الخطايا السبع || The 7 sins

By VIP097

29.2K 3.4K 6.8K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... More

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 12 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 19 -
- 20 -
- 21 -
- 22 -
- 23 -
- 24 -
- 25 -
- 26 -

- 18 -

997 126 351
By VIP097









عدنا بارت طويل❤️







شروط البارت القادم

85 Vote





~~~~~~~
















صوت احتكاك مقص يأكل من تلك الخصلات يسمع بأنحاء تلك الغرفة بصوت أقرب للحفيف...تتمسك تلك الأيدي بالمقص آخذاً باقتطاع جزء جيد من الخصلات من كل جهة....

إنه تايهيونغ يقف أمام المرآة يهيئ نفسه للمغادرة للجيش بقص شعره...

أضحى الشعر عند قدميه العاريتين...تراقبه والدته من الباب وهو ما زال يقتطع من خصلاته تاركاً إياها ترتمي على الأرض...

تلتمع عيونها اثر الدموع المحتقنة التي أوشكت على الانهمار...

قبل قليل جهزت له حقيبة ملابسه...و وضعت معها أجمل ما حاكت خيوطها وصنعته بكل حب و دفء











.
.
.
.
.











تقف الجارة وكذلك صغارها...يتحلقون حول تاي

"هل تاي هيونغ سيصبح جندي "

يتسائل احد الاطفال وتاي يومئ

"واو "

تلتمع عيون الطفل مبهوراً بصورة الجندي التي يرسمها بمخيلته

"أريد أن أصبح جندياً ايضاً أوما "

يجذب ملابس والدته متحمساً للفكرة

ليته يعلم أن الأمنيات قاتلة..وأنه ليس ما ينتظره حينما يكبر وردي

انحنى تاي ولم يخيب آمال الطفل وتصوراته البطولية

"حينما تكبر وتصبح شاباً طويلاً ستذهب كذلك وتكون بطلاً "

والطفلة الهادئة نطقت

"هل سيصبح كوك هيونغ جندياً أيضاً "

إنهم يتذكرونه مذ أحضر لهم اللحم اللذيذ...لن يمحى من ذاكرتهم بسهولة...

شاهدت الأم خيبة النظرات على ملامح ابنها

"هل سيشتري لنا كوك هيونغ اللحم مرة ثانية "

سأل الطفل بعيون براقة بأن يجيبه نعم

"كفى يا أولاد "

"دعيهم إنهم مجرد أطفال "

بصوت مراع قالت أم تاي فأم الأطفال أحرجت من طلب الصغار..لكن الأطفال لا يعرفون ماذا تعني مرارة الحاجة وعزة النفس التي تقابلها...

إنهم يعلمون أنا جائع وأريد طعاماً فقط...

"سنشتري أنا وكوك لكم الكثير من اللحم "

وتكور الأطفال حول تاي والطفلة تفرك وجهها بساقيه حباً

"هيونغي أنا أريد أن أتزوجك "

ابتسامة مصحوبة بضحكة خافتة ارتسمت على وجه تاي وكذلك المرأتان...

"امم الأمر متوقف على رأي السيدة كيم أيتها الصغيرة "

تهز رأسها الأم بدرامية...حتى في أحلك الأوقات الأطفال يخلقون جواً من الأنس والسلون للقلوب

على الباب قبل مغادرة الجارة مع صغارها

"لا أريد أن أوصيكي من فضلك لأجل والدتي لا تتركيها من فضلك "

"لا تقلق أنا موجودة بجانبها..اذهب وأنت مطمئن...أتمنى أن تعود لنا سالماً "


وحان وقت الوداع

وصوت صفير القطار البخاري والدخان يتصاعد من فوهته سمعه الابن وأمه وهما يقفان على الطرف الآخر من السكة...

احتك القطار بالسكة حالما فرمل السائق ليصدر صوتاً مزعجاً

المرافق للسائق نزل يصرخ يجعل الركاب يتعجلون

"في الحال فليصعد الجميع لا نريد للرحلة أن تتأخر "

ورحل الدفء فجأة من كف تاي حينما فارقت يده يد والدته التي كانت تعانقها



Taehyung's Pov ;



حملت حقيبتي ودلفت إلى القطار مكرهاً والجميع يتراكضون صاعدين وكل له وجهته ونصيبه من السفر بميادين الحياة....

بقيت على البوابة اغتنم أي ثانية تتاح لي لرؤية وجه أمي

"سآتي لزيارتك حينما يسمحون لي تاي "

"بالتأكيد أوما سأكون بانتظارك "

ارتجف صوتي مع أني حاولت إخراجه بلا تنشيز

" كل جيداً واحذر من البرد...ارتدي كثيراً من الملابس "

كل ما أشاهده وجهها الباكي.....زجاج بوابة القطار التي انغلقت ما عاد يساعدني على الرؤية فوجهه قد تلطخ بدموع السماء....

أخذت تمطر

أخذت أمسح البخار المتكون على زجاج البوابة حتى أشاهد وجه أمي للمرة الأخيرة...وجدت دموعها تغزر اكثر....

لم أرد أن افارقها بوجه كهذا....تماسكت لئلا أبكي لأجل ألا اضعفها اكثر لكنها منهارة مهما فعلت ومهما تماسكت

آلمنتني يدي وأنا ألوح بشدة لأمي...صوتي غاب خلف البوابة وكأني أخبرها بالتلويحة أني أحبها

سأبكي داخل القطار دون أن يوقفني شيء...انهالت علي الذكريات جميعها أبي الذي رحل وطريقة موته البشعة وصورته بمخيلتي وهو جسد بلا روح

تمنيت أن يكون هنا ويراني ببدلة الجندي...وأنا ذاهب لخدمة الوطن وأن يكون فخوراً بي

أوما دوماً ما خشيت أن تودعني كما ودعت والدي الوداع الأخير وأنا أخشى كذلك أن يكون الوداع الأخير بيننا...

آسف أوما لأني أجعلك تذرفين الدموع...فراقك صعب علي كما هو صعب عليك...وآسف لكل قلب أم تعيش هذا المشهد...

واندلعت صافرة القطار ومضى بسرعة...آخذاً إياي من بيتي من وطني الصغير من رائحة بيتي و دفء حضن أمي...

إلى المجهول...إلى محطات جديدة...أشخاصاً جدد...أقدار جديدة

نحن في الحياة نظل نلتقي ونفارق...نمضي حياتنا بين وداعات ولقاءات

تناقضات الحياة تتعبنا

وبكيت حينما اختليت بنفسي...لم أخجل وبعض من يرافقني بحجرتي بالقطار يتمتمون على منظري

مال رأسي على النافذة وغفوت دون أن أشعر على جنح الظلام وسواد الليل الكئيب...ولم أفتح عيوني إلا والمرشد ينادي باسم المحطة التي يجب أن أنزل بها....

كم تمنيت ألا أصل وأن أنزل بمحطة مختلفة وأضيع بمكان آخر...لا أريد الذهاب لهناك

لا أريد أن أموت أنا أخاف من الموت

وأكره الحرب...

هل سأمسك سلاحاً وأصوب به على إنسان مثلي...أقتله

له عائلة تنتظره مثلي وأم سينهش الفقد قلبها حتى الممات....

لكني قرأت أن غريزة البقاء أقوى من العواطف وتغيب الإحساس والرأفة من القلوب....

وأنه ربما لو جاع الإنسان لقتل من حوله كي يحصل على كل الطعام له وحده

فما بالك بالحياة

ستقتل بلا شعور فقط لتظل أنت حي

كلنا نحب الحياة ولو أننا نتذمر منها بين الحين والآخر

وقابلتني حافلة يصعد إليها شبان حالهم كحالي...يحملون حقائبهم...وكل منهم يحمل وجهاً قد فارق من يحب قبل وقت قصير...

تلك الحافلة قادتنا للمنطقة العسكرية حيث الوحدات والمعسكرات التدريبية

~~~~~~~










معدتي تؤلمني أنا جائع لم أتناول الغداء ولا العشاء "

يمسح جيمين على معدته ويطبطب عليها يعاني من ألم بها لشدة جوعه...تقرقر معدته

"أين أنت أوما لترين كيف يتركون ابنك جائع "

لم يتركك احد جائع...لقد حانت ساعة العشاء حسب القوانين في الجيش وكل الجنود تأهبوا وخرجوا لقسم الإطعام حتى يتناول كل حصته عداك أنت ولعلك تنتظر أن يحضروا لك وجبتك لسريرك كما في القصر

للحظة جيمين ما زال متاثراً بحياة القصر لا يمكنه أن يتخيل سوى هذا...

استغل خلو الغرفة من أي جندي عداه...ونزل من السرير...يشاهد انعكاس صورته بالمرآة وهو يرتدي الزي العسكري...

وأخيراً ارتدى البدلة خاصته...لقد انتابه الفضول حقاً أخيراً كيف سيبدو وهي تلبس جسده

تشع نظراته إعجاباً لتقاسيم جسده وكذلك وجهه مع القبعة...

"فقط بعض الطول وسأتوج بجائزة أجمل وجه بالعالم "

الاعتراف فضيلة...فقط لو يأخذ طولك القليل من طول لسانك سيحل الأمر

لكن توزيع الجينات جاء الطول باللسان وليس بالقامة

للأسف...

لا ليس للأسف... لو لم يكن لسانه طويلاً لكان هذا مملاً

لا يهم الطول للرجل الأهم المال وهذا يكفي وستراه الفتاة أطول رجل بالعالم حينها

حسناً جيمين ليس قصيراً بالمعنى الحرفي إنه قصير نسبياً لأقرانه...

بغض النظر عن حجم أصابع يديه وقدميه ذاك موضوع يطول شرحه....سنتحدث عنه لاحقاً

~~~~~~~~~

غرفة الإطعام

العريف هوسوك أوعز للجنود بالتوجه لغرف الطعام حيث حان وقت العشاء... يدخلون بانتظام وقام بصفهم بطابور لئلا يحصل تدافع وتزاحم

"بلا تدافع بلا تزاحم أيها الجنود ألم تأكلوا بحياتكم "

وهل يلامون إنهم يبذلون كل الطاقة ويحتاجون بديلاً يحصلون عليه من الطعام

تعج غرفة الإطعام بالجنود...كل يحمل طبقه بيده...ينتظر أن يعبر الجندي الذي أمامه حتى يحين دوره....

يعطون أطباقهم للطباخين....

والعربف يتنهد ويظل يتفقد الجميع....

تتولى السيدة مينا مهمة السكب بالأطباق

بكل مرة تفعلها ولا تدع أحد يفعل هذا بدلاً منها

إنها أم الجميع هنا

تتخيل أنها تطبخ لأبنائها...وتلك اللحظة التي يركضون إليها جائعين تعادل لديها كل لحظات السعادة

هي اختارت بالنهاية البحث عما فرطت به من بين يديها...اختارت العودة لتكون أماً بطريقة أخرى

رؤيتها لكل هؤلاء الأبناء وهم يأكلون بشهية وصحة

وارتطام أصوات المعالق بالأطباق هي لحظتها المفضلة

وكأنها تعتني بهم نيابة عن كل أمهاتهم...

أنها تشبعهم وطعاماً

غذاء المعدة الطعام وغذاء القلب الحب والأمان

ابنها الحقيقي الذي يخفى عليها وتخفى عليه أحد الجنود المصطفين بالطابور....

يا للأقدار ماذا تفعل بنا ونحن نظن أن يأيدينا كل شيء....

ما أقرب المسافات..وما اقدر الاقدار على جمع ارواح بينها آلاف الأميال

جندي بعيون مدورة...وملامح هادئة بلا تعبير محدد...يحمل الطبق الفارغ بكلتا يديه ينتظر بكل وداعة...

لا تعلم كيف تصفه يجمع بين هالتي الفخامة والبراءة بذات اللحظة....

وحينما بات الأول بالصف...ومد طبقه للسيدة مينا

وتناولته منه...جالت عيونها على تقاسيمه..وأدركها الوقت لدرجة أنها نسيت نفسها

"من فضلك هل من خطب ما "

هزت راسها تخرج من انغماسها بمشاعرها بتلعثم

"فقط تمتلك وجهاً جميلاً "

وهي تسكب بطبقه اختلقت عذراً لتحديقها المطول...اختلقت شيئاً لا يضاهي عمق ما شعرت به...ولم تجد له تعبيراً ولا تفسيراً

ربما عاطفة الدم نبضت بعروقها

ربما تخاطر الأجساد

لقد حملته برحمها وغذته من دمها....

لكن الأم ليست التي تلد...

بل هي التي تربي وتهتم...

هي لم تكن له أماً بأنها أخرجته من جسدها للحياة

ما فائدة أنها أنجبته بالحياة وتركته بين أنيابها

بقبضة القدر والموت والفقد والوحدة والفقر

بدا كوك بكون آخر عن كل هذا....كل ما كان يهمه أن يملأ معدته...وهذا قتل مشاعر أمه المجهولة لطافة حينما تناول الطبق منها يتمتم بعبارات شكر...متحمس يتضور جوعاً

التماع عيونه وجوعه الشديد كطفل صغير

"بالهناء والشفاء "

ميزة كوك أنه طفل محب للطعام جداً...يجعلك تشبع بمجرد أن تراقبه كيف يأكل بشهية وهو يهمهم واللقمة بفمه

توقفت وظلت تراقبه وهو بالكاد ينفخ على اللقمة ولا ينتظر حتى تبرد...ويدسها بثغره

"من فضلك سيدتي "

الجندي التالي ازعجه وقوفه المطول دون أن تسكب له

"ع..عذراً "

تناولت طبقه وغرفت مقدار ما يكفي لامتلاء الطبق وسلمته للجندي

مسح كوك الطبق..وعاد وحمله متجهاً حيث مينا

فرحتها لا توصف رغبت ألا يشبع وأن يأتي ثانية كي تراه

"هل أسكب لك المزيد ؟"

يهمهم لها ويومئ لها بعيون مشرقة ويظل الطبق بين يديه وهي تغرف وتملأه له

"احذر أنه ساخن...بالهناء والشفاء"

"لكنه دوري "

اعترض جندي للتو انتبهت له مينا أنه كان قبل كوك ينتظر

"ايه بني لا بأس تفضل هذا طبقك "

أما كوك فهو غارق بالطبق الآن...ولهفة ورغبة اتجهت مينا تتجول بين الجنود بمئزر الطبخ خاصتها...

"هل أعجبكم الطعام أيها الجنود...مرحبا بكم في مطبخ القطعة السابعة أنا مينا...أنا هنا بمثابة الأم لكم جميعاً "

تمتمات شكر من بعض الجنود صدرت...عداه كوك غاص عميقاً بصاحبة الاسم أنها تحمل اسم والدته ذاته...

ليس هذا وقت الغباء وكثرة التفكير

منحته السيدة مينا ابتسامة لما وجدته اطال التحديق بها

تقدمت منه وأمالت رأسها

"ها لم تخبرني هل الطعام لذيذ "

"أجل إنه لذيذ "

وفركت فروة رأسه بمودة جاعلة منه يخفض رأسه كالقطط هرباً من لمستها المفاجئة...

"حينما تريد المزيد نادني وسآتي بنفسي إليك "


"المزيد المزيد هنا سيدة مينا "

"قادمة"

أحد الجنود ناداها لتتجه إليه...وظل صوت الاحاديث يدب في غرفة الإطعام







~~~~~~











بركن بعيد قليلاً اختاره هوسوك ليشارك شقيقته وجبة على انفراد

"إلى متى سأظل مختبئة "

"تحملي ليونا...لا تقلقي السيدة مينا لطيفة وستبقيك بأمان بقربها ريثما نجد حلاً "

"هي لطيفة بالفعل...إني اضطر لمساعدتها بالمطبخ ببعض الأحيان كي لا أثير الشكوك حولي"

"امم هذا جيد أختي تعلمي منها الطبخ قليلاً حتى لا يقتل الجوع زوجك المستقبلي "

"هوسوك هل تسخر مني ؟؟!"

"أنا لا أسخر أختي فقط طبخك مريع "

قامت بضرب رأسه بطرف الملعقة ليتأوه ويفرك رأسه وهو يضحك

"توقف عن الضحك هوسوك...أنا خلقت لأكون ممرضة في المشافي ولست طباخة في المطابخ  "

يظل يمازحها ويلطف الأجواء لأنه يعلم أنها تشعر بالملل هنا وكذلك الخوف

"هل سيساعدنا الرقيب سونغ "

"أني أنتظر منه خطوة...الأهم الآن أنك بقربي وبأمان وبعيداً عن الأوغاد "








يبدأ الجنود بالدخول للمهجع تباعاً كل إلى غرفته بعد أن أنهوا عشائهم بسلام...

يضم المهجع الواحد عدة غرف...

يختفى الهدوء تدريجياً وبدلاً منه ساد دبيب للاحاديث الجانبية بين الجنود ما قبل النوم...

وكوك وصل حيث سريره بعد أن ملأ معدته بوجبة لذيذة... وحالما شعر بوجوده جيمين مط رأسه كالعادة للأسفل كي يتحدث معه

"هل كان العشاء لذيذاً "

"اوف ما خطبك تتدلى مثل القرد على الشجرة أفزعتني "

فجفل كوك من ظهور رأس جيمين فجأة أمام وجهه

"هل كان العشاء لذيذاً "

كرر الجندي الجائع السؤال...لا يهم أنه نعته بالقرد مطالب معدته أهم من الدفاع عن نفسه بهذه اللحظات

"اذهب وجرب بنفسك "

"هل كان لذيذاً أم لا "

"لا أعلم ربما لا يتناسب مع معاييرك...لسانك تذوق أشياء مختلفة ومعدتك تدللت بم لذ وطاب"

"هه لم تتحدث معي بتبختر "

"لأنك تتحدث معي بتبختر...بالنسبة لي كان شهياً لدرجة كدت ابتلع الطبق وليس ما يحويه فحسب..لم أتذوق ألذ من ذلك الطبق بحياتي كلها "

ماذا لو يعلم أنه التقى بأمه قبل قليل وجهاً لوجه بل وتذوق طبخها

"ستصل الدفعة الأخيرة الليلة بوقت متأخر...أرجو أن يكون جاري ممتعاً أكثر منك "

"بل أرجو ألا يكون نسخة مغرورة منك "

"هه أنا لا توجد نسخة مني هو واحد فحسب بارك جيمين "

"أنت تموت إن مرت دقيقة دون أن تتكبر أنت فظيع يا هذا "

" آه حالي فظيعة أكاد أموت لشدة الجوع معدتي المسكينة "

"تستحق لم يمنعك احد من الانضمام لنا على العشاء "

"لا علاقة لك "

"لا علاقة لك "

يسخر جونغكوك منه ويقلده...

التف كوك ثانية وكأنه استدرك أمراً

"أتعلم أمراً "

"ماذا تريد مني "

"أنت تستمر بالمباهاة بوالدك...بصفة أن والدك عمدة البلدة صديقي تقدم بطلب مساعدة بمكتبه ولم يحصل على نتيجة تذكر..."

"هنالك خطأ ما... "

"بأم عيني رأيت والدك يدفع صديقي أرضاً بقلة احترام "

" لا بد أن صديقك أساء الأدب مع والدي ففعل ذلك "

" كل ما فعله صديقي أنه طالب بحقه من والدك المحترم !! "

"اغرب من هنا يا هذا...لا تقم بالافتراء على والدي لا بد أن صديقك هو السبب "

إنه نفسه ذلك اليوم حينما هرع وهلع بارك بعد تلقيه اتصال من زوجته حينما ساقوا ابنه للكشف الطبي بطريقة قسرية....حينما عميت عيونه عن أي شيء سوى مصير ابنه ولذا قام بدفع تاي....








~~~~~~











والجوع أقوى من أي شعور لدى البشر...ها هو جيمين يتحرك نحو المطبخ يبحث عن أي شيء يقيت معدته الجائعة

وحالما وصل للمطبخ يسمع جلبة في الداخل يقومون بأعمال التنظيف وغسل عشرات الاواني والاطباق الفارغة والمعالق والكؤوس....

يدنو متردداً بخطواته وإذا بها السيدة مينا تلمحه يقترب وهي استدارات ناحيته وهي تجفف يديها

"هل من خدمة أيها الجندي ؟"

"أنا جائع "

ببساطة عبر مثل طفل طلب منها في الحال دون تردد...هو جائع جداً وهو على استعداد أن يأكل الطاولات أن لم يجد طعاماً

اوه ألف طلب كهذا الطلب بالنسبة للسيدة مينا لكن

"امم لقد نفذت الكمية المخصصة للجنود ألم تكن معهم منذ قليل "

ينفي برأسه

"ما الذي منعك من الحضور "

"امم كنت أعاني من ألم بمعدتي "

وكيف ترفض طلبه وقد مثل مع وجه بريء وعيون تلتمع...

"تعال لا بأس سأعطيك من حصتي..اجلس هنالك ريثما اسكب لك "

التمعت عيونه أكثر وسال لعابه من الفرحة....والسيدة مينا قرصت خده

"تبدو جائعاً جداً ستتذوق الآن ألذ طعام من يدين السيدة مينا...تمتلك وجهاً بريئاً "

ظلت تدعك وجنتيه وهي تتحدث...حسناً هي ليست مهمتها التغزل بالجنود هي طباخة لكن كل واحد منهم أجمل من الآخر لا تلام...

ما زال هنالك القنبلة تايهيونغ...لو شاهدته لربما ظنته صالح للأمل و طبخته في حلة كبيرة

فرك جيمين خده مكان القرصة بعد أن حررت يدها...هو يريد شتمها لكن جل همه الآن الحصول على الطعام ويخشى ألا يحصل عليه لو أثار مشكلة

"سيدة مينا "

صوت جهوري حاد جعلها تستدير

"أوه الضابط مين أهلاً وسهلاً بك بمطبخنا "

شرارات اصطدمت بين الجندي والملازم استشعرت هالتها السيدة مينا

"ماذا يفعل هذا هنا ألم ينتهي الوقت المخصص للعشاء "

موجهاً حديثه للسيدة مينا

"ألم تأكل بعد بارك جيمين "

نفى وأعاد انظاره للطباخة

"لا تعطيه طعاماً...حتى يتعلم أن يلتزم بالمواعيد المخصصة للوجبات حاله كحال البقية...ثم لم عليه أن يأكل هو لا يتدرب ولا يبذل جهداً يذكر هو يسلتقي على ظهره طوال النهار كالحامل "

"لكن سيد مين "

"لا تخالفيني سيدة مينا...وأخبريهم أن يأخذوا وجبتي للمكتب "

"حاضر حضرة الضابط "

قطب جيمين حاجبيه قائلاً باندفاع

"لكنك قلت أن الوقت المخصص للعشاء انتهى لم أنت ستأكل وأنا لا "

رشقه مين بنظرة ثاقبة

شهقت السيدة مينا و وضعت يدها على قلبها...ظنت أن الجندي هادئ للغاية وبريء لكنه يتواقح بوجه الضابط مين

"أرجوك سيد مين هو لا يقصد "

لا فائدة يبدو أن جيمين لا يخاف...لسانه يعمل بشكل مستمر بلا تعب....

"في الحال أريد العشاء على مكتبي

وأنت إلى سريرك لتنهض غداً باكراً للتدريب "

وغادر

لكن يونغي لن يكتفي باستخدام الكلام فقط في الأيام المقبلة....

جيمين عصى الأوانر كعادته لم يتجه لغرفة الجنود بل ظل يراقب ويتلصص خروج الملازم مين...والذي على ما يبدو اتجه لمكتب النقيب جين...فقد لمح مكتوب على الباب الذي دخل منه يونغي اسم النقيب كيم سوكجين بل وكذلك لمح باب غرفة مكتب الرائد كيم نامجون

"عائلة كيم هؤلاء يتكاثرون بكوريا بكثرة... كله كيم "

يتمتم على اسم عشيرة النقيب

شاهد جيمين أحدهم يحمل وجبة الملازم...وعلم أنه سياخذها لمكتبه...لقد شاهد السيدة مينا تأمره قبل قليل

"توقف لو سمحت "

"ما الأمر "

"هل هذه وجبة لمكتب الضابط مين ؟"

"هي كذلك "

"الملازم مين طلب مني أنا آخذ الوجبة لمكتبه يمكنك ترك الأمر لي "

كذب جيمين...سلمه إياها بلا أسئلة وتركه

استنشق الفتى الرائحة بهيام وعشق كيف لا والجوع نال منه...وكيف حرمه الطعام الضابط مين

وبالتاكيد فوجبات الضباط تكون دسمة اكثر من وجبات الجنود العاديين

"حصلت على وجبة ضابط وليست أي وجبة عادية...عما قريب سأترفع لرتبة ضابط "

الثقة سقط فكها على الأرض جيمين...

وليس هذا فحسب بل اتجه إلى غرفة الضابط مين الفارغة...قرأ اسمه مكتوباً على بابها

جلس على كرسي يقابل طاولة صغيرة...و وضع الصينية عليها...سرعان ما كشف الأغطية عن الأطباق

"ليس من حقه أن يحرمني الأكل بينما هو سيحظى بوجبة كهذا "

وهجم أولاً يقتطع فخذ الدجاجة وينتزعه وبعدها يقضم منه بشهية...

بعد قليل سيأكله الضابط يونغي بالتأكيد

لطخ شفاهه وكذلك انسكب بعض المرق على الطاولة...لم يأبه..ظل يلتهم كل شيء

و دخل الضابط يونغي وتصنم على عتبة الباب يرى الجندي يأكل على طاولته ويهمهم بتلذذ...ليس هذا فحسب بل وقعت عيونه بعيون الجندي وذلك لم يثنه عن التوقف عن ابتلاع كل شيء أمامه...

"تعال وشاركني أيها الضابط إنها وجبتك لكني دعوت نفسي عليها "

"جيمين !!! "

"ماذا...لا يحق لك حرماني من الطعام "

بدا صوته ثخيناً لأن فمه مملوء ومحشو...وتقدم منه الضابط على عجل وجره من ياقته يجعله يقف إجباراً وما زاد استفزاز جيمين له ضحكاته

"ماذا تفعل بمكتبي؟!!"

"آكل "

وعاد يضحك

" أرجوك فقط آخر لقمة أرجوك "

ويجره أكثر حتى كاد يمزق له ياقة سترة البدلة

"تعال معي أيها اللعنة  "

"لم أشبع بعد أيها الضابط "

وماض بضحكاته التي جعلت من دم يونغي يغلي بعروقه...

" لقد بات الطعام بمعدتي لن تقدر على استعادته "



~~~~~~~






ها هي الكتب متناثرة على أرضية مكتب الضابط مين

لقد أسقطها يونغي جميعاً وأمر جيمين بإعادة ترتيبها وأمام عينيه...وهو يأكل

"أريد مكتبة جميلة كمكتبة بابا بارك التي في قصركم

رتب الرفوف من الأقدم للأحدث تاريخاً وأي خطأ ستعيد الترتيب منذ البداية "

وجيمين يتمتم بشتائم

"لا تتمتم اشتم بصوت عال أيها الجبان "

يونغي فهو يستمتع بوجبته التي تطفل عليها جيمين...وبين حين وآخر تطرف عينه على الجندي الذي يرتب

ينفض الكتب المليئة بالغبار...وأخذ يسعل

"أوف منذ متى لم يتم تنظيف هذه المكتبة "

"معك حق..اجلب ممسحة كذلك وامسح الرفوف "

"لن أفعل !! "

يشفط الملازم ويصدر أصوات تلذذ وهو يأكل متقصداً لفت انتبه جيمين أكثر

جيمين ما زال جائعاً للغاية ولولا كرامته وعزة نفسه وخصوصاً أمام الضابط مين لاقترب ورجاه أن يطعمه ولو قليلاً

كل حين يبلل جيمين شفتيه بلسانه...وعيون يونغي عليه...تنتابه ضحكات مستفزة وهو يعذب هذا المدلل الذي لم يجرب مرة واحدة بحياته أن يحرم من شيء يريده

"إن انتهيت بسرعة سأطعمك "

"لا أريد الطعام !! "

"هذا واضح للغاية "

وتعالت ضحكات يونغي وإذا به ينسكب الطعام على الأرض عند أقدامه دون أن يقصد

أعطى جيمين نظرة قائلاً

"يمكنك أكلها "

وأشار للطعام على الأرض مثيراً هيجان جيمين أكثر...سحب الملازم منديلاً وانحنى يمسح الطعام المنسكب...

"ماذا بارك جيمين هل الجوع صعب ؟!"

وجيمين يتحامل على نفسه ويتجاهل ما يحدث...يدعي أنه منشغل بالترتيب

"لم تجبني هل هو صعب ؟!...ربما هذه المرة الأولى التي يتم تجويعك فيها بحياتك أليس كذلك "

"أتعلم كم من الناس كل يوم يقاسون الجوع ويشتهون الطعام الوفير...هل جربت أنت أياً من هذا "

"كلا لم أجرب وليس ذنبي أني لم أجرب والدي لديه مال هذا حظي من الحياة هذا شيء لا تلومني عليه "

"وهل حظك من الحياة أن تكون مدللاً ضعيفاً لا يتحمل التدريبات... هذا ينتقص من رجولتك "

"لا شيء ينتقص من الرجولة سوى قلة المال وبقية الأشياء يمكن فعلها بأي وقت...لو كانت عائلتي تعيش بالنعيم أدلل زوجتي وأولادي ولا أحرمهم من أي شيء ألا يشكل هذا أي شيء...ماذا ستفعل العضلات والصبر الغبي والتحمل الذي تتحدث عنه حينما لا أملك المال "

"المال ليس كل شيء "

"بلى "

"هو مصدر هام للسعادة لكنه ليس كل شيء "

"بالمال لا أحتاج صديقاً ولا سند ولا أحد...بالمال أنا نفسي "

استقام الملازم مين فجأة وتحرك خطوة...

"توقف عن فلسفتك الرديئة...وقم بإسقاط جميع الكتب ثانية...غيرت رأيي رتبها من الاحدث تاريخاً إلى الأقدم "

"لا بأس هي مرتبة لكن ابدأ من اليمين وستكون من الاحدث "

"أريدها أن تبدأ من اليسار "

"ماذا لن أفعل !! "

وانطلقت ضحكة عالية من قبل الملازم على جيمين

"هيا تعال وكل "

اقترب جيمين ناوياً سحب الطبق...سحبه يونغي لجهته قائلاً

"قبل ذلك من الآن فصاعداً وجباتي تحضرها لمكتبي أنت...صباحاً وعلى الغداء وعلى العشاء أتسمع....جرب مرة واحدة أن تكون خادماً بدل أن تتم خدمتك...فقط للتغيير "

"أريد أن آكل "

يتجاهله جيمين ويقرب الاطباق منه ويأخذ بالتهام كل شيء...وكأنه ليس هنالك غد

الجوع وما يفعل...والدلال وما يفعل

يهز يونغي رأسه بقلة حيلة

"حينما تنتهي تأخذ الأطباق الفارغة للمطبخ "

ولا مجيب...جيمين بعالم آخر

"كل على مهلك لن يهرب الطعام من الأطباق "




~~~~~~~~













عاد جيمين وهو شبعان و معدته راضية تماماً

"لقد دعاني الضابط مين لأشاركه وجبة بمكتبه "

ارتفع حاجبي كوك لم تنطلي كذبة جيمين عليه

"هه هذا مستحيل "

"أقسم "

حسناً القصة نصف حقيقية...شق منها تم التعتيم عليه إعلامياً من قبل جيمين...حفاظاً على ماء وجهه

"ماذا تظن هل سآكل معكم أنتم الجنود العاديين...أنا لا آكل سوى بمكاتب الضباط ذوو الرتب العالية "

"الضابط مين يريد قتلك لا أصدق أنه دعاك لمكتبه "

"لا تصدق هذا شأنك "

وقف على سريره وعلى أطراف أصابعه...ينظر من النافذة التي تطل على مبنى مكاتب الضباط...لمح نافذة مكتب الملازم مغطاة بالستارة والضوء ما زال مشغلاً بها

انزاحت الستارة فجأة وظهر رأس الملازم مين

تعلقت النظرات ببعضها لثوان معدودة...

لينتهي هذا المشهد الأثري والذي يشع تحد وكاريزما بين كلا الطرفين بتدخل لسان جيمين الطفولي حيث مده بوجه يونغي عدة مرات وذاك الذي شتم بداخله على حركة جيمين....وتندم أنه أشفق عليه وأطعمه...كان عليه أن يتركه ينام جائعاً

في الحقيقة إن أقوى سلاح لدى جيمين هو لسانه فحسب

لو وضعت طفلاً بجانب رئيس البلاد والذي لم يعطه ما يريد سيقوم الطفل بالغضب وشتم رئيس البلاد دون خوف لأنه لا يعلم ماذا يعني رئيس البلاد هو يعلم أمراً واحداً أنه لم يحصل على ما يريد

وهكذا هو جيمين...هذه هي منهجيته بالحياة

يتنهد يونغي من الطرف الآخر ويغلق الستارة

ما بك أيها الملازم "

يسأل الرائد جين

"ذلك الطفل "

"هل تقصد بارك جيمين أرى أنك تعاني بسببه"

"الأمر ليس هكذا...أنا متراخ معه هو مجرد طفل غير ناضج أشفق عليه "

"لا اعلم لم تتصيد أبناء السياسين...ألا تخشى أن ينالك أذى بسبب أحدهم "

"أنا لا أخاف من أي شيء "

"لم لا تدع ابن بارك وشأنه بالنهاية لا أحد يهتم ويسأل ماذا يفعل وسيفعل...لا تعترضه و دعه يتدلل "

"لا أدري ماذا فعل له بارك أطعمه اشترى له ملابس فاخرة..."

"لا تشغل نفسك بهذا ودعك منه "

"سيموت بساحة المعركة إن لم يتدرب هل هو يظن أنه يمكنه الهرب من الجيش..الحكومة جادة للغاية "

"فكر بنفسك ونجاتك و دعك من هذا الطفل ولا تعانده وأرح نفسك من الجدال معه "

"قل هذا الكلام لنفسك أنت وابن عمك...أنتما مثال حقيقي للغباء "

"بدأنا يونغي لا تحشر موضوع نامجون بكل موضوع أتحدث به معك "

لم تكن علاقة الضابط مين بالجندي جيمين...علاقة ضابط وجندي.... هي أبسط من هذا التعقيد

لكن يونغي لم يكن يشعر بهذا الشيء....




~~~~~~~












عشرات الشبان دخلوا من البوابة الكبيرة...وقد تمت قيادتهم من قبل الرقيب سونغ الذي جعلهم يستعجلون التحرك للوصول للمهجع حتى يحطوا رحالهم ويستريحوا بعد قدومهم من مناطق مختلفة وبعيدة عن المعسكرات التدريبية

"في الحال جميعكم استخدموا الأسرة الشاغرة...بلا تدافع ولا تزاحم"

بعض من الجنود الغافين في المهجع أفاق على صوت جلبة قادمة برئاسة العريف هوسوك الذي أخذ يوجه التعليمات للقادمين الجدد

المتوافدون الجدد كانوا بحالة من الضياع يبحثون عن غرفهم ويتبعون التعليمات بكل حرص ويسترشدون بمن حولهم....

أحدهم كان تايهيونغ

"ساعدوا زملائكم الجدد...من لم يجد له سريراً شاغراً فليذهب للغرف المجاورة "

تايهيونغ بالفعل وجد الأسرة حجزت جميعها...خرج من هذه الغرفة هو وعدة من الجنود للغرفة التالية

تبعهم العريف هوسوك لينظمهم بالغرفة التالية بعد أن انتهى من الأولى

"بانتظام لا تسرعوا سيحصل كل منكم على سرير "

كوك نومه ثقيل بعض الشيء...لم يتحرك

وتاي كان متعباً للغاية...جسدياً ونفسياً

أقرب سرير وجده شاغراً قام برمي حقيبته علي وقرر استخدامه...السرير الثاني 

تقلب جسد كوك يغير وضعية نومه...الضوء الساطع للغرفة أخذ يخترق عيونه...فتحهما بشق ضئيل للغاية...تهيأ له وجه مألوف

لكنه كان بين غياب الإدراك وحضوره...وأصوات بعيدة تتناهى لمسامعه

لدرجة ما زال يعتقد أنه داخل عالم النوم و ربما يشاهد حلماً

إنه يرى تايهيونغ حقاً أمامه....هل هو يحلم بتايهيونغ ثانية

للحظة عاد إليه الإدراك كلياً وتوسعت عيونه رافعاً جسده

" تايهيونغ ؟!"

استدار تاي ببطء لنبرة الصوت المألوفة جداً لأسماعه...وأخذت حدقته هنيهة لتتوسع وينفلت لسانه قائلاً

"جونغكوك !!"

وكلاهما صرخ للحظة...كتلك الصرخة كما لو أنه مر فأر من تحت الأقدام بين فتاتين....

"هدوء !! "

يوبخ العريف هوسوك

كلاهما بسرعة تعرف على الآخر باستثناء لحظة تردد بسبب الشعر لكل منهما الذي تمت حلاقته باتباع قوانين الجيش...

بصوت أقرب للهمس وكوك نزل عن سريره

"ماذا تفعل هنا جونغكوك ؟؟!"

"بل أنت ماذا تفعل هنا تايهيونغ ؟!!"

"أنا في الوحدة التي فرزت إليها "

"وأنا في الوحدة التي فرزت إليها "

تداخلت العوالم بتفكير كوك...وشعر بسخونة بقلبه وتسارع خفقاته...ما عاد الآن يشعر بالأمان مع تاي بقدر شعوره بالخوف ينهشه

لم لم عاد واجتمع مع تاي هنا...شعر بأنها إشارات يرسلها له القدر أن ثمة هناك أشياء أعظم ستحدث بعد...

ليس مستعداً لهذا

تاي كان السباق مباغتاً إياه بالقول

"الدنيا صغيرة كوك لقد هربت مني...ها قد وجدتك دون جهد يذكر "

"أنا لم أهرب منك "

وأشاح كوك أنظاره...جاءت كلمة هرب بمكانها الدقيق حقاً....

مالت نبرة تاي للجفاء لكنه سأل

"كيف هي التدريبات بما أنك وصلت قبلي "

"لم أتلقى الكثير بعد بسبب جرح فخذي "

جرح فخذه إذاً....تذكر تاي كل المدة التي جمعته بكوك ومن ثم موت والده....

لم يكن الحديث بينهما حيوياً...تاي ما زال تحت تأثير وقع ترك والدته لوحدها...وصوله لمكان جديد...


"هذا أنت ؟"

لم يخطر ببال تاي أن يتفقد جاره في الطابق العلوي..تعرف عليه سريعاً إنه جيمين فتى الخاتم

"هذا كثير بت خائف لم اصل قبل دقائق و قابلتني هذه المفاجآت "

وكوك بعفوية أشار بإصبعه السبابة على وجه جيمين

"لا تقل لي أن هذا الانسان يكون صديقك تاي !! "

" التقينا مرة واحد من قبل بأحد محال المجوهرات وساعدني "

"لقد أرحتني لا يمكن أن يكون أمثاله صديقاً لك "

"هيي ماذا تظن نفسك أنت وكأني أقتل نفسي ليكون صديقك هذا صديقاً لي...كل ما في الأمر أننا التقينا بمحل مجوهرات والبائع المحتال حاول التحايل بسعر الخاتم المباع بسبب قلة خبرة صديقك بقيمته الحقيقية وأنا لحقت بصديقك كي أشتري منه الخاتم لا غير وبات الآن يغلف أصابع والدتي الرقيقة "

"تماماً هكذا يتحدث يظل هكذا يتحدث طوال الوقت "

يشرح لتاي عن طبيعة جيمين المزعجة بالنسبة له....نزل جيمين من على سريره يتأفف تاركاً إياهما

ظل تاي يحدق بظهره

"أنا لن أنس ما فعله لأجلي ذلك اليوم...كانت أوما مريضة للغاية...وبحاجة ماسة لجرعة أنسولين...جريت لأبيع خاتمها كانت تمطر أنت لا تعلم عن الشعور الذي تملكني حينما شاهدت البدلة التي يرتديها وسائقه مع السيارة في الخارج وكذلك فرق المعاملة من قبل صاحب المتجر بيني وبينه...إلا أنه  لحق بي تحت المطر وأصر على جعلي أعرف الحقيقة وبعته الخاتم بمبلغ مجز لم أحلم به...تصرفه أنقذ أوما من الموت وجعلني مطمئن لأني ادخرت مبلغاً من المال يعيل والدتي المريضة "

"لكن أنت أتعلم من يكون جيمين هذا "

"لم أفهمك "

"إنه جيمين هيون بارك...ابن عمدة البلدة ذاته "

"م..ماذا ؟!...هل أنت متأكد "

"أجل...منذ وصولي لهنا وكل الجنود لا يطيقونه لأنه يظل يتبختر بيننا باسم والده "

ظهرت ملامح التعجب على وجه تاي

"هذا هو سريري إذاً...ما زلت لا أصدق أني التقيتك...كان آخر توقعاتي أن ألتقيك بالجيش "

سابقاً يتذكر تاي حينما كوك تحمس وتخيل أن يكونا معاً بالجيش كما الآن...لقد سخر وقتها تاي من كوك بقصد أن هذا يستحيل أن يحدث

وها هو حدث....

ورمى نفسه على السرير...مغمضاً عيونه

وكذلك فعل كوك

لم يكن اللقاء حماسياً...لا يبدو على تاي أنه بخير..

وكذلك كوك ضجت نبضاته وتسارعت بشدة...

هرب من تاي لكنه لم ينجو منه....

كيف سيعيش مع هذا الصراع

"بالمناسبة أنا لم أنس أنك ذهبت هكذا دون أن تخبرني كوك... ألسنا أصدقاء أم ماذا ؟!"

يتحدثان وكل يستلقي بسريره...يضيع كوك الحديث

"كيف حال والدتك ؟"

"تركتها بخير...لكني أعلم أنها سترهق نفسها بالتفكير قلقاً علي.."

سادت لحظة صمت


"أين الحمامات كوك ؟"

إنها بنهاية الممر على اليمين

بتململ انزلق تاي عن سريره واتجه للحمامات...قرر الاستحمام

بوقت قصير انتهى...ألقى التحية هنا وهناك وأجرى أحاديث خفيفة مع بعض الجنود....

عاد وحينما اقترب من باب غرفتهم...وجد كوك عند مدخلها

كان لقائهما باهتاً قبل قليل



"لم تقف هنا كوك ؟"

بالكاد تاي أنهى جملته...هجم عليه كوك وانقض عليه وعانقه...واندفع جسد تاي للخلف...شعر تاي بانفلاتة ابتسامة كوك بداخل العناق

"أيها الأحمق...لا أصدق أننا معاً "

"هيا هيا لا تضحك علي ما زلت غاضباً منك...ذهبت دون أن تودعني حتى "

"كنت سأعانقك منذ البداية فقط انتظرتك كي تستحم وترتاح "

"أنت تعني أن رائحتي نتنة فهمت "

"كلا لم أنت درامي للغاية هكذا "

"لا لا واضح ما تعنيه أنا حزنت "

يمثل تاي الحزن ويتفلت من كوك الذي يلحق به ويخنقه بساعديه من الخلف

"تعال إلى هنا "

يفرك رأسه خفيف الشعر...وتاي يعلق

"رأسك المحلوق كالدجاجة منتوفة الريش "

"رأسك أنت مثل حبة البصل "


"ظننت أن شعرك كثيف ولذا حجم رأسك كبير لكن بعد حلاقته تبين لي أن رأسك بحجم البطيخة "

"لا تتنمر على حجم رأسي..."

"وكذلك أنفك كبير "

"من يحبك سيرى أنفك أصغر "

"أنا أحبك لكن أرى أنفك كبير "

"إذاً أنت لا تحبني "

تتعالى ضحكاتهما...وقرني استشعار القرد جيمين تحركا يلتقط الأصوات وكذلك المشهد






يقلب عيونه لا يعجبه ما يحدث...

بعد كل شيء...نحن نختار الهرب من الحقائق بعيش لحظات سعادة مؤقتة

لا تعلم أيهما أفضل الهرب من الألم بتجرع الأمل المخدر ريثما تحين ساعة الحقيقة

أم التعايش مع الألم منذ البداية حتى يهلكنا بالكامل




~~~~~~~

















تقوم مينا بفرش الأرضية ببطانيات دافئة ككل يوم لها و ليونا كذلك...بذات الغرفة استعداداً للنوم

تقوم ليونا بفك شعرها وتحريره من أي ربطات وتسريحات

"أنا عطشة سأذهب لشرب بعض الماء "

"حسناً اذهبي "

قبل أن تدخل للمطبخ الواسع...سمعت أصوات احاديث قادمة من داخله...أصوات أنثوية...

مشت على أطراف اصابعها تسترق السمع..وجدتهما ممرضتان بملابس العمل...يبدو أنها مناوبتهما

استطاعت ليونا التقاط الكلام

"متى ستدركين أن الضابط كيم نامجون من عائلة عريقة وحتى إن أحبك فعائلته لن تقبل أن يرتبط ابنهم بفتاة عادية مثلك...إنهم متطلبون "

"كلا لا تقولي هذا "

ويكملان كلامهما... وإذا بها ليونا وهي تتجسس تضع يدها على فمها لفظاعة ما سمعت

"مجنونة ما الذي تقولينه هل أنت بكامل وعيك إياك التفكير للحظة بفعل ذلك "

"بل سأفعل !! "

"إن كنت يائسة في الحصول على الضابط نامجون فتخلي عنه لا أن تلجأي لفعل شيء يهلكك "

تراجعت ليونا وقررت الانسحاب بهدوء محاولة التماسك بعد الذي سمعته

"هل سمعتي صوتاً ما "

"لا لم أسمع ربما الصوت قادم من الخارج "

"هيا معي وأخرجي من رأسه هذا الأفكار المهلكة أيتها المجنونة "

تجرها...هما ممرضتان..أحدهما سولي

~~~~~~








يتبع...






كيف البارت ؟

أم كوك لسا الها دور حلو بالرواية لا تحكموا من البداية....






كيف أنا بتخيل إيد جيمين بالنسبة لإيدين البشر العاديين 😆👇🏻












نلتقي إن شاء الله ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 49.6K 95
Maddison Sloan starts her residency at Seattle Grace Hospital and runs into old faces and new friends. "Ugh, men are idiots." OC x OC
2.3M 116K 65
↳ ❝ [ INSANITY ] ❞ ━ yandere alastor x fem! reader ┕ 𝐈𝐧 𝐰𝐡𝐢𝐜𝐡, (y/n) dies and for some strange reason, reincarnates as a ...
44K 1.2K 21
رنيم فتاه جميلة حمقاء و خرقاء عمرها ١٣ تعيش مع ابن عمها الأحمق كما تناديه فبعد وفاة والديها وهي تعيش مع عائلته و بنسبة تايهيونغ عمره ١٨ عام و شخصيات...
252K 6.1K 52
⎯⎯⎯⎯⎯⎯⎯ જ⁀➴ 𝐅𝐄𝐄𝐋𝐒 𝐋𝐈𝐊𝐄 .ᐟ ❛ & i need you sometimes, we'll be alright. ❜ IN WHICH; kate martin's crush on the basketball photographer is...