𝐂𝐎𝐍𝐓𝐑𝐀𝐒𝐓𝐎

By _aconito_

15.4K 490 92

هو كان الدوق الإيطالي صاحب السمعة الراقية في كلا العالمين...ملك في القانون و صِنْدِيد في خرقه... اسمه لقبه و... More

𝕷'𝖎𝖓𝖎𝖟𝖎𝖔
ᴄᴀᴘɪᴛᴏʟᴏ⁰²: غفران الخطيئة

ᴄᴀᴘɪᴛᴏʟᴏ⁰¹: ملكة السامبا

5.4K 182 29
By _aconito_

خطوة تليها خطوة و الشيئ الوحيد الذي كان يتكلم  هو صوت حذائك الذي يدوس على الأرض بما فيها بينما كيانك قد خلت بِطانه من كل ذلك لترمي بثقل الهموم جانبا و تركز فكرك نحو قطرات المطر البليل المنفي من السماء التي انسابت على محياك تنقش أثرا ليس بطويل الأمد في حين قد تخللت بعضها إلى خصلات شعرك المبعثرة لتبلله هو الآخر و تراقصه على لحن عزفته السماء بلغة الحياة

لم يكن لتِلك الأجواء سبيل غير أن تجعلك مسترخيا و بالفعل قد أدركت مبتغاها ليترسم على محياك شبح فرحة لخصته تلك الإبتسامة الشبه مرئية بينما أنت قد شددت على مقلتيك تغمضهما لتتساقط من عليهما تلك القطرات التي كانت تتشبذ بحوافهما و يبدو أنها قد فشلت لتغدو هي الأخرى تشق دربها من على بشرتك المخضلة إلى الأرض حيث كانت تتجمع مع أقرانها مشكلين بحشدهم بركة و بمجرد أن فتحت أعينك تسقطها أرضا لترمق إنعكاسك و انعكاس السماء لم تقوى على فعل شيئ غير أن تبتسم أكثر ثم جثوت لتلمس مياه تلك البركة تحدث ذببات تأخذ بشبح صورتك عليها في كل الإتجاهات

إثنان...واحد...إقلب الصفحة

سرعان ما استقيظت من غفلتك على صوت كان أشبه بصوت قلب لورقة مهترئة من كتاب عتيق على بعد ثوان من وضعه بين الحافظات و تخزينه في المتحف...أنت الآن تكاد لا تتدارك الواقع لتجد نفسك تتوارى خلف الأنوار و الجمهور و الكثير من الألفاض و الجمل تحوم و تتطاير في المكان تجذبك نحوها و أنت بالكاد تتهرب و تنجو منها لأنك لا تبتلي عقباها...ماذا حدث؟ أين أنا؟ من أنتم؟ ذلك حتما ما كنت تسأل ذاتك به حينها لأن كل شيئ كان مبهم يحتاج إلى تفسير و لم يمسح شيئ ذلك الغموض الذي أحاط بذهنك إلا عندما ارتمت أعينك على شخص كانت الأنظار معظمها تسلط عليه و من شدتها كاد أن يصبح و في ظلامك أنت نجمً يسر الناظرين...حسب ما وصل إلى مسامعك فذلك الشخص هو البطل في رواية لن تتكبل عناء معرفة إسمها لأن ما كان يستحق العناء هو تلك الاصوات و الهتافات التي كانت تتوارى خلف ذلك الغلاف الذي أوى تلك الأرواق التي و الآن قد أيقنت أنك كنت جزء من تلك الصفحات

"أكرهك...اتركه و شأنه فحسب...يا إلهي القصة كانت ستكون وردية لولا وجودك بها...اتمنى أن تنتهي الحبكة بموتك"

كلمة تلي الأخرى و كل تلك الكلمات كانت موجهة لك لا لأحد غيرك علاوة على ذلك قد امتزجت ببعض التضامن الذي مثله بعضهم و يؤسفني أن أخبرك بأن الأخير سيتلاشى إن لم تتخذ من طريق السلم مع ذلك البطل دربا

في تلك اللحظة و بالضبط و بالنظر إلى تراتب الأوراق و طفو الكلمات في كل ذلك الفضاء قد أدركت أنك أنت كنت الشرير في تلك الرواية...رواية شخص آخر و من وجهة نظره هو أنت قد استحققت الكره و بجدارة

بينما أنت و من وجهة نظرك كنت و لا زالت بطل روايتك الذي ستكافح حتى النهاية

و في هذه الرواية قد حدث و أن كان الشرير هو البطل

.

.

.

البرازيل_صحراء لينسويس

لحن السامبا كان سيد خطواتها و غلام نظراتها ... نظرات أعين برازيلية خلقت سحرا لم يشهده امرء بينما كان لهب النار الموقدة يتراقص على حواف حدقيتها لينعكس على خصرها البري الذي لم يكف عن التمايل ليميل بذلك أهواء الجمهور الجالسين من حولها و لا أحد ينكر أن اغلبهم كان أسير تاه به الزمان و المكان فلّا الخمر فعل بهم ما تفعل بهم هذه الراقصة الآن...راقصة يطلق عليها في كل الأرجاء بملكة السامبا و هذه الأخيرة كان اسمها نتاليا

نتاليا كانت قصيدة تتراقص على لسان الشاطئ و النار التي تتلاعب بين الظلال كانت لرقصاتها خاضعة تدرك حدود عريفتها...نفس الحدود التي كانت تتلاشى في ظل الليل و أنين الرياح الذي كان يراقص هو الآخر خصلاتها الشقراء التي حملت تدرجات مختلفة من الأمام إلى الخلف...نفس الخصل التي كانت تتساقط على أعينها المسحوبة التي لم تجد لونا لتتزين به فلم يسعهى مبتغى إلا عندما وجدت نفسها تسرق ظلمة الليل و لمعة نجومه لتخلق لنا أعين إن حدثتني عن البلاء فسأحدثك عنها...لأن كل ناظر لتلك الأعين لم و لن ينجو

حتى ذلك السيف الذي كانت تراقصه بين يديها و من حولها لم ينجو فجعلته يكسر كل القوانين ليخضع في المقابل لدستورها

أصوات الملأ باتت تتعالا شيئ فشيئا و خصرها لازال يرسم بين طياتهم عبارات من الدنس و الثلب حتى قامت لحظة هادئة لم يُشهد لها سكون برسم حد لذلك حيث رفعت رأسها إلى الشاهق لتصطدم بنسمات الريح الليلة لتسرق منها نفس أو اثنين ثم ضربت الفراغ بيديها لتمدهما و تبسطها على الهواء ثم ضربت برجلها الرمال المبللة تحتها لتتطاير تلك الأخيرة و تلتف حول خلخالها الفضي الذي كان يلتف حول نهاية ساقها لترتكز بعد ذلك على ركبة و تداري الأخرى خلفها بعدما كانت و لتوها قد ركزت السيف ليثبت فوق رأسها معلنة بذلك عن انتهاء العرض

تردد صوت الجمهور مرة أخرى و الفرق هذه المرة هو أن نتاليا لم تمنح ذلك اهتمام فارتفعت من مكانها ثم وضعت السيف في غمده لتدسه بعد ذلك خلفها و أرجعت بعض خصلاتها المبللة إلى الوراء ثم اخذت تطرح نفسا عميقا شكل بخارا نتيجة تكاثف دفئ أنفاسها مع برودة هذه الأجواء ليلا...لم تمنح العرق الذي خط لنفسه مجرى على بشرتها مبالاة بل ارتدت وجه الْعابر لتغادر و تفسح المجال لراقصة أخرى

مجال قد أثبتت و بسطت كف سيطرتها عليه و لا يوجد داع بأن تتكفل عناء التفكير بمن سيحل محلها فيه أو عليه بعدها فالعرش كان واحد و هي من كانت ملكته

حتى بعد انتهاء العرض و أعين الجمهور لم تلقى هدف غير خطوات نتاليا التي كانت تقودها بين الظلال تأخذ بها إلى أحد الخيم لتأخذ قسطا من الراحة قبل أن تنقل هي و فرقتها إلى منطقة تجهل إسمها فاليوم كان آخر يوم و آخر رقصة ستؤديها في صحراء لينسويس و بين خضمها...و لعلها ستكون آخر مرة ستلعن فيها هذه الصحراء و خيمها فإن كان للكره ضعف فذلك حتما سيكون نفس الشعور التي حملته نتاليا لهذه الخيم لأنه و حتى تسللها إلى المدينة للتسوق و الثمالة لم ينجح و يحسن من مزاجها طيلة هذا الشهر

إتقانها لعملها ربما كان كفيلا بأن يعبر عن حبها لما تفعله لكن في الواقع و كما تدرك كل الفرقة أن نتاليا حتما كانت و لا زالت تمقت ما تفعل لكن ما السبيل من الكره فين حين أنها كانت دائما مجبرة و مقيدة إلى مبتغى كل الدروب تجذب إليه؟

خطوة واحد باتت تفصلها عن خيمتها و لم تنتظر لوهلة لتبذلها نحو الأمام تكسر خلوة المكان و لكن ما كان يدعو للريبة هو أن تلك الخيمة لم تكن فارغة كما كانت تزعم نتاليا قبل ثانية من الآن فقد كان يتوسطها رجل توارت ملامحه خلف دخان تلك السيجارة القامعة بين أنامله نفس الدخان الذي نفثه خارجا ليتلاشى بعد لحظات  و أول ما برز كان أعينه التي حملت هدفا متفردا استفرد بها و نتاليا تراجعت للخلف تكبح دهشتها تحت ملامح إستغراب لتنبس مباشرة و بصوت شبه مرتفع و هي تثبت يدها لتسحب السيف من غمده تواريه خلف ظهرها:

"آيس دي ماركو"

لم يتحرك آيس من مكانه بل بقي ساكنا و كل السكون قد تلاشى عندما وصل إلى مسامعة لدغة الراء بلسانها أثناء نطقها للقب عائلته...ذلك نفسه الذي دفعه ليرص على ضرسه ليبرز فكه ليس لأن ذلك كان كفيلا بأن يحرك مشاعره بل لأن اسم عائلته كان أقدس من أن يتعلثم أحد في نطقه

نفس عميق سحبته نتاليا إلى داخل جسدها لعله قادر على وضع حد لما يحل بها الآن فهي بالكاد استقوت على تخطي ما حل بها يومها و تدرك أن لا صدفة أو حتى معجزة ستجمعها بهذا الرجل الإيطالي مرة أخرى و الذي و بعد فوات الأوان قد أدركت أنه كان نفسه آيس دي ماركو

عودة بالزمن:

خيوط الضوء الذهبية قد تخللت الأرجاء بعدما تسللت عبر الثقوب في السقف المهترأ أعلاه لتنزل و تنسدل على خصلاته ذات الشقارة الداكنة التي لم تكبح ذاتها و سقطت هي الأخرى على محياه تداري خلفها أعينه التي و هي الأخرى قد سرقت لون الرماد و أنسبته لنفسها لتتفرد به لذاتها تطفئ كيان رغبتها

نفس الأعين التي ارتمت على رجاله واحد يلي الآخر وصولا إلى النذل التي كان زائغ السبيل إلى النجاة يحصر بين حدقيته آيس و شظايا الكره كانت بمثابة سور لهما...لكن اللهب الحقيقي كان ذلك اللهب متلاحم من الولاعة الفضية التي كانت تتراقص بين أنامل الدون

آيس لم يكن زعيما أو كان ملكا إنما كان الدون...دون إيطالي لم يلجأ للهدنة في يوم لأنه كل ما يلمسه يحترق...لكنه حقا لم يكن بتلك المثالية التي تزعمونها الآن

أهوال المستقبل الشبه معدوم قد حدث و ارتسمت في ذهن ذلك المكبل الذي لم يجد سبيلا غير أن يلتزم الصمت فلا الترجي و لا تهديد متاح الآن...خطأه لم يكن في الخيانة أو الغدر و استغلال آيس...خطأه كان العبث مع آيس نفسه فهو قد عبث مع رجل إن سألته عن سعادة فسيخبرك بـ:

"إصبع دامي يدفع زناد مسدس بعيار موت وافق السبع ميليمترات"

و إن سألته عن حل لمشكل ما فيجيبك و دون تردد بـ:

"إحرقها كلها و اجعلها توقد نارً فالأجواء باردة و انا أحتاج ذلك الدفئ"

أعين آيس و طول تلك الدقائق لم تسلك طريق ذو هدف غير هدف شمل ضحيته حتى بعدما أشار بإصبع السبابة إلى أحد حراسه الشخصيين ليتقدم الأخير بدوره يفتح القاطعة ليمطر ما اعتلاهم و ما أمطر لم يكن بماء إنما كان وقودا انهمر مباشرة على
ذلك المقيد هناك ليتخلل عبر لباسه و بين خصل شعره وصولا إلى اعينه التي اغلقها بالرغم منه بعدما كان يأبى فعل ذلك كي لا يكسر التواصل البصري الذي انبثق بينه و بين آيس و الذي كان يمثل فيه دور المنتصر السعيد حتى و هو على بعد ثوان من النهاية...و النهاية في هذه الآونة كانت الموت

استدار كل رجال آيس واحد يليه الآخر بانتظام دون أن يفلتو او يبعدوا أصابعهم عن أسلحتهم يخطون خطاوتهم نحو الخارج و على حواف المخارج يؤمنون سلامة سيدهم...نفسه الذي بذل خطوة نحو الخلف هناك و بالظبط حيث لم يكن للوقود أثر ليستدير و يقابل المنفذ الذي سلكه رجاله ثم أردف بلسان فصاحته كانت إيطالية:

"رافقتك بركة صلواتي المنعدمة نحو الجحيم" 

ترددت تلك الكلمات في كل الأركان و الزوايا و لا حاجة منه لأن يعيد ما قاله فما نبس به لتوه قد ترسخ و رسم أثرا في مسامع المستهدف و ذلك ما جعل ضحكة جانبية تفلت منه لترسم على محياه ثم عاد ليستدير و ينظر إلى المكبل ليضيف و هذه المرة لم تكن ساكنة كالتي أتت قبلها بل امتزجت بشظايا اللهب الذي خلفته شعلة سيجارته الذي رماها ليبسط مجال اللهب و يردف:

"و أوصل سلامي إلى الذين سبق و قد منحتهم تذاكر ثمنها كان أرواحهم لتوصلهم إلى هناك"

استدار آيس نحو المخرج ليضع يدا يجيب بدلته السوداء و بيده الأخرى بقي يراقص ولاعته يخطو خطوات متتابعة تقوده إلى مبعدة من هذا المكان دون أن يرجو ردا على ما قاله فكان و لازال يفضل أن تكون كلماته هي الختام

آيس كان يرتشف من نصره لكن أمه و التي كانت ترتكز على الحائط بالخارج ترمي أعينها على كل سائر على رصيف ذلك الطريق الذي حجبت المباني في شاهقه أشعة الشمس لتحل محلها الظلال...لكن تلك الظلال لم تكن كافيه لتطفئ غليل أمه و المسماة "لاريسا"

لاريسا دي ماركو لم تكن زوجة الدون السابق بل كانت الدونة السابقة نفسها و بدل أن يمنح لأبنائها اسم عائلة زوجها فهي قد فضلت أن ترسخ اسم عائلتها في صلب أبنائها و لم يأخذوا من والدهم إلا جنسيته الإيطالية لأن أمهم كانت برازيلية بحتة في الملامح فقط

ذلك لم يكن مشكل بالنسبة لها الآن بل كان المشكل يكمن في ابنها فقد سمعت بأن آخر فتاة قابلها كان و لا بد أن تتناسب مع منصب زوجة الدون هذه الأخيرة قد اظطرت و بمجرد أن قابلت آيس للمرة الأولى أن تهاجر إيطاليا لأنه و كما سمعت السيدة لاريسا بأن آيس اخبرها بأن لا أحد و لا وسيلة ستجبره على فعلِ فعلٍ يأبه فعلَه عدا ذلك لم تستطع ان تستفسر عن شيئ آخر

ما ترجم غضبها هو طريقة طرق كعبها على الأرض أسفلا تصدر صدى صوت توقف بمجرد أن لاحظت خروج رجال آيس ثم خروج آيس بنفسه و الذي لاحظ وجود أمه ليبتسم يبنما يركز أعينه نحوها فراح يخرج يده من جيبه و يضع ولاعته في جيب سترته و قد واصل تقدمه منها لينحني بعدها و يسحب يدها و يقبلها ليقول بعدما ارتفع ثانية دون أن يزيح نظراته عن أمه:

"يبدو أنني تأخرت"

سحبت السيدة لاريسا يدها بتشاؤم و قد قبضت حاجبها بانزعاج ثم أرختهما لتقول بنبرة ملؤها التعصب و قد ضغطت على قبضتها كأنها على بعد لحظة من لكمه:

"كان سيكون من الأفضل إن غبت لأمد كان ممده الدهر"

ابتعدت السيدة لاريسا أكثر لتحرك الهواء بيدها تروح عن ذاتها و آيس في المقابل التزم الصمت ليدس كلتا يديه بجيبه ثم راح يسير عبر طول ذلك الطريق البرازيلي الهادئ لكنه بعد لحظات توقف فجأة ليقول و بصوت مسموع و هو يمد يده من الخلف إلى الأمه و عندما نظرت السيدة لاريسا إلى يد ابنها لاحظت وجود بطاقة الإئتمانية

"خذيها و اذهبي للتسوق لعلك تتناسين ما تفكرين به"

سكت للحظة ثم أضاف بعدما تنهد بتعب:

"بطريقة أو بأخرى لن أتزوج"

بطريقة أو بأخرى لا أحد سيجبره على فعل ما لا يروقه فذلك ما نشأ و ترعرع آيس عليه و فيه...هو وجد ليتحكم لا ليُحكم

نفس سريع طرحته السيدة لاريسا إلى الخارج لتخطو خطوة إلى أمام نحو ابنها ثم امسكت بقوة بطاقته تشدها و تضغط عليها بين أصابعها لتكسرها إلى نصفين ثم طرحتها إلى الأسفل لترتكز عليها بكعبها معبرة بذلك عن غضبها و آيس لم يلتف لينظر إلى ذلك لأنه يعرف كيف يغضب أمه و يدرك كيف يصالحها و قد حاول لتوه أن يفعل ذلك لكن كلماتها بنبرتها العالية و بلكنتها الإيطالية المكتسبة أوقفته حيث قالت:

"لن أكون السيدة لاريسا دي ماركو إن لم أجعلك تتزوج أول فتاة ستقابلها منذ الآن يا..."

لم تكمل السيدة لاريسا جملتها لأن الكعب الأحمر الذي ضرب جبهة إبنها نفسه الذي جعله يضع يد على مكان الإصابة و يد على زناد مسدسه لتتبين لهم فتاة انبثقت من العدم ترتدي قفازين من الدنتيل باللون الكستنائي و فستان أسود كان يرتفع اكثر بينما كانت تجري و تتعثر و هي في المقابل لم تهتم لشيئ غير زجاجة الخمر شبه الفارغة المتربعة بيدها و آيس الواقف بين مقلتيها...حيث لم يتحرك حينها و قد أشار إلى رجاله الذين حجّوا إليه سريعا حتى يعودوا إلى أماكنهم و السيدة لاريسا قد رفعت كلتا يداها تشكر الرب بفرح فقد اعتبرت هذا جزاء لآيس على استفزازها لكن لوهلة تذكرت آخر ما قالته فكشرت ملامحها لكن ما الغاية من ذلك في حين كانت تلك المرأة قد قفزت نحو آيس و لم تكف عن لكمه و آيس لم يكن له هدف غير أن يحاول إبعادها عنه لأنه لن يضرب امرأة لا يثقفها

نتاليا كانت تلكم آيس بينما يتطاير من فاهها شتائم و بعد كل جولة لكم كانت تشرب رشفة خمر من زجاجته مباشرة بينما تثبت آيس تحتها نفسه الذي و بعد محاولات نجح في إبعادها عنه دون ان يؤذيها لترتفع نتاليا و تقف بصعوبة ثم فتحت أعينها التي كانت مغمضة لشدة ثمالتها و اقتربت من آيس الذي كان يطرح الغبار عن بدلته و عندما أحس باقترابها منه رفع أعينه نحوها ليلاحظ سقوطها نحو فلعن تحت أنفاسه و أخذ يتنفس الصعداء ليثبتها بين ذراعيه و في حظنه حتى لا تسقط ثم نظر إلى السيدة لاريسا الذي و دون تردد قالت بكلمات متقكعة تمثل اللطافة:

"أسحب ما قلته قبل الآن...لتأخذ وقتك"

عودة إلى الحاضر:

"نتاليا فيتالي"

ذلك ما قاله آيس بهدوء و هو يرتفع من مكانه و سكينته لم تدم مطولا لأنه سرعان ما أعاد بجسده إلى الخلف بعدما سحبت نتاليا سيفها و لوحت بطوله في الهواء وصولا إلى رقبة آيس لتنبس بنبرة خلت من المزاح:

"عد أدراجك و تناسى ما حدث يومها"

ابتسم آيس لتظهر غمازته اليمنى و لم يمنح سيفها او شفرته إكتراث فراح هو الآخر يسحب مسدسه دون أن يضغط على زناده ليقول:

"بالصدفة وجدت نفسي أحمل مسدسا"

بلعت نتاليا ريقها لتتسع أعينها التي لم تتدارك آيس الذي أقترب منها بسرعة و دون أن تحس به يلمسها حتى وجدته يأخذ سيفها و يضحك لتظهر غمازته اليسرى كذلك ثم أضاف:

"و بالصدفة وجدت نفسي أحمل سيفك كذلك"

"ماذا تريد مني... حتى بعد شهر من الحادثة؟"

كلمات نتاليا كانت هذه المرة كذلك مباشرة و وصلت إلى مسامع آيس الذي و بدل أن يمنحها جوابا قد وضع ما بيده جانبا و عاد ليجلس مرة أخرى ثم قال:

"كيف تعرفت على هويتي...آنسة نتاليا فيتالي"

رفعت نتاليا اعينها إلى الأعلى كطريقة اعتمدتها لتعبر عن غضبها ثم تكبته لتجيبه بنبرة شبه عالية:

"صديقة لي كانت تشاهد ما يحدث في آخر الشارع و عندما تركتني مستلقية على الطريق اخبرتني بأنك مصمم الأزياء الإيطالي قطعة الجليد دي ماركو... الآن أجبني عن سؤالي "

كان سيبتسم آيس عندما وصل الى مسامع كلمة مصمم الأزياء لكن ما أتى بعدها جعله يقبض حاجبيه...هل نادته لتوها بقطعة الجليد؟ نفى كل ذلك ليعيد تركيزه نحوها و قال بطريقة يستفز بها نتاليا و يسخر منها:

"عند عودتي إلى إيطاليا أدركت انني حقا متعطش لأرتشف من سحر السامبا و كيف لي ان ألتجأ إلى مأوى غير عرين الملكة؟ ذلك حقا سيكون لتقصير مني اتجاهك"

ضحكة ساخرة هي الأخرى قد صدرت من نتاليا التي ضمت كلا ذراعيها إلى صدرها و اخذت تجاريه بنفس نبرته الساخرة:

"لا تخبرني بأنك قد اتيت من إيطاليا إلى البرازيل فقط لرؤيتي"

ابتسم آيس هو الآخر و هذه المرة و دون تردد و بنبرة كانت ملؤها الجدية و الثقة قال:

"لا بل لأتزوجك"

ثاني رواية لنا😭🫀 و كل عام و أنتم افضل ما ثقفت خذوا قبلة و خذوا قلبي معها يا معشر الكوزانو

و من يقرأ لي لأول مرة فمرحبا بك في و مع عائلتنا و انت الآخر خذ قبلة و لا تحرمني منك😔🌷

😂من كان يظن أن البطلة راقصة؟ لا و مع آيس الذي معظم القراء قد شبكوه مع هايلي...و بالمناسبة من أتى متحمسا بعد أن عرف أن هايلي ستكون في هذه الرواية فلن يخيب ظنك

نتاليا كانت أكثر شيئ اتردد فيه لكنني اردت أن أصنع الإختلاف

هذه فقط البداية لذا انتم لا زلتم لا تعرفون شخصياتهم حق المعرفة لكن الشيئ الوحيد الذي استطيع قوله الآن أن نتاليا ليس بالضعيفة و آيس ليس بالمثالي و الشيئ الوحيد الذي سأقدمه لك أنا ككاتب هو السعادة

مارايكم نوعا ما بلاريسا؟ هل ستحل محل ليتيزيا في قلوبكم😂؟

البدايات تكون مملة مقارنة بالقصة عادة فيجب ان نتحمل ريثما تتفاعل الرواية حق التفاعل 💀

ليس لي الكثير لأقوله لذا....

♡♡♡...قلوب ملؤها الحب...كيان

LUPA

Continue Reading

You'll Also Like

4.2K 994 26
تنوح الأفئدة وسط صمت عتيّ و تُنزف الروح لـشجو قد ولّى نشرت: 14/06/2021 انتهت: 28/09/2021 ⚠️: قد تصادفك بعض العبارات النابية و كذا المشاهد الجريئة و...
49K 3K 10
𝙵𝙸𝚁𝚂𝚃 𝙻𝙾𝚅𝙴 𝙳𝙾𝙴𝚂𝙽'𝚃 𝙰𝙻𝚆𝙰𝚈𝚂 𝚆𝙸𝙽 . أخرجتُ نفسًا ساخنًا وثقِيل، اُحدق نَاحيته بعِيون نَاعسة « هل تعلم أن الأوزمِيُوم ثَانِي أثقَل...
1M 69.2K 29
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
863K 66K 19
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...