حربٌ و سَلام VK√ مكتَملَة

Autorstwa Min_maram

134K 6.7K 5.3K

لم يكن مهيبًا بالصوت العالي و التسلط و العُنف، كان مهيبًا باتزانِه و هدوئه و حنانِ جسدِه الذي لا تظهرهُ عينَي... Więcej

حَرب و سَلام
_1_
_2_
_3_
_4_
_5_
_6_
_7_
_8_
_9_
_10_
_11_
-12-
- 13-
-14-
-16-
-17-
-18-
-19-
-20-
- 21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-
-28-
-29-
-30-
النهايَة

-15-

3.6K 193 170
Autorstwa Min_maram

أبهِجوا النَجمةَ لطفًا

...

"المكانُ ملئٌ بالتماسيح جيمين لا تستطيعُ الذهاب! "

"لكن أنت ستنقذنِي منهم "

"كلا جيمين، أنا أضعف من أن أواجهَ تمساحًا أخشى أنهُ سيبتلعُنا "

لعنَ الشقيقُ الأكبر عندمَا اهتزَ ذقن شقيقِه و شهقَ مستعدًا للبُكاء

"جيمين لا تبكِي أرجوك!! إلعَب بألعابِك و لوِن رسوماتِك أنا لن أستطيعَ الإعتناء بك"

استغربَ جونغكُوك عندمَا لم يصرخ جيمين باكيًا و إكتفِى بانزال دموعهِ بهدوء عابسًا غير محبًا أن يذهبَ أخاهُ للحديقَة بدونِه

هو أيضًا يريدُ الذهاب

"هَل حقًا ستتركهُ بحزنِه هكذَا و تلهو بدونِه ؟هل سيطاوعكَ قلبُك؟ "

أمهُ نبسَت من الخلف تساعدُ أصغر أبنائها ليتنهدَ أكبرهم

"حسنًا إرتدِي حذائك بشرط!!ستكونُ مطيعًا و تَفعل كل ما أخبركِ بك أو صدقنِي لن تخطُو خطوة معِي لما تبقَى من حياتِي! "

"جيمين سيكُون مطيعًا "

صاحَ و راحَ يمسكُ حذائهُ سريعًا و توجهَ لأُمه المُبتسِمة تلبسهُ إياه

"كُن مطيعًا يا روحَ أُمكَ حسنًا؟ لا تشاغِب أو تُتعب أخاك"

و هكذَا حتى خرجَا الشَقيقَين للحديقَة القريبة
جونغكُوك يلهُو مع رفاقِه و عينيهِ معلقَة حيثُ جيمين الذي يجلسُ بين الأزهاء الصغيرة يعبثُ بها بينمَا يتناولُ من البسكويت الذي إبتاعهُ لهُ شقيقِه

جُو لطيف يحضَى بهِ كليهمَا بعيدًا عن السوء المخطَط له و الذي سيغيرُ مصيرهمَا و أحلامَهمَا الوردية

بعد ساعات من اللَهو ها هُو يتمسكانِ بأيدِي بعضهمَا يتمشيانِ نحوَ المنزِل

"سأخبرُ أمِي أنكَ كنتَ تلهُو مع فتاةٍ ما و تلمستَ خصرهَا و قبلتَ شفتيها و رقبتهَا"

تكلم جيمين من لا شيء يجعلُ جسدَ أخيه يتوقفُ متصلبًا يوسعُ بين عينيهِ

"مَـ ماذا! جيمين ما الذي تقولُه! "

"سأخبرهَا أيضًا أنكَ لم تشترِي لي بسكويت الفراولة و اشتريتَ الشيكولاتة "

"لَـ لكننِي لم أجد بسكويت الفراولة من أجلك لَـ لكن لحظة ما الذي قلته أولًا أيٌ فتاة و ما الذي رأيتهُ بالضبط؟ "

"رأيتكَ تتلمسهَا و هي تبتسِم ثم قبلتَما شفتَي بعضكمَا و أنتَ قبلتَ عُنقهَا عندمَا احتضَنتهَا "

"تبًا لكن كانَ ذلكَ لدقائق معدودة فقط ! كيف انتبهت و أنتَ كنتَ تلهُو بلعنَة الأزهار"

"سأخبرُ أمي أنكَ تشتمُ أيضًا "

تأوهَ بصوتٍ مرتفِع مُتذمِر و قَرفصَ ليواجهَ وجهَ شقيقِه

"جيميني ما رأيكَ أن يبقَى الموضوعُ بيننَا؟ أنهُ سر بيننَا أليس كذلك؟ نحن الاثنان"

"لكن أمي ستحبُ سماع ذلك"

" جيمين هل تعلم ما سأطلبهُ من الرب إن قلتَ ذلك لأمِي؟ سأدعُو أن تعيشَ التماسيحُ معنَا و تقطنُ تحتَ سريرِك و تُرسم على كراسِ رسمك و تلهُو في الحديقة دائمًا "

"كَـ كَلا الموتُ للتماسيح المخيفَة !"

عبسَ و قال بصوتِ مائل للبكاء لا يريدُ للتماسيحِ أن تعيشَ تحتَ سريرِه

"المجدُ لتماسيح العالم جيمين ، أيهَا الرَب أتمنى.. "

"كلا كلا لن أخبرَ أمي فقط لا تطلُب من الرب ذلك "

"هل تعدنِي؟ "

"أنا أعدك"

إبتسمَ و تمسكَ بيدِ شقيقِه الصغير و سحبهُ ناحية المنزِل

"جُوك سيحميكَ من كلِ تماسيحِ العالم، أنا أعدك "

ابتسمَ لأخاه ليبادلهُ صَاحب الوجنتَين المنتفخَة فَـ تختفِي عينيهِ بلطافة

وصلَا و كانت الساعَة تشيرُ للثامنة مساءًا
الشمسُ غربت قبل ثوانٍ فقط و الخارجُ منارٌ بِـ إنارة الشَارع و ضَوء القَمر

فتحَ الأكبر الباب فقابلهُ فورًا والديه الواقفانِ بفزَع

إلتفَتت لهم الأم و اقتربَت سريعًا

"لما عدتمَاجونغكُوك لما لم تتأخر مثلمَا تفعل دائمًا؟ "

كانت تتكلم بفزع بينما تشدُ ذرعي طفلهَا البكر المتجمد و المستغرب من حالة أُمِه

وجههَا مُصفَر و ملامحهَا مفجوعَة كَـ من حلت عليهِ مصيبَة

"أُ.. أمي ما الذي حدث؟ "

"خُذ شقيقَك و غادِر فورًا لا تأتِي قبل صباحِ الغَد، انتظَر سأعطيكَ عنوانًا إذهَب إليه و ستجدانِ رجلًا هو صديقُ العائلة إبقيَا عندَه و سنأتِي لأخذكمَا غدًا حسنًا؟ "

يديهَا كانت ترتعشُ بقسوة بينمَا تدونُ العنوان على ورقة الملاحظات و منحتهُ فورًا لبكرهَا

"إذهب جونغكُوك، إذهب يا حبيبَ أمك، ثِق بي حسنًا؟ "

البكر كانت ملامحهُ مفزوعة هو الآخر فما خطبُ أمِه؟

لم يستطِع النبسَ بشيء وَ لم ينتبِه حَتى لِشقيقِه الذي غادرَ جانبَه و راحَ عندَ والدِه الذِي يجلسُ بضياع و يمسكُ رأسهُ بينَ يديه

" أَبِي هل رأسُك يؤلمكَ ؟ "

سأل بَـ برائةِ تفكيرِه و مددَ جسدهُ حتى أصبحت شفتيهِ موازيَة لجبين والدِه و طبعَ قبلة هناك

"سيختفِي الألم قريبًا ، أنا أعدك"

قال تزامنًا مع نزول دموع والدِه فَراحَ يأخذُ أصغر أبنائِه داخل أحضانِه بقوة

اشتنشقَ رائحتَه يشبعُ رئتيهِ بها ثم ابعدهُ عنه


"هيا جونغكُوك رجُلي الصغير خُذ شقيقَك و اذهب، أسرعَا"

"مَـ ماذا حدث؟ "

"إذهب جونغكُوك!! "

صرخت والدتهُ تنزلُ دموعهَا هي الأخرى تمسكُ بيدِي أبنائهَا تجرهم ناحية الباب لكن بمجرد أن فتحَت القليل من الباب رأت تلكَ السيارات السوداء تتوقفُ أمام منزلهَا و نزلَ الرجالُ بسرعة قادمين نحوهَا

سقطَ قلبهَا و اسود وجههَا !!

أمسكَت أبنائها و لم يسعفهَا الوقتُ حَتى لتجدَ مكانًا مناسبًا للإختباء فقط لجئَت للمكتبة الصغيرة جانبًا ذات البابَين أما زوجهَا فقَد ركضَ للباب يغلقهُ بالمفتاح ثُم بجسدِه حتى تتمكنَ زوجته من تجبئة طفليهمَا

دفعتهُم هناكَ سريعًا بغزارة دمُوعهَا و سحبَت بكرَهَا المتجمِد تطبعُ قبلَة عميقَة على وِجنتِه

"أيهَا الرَجُل الصُلد إهتمَ بأخاكَ و عِيشَا بسعادة حسنًا؟ أنا أثقُ بك"

التفَتت لصغيرهَا ذو الوجنتَين و ابتسَمت بانكِسار

"لطالمَا تخيلتُ نفسِي و أنا أمسكَ بيديكَ و آخذكَ لمدرسَتكَ باليوم الأول لك، آه يا حبيبي سامِح والدتَك
سامح والدتَك يا نورَ عينيهَا أنت "

قبلَت وجهه بعشوَائية و تراجَعت تغلقُ الباب بينما تَنبس

"إياكمَا و إصدار أي صوت، إياكمَا !
سَأغصبُ منكمَا طوالَ حياتِي إن خرجَ أحدكم أو أصدر صوتًا، إياكمَا! "

أغلقت بابَي الخزانة و استقامَت تَزامنًا مع اندفاع الباب و سُقوط زوجهَا بقسوة على ظهرِه

سارعت له تشتمُهم و للمرة الثانية لم يسعفهَا الوقت حتى لتصل له و ها هو جسدهَا يُقيدُ بقسوة على ركبتيهَا أمام زوجهَا الذي عندمَا حاول الإستقامَة قابلهُ فورًا سلاحُ أمام وجهه

"هربتمَا كثيرًا و كثيرًا و لوقت طويلٍ جدًا جدًا

لا مزيد من الهُروب "

كانَ رجل قوي البُنية ليس واضحًا و يعطِي ظهرهُ لجهة الطِفلين

يواجه الزوجين المُقيدين على الأرض بمجموعَة من الرِجال و أخرَى منتشِرة

كان عددهم سبعَة مع الرَجل الثامن الذي أكمل حديثه

"عبثتمَا بشدَة قبلَ أن تُقررَا التوقف لكن بعد ماذا؟

يجب أن تتعلمَا أن لا تتدخلَا في عملِ شخصٍ آخر

لكن لحظة!

هذهِ آخر لحظاتكمَا "

ثم ضحكَ بقُبحِ صوتِه

كوميديا سوداء بينمَا يقابلُ الزوجين

ليسَ لديهمَا ما يقولانه

هما كانَا منغمسَينِ في هذهِ الأعمال الغير قانونية قبلَ أن يُرزقَا بجنِين غيرَ حياتهمَا

قررَا الهرب و عيش حياة هادئة مع طفلِهم و فعلَا قبل أن يرزقَا بطفلٍ آخر

كانت الحياة هادئة و للحظة ظنَا أنهَا ستَدُوم

لكن يبدُو أنَ أحد من عبثَا معهُ لم ينسَ و لم يفشَل في ايجادهمَا

"أي كلمَات أخيرة؟

سأكونُ حنونًا و أقتُلكمَا في نفسِ الوقت حتى تسبحَا للسماء سويًا "

لم ينفَع شيء للزوجين مقابل ثمانِ رجال مُدججونَ بالأسلحة

هما يعرفان أن هذهِ النهاية و كم تمنيَا العكس

ماذا عن طفليهمَا؟

من سيلعبُ مع بكرِه الكُرة في أوقات الفراغ
و من سيفسدُ الجَو عليهمَا آخذًا الكُرة بعيدًا عنهمَا لغيرته؟

من سَـ يُغضبُ أمه لتأخرهِ دائما و من سَـ يركبُ حضنهَا يواسيهَا بعد تعبهَا بأعمال المنزِل؟

لا شيء يدوم

جملة قد تبدُو سعيدَة في أوقات الحُزن
و تبدُو تعيسَة في أوقات الفرح

سواءَ الجيد أو السئ
كلاهمَا سيَان

الأم كانت تعرفُ
حتى الأب

دمعة يتيمَة غادرَت عينهَا و تراجعت بجسدهَا لليمينِ قليلًا تُخفِي جسدهَا بجسدِ الرَجُل أمامهَا حتى لا يرَ طفليهَا موتهَا و زوجهَا

بأسلحة صامتَة كانَ موتهمَا هادئًا للسَمع و صَاخبًا في حياةِ طفلينِ بريئين لم يرَيا من الحياةِ شئ

رصاصَة في رأس كلَا منهُما

كل شيء على مرأى الإبن البكر

جونغكُوك

الذي يمسِكُ فمَ أخاه يخاف أن يصدرَ صوتًا يحتَضنهُ قويًا لصدرِه

عينيهِ جاحِظة غارقَة في دموعِها و حمراء بشدة

رآى بعينيهِ دماء والدَيه تسيل و تَسيلُ معهَا دمائه هُو

رأى أعَز شَخصَينِ له يلقونَ حتفهم بطريقَة بشعَة على يد مجهُول دمرَ حياته و حياةَ المرتعِش داخِل أحضانِه

"في كل منزِل هناكَ دائمًا جُحورُ فئران، أتسائلُ أين تَختبئ "

نفس ذلكَ الصوت قبل قليل ها هُو يقتربُ منهُ بنَبرة مقرفَة يقول مستمتعًا بتحطيم آمال صَغيرة و أحلام لم تبدأ بعد

ذلكَ الشق الذي كانَ يتابعُ منهُ جونغكُوك كل شيء توسعَ مُنفتحًا ليسقط قلبُه و يحتضِن شقيقَه أكثر إليه

قهقهَة خرجت من بين شَفتيهِ يطالعُ الإبن الأكبر المتجَمد الذي يدخلُ وجهَ أخاه الصَغير في صدرِه

إستطاع جونغكُوك رؤيتهُ أنذاك

وجها لن ينساه و لم ينساهُ لِـ سِتة عشَر سنة


تلكَ الإبتسامة، تلكَ العَينين! تلكَ النَدبة على شفتِه العُليَا

حفظَ وجهَه في أعمقِ ذكرياتِه و توعدَ لهُ لستَة عشر سَنة

"يالَ البؤس"
تمتمَ و ضحكَ بقوة يطالعُ الصَغيرين الخَائفين

"كيف ستعيشَان بعدمَا رأيتمَا ما حدث أنا أشعُر بالأسَف الشديد لكمَا "

يقهقهُ بين حديثِه و يشاركهُ رجاله كذلك

قهقهات جعلت جيمين ينسَحِب من حُضن أخاه و يطالعُ هو الآخر وجهه

يحفظهُ هو الآخر و رغمَ صغر سنِه أنذاك و رغم مرور سِتة عشر سنة هو لايزالُ يأتي لذاكرتهِ و أحلامه كما يراهُ أمامه

"عيشَا ببؤس يا صغيرَين "

تمتمَ و استقام يعفُو عن حياتهمَا و خرجَ هو و رجاله يتركانِ رُوحينِ بدلَ الأربعة

و قلبينِ محطَمين بدلَ أربع قُلوب مليئَة بالحُب و الحنَان

جيمين عينيهِ جالَت أين الدماء التي تملئ الأرضية ثم تحديدًا أين جُثت والدَيه

"أُ...أُمي؟ أبي! "

همسَ يشعرُ فورًا بيدَي شقيقِه تعيدُه لصدرِه

"جُوك ما بهِما أمي و أبي؟ "

سكوتُ ما واجهه

جونغكُوك كانَ يغرقُ في صدمتِه
يشعرُ بالدُنيا تصبحُ سوداء فجأة
لا يرى أمامهُ شيء عدَى برك الدِماء أمامه


و كانَت دقائق

دقائق استمَر باحتضَان شقيقِه إليه بشدة يطالعُ الجُثتين من داخِل أبواب المكتبة بجمُود

ملامحه فارغَة و وجههُ شاحِب بشدة
عينيهِ مُظلمَة تحملُ بؤس العالم بها

فجأة دخل أحدُ الرجال مُسرعًا و فَورمَا رأى منظَر الوالِدين أمامَه أمسَكَ رأسهُ فزعًا

عادَ للوراء يقرفصُ أمامَ الجُثتين يشدُ خصلاتَه للوراء يزفرُ باهتزَاز

رأى منظرًا كانَ آخر ما يَتمناه

لم يلبَث سريعًا حتى رفعَ رأسهُ للصغيرين عندمَا انتبهَ لهمَا

وقفَ سريعَا و ذهبَ يمحِي دموعه و ابتسمَ بخفة

"جونغكُوك! أنت جونغكُوك ألستَ كذلك؟ جونغكُوك و جيمين! تعالَ أيهَا الشِجاع أنا العَم بارك "

جونغكُوك يطالعهُ بجمودُ يشدُ على شقيقِه أكثر و يحاولُ تخبئة وجهه بصدرِه حتى لا يرَى أكثر

الرجلُ انتبَه و ابتسمَ مادًا يديه

"هيا معِي، دعونَا نذهبُ بعيدًا "

جونغكُوك بدى كالجُثة

عينيهِ ميتَة تشبعَت بؤسًا بما رأته و قلبُه تخدَر من شدة الألم

كل ما يستطيعُ فعله هو الشد على شَقيقِه لا أكثر

يدُ الرجل لم تبقَى فارغة بل إمتلئت بيد لطيفة

لم تكن لجونغكُوك بل كانت لجيمين

ببياضِ لونهَا و السوَار الأبيض ذو الأشكال للمُلونة الملتَف حولَ معصمِه

"أنا جِيمين "

نبسَ و طالعَ الرجل الذي ابتسمَ حزنًا لحال الصغيرين و ابتلعَ يخرجهمَا من الخزانة

حمل الطِفل الصَغير الذِي تشبثَ بِه يخبئ وجهه بكتفِه و عُنقه

بيده الأخرى أمسكَ بيد ذو الرابَعة عَشر الذي ألقى نظرة أخيرة على المكان

يطالعُ جَثامِين والدَيه يحملُ حقدًا سَـ يستمرُ لسنواتِ طوال

سيزدادُ كل يوم و كل دقيقة و هذا ما حدثَ طوال سِتة عَشر سَنة

لن يحملَ قلبَه شيئ آخر عدى صورة ذلكَ الشَخص و تلكَ الندبَة

لن يركزَ في سماعِ أي صوت آخر فصوتِه حُفر عميقًا داخِل أوصاله

لن يتذكرَ عيونًا عدى تلك و لا هيئة عدَاه


هكذَا حتى مَر الوَقت

جونغكُوك الصغير الذي يمتلكُ شغفًا و حبًا بالحياة ماتَ و أصبحَ هناكَ جونغكُوك جديد

لا يحملُ قلبهُ أي حُب عدى حُب شقيقِه و أمانة والِديه له

لن يقلقَ على حال أو مستقبلِ شخصٍ أيًا كان عدَى شقيقِه

شقيقِه الذي تبناهُ بارك الرجل الذي أخرجهمَا و صديق والدَيه

و أصبحَ بارك جيمين بدلَ جيون جيمين

هو لم يعارِض لأخاه عندمَا عَرض بارك تبنيهمَا

كان يريدُ لشقيقِه الإستمرار بينما هو حرمَ على نفسِه لذةَ شيء قبل أن يشعُر بدماء ذلك الرَجل تسيلِ بينَ أصابِعه

إن كانَ لجونغكُوك مستقبَل بعدَ إنتقامه فسيرسمهُ بدماء قاتل والديه

سيلونُ حياتَه بدمائه

منحهمَا بارك حياةً

منحهمَا المالَ و المنزِل و المأوى و القوة و السُلطة

منحَ لجونغكُوك مكانًا معه
سبيلًا لانتقامِه

قوةً و جَبروت مُخيف بناهمَا جونغكُوك خلال سِتة عشرَ سَنة

لم يسمح لنفسِه بالتكاسِل أو النظرِ هنا و هناك

كانَ يكتفِي برسم طريقه بينما يلقِي نظرَة بينَ الفترة و الأخرى على شقيقِه الذي إستمرَ بحياتِه بجانِب شقيقِه مع بعض الإختلَافَات

انضمَا لبارك و لأعماله الغير قانونية رغبةً في الإنتِقام و إراحَة البال

واجهَا عوائق شتى تغلبَا عليهَا و هزمتهمَا أخرى

فلا عوائق تهزمُ راغب إنتقام عدى الحُب

من كانَ يظنُ أن جيمين المشاغب سيقعُ وقوعَ الأعمى

وقعَ و وقعَت جوارحُه و كُل شيء به

يعانِي و لا يزالُ يفعَل

كما فعلَ أخاه

لا يعترِف و لن يعترِف حتى يحققَ مرادَه

لكن بداخلهُ هو يعرف

و بالرغم من أنهُ لا يجيدُ التصرف بناءًا على أحاسيسِه الجديدة إلا أن دواخلهُ لا تتغير وَ تزدَاد رغم ابتعادِه

يفسرهَا على أنهَا شَهوات جنسِية و يصارحُ بذلكَ ببساطَة

الحُب ضُعف
و نقطَة عميقَة في حياتِه المُسيرَة

لكنهُ لن يتخَلى

"أحم... منزِلكَ جميل "

"إنهُ كذلك "

نبسَ بتردد و بصراحَة عندمَا دخلَ منزِل الغرابي

يبدُو حديثًا و متغير الألوان
ليسَ كئيبًا و ليسَ فاتحًا
لكنهُ واسع

جونغكُوك وضعَ مفاتيحَه و هاتفهُ جانبًا داعيًا الصغير للوُلوج

"ستبقَى هنا حتى فترَة غير محدودَة، و حتى تهدأ الأوضَاع على الأقل "

" حسنًا! كل شئ بسببكَ أصلًا "

"هل يمكنكَ التوقُف عن قولِ ذلك؟ "

رفعَ حاجبيه يحدقُ به بملل من جملتهِ المتكررة

"كلا لأنني أعتبرهَا شتيمَة و هذهِ الشتيمة الوحيدة التي أستطيعُ أن أسمعكَ إياها "

نبسَ يحركُ جسدهُ في أرجاء البيت يكتشفهُ و لكنهُ تصنم عندمَا تحركَ للخلف و قابلهُ جونغكُوك فورًا يحدثُ به

"هل أنتَ نادِم لأنكَ ساعدتنِي في ذلكَ اليوم؟"

هو لم يتوقَع سؤاله لذلك تحمحَم

بدَا أن جونغكُوك ينتظرُ جوابَه

بدَا أنهُ سيحزَن إن أومأ بالإيجاب لذلكَ قال

"لوَ عادَ بي الزمن كنتُ سَأساعدكَ مجددًا فهذَا ما يقولهُ ضميرِي

لكن ربمَا قد أهرب قبل أن يمسكَ بي أحد "

لو هرب لم يكن ليحبَه

رغم كل شيء فَـ تايهيونغ لم يكن يريدُ لحياته ان تتغير هكذَا

لكنه أَحبَ جونغكُوك

و لا يدرِي إن كانَ قد فعلَ الصواب

"أطبُخ شيئًا أنا جائع "

قال و مشَى من أمامه تاركًا عبوسًا خفيفًا و تذمر

"أنا لستُ خادمًا عندك "

سيعيشُ معه لأيام
أو ربمَا للأبد
من يعرف؟

قد تتغير مشاعرهُ
قد تزدادُ أو تذبُل

قد يعامَل كما يحب أو سيجدُ نفس المعاملة السيئة كما دائما و المؤذية لقلبِه







...
نهاية الفَصل الخامِس عشر
2372گ




يُتبَع..

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

165K 6.6K 20
"انتَ حبيبي و امَاني و مأمني ، لا اجِد نَفسي إلا بِك و معك" عِندما يَقع المُلازم جُونغكُوك الذِي فقد أخَاه فِي حَادثه فِي صغره فِي حب شَخص لا يُبادله...
456K 19K 54
(عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ..... انا ليسى كاتب روائي انا مجرد كاتب يشكل صراعه الداخلي على هيئة حروف ان كنت تبحث عن رواية اسطورية ذات احداث عميقة...
2.1K 111 5
وماذا عن الوقُـوعِ في حُب بشـريّة؟ أهُوَ مُحرّمٌ أم هُوَ جـرِيمَةٌ يُعاقِبُ عليـها القانُون، ألستُ حاكِـم هذا العالم، ألستُ أملِـكُه، وإن كَـانت في ر...
8.6K 597 18
كَذبٌ فِي خَبايا الدُروب صِدقٌ مَدفُونٌ بِغَيهب الذُنوب لُبٌ أسودٌ مُستَهلكٌ مِن الَعفن يَخبوا عَلى اللُب الطَهور الأصح مُدلسٌ حَياكٌ بِحكمةٍ تَاجٌ ت...