البؤساء

By designsoldiers

12.5K 1.1K 1.5K

يوميات مصممين مطحونين More

أبواب الجحيم
غزو الطلبات
حرب توزيع الطلبات
مصمِّم في الفرن
حرب داخلية
البساط الأحمر
أجواء غريبة
VIP?
عودة الجندي المجهول
اجتماع طارئ
ولادة بؤساء جدد
مَركز المُراقبة
مشكلة جديدة
قلعة بلا جنود.
شجار
ولادة بؤساء جدد
بكاء في الغابة
ولِيمة في أونيرو
ما الذي تخفيه الجنرال؟
اغتيال جندي
مأزق

مفاجأة!

86 9 0
By designsoldiers

يومًا جميلًا مشرقًا مترفًا بالضياءِ، السحبُ الهشةُ تنسابُ بجلاءٍ في السماءِ، انسكبَ ضوءُ الصباحِ من النوافذِ، فأضاءَ القلعة بانعكاساتٍ أنيقةٍ رسمهَا الزجاجُ لترتعش فوق الأرضية وهبت نسماتٌ عليلةٌ حملت رائحةً جميلةً لها، وكالعادة لا يخلو المكان من الصراخِ الصادحِ من غرفةِ العمل، والمشاجراتِ اليومية بين الجنود، والتي باتت شيئا مألوفًا وطبيعياً جدًا.

«أنديانا هل يمكنكِ تمريرُ الملفِ ل..... إنها قطة!»

وما إن قالت ذلك حتّى اِنتفض كلّ الجنود نحو المكان الذي تؤشرُ عليه ديريل، فوجدوا قطَّة غريبةً لم يعهد لهم أن رأوها من قبل على نافذةِ قلعتهم فمعَ التحصين القويِ للقلعة لا يمكنُ للبعوضةِ أن تدخل، توجهوا نحو النافذةِ الكبيرةِ التي تتوسطُ القاعةَ ليلقوا نظرةً عليها ويستفسروا طريقةَ دخولها، لكن زادت دهشتهم حين نبست جيدي:
«عينيها بلونين مختلفين واحدةٌ رمادية والأخرى صفراء»

وفجأة خرجت شهقةٌ كبيرةٌ من الجنودِ، حين لمحوا قطةً أخرى بالقربِ منها، ما الذي يحدث هنا بحق؟ وماذا تفعل هاتان القطتانِ الغريبتانِ هنا؟ هذا ما كان يجولُ في ذهنِ كل جندي بينما لازلت الدهشة بادية على وجه كل واحد منهم، لكن قاطعهم صوتُ ليلي وهي تقولُ بحزم:
«توقفوا عن الإنشغالِ بالقطط وهيا بسرعةٍ للعمل قبل أن تأتي سام أو إل لتوبيخنا»

وطبعًا ما إن قالت ذلك حتى عادوا لعملهم من جديد و هذه المرة نشب شجارٌ بين جيجي وألفا التي تسرع في حجزِ الأغلفةِ قبل الجميع:
«هذا غيرُ عادلٍ ألفا هكذا ستصمّمين كلّ الأغلفة وحدك، توقفِ عن فعلِ هذا»

حولت ألفا ناظريها إليها ثم عقدت حاجبيها في سخريةٍ من كلامها وردت قائلةً:
«ما ذنبي إن كنت سريعةً في الحجز؟ آسفة لا يمكنني فعل شيءٍ حيال هذا»

وبهذا الرد أشعلت فتيل المعركة وأعلنت عن بداية  الحرب العالميّة الثالثة بينهما وطبعا لن يريد أحدٌ التَّدخل إلاَّ إذا فقد عقله، لم يوقفهم سوى صوتُ صرخةٍ صدرت من فمِ أودري التي تضع يديها بذعرٍ على خدَّيها وتحدِّق نحو شيءٍ ما، نظرت إليهم ثمّ قالت بتلعثم وبالكاد خرجت الكلمات من فمها:
«إنّها س..سحلية يا إلهي لديَّ فوبيا منها، من أحضرها؟ أخرجوها من هنا وبسرعة»

وللمفاجأة قبل أن يتقدَّم أحدٌ نحوها خرجت من تلقاء نفسها تسير نحوَ النافذة ما جعل الأخرى تتنفس براحةٍ لاِبتعادها، أمّا ليلي فاِتجهت نحو النافذة لتطلَّ من عليها فلم تلمح هذهِ السحلية من قبل في القلعة، لكن تفاجأت بعدم وجودها لا هي ولا القطّتانِ اللَّتان كانتا على الحافة، وجَّهت نظرها يمينًا ويسارًا لعلها تجدهم لكن لم تلمحهم، بل لمحت شيئا آخر غريبا جدًا ما جعلها تنادي على باقي الجنود باستغراب:
  «يا رفاق هناك شيء غريب في البحيرة، تعالوا إلى هنا بسرعة.»

وما إن قالت ذلك حتى اِنتفض الجميع نحوها يسرعون إلى البحيرة لاكتشاف ما بداخلها، لكن لم يلمحوا أي شيء مثير للشُّبهات ما دفع مارين للقول:
«أي شيءٍ غريبٍ هذا؟ كل ما نراه هو تيراس وهذا شيءٌ مألوفٌ جدا فهو يعيش في الماء ما الغريب به؟»

نفت ليلاك برأسها قائلةً:
«لا أنا أقصدُ ذلك الشيء الذي معهم، ركِّزي جيدا وسترينه.»

وما لبثت دقائق حتى صرخت مارين بإدراك حين رؤيتها لما تشير إليه :
«إنه نجم بحر! ما الذي جاء به لقلعتنا؟»

أجابتها جيدي التي طغت على وجهها علاماتُ التساؤل:
«ما الذي يحدثُ هنا ؟ أولا القطّتان ثم السحلية بعدها نجمُ البحر، هناك شيءٌ غريب يحدث في القلعةِ اليوم، فلنذهب لإل ونخبرها ربما نجد عندها تفسيرا منطقيا .»

لم تكد تمر عدة ثواني بعدها حتى صرخ الكابتن هوك أيضا :
«رفاق تعالوا لإلقاء نظرة على هذا أظن أن هناك شيئا عجيبا يحدث في البحيرة.»

عادت أنظارُ الجميعِ نحو المكان مرّة أخرى ليشهقوا عند خروجِ شابٍ من البحيرة بهالته الجميلة وشعره الأبيضِ الثلجي، قام بإمساك نجم البحرِ وتوجه نحو الحافة جالسًا عليها تحتَ أنظارِ الجميع المصدومين بما يحصل في قلعتهم، تحدث الكابتن هوك بعد أن خرج من صدمته قائلا:
«من أنت يا هذا ؟ وما الذي تفعله في قلعتنا ؟»

أجابه الآخر بهدوء:
«معكم ويزلي ويمكنكم مناداتي كما تشاؤون، أفضل العيش في الماء بسبب مجيئي من كوكب x تي أو أي 1452 وكما هو معروف فإنه عالم مخلوق من الماء بأكمله دون أي متر يابِسة لهذا سأقضي معظم وقتي عند البحيرة، أمّا عن هذا فاسمه آستروديا وقد هرب مني لهذا لحقت به.»

نطقت تينا ما إن رأته يشيرُ لحقيبته:
«هل آستروديا اسم نجم البحر؟ وهل تعتبرُ متسللاً لقلعتنا الآن أم ماذا؟»
ارتسمت ابتسامة على وجهه وأجابها:
«أجل استروديا هو حيواني وهو ملتصق دائمًا بحقيبتي، أما عن موضوعِ تسللي فأنا جنديٌ جديد.»

فتح الجميعُ أفواههم بصدمةٍ، فقد كان من المفروضِ أن يأتي الجنود الجدد بعد يومين، كيف أتى ويزلي اليوم إذًا؟

حمحمت أنديانا لتلفت نظره نحوها ثم سألته قائلةً:
«هل أتى جميعُ الجنودِ الجدد؟ أم أنت فقط؟»

نفى برأسه قائلاً:
«لم يأتي معي أحد أظن بأنني الوحيدُ هنا .»

عم الهدوءُ في المكان لثواني قبل أن يحلَ الصراخُ ويصدحَ في المكان، كان القطَّتانِ الغريبان يجريانِ في الساحة، وهذه المرة لم يكونا وحدهما بل كان هناك فتاتين غريبتين  تركضان بأقصى سرعة وراءهما، وما زاد من غرابة الموقف هو حين لمحوا الفتاةِ ذات الشعرِ القصير والعيونٍ العسليةٍ تتحولُ إلى قطةٍ ذو أعين رمادية، بعدها مباشرة صدح صوت عزف من العدم وتوجّهت كل الأنظار إليه ، كان يُرافِق كلّ نسمةٍ باردةً لَحنٌ نقِيٌ عذب، عُزف بكُل حُب وإتقانِ على أوتار البِيانو، وبعد البحث عن مصدرها وجدوا الفتاة الثانية تعزف بأناملها الرقيقة معزوفةً لتبجيل الشمسِ والقمر،  وقد أوقفت العزف بعد ثوانٍ حين توقف القطان عن الركض وعادا إلى الفتاتين.

«ما الذي يحدث هنا، ما هذهِ الفوضى.»

لم يكن ذلك سوى صوت قبس، التي خرجت لتوها إلى الساحة، تقدمت نحو الفتاتين وقبل وصولها نطقت إحداهما تعرف بنفسها قائلةً:

«لا أحبذُ إكثار الكلام، أدعى إيوس وأهوى العزف للشمس والقمر، سعيدةٌ أن لقطي -ماين كون- صديقٌ جديد إنه قطٌ لطيف لا تخافوا منه»

بعدها أكملت الأخرى بحماس قائلةً:

«ميلدبريث هو اسمي يمكنكم اختصاره كما تشاؤون، جئتكم من عالم -يجدراسيل- وهذا هو قطي الكاهنُ -ليلمون- نحن جنديتان جديدتان، ونحن سعيدتان بوجودنا معكم.»

ردَّت عليهم قبس قائلةً بجديَّة :

«مرحبا بكم في قلعتنا، لا أعلمُ من سمح لكم بالدخول فكما تعلمون كان من المفترض أن تأتوا بعد يومين، وكنا سنجهز حفلاً لاستقبالكم وبما أن هذا لم يحدث سننتظر إل أو سام لنرى ما سنفعله حيالكم، يمكنكم الاتجاه نحو قاعةِ العمل وانتظارهما هناك ، أنت أيضا ويزلي.»

وفعلا توجه ثلاثتهم نحو قاعة العمل ليتعرفوا على باقي الجنود، وخلال اِنشغالِ الجميعِ بهم كانت جيجي تخططُ لسرقةِ غلافِ ألفا حتى تثير غضبها و تثأر منها ، توجهت نحو مكتبها بسلاسةٍ ودون لفتِ الاِنتباه، لكن ما إن وضعت يديها على الغلافِ لأخذهِ، حتى ظهرت فجأة عجوز من العدمِ وتقدمت نحو جيجي وقالت بصوتٍ مسموع بابتسامة هادئة:
«لقد أمسكتكِ بالجرمِ المشهود! إنه فعل لا يليق يا عزيزتي، سأضع عيني عليك المرة القادمة!» 
ثم التقتت إلى الباقين وأكملت بصوتها المتزن: «مهما كانت الجريمةُ غامضة، ومهما كان اللغز صعبًا، سأجد الجواب عاجلًا أم آجلًا،  معكم ماربل، المحققة مس ماربل وهذا قطي آرب، لابد أنكم تتساءلون عن عالمي؟ جئتُ من كتب أجاثا كريستي وقد تشرفت بمعرفتكم، حتى أنتِ يا آنسة جيجي»

بعد كلامها مباشرةً كاد أن ينشب شجارٌ جديدٌ بين جيجي وألفا لكن توقف ذلك بعد أن فتح البابُ فجأة على مصراعيه وصدم بالحائطِ بقوة مصدراً ضجَّة هزت جدران القاعة، ظن الجميعُ أنها سام جاءت لتوبخهم على شجارهم كالعادةِ ، لكن كانوا مخطئين فلم تكن سام من دخلت ، بل لمحوا تنينة صغيرة من نوع ناري تنظرُ ناحيتهم وترمش بلطف، ورغم لطافتها إلى أن أودري نظرت لها بشمئزازٍ وقالت:
« هذهِ السحلية مجددا، لدي فوبيا منهم أخرجوها...»

وما إن تلفظت بذلك حتى تحولت كتلة اللطافة تلك لتنينةٍ كبيرةٍ أضعاف مضاعفةٍ من حجمها الأول و تخرج من ورائها فتاة ذات وجه هادئ مع أعين تبدو للـوهلة الأولى حادة، ملامحها اجتمعت لـتمزج الجمال والحكمة في شكل فاتنٍ أبهرالجنود مع خصلاتٍ تنتهي عند كتفيها بـشكل مموج بسيط وخصل من اللون الـقرمزي، واِستقر فوق رأسها تاج من الزهور البيضاء الصغيرة بينما على جبينها تُركت بعض الخصل بـإهمال لـتشكل إحدى المخطوطات التي تصف جمال أفروديت، نطقت بنبرةٍ غاضبة تحرِق أودري بشرارات من عينيها :
«أدعى فيدا جئت من عالمِ -ألفاهيم- حيث التناقض و-كايدا- تنينة وليست سحلية رجاء صححي خطأكِ عزيزتي لأن غضبها سيءٌ جدًا، و لحسنِ حظكِ لم أغضب كثيرًا وإلا لحدثت كارثةٌ هنا.»

نظرت أودري بقلةِ حيلة لما يحصل وبادلتها آلي النظر بدهشة ثم تحدثت تتساءل :
«ما الذي يحصل هنا ؟هل كنتِ أنتِ آخر جنديٍ أم ماذا؟»
أجابتها فيدا بعد أن هدأت وعادت تنينتها لحجمها الطبيعي:
«أظن بأنني آخر واحدةٍ بالفعل»

وهكذا أنهت كلامها وقد ظن الكلّ بأنها آخرُ جندية جديدة حقا لكن تراجعوا عن هذا حين هبت رياح قوية جداً من النافذة جعلت الجميع يرتدُّون للخلف، ولم يكن ذلك إلا بسبب جناحي -الغريفين- ، الحيوان الأسطوري ذو جسد الأسد ورأس وجناحي العقاب، كما أنه من أقوى المخلوقاتِ على وجه الأرض، ترجلت منه فتاةٌ ذات ملامح هادئة ولطيفة وشعرٍ بنيٍ طويل مع عيناها اللوزيتين الحادتين وبمظهرها هذا استطاعت إيقاع قلوبِ الجميع، رفعت نظرها فوجدت الجميع يحدق بها، لذلك نبست بهدوء:

«مرحبا رفاق سررتُ بلقائكم وآسفةٌ على التأخر، لقد شعر -بيكا- بالعطش لهذا اضطررنا للذهاب ناحية النهر، آمل أنكم لم تنزعجوا من هذا، المهم أنا -تاتيانا- ويمكنكم اختصاره ومناداتي تيانا ،أنا ساحرة وأتيتكم من عالم -هوجسميد- الخاصِ بالسحرةِ فقط حيث لا وجود للبشر هناك ولن يقدر أحدٌ على رؤيته، بوجودي لن تحتاجوا لطبيبٍ بعد الآن فأنا قادرةٌ على إشفاءِ أي مريض، أتمنى أن نمضي وقتًا رائعًا، سأكون جنديةً مخلصة»

توقفت قليلاً عن الكلام لترى الجميعُ لا يزال يحدقُ بها بتركيز ما دفعها لتكمل قائلةً وهي تشير لحيوانها:

«بالمناسبة هذا هو بيكا أعلمُ أنه يبدو مرعباً لكن لا تقلقوا لن يهجم على أحدٍ طالما لم أخبره»

«وهكذا انتهى الجميع»

نبست إل التي خرجت من العدم وتوسطت الساحة تراقب  جنودها القدامى الذين لا يزالون تحت تأثير الصدمة والدهشة، كانت ليلاك أول من بادر بالتساؤل قائلة :
«إل هل يمكنكِ شرح ما يحدث هنا ؟ هل هؤلاءِ هم البؤساء الجدد حقا ؟ كان يتوجبُ أن يأتوا بعد يومين، كما كنا سنفاجئهم بحفلة استقبالٍ رائعة» ، أنهت كلامها بحزن عندما تذكرت الحلفة التي لن تقام الآن غالبا

أومأت لها إل وأجابتها :
«بالضبط إنهم البؤساءُ الجدد، ما رأيكم بهم؟ لقد أرادوا مفاجأتكم قبل أن تفاجئوهم ، و أرادوا مني أن ألبي طلبهم بأن يأتوا مبكرًا فلم أستطع رفض ذلك .»

خرجت سام هي أيضا من مكانٍ منعزلٍ كانت تجلس فيه طوال الوقتِ وتشاهد ما يدور منذ البداية وقالت مرحبةً بهم:

«مرحباً لكن أيها البؤساء الجدد سررتُ برؤيتكم معنا هنا ،لقد أنرتم قلعة أونيرو بوجودكم، و بما أنكم أتيتم مبكرًا وفاجأتمونا سيكون اليومَ  يوم إجازة لنحتفل بمجيئكم.»

ما إن أنهت كلامها حتى صرخ الجنودُ بفرحٍ يهربون  من أعمالهم والسعادة بادية على وجوههم ، وهكذا اكتمل اليوم وزاد عدد البؤساء ليزيدَ الفرحُ في القلعة .

Continue Reading

You'll Also Like

66.6K 3.5K 16
" لن نهتم بلعنة ابنتك، تكفينا حياتنا نحن.. " • تم التخلي عنها من قبل والــدتهــا، و اصبح ملجأها الوحيد * اخوتها *
33.9K 3.2K 20
"أَنت و سون أصبحتمَا مسؤوليتِي ، تَايهيونغ .. أنَا اريدكمَا .." و فِي اللحظة التِي انطفئت بِها كل الاضوَاء و أصبحت تَائه وسط العتمة كَان هو اليَد ال...
32.5K 322 6
جريئه
189K 8.8K 26
Bart2