انا الشرير

By arya_66

3.4K 432 176

مات الجميع.. في النهاية خالفت وعدي لنفسي وانهيت حياتي بيدي. "مفاجاة! عيد ميلاد سعيد" عندما فتحت عيني، وجدت نف... More

٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦

١

486 28 0
By arya_66


في لحظة، شيء ما اخترق معدتي، هذا مؤلم، نظرت ببطء للاسفل لارى عمود معدني، طرفه حاد كالسيف، اه مجددا؟

بصقت الدماء، انزف وتنزل دمائي على الارض، تختلط بسرعة مع الدماء الموجودة على الارض سابقا..

لم افزع، هذا اجراء اعتيادي، الموت من ضمن احدى مخاطر الخطة، نظرت بهدوء للخلف لانظر على الاقل لقاتلي، لاعرف سبب قتلي، يجب ان اعرف، حتى لا يكون موتي هباءا

رايت وجها غير مألوف، شاب في العشرينات من عمره، اشقر، عيون زرقاء تنظر لي وكاني اقرف الاشياء على هذا الكوكب، هذا ليس كافيا، صفاته شائعة جدا، ربما هو احد ضحايا للوحوش الذين اطلقتهم، لقد تسببت بقتل المئات، لكن كيف عرف اني فعلت ذلك؟ كيف وصل لي؟ ما نوع القوة التي لديه؟ احتاج معرفة المزيد

"ما اسمك؟"

سالته ببرود، هذه مشكلة، لا استطيع التعرف عليه اذا التقيته مجددا، بعد ان اموت، يجب على الاقل ان اميز قاتلي وسبب الوفاة، حتى لا اموت مرة اخرى بهذه السهولة، حتى امنعه من الوصول الي

"لماذا.. لماذا فعلت ذلك؟"

حرك يديه وبسلاسة اخرج العمود المعدني من جسدي، سقطت، اصبح الدم يخرج كالشلال، هناك ثقب في معدتي، لن انجو، قدرته تغير شكل المواد، تقوي الأشياء الغير حية، شيء من هذا القبيل، لا اتذكر اني قابلت شخص كهذا، قواه شائعة حد ما وضعيفة، اذا كيف بالضبط امسك بي؟ بالصدفة؟ هل لديه حلفاء؟ تشكل مجموعة ضدي لن يكون غريبا

"اسمك.. اخبرني"

عيناه تصبح داكنة، تنظر لي بازدراء، بلا رحمة، اقترب مني ياخذ وضعية استعداد لقطع راسي، يريدني ميتا

"لا تعلم كم كان من الصعب ايجاد الشخص المسؤول، كنت ابحث عن الاشخاص الاقوياء الذين يتحكمون بالعالم، توقعت ان المجنون الذي قتل عائلتي وقبيلتي ينتمي لطائفة قوية، او انه اكتسب قوى خارقة ومدمرة للغاية، عالم مهووس ربما، لكن ماذا؟ اتضح انه انت، مجرد نبيل غني بلا قوى، لا اعلم كيف فعلتها ولم اعد اهتم"

تحدث كثيرا، بدات افقد تركيزي، الهث بشدة وبالكاد اتنفس، الرؤية غائمة، امسكت بطرف بنطاله، انظر اليه بشدة

"ما.. هو ..اسمك؟"

عقد حاجبيه، وتنهد" عليك ان تطلب الرحمة بدلا من اسمي"

المزيد والمزيد من الدماء يتسرب من فمي، حاولت ان افتح فمي لكنه تحدث مجددا

"اردت تعذيبك، لكن حتى عندما طعنتك لم تصرخ، انت تتالم الان، لكنك لا تهتم حقا، كنت ابحث عن السبب، السبب الذي يجعل الانسان مثلك، هل كنت تستمتع وانت تصنع الفوضى؟ لكن لا يبدو الوضع كذلك بالنسبة لي.. كم عمرك اربعة عشر؟ خمسة عشر؟ ربما يولد البعض وحوشا" ابتسم بلا روح "لست مهتما في تعذيب طفل ولم اعد اريد فهمك بعد الان.. "

وحش؟ انا؟ شعرت بشيء يصدم راسي بقوة، فقدت الوعي، انت لا تفهم شيئا، ولن تفهم، لا احد سوف يفهمني، انا احاول فقط انقاذ الجميع، انا الوحيد الذي يرى الصورة الكاملة، يجب تقديم بعض التضحيات من اجل استمرار البشر، هذا كنت ما افعله

في عالمي، ظهر بعض البشر الذين اكتسبوا قدرات خارقة للطبيعة، لم يعرف احد السبب، اخفى البعض قدراتهم ليعيشوا كما كانوا، غير مهتمين بتطوير النعمة التي لديهم، البعض اصبحوا ابطالا، والبعض اشرارا، كانت ردود الافعال مختلفة.

بعد سنتين حلت كارثة، حيث فتحت ابواب في الفضاء من العدم، ظهر وحوش يستهدفون البشر، كانت البوابات تفتح على شكل موجات، كانت الموجة الاولى هي الاخطر حيث انتهت نصف البشرية، كانت اعداد الوحوش الصغيرة كثيرة، ولم يكن هناك الكثير الذين يجيدون استخدام قواتهم بكفاءة

الموجة الثانية كانت الوحوش اقوى، لكن الضحايا كانوا اقل، لان البشر ادركوا الخطر الذي يحدق بهم، اصبحوا جادين في التدرب، اصبحوا اكثر قوة

قاومت البشرية حتى الموجة الرابعة، لم اعد اسمع صوت الصراخ بعد الان، حيث مات الجميع، انتهى الجنس البشري، انتهى كل شيء..

بقيت انا فقط، امشي وسط الشارع بهدوء، لم اكن قويا ولم امتلك اي قوى خارقة تمكنني من النجاة، لكن لسبب ما، لم تهاجمني الوحوش ابدا، كانوا يتجاهلونني حتى لو اقتربت منهم، شعرت وكان وجودي من عدمه واحد

"لماذا لا تقتلوني؟ انا بشري ايضا"

بقيت اتجول على الارض لسنوات وحدي، القصور الشاهقة بقيت بعضها صامدة ورائحة الدم لا تزال تنبعث منها، غالب القرى على الحدود تدمرت ولم يعد هناك مكان للاختباء، المشي على الدماء كان شيء طبيعي للغاية، بقيت ابحث عن كائن بشري ولم اجد، تعلمت اللغة التي كان يخاطب الوحوش بعضهم بعضا، حاولت التحدث معهم بلغتهم، وكان الامر بلا فائدة، طعنتهم على امل ان يهاجموني، ولم يفعلوا لي شيئا، جربت العديد من الامور، كلها بلا فائدة، بقيت بدون اجوبة.

لماذا؟

اريد ان اسمع صوتا..

اريد ان اتحدث مع احد، اي احد..

من فضلك..

فقط اريد ان ارى نهاية الطريق، لذا من فضلك

"اقتلني.."

ركعت امام اقوى وحش اعرفه، كائن يشبه التنين لكن ليس له جسد مادي انه فقط يتكون من الضباب الرمادي، نفس واحد منه وسأتلاشى، يمكنه ان يمزقني برفع يده فقط، توسلت اليه باعين ميتة على امل ان ينهي بئسي، اريد الخلاص..

"انت املي الأخير لذا ارجوك ساعدني واقت..."

اختفى من امامي قبل انهي جملتي، وانتقل الضباب الى مكان بعيد، شيء دافئ نزل على وجنتي، هل تمطر يا ترى؟ لكن السماء صافية ومن دون غيوم...

في النهاية خالفت وعدي لنفسي وانهيت حياتي بيدي.

"مفاجاة! عيد ميلاد سعيد"

"ماذا؟"

عندما فتحت عيني، وجدت نفسي في الماضي، بجسد طفل، نظرت للقصر الذي كنت اعيش به باستغراب، لقد عدت حقا..

كان ابي وامي يقفان يرتديان ملابس جملية للاحتفال، ينظران لي بابتسامة كبيرة، كان اخي واختي يتشاجران على لعبة، كانوا لطيفين ووسيمان كالدمى الخزفية، عندما لاحظوا اني انظر لهم فركضوا لمعانقتي بقوة، يضعون تاجا فوق راسي، ويضحكون بسعادة

"اوه طفلي، هل انت بخير؟" تقدمت امي نحوي، تضع يدها على وجنتي، وتنظر لي بقلق، اوه.. لقد كانت تمسح دموعي، ابعدت اخواي عني ووبخت"توقفوا عن ازعاج اخيكم، ما الخطب عزيزي ري؟"

ري؟ هل هذا كان اسمي؟

اشتقت ان يناديني احد ما، لقد كنت لوحدي لفترة طويلة، ربما فقدت عقلي بالفعل، جر اخي ردائي بحزن وقال:"اخي لا تبكي"

كانت دموعي فقط تسقط، تسقط بدون ان اصدر صوتا، ابي بدا يقلق بشاني بجدية، تقدم ووضع يده على كتفي"آريان هل لم تعجبك الهدايا؟ ساشتري لك هدية اخرى، هيا دعنا نذهب للسوق، اختر كل ما تريده و..."

"انا لا اتذكر اسمائكم.."

قاطعته بهدوء، تفاجا كل من امي وابي، نظرا لبعضهم البعض بارتباك، فكرت ان مصارحتهم بالحقيقة هو الخيار الافضل، مع الوقت سيلاحظون في النهاية اني مختلف عن ابنهم، مختلف عن الاطفال العاديون، الشي الوحيد الذي جعلني اتاكد من انهم عائلتي هو شبههم بي، كلنا نملك شعر ازرق داكن، اعين عسلية، غير ذلك انا لا اتذكر شيئا عنهم، اخر مرة رايتهم كان منذ زمن بعيد..

"ما الذي تقوله، آريان؟"

"انا.. انا.. لا اتذكر شيئا" همست، عانقت امي بقوة، دموعي تنزل بشدة، مع تعابير هادئة"انا اسف.. " بكيت، حتى طريقة بكائي مريبة، لم اعد مثلهم، لم اعد مثل نفسي القديمة، شعرت بمشاعر لم اشعر بها منذ فترة طويلة، لقد افقتدهم، لا اريد ان اخسرهم مرة اخرى

"لا تتركوني"

قلت بصوت واضح، من فضلكم ابقوا معي هذه المرة.. لكن في الواقع لم يكن هذا ما اردت قوله، ما اريد قوله هو..

من فضلكم لا تموتوا مرة اخرى

عندما هدأت، حاولت اقناع والداي اني بخير، لكني اعاني من فقدان ذاكرة بسيط، لكن الاوان قد فات ووالدي قد استدعى الطبيب قصرنا بالفعل، كنت اجلس على الكرسي مع اعين حمراء منتفخة، انا ابن احد اقوى النبلاء، في الأصل عائلتنا كانت من العامة وكان ابي يدير تجارة صغيرة، كبرت شيئا فشيئا اصبح لديه فروع في كل مكان، لديه علاقات جيدة في التجارة مع الممالك البقية، وشارك في الحرب الاخيرة، وعندما اثبت مدى فعالية خططه الاستراتيجية، اعترف الملك بنا وكرم عائلتنا، نتيجة لذلك اصبحنا من النبلاء، ونعد من اغنى العائلات الموجودة.

"اذن دعني افهم ما حدث، انت عدت من الاكاديمية الى المنزل، فتحت الباب ورايت عائلتك لكنك فجاة لم تعد تتذكر اسمائهم، فقدت ذكرياتك عنهم"

"نعم" نظر لي الطبيب بغرابة عندما اجبته بطريقة الية، حرك القلم بين يديه وسال مجددا "اخبرني كيف كان طريقك في العودة، هل شاهدت شيئا غريبا مثلا؟ شيء ازعجك؟"

"لا اتذكر ذلك، اول شيء اتذكره اني كنت وسط المنزل بالفعل، كان غريبا علي، فذهبت الى الصالة ورايت امي وابي"

"اذا كنت لا تتذكر، كيف تعرف انهما والداك؟"

"لاني اشبههما" نظر لي الطبيب بشك، ربما يظن اني طفل يزييف فقدان ذاكرته ليجذب الانتباه، حسنا لا الومه، ما اقوله غير منطقي، تنهد الطبيب وسالني مجددا اذا ما تعرضت لصدمة نفسية في وقت سابق، اذا ما تعرضت لضربة على راسي واسئلة اخرى من هذا القبيل، فحصني بعناية.

عندما خرجنا، كانت والدتي تمسك بيدي، كان والداي يسترق النظر لي بتوتر، تنهدت وقلت"انا بخير" لقد تحدث معهما الطبيب وقال ان ليس هناك خطبا بعقلي، لكنه لا يعرف السبب وراء حالتي، قال ان هنالك احتمال ان استعيد ذاكرتي مع الوقت

"هل تريد بعض الايس كريم؟"

"لا" اجبتها بهدوء، ونظرت لي كما لو كسرت قلبها "لماذا؟"

"لا احب الاشياء الحلوة"

"اه، فهمت" وضحكت امي بحرج، تشد على يدي دون وعي، حاول والدي اخفاء صدمته هو ايضا، وفتح موضوعا اخر ليغير الجو، هل كنت احب الحلويات سابقا؟ لا اتذكر ذلك...

اعلم اكثر ما يقلق والدي، ليس اني فقدت ذاكرتي، المشكلة اني لا اتصرف كطفل، لدي نفس وجه ابنهما لكني اتحرك كالدمى، وكأن شبحا استولي، حسنا لا اظن ان هذا مهم الان فانا لدي عقل بالغ، لست مهتما بالتصرف كما كنت، عليهما الاعتياد على آريان الجديد

لاني الوحيد الذي يعلم المستقل والكارثة التي سوف تحصل، سوف اضع خطة وهدفي هو انقاذهم، لا يهمني اذ لم يستطيعوا فهم افعالي المستقبلية، طالما انهم احياء، هذا يكفيني

وهكذا بدات برسم خطة

فكرت وفكرت وتوصلت الى ان المشكلة كانت تكمن في ان البشر يعيشون في فترة ازدهار اقتصادي، الكل سعيد ويعيش حياة رغيدة، ليس هنالك حروب، حتى انه لم يعد هنالك جيش، هنالك نظام امني صارم يمنع الجرائم، لم يكن هناك قلق للبشرية..

اذن في هذه الحالة الحل كان بسيط، علي ان صنع مصدر قلق للبشرية، شيء مقارب للوحوش الذين أتوا خلال الموجة الاولى، يجب ان يموت الكثير ليشعر الاخرون بالخطر، سياخذ البشر حذرهم ويزيدون الإجراءات الوقائية، وعندما يحصلون على القوى الخارقة للطبيعة لا يعاملونها كمزحة او وسيلة لجذب الانتباه، بل كوسيلة لانقاذ حياتهم وحياة غيرهم، هذا هو الشر الذي لابد منه..

وانا ساتطوع لاكون ذلك الشرير

كل ما اريده هو انقاذ الاشخاص الذين اهتم بهم بأي ثمن.. حتى لو عنى ذلك تحويل حياة الآخرين الى الجحيم

يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

153K 6.7K 25
هـو ألـفا لقطيع القمر الدموي الذي يملك ذئبا متمردُ و قـويـًا وشـعبا أقـوى يقـود قـطيع بـ حكمهِ قبـْل ان يقوده بـ قوتهِ يـملك هـالـه مـُضلمه تحيط بـَ...
4.1K 495 12
ماهو خطئي إذا ماتت أمي عند ولادتي ؟ لكي يكرهني الجميع دون سبب محدد منذ نعومة أضافري أخي و أختي و ..أبي ..علي كل حال أنا سأموت عاجلا أم آجلا بسبب مرضي...
19K 1.9K 12
خيانة بعد خيانة ضننت ان حياتي انتهت بعد ان مت ولاكن لماذا ولدت من جديد بذكريات حياتي السابقة ولد الفتى من جديد ومعه ذكرياته السابقة ونفس الحياة م...
8.5K 559 17
جاك فتى يتيم يتم تبنيه لكنه يتعرض لي الاهمال من والده يموت و يتم تجسيده في جسد طفل مشرد و يتم تبنيه مره اخرى من قبل الدوق الشرير فكيف ستكون حياته