الخطايا السبع || The 7 sins

By VIP097

38K 4.3K 7.9K

(نقيّة تَماماً من الشُّذوذ) "لست ضعيفاً لكنّ العدو كان صديقي" لم يقتلْني عدوِّي قتلَني صَديقي... لم يقتلْنِي... More

Intro
- 1 -
- 2 -
- 3 -
- 4 -
- 5 -
- 6 -
- 7 -
- 8 -
- 9 -
- 10 -
- 11 -
- 13 -
- 14 -
- 15 -
- 16 -
- 17 -
- 18 -
- 19 -
- 20 -
- 21 -
- 22 -
- 23 -
- 24 -
- 25 -
- 26 -
- 27 -
- 28 -
- 29 -
- 30 -

- 12 -

826 122 188
By VIP097










بارت طويل

ڤوت وكومنت ❤️





~~~~~~~





















يرفع الملازم يونغي سماعة الهاتف الدوار...يطلب رقم غرفة المجندين

"اطلب لي العريف هوسوك "

"لحظة سيدي "

بعد ثوان

"أيها الملازم "

"تعال لمكتبي في الحال أنت وليونا "

"م..ماذا هناك "

"تعال لمكتبي أنت وأختك لتعلم "

وأغلق السماعة

ظلت السماعة بيد هوسوك قلقاً من نبرة يونغي الغاضبة






والآن يقف هوسوك وليونا بجانب بعضهما

حدق الشقيقين ببعضهما بقلق بالغ بعد أن سمعا ما قاله الملازم







"ماذا يعني هذا أيها الملازم "

"أن تعود أختك أفضل من أن يتم سجنك ومحاسبتك ومحاسبتها...أنا لا أعلم ما الذي ينوي عليه الرائد نامجون "

"لك..."

"لا لكن !! ألا تستوعب ما يحدث...كن ممتناً أني أخرجتك من الأمر بلا أضرار فقط أعد أختك حيث كانت ولن تحاسب لا هنا ولا بقطعتها السابقة..والأهم أنك لن تحاسب أنت "

انسكبت دموع ليونا بغزارة وحدها تعلم المعاناة التي لاقتها بقطعتها السابقة

و وحده شقيقها يشعر بها

ينهرها يونغي

"إنها حساسة للغاية كيف ستتمكن من إكمال حياتها...توقفي عن ذرف الدموع "

وتنتحب ليونا أكثر

اصطكت أسنان هوسوك ولم يرض السكوت البتة أمام سخرية الملازم

"لا تسخر من دموعها أيها الملازم إن المسألة ليست مسألة ضعف...الحقيقة لا تشبه الكلام لن أعيدها لهناك حيث الأوغاد..."

"لا تقل كلاماً أكبر منك.لم أتوقع أن يتم كشف الأمر "

"أنا سأبقي أختي بجانبي مهما كلف الأمر "

"أنت هنا مجرد عريف برتبة عادية ما الذي يمكنك فعله.."

"لكن أنت يمكنك فعل شيء...أنت من ادخلت أختي أنت من بدأت الأمر وأكمل به من فضلك "

"فعلت كل ما يمكنني فعله...انتهت مهمتي !! "

والملازم مين أعطاه ظهره بمعنى اخرج...وبخيبة أمل يسحب هوسوك أخته الباكية لقربه يهمس لها

"لا تقلقي سأجد حلاً لا تبكي "

وخرج مع أخته خوفاً من ثوران الملازم يونغي أكثر بوجهه

من المؤلم أن من أمامك يخبرك أنا أتخلى عنك اذهب افعل ما تشاء لكن لا تقحمني بأمرك....

هذه حياتك وليست حياتي





~~~~~~~~

















أزالت السيدة كيم حاجز الخوف قليلاً بعد أن عرفت هوية الطارق الغير متوقع...

إنه السيد جيون بشحمه ولحمه....

وسمعت طرقة أخرى وصوته من خلف الباب

"من فضلك افتحي لي الباب "

وحلت قفل الباب بإدارة مقبضه برجفان يد وابتلاعة ريق ليظهر السيد جيون ماثلاً أمامها

وطغى صمت على المشهد...تواجه الاثنان فيه بالنظرات

لحظ جيون حسن ملمح المرأة التي أمامه ولفتتها الناعمة

ولحظت هي تبدل أحوال وجه جيون

فلو أنها لا تراه في الصور وتحفظه جيداً لقالت أن هذا الذي أمامها ليس ذاته لي جيون

نضارة الوجه الباهتة تفضح أن الجسد يعاني من مرض ما

"تفضل بالدخول "

"شكراً لك "

سبقها يسير أمامها ببطء وتأرجح وهي توافقت مع سرعته حتى أدخلته لغرفة المعيشة

حتى جلس بأقرب مكان وصل إليه

آلاف الكلمات تقرأ بوجه الرجل...

"أنا متفاجئة بزيارتك للغاية "

لم تخفي عنه ما تشعر به

وازدادت حيرتها مع حفاظه على صمته

"من فضلك هل لي بكأس من الماء ؟"

استقامت تجلب له ما طلب وأخذ نبضها يتسارع...لماذا وثقت به وأدخلته لبيتها

ماذا لو آذاها...

هي لم تعد تأمنه ولا تثق به بعد أن علمت كيف يفعل بابنه وكيف هي العلاقات بينهما مما سمعته من ابنها...

تكاد تنسى أنه صديق زوجها...بل بدأت تتسائل هل حقاً هذا الرجل كان صديقاً لزوجها

هل زوجها كان مخدوعاً به...

ربما ما داخل البيوت لا يشبه خارجها

تسكب الماء ويدها ترتجف وكل وهلة تنظر خلفها وكأنها تخشى أن يهاجمها

أما هو فوضع كبسولة دواء على لسانه...ينتظر وصول الماء

أراد أن يسقي جسده الدواء فقط ليعينه على ما جاء لأجله...لعله يسكن ألمه قليلاً

"تفضل "

تجرع كأس الماء بصعوبة...و وضعه جانباً بعدم ثبات حتى أنه كاد يسقطه

"عذراً "

"أنت لست بخير سيد جيون ! "

تأكدت أنه غير طبيعي البتة...وكأنه يحتضر...

يتحشرج صوته بحنجرته وهو يخرج الكلام قسراً من منابت صوته

"لقد تأكدت من خروج تايهيونغ من المنزل حتى نكون لوحدنا "

لقد راقبه وهو يغادر المنزل...وهي توسعت عيونها يبقون وحدهم ما الذي يرمز إليه هذا الرجل

"لا تخافي مني.."

جاءها صوته مثل استفاقة من غرقها بتفكيرها الذي يدور حول الأسوأ وهو أنه ينوي اذيتها

" لا أريده أن يكون هنا مع الكلام الذي سيدور بيننا "

"أي كلام أنا لا أفهمك !!"

جفلت بشدة لما امتدت يده وأمسكت كفها

"ما خطبك !؟"

وأفلتت يدها متراجعة وقلبها ينبض بقوة بين ضلوعها

"اسمعيني ! "

"اخرج من منزلي !! "

وقفت على قدميها تطرده...مرعوبة


" ما الذي يدور بعقلك هل يمكن أن أؤذي زوجة صديقي..."

"أنت لست صديقه لا يمكن أن لا أصدق هذا...لا يمكن.. أنا أعلم أنك آذيت ابنك هل هنالك رجل عاقل يطعن ابنه "




اعتصر عيونه تنتفض أطرافه ومن ثم يتماسك ويحكم الخناق على نبرته لئلا تعلو

"ليس لدي وقت اسمعيني !! "

كان كلاهما بحالة تأهب...هي واقفة على قدميها و هو كذلك...يتواجهان بالتحديقات بالنبرات العالية




"أنا

أنا "

وتداعت دفاعاته سريعاً واحتدمت الصراع بين مشاعره فتهاطلت دموعه أمام عيونها


"أنت ماذا ما الأمر ؟!"

"أنا هنا و أنا..."

انكتمت أنفاسه

وجثى على ركبتيه هو يتضرع خوفاً...يجهش بالبكاء

"أنا لم أقصد ذلك أقسم "

بعقل غائب لا يستسيغ العبارة

" تقصد ماذا عن ماذا تتحدث أنت !؟ "

"لم أقصد دفعه لم أقصد أن يموت لم أقصد لم أقصد "

ارتعشت أوصال

"م..ماذا...أنت م..ما الذي تقوله ؟"

تراجع جسدها للوراء وساقيها ضعفتا عن حملها أكثر...تبحث بيدها عن أي شيء تتشبت به

تضغط على عنقها...تتلمس ما حولها كالضريرة

"أنت ما الذي تقوله يا إلهي "

وكل ما يسمع نحيب جيون...الراكع على ركبتيه والذي زحف على ركبتيه

وحنى رأسه حتى لامست ناصيته الأرض

"لم أقصد أقسم لم أقصد أقسم...أنا لم أقتل تشانغ يا إلهي "

انقطعت أنفاس المرأة نسيت كيف تتنفس...تتلمس حنجرتها وصدرها

وأصابعها أخذت طريقها لوجنتها...خدشتها بأظافرها بلا شعور

انطفأت...

"أنت أنت هل دفعت تشانغ "


وبصوت خانغ بالكاد يسمع وجبين منكسر

"أقسم لم أقصد "



و ذاب الطلاء عن الحقيقة...

وأطلقت المرأة صرخة هزت جدران البيت...تضرب جسدها و وابل من الدموع شق وجهها وحرقه لحرقة الألم

"لم تقصد لم تقصد ك..كيف..."

و زحف الرجل أكثر حتى بات قرب قدميها

"أنا هنا يمكنك فعل ما تشاءين بي "

يزحف اكثر حتى بات عند قدميها

كاد يقبل قدميها


بل قبلهما

وعيونه تآكلت من شدة البكاء...و دموعه على اقدام المرأة

"لم أقصد أقسم لست من قتله "

"توقف توقف...ما الذي لم تقصده لقد مات مات أنت قتلته أيها الحقير "

"كلا كلا كان خطأ أقسم أقسم "


تزيح قدميها بغضب وتقف...تتنفس بلهاث...ثم تعود و تدور حول نفسها...تضغط على رأسها للمصيبة التي وقعت بها

جثت على ركبتيها تستند على الأريكة...تنوح وتتعذب وهي تبكي



"أعطيك أي شيء...أنا هنا فليأخذونني للسجن ليعاقبوني "

وبصوت خافت...حتى أنها باتت متعبة من الكلام


" أتعلم أين تايهيونغ...هل تعلم !؟...لقد ذهب إليه ذهب لابنك...لأنه قلق عليه...يجب أن يقتله لا أن يقلق عليه !؟ "



وتشبت بملابسها حتى كادت عيونه تخرج من محاجرها وما زال على حاله جاثياً مذلولاً




"لا !!  أرجوكم أرجوك إلا جونغكوك لا تقتربوا منه ليس له ذنب بكل هذا...أنا المذنب أنا اقتصوا مني أنا "



رفرفرت عيون المرأة

لكن وبلحظة واحدة سكن جسد المرأة...ولا همسة

تدلى رأسها مثل خرقة بالية على الأريكة


"سيدة كيم سيدة كيم "

تلفت حوله والرعب يحيط قلبه...ما بها وكأنها ميتة



كان سبباً بموت زوجها

هل سيكون السبب بموتها




يهزها خوفاً ولا ردة فعل



ركض خارجاً من كل المنزل

طرق منزل الجيران




لكنهم الاطفال فتحوا الباب

رأى قروداً يقفزون أمامه

"أين بابا "

"بابا ليس هنا "

بصوت واحد أجابوا


أتعلمون ظرافة المواقف التي تحصل بمنتصف المصائب والتي تجعلك ترغب برمي نفسك من أعلى قمة





"يا أولاد من على الباب ؟"

صوت أنثوي سمعه ليقول للاطفال قبل أن يفر لا يريد أن يتعرف عليه أحد

"أخبروا ماما السيدة كيم التي منزلها هناك متعبة للغاية "



وأشار بإصبعه

"حاضر"




واختفى من المكان وهو يترنح

لقد أدى مهمته قتلها بكلامه وفر


لكنه يشعر أن اجله اقترب...ولن يدع الحقيقة تموت بموته

يريد أن يعترف بالذنب الذي يعذب ضميره ليل نهار ويجعله ميت حي








وجاءت الأم توبخ الصغار

"كم مرة أخبرتكم ألا تفتحوا الباب لأي كان فقط ماما تفتح الباب !"



"ماما الرجل الطويل قال السيدة كيم متعبة للغاية هناك في المنزل "

اخبرها أحد اطفالها...وأسرعهم حفظاً لجملة الرجل....وانقبض قلب المرأة...




وسارعت نحو المنزل المقصود

وكما توقعت وجدت باب البيت مفتوح...دفعته بخفة

وما لاقته لا يسر

وجدت السيدة كيم تنتفض تكاد تفقد وعيها







~~~~~~~















برقت السماء ثم رعدت تلفظ ماءها












"أوما أنا عدت "

"أوما أين أنت "



دخل وهو يحمل ابتسامة على وجهه...وفرحة بقلبه

أراد أن يخبرها أنه أصلح الأمر بعد أن افسده...أنه ليس جبان وترك جونغكوك وحده....

أراد أن يخبرها أن الأمور بخير

لكن لا شيء بخير

"أوما أين أنت "

وتلاشت ابتسامته فجأة















"أوما !! "

شهق لما وجدها ممدة على الأريكة وجارتهم بجانبها

 


اشتد المرض عليها فجأة

لا لم يكن فجأة

لا شيء يأتي بلا مقدمات وأسباب

ما حدث هدها....ما علمته أقسى من أن يتحمله وعيها

"ماذا حدث أوما انهضي !! "

لكنها لا تستجيب له

"ما بها أوما !؟ "

"لا أعلم أخبروني أنها متعبة دخلت عليها منذ برهة فوجدتها بهذه الحال  "

شعر بقلبه يعتصر دماً ...يتخبط هنا وهناك وهو يرى انكتام أنفاس والدته لتجرعها الألم المبرح مع كل شهيق و زفير...







"أوما أوما "

يرى انقلاب عيونها ورجفانها زغللتها لأنها على وشك فقدان الوعي...

استغاث بالحي كله هلعاً قاصداً الطبيب

عاينها الطبيب وأوعز بضرورة نقلها من البيت لمركز رعاية مشفى مستوصف أياً كان...لكن مبدئياً ما يقدر عليه الفتى تايهيونغ يتلخص بجلب الدواء لها...

جرعة أنسولين كفيلة بإبعاد الخطر عن والدته لهذه الليلة...

لقد ارتفعت نسبة السكري بدمها

وهذا قد يؤدي للوفاة بسهولة



من المفترض أن تحصل والدته على تلك الجرعة في الحال وإلا آل الحال لحال لا يسر بتاتاً

لكن الجرعة غير متوفرة...عليه أن يشتريها

ولعجز الشاب تايهيونغ عن المزيد من النضال بمعترك الحياة وقع بهذا الموقف

احتقر نفسه وشخصه والطبيب يصرخ به أن والدته بوضع خطير وبحاجة ماسة للدواء...شعر بنفسه جبان وليس رجل البيت...كيف سيرعى والدته بهذا الضعف كيف سيحميها بعد رحيل والده...ليس لها أحد سواه...

لكن ماذا يخبره أنه يحاول بشتى الطرق ولا يحالفه الحظ بالحصول على عمل وفوق هذا ثمن جرعة الأنسولين الباهضة...


المشافي لا تقبل أن تعطي والدته الجرعة من دون أن يدفع ثمنها...

لن تقبل باستقبالها حتى بحالة إسعافية...ولو ماتت على باب المستشفى




هذا ظلم هذا كثير أين الإنسانية...الطب ليس تجارة الطب رحمة




الأطفال من ابنة جارتهم...كانوا يتكورون حول بعضهم وهم لا يعون ما يحدث سوى أن والدة تاي الطيب اللطيف معهم والذي يجلب لهم الطعام اللذيذ  مريضة







تمنى تاي لو عاد طفلاً...لو لم يكبر








لو أن والده لم يمت

ليته هنا

هل سيفقد والدته كما فقده



لمن يلتجئ...لجونغكوك

لا جونغكوك مصاب وغير ذلك وضعه المادي أتعس من وضعه هو لن يفعل شيء سوى أنه سيقلقه

وللصدق تايهيونغ لم يحبذ أن يلتقي بجيون




ولو علم ما خفي ماذا سيفعل










سارع وقلبه يتراعد بصدره كتراعد السماء وبرقها وانهمار ماءها ...وخرج من المنزل لم يحتمي جسده سوى بالملابس التي تغطيه...نسي المظلة بل عقله محجوز

لكن قبلها ركض حيث غرفة والدته وانتشل من درجها خاتمها الوحيد المتبقي...

إنه ثمين...به حجر نادر وباهض

سيبيعه وبثمنه وسيحصل على الدواء..

قابلته المحال التجارية المرموقة والإضاءة القوية بتلك الليلة

أحياء الاثرياء ربما...أحياء لا تنتمي إليه ولا تشبهه..ولا تشبه حياته ولا عائلته...

لا لباسه ولا هيئته ولا حذائه الملطخ بالطين ينتمي لهذا المكان

بخلاف ذلك الشاب الذي لمحه تاي يسبقه بنزوله من السيارة يفتح له السائق الباب...ويجهز المظلة فوق رأسه حتى لا تناله أية قطرة مطر

لقد انتمى بشدة لهذا المكان



"سيدي الصغير وصلنا هذا هو المحل المقصود "

جيمين جاء اليوم قاصداً أن يشتري


هناك من جاء ليشتري وهناك من جاء ليبيع

وكلاهما لأجل والدته ولكن شتان شتان بين الدوافع...

أحدهما يريد تدليلها بملذات الحياة والآخر يريد لجسدها أن يستنشق رائحة العافية...


والعافية أشهى ملذات الحياة...




جيمين يشتري قطعة مجوهرات لتزين جسد والدته وتايهيونغ يبيع آخر قطعة مجوهرات لدى والدته...

هندام جيمين أنيق وحذائه أفخم

بات داخل المحل التجاري

الترحيب والتهليل من قبل صاحب صاحب المحل وعبارات الثناء والتشريفات التي لها داع وليس لها داع...

والآخر حذائه مبلول وقد لطخ الأرض طين...

بخضم انشغال صاحب المحل مع جيمين وحينما بدأ يعرض عليه التشكيلة الجديدة من قطع المجوهرات

يغريه حتى يشتري ويصبح زبوناً دائماً لمحله...وخاصة أنه ابن بارك





"من فضلك سيدي "

بانزعاج أعطى انتباهه للزبون التالي تايهيونغ وهو يتجه نحوه

"من فضلك أنت ألا ترى أنك لطخت الأرضية بالطين"

بمقارنة بديهية...لو نظرت لحذاء جيمين ستجده يلمع

كيف لا وهو لم يطئ الشارع وإن وطأه سيطأ أرقى الشوارع النظيفة

هذا الفرق بين الغني والفقير

"آسف حقاً "


وبكل أدب خرج بسرعة ونظف حذائه بفركه بالأرض...حاول قدر الإمكان التخلص من الطين العالق

لا يدري لم شعر بحرقة بعيونه

هل هذا وقت الذل كذلك فوق كل المصائب التي حلت به






"إذاً سيد بارك "

يخبره أن ينتبه على الخاتم الذي يريه إياه في العلبة السوداء لأن جيمين كان منشغلاً بمراقبة ذاك الشاب الذي ينظف حذائه في الخارج

"آه حسناً "


ودقيقتين وإذا به تاي دخل مستعجلاً ولم يأبه كون صاحب المحل مشغول مع الشاب الثري


"من فضلك أنا مضطر للغاية "




أعطاه لفتة فنهره قائلاً

"انتظرني حتى أنتهي من السيد بارك "


"انظر ماذا يريد ريثما أنتقي "

تحدث جيمين...ولأول سمع تاي نبرة صوت الشاب الأقصر منه والذي حتى يبدو أصغر منه سناً وبالتأكيد أكثر ثراء منه

إن تاي يتفوق عليه بالطول والسن

لكن بالثروة لا

تاي أخطأ بموضوع السن بالفعل


بامتعاض أجاب صاحب المحل بوجه تاي وهو يتقدم نحوه

"حسناً  "



يتضح الفرق في المعاملة بلمح البصر بين تاي وجيمين أو بين الغني والفقير

"أرغب ببيع هذا الخاتم "

أخرج علبة الخاتم بتردد ووضعه على الطاولة التي تفصل بينه وبين صاحب المحل

"دعني أر "

يتفحص خبير المجوهرات والحلي والاحجار الكريمة الخاتم الذي يرغب تاي ببيعه ملمسه لونه وبالتأكيد بعدسته الخاصة يتأكد من كونه غير مقلد

لم يصبر تاي

"كم يساوي ثمنه ؟"

"ليس الكثير "

وأخبره المبلغ

"لكنه يساوي أكثر من هذا...لقد تم شرائه بثلاثة أضعاف المبلغ المذكور !"

وضح الخبير وهو ينزع العدسة عن عينه

"هذا النوع من الأحجار غير مرغوب به هذه الأيام...كان قبل عشرين سنة منتشراً أكثر... وهذا يقلل من قيمة الحجر الموجود في الخاتم "

كان تاي بين ألف شعور وشعور...ولكن كما يقال صاحب الحاجة أرعن...تذكر والدته و وضعها الحرج

"حسناً قبلت "

يلتقط الخبير الخاتم ويحبسه بالدرج عنده...وتاي يتألم أنه يفقده



ناوله ثمن الخاتم المقدر

لقد بخسه ثمنه بالفعل



لكن هنالك من قرأ كل السيناريو المكتوب وحتى أنه قرأ ما بين السطور

جيمين لمح لمعة الخاتم تبرق حتى وصلت إليه...لديه خبرة لا بأس بها بأسماء الاحجار وتاريخها وأيها أثمن وأندر

وظلت عيونه تتبع تاي وهو يغادر المحل وكأنه على وشك مناداته

انطلق تاي بسرعة البرق مغادراً بعدما حصل على العمل الورقية وخبأها بمحفظته

عاد الآخر يفرك يديه يقدم اعتذارات جمى غير مبررة لزبونه الثري


"اعذرني سيد بارك لقد تأخرت عليك "

كيف تختلف حدة اللهجة ولينها وطريقة المعاملة للغني والفقير

"أخبرني هل لفت نظرك أي خاتم "

"أجل "

"أيها "

"خاتم ذلك الشاب الذي وضعته في الدرج "

"اه لكن إنه مستعمل وقديم دعني أرك مجموعة أخرى لعل هنالك ما يعجبك "

"أنت خبير مجوهرات وتعلم أن بعض الاحجار الكريمة تزداد قيمتها كلما عتقت... أرني إياه هيا "

"ح..حسناً لك ذلك "

وناوله إياه بعد أن جر الدرج للخارج متناولاً الخاتم مع علبته وأعاد إغلاقه...

اشار له جيمين أن يعطيه العلبة دون أن يفتحها له هو بل يريد فتحها بذات نفسه

بأنامله أمسك العلبة وبدأ يقلبها بين يديه ويمرر أنمله على النقش المرسوم على العلبة

لقد لفتته فخامة العلبة بالفعل

وجوهرها أثمن

ظل جيمين يبحلق بالخاتم ويتلمس الحجر الرقيق والذي كأنه مصنوع من زجاج

بريقه ولونه خامته

بتلاعب و ركازة خامة صوت نطق

"إن كان الشاب غير خبير بالمجوهرات وما تستحق فأنا لست كذلك أيها التاجر المحتال إياك والتحايل واللعب معي "

"ع..عفواً "

"لا تراوغ يا هذا بغمضة عين أجزك في السجن بأمر من والدي بارك هيون بتهمة الاحتيال "

"م..من ف.فضلك "

"لربما الشاب بحاجة ماسة للمال ولذا تخلى عنها وباعها وثانية قلة خبرته بثمنها وقيمتها هل تستغل هذا  "

"ل..لا سيد بارك ما هذا الذي تقوله إن سعره يساوي كما دفعت للشاب "

"لا تثر غضبي أنا هنا أعلم ما يساويه هذا الخاتم !!

لم اعد أريد أن ابتاع أي شيء من هنا "

"س..سيد بارك أرجوك دعنا نتحدث "

"اغرب عن وجهي أكره المحتالين والدجالين سأحرص على إخبار والدي عنك "

"أرجوك من فضلك انتظر "

" اغرب عن وجهي يا هذا "

خرج جيمين من المتجر والرياح القوية تحرك معطفه الطويل وهو يمسك رأسه ويحمي شعره المتطاير

"ما الأمر سيدي الصغير ؟"

"أيها السائق هل تعلم لأي جهة اتجه الشاب الذي غادر قبل قليل هو أطول مني و وجهه وسيم "

"أجل انعطف من تلك الجهة "

ركض جيمين  و تبعه سائقه

"هيا انطلق لا أظنه ابتعد ما دام يسير على قدميه "

اطاعه وتحركت السيارة الكلاسيكية سوداء اللون لامعة

يقود السائق بسرعة منخفضة ويبحث جيمين بعيونه بين الأشخاص عن ذلك الشاب

يمكنه بالفعل ملاحظته بسرعة كونه وسيم يمتلك وجهاً خلاباً ملفتاً....







"توقف إنه هناك "

لم يهتم تاي لصوت السيارة التي وقفت قربه وهو يسير بسرعة كبيرة متعجلاً يرغب بالحصول على الدواء...وتوقفت السيارة وترجل جيمين من السيارة بسرعة حتى دون أن يغلق بابها

"لكن سيدي الصغير ستمرض "

فهبوب الرياح ليس مزحة...وتجاهله وتابع ركضه مثيراً استغراب السائق للهفة جيمين الذي لا يلقي بالاً لأي شيء

لم يكترث جيمين لنداء السائق كل ما يشغله ذلك الشاب

"أنت توقف عندك "

وتلقائياً استدار عنق تاي وتوقف عن المشي ...وأخيراً تعرف عليه تاي لقد غاب تفكيره لأنه مشوش من ناحية ما يحدث معه ...أليس هذا هو ذاته الشاب الثري الذي كان معه قبل قليل في المتجر

"ماذا هناك "

وهبت رياح قوية محملة برائحة البرد والشتاء القارص

وسريعاً جيمين أخرج العلبة من جيبه وشعره يتطاير 

يلوح تلك العلبة بيده

"لقد احتال عليك ذلك الرجل إن هذا الخاتم يساوي أكثر من هذا "

"من أنت ولم العلبة معك  "

" أنا رأيتك وأنت تبيعه الخاتم...أنا أعرف أنا أتردد على متاجر المجوهرات وأعرف قيمتها الحقيقية "

فرك تاي جبهته

"هذا المحتال "

يهسهس تاي

ما تزال العلبة بمتناول يدي جيمين...وعيونه عليه امتدت قربه من الفتى جيمين

أمسكها وسحبها من بين يدي جيمين

لقد عاد إليه حقه وجاء إليه...

لم يميز جيمين هل الفتى عيونه تدمع حقيقة أم أنها من برودة الجو


تسارعت خطوات تاي عائداً أدراجه حيث المتجر ذاته

أما جيمين ركب السيارة وأمر سائقها أن يحركها...لديه فضول لرؤية ماذا سيحدث

لم تتحرك السيارة سوى لمسافة قصيرة للغاية وعادت وتوقفت أمام المحل

ظل في الخارج من نافذة سيارته يحدق من نافذة واجهة المتجر الكبيرة التي تعرض بعض المجوهرات

يشاهد الشاب يتحدث بعصبية وأيضاً يضرب الطاولة وبعدها يرمي النقود بوجه صاحب المتجر

"لو كنت مكانه للكمته بحذائي على وجهه "

تنتاب السائق رغبة بالضحك على كلام جيمين



وخرج تايهيونغ من المحل هائجاً

أما صاحب المحل فشاهده جيمين يقترب من واجهة المحل الزجاجية يرمق جيمين بنظرات حاقدة

والآخر بتصرف طفولي مد لسانه على الرجل

الذي اشمئزت ملامحه واحمر وجهه مزيحاً الستارة يغطي الواجهة حتى يحجب نفسه عن رؤية جيمين

فانقلب جيمين على ظهره ضاحكاً

"انظر إنه أحمر كالطماطم يستحق "

وجد جيمين تاي يقف قرب النافذة ولذا فتح باب السيارة قائلاً

"اصعد قليلاً "

"لا داعي أنا مستعجل للغاية فقط أود شكرك "

"لن أؤخرك هيا اصعد "

وصعد تاي و أراح جسده على مقاعد السيارة الجلدية الطرية

ولم الكذب تاي يركب سيارة للمرة الأولى في حياته

وهنا في كوريا فقط فاحشي الثراء يمكنهم الحصول على سيارة

إنهم يتفاخرون حينما يتقلدون بأوروبا

التمعت عيون تاي وهو يجلس داخل السيارة لكنه أطفأ بريقها حفاظاً على كرامته

تحمحم تاي وتذكر نا هو بأجله هنا

"أنا اشكرك حقاً "

"لا داعي قل لي هل ما تزال ترغب ببيع الخاتم "

حدق تاي حيث ما تزال العلبة بين يديه

"أجل "

"أنا سأشتريه منك لقد أعجبني للغاية...سادفع لك ثلاثة أضعاف ما دفعه ذلك الرجل "


تردد تاي ولمح الأقصر هذا التردد

" ما رأيك..أنا لا أبخسك ثمنه..حجر كهذا هذا ما يستحقه "

"لا بالتأكيد أعجبني..أنا مضطر للمال شكراً لك "

ألقاها تاي من بين يديه و وضعها بين يدي جيمين

أخرج جيمين حفنة من النقود...قام بعدها

وناولها لتايهيونغ الذي اخذها حاشراً إياها في جيبه

ويمسك جيمين العلبة يتأمل الخاتم معلقاً بعفوية

"سيعجب أوما كثيراً... إنه غير موجود بمجموعتها "

وأسرها تاي في نفسه حسرة وصبراً مراً

معطياً إياه ابتسامة مريرة

ما كان ملكه بات ليس له بغضون ثوان

فقط المال يفعل كل شيء

يسلبك ويسلب من غيرك

"حسناً علي الذهاب...شكراً لك يا "

"جيمين "

"وأنا تايهيونغ تشرفت بمعرفتك "

مد تاي يده للمصافحة فبادله جيمين





باغت تاي الفتى ذو الحجم الصغير بعناق لتعزيز الشكر والامتنان...وغرق جسد جيمين بجسد تاي

وهنا أيقن تاي اكثر أن هذا الفتى أصغر منه سناً

"شكراً لك حقاً "

ظل جيمين يرمش و ذراعيه متدليتان حتى رفعهما قليلاً وساور ظهر تاي بشدة خفيفة...

ولمح جيمين عيون الفتى تلتمع...كانت دامعة

لم يعلم جيمين مقدار الامتنان الذي يحمله له تاي بمجرد أنه لحق به ليخبره أنه تم خداعه...هو بحاجة للمال الكثير بأية طريقة وهذا ليس الوقت الملائم ليخسر المال

ونزل تايهيونغ من السيارة...

وظل جيمين يحدق من النافذة يشاهد ابتعاد الشاب ذاك...

كانت إحدى الأشياء التي شعر بها جيمين لأول مرة بشيء غريب

عناق صادق وابتسامة صادقة وعيون دمعت بصدق

التمس جيمين شيئاً حقيقياً

حصل على عناقات لا تعد ولا تحصى

بالحفلات واللقاءات والتكريمات

من شبان وفتيات

لكن طعم هذا العناق مختلف

لأنه كان صادقاً

ولأن جيمين لم يرض الظلم والاحتيال











"أتشو

أتشو "


وتدمع عيون جيمين بعد العطستين




"أخبرتك سيدي الصغير ستمرض...أنت لا تحتمل حتى هبة النسيم الباردة "

"أنا قوي سأحتمل لا تقل هذا "


لا تصدقوه دوماً بعد هذه الجملة يقع طريح الفراش ليومين




~~~~~~~














"أيها الطبيب أيها الطبيب أحضرت الدواء ! "

يلهث وكأنما يحمل انتصار العالم بين يديه...

لقد اشترى الدواء...اشترى جرعة أنسولين ستنقذ والدته من الموت

لم يحصل على واحدة بل على ثلاثة

ثلاث جرعات

لم يكن ليقدر أن يشتري ثلاثة...بل واحدة فحسب.. لو أنه وقع فريسة النصب والاحتيال من قبل صاحب المجوهرات

وبفضل جيمين تمكن من الحصول على المبلغ المستحق




حقن الطبيب والدته بالجرعة

وتظل عيون تاي تبرق منذرة بسقوط دموعها حتى أنبأه الطبيب أنها تجاوزت مرحلة الخطر...

إنه أسوأ الايام التي يواجهها تاي...حينما تقع فريسة بين الحياة والموت...كل يشدها إليه



وغادرهم الطبيب...







ظلت الجارة تواسيه وتطبطب على كتفه

"في حال حدث أي شيء لا تتردد بطلب المساعدة تايهيونغ "

"شكراً لك وآسف على إتعابك "

"لا تقل ذلك لا تقلق ستتحسن كن قوياً لأجلها "

أومأ لها

عادت تلك الجارة حيث بيتها وأولادها



لكنه تسائل ما الذي أوصل أمه لهذه الحال

إنها تنتظم بأدويتها وبأنواع الاطعمة التي يجب أن تتجنب تناولها

هل أكلت شيئاً ما

هل تعرضت لضغط نفسي

والأخيرة هي الصحيحة

تعرضت لما كاد يقتلها...ولحسن الحظ أنه انتهى بنجاتها

لكن لن بنجو أحد منه في الأيام القادمة

وها هي السيدة كيم تفتح عيونها على سقف غرفتها

لتجد رأس ابنها غاف بجانبها

التفتت حولها تحاول أن تراجع ما حدث معها قبل فقدان وعيها

وليتها لم تتذكر

ذرفت الدموع بصمت...ويدها تتلمس رأس ابنها تمسح عليه حسرة وخوفاً من كل شيء


كيف تعارضت الأقدار واختلفت



في الوقت الذي فيه كان ابنها يعانق ابن قاتل زوجها ويمسح دموعه

كان يجب أن يغرس سكيناً بقلبه وبقلب والده

ما الذي سيحدث






~~~~~~~~









يتبع....














كيف البارت ؟













ما زال هنالك المزيد







❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

299K 14.6K 94
Riven Dixon, the youngest of the Dixon brothers, the half brother of Merle and Daryl dixon was a troubled young teen with lots of anger in his body...
190K 8.6K 107
In the vast and perilous world of One Piece, where the seas are teeming with pirates, marines, and untold mysteries, a young man is given a second ch...
796K 29.5K 97
𝐀 𝐒𝐌𝐀𝐋𝐋 𝐅𝐀𝐂𝐓: you are going to die. does this worry you? ❪ tua s1 ⎯⎯⎯ 4 ❫ © 𝙵𝙸𝚅𝙴𝙷𝚇𝚁𝙶𝚁𝙴𝙴𝚅𝙴𝚂...
57.1K 6K 31
ချစ်ခြင်းမေတ္တာတေကတော့ပေါပေါသီသီပါပဲ လိုချင်ရင်အလိုရှိသလောကပြေါ့... မပြည့်စုံတဲ့ဘဝထဲကိုတော့ အရာရာစွန့်လွှတ်ခိုင်းပီးမခေါ်ရက်ခဲ့တာ...မြတ်နိုးလို့ပါ.. ...