.
.
.
.
.
في وقت الفسحة خرج الجميع يذهبون إلى قاعة الطعام .
أما جيسونغ فقد أخذ صندوق طعامه وأخذ وجهته نحو السطح .
دخل يراه هادئ وفارغ كالعادة إلا من طالب يدخن واثنان يتبادلان القبلات .
تجاهلهم وجلس خلف الجدار يفتح صندوقه ثم بدأ تناول ما أعده سونغمين له .
وبيده الأخرى هاتفه يتابع آخر الأخبار .
" اوف لماذا يؤلم ؟ " .
وضع يده على صدره يمسد ثديه من فوق الثياب .
كان صغيراً كما لو أنها أثداء فتاة بلغت للتو أو فتى يلعب حديد .
لكنه فقط ذو جسد نحيل لذا لن يصدق أحد أنه من الرياضة .
ولهذا هو مستحيل أن يخرج بثياب ضيقة .
سمع أصوات بالقرب منه فأزال يده وعدل ثيابه .
" سأقيم حفلاً نهاية الأسبوع في منزلي لذا سأنشرها على صفحة المدرسة الخاصة بالطلاب " .
سمع صوت مألوف عليه .
مد رأسه ليرى من خلف الجدار فوجد لي مينهو ورفاقه .
كانوا رفاقه ثلاثة ضمنهم أخيه الذي يجلس في حضن أحدهم .
فتى بشعر أسود وبنية ضخمة يبدو أنه يذهب للنادي الرياضي بكثرة .
والثالث طويل يربط شعره و سيجارة بين أصابعه .
رفع كتفيه بعدم اهتمام وأرجع رأسه لهاتفه .
شهق بصوت مرتفع حين شعر بأن هناك شي أسفله .
نهض يجمع حاجاته مصدراً ضجيج يجعل الفتية ينظرون له .
بعدها ركض خارجاً كي يلحق الحمام قبل أن تتسرب الدماء لثيابه .
" من هذا ؟ " .
تساءل فيلكس .
" إنه طالب في فصلنا لكن لا أعرف اسمه " .
أجاب الفتى الطويل .
" اسمه جيسونغ، أخبرني الأستاذ أن أناديه صباحاً " .
قال مينهو فنظروا له .
" ما به يا ترى ؟ " .
تساءل الذي خلف فيلكس .
بعدها سمعوا صوت الجرس فنهضوا .
" سأغسل يداي " .
دخل مينهو الحمامات .
كان يغسل يداه حين سمع أصوات غريبة من إحدى الحجرات .
" هل هذا صوت ورق ؟ " .
سأل بخفة .
سمع صوت مجرى الماء ثم فتح الباب ليخرج جيسونغ .
كان قد خلع سترته وربطها حول خصره .
اقترب من المغسلة فرأى مينهو وانحنى له بخفة .
بعدها بدأ يغسل يداه والتوتر واضح على وجهه .
مثل مينهو أنه سيبقى في الحمام وأخرج علبة سجائره .
جفف جيسونغ يداه وابتعد ليخرج هاتفه ثم وضعه على أذنه .
" أوما... " .
انتحب بتذمر .
" هل يمكنكم أخذي من المدرسة الآن ؟ بطني تؤلمني جداً لن أستطيع التحمل " .
قال وأدمعت عيناه بينما يمسح على بطنه .
" أجل، قبل قليل في الفسحة، جيد سوف أنتظركم لا تتأخروا " .
أغلق الخط و وضع الهاتف في جيبه .
نظر خلفه فوجد مينهو ينظر له بفضول .
" نهاية الأسبوع سيكون هناك حفل في منزلي فلتأتي سيكون جميع الطلاب هناك " .
بدأ مينهو .
" امم شكراً لك سأحاول القدوم " .
قال جيسونغ وانحنى بخفة أمامه .
" لا تنحني أنت قلت أن بطنك تؤلمك وهذا سيزيد الألم " .
أخبره مينهو بلا مبالاة .
" اوه حسناً " .
اتكأ على الحائط وهو لا يزال يمسح على بطنه لعل الألم يذهب .
كان مينهو لا يزال ينظر له حين لاحظ شيء غريب .
حين كان جيسونغ يمسح على بطنه كان قميصه يشد للأسفل .
لذا كان يظهر القليل من صدره .
هل بدا له للتو أنه منتفخ أو أنه يحتاج لنظارة ؟ .
وصل إشعار لهاتف جيسونغ من سونغمين يخبره أنهم اقتربوا .
" يجب أن أذهب الآن، إلى اللقاء " .
قال وخرج سريعاً .
نهض مينهو ودخل الحمام الذي كان جيسونغ به يبحث عن شيء مريب .
" ما هذا الورق ؟ " .
كان هناك ورقتان في القمامة بشكل وملمس غريب .
" هذا الفتى يخفي سر ما " .
قال بينه وبين نفسه .
أما جيسونغ فقد أخذ حاجاته وخرج ليجد سيارة والده تنتظره .
ركب في المقعد الخلفي ورمى نفسه ليتنهد بقوة .
" هل تتألم بكثرة ؟ " .
سأل تشان .
" أجل بابا، خذني للمنزل من فضلك أريد أخذ دوائي وتبديل ثيابي " .
قال بحزن .
نظر سونغمين له وابتسم ثم مد نفسه ليأخذ يده .
" لا بأس حبيبي البطل سوف يذهب الألم بعد الدواء مباشرة " .
أومأ جيسونغ و وضع قبلة على يد سونغمين .
قاد تشان إلى المنزل حتى وصلوا فنزل جيسونغ وحده ليذهب للحمام ويبدل ثيابه .
بعدها أخذ دواء مسكن وعاد للأسفل .
كانا الزوجان يتكلمان بشيء ما لكنهم ابتسموا له حين ركب .
" هناك حفل نهاية الأسبوع للطلاب في منزل أحدهم، ودعاني الطالب الذي يملك المنزل " .
قال يجذب انتباههم .
" هذا رائع ربما هكذا تتعرف على رفاق " .
شجعه تشان .
" لكن.. ألا تظن من أنه صغير على حفلات الطلاب ؟ قد يكون هناك كحول وأشياء سيئة " .
قال سونغمين بتردد .
" ماما ألا تثق بي ؟ لن أشرب الكحول وأنا في السابعة عشر طبعاً!! " .
تذمر جيسونغ بلطف .
" لا زال هناك بضعة أيام لتصبح في السابعة عشر جيسونغي وأيضاً أنا بالطبع أثق بك لكني لا أثق بمن حولك " .
عبس جيسونغ وهمهم .
كان تشان يقود لكنه نظر إلى سونغمين بنظرة فهم المعنى خلفها .
" لا بأس سونغي يمكنك الذهاب للحفلة صغيري فقط لا تستمع لأصدقاء السوء " .
ابتسم جيسونغ باتساع وأومأ برأسه .
" والآن ماذا تريد على الغداء ؟ " .
سأل تشان يغير الموضوع .
" امم هل يمكننا الذهاب إلى ماكدونالدز ؟ " .
سأل سونغمين .
على الرغم من أن السؤال كان موجهاً إلى جيسونغ .
نظر الاثنان له فرأوه يبتسم بإحراج .
" أعني بالطبع يمكن لـ جيسونغ الاختيار لكن فقط لنمر إلى ماكدونالدز قليلاً أريد شراء مثلجاتهم وأكلها مع البطاطس " .
طلب بلطف فابتسم تشان .
" يا الهي أنت لطيف للغاية ماذا يمكنني أن أفعل ؟ " .
انتحب تشان وشد وجنة سونغمين بينما جيسونغ يقهقه بالخلف .
" حسناً لنتناول الغداء في ماكدونالدز اليوم!! " .
قال جيسونغ بصوت مرتفع .
أكمل تشان القيادة إلى المطعم بهدوء عدا صوت غناء جيسونغ في الخلف .
عندما وصلوا للمطعم نزلوا ودخلوا ثم جلسوا حول طاولة .
" ميني يجب أن تأكل وجبة كاملة بعدها سأحضر لك المثلجات حسناً ؟ " .
عبس سونغمين لكن لم يترك تشان له مجال للاعتراض .
كانا يتحدثان فابتسم جيسونغ بحب، كم هو سعيد لامتلاكهم .
لم يكن يعلم بماذا يتحدثون لكن من الواضح أن سونغمين يتذمر لأنه لم يستطع إخفاء علامة الملكية التي في رقبته .
توقف حين اهتز هاتفه فأخرجه ليرى من المرسل .
" إنها مدرستك تطلب من أولياء الأمور الاجتماع غداً ومناقشة وضع أطفالهم الدراسي، سآتي لأرى إن كنت مهذب أم لا " .
قال سونغمين .
" همم تعالوا " .
جاء النادل وبدأ وضع الطعام أمامهم .
" اوه جيسونغ ؟ " .
نظر جيسونغ للنادل فوجده الفتى الذي يجلس بجانبه في المدرسة .
" اوه أهلاً " .
رحب به بتوتر .
لقد انتهى اليوم الدراسي منذ وقت قصير فقط ويبدو أنه يعمل هنا .
" جيسونغ ؟ هل هو صديقك ؟ " .
تساءل تشان .
" إنه زميلي في الفصل " .
ابتسم الفتى لهم .
" أنا يانغ جونغ إن، أجلس بجانبه في الفصل " .
للتو فقط علم جيسونغ اسمه .
" اوه أهلاً بك تشرفنا بمعرفتك " .
ابتسما له .
ناداه أحدهم فانحنى باحترام لهم ثم ذهب .
" يبدو لطيفاً لما لا تكن صديقه ؟ " .
نظر جيسونغ لـ جونغ إن .
" لست جيداً بتكوين الصداقات، أنا جيد بدونهم " .
أجاب فتنهد سونغمين .
" هل ستقضي حياتك دون أصدقاء !؟ ستبقى وحيداً وتموت وحيداً ولن يسأل أحد عنك!! لماذا تفعل هذا جيسونغ ؟ " .
حاول أن لا يرفع صوته لكن من الواضح أنه غاضب .
" هذه مشكلتك أنك أنجبتني هكذا، أنا أقرف من نفسي فكيف لن يقرفوا الغرباء ؟؟ " .
ضرب الطاولة بيده وقال بحدة فشهق سونغمين بخفة .
كان تشان أيضاً مصدوم من كلام ابنه لكنه بقي صامتاً .
وعى جيسونغ للتو على ما تفوه به وهدأ ينظر باعتذار لـ سونغمين .
أما هو فقد أنزل رأسه للأسفل وشابك أصابعه معاً .
" ماما أنا- " .
" لا بأس هيا تناول طعامك " .
مسح سونغمين على وجهه وأخذ طعامه ليبدأ بتناوله بهدوء .
نظر جيسونغ إلى تشان الذي نفى له يخبره أنه أخطأ .
تنهد بعبوس وبدأ هو أيضاً يأكل بصمت .
.
.
.