كاتريكوس

By marselinewrite

6K 414 117

" أنا وحش." قلت بصوت مهزوز. " هل علمتِ الآن تفسيري؟ هل علمتِ لماذا أنا بهذا الشكل؟ هل تعرفتِ على أسباب كآبتي... More

|1| مُدخل.
|2| تذكّر أنني مستعدٌ دائماً.
|3| قطرة مطر.
|4| لا تشكريني، اصنعي لي باستا.
|5| لا تمزق نفسك فأنا لن ألصقك.
|6| أنا أقاتل في معركة.
|7| أنا مُتعب.
|8| لديّ طرقي الخاصة يا فتى.
|9| دايفد بيكهام ... زوجي العزيز.
|11| مزيجٌ لاذع ومُر.
|12| أنتَ فاشل، أنا الفائزة.
|13| تستحق أن يحبك أحدهم.
|14| حضني مفتوح لاحتواء حزنك.
|15| عيناك غائرتان.
|16| لقد فسدت الليلة.
|17| سيدة غامضة.
|18| صديقي المقرب.
|19| طعام المطاعم الفاسد.
|20| ويسكي على الثلج، غروب الشمس وعناقيد العنب.
|21| سيد نموذجي.
|22| ألن تغنِ لي؟
|23|لا تحزن.
|24|يا لجمالها!
|25|منزل مهجور مليء بالأشباح.
|26| أنتِ هالكة!
|27| أنا الذي انتهى.
|28| هذا الوحش أصبح مولعاً بك.
|29| أريد تفسيراً.
|30| لا بأس على قلبك.
|31| مزعجة بطريقة تجعل قلبي يحبك.
|32| مجرّتي.
|33| مفاجأة.
|34| أقبل بك وأحبك.
|35| النهاية.

|10| نشالتي العزيزة.

142 8 0
By marselinewrite

"دي البشعة، لن تصدقي كم أنا سعيد لأنني لن أرى وجهك طوال أسبوع كامل." قلتُ عندما فتحت لي باب شقتها بعد طرقي المتواصل عليه.

" بلايث أيها الوغد، ما الذي تريده مني في السادسة صباحاً؟ هل أنت غبي أم أحمق؟ أم كلاهما؟ قل ما تريده بسرعة لأنني أريد النوم." قالت وهي بالكاد قد فهمت ما قلته تمتماتها الغريبة بدت مضحكة، عيناها بالكاد تفتحان وهي تستند على الباب تحاول النوم من جديد، أخرجت هاتفي ألتقط صورة لها بسرعة وهي تنظر لي بعدم استيعاب.

" أنا مسافر الآن، أراك بعد أسبوع يا حمقاء." قلت لتغلق الباب في وجهي بعنف وسمعت صوت تمتماتها الكثيرة وهي تمشي باتجاه غرفتها، أرجو أن تتخطى الأمر حتى عودتي، ربما إذا اشتاقت لي ستسامحني على أمر الصورة هذه.

ضحكت وأنا أحمل حقيبة السفر خاصتي متوسطة الحجم بيدي اليمنى، والأخرى التي تحوي حاسوبي المحمول والكاميرا خاصتي في اليد الأخرى وأنزل درجات السلم للأسفل.

كما هو مخطط من السيد بالون سأذهب إلى المدينة المجاورة لتغطية مؤتمر صحفي لأحد الأشخاص المهمين، على حد قول السيد بالون، والذي أصر على أن أكون أنا الشخص الذي سيقوم بالتصوير، كتابة المقال وتدقيقه بشكل يعجب ذوق السيد بالون ويرضي مزاجه العكر كماء المستنقعات، ثم إرساله في مساء ذلك اللقاء الصفحي ليتم نشره في الصباح مع العدد الجديد الصادر صباحاً على مواقع التواصل.

وهذا فقط كان متعباً بشكل لا يصدق، ويحتاج عملاً لما يقارب الثماني ساعات بلا توقف.

أنزلت الحقيبتين من يدي أضعهما على الأرض ريثما أتجه وأفتح صندوق سيارتي الخلفي لأضع الحقيبة الكبيرة هناك والصغيرة سأضعها في المقعد المجاور لمقعد السائق.

الطريق من هنا إلى المدينة المجاورة يستغرق ثلاث ساعات بقيادة السيارة على سرعة متوسطة، لأنني لستُ من النوع الذي يحب السرعة، بل وأخاف منها.

كما أنه لدي الكثير من الملفات الصوتية التي سأحتاج لسماعها والإجابة عليها على الطريق لقتل الوقت الطويل.

فتحت الباب الخاص بسيارتي أصعد وأنا أضع حقيبتي على الكرسي المجاور، لقد تأكدت صباحاً من الوقود، والخزان ممتلئ بشكل جيد، كما وقد غسلتها البارحة مساءً وأصبحت نظيفة مجدداً كما أحب رؤيتها دائماً، سيارتي الجميلة والرائعة.

" حسناً  بلايث لتتفقد أشيائك الهامة جداً.

هاتفي، موجود.

حاسبي المحمول والكاميرا خاصتي، موجودان.

ساعتي الذكية، موجودة.

دفتر ملاحظاتي وأقلامي، موجود.

قابس الشاحن خاصتي، موجود.

سماعاتي اللاسلكية، موجودة.

طعامي والماء خاصتي، موجودان أيضاً." هذه أهم الأشياء التي أحرص دائماً على وجودها معي عندما أسافر والآن هيا لننطلق.

وضعت المفتاح في مكانه أديره وأنا أضغط على الوقود لتعمل سيارتي، مشيت بها أخرج من الحي وأتجه للطريق الرئيسي الذي سيأخذني للطريق السريع ثم للمدينة المجاورة.

للآن لم أحفظ اسمها.

وضعت هاتفي على الحامل الخاص به أتفقد الاشعارات الخاصة بي، لا يوجد شيء هام للأسف، عدة رسائل من كايسي تشتمني بها، رسالتين من دي تتوعدني بالقتل إن لم أحذف تلك الصورة، تباً كانت واعية لتلك الصورة، من الجيد أنها لم تنقض في ذات اللحظة، رسالة من السيد بالون يخبرني أن أفعل أكثر مما بوسعي فعله وإلا سيطردني، ذلك أيضاً في حال أنوالمقال لم ينل إعجابه، ورسالة من توم يسأل عن دي ولماذا لا تجيب على اتصالاته.

ربما لأنها نائمة يا غبي.

تركت رسائل كايسي وديانا وأجبت على سالة السيد بالون برسالة صوتية سريعة أخبره أنني سأفعل وأن يلتفت هو لأعماله، طبعاً الجزء الأخير كان في عقلي وإلا كنتُ مطروداً الآن.

أرسلت تسجيلاً لتوم أخبره أنها نائمة وأن هناك نسخة من مفاتيحها تحت أصيص النبتة التي تزين بها باب منزلها، لقد وضعته مؤخراً ولا تعلم أنني أعلم بمكانه.

تنهدت أضع ملفاً صوتياً وأضع  ملاحظاتي على الهاتف أستمع جيداّ للملف وأدون ما يلزمني وأحذف ما لا أحتاجه منه.

كنتُ أقود السيارة ومضى بالفعل ما يقارب الساعة وأنهيت كل الملفات الصوتية أثناء قيادتي البطيئة للسيارة، ربما أكون سلحفاة بحانب السيارات السريعة التي تمر بقربي طوال هذه الساعة.

تركت كل شيء وركزت على الطريق أرفع من سرعتي قليلاً بعد أن وضعت موسيقى هادئة ذات نغمات رقيقة تساعدني دائماً على الاسترخاء وتخفف من الثقل الذي أحمله في قلبي.

قطعت نصف الطريق المتبقي وأنا أستمع لتلك الموسيقى فقط، وعندما مضى بالفعل ما يقارب الساعتين والنصف شعرت بتبيس جسدي و حاجتي الشديدة لشرب القليل من الماء.

توقفت على أحد الطرق الفرعية للطريق السريع أنزل من السيارة وأما أسمع طقطقات عظامي التي كانت مشدودة لساعتين وأكثر وأتحرك حتى ألين مفاصل ظهري التي تيبست بفعل الجلوس الطويل ذاك.

دلكت كتفي بيدي وأنا أنظر للمكان الهادئ من حولي إلا من مرور عدة سيارات بين الفينة والأخرى، وأصوات اصطدام عجلاتها بالطريق بصوت مزعج نظراً للسرعة التي يقود بها الجميع على هذا الطريق السريع.

أفهم سبب التسمية الآن بشكل حرفي.

فتحت الباب الجانبي أخرج حقيبتي التي تحوي على الطعام خاصتي والذي قد حضرته دي البارحة وتركته لي في الثلاجة حتى يحفظ جيداً.

أغلقت الباب أقفز وأجلس على مقدمة السيارة متربعاً أرقع قدمي فوقها وأنا أضع الطعام أمامي أفتح العلبة التي تحوي على البيتزا التي قامت دي بصنعها وأفتح زجاجة الكوكاكولا التي أحضرتها معي في الطريق.

قضمت قضمة وشكرت الله ألف مرة ومرة على حصولي على دي التي تستمر بجعلي أحبها بواسطة طعامها الرائع واللذيذ الطعم، كم أنها مبدعة في هذا الأمر حقاً.

طبعاً بعيداً عن كونها غبية ولا تفكر بعقلها بعض الأحيان، وعاطفية بشكل لا يصدق وجنونية منذ أن عرفتها، أنا حقاً أحب هذه الفتاة، التي تجعلني أفخر بصداقتي الجميلة معها.

أنتهيت من غدائي لأغلق العلبة التي أصبحت فارغة وأعيدها للكيس التي كانت بداخله ثم أعيدها إلى حقيبتي لأعطيها ليد لاحقاً، وأرتشفت بعدها عدة رشفات من زجاجة الكوكاكولا خاصتي قبل أن أنهيها و أضعها في صندوق السيارة حتى أتذكر رميها في أقرب مكب للقمامة أجده في طريقي.

فتحت باب سيارتي تزامناً مع انطلاق رنين هاتفي، ركبت أنظر للأسم الذي يزين شاشة العرض والتي لم تكن سوى سيا، النشالة خاصتي.

" مرحباً بلايث، اشتقت لك يا رجل." صرخت في اللحظة التي فتحت فيها الخط أجيب على اتصالها.

" أهلا بالنشالة خاصتي، كيف حالك؟ اشتقت لك أيضاً." أخبرتها لتضحك من الجهة الأخرى. " بخير وتوقف عن ندائي بهذا اللقب. والآن، احزر ماذا؟ احزر ماذا!" قالت بغيظ في البداية تحول إلى حماس تصرخ لأضحك على حماسها اللطيف الشبيه بخاصة الأطفال.

"ماذا؟" سألتها أضع الهاتف في مكانه أفتح مكبر الصوت، وأعيد تشغيل سيارتي  لتدب الحياة فيها من جديد.

" أنتَ متجه إلى المدينة المجاورة لتقوم بمؤتمر صحفي أليس كذلك؟" قالت بسؤال وانتظرت إجابتي لأهمهم لها.

" أجل لماذا؟" سألت.

" سأكون هناك!" صرخت بفرح لابتسم وأشعر بأنها بالفعل تقفز من السعادة.

" لماذا ؟" سألت بعد لحظات.

" عمتي تقطن هناك، وأنا ذاهبة لأزورها، كنتُ سأزورها بعد شهر ولكن لأنك ستكون هناك فقد سرعت من زيارتي لأذهب إليها مبكراً، منه أراك ومنه أزورها." ضحكتْ في نهاية حديثها، وهذا جعل ابتسامة تنمو على شفتاي.

" ولماذا تريد النشالة خاصتي رؤيتي؟" قلت والابتسامة لم تفارق شفتاي انعطف على أحد الطرق.

" ألم أخبرك أنني اشتقت لك؟ بلايث العجوز، لقد بدأت تنسى بالفعل، أخشى أنك كبرت." قالت وضحكتُ على حديثها واستنتاجاتها الغريبة.

هذه الفتاة تستمر بإبهاري.

___________________________


" سيد بانديني. هل يمكنك أن تشرح لنا أهم النقاط الأساسية في مشروعك الجديد ؟" قالت إحدى الصحفيات التي كانت بجانبي تسأل الشخص الذي جئت اليوم لتغطية مؤتمره الصحفي، كان من أكبر رجال الأعمال في إنجلترا ومشاريعه يتم تغطيتها بالكثير من الأموال مع الدعم الكبير من الدولة.

" مشروعي يستهدف البنى التحتية، سنقوم بعملية كبيرة لتجديد البنى التحتية في كامل أنحاء إنجلترا سنستخدم كل الوسائل الممكنة وكل الإمكانيات لتكون إنجلترا أفضل.

كما أننا قد لاحظنا خلال السنوات الماضية الكثير من الشكاوي بخصوص البنى التحتية للمدن والقرى الإنجليزية وهذا بكل تأكيد أمر مهم يجب علينا التحرك لأجل إصلاحه كما يجب تماماً." قال واستمر بعدها بالحديث لما يقارب الساعة يشرح لنا ما نريد ويجيب على أسئلة الصحفيين الذين قد جاؤوا من أماكن مختلفة من إنجلترا بالفعل.

هذا سبق صحفي لكل الجرائد.

وبالطبع الجميع يريد أن ينال مقاله العدد الأكبر من الإعجابات والشراء لجريدته، طبقاً لمعايير المصداقية والتي تؤثر في الشخص المتلقي بشكل أكبر.

انتهى هذا المؤتمر بعد ساعتين من التعب، وعدت بعدها للفندق أكتب المقال وأدققه بأسرع ما يمكن لأرسله للغبي بالون.

خمس ساعات من الكتابة والحذف، النسخ واللصق، والإستماع المتكرر للتسجيل الصوتي الذي قمت بتسجيله للمؤتمر الصحفي، اختيار الصور المناسبة لتخدم موضوعي، ودراسة حالة المدعو بانديني من خلال كلماته التي أعدت التأكيد بها آلاف المرات.

لقد حفظت ذلك التسجيل الصوتي الغبي بالفعل.

عندما انتهيت كان صوته لا يزال يتكرر في رأسي، وتنهدت بتعب أنظر لأكواب القهوة السبعة بعدد ساعات جلوسي على هذا المكان، أرسلت المقال المرفق بالصور للسيد بالون عبر بريده الإلكتروني، ثم اتصلت به أخبره بأنني أرسلته بالفعل، ولأول مرة منذ سنوات في عملي معه قال شكراً، بالطبع سيقولها أنا هنا أموت من شدة التعب.

من الجيد أن شكرني. وإلا كنت سأصفق رأسه بالطاولة عندما أعود إلى الصحيفة.

تنهدت بتعب أستلقي على السرير بعد مرور ساعة أخرى، أكلت فيها طعامي الذي طلبته من الفندق، وأخذت حماماً سريعاً كان له الفضل في جعل أعصابي ترتخي، وعضلاتي المشدودة من التعب ترتاح أخيراً.

رن هاتفي لأبحث عنه بدون الوقوف، وبدا بعيداً جداً.

كان على الطاولة حيث كنت أجلس بعيداً عن السرير المريح الذي أستلقي عليه، قررتُ تجاهله ولكنني لم أستطع عندما عاد للرنين مرة أخرى.

تأففت وأنا أرفع جسدي بتعب من على السرير أتوجه نحو الطاولة التي كنت أجلس عليها أحمل هاتفي وعندما كنت سأنظر للمتصل انتهى الاتصال.

لحظة واحدة وعاد الهاتف للإضاءة، كانت سيا.

هذا هو الاتصال الثالث، مكالمة مرئية.

فتحت الاتصال أنظر لوجهها الذي ظهر على الجهة المقابلة وأنا أراها تضحك.

" كيف حالك أيها الصحفي المشغول ؟" قال لأضحك بتعب وأمشي بخطوات بطيئة نحو السرير، أرمي بنفسي فوقه. " متعب للغاية." قلت أراها تتحرك من مكانها.

" عملاً موفقاً. هل انتهيت؟" سألت لابتسم. " أجل منذ ساعة تقريباً." قلت.

" هل أنت مستعد للذهاب معي إلى مكان جميل؟" قالت وجلست في مكان شبه معتم، بدا كأنها شرفة نظراً للضوء الخافت الذي ينبعث من خلفها.

" لا أعلم، لكنني متفرغ لثلاثة أيام." قلت لتصفق بيديها بعد أن وضعت الهاتف أمامها على طاولة ربما؟

" هذا جيد. أنا أيضاً سأمضي ثلاثة أيام." قالت ترفع شعرها بيديها تربطه على رأسها في كعكة.

" ماذا سنفعل نشالتي العزيزة؟" قلت لتنظر لي بشزر.

" ألن تتوقف عن ندائي بهذا الاسم الغبي؟' قالت واستطعت رؤية الملامح القاتلة التي تشكلت على وجهها.

أنا متورط مع ملايين العنيفات يا سادة.
أرجوكم اغفروا لي أخطائي، ربما أغادر الحياة بدون سابق إنذار على يد واحدة منهن.

" لا." قلت وأنا أضحك بدون فكاهة لتنظر لي للحظات قبل أن تشاركني الضحك.

تباً، كنت على وشك كتابة رسالة موتي بسبب نظرتها القوية تلك.

" لم تخبريني ماذا سنفعل؟" قلت لتضحك وكأنها تخطط لشيء ما. " سترى قريباً، لن أخبرك بلايث، سمها مفاجأة." قالت ليكون دوري في العبوس.

أنا أكره المفاجأت، وأكره انتظارها بشدة.

_____________________________

" أين هي هذه الفتاة ؟" تأففت وأنا أقف في أحد الشوارع حيث أخبرتني سيا أن انتظرها لنذهب سوياً إلى مكان المفاجأة التي قامت بتحضيرها لي على حسب قولها، لقد مللت.

لقد أمضيت أكثر من نصف ساعة في انتظارها، كم مرة كان علي أن أخبرها أنني أكره الانتظار؟

كنتُ أتكئ على ظهر سيارتي، لاستقيم وأنا أعاود الاتصال بها للمرة الألف ولكن لا أحد.

شعرت بثقل على ظهري وصياح ينطلق في أذني لأوازن نفسي بصعوبة وأمسك بالأقدام التي التفت على خصري. " اشتقت لك أيها الوغد." قالت سيا في أذني تصرخ بالمعنى الحرفي لذلك، والناس من حولنا بدأت بالنظر لنا بغرابة لجنونها هذا.

" هل هذه المفاجأة التي كنتِ تحضرينها؟" سألتها وهي لا تزال متشبثة بظهري تلف ذراعيها حول رأسي، رأسها يلامس رأسي وشعرت بابتسامتها ضد جلد خدي.

" لا هذا جزء منها، أنزلني." قالت لأفلت ساقيها التي كنتُ أمسكها خوفاً من سقوطها والتففت للخلف لتقفز نحوي مجدداً وتعانقني، ألا تمل؟ لكنني هذه المرة شاركتها العناق، فحقاً قد اشتقت لها.

" شعرتُ كأنها سنة وليش شهر واحد." همست وبدت لي درامية كديانا.

" ليس لهذه الدرجة سيا." قلت لتضحك وتبتعد.

" لنركب السيارة، سنذهب لمكان ليس ببعيد كثيراً." قالت وأتجهت للجهة الأخرى وفتحت باب السيارة تركب، لأفتح الباب خاصتي وأضع المفتاح في مكانه المخصص أمسك بالمقود وأدوس على دواسة الوقود بقدمي.

" إذن، كيف مضى هذا الشهر عليك بدوني ؟" قالت لأضحك على ثقتها الزائدة حقاً.

" لا بأس به بصراحة، متعب، مليء بالعمل وبأوامر السيد بالون، هذا فقط، وأنت؟" سألتها أخطف نظرة نحوها لأجدها تجلس بشكل جانبي ظهرها لباب السيارة ووجهها لي.

" مقيت، كان بغيضاً، طردت من عملي والمنزل الذي أسكن فيه يريد مالكه رفع إيجاره على الرغم من أنه صغير، والدتي تتصل باستمرار تسألني متى سأتزوج لتطمئن علي قبل موتها حرفياً كان شهراً بائساً." قالت تتنهد لأنظر لها.

" لماذا لا تأتين لتسكني في المدينة؟ " قلت أول سؤال خطر في ذهني.

" لم أفكر في الأمر، كنتُ أعيش مع والدي في الريف كما تعلم، ولكن عندما توفي لم أستطع ترك المنزل ولهذا وافقت على كل مرة برفع المالك الإيجار لكن عندما فقدت عملي أصبح الأمر لا يطاق وهو يهدد بطردي خارجاً في كل مرة يراني فيها." قالت.

" ديانا، أتعرفينها؟ يمكنك السكن عندها ريثما تجدين منزلاً لنفسك وعمل. أما بشأن الوظائف يمكنك البحث عن أي عمل هنا في المدينة، يوجد الكثير من المدراس بما أنك خريجة من كلية الآداب يمكنك أن تكوني معلمة ببساطة، ولا تخافي من أمر المسكن كما ذكرت، دي خاصتي يمكنها حل الأمر، لديها غرفة إضافية في منزلها أظن أنني أملك طريقة تجعلها توافق على أن تأخذيها." قلت أتذكر أمر الصورة، سأجعلها توافق مقابل أن أحذفها، ضحكت داخلياً.

" يا إلهي. بلايث أنت رائع! هل أخبرتك كم أحبك؟" قالت تقترب مني بسرعة تقبل خدي وتحتضن ذراعي بلطف، نظرت لها وابتسمت.

" لا لم تخبريني للأسف!" قلت أضحك لتضحك هي الأخرى.

" أحبك كثيراً، لكنك ستحصل على جارة مزعجة للغاية." قالت تبتعد وتعود للجلوس على مقعدها.

" هل تجيدين صنع الباستا؟" قلت لتنظر لي ببلاهة.

" أجل لماذا؟" قالت لأبتسم بسعادة." أجل، أصبح لدي بديل. ولا تخافي تحملت دي وصراخها لمدة خمسة سنوات لأنها تعرف كيف تصنع الباستا." قلت لتضحك وتصفع ذراعي بيدها وابتسامة هادئة أخذت طريقها إلى وجهي، هذه الفتاة تعرف كيف تجعلني ابتسم.

أوقفت سيارتي عندما أعلن هاتفي وصولنا للموقع الذي حددته سيا. وفتحت الباب لأنزل وهي تبعتني بصمت. كان على أحد الطرق العامة أقفلت سيارتي وسحبت سيا يدي تركض وتشق طريقها نحو الغابة لأركض خلفها.

" ببطء قليلاً سيا، لماذا السرعة؟" قلت لتضحك وتكمل ركضها ويدي لا زالت بحوزتها تسحبني خلفها في طرق الغابة.
الأشجار كانت حولنا وبدت حقاً تعرف هذا المكان.

مشينا فترة لا بأس بها وتعثرت ثلاث مرات بحجر أو صخرة لم أراها بسبب مجاراتي السريعة لخطواتها.

دخلنا إلى خلف أحد الشجيرات المتجمعة وراء بعضها وتوقفت سيا أخيراً بعد لحظات أمام نهر طويل تجلس على أحد الصخور التي بجانبه وهي تشير لي بيدها أن أجلس بجانبها بدون كلام.

المكان كان هادئاً للغاية، لا يخلو من من أصوات العصافير وحركات أوراق الأشجار بفعل الرياح الهادئة بمثل هذا الوقت من السنة، إنه الخريف.

لقد بدأ يلوح في الأفق وعدة أيام وتختفي كل هذه الأوراق لتحل مكانها الأوراق الصفراء والبرتقالية التي ستملأ الأرض بألوانها الزاهية وجو الخريف المبهج.

كم أحب الخريف.

" هل هذه المفاجأة ؟" همست بالكاد لكن متأكد من أنها سمعتني نظراً لتلاصق كتفينا وأجسادنا ببعضها البعض، لم أرد أن أفسد هذا الهدوء الجميل بصخب صوتي.

" ربما، يمكنك احتسابها كذلك. أردت أن أعرفك على هذا المكان الجميل، كنتُ آتي لهنا كثيراً مع أصدقائي عندما كنتُ أقطن هنا قبل أن ينتقل والداي للريف للحصول على حياة هادئة بعيداً عن صخب المدينة." قالت بهمس مماثل لخاصتي وأنا هززت رأسي على كلامها.

وتذكرت الجسر خاصتنا في قرية سيا وهذا جعل الابتسامة تتوسع على وجهي. " لدينا ارتباط وثيق مع الأنهار." قلت لتضحك بصوت خافت.

" هل تقصد جسر القرية؟ حيث التقينا أول مرة." قال تحضن ذراعي بيدها وتتكئ عليها برأسها، إنها تأخذ راحتها أكثر من المطلوب، فكرت.

ولكن عندما تذكرت كايسي التي تجلس في حضني بشكل مريب، ودي التي تقبل خدي وتلعب بشعري وتصرخ لأنه أنعم من شعرها علمت أن ما فعلته سيا كان عفوياً بشدة ولا خطأ فيه.

" هل نذهب إلى مكان ما لنتاول الطعام فأنا جائعة." قالت بعد لحظات من الصمت الجميل لأبتسم.

" ماذا ناكل؟" سألتها.

" باستا أم بيتزا؟" سألت تبتعد عن ذراعي تنظر لي وترفع أصبعيها تخيرني بين شيئين، وهذا بدا خيار صعب للغاية، لكن أحداهما تملك حيزاً أكبر في قلبي بالفعل، لم أعط الأمر لحظة تفكير.

" باستا." قلت لتبتسم وتعود لتتكئ على كتفي. " إذن باستا." قالت.

" هل تعرفين مكان جيد يمكننا الذهاب إليه؟" سألت وأومأت بدون إجابة.

جيد.

مضى المزيد من الوقت قضينا معظمه بالصمت.

" أيهما أفضل برأيك؟ أن أستقيل من الجريدة وأجد عملاً أفضل أم أن أبقى فيها؟ فالسيد بالون كما تقول كايسي وأنا بدأ يثير غيظي.

البارحة قال أن المقال يعجبه واليوم قال أنه كان يجب أن يكون أفضل، و به القليل من الثغرات، ولكن كايسي قالت أن المقال لاقى إعجاباً على بريد الصحيفة الإلكتروني. والزيارات للموقع الخاص بالمقال تعدت الخمسين ألف خلال أول ساعة فقط، وتخطت الخمسمئة ألف بحلول الظهيرة. أترين غبائه؟ ما رأيك هل أترك هذه الجريدة الغبية له وأجد واحدة أفضل؟" سألت ومضى القليل من الوقت ولا إجابة.

أملت رأسي للأمام بدون أن أحرك سيا من مكانها لأجدها قد غفت على كتفي، عيناها المغمضتان وخصلات شعرها التي تساقطت على جبينها القمحي رسمت مظهراً بديعاً مع ضوء الشمس وأشعته التي سقطت عليه.

كانت جميلة، لها سحر خاص بعيداً عن المقاييس العادية والغبية للجمال.

أعدت رأسي لمكان ثم فكرت أن هذه الطريقة سوف تكسر جسدها عندما تستيقظ، لذلك أمسكت رأسها أستلقي على العشب ورائنا وأضع رأسها على ذراعي في وضعية مريحة أكثر من الوضعية التي كانت قد غفت بها.

وأنا أغمضت عيناي مع شعوري بأنفاسها الدافئة والمنتظمة التي تلامس وجهي بين الحين والآخر.

___________________________

مرحباً؟ _ تنفض الغبار اللي علاوته بطول برج خليفة عن الرواية وتبتسم بخجل_

مضى أكثر من ثماني شهور من آخر تحديث وأحب أبشركم أن الشغف للرواية رجع والحمدلله _ دعواتكم حتى يظل بمكانه_

كيف البارت؟

المومنتات بين سيا وبلايث أخذت قلبي والله.

نلاقي اسم للثنائي رسمياً؟ أعطوني اقتراحات بسرعة.

_خطر لي بلاسيا_  رأيكم؟

ما عندي كثير أسئلة، بانتظار تعليقاكم اللطيفة اللي ممكن تخلي البارت الجاي قريب.

كل الحب لكم، هدوء. 🤎🪐

Continue Reading

You'll Also Like

213K 16.2K 35
خَلفَ هَذَا الإسم تَقبَعُ حياةٌ مملؤَةٌ بالخبايا مُزَيَنَةٌ بالألَمِ و بِها عِطرُ الموت . " أنتَ لم تَكُن اول حُبٍ بحياتي بـل كُنتَ أولَ حياةٍ لي ". ...
350K 30K 40
ثم إنَّ الذكريات البائسة شديدة الثبات، وهذا بالضبط ما يجعلها ذكرياتٍ بائسة.. "قد أغرقتِني بحبك، أنا لم أرغب يوماً بالنجاة.." استثنائية "مارسيل بلوتا...
59.3K 3.1K 55
بقلمي (يارا). 2528 (قبل الميلاد) اقترب منها بـ هيبته و أمسكها من ياقة قميصها و أردف بلهجه مُخيفة :" اتعلمين كم سعره ايتها اللعينه ؟!". يارا :"يحلاوه...
301K 12.5K 29
فتاة ذات عمر ال15 طفله تعيش بين عائلة متفاككه ومهمله تعيش وحيده ليأتي يوم وتذهب عروس لبيت غريب وتكون هنالك الكثير من الصدمات اللي تحطم حياتها وتكسرهه...