LUCAS POV
" ماذا حدث؟ من قام بضربك بهذه الطريقة، كيف تركته يفعل ذلك دايفيد" قالت زوي، في طريقنا الى الجامعة كان دايفيد يتقدمنا واضعا تلك النظارات السوداء اما نحن فقد كنا نتبعه
" ألم تفهمي بعد يا فتاة كالعادة قد عاقبه والده، اعترف والدك جيد في فنون القتال أكان مقاتلا من قبل ام مصارع؟" قلت محاولا تهدئت ذلك الجو المتوتر الذي كان بالمجموعة لكنه توقف فجأة ثم اقترب مني ، كان على وشك ان يقول شيئا حين توقف فجأة و هو شارد النظر خلفي، التفتت سريعا و اذا به ينظر الى الينور تلك الفتاة الغريبة و الغامضة التي تدرس بدفعتنا
" ماذا الآن ؟" سألت
" لابأس لوكاس... يمكنك قول ما تشاء لن أجيب هذه المرة " قال ذلك ثم غادر باتجاه قاعة المحاضرة حينها أتى داني حاملا هاتفا رخيصا ذلك ما لاحظته اولا فهو عادة ما يحمل هاتفا ذكيا باهض الثمن فهو شاب غني ايضا و لم يسبق وان رأيته يحمل شيئا رخيصا بين يديه
" ماذا ؟ هل اضعت هاتفك؟" قلت ليضعه بجيبه سريعا
" هاتف أحدهم اراد مني اصلاحه، لا يهم لما غادر دايفيد فجأة هل أغضبته؟"
" ربما... كالعادة تم ضربه من قبل والده، ذلك الرجل متوحش و مخيف حقا"
***
Eleanor
كنت أجلس آخر القاعة و صوفيا حين تحسست جيب معطفي و لم أجد هاتفي ، وقفت سريعا و بدأت في البحث عنه في الحقيبة دون جدوى لتأتي تلك الفتاة زوي فجأة ثم همست لي
" دايفيد يريد رؤيتك، في القاعة الخاصة حالا"
" لدي محاضرة علي حظورها " أجبت
" قلت حالا و الا سيجعلك تتذوقين من نفس الكأس الذي تذوقته كاثرين لا يمكنك لعب دون الفتاة المستقيمة يا فتاة هيا اتبعيني"
قالت ، نظرت الى صوفيا ثم اقتربت من هنا و همست
" سأعود سريعا هلا بحثتي عن هاتفي بالحقيبة جيدا لو سمحت"
" سأفعل لا تقلقي" أجابت
وصلت تلك القاعة لأجده يجلس و كأنه ملك يجلس على عرشه، كان جميع أصدقائه هناك أيضا بلى هم لن يحظروا المحاضرات بسبب انشغالهم في التدخل بحياة الآخرين، فجأة اغلقت تلك المدعوة بزوي الباب ، اقترب دايفيد مني، لم يسبق و ان تحدثت له انا حتى لم اكن ادرك انه يعرف اسمي حتى ، وضع يده على معطفي ثم نزعه و بدا و كأنه يبحث عن شيئ ما به
" أين هاتفك؟" قال
" لقد فقدته منذ قليل ، لما تسأل عن هاتفي؟"
" ستعلمين حين نجده، بصراحة اشك في امر ما و ان كان شكي في محله ذلك لن يكون ممتعا لك " قال ليلقي المعطف على الأرض ثم بدأ في الاقتراب مني أكثر ليدخل صديقه لوكاس فجأة حاملا هاتف ثم قدمه الى صديقه
" لقد وجدناه" قال ثم بدأوا في تفحص ذلك الهاتف، نظرت الى دانيال و الذي كان يبادلني النظرات بدوره لكنه لم يقل شيئا و لم يهتم ان يفحص الهاتف معهم كان هادئا للغاية
" لابد انها ليست الفاعلة" قال لوكاس حينها اقترب مني دايفيد ثم قدم لي الهاتف و قال
" لازلت اشك بك لا تنسي هذا، احذرك" همس و قد كانت تفوح منه رائحة السجائر، لم اهتم لتلك الكدمات و الندبات على وجهه لكني غادرت دون ان اقول شيئا و عدت المحاضرة و كأن شيئا لم يحدث و للمرة الأولى يحظر دانيال المحاضرة ايضا فقد أتى ثم جلس بالمدرج خلفي ثم فجأة ألقى بورق صغيرة أمامي، قربت يدي من تلك الورقة ثم فتحتها
* سأنتظرك عند الشاطئ الليلة العاشرة ليلا ، لدي شيئ يخصك*
" ما الذي كتبه؟" همست لي صوفيا حينها مزقت تلك الورقة ثم وضعتها في جيب المعطف
" سأخبرك لاحقا"
انتهت المحاضرة ، كانت الساعة السادسة مساءا حين غادرت و صوفيا الجامعة باتجاه منزلنا، كنا نقطن معا بعد ان قررت ان استأجر منزلا معها بدلا من العيش مع عائلتي لأسباب عدة ، مرت الساعات سريعا الى ان حلت العاشرة، غادرت المنزل في هدوء و دون ان تعلم صوفيا ، وصلت الشاطئ لأجده يجلس هناك يدخن سيجارة لكنه سرعان ما القى بها حين لاحظ وجودي، و دون ان يقف اشار لي بالجلوس
" اخبرني ما الذي تريده " بادرت
" تبدين مستعجلة... لابأس أردت اعطائك هاتفك" قال ليخرج هاتفي من جيبه ثم قدمه لي
" كيف حصلت عليه؟"سألت في تعجب
" الأفضل أن تسألي لماذا أخذته منك، بلى ذلك يعد سرقة لكني أعيده لك الآن لا داع للقلق لم اعبث به، لولا اني اخذته منك دون علمك لقتلك دايفيد، لا انتظر منك شكرا لكن اريد منك فقط ان لا تتدخلي فيما لا يعنيك مرة اخرى"
" ما الذي فعلته؟ لم افهم قصدك"
" انت من ارسل التسجيلات لوالد دايفيد، علمت ذلك فأنت عادة ما تترددين الى منزله و علمت ان والده رجل عصبي ، رجل يخاف على سمعته اكثر من خوفه على ابنائه، كاثرين فتاة تشبهك ربما قد خفت ان يتم اخذ منحتك ايضا جميع اصابع الاتهام تصوب نحوك ، دايفيد قد تمكن من الحصول على التسجيل و علم انه قد تم تسجيلها بهاتف رخيص كخاصتك لو لم اسرق هاتفك و استبدلته لكنت في عداد الموتى، دايفيد يفعل ذلك "
" لنقل اني من فعلها لما تساعدني؟"
" لم اساعدك بل ساعدت نفسي، لا تنسي اني موجود بذلك التسجيل ايضا حين هدد دايفيد الفتاة، لدي اعمالي الخاصة و دراستي مهمة ايضا لا اريد ان اتورط في المشاكل"
" اساسا انت تورطت منذ ان صرت عضوا بتلك المجموعة، لا تتصرف و كأنك مختلف عنهم"
" ان كنت تخططين لأمر ما لا تقحميني في ذلك مجددا" قال ليستدير حتى يغادر لكنه فجأة توقف و قال
" انصحك بعدم التورط معهم خاصة دايفيد"
قال ذلك ثم غادر
***
danny POV
يا لها من فتاة جريئة حقا، لا اعرف عنها الكثير لكن اعلم انها تعلم ليو الشطرنج، قال ايثان انها تجيد تلك اللعبة جيدا، هذا مثير للاهتمام ، جريئة رغم هدوءها لم انتبه لوجودها من قبل رغم اننا ندرس معا منذ فترة تلك الفتاة كانت تشبهني الى حد ما ربما حبها لتلك اللعبة و غموضها، كانت تعابير وجهها مختلفة تلك الفتاة لم تكن مرحة و مفعمة بالحياة لم تكن ذلك النوع الذي يفضله الجميع بل كانت انطوائية و هادئة للغاية و مملة الى حد ما و مثيرة للريبة ...
وصلت منزلي أين كانت السيدة ماري تجلس على كرسيها المتحرك عند باب الحديقة تنتظرني ككل ليلة ، اقتربت منها ثم قبلت وجنتها
" ما كان يجب ان تنتظري ماري " قلت لكنها ابتسمت و أجابت
" أردت ان نتناول العشاء معا و نشاهد القمر الليلة ... انه بدر" قالت مشيرة الى القمر
" آه مجددا... حسنا لابأس" أجبت ثم دفعت كرسيها الى المائدة التي كانت بالحديقة ثم بدأت في تجهيزها و وضع اطباق الطعام عليها، كانت سعيدة رؤيتها تبتسم قد جعلني اشعر بالراحة، جلست مقابلا لها ثم بدأت أتناول عشائي في هدوء
" داني... لقد كبرت حقا... صرت قويا بينما أنا ضعفت، اخبرني متى ستتزوج" قالت ، وضعت الملعقة ببطئ ثم بدأت في الضحك
" احقا تقولين هذا ماري... لازلت في الرابعة و العشرين كما اني لازلت ادرس سأتخرج بعد سنة "
" و ماذا في ذلك، اريد حقا ان تجد حبيبة لك اعلم انك لا تملك اصدقاء لا احد لك غيري و ان متت ستكون وحيدا انت لا تستحق ذلك ارجوك لا تكن وحيدا"
" لم تخبريني ، كيف كانت سفرتك؟" سألت محاولا التملص من تلك الأسئلة التي اكرهها
" تحاول الهرب اليس كذلك ؟ لقد كانت سفرة ممتعة ذلك بفضلك شكرا لك "
" لا داع للشكر، انت تستحقين ذلك"
" لقد حققت لي جميع احلامي كما لو اني والدتك الحقيقية "
" أنت اعز لي منها لا تقارني نفسك بتلك المرأة انت لا تشبهينها "