"تفضل، لابد من أنك متعب من العمل، لا أعلم إن كنت تحبه أم لا لكنني أتمنى أن يمدك ببعض الطاقة." تحدث صوت فتاة لألتفت لدى رؤيتي ليد تمد مشروبًا غازي أمامي لتتبع عيناي اليد وتكشف عن هويتها والتي لم تكن سوى تلك الآنسة الشقراء ذات الشعر القصير.
نظرت إليها بدهشة محاولاً استيعاب ما يحدث.
"يبدو أن العصير لم ينال إعجابك، هل تحب نوع آخر؟ أخبرني عنه وسأشتريه لك."
أجبت بدهشة "تشووايو! (يعجبني!)"
"ما الذي يعجبك؟"
"العصير، يعجبني."
×كلمة تشووايو تأتي بمعني يعجبني وتأتي ك اعتراف×
أخذت العصير من يدها مبتسمًا "شكرًا لك."
"العفو، أنا سعيدة لأنه أعجبك." أجابت بلطف لتبتسم.
"هيا يا فتيات اجتمعن علينا الذهاب." سمعنا صوت نداء المعلمة لتلتف لها ثم تعاود النظر إلي "علي الذهاب، إلى اللقاء"
انحنت برأسها وهي تلوح بيدها قليلا لتستدير وتسير مبتعدة.
توقفت في منتصف الطريق لتلتفت إلي مجددًا لأتفاجئ من عودتها إلي وهي تركض بطريقة لطيفة ممسكة بحزام حقيبتها الطويل.
وضعت يدها في حقيبتها لتخرج منها شيء صغير لم أستطيع رؤيته.
أمسكت يدي الفارغة لتسحبها نحوها وتضع بها بعض قطع حلوى الفراولة "إنها المفضلة لدي وفي كل مرة أشعر بالتعب أتناول حبة منها وتمدني بالكثير من الطاقة، هوايتينغ (حظًا موفقًا)" رفعت قبضتيها بطريقة لطيفة.
×هوايتينغ مشابهة لكلمة Fighting تأتي بعدة معاني مثل حظًا موفقا أو أبذل جهدك أو قاتِل تستخدم لرفع معنويات الطرف الآخر×
"إلى اللقاء" ابتسمت لتلقي التحية علي وتركض عائدة لمعلمتها سرن الفتيات ليغادرن المكان.
نظرتُ إلى الحلوى التي بيدي لأبتسم قليلاً وأنا أتذكر ماحدث.
كي يووه (إنها لطيفة.)
خبئت الحلوى في حقيبة الكاميرا لأفتح العصير وأشرب القليل منه، أحح إنه منعش حقًا.
أنهيت شربه لأعاود النظر إليه بينما أتذكر الذي حدث.
سمعتُ صوت رنين هاتفي لأخرجه من جيبي، إنه موعد التصوير الأخير لليوم.
حملت كاميراتي وحقيبتي على ظهري ومشيت إلى أقرب سلة قمامة لأرمي علبة العصير الفارغة، لأذهب بعدها إلى موقع التصوير الأخير.
العميل الأخير ل اليوم كان فتاة شابة تحب السفر وتوثيق لحظات سفرها.
يبدو أنها معتادة على إلتقاط الكثير من الصور لأنها كنت بالفعل تجيد إتخاذ الوضعيات المناسبة للصور.
مضى التصوير الأخير بسلاسة مع غروب الشمس، وأخيرًا حان وقت الراحة والعودة للفندق، أعدتُ الكاميرا لحقيبتي لأعود أدراجي للفندق.
دخلتُ للفندق بخطوات بطيئة، أشعر بتعب شديد.
"جايميني-هيونغ، أهلا بعودتك، لقد عملت بجد." استقبلني جي سونغ لدى دخولي للفندق.
"أعطني الحقيبة، سآخذها لمكتبك، واذهب لأخذ قسط من الراحة." تحدث جي سونغ ليأخذ الحقيبة مني.
"كوماو جي سونغ-آه."
"أيقو أوري جايميني سوغوهيسويو (جايمين خاصتنا لقد عملت بجد)." تحدث مارك هيونغ ليقترب مني ويربت على رأسي.
أجبت بتعب لأضع رأسي على كتف هيونغ "كوماو هيونغ"
تحدث تشنلو وهو يقترب مني ليضع يده على رأسي "جايميني-هيونغ يمكنك العودة للمنزل وأخذ استراحة لقد تعبتَ اليوم كثيرًا."
ابتعدتُ عن مارك-هيونغ "لا بأس سأرتاح بمكتبي، ربما تحتاجون لمساعدتي لذا علي البقاء بالقرب منكم، وأيضًا علي الإنتهاء من تعديل الصور."
تشنلو "أراسو (حسنًا) كما تريد."
"سأذهب إلى مكتبي إذا احتجتم لي تعرفون أين تجدونني." أجبت لأسير نحو مكتبي.
دخلت لأجلس على الكرسي بتعب.
أرخيت برأسي على الكرسي لأغمض عيناي وأستريح.
"جايمين-آه، استيقظ، لقد تأخر الوقت عليك العودة للمنزل."
استيقظت على صوت نداء جينو.
فتحتُ عيناي بتعب لأجد جينو يقف أمام مكتبي.
"الساعة الآن التاسعة مساءًا، يمكنك إكمال عملك في المنزل."
"ماذا! التاسعة مساءًا، يا إلهي لما تركتموني نائمًا كل هذا الوقت، آه آه رقبتي تؤلمني."
دلكت رقبتي بألم.
"لا يمكنني العودة للمنزل الآن سأعمل هنا لبعض الوقت، أين هي كاميراتي عليّ تجهيز المعدات وشحن البطاريات."
"إنها هنا، سأضعها على الشحن من أجلك." حمل جينو الحقيبة ليخرج الكاميرا منها، أزال البطاريات من الكاميرا ليضعها على الشحن.
"أوه ما هذه؟ منذ متى تتناول حلوى الفراولة أنت لا تحب نكهة الفراولة الصناعية أليس كذلك؟!" تسائل جينو وهو يحمل قطع الحلوى التي أعطتني إياها تلك الآنسة الشقراء.
"أوه، إنها.. سأذهب إلى الحمام." أجبت بإرتباك لأغادر المكتب.
نا جايمين ما الذي تفعله؟ ما العيب في تلقي الحلوى كهدية؟!
ذهبتُ إلى الحمام مسرعًا، غسلتُ وجهي لأبعث النشاط بجسمي.
تنهدتُ لأعود إلى مكتبي لأجد كل من تشنلو وجي سونغ في مكتبي يتشاجران.
"تشنلو-ياه لقد أكلت واحدة، لنتقاسم القطعة الأخيرة." تذمر جي سونغ وهو يحاول أخذ شيء من تشنلو.
"لقد أكلتَ واحدة بالفعل وأنت لا تحب هذا النوع من الحلوى لذا لن أعطيك واحدة أخرى." تحدث تشنلو بغضب وهو يدير ظهره ويخبئ شيء ما.
تذمر جينو بعتب "ايديرا (يا أولاد) عليكما استئذان جايمين قبل تناول هذه الحلوى."
"جايمين-هيونغ لا يحب حلوى الفراولة مؤكد أنه أحضرها لنا." أجاب تشنلو.
ماذا حلوى الفراولة؟!
لمحتُ حلوى الفراولة بيد تشنلو لأصرخ بغضب.
"يااه ما الذي تفعله؟!"
ركضت نحو تشنلو لآخذ قطعة الحلوى منه "ياه تشنلو-ياه من سمح لك بأكلها!"
نظر إلي ثلاثتهم بدهشة.
"جايمين-هيونغ نحن آسفون، لم نقصد تناولها دون إذنك، لقد أصر تشنلو على تناولها" اعتذر جي سونغ.
تذمر تشنلو معترضًا "لكنك أكلته واحدة أيضًا إن لم تكن تريد لما أكلت واحدة، لا تضع اللوم علي وحدي الآن."
عاود جي سونغ التذمر "أنت من أصريت على تناولها لو لم تأكل واحدة لما أكلتُ واحدة أيضًا."
أدار تشنلو ظهره لجي سونغ بإنزعاج ليتمتم بالصينية وأراهن بأنه يشتمه بجميع اللهجات التي يجيدها.
بعد ثواني إلتفت تشنلو إلي متسائلاً "لكن جايمين-هيونغ أنت لا تحب حلوى الفراولة الصناعية لذا ظننا بأنك أحضرتها من أجلنا."
"لقد حصلتُ عليها كهدية، لهذا هي معي." أجبت ببعض الغضب.
"أوه حقًا! مِمن الهدية؟!" تسائل تشنلو لترتسم الإبتسامة على وجهه تدريجيًا.
"هل هي فتاة؟ هل هي جميلة؟" أكمل بنبرة تحمل بعض الإغاظة.
"هيا أخرجوا من مكتبي بسرعة لدي الكثير من العمل." صرخت ببعض الخجل لأقوم بدفع كل من تشنلو وجي سونغ خارج المكتب.
"جايمين-هيونغ لقد أتيت لأعلمك أن طعام العشاء جاهز" صرخ جي سونغ بينما أدفعه.
"لا أريد الأكل، أخرجا من هنا." صرخت لأغلق الباب بعد خروجهما.
إلتفتُ بإنزعاج لأجد جينو يحدق بي ببعض الدهشة.
"ماذا الآن؟! هل لديك أي سؤال أنت أيضًا؟!"
"لم أفكر يومًا بسؤالك عن أي شيئ، كنتُ سأغادر على أي حال." رفع جينو يديه بإرتباك لتظهر عيناه المبتسمة ويسير بخطى سريعة نحو الباب ليخرج ويغلق الباب خلفه.
عاود جينو فتح الباب ليدخل رأسه من خلفه "جايمين-آه، هل حقًا من أعطتك الحلوى فتاة؟ كيف تبدو؟ هل هي جميلة؟"
صرخت بغضب لأشير بيدي نحوه "يااه."
"أراسو، أراسو" صرخ جينو بخوف ليغلق الباب بخوف ويغادر المكان.
تنهدت بتعب لأجلس على الكرسي.
نظرتُ إلى قطعة الحلوى لأبتسم لدى تذكري لما حدث معها.
"أنا متأكد من أن فتاة هي من أعطته هذه الحلوى وهي جميلة جدًا ليتصرف جايمين-هيونغ بهذا الشكل."
رفعتُ رأسي بدهشة لسماعي لهذا الصوت المألوف لأجد كل من تشنلو وجينو يسترقان النظر من خلف الباب.
"تشنلو-ياه قلتُ لك توقف ولا تسترق النظر إلى هيونغ، هيونغ-دول (جمع هيونغ) وأنتم أيضًا"
"ابتعدا قليلًا نريد أن نرى نحن أيضًا."
"توقفوا عن دفعي سأسقط"
فُتِح الباب على مصرعيه ليقع كل من جينو وتشنلو أرضًا ليظهر المزيد من الفضوليين هيتشان ورونجين ومارك-هيونغ ليسقطوا فوق جينو وتشنلو.
تذمر جينو بعد أن سقط الفتيان فوقه "آه ابتعدوا عن ظهري أنتم ثقيلون."
ابتسم مارك-هيونغ بإرتباك "جايميني أنيونغ (مرحبًا)"
"تشنلو-ياه كيف أمكنك أن تسترق النظر إلى جايميني وهو ينظر إلى الهدية التي حصل عليها من تلك الفتاة الجميلة، هذا سيء جدًا!"
تذمر تشنلو ليصرخ بصوت مرتفع"هيتشان-هيونغ، إذا ما الذي تفعله فوقي الآن! أنت من دفعتنا لتسترق النظر."
أجاب هيتشان بصراخ "ماذا تريدني أن أفعل أنت السبب بذلك! لقد أرسلتَ رسالة على مجموعة الدردشة خاصتنا بشكل مفاجئ تقول بأن جايمين يواعد فتاة بالتأكيد سأشعر بالفضول وأترك عملي وآتي."
"آاه أذني اصمتا أرجوكما." صرخ رونجين بإنزعاج.
"يا إلهي لم تمضي دقيقتان على خروجكم! وقد نشرت الخبر بسرعة!" تذمرتُ بإنزعاج.
أجاب تشنلو بنبرة ضاحكة بعض الشيء "تعلم الإنترنت سريع هذه الأيام لذا وصلت الرسالة بسرعة!"
رونجين "كونديه (لكن) جايمين-آه هل هذا يعني بأنك تواعد فتاة حقًا!"
"ماذا! بالطبع لا، أنا لم أقل أن فتاة قد أعطتني هذه الحلوى، تشنلو من استنتج الأمر وحده، لقد أعطتني إياها طفلة لطيفة."
صرخ هيتشان بدهشة "ماذا! طفلة"
"لقد تركت عملي وأتيت راكضًا من أجل طفلة!" تذمر هيتشان وهو يقف ليشير إلى تشنلو "تشنلو-ياه في المرة القادمة تأكد من المعلومات قبل نشرها، سأعود إلى عملي." غادر هيتشان المكان وهو يتذمر.
"مارك-هيونغ أعطني يدك، سأساعدك على النهوض." تحدث جي سونغ وهو يمد يده لمارك-هيونغ ليساعده على النهوض.
ساعد جي سونغ رونجين على الوقوف أيضًا.
"تشنلو-ياه هل ستبقى مطولا فوقي!" تذمر جينو منزعجًا ليقف تشنلو بمكانه.
"والآن من فضلكم غادروا المكتب لدي الكثير من العمل لأقوم به." قلتُ ببعض الإنزعاج.
"أراسو ميانيه جايمين-آه، ايريدا (حسنًا نحن آسفون يا جايمين، يا أولاد) لنغادر المكان"
تحدث مارك هيونغ ليغادر المكتب برفقة الفتيان.
"ألن تأتي لتناول العشاء؟" سأل رونجين وهو يقف عند الباب.
"سآكل فيما بعد لستُ جائعا الآن، شكرًا لك."
رونجين "حسنًا كما تريد سنغادر للمنزل بعد أن ننتهي من التنظيف، تأكد من إقفال المكتب لدى خروجك، سيأتي هانسول-هيونغ ويونغ هو-هيونغ بعد ساعة تقريبًا، إذا حدث أي شيء أو احتجت لمساعدة أعلمنا على الفور"
"أراسو، تشالجايو (تصبح على خير)."
غادر رونجين المكان لأباشر عملي، لقد تذكرتُ السبب الذي جعلني أكذب تجاه هوية تلك الآنسة، إذا علم الفتيان أن فتاة شابة من اعطتني الحلوى سأحصل بالغد على بطاقات الدعوة الخاصة بزفافي.
إنهم متحمسون دائمًا لإقامة الحفلات، الجميع عازبين هنا لكنهم يبذلون مجهود لـ لعب دور كيوبيد والتوفيق بين الأزواج بدل البحث على فتاة مناسبة لهم.
*كيوبيد هو إله الحب في القصص الرومانية، معروف كيوبيد بقدرته على الربط بين الأحباء*
غادر الفتيان الواحد تلو الآخر وعادوا للمنزل.
لأبقى بمفردي في مكتبي.
لقد تذكرت! عليّ نقل الصور التي إلتقطتها البارحة.
حملتُ كاميراتي لأخرج بطاقة الذاكرة منها وأقوم بنقل الصور إلى القرص الصلب خاصتي.
سيستغرق الأمر بعض الوقت.
أزلت بطاريات الكاميرا عن الشحن لأعيدها إلى حقيبة الكاميرا.
أشعر بالعطش والجوع سأذهب للمطبخ وأبحث عن شيء قابل للأكل.
خرجت من مكتبي لأذهب للمطبخ، فتحت الثلاجة لأرى إن كان هناك بعض الطعام.
امم لدينا بعض الكيمباب، أخرجت علبة الكيمباب، وبعضًا من مخلل الفجل، لايمكنني تناول طعام يترك رائحة بالمكتب حتى لا تملئ رائحة الطعام المكان.
أخرجتُ زجاجة من الكولا، ووضعت الطعام على الطاولة.
فتحتُ علبة الكيمباب لأُخرِج قطعة منها وآكلها.
إنها لذيذة حقًا.
لا شيء يضاهي لذة الطعام الذي تجده عندما تتضور من الجوع.
أخرجتُ قطعة من مخلل الفجل لآكلها.
أخذت طعامي وعدت إلى مكتبي فتحت الباب بصعوبة فيداي تحملان الطعام.
وضعت الطعام على الطاولة لأسمع صوت خطوات تسير.
ارتعشت بخوف لأستدير وألمح خيال يسير.
سرتُ بخطى سريعة محاولًا جاهدًا ألا أصدر أي صوت.
أخرجت رأسي ببطئ من الباب لألمح شخص يرتدي هودي، ويضع القبعة على رأسه وهو يسير بحذر.
من هذا وما الذي يفعله؟
تركتُ كل شيء لأسير ببطئ خلف ذلك الشخص المريب، الذي يسير نحو باب الفندق.
أسرعت بخطاي بعض الشيء لأتمكن من اللحاق به.
"جايمين-آه إلى أين أنت ذاهب؟ هل ستعود للمنزل؟" استوقفني صوت نداء هانسول-هيونغ.
"أشعر ببعض التعب لذا سأذهب لأستنشق بعض الهواء."
هانسول "حسنًا كن حذرًا في الخارج إن الجو بارد."
هل علي سؤال هيونغ عن هوية الشخص الذي خرج، لا لن أفعل سيظن عندها أنني خارج لتتبع هذا الشخص.
حسنًا إنها الحقيقة لكن سيكون الأمر سيئا إن عرف أحدٌ بالأمر.
خرجت مسرعًا من الفندق لأبدء رحلة التخفي.
إنه يتجه نحو الغابة ويتلفت من حوله.. لكنني لا أستطيع رؤية وجهه بسبب ظلمة المكان، إنه يحمل صندوقًا صغيرًا، لقد أشعل ضوء هاتفه ليرى الطريق أمامه.
إن أمره مريب حقًا!
تابعت تتبعه بهدوء حتى لا يكشف أمري.
لقد توقف أخيرًا!
ما الذي يفعله عند الشجرة؟ يبدو وكأنه يبحث عن شي ما.
سقط على الأرض عندما قامت بمهاجمته مخلوقات صغيرة الحجم من داخل الشجرة، لتسقط قبعة الهودي ويكشف عن هوية الشخص.
لاأصدق ما أرى!
*******
يتبع~
******
• رأيكم بالبارت؟
▪︎رأيكم بفضول دريميز مع جايمين؟ 😂
• توقعاتكم لهوية الشخص؟
شاركوني آراءكم وإجاباتكم بالتعليقات