الوشاح الأحمر | The red scarf

By LaraAshraf8

20K 1K 272

بعدما قتلت ابن عمه كان يجب عليه الانتقام منها و من عائلتها كلها.. فتاة بدوية عمياء لكن رصاصتها أصابته في مقتل... More

الندم للجبناء!
دموع الشياطين
زواج أم عقاب⏳
ليست مكسورة الأجنحة
اقتباس🥀
فتيل النار الأخير
للحيَّة لون أرجواني
الوحش الذي يسكنه🎭
غرام الأسياد
شيطانة الصومعة
اقتباس خطير🔥
النداهة
لا تهجريني!
سهام الأميرات
شياطين العابد
غرام الأفاعي♪♫
لا تقعنَّ في الحب!
(الخاتمة) أشواك الورد🥀

الحقيقة الهاربة🍁

1.1K 61 13
By LaraAshraf8

سريعة في تنزيل الفصول أنا لذا لا تنسوا الڤوت و الفولو و شجعوني برأيكم♥️♥️🥰

كانت المحاولات عصيبة لمنع قاسم من الانقضاض على حليمة و تمزيق عنقها بيده العارية...يد ماجد ابن عمته التي أمسكت فخذه بقوة كانت المكابح التي شدت لجام الوحش الهائج القابع بداخله!

تنفس عدة مرات بعمق قبل أن يطلق ضحكة منفعلة و يهز ساقه مجيبا بنزق...

"لا تتباهي يا امرأة...لأن عائلة جبران لديها نسوة قد يقتلنكِ ضربا بالنعال كما تحكي الأساطير"

لم يكد ينهي جملته حتى رنت ضحكة رنانة من سالم التقم بها الهيبة التي انطرحت في نفوس الجميع من تهديدات قاسم.....اعتدل في جلسته و أقبل بجزعه على الأخير بابتسامة مستهزئة محمومة لم يرها أحد على وجهه من قبل قط ثم همس بفحيح مسموع...

"على نساء عائلتك معرفة مقامهن يا قاسم بعدما حدث....البطون التي تنجب خنازيرا كعيسى جبران لا تلمس نعالها جسد سيدتهم حليمة لقمان"

كانت تلك الكلمات هي الإذن الصريح لرجال قاسم كي يرفعوا أسلحتهم على رؤوس على سالم و عشيرته!

صدح صوت مراد_الأخ الأكبر لعيسى_بقسوة و فظاظة بالشتائم و اللعن ثم أخيرا أنعم عليهم بالكلمات التي ستشعل تلك الحرب الباردة للفترة القادمة...

"إذا لم تتقدم عاهرتك حليمة بالاعتذار عما قالته لكبير عائلتنا و تقدم أحدكم للقصاص ستكون واحتكم اللعينة قبرا لجثثكم!"

تحولت الدماء في عروق رأس عائلة لقمان الشاب لبراكين تغلي و تلتهب حتى سببت له حرقة عنيفة في صدره و غصة كانت لتقتله إن انتظر ثانية أخرى!

لحظات كان سلاحه على خارج حافظته على وضع الاستعداد لقتل الفتى الأهوج إن لم يؤدبه أحد!!

كانت أعصابه مهتاجة و نواياه في غاية السوء و انعدام المسؤولية لولا تربيتة خفيفة من يد حليمة على كتفه امتصت أفكاره الجنونية و هياج الثيران الإسبانية الذي تحول إليه!!

تنفس بعمق مخفضا سلاحه وأعاده لمكانه ثم حوَّل بصره إلى قاسم الذي وقف في نوع من الحيرة أمام الدموية التي ستؤول إليها تلك الجلسة و انتظر ردة فعله التي ستحدد كيف سيجيب سالم على هراء مراد جبران..

كانت الأسلحة مشهرة في الجانبين و ملاك حليمة الحارس يخفي كلتا يديه في جيوب عباءته الجلدية....منتصبا أمامها بوجه المحارب الذي يوشك أن يقتل رسول الأعداء و يدها على عضده تقيد عواطفه الجامحة كما تفعل دائما...

"أنزل سلاحك يا مراد و تأدب مع من هو أكبر منك شأنا و عمرا....لا تخض في أعراض الفتيات بدون بيِّنة"

زمجر قاسم بنبرة جازمة لا تحتمل العصيان أو حتى المجادلة.....حدجته عيون مراد بنظرات مستنكرة لكنه احترم تلك المشاعر الطبيعية التي بداخله و طالعه بنظرات كانت بمثابة وعد بألا يضيع حق أخيه.

عاد الرجال لأماكنهم و امتلأت الأجواء بأنفاس ساخنة متوترة كانت لتخنق الجلوس أجمعين إلا أن الجد الأكبر لعائلة لقمان قاطع الشتائم الداخلية تلك بصوته الهادئ و كلماته الراسخة...

"قاسم يا بنيّ، ما رأيك في شيء قد يبدو لك عاديا لكنه باديهي من حيث تصور الأمور..."

هز المخاطَب رأسه بأدب بالغ و ردد كلمات وجيزة يستجلب بقية حديث الجد...كانت عيناه تتوجه لقاتلة ابن عمه بين الفينة و الأخرى يراقب الحديث السريّ الذي يسري بينها و بين سالم في سكون و تناغم غريب لم يره بين امرأة و رجل في مكانة سالم من قبل!

"في رأيك يا بنيّ لمَ قد يكون ابن عمك في واحة يعرف الجميع أنها لحليمة و يساعدها في إدارتها فريد ابن عمها؟ لا أريدك أن تفترض سوء النية وحسب بل فكر و اخبرني كل الافتراضات الممكنة"

تنهد الرجل الشاب بهدوء يحاول التفكير بروية و تؤدة في كل جوانب الموقف...كان من المخجل للغاية كون الاحتمال الوحيد لوجوده معها حين تيقن من عدم وجود رجل برفقتها هو احتمال حقير لا يجرؤ على التفوه به أمام الجموع الغفيرة تلك! ذاك الذي حمله على التشدق بإجابة بدت غير منطقية لكنها أنقذت الموقف...

"لعله طلب السقيا أو التظلل أسفل الخيمة الكبيرة التي قرب البئر هناك من حر الطريق"

أشار بعينيه إلى القماش الثخين المنصوب على أوتاد شامخة قرب مرعى الإبل فالفت الجميع إلى حيث راحت عيناه تحدق...
حدث نوع من البلبلة و الهرج بين الرجال لدقيقة أو أكثر حتى انطلق صوت شاب حديث السن من آل لقمان يركل فرضية قاسم ببساطة بالغة...

"غير صحيح، مع كامل احترامي لك يا ابن العم لكن حليمة لم ترَ معه قافلة أو راحلة و لم يكن يحمل حتى حقيبة على ظهره...و لو طلب الزاد أو السقيا لما استدعى ذلك دخوله و اقترابه لدرجة أن الجثة كما وجدها مراد سليط اللسان كانت أمام خيمة حليمة....و هي كما ترون جميعا بعيدة كل البعد عن البئر أو تعريشة الظل التي تشير إليها"

ردد مراد وراءه بتهور ليس في مصلحته سؤالا جيدا لكن إجابته لنتكون جيدة على الإطلاق..

"ما دليلك إذا يا أبا العريف على أن فتاتك قتلت أخي دفاعا عن الشرف...كل تلك التخمينات حمقاء، أنتم لا تملكون دليلا واحدا"

"بلى لدي..."
هتفت حليمة بقوة و حضور التهما وجود الرجل الذي كان يصيح منذ قليل....
تنفست الصعداء ثم نزعت وشاحها الأحمر عن عنقها ومدته باتجاه قاسم مباشرة كأنها تراه رأي العين!

تراقصت على محياها بسمة تحدٍ ناعمة قبل أن تنهي تلك الجلسة عديمة النفع للأبد...

نادته بلقبه و باحترام و إجلال لا يتناسب مع الإهانات التي وجهها لها و أبناء عمومته منذ قليل....أقبل عليها مستعدا لالتقاط الوشاح منها، لكن طول انتظارها لقدومه جعلها تتعجل و تتقدم عدة خطوات باتجاهه كي تسلمه إياه..

تعثرت قدمها و التوت في حفرة صغيرة حفرها على الأغلب حيوان بريّ صغير فتهاوى جسدها للأمام..!

كانت تملك عدة خيارات للاستناد عليها قبل السقوط بشكل مهين أمام ما يزيد عن عشرين رجلا أولها سالم الذي يجلس على مسافة ذراعين منها.....و آخرها قاسم الذي كان بالصدفة أمامها بالضبط و استقبلها بين ذراعيه بحركة عفوية تماما....

كانت رقيقة البنية لكن طويلة القامة بالنسبة لما اعتاده في النساء...جبينها النديّ ارتطم مباشرة بطرف ذقنه السفلى......لكن ذلك لم يكن مؤلما مثل نظرات سالم التي وخزته بحدة كيلا يطيل التمسك بجسدها بعدما صار ذلك غير ضروريا....

لحظات كانت بها بين ذراعيه و وجهها المنزه عن كل عيب يرتفع ببطئ ليطلق من بين شفتيها الاعتذارات و الأسف....لم يستطع الربط بين الفتاة التي اختلجت حياءً أمامه الآن و التي كانت تهينه و فصيلته منذ دقائق معدودة...
لم يستطع حتى فهم المشاعر المتأججة التي اختلجت بداخله للمسة الأولى من امرأة غير محارمه في حياته!!

لحظات قبل أن ينتزعها سالم من يده بهدوء في جسده و حروب في عينيه التي صوبها نحو قاسم كنوع من التحذير الأخرس....لم يفقد بها الأخير ذرة من كرهه و مقته لها كونها سلبته أحد أفراد عائلته، لكنه على ما يبدو لسبب ما فقد ثقته أنها مذنبة....!

*********

"تبا للفتاة الملعونة!! لقد افترتعلى أخي بالكذب أمامنا جميعا و أنت لم تحرك ساكنا يا قاسم!"

رمى مراد عمامته على الأرض بعنف بالغ و حطم معها مزهرية بلون البنفسج و العقيق الأبيض أفزعت النساء و الفتيات في المنزل برمته..!

أثارت أفعاله حنق المذكور في حديثة بشدة خاصة مع الضغط الشنيع الذي يقع على عاتقه من الجانبين و المخاطر المحتملة للحرب التي سيقيمها بلا بيِّنة على آل لقمان.....كل تلك المصاعب جعلته خارج السيطرة فور أن تخطى ابن عمه حدوده أمامه و حملته كالمفترس عديم الرحمة نحوه يطبق كلتا يديه على وجهه...يثبته أمامه و يهتف بخجل لم يشعر به من قبل قط....

"الفتاة الملعونة تلك تملك دليلا على كون أخيك العاهر هو سبب وفاته بذلك الشكل المزري...ذلك الوشاح الأحمر يتقيأ رائحة عطر شقيقك و حتى الأرجيلة التي يدخنها دائما....بل أنني حين اقتربت منها عفوا لأمنعها من السقوط كانت ثيابها تصرخ برائحة عيسى كما لو كانت تبيت في أحضانه منذ أسابيع!!"

تركه بعنفه فتراجع مراد و عيناه اللتان كانتا منذ دقيقة تتقدان بالحقد و الغضب المستعر أصابهما الخزي و العار....

تنهد قاسم بهدوء يحاول اكتسابه بروية و تأنٍ كيلا يفقد هيبته أمام أفراد العائلة و كبارها...
جف حلقه كأنه خرج توا من ماراثون للركض خلف عظام للكلاب الضالة.....استند على الطاولة العالية التي تحمل كأس مياه و دورق شفاف و ازدرد بلهفة جل ما فيها حتى صارت لحيته البنيِّة أغمق بفعل البلل...

كانت مشاعره أكثر ما يكون اضطرابا حين لاحظ نظرات عمه أبا القتيل الذي وصل متأخرا بعدما سحبته ابنته على كرسيه إلى هنا......لم يعرف قط تأثيرا مؤلما لضربات الرياح إلا حين أحس بلسعات بشعة في بشرته مع كلمات عمه...

"أنتَ تنوي تصديق الفتاة لأنها تبدو كما لو كانت بريئة؟! بالطبع هي كذلك لأنها ضريرة لا تستطيع التصويب ولو في أحلامها و لم تقتل ابني بل قتله سالم انتقاما مني حين قتلت عمه....أنا رأيت نظراته ذلك اليوم أمام جثة أوَّاب_عم سالم الأصغر و صديقه منذ الطفولة_كان يبكي بكاء إبليس أمام باب الجنة"

مسح قاسم على رأس و فرك ما بين عينيه بإرهاق ثم جلس أمام عمه و تساءل مستنكرا...

"ماذا عن القرائن و الأدلة التي رأيتها بينما كنت هناك....تعلم يا عمي؟ لقد رأيت تلك الإصابة التي تلقاها عيسى في مقتل.....و رآها زين الدين و قد أقسم بالله أنها من تصويب امرأة طولها لا يزيد عن مائة و ستين سنتيمترا"

التفت الرجل نحو زين الدين_الطبيب الوحيد في العائلة الذي تخصص في مجال لا ينساب الأوضاع كالطب الشرعي_و سأله بنظرات حادة كأنه لا يرغب بسماع الحقيقة منه مطلقا إن كان ذاك الكلام صحيحا.....ليس تكذيبا لقاسم لكنه يريد التفاصيل.

أنشأ الشاب يروي تفاصيل الكشف السريع الذي أجراه على الجثة، بيد أن ابن عمه رفض جعله يشرّحها بأي شكل...اللهم إلا نظرة ثاقبة و بضع لمسات حذرة!!

كانت النسوة يولولن بصوت خفيض كيلا ينهرهن قاسم أو مراد أثناء سماع تفاصيل موت الشاب الذي ابتلعه القبر في زهرة شبابة......ذات الأشواك كريهة الرائحة.

بعدما انتهى زين من مهتمه شكره قاسم و صوب نظراته الثاقبة تجاه عمه ينتظر سماع فرضياته التالية بصبر و حكمة....لم ينوِ مهما حدث شن الحرب على آل لقمان أو ربيبتهم دون تأكد من كونهم يكذبون....القتلى الذين ستسفك دماؤهم و تتربى أيتامهم في حجور غيرهم سيكونون جميعا أغلالا يحملها في عنقه يوم يلقى ربه!!

"يا قاسم مازلت حديث السن...تطيع ربك و تخشاه و تأبى إلا الحق في القصاص لكن الفتاة العمياء المسكينة لا يمكنها مهما حدث أن تقتل ابني برصاصة راسخة في منتصف رأسه إلا إذا...."

كأن الأفكار تخاطرت بين الأب و ابنه حين حمل مراد بندقيته و منحها لشقيقته الكبرى ثم وقف خلفها...يحمل مرفها بيده و يثبت أناملها على السلاح كما يجب ثم يصوب بجسدها الذي بدى في تلك اللحظة لأعين العائلة بأكملها كأنه رافعة أو حمالة للبندقية الثقيلة ثم....

أطلق مراد رصاصة بيد أخته صوب الحائط فأحدثت ثقبا واضحا يبدو للأحمق أن صاحبه قصير القامة لكنه ليس كذلك بالتأكيد...!

***********

"أعتذر بشأن إثارة الجلسة يا سالم...كنت أضطرك للدفاع عني و إلقاء الإهانات على قاسم و عائلته"

غمغمت بنبرة يملؤها الخجل و الترقب بينما تعبث بأطراف جديلتها أسف الخمار الأسود الطويل...

لم يتطلب الأمر نظرة لعينيها كي يعرف حقا أنها ليست آسفة...إنها تختبر ردة فعاه تجاهها كي تعلم من يقف إلى جانبها في تلك المعركة الباردة....و هو بكل تأكيد لا يتخلى عن ابنة عمه الكبرى و زعيمة القرارات النسائية في العائلة لأجل أيا كان.

"قاسم و عائلته الملعونة هم ألد أعدائي يا حليمة....تذكرين كيف قتل ابنهم عمي أواب أمام عيني في الصحراء؟ أنا لم أنسَ أبدا لو كنتِ قد نسيتي"

ردد في عجالة خلفه و بنفس الحقد و الغضب ذاته الذي يعتريه و ينهشه ببطئ عبر السنوات...

"أنا لا أنسى آكل لحوم عائلتي يا سالم"

تنهد براحة لم تفهم حينها إن كانت لأن أحدهم مازال يذكر عمهم أواب أو لأنه وجد من يشاطره الألم؟!

انتظرت منه كلاما آخر قبل أن ترحل يفصل لها ما ينتوي فعله بشأن القصاص و ما يطالب به آل جبران لكنه اكتفى باستعجال الغداء بلطف فرحلت دون كلمة أخرى....

كان قليل الكلام منذ صغره إلا أنه_و بشكل ملحوظ_يملك قدرة رائعة على الاستماع للآخرين بصبر و إن كنَّ نساءا من عشيرته على عكس ما تراه معتادا من الرجال..

لم يكُ غيره أحق بمكانه الآن في تلك الغرفة و على المكتب الذي كان يفترض به أن يكون لأبيه أو عمه لكن الجد قدمه لما يعلم بأخلاقه و تقواه غيرته على أهله..

كان طريقها للخروج من عنده ملغما بالبنات اللائي كن يسألن بلا انقطاع عن الحديث الذي دار بينها و بينه الآن و حين كان المجلس قائما....

لم يخف عليهن كيف أسرّها بالكلام أمام جموع الرجال بلا خجل لدقيقة أو نصف دقيقة حتى كانت أعين أعمامهم تكاد تطلق الشتائم صراحة أمام كل الحضور!!

"ما الذي قاله لكِ أخي؟"
سألت نورا شقيقته كنائبة عن بقية الفتيات بلهفة و بصوت خافت لاهث كأنهن كن على مشارف الموت إن تأخرت حليمة بالداخل دقيقة أخرى...

أمسكت نورا بذراعها الأيمن و ابنة عمها التي لم تتخطَ الخامسة عشر بالأخرى و سحبنها إلى مخدع الجدة الكبرى و مكان الاجتماعات النسائية على مدار عقود ماضية...

استسلامها لهن التام جعلها أكثر أمانا مما كان ليحدث لو قاومت حتى استقرت على فراش من الوسائد أجلسنها عليه كالحصيرة البالية و تابعن الإصرار على السؤال ذاته....لا ينتظرن حتى ثانية كي تجيبهن بما جرى..

"لا شيء مهم...فقط طمأنني أنه و جدي و أعمامي سيفعلون ما بوسعهم كيلا تنشأ حربا عديمة الفائدة من جديد بين العائلات لأجل فتى وضيع كعيسى"

" و ماذا بشأن ما قاله لكِ أثناء وجود آل جبران؟؟"

همست نورا و هي تضرب على فخذ حليمة ظنا منها أنها صماء و بكماء فلن تسمعها...

تنهدت الأخيرة و نزعت خمارها ثم طوته باستعجال و تمتمت...

"لا شيء فقط تعليمات بشأن ما يجب عليّ قوله و فعله حين يسألني قاسم أسئلة معينة أو..."

لم يسمح لها حماسهن الفظيع بإكمال الإجابة حتى صفقت أخرى من وسطهن وصوتها المتهدج الهامس يشي بما تفكر فيه بالفعل..

"هل صحيح أن قاسم جبران احتضنكِ حين كدتِ تسقطين؟!"

لم تكد تأخذ أنفاسها جتى أفزعتها همهماتهن المتعجلة و ضربهن المستمر على ظهرها و كتفيها كي تتكلم..

كانت تبتسم حين يتحمسن كثيرا و تضحك لضحكاتهم الخجلة متناسية تماما أمر المصيبة التي وقعت بها منذ ساعات و الموقف المرعب الذي كانت وحيدة به لا حول لها ولا قوة إلا ما أمدها به ربها...

لم تستطع كبح ابتسامتها الحيية الواسعة و هي تجيب على سؤالهن ذاك بتقطع في صوتها الأنثوي الناعم...

"لا تسرحن بخيالكن لقد أمسكني قب أن أسقط وحسب...ثم إنه رجل محترم لا يتحرش بالفتيات لأن الظروف سانحة كما فعل ابن عمه البغيض"

"كاذبة....لقد رأينها و هو يحتضنكِ بالكامل من النافذة و لم يدع النظر لعينيكِ إلا حين انتزعكِ منه سالم"

هتفت نورا بغضب من تزويرها للحقائق و أيدنها الأخريات بزمجرة أرعبت حليمة المسكينة دون حتى أن ترى وجوههن!

كادت تستطرد الشرح لهن كيلا يأكلنها حية لكن دخول العمة هالة و توبيخها اللازع أصمهن و أزال كل رغبة في سماع المواقف العاطفية...

"أنتنَّ يا عديمات المسؤولية تجلسن هنا كأميرات التلفاز للأحاديث الخليعة بينما المطبخ كله على رؤوس أمهاتكن؟!"

انفض المجلس أسرع ما يكون كأنه كان ممتلئا بأشباحهن وحسب و هرعت كل واحدة لوظيفتها....
تأبطت كريمة_ابنة خالة حليمة و صديقتها_ذراع رفيقتها تقودها معها إلى المطبخ حيث العمل و بقية الأحاديث الشيقة التي حُرمن منها منذ الصباح بسبب اجتماعات الرجال.

********

وضع السواك في جيب عباءته و اتجه صوب المسجد في غياهب الليل القاتمة و نسمات الفجر العليلة...

كان في حالة مزاجية مضطربة لكنه استعد للتخلص من كل ذلك الوجل و القلق بركيعات خفيفة مع الرجال بعد قليل.....أو هذا ما كان يتصوره...

وجد نفسه يُسحب بعنف لا مثيل له بقوة ثلاثين رجلا على الأقل نحو زقاق بين البنايات الخاصة بعائلته!

استعد للقتال أو حتى سفك الدماء لكنه وجد نفسه يصطدم بجدار من القرميد القاسي بعد أن تم دفعه بقسوة من جسد أنثوي يعرفه جيدا...

لمسات على صدره أصابته بصعقة كهربية حادة في أوصاله و جعلته يرفع يديه متخذا وضعية الرهينة ببلاهة...

مع إدراكه أخيرا لوهية المعتدي نفض يدها عن جسده بغضب و انزعاج لا مثيل لهما ثم تشدق هامسا...

"سهير، تبا لجنونك....للتو توضأت للصلاة ولا وقت للإعادة!!"

أشارت نحوه بسبابته و هتفت بانفعال لا يعرف له سببا للآن..

"ليس ذنبي أنك شافعي المذهب سالم، أنت رجل حقير فلا تدعي التقوى!"

********

يتبع🍁

إيه رأيكوا في سالم و قاسم؟

إيه علاقة سهير بسالم؟!

هل حليمة هتقدر تنجو من المصائب اللي جاية؟

Continue Reading

You'll Also Like

818 152 7
تدور أحداث هذه القصه حول مغامره يقوم بها شاب شجاع الي جزيره يقال عنها اساطير كثيره وتحدث له أمور غريبه ٠ تري هل سيستطيع النجاه من تلك الأخطار 👀
8.5M 255K 131
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
2.1M 34.5K 36
[ S E X U A L C O N T E NT ] لم أتوقع بأنّني سأنْجذب لـِزوْج عمّتـي الأربعيـني بمُجرد تصادم سُبُلِ طُرقاتـنا في تلك الليلة و هِي ليلة مُقدّسة بالخطـ...
5.3K 344 35
يسعى لتدميرها بينما هي ايضا تسعى لذلك كان يكرهها وهي تبادله نفس الشعور كانت مشاعرهما مشتركة دائما خاصة في الكره والعناد فلا احد منهما على استعداد ل...