا عودي لغرفتك وانتبهي على نفسك جيداً "

"أهذا خوف علي أم تهديد "

"كلاهما "

"هيي هوسوك لا احب حينما تغضب...لست مجنداً تحت يدك "

"لا تذكريني مهمة العريف تقتصر على ملاحقة الجنود ومتابعة أمورهم...ظننت أني سأرتاح لو خرجت من دائرة الجندي لكن تبين لي أن الأمر أصعب مما أظن "

"أنا سعيدة أني بت قريبة منك..يمكنك تفريغ ما بداخلك لأني بجانبك وليست الرسائل المزعجة..."

ابتسم لها منسحباً

"حسناً أنا ذاهب الآن لا تقتربي من سولي تلك ولا تهتمي بم يحدث فقط ابقي آمنة بالابتعاد عن التجمعات "

"حسناً حسناً حاضر سيدي العريف "

"إلى اللقاء أيتها الطبيبة "

~~~~~~~

بوقت متأخر من الليل

صوت يثقب طبلة أذن النقيب جين الذي يتدحرج على سريره كل دقيقة على كلا الجهتين... ويعتصر الوسادة برأسه و وجهه

يكافح للنوم

الرائد نامجون يشخر من الغرفة الملتصقة بغرفته...

غرف الضابطين ما يفصل بينها جدار واحد وبالتأكيد الجدار غير عازل للصوت

"مزعج بيقظته ونومه ! "

و ألقى الوسادة ضارباً إياها بالأرض يغادر سريره

دفع باب غرفة ابن عمه بهمجية وقابلته نوتة شخير من فم ابن عمه المتفرق الشفاه وكأنها ترحيب به

"إن شخيره دبابة بشرية

ينام ملء عيونه ليس كأنه جندي حرب والموت ينتظره "

سحب الوسادة من تحت رأس ابن عمه ليسقط رأسه ويكمل سمفونية الشخير مع شفاهه المتفرقة...حمل جين الوسادة و رفعها مستعداً للتسديد على وجه ابن عمه صارخاً باسمه

"نامجون ! "

وصفعه بالوسادة بوجهه

شهق نامجون رافعاّ جسده دائخاً وبالكاد يفتح عيونه يتلمس ما حوله يحاول النهوض

"م.ماذا ه.هناك اح.حترامي سيدي احترامي "

إنه يهذي بعمله ومقابلته للقيادة

"ارحمني من شخيرك يا رجل "

"جين "

بصوت رخيم خشن وهو يتململ مزعوجاً مقطباً حاجبيه

"أجل جين ابن عمك الذي يكره اليوم الذي تقرر فيه وضعنا معا بذات القطعة وبذات المعسكر "

"اخرج من غرفتي أيها الغبي !"

"جد حلاً لشخيرك "

"جد حلاً لنومك الخفيف "

"صوت شخيرك ينخر بحائط غرفتي وبرأسي "

"هذا يسعدني "

"حينما تعلم سولي أنك تشخر هكذا هل ستظل تعشقك أم ستنزعج منك وتتحطم الصورة الأخاذة عنك برأسها الفارغ من أي عقل "

"توقف عن ذكرها "

"لم هل تغار عليها من أن أنطق اسمها على لساني اطمئن هي ليست نوعي المفضل ما دامت نوعك المفضل "

"انقلع من أمامي أريد النوم كم أنت مزعج "

يقولها وهو يعدل الوسادة ينوي العودة للنوم مجدداً

"أنتِ طبيبتي والطاء حاء..."

يلحن جين جملته على النغمة الهادئة وهو يتمايل باتجاه الباب

"أنت تافه لدرجة أنك تؤلف الشعر الساعة الثانية بعد منتصف الليل "

"بل أنا ذكي "

هجم نامجون باتجاه الباب و دفعه للخارج

"اخرج اخرج تصرف كعاقل راشد ولو لمرة "

"هه هل أنت تتحدث عن العقل..عقلك يعمل فقط في الكتب أما في الواقع فهو عاطل عن العمل "

وصفع نامجون الباب بوجه جين...ليعاود الأخير فتحه

"أنت لا تتعب لا تنعس جين اذهب ونم ماذا تريد "

"لا شيء فقط أحب رؤيتك غاضباً ومنزعجاً "

"فلتتوقف عن هذا جين أشعر بالسئم بالفعل "

واعتلت ملامح جين تعابير جدية للحظة وأبقى بصره معلقاً على وجه ابن عمه للحظات

"ما خطب هذه النظرات إذاً ؟"


ولم يعطه ولو كلمة واحدة بل أخلى الغرفة بهدوء على عكس طريقة دخوله

عاد الرائد نامجون وتمدد يقابله سقف غرفته

ولم يستطع العودة للنوم بسهولة

أصابه الأرق

ويبدو أن ما شتت نعاسه ذاته شتت نعاس ابن عمه من الغرفة المجاورة

~~~~~~~~

ينقشع الظلام ويبزع ضوء الفجر شيئاً فشيئاً في الأفق

ولأن جيمين منغاظ من اتفاق تاي وكوك ضده لن يمر الأمر عليه ببساطة ولذا قبل استيقاظ الجميع خبأ حذائيهما بمكان لا يخطر على البال حتى يتأخرا في الصباح

"استيقظوا استيقظوا !! "

يطرق الرقيب هوسوك بقوة على البوابة الحديدية الساعة الخامسة والنصف والشمس على وشك الشروق

يتراكض الجنود بين الأسرة يصطدمون ببعضهم ويتقاتلون أن يبتعد كل عن طريق الآخر

يتجهون للحمامات

يأخذون حماماً

"ها الماء باردة "

يشهق كوك من حجرة الاستحمام التي دخل إليها يحادث تاي الذي يفصل بينه وبينه جدار

"وأنا أيضاً لدي الماء ثلجية "

يطلقان ضحكات على الشهقات التي يصدرها جيمين من حجرته

"لا تضحكوا علي وكأنكم مغاور سمعت شهقاتكما !...هل يستحم الضابط مين بمياه باردة كذلك أم له حمام ساونا لأنه ضابط عظيم "

"اسأله بنفسك "

يقول كوك

"أنت اسكت كوك "

"بل أنت اسكت جيمين "

"من وضعك محام دفاع عنه تاي أنا أتحدث لكوك ليس معك "

يضحك كل من تاي وكوك

"لا تهدروا الماء هنا ليس بيتكم "

ينادي بهم العريف هوسوك من الخارج

بالتأكيد هدر الماء لن يكون من جيب هوسوك لكنها التعليمات الموجهة له...إنه ينفذها قولاً وفعلاً

يخرجون يرتجفون بالكاد يجففون أنفسهم...يسحبون بدلاتهم من خزائنهم

وسبقهم جيمين...المجند النشيط و اصطف على رؤوس الجنود في المقدمة

والأحمقين تاي وكوك يتخبطان ببعضهما يبحثان عن أحذيتهما التي أخفاها جيمين

ومن شدة خوفهم خرجوا للساحة الصباحية حافين الأقدام...واصطفوا في الصفوف الأخيرة ورجيا بقلبهما ألا يصل إليهما الضابط مين بطريقة كانت ومن بعدها يتدبرون أمرهم ويجدون حذاء...أو على الأقل لو كشف أمرهم العريف هوسوك سيكون أرحم من أن يكشفهم الصابط مين

لكن الضابط مين لا يهاجم من الأمام بل من الخلف يغدر كي يكشف المتلاعبين...

صوت تصفيق جعل من الجنود يديرون رؤسهم

وإذا به الضابط مين يستقبلهم من الخلف...مصفقاً بحفاوة

"هناك بعض المتدربين الذين دخلوا متأخرين دعونا نصفق لهم ....من فضلكم "

أشار على تاي وكوك اللذين تجمدا...و وقعا بأسوأ موقف بحياتهما

"صفقوا !! "

وبالفعل علا التصفيق وهذا زاد من سوء الموقف على كل من تاي وكوك

يلتف الضابط حولهما

"حتى جيمين...جيمين وصل قبلكم "

إن جيمين سيكون المثال السيء لأي شيء في الجيش لدى الضابط مين...لن يوفر أية فرصة إلا ويسيء له بقول أو فعل

و رزانة الشخصية والرأس المرفوع مع الظهر المستقيم حافظ عليها جيمين وكأنه لا يبالي...الآن هو سعيد لقد دبر أمراً سيؤول بتاي وكوك لعقوبة

لن يسمح أن يعاقب هو وحده ويظل حينها كوك وتاي يسخران منه

"ماذا اختبئتما في الصفوف الأخيرة تظنان أني لا أتفقد كل جندي "

"أين أحذيتما بم قصرت معكم القيادة ألم تعطكم احذية أم ماذا ؟"

بماذا يجيبانه لم يعرفا وسيلة للدفاع لكن بخلد كل منهما يشكان بجيمين

"ستكملون ركضاً حافين القدمين تماماً كما أنتم عقوبة لكم "

وتلقيا العقوبة...يجريان وخفقان قلبهما يتصاعد ولهاثهما بات مسموعاً

"على الأقل لست وحدي أنت معي "

"هل تواسي نفسك بهذا كوك "

"أنا واثق أن جيمين فعلها لا ثعلب سواه "

"وأنا واثق سنلقنه درساً لن ينساه "

"قلبي سيتوقف تعبت "

"لقد خصص الضابط مين وقتاً كي نجتاز المسافة وإلا سيعطينا عقاباً آخر عقاباً على عدم تقيدنا بالعقاب الأول "

"وجودنا بهذا المكان عقوبة بحد ذاتها "

تجرحت أسفل أقدامهم وانقطعت أنفاسهم حتى ينهيا عقابهما في الوقت المخصص...

كما قال جين قلب الضابط مين رحيم جداً

~~~~~~~

تخترق أشعة الشمس من بين السحب نافذة القاعة التي يتجمع بها الجنود يتلقون درساً نظرياً

زحفت خيوط الشمس حتى وصلت لمبتغاها ترغب بملامسة تلك العيون البندقية

وأنهار من العسل تتصبب من بؤبؤيه

بهاء وجهه وبديع خلقه وحسن ملمحه

تغار العيون من عيونه

عيونه أنفه وكذلك ثغره في وئام تام وتناغم مع بعضها البعض

جيمين يشعر بالغيرة من مدى وسامة تايهيونغ والتفلت الفتيات نحوه في المطبخ العسكري وحتى بقسم الطبابة

يتلقى الجنود محاضرة في قاعة أشبه بقاعات المدرسة

الإصغاء التام يبديه الجنود ببدلاتهم العسكرية المموهة بألوان متداخلة بين درجات الترابي والأخضر والأصفر

المحاضرة تناولت بداية مروراً بسيطاً على تاريخ الدولة وانتقل محاضرها إلى التعريف بالأسلحة مع صورها والتعريف بها على المنضدة أمامه

انبهر المجندين من التنوع للأسلحة واختلاف أحجامها

وقبلها مر العريف هوسوك على بضعة قواعد وإرشادات تضمن حماية المجندين خلال التدريبات

الصورة ما زالت ضبابية بعقول المجندين حتى يبدأوا التطبيق العملي

كانطباع أولي المجندين ارتاحوا للعريف هوسوك لأنه استمر بطمأنتهم وتقديم العبارات التشجيعية بكل خطوة

يضغط جيمين على خده بكف يده حيث يتكئ عليه ونصف الكلام الذي يلقى في المحاضرة لا يفهمه أو حتى يتعب نفسه بالتركيز به

لقد أجبر على كل شي من قبل الضابط مين

لم ينس بعد طعم الذل والمهانة التي أذاقه إياها الضابط مين بربطه بالكرسي وقص شعره رغماً عنه وكأنه يعذبه

ماذا لو طبق ما هدده به أن كان سيفعلها بين جموع المجندين جميعاً...يربطه على الكرسي ويحلق له شعره أمامهم...

داخلية جيمين باتت ترتعب من الضابط مين...إنه لا يتنبأ بأفعاله وغضبه

نجح بإيقاعه بشباك هيمنته...

ماذا يمكن أن يحدث أسوأ من هذا

ذرف الدموع كالأحمق وسالت الدماء من أنفه وانتفاضاته لم تتوقف...يصر على أسنانه وهو يستعيد ما حدث

من كافة النواحي الموقف الذي وضع به أحلك المواقف بحياته...يكن كرهاً شديداً للضابط مين

كان على جيمين أن يعرف أنه بمجرد أن الحياة تبدأ بمفاجئتك بأشياء لا تتخيلها أنه هنالك حكاية مكتوبة بالكامل بانتظارك فاتحة لك ذراعيها إما أن تخنقك بقدر محتم أو تضمك ضمة الأم لوليدها

يقرب تاي رأسه يريد الهمس لكوك الذي يجلس بجانبه

"أراك تركز للغاية "

"كلا أنا أكره هذا إنه يذكرني بالمدرسة "

"رأيت الضابط كيم سوكجين...أريد امتلاك رتبته وعرض منكبيه "

"وكذلك الضابط كيم نامجون..."

بالتأكيد لن يتمنيا امتلاك عقلية كعقليتهما لو علما طبيعة تلك العقلية

"لكن هذا العريف جونغ هوسوك هين معنا شعرت بالرعب من كلام الضابط مين "

"بالمناسبة لم جميعهم كيم مرة أخرى "

"نحن عائلة كيم نغزو كوريا بقوة...حتى الضباط ذوو الرتب العالية من عائلة كيم...ها كأن كلامي لا يعجبك كوك ! "

"تعاملني كأني جيمين تبختر أمامه وليس أمامي أنا لا أهتم بقدر اهتمامه هو "

وحالما أدار رأسيهما وجداه جيمين يقلب عيونه عليهما لا يعجبه التصاق رأسيهما ببعضهما والتهامس

رفع كوك يده بالهواء مهدداً جيمين بضربه...واستطاع قراءة شفاه جيمين أنه يقول بلعنهما

صوت طرق عنيف على الطاولة

"يكفي !! أعطوني انتباهكم هنا "

يزيح تاي رأسه من جانب رأس كوك

وأكمل هوسوك السرد

"من هو مؤسس الدولة الكورية التي امتد تاريخها ليومنا هذا "

" أنا "

انطلق صوت جيمين قائلاً هذا لتتعالى الضحكات

"إلى الخارج بارك جيمين وانتظر عقوبتك "

"أفضل أنا أكره الدروس "


تمتم بهذا وخرج جاراً باب القاعة على عجل

يدوس على البلاطات بأقدامه ولا يلامس حذائه الخطوط هكذا بلا سبب

فقط عقله يأمره بذلك...لا تدس على الخط وإلا ستخسر

نسي ذاته وما حوله وأخذ يسير بذات الطريقة وكأنه يلعب

من بعيد يراقبه يونغي...

إن يونغي شبح يظهر بكل مكان ويتنقل بسرعة

هنا تيقن يونغي أن جيمين طفل كبير وهو يرى ما يفعله

"بارك جيمين "

طأطأ رأسه لما تبين له الضابط مين بوجهه

"جئت لأطمئن عليك هل تطيع الأوامر جيداً "

يتلمس رأس جيمين فينفر جيمين منه في الحال تغيظه ضحكة الضابط الخافتة

"أنا أريد مصلحتك سيسكن القمل رأسك لو أني لم أحلقه لك "

تحتشد الشتائم على طرف لسانه تكاد تنفلت بلا رقيب ولا خوف إلا أنه ما زالت راسخة بقلبه ملامح وجه الضابط كما الآن كيف تخترقه نظراته

"أدي التحية العسكرية في الحال "

وظل جامداً لا يطيع

"في الحال !"

وأداها بسرعة لكن بالكف اليسرى قصاداً فقط هكذا يعشق مخالفة هذا الضابط

"إنها باليمين أعدها وأدها جيداً !! "

"ما الفرق إن كان يمين أو يسار أنا لا أفهم !! "

شعر بلسعة حارقة على كتفه من عصا الضابط الحديدية التي نكزته هناك

"ماذا بارك جيمين يبدو أن تأديبي لك مفعوله لم يسر بجسدك بشكل كامل "

"أنا لا أخاف.فك "

و وشى به رجفان صوته

تصاعدت ضحكة من قبل الضابط

"نسيت وجهك كيف كنت تبكي أمامي ترجوني أن أتوقف خشيتُ عليك أنت تموت بين يدي "

تحتك أسنان جيمين ببعضها وتتكدر ملامحه..

"تخيل أن يقولوا مات ابن بارك من شدة الخوف"

وقهقه يونغي بعلو صوته ساخراً للصميم من جيمين الذي يتحرق غضباً كي يلكم الضابط مين..يقلل من شأنه ويصفه بالجبان ويهزأ به

فجأة جره الضابط من رسغه مزمجراً

"ما لي أراك خارج القاعة هل طردت !! "

وصمته كان إجابة جاعلاً من الضابط يسحبه نحو القاعة

أطلت رؤوس الجنود من النوافذ وشردوا عن الدرس ينتابهم الفضول حول الجلبة التي تحدث في الخارج

الباب الخشبي انفتح جاراً إياه الضابط مين بيد وباليد الأخرى يقبض على جيمين

"ادخل !! "

دفعه للداخل بخشونة أمام مرآى الجنود أجمع وكاد يسقط لولا أنه ثبت جسده بالأرض جيداً

أدى هوسوك التحية العسكرية حالما رأى الملازم مين

"احترامي سيدي "

وعاد جيمين حيث مكانه السابق..واستطاع التقاط نظرات كل من تاي وكوك عليه

"كيف هي همة الجنود أيها العريف "

"إنهم على أهبة الاستعداد "

"لا ترحمهم أعرفك جيداً تتساهل ببعض الأحيان "

"حاضر سيدي ! "

"وبالذات بارك جيمين إن سمعت أنك تتهاون معه ستعاقب أنت قبله "

"أمرك أيها الضابط "

"بم ستعاقب بارك جيمين أيها العريف "

"تمارين الضغط خمسون مرة "

"اجعلها مئة حتى يتعلم "

وتاي وكوك وكأنما أحداً يدغدهما من الداخل

وجيمين يتلقى كل هذا بصمت وقلة حيلة

~~~~~~~~

يقف هوسوك بمفرده مع جيمين يحادثه بأمر ما

"اسمع بارك جيمين أنا أقوم بعملي هنا وليست غايتي أذيتك أنت أو غيرك فلتدع عنادك جانباً وتعاون معي..التدريب لصالحك وأيضاً ماذا تستفيد وأنت تعاني مع الضابط مين...تكفي معاناة واحدة مع التدريب أليس كذلك "

"لا أريد "

"إذا تحمل ...تعال إلى هنا كنت أنوي أن أعفو عنك وأعفيك من العقوبة لكنك ضيعت الفرصة فلتتحمل عنادك

تمرين ضغط معدة مئة مرة أمام عيني "

حسناً يبدو أن عناد جيمين سيؤذيه كثيراً ويتعبه لكن رأسه المتيبس والمدلل سيكابر ولن يقتنع

وبلحظة استدار جيمين قائلاً وتحمحم

"دعنا نتفق على أمر هوسوك أقصد أيها العريف هوسوك "

"يبدو أننا لا نتفق قبل أن يبدأ الاتفاق "

"سأعطيك المال أعلم راتبك في الجيش لا يكفي مقابل أن تغطي عني وتكذب أمام الضابط مين وتخبره أني ألتزم بالتدريبات "

"أصبحت مئة وخمسون "

"أنا أمزح ما بك يا رجل لا تلق مزاحاً "

ولف جيمين ساعده حول عنق العريف هوسوك الذي حدق به من أعلى لأسفل

"ابعد يدك عن عنقي "

وأبعدها وتبع هوسوك حتى يبدأ عد مئة عدة من تمارين المعدة من دون اعتراض

~~~~~~

لقد سقط جيمين منهكاً بعد أن أكمل العد المئة وهو يقوم بتمارين الضغط

لكنه لم ير شيئاً بعد

ما قام به الجنود لهذا اليوم

الجري عدة كيلومترات...يطوقون منطقة التدريب كاملة جرياً ذهاباً وأياباً بوقت راحة قصير للغاية

تكاد تنقطع أنفاسهم....عارين من الأعلى والجو بارد

ولاحتشاد الحرارة بأجسادهم لا يشعرون بصقيع الشتاء

لقد ظهرت عضلات كوك بالفعل وأبدا تاي اعجابه بها

وكذلك جيمين لكنه لم يعلن ذلك حفاظاً على صورته اللامعة بعين نفسه

العمل المستمر و رفع الوزن الثقيل ساعد ببزوغ عضلات كوك

لم تكن شدة التدريب قاسية على كوك بقدر شدتها على تاي أو جيمين

كوك معتاد على الاشغال الصعبة وتحمل الأوزان والوقوف على قدميه طوال النهار

أبدى قوة بدنية وإعجاباً من المجندين حوله ومهارة وسرعة وخفة ومرونة

لم يستطع أي جندي مجاراته بحسن الأداء والمهارة

الانبطاح على الأرض والزحف والتوسخ بالوحل والجروح

تعلم إطلاق النار من الاسلحة بوضعية الانبطاح

وكذلك تثبيت الجسد واتخاذ وضعية التصويب الصحيحة

الرماية والإطلاق العشوائي

كل ذلك تلقوه خلال يوم واحد بحسب التعليمات التي أصدرتها القيادة بتكثيف التدريبات وتعممت من قبل الضابط نامجون تحت إشراف الضباط يونغي وجين

وإلا لكانت التدريبات ستقسم على مدة أطول

في يوم غد والذي يليه سيكررون ذات التدريبات حتى يكتسب الجسد مرونة ويعتاد أكثر

ويضاف إلى ذلك التدرب على المناورة والركض والسلاح بمتناول اليد...

أيضاً التسلق على المرتفعات... و ربط الحبال حول الجذع ومحاولات التسلق

لقد كان جيمين الأسرع بينهم بجزئية التسلق

أثنى الضابط مين على جيمين لكن بطريقته الخاصة قائلاً على مسمع الجنود

"أحسنت جيمين تمتلك جينات قرود "

لحظة صمت وقفها جيمين مع نفسه لا يعلم أهذا مدح أم ذم...يزم تاي وكوك شفتيهما منعاً لانطلاق ضحكاتهما

إنه ذم بالتأكيد

.
.
.
.
.
.

الثلاثي الصاخب باستمرار يقيمون فعاليات ونشاطات وشجارات

لقد اشتهروا بكونهم هكذا متلازمين بالصوت

سئم الجنود من تنبيههم بكل مرة حتى يوقفوا صخبهم...

يدعوهم يخوضون معاركهم الطفولية ببسالة...

كوك وتاي كانا واثقين أنه لا أحد أخفى أحذيتهما سواه جيمين

ما زالان يضمران نية الانتقام منه

في نهاية اليوم وعند انتهاء التدريبات وفتور حرارة أجسادهم و البدء بالشعور بالبرد

جاءتهم الأوامر بالعودة إلى المهجع

قبل ذلك تاي وكوك

ألقيا جيمين في البحيرة المتجمدة على غفلة منه عند المغيب أي بحلول الظلام واللسعة الباردة

وأخذا يعذبانه ويغطسان رأسه كلما حاول إخراجه طلباً للتنفس

آلمتهما أقدامهما بشدة بسببه من خشونة الأرض وكذلك من طول مسافة الجري التي فرضت عليهما

لقد نالا نصيبهما وحان الوقت كي ينال جيمين نصيبه

يشهق جيمين ويخرج من الماء بعد أن اطلقا سراحه أخيراً يرتجف بالكاد يلتقط أنفاسه

"سأريكما ! "

"أنت من بدأ !"

وهجم ينوي ضربهما

"حسناً اثنان ضد واحد هذا غير عادل "

"لكنك بارك جيمين هل نسيت "

وهرب راكضاً فاراً منهما يهرب للداخل حيث المهجع وهما يضحكان ويضربان كفهما ببعض

وقبل ذلك حين تأكد أنه اخذ مسافة أمان يمكنه الهرب من خلالها عند الضرورة من تاي وكوك صرخ من بعيد وهو يصفق ويقلد طريقة كلام الضابط مين صباحاً

"لدينا هنا جنديان متأخران صفقوا لهم من فضلكم "

لكن الأمر أن تاي وكوك تجمدا ببقعتها ومجال نظرهما كان خلف جيمين الذي استدار وتمنى ألا يكون خلفه الشخص الذي يظهر له بكل وقت

"ماذا ماذا ماذا أيها الملازم مين أليس لديك عمل سواي ؟؟ "

"بالتأكيد أنت عملي.. "

تجاهله واقترب من المجندين الآخرين

"أيها المجند كوك احسنت أنت مثال حقيقي للجندي المثالي "

"احترامي سيدي "

"هل جرح فخذك بخير "

"إنه في طور الشفاء التام سيدي الضابط "

"هذا جيد "

يبحلق جيمين بالضابط مين ويتسائل عن سر الحب لكوك

"ماذا عني أيها الملازم "

بصوت جهوري سأل تاي بعد أن أدى التحية

"وأنت أيضاً جيد جداً أيها الجندي كيم تايهيونغ "

قرأ اسمه المطرز على صدر البدلة

في الخلف جيمين يقلد الضابط مين بحركات ساخرة يديه ولوي فمه و رفرفة عيونه

وحالما استدار تجمد جيمين وكأنه لم يفعل شيء

"ماذا عني أنا... كوك مثالي وتاي جيد جداً "

"أنت بارك جيمين "

قالها بنبرة مسلية ساخرة وزم كل من تاي وكوك شفتيهما

"يمكنكما الضحك نحن خارج التدريبات الآن "

وانفجرا ضاحكين على الذي لاذ بالفرار للمهجع وهو يتمتم بعدة شتائم

~~~~~~~

يتجول يونغي بغرف الإطعام ليلاً

في الحقيقة لمح ليونا مرات عدة وتغاضى عن وجودها والكلام معها حول أي شيء...لقد اعتبر أن أي خطر سيحيطها لن يكون مسؤولاً عنه

حالما لمحته انسحبت للخلف وهربت

شاهدتها السيدة مينا وهي تدخل مسرعة

"ماذا هناك ؟ لم تجرين بسرعة"

"إنه الضابط مين "

حالما دلف يونغي وصوت ضرب حذائه العسكري وصل للآذان

انحنت بخفة له السيدة مينا مرحبة به

"هربت الفأرة للداخل "

اعتصرت السيدة مينا عيونها

"من فضلك أيها الضابط ابق أمرها سراً هنا "

"لم تدافعين عنها هل هي ابنتك...أتعلمين أنه ستتم محاسبتك لو علموا أنك تخبئينها طوال هذه المدة "

"أرجوك سيدي "

"ليونا اخرجي وتعالي لهنا "

تسمع صوته يناديها وهي داخل الحجرة المجاورة لا تطيع ولا تتحرك بل تظل ترتجف...هل سيسلمها ويفشي أمرها

"اخرجي ! "

تخطو بتردد وتخرج من وكرها خافضة رأسها وكأنها ارتكبت جرماً فادحاً

"اقتربي "

تقترب فقط خطوة

"اقتربي أكثر "

تعتصر عيونها وتجري راكضة تختبئ خلف السيدة مينا

يدلك ما بين حاجبيه على تصرفها...إنه يلعب بالأعصاب هي طريقته وطبيعته

"لو كنت سأسلمك سلمتك منذ زمن "

تبادر لذهنه خاطر وكأنه تذكر شيئاً هو فضولي حوله

"دعينا نستفد من وجودك قليلاً وأجيبيني على هذا السؤال إن كانت إجابتك مقنعة ابقيك هنا وإن لم تقنعني سأتصرف بطريقة أخرى ؟"


ركدت ملامحها مستاءة

لقد سرد لها حول ما حدث مع جيمين واضطرباته الجسدية وخوفه المبالغ فيه...ذكر لها الأعراض والتداعيات بشكل عام دون تحديد هوية الشخص ولا الموقف بحذافيره

"سؤالي هو لم قد يشعر شخص بالخوف من أمر لا يدعو للخوف "

وانطلقت بالشرح وظهرت عليها الثقة

"على الأرجح ما ذكرته أمامي أيها الضابط من اضطرابات جسدية وآخرها الرعاف هي مؤشرات تندرج غالباً تحت ضغط نفسي شديد يرتبط بخروج الشخص من حادثة ما كان لها تأثير سيء وفوق قدرة تحمله "

"فهمت..لا بأس بك اقنعتني "

لوت ليونا فمها بميلان يكاد يلاحظ وقلبت عيونها

صوت جلبة صدر جعل من الأجساد تتحرك

وتلقائياً ليونا اختبأت لا شعورياً

فوج من الطبية يتألف من عدة أفراد اقتحموا المكان بسرعة

أرجع الضابط ساعديه ولفهما خلف ظهره

"ما الأمر ماذا ورائكم لم هذا الاقتحام المفاجئ؟"

"نريد التأكد أن كان هنالك بعض الدخلاء سيدي الضابط "

"لا يوجد احد هنا يمكنكم المغادرة "

"لكن سيدي"

"أنا فتشت وكذلك أفتش دورياً ولا وجود لأحد"

" تحركوا عودوا إلى عملكم "

أدوا التحية وخرجوا تباعاً...وفي الداخل ليونا كفها على قلبها الذي ينبض بشدة

وحينما خرجت وجدت الضابط مين غادر بالفعل قبل خروجها

شعرت ليونا أنها نهايتها وعند آخر لحظة تدخل الضابط مين

تذكرت أن هذا سيفاجئ شقيقها لو علم أن الضابط مين فعل ذلك

تمتمت السيدة مينا

"إنه يساعد من يرغب بمساعدته فقط...طلبت إليه مساعدة لكنه تبارد معي وجعلني أزحف خلفه كي يساعدني وفي النهاية لم يساعدني بإخلاص "

"سيدة مينا ما الأمر ؟"

"لا شيء ادخلي هيا..أما أنا فعلي تفقدهم بالمطبخ.. "

لمحت ليونا الحزن بوجه السيدة مينا ونادراً كان أن تراها هكذا

هي ضحوكة مرحة واجتماعية..تشعر أنها لا تحمل هماً بداخلها

كل ما في الأمر أنها يأست أن تجد ابنها كوك...وحينما بحثت بكل المعسكرات واحداً واحداً كان هذا المكان أملها الأخير

وطلبت المساعدة من الضابط مين والذي لم يجد بين الأسماء اسم كوك الياباني

لقد اظهر الضابط مين تعجبه عن بحث السيدة مينا عن شخص ياباني داخل الجيش الكوري غير عالم أنها حاولت بشتى الوسائل كي تجده لكنها لم تجد له أثراً في اليابان ولذا محطتها التالية كانت في كوريا

وجيون قام بتغيير اسم كوك الياباني لاسم كوري

ولهذا الضابط مين لم يجد الاسم الذي تبحث عنه السيدة مينا لأنه اسم كوك السابق الياباني

جيون فقد باع جنسيته لقاء الكثير من المال وقدمه لزوجة كيم الراحل ك دية و فداء لروحه التي ازهقت أثر حادثة غير مقصودة من قبله

~~~~~~~

يتجه الضابط جين هذه الليلة حيث قسم طبابة الضباط...يعاني من ألم بمفاصله وعظامه

إنها مشكلة جسدية ولدت مع ولادته

سيظل يتناول المسكنات أو يحقن بالإبر المسكنة مدى الحياة

ما زال الألم محمولاً لديه وكي لا يتحول لمبرح سارع واتجه ليتم حقنه

بكل مرة يزور الألم جسده وهو متجه كي يحصل على المخدر ...خلال عبوره وسيره وعذابه مع الألم

صور من الذكريات الغابرة تمر بقلبه..

حينما كان اصغر هو وابن عمه نامجون

أصغر لدرجة وهم أطفال

نامجون يشجعه لأنه كان يخشى الحقن

جين يختبئ عن العائلة جميعهم يبحثون عنه قلقين عليه و وحده نامجون كان على معرفة بمخبأه السري

يطوق كفه بكفه ويشجعه كي يكون قوياً وألا يخشى الحقن

وحتى بسن المراهقة ظلا أفضل الأصدقاء

هما أولاد عم قبل أن يكونا صديقين أي أن الزيارات كثيرة وبشكل يومي يلتقيان

بمنزل العائلة قضيا أجمل الذكريات قبل أن تبدأ المفارقات والمقارنات والغيرة تتسرب...

ينفض الضابط جين رأسه ويشتم نفسه لأنه كلما حاول أن يكف عن تذكر ذات اللقطات من حياته يعجز

بمجرد دخول الضابط جين لقسم الطبابة على الفور تأتي الممرضة المعتادة كي تحقنه...

و دخوله لن يمر مرور الكرام فعشرات الممرضات يطلبن ويرجون أن تقع عليهن مهمة الاعتناء به

"سيدي الضابط الممرضة في إجازة "

تقف إحدى الممرضات على استحياء بقلنسوة الممرضات على شعرها وملابسها ذات اللون الأبيض

بجرأة تدخل سولي فتبادر الممرضة في القول

"إن سولي من أمهر الممرضات لدينا سيدي الضابط "

"إذا هي ليست ماهرة في العشق والحب فحسب "

جين لا يقدر إلا أن يكون هكذا....

تحافظ سولي على تعابيرها دون أن يرف رمشها

يبدأ الألم يغزو عظام جين ويتغلغل أكثر...تخرج الممرضة الخجولة وبمجرد خروجها اقتربت سولي وقد لاحظت تفاقم الألم من تعكر وجه الضابط جين

يكشف الضابط جين عن ساعده بيدين ترتجفان وسولي تحضر الحقنة وتملأها بالمصل المطلوب

وأثناء ذلك

"ها هل تتمنين أن يكون نامجون بمكاني كي تداوي جروحه "

حتى بأصعب أوقاته يظل جين هو جين

لا يظهر حزنه أو نقاط ضعافه لكائن من كان

تخطو وتستدير...

غرزت الحقنة بوريد الضابط وأخذ ما بداخلها يتفرغ بجسد جين ببطء

عدم الاتزان والتوتر تخلل حركة الحقنة بفعل يد الممرضة سولي الغير متزنة

"لماذا ترتجفين "

ببديهية استفهم...رجفانها كان نلاحظاً

سترتجف وهي مدركة تماماً لخطورة ما تقدم على فعله بهذه اللحظات...مهما بلغت لامبالاتها وشجاعتها

ودفعها وأزال الإبرة سريعاً جسده يتشنج

وكأنه شعر لوهلة بالخطب الذي يدور حوله

وكأنه للحظة توصل لشيء مرعب أنها تحاول إيذائه...دفعها بقوة وانتزع الابرة من وريده



شعر بسريان حرارة مفاجئ بداخله وأن الدنيا تدور حوله وكيانه يتقلب وتوازن جسده يختل شيئاً فشيئاً

يتحرك جسده على شكل نفضات

تفرقت شفتاه يريد الكلام و زاغت عيونه جاحظة على وجه سولي التي فرت من المكان

أما هو فحتى شفتاه شلت عن النطق

و سقط جسده بجانب السرير

~~~~~~~

"كم مرة أخبرتك ألا تأتي لمكتبي سولي !! "

لم يعي متى باتت بجانبه ولا حتى كيف انفتح الباب بيدين ترتجفان تتشبتان به

"نامجون ! "

يزيح جسدها وهي تلتصق به وترتعش من رأسها لأخمص قدميها

"ما الأمر ماذا حدث ؟"

ينتحب صوتها مخنوقاً تقاتل لتلتقط أنفاسها وبابتسامة مجنونة

"لقد قتلت جين لأجلك نامجون ! ! "

وانفجرت بالبكاء والصدمة انتشرت بأطراف نامجون وتزغللت عيونه دافعاً سولي بكل قوته يهزها

"م..ما الذي تقولينه أنت "

"قتلته قتلته لأنك تكرهه ولأني أحبك !! "

صرخت بكل قوتها وكأنها أحرزت انتصارها الأزلي

اندفع نامجون كما لم يندفع بحياته...كما لو أن الحرب أعلنت

سمع نبأ موت جين...

هذا كذب

مستحيل

قلبه ينبض بجنون ويشعر بحرارة بصدره

وتضائلت مقدرة نامجون على البقاء واقفاً على ساقيه وشعر أن ركبتيه أضعف من أن تحملا جسده وهو يرى تراكض الفريق الطبي أمام باب إحدى الغرف وهمسات لا تتوقف عن ذكر اسم الضابط جين

شريط حياته و ذكرياته التي يشاركه جين فيها بلقطاته تداخل داخل عقله وهو لا يرمش

شعر بضغط شديد على أذنيه و غشاء يمنعه من سماع ما حوله

الأصوات منخفضة بشكل كبير

تقدم بلا وعي ولمح جين ممدداً هناك على السرير من فتحة الباب الضيقة مغمض العينين ساكناً لا يتحرك

~~~~~~~~




يتبع...

كيف البارت ؟










الرواية فيها قهر وشي صعب لقدام







نلتقي ❤️

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

1M 55K 35
It's the 2nd season of " My Heaven's Flower " The most thrilling love triangle story in which Mohammad Abdullah ( Jeon Junghoon's ) daughter Mishel...
886K 41K 61
Taehyung is appointed as a personal slave of Jungkook the true blood alpha prince of blue moon kingdom. Taehyung is an omega and the former prince...
56.8K 1.3K 69
Asami Kaneko was saved by the Love Hashira, Mitsuri Kanroji, when a demon attacked her home and, much like many people in this demon ridden world, he...
313K 6.9K 35
"That better not be a sticky fingers poster." "And if it is ." "I think I'm the luckiest bloke at Hartley." Heartbreak High season 1-2 Spider x oc