ليلةُ إكتِمال القَمّرِ..

By Nouran901

105 8 2

انتِ كالوتين. إذا إنقطعَ.. انقطعت الحياه... ضحِكت.. فأنفجرت جميع حواسه و قال وهو ينظرُ لها.. يا الله.. أل... More

أيُظلم لي ليلٌ وأنتِ قمري؟.

وجهُكِ كليلةٍ إكتمل فيه القمر بدراََ..

69 4 2
By Nouran901

و بعد خمسة و عشرون سنه...

كان جالساََ تحت ضوء القمر..
و ينظر للنجوم التي تلمع في السماء..
شارداََ في ما حدث له.. من اليوم الذي إلتقي بملاكه.. و انقلبت حياته رأساََ على عقب...
كانت كقمرٍ فاض نورهُ في ليلٍ عتيم...
و أثناء شروده هذا
إذا بأحدٍ يجلس بجانبه
و من غيرها ملاكه.. تلك التي ساندته و وقفت بجانبه و لم تتركه و كانت تسمع له من دون أن تحكم عليه.. الوحيده التي احبته بصدق.. و عوضته عن كل شئ خسره...

ملاك وهي تجلس بجانبه :
بقالك يجي ساعه على الوضعيه دي و قاعد سرحان بتفكر في مين ها؟..

سليم بمكر : في اللي خطفت قلبي من اول نظره كانت لحظه حلوه اوي..

ملاك بغيره : خطفت قلبك ااه.. و مين دي ان شاء الله يا سي سليم!

سليم بضحك : ايه يا بت هو في حد قدر يخطف قلبي غيرك بردو

ملاك : على رأي ياسر ابنك بتسبتني بكلمتين

سليم و قد توقف عن الضحك :
اه صح بمناسبه ياسر..

ملاك : ماله ياسر
سليم : كان جالي انهارده الصبح و قالي انه عايز يتجوز

ملاك : يتجوز؟!.. يتجوز مين

سليم : ريماس بنت مالك...

* فلاش باك في صباح هذا اليوم.. *

: بقولك يالا..

" كان ذلك صوت ياسر الذي يخاطب أخاه سيف و جالساََ على كرسي المكتب يتأرجحُ به.. "

سيف : خير يا اخويا
ياسر : انا.. كنت عايز اتجوز و مش عارف ابدأ الموضوع مع ابوك ازاي
اعتدل سيف في وضعيته بعد أن كان متكِئاََ على الأرض..
: عايز ايه.. تتجوز!.. ليه و مين و ليه بردو تاني

ياسر : ايه يعني عادي عايز اتجوز فيها حاجه

سيف : لا بس جواز مره واحده كده

ياسر : اه جواز مره واحده فيها ايه

سيف : امم.. و انتَ عايز مني ايه دلوقتي

ياسر : انا جيت اقولك بس و بردو كنت عايزك تساعدني و تقولي افتح الموضوع ازاي للعيله بما اني هكون اول واحد يتجوز

سيف بخبث : الأول بس هي مين

ياسر : و انتَ مالك انتَ يا حشري.. انا جاي لك عشان تساعدني

سيف : قولي الأول هي مين

ياسر بنفاذ صبر

: انجز يالا و إلا همشي و اسيبك!

سيف : خلاص اقعد.. بص انتَ الأول تفتح الموضوع مع ابوك و بعدين هو هيعرف الكل و بس كده مصعبها ليه

ياسر : مش عارف بس هشوف

سيف : ادخل كده بقلب جامد.. نسيت ابوك لما راح يخطب امك عمل ايه

ضحك كلاهُما و هما يتذكران عندما قصت عليهم والدتهم كيف تزوجت من اباهم..

كان اليوم الذي خطب به سليم ملاك هو اليوم الذي تخرجت منه من الجامعه...

تفاجئت ملاك ان سليم الشخص اللي منذ ذلك اليوم الذي اخذت منه القلم ايام الدراسه
لم تُرجعه له انه قد اتى لحضور
حفل تخرجها..

سليم ل ملاك : فاكراني ولا ايه
ملاك : تقريبا مش انتَ اللي خت منك القلم
معلش والله نسيت ارجعه وبعدين القلم خلص اصلا
سليم : انتِ لسه فاكره القلم سيبك منه
ملاك : انتَ جاي لحد هنا ولا ايه يعني اظن انك اتخرجت من 3 سنين.
سليم وهو مش واخد باله: اه جاي لحد بحبه
ملاك بغيره : بتحبه ومين بقى
سليم و أخيراََ خد باله من كلامه
: هاا لا ولا حد كنت بهزر
ملاك : طيب بردو جاي لمين
كاد يُجيبها سليم ولكن
قطع كلامهم شخص يدعي مالك وهو يقول..
مالك وهو يخاطب ملاك
: مين ده
ملاك : ها ده واحد كنت... ءءء خت منه قلم
مالك : نعم
سليم : بص تعال معايا وانا هقولك
مالك : انتَ مين اصلا
سليم : تعال بس...

توقف سيف من الضحك عندما وقع أخاه من على كرسي المكتب من الضحك..

سيف و انفجر في الضحك على أخاه
: هموت يخربيتك مش كفايه ابوك كمان انتَ تقع

ياسر وهو يقف و يمسك بظهره
: اه يا ظهري
و اكمل بضحك :
لا و رايح يخطبها في يوم التخرج و خالك عمل تسجيل دخول في اللحظه دي
و ابوك كان خايف يطلع جوزها او خطيبها

سيف : اهو يا سيدي شوفت ابوك طلب امك ازاي روح انتَ كمان بقى قول لابوك مش تروح و تعمل زي ابوك تكلمها هي

ياسر : تمام هروح اهو..

ذهب ياسر لمكتب والده..

ياسر : ازيك يا بابا

سليم : الحمد لله.. ازيك انتَ؟

ياسر : الحمد لله كويس
و ظل واقفاََ و لم يتكلم..

فنظر له سليم و قال
: انتَ جاي عشان تتفرج عليا؟!

ياسر : هاا.. لا انا كنت جاي و عايز حضرتك في موضوع كده

سليم بتعجب : حضرتك!.. من امتى الاحترام ده.. مهو مش هيكون الاحترام ده و خلاص اكيد وراه مصيبه

ياسر : عادي يعني يا والدي هو فيها حاجه لما ابقى محترم.. و بعدين متخافش مش مصيبه

سليم : امال عايز ايه

ياسر وهو يجلس : بصراحه كده انا.. عايز اتجوز

وقف سليم و ذهب للكرسي الذي أمام ياسر و جلس عليه و قال
: تتجوز مين ؟

ياسر : بصراحه يا بابا.. انا عايز اتجوز ريماس.

نظر له سليم بتمعن ثم قال بتعجب
: ريماس بنت مالك؟!

أشار ياسر برأسه بمعنى نعم

سليم : يعني ملقتش غير بنت مالك.. ده ابوها بيخاف من الصرصار معرفش ده دخل كليه الطب ازاي و انتَ عايز تتجوز بنته.. دي نسخه منه!

ياسر بضحك : معلش بقى يا بابا

سليم و بادله الضحك
: اه ياني.. خلاص روح انتَ و انا هبقي اقوله و نروح نتقدم ليهم

ياسر : يا سلام هنتقدم ليهم و هما عايشين معانا في نفس البيت..

سليم : غور يالا من وشي

هرول ياسر مسرعاََ الي الخارج وهو يضحك

" باك.. "

ملاك : يتجوز ريماس ازاي يعني؟

سليم : ايه يا ملاك فيها ايه الواد بيحبها

ملاك : مش قصدي يا سليم بس.. فرق العمر بينهم كبير اوي!..

سليم : عادي يعني يا ملاك دول ثمان سنين بس.

ملاك : يا شيخ البت عندها 19 سنه و ياسر عنده 27 سنه يعني الفرق كبير بردو
هيتجوزها ازاي

سليم : سيبيه يختار يا ملاك.. و العمر مجرد رقم
المهم انه بيحبها بجد!

ملاك : طب انتَ كلمت مالك في الموضوع ده

سليم : لا.. انتِ اول واحده تعرفي

ملاك : خلاص يا سليم اللي تشوفه.. انا مكنش قصدي حاجه ده اخويا بردو يعني مهو مش معقول هرفض إن ابني يتجوز بنته بس انا بتكلم على فرق العمر...

سليم : عارف يا حبيبتي...

و بعدها ذهب كلاهُما للنوم و خلد جميع من في القصر...

______________

" عند عروس البحر المتوسط.. "

كان جالساََ في غرفته
يُفكر في الفتاه التي قابلها من عامٍ مضى..
و التي لم ينساها حتى هذا اليوم..
يتمنى لو يلتقي بها مرةََ أخرى..
و يخبرها انه احبها من اولِ نظره..
و لكنه لا يعلم امازالت في تلك المحافظه ام ذهبت لمكانٍ اخر...

ذلفت والدته في هذا الوقت
و لم تكن سوى اسيل..
تلك التي تغلبت على كل شئ و لم تهتم بتهديد عمها لها و تزوجت من اوس
لم تعش معه سوى ثلاث سنوات
و لكنها احبته بصدق و أنجبت منه و لدها هذا
" يوسف.. "
حتى بعد موت زوجها تغلبت على كل شئ و عمها الذي كان يريد تزويجها لولده و لم يهتم لموت زوجها
حاربت الجميع في سبيل الحفاظ على ولدها
و مازال قلبها ينبض بأسم زوجها حتى بعد موته
و تظل تدعي له
و ستظل تنتظر اليوم الذي ستذهب له فيه
لتعيش معه في الجنه.. الحياه الأبديه...

نظرت لولدها و قالت
: مالك يا حبيبي قاعد كده ليه

يوسف : مفيش يا أمي..
اسيل : عليا انا بردو.. قول يالا مالك

يوسف بضحك : مفيش يا أمي كل الحكايه اني لما كنت في القاهره من سنه قابلت واحده بس..

اسيل : قابلت واحده ااه..

يوسف : ااه.. هنبدأ بقى عقل كونان يشتغل

ضحكت اسيل عليه و قالت
: تعرف انك شبه باباك اوي..

يوسف : ازاي يعني

اخذت اسيل تتذكر تلك الأيام التي عاشتها مع زوجها و أتت في بالها كل العبارات التي قالها لها..

" إن الثباتَ أمامَ عينيكِ جِهاد.. "

" كُنت اعيبُ الحُب ، و مَن عَاب ابتَلىّ. "

" لم أكن انويكَ حُباََ ،
قد وقعتُ فيكَ سهواََ .. "

" وتلاقت الأرواحُ عبر منامها
حُلماََ جميلاََ ليتهُ لم ينّتهي ولكنه أصبح حقيقه !.. "

انا هُنا ، و انتِ هُنَاك
فَمتي تختفي الكاف؟

" كُنت انا من أُدخل المجرمين السِجن
الان أصبحتُ انا المجرم و دخلت سجنكِ.. "

" أنا جُندي أُعلنُ الولاءَ لِـبُندقِيتاكِ.. "

" شايفه البحر كبير ازاي؟
انا بحبك قد البحر ده و اكتر... "

" صحيح اننا لم نبقى مع بعضنا في الدنيا و لكن... سنكون معاََ في الاخره.. "

و إنْ لَمْ أستَيقِظ غداََ ،
ف أنا أُحِبُّك جداََ...

دمعت عيناها من تلك الذكرى الجميله و لاسيما تذكرها لأخر عباره قالها لها قبل أن يُغمض عينه الي الأبد...

قطع شرودها هذا صوت يوسف :
" ماما.. "

اسيل و عينيها تلمع من الدموع
: ايه يا حبيبي

يوسف : مالك يا ماما في حاجه

اسيل : لا يا حبيبي مفيش حاجه

يوسف لتغير الموضوع لانه عرفَ انها تذكرت والده
: طب يا سيادة المحقق كونان هنعمل ايه

اسيل : هنعمل ايه في ايه

يوسف : في اللي بحبها دي

اسيل : انتَ كمان حبيتها

يوسف : تخيلي يا أمي

اسيل : عموماََ كنت جايه اقولك اننا هنروح القاهره كمان يومين و لما نروح هناك نبقى نشوف

يوسف : بس احنا هنروح نعمل ايه؟

اسيل : واحده صحبتي هناك بقالي كتير مشوفتهاش هنروح نشوفها و نقعد هناك شويه

يوسف : تمام يا اسول

اسيل بضحك : اتلم يالا شويه

يوسف بضحك ايضاََ
: الله ده الجميل بيتكسف

اسيل
: اه يخويا يلا بقى روح نام عشان بكره نعمل الشنط..

يوسف : ماشي يا عسل
و ظل يضحك..

نظرت لضحكاته و لزرقاويتيه و ابتسمت
وهي تتذكر اوس و تنظر لولدها الذي يُشبهه..

كان كوالده..
ورِث عنه كل شئ.. ضحكته.. زرقاويتيه.. عباراتهِ التي كان يلقيها على والدته...
حقاََ ورِث عنه كل شئ...

اسيل برفع حاجب : هتفضل تضحك كده

يوسف : معلش يا كونان

اسيل : اسمي ماما يالا ايه كونان دي

يوسف بضحك : ماشي يا ماما

اسيل : يلا نام بقى يا حبيبي و بطل سهر شويه

يوسف بأبتسامه : حاضر يا ماما

اسيل بأبتسامه : تصبح على خير يا حبيبي

يوسف : و انتِ من اهل الخير يا أمي...

________________

أشرقت الشمس على محافظه القاهره

مُعلنه عن بدايه يوم جديد..

" صباحاََ و في قصر سليم تحديداََ.. "

استيقظت فتاه تُدعي " سيلا.. "
اخذت تنظرُ الي الغرفه و كأنها كانت فاقده لذاكرتها ليست بنائمه!..

ذلفت والدتها ملاك في تلك اللحظه ظناََ انها مازالت نائمه لتوقظها..

ملاك : ما انتِ صاحيه اهو امال مقومتيش ليه

سيلا في نفسها : مين الست دي؟.. بس انا حاسه اني شوفتها قبل كده
و بعدها قالت : مين حضرتك

ملاك : انا عايزه اعرف هتتجوزي ازاي يا خوفي تتجوزي و الاقيكي تاني يوم جايه ليا.. ما انا عارفه هتصحي تقولي له انتَ مين و مش بعيد تقومي تضربيه..

سيلا : اهاا افتكرت انتِ امي

ملاك : عوض عليا يارب.. انتِ ايه يابت لوح ثلج
ختي مني كل حاجه إلا ذاكرتك اللي عامله زي ذاكرة السمك دي و برودك عامله زى ابوكي.

سيلا بضحك : طب بصي وراكي كده

ملاك بعد أن إلتفتت ورائها
: ايه ده لوح الثلج.. قصدي سليم

سليم برفع حاجب
: بقى انا لوح ثلج و ذاكرتي ذاكره سمك

ملاك : لا لوح ثلج ايه بس ده انا كنت بتكلم عليها..

سليم : بتتكلمي عليها ااه
ملاك بتأييد : ايوه بتكلم عليها.. ايوه

سليم : ااه طب يلا انتو الاتنين عشان نفطر قوموا يلا.

سيلا بضحك
: احسن عشان تقولي عليا ذاكره سمك و لوح ثلج

ملاك و هي تخلع نعلها
: بقى كده.. انا هربيكي يا سيلا الكلب انتِ
و ركضت نحوها..

ندع قليلاََ هذه العائله و نذهب للطابق السفلى على طاوله الطعام...

كان واقفاََ خلف زوجته ينظر لها وهي ترتب الطعام على الطاوله و من غيره
" مالك.. "
الذي لم يُذكر كثيراََ و لكن كان دائماََ الصديق الوفي الذي تملأ ضحكاتهِ ارجاء اي مكان يذهب له...

* مالك ده من روايه ( أحببتُ الحياةَ مِن اجلكِ)
لو عايزين تعرفوه اكتر ممكن تقروها *

مالك وهو يعانقها من الخلف
: صباح الورد..

حور بشهقه : يخربيت شكلك خضتني

مالك وهو يتنهد
: فين ايام ما كنتي امريكيه

حور بضحك : البركه في ملاك اختك

مالك : ااه ملاك.. ده في أسبوع لقيت سليم بيقولي يا ابو الصحاب الواد قلب مصري اكتر مني

حور ومازالت تضحك
: عايز الصراحه البت دي قنبله نوويه لو شافها هندي هيقلب في أقل من أسبوع واحد من حاره شعبيه

مالك : عندك حق والله..

و قطع حديثهما و لوج سليم و جلس على الطاوله..

مالك : طب قول صباح الخير

سليم : صباح الخير

مالك وهو ينظر لحور
: ماله ده

حور بصوت خافت : شكله بيوحي ان حد هز كرامته و انتَ عارف كله إلا كرامته

مالك بصوت عالٍ
: ده عنده كرامه ده.. ده خروف

سمعه سليم في تلك اللحظه و قال
: مين ده اللي خروف يا سي مالك

ركضت حور مسرعةََ للمطبخ و كأنها تقول انها ليس لها شأن بما حدث..

مالك في نفسه :
" خاينه.. "
ثم قال : ده انا كنت بتكلم على.. على...

سليم مقاطعاََ : على ايه..

مالك : اه افتكرت خروف العيد

سليم بتعجب : خروف و عيد؟!

مالك : ا اه عيد الأضحى

سليم : عيد أضحى ايه اللي بتفكر فيه من دلوقتي ده كان لسه خلصان من شهر
و بعدين من امتى و احنا بناكل فيه خروف ها؟..

مالك : لا مهو انا قررت اكل فيه خروف و بفكر من دلوقتي يعني عادي يعني

سليم : هحاول اصدقك ماشي..

و بعدها خرج الجميع من غرفته و تناول جميهم الإفطار.. كان هناك من ينظر للأخر بحب و يشكر الله عليه و هناك من ينظر للأخر و ينتظر اللحظه التي يجمعهُما الله بهما...

_______________

ليلاََ...
كان مالك جالساََ في حديقه المنزل
و اتي إليه سليم

سليم : كنت عايزك في موضوع يا مالك

مالك : موضوع و بتقولي مالك!..
لا ده فعلاََ موضوع بقي

سليم : هو انتَ دايماََ كده عارف نفسك.. المهم
ياسر...

مالك : ماله ياسر

سليم : عايز يتجوز

مالك : يااه اخيراََ.. ده الواد قرب يعجز

سليم : خير ان شاء الله ايه قرب يعجز دي؟!..
انا ابني اي واحده تتمناه هو بس اللي كان مستنيها تكبر شويه...

مالك : تكبر؟.. ليه هي طفله دي ولا ايه

سليم : مش طفله اوي يعني هي عندها 19 سنه

مالك : قد ريماس يعني

سليم : و ليه متقولش انها ريماس..

كان مالك يرتشف بعض من قهوته و عندما سمع هذا افرغها من فمه و قال
: ايه يا اخويا.. بقى ابنك العجوز ده يتجوز بنتي
َو انا و انتَ نبقى جدو و الكلام ده و نبقى قرايب تاني ده يادوب مستحملك عشان انتَ جوز اختي و بس كمان هتبقى حما بنتي و اقول لابنك مبروك يا جوز بنتي لا لا مستحيل اجوزها و بالذات لابنك.. ده نسخه منك كأنه وهو بيتولد جينات امه رفضت الانضمام و...

سليم بصدمه : اييه كفايه بلاعه و طفحت في وشي
احنا هنشوف بس هما عايزين بعض او لا و العمر مجرد رقم يا مالك و اكيد مش هيتجوزها دلوقتي هما لسه اتخطبوا حتى.. احنا هنشوف بس ده اولاََ
ثانياََ ماله ابني يا مالك ناقصه ايه؟.. و فيها ايه شبهي كان فيا حاجه يا حبيبي؟

مالك : لا مفيش فيك حاجه.. عموماََ هبقي اشوف ريماس رأيها ايه

سليم : احنا لسه هنشوف رأيها.. اديك بتقول الواد هيعجز خلينا نلحق نجوزهم

مالك : ايوه هنعمل ايه يعني؟

سليم : انتَ تروح تلبس دلوقتي اي حاجه كده وانا بردو و كلنا نلبس و هستناك في الصاله و نتقدم لها.

مالك : و ليه التعب ده كله ما نروح عندها في الاوضه بالبيجامات دي و نشوف رأيها ايه عادي يعني
و لو حصل نصيب نجيب المأذون في الاوضه كمان و نعمل الفرح كمان في الاوضه ايه رأيك؟

سليم : تصدق عندك حق.. طب يلا بينا

مالك : يلا بينا على فين

سليم : نتقدم لبنتك في اوضتها.. يلا هروح اجيب ياسر و انتَ انده ل ملاك و حور

مالك : تعال هنا انتَ صدقت ولا ايه انا كنت بهزر

سليم بسخريه : مهو اكيد بتهزر ها هنعمل ايه

مالك : زي ما انتَ قولت هنروح نلبس و انا هقول لريماس و ملاك و حور و انتَ هات ياسر و تعال في الصاله بس كده..

سليم : يا سلام.. عمرك شوفت حد بيتقدم لحد بالسهوله دي

مالك وهو يضحك : ولا هشوف.. احنا عيله فيها كل العجب و انا بعترف ب ده...

و بالفعل ذهب كل واحدٍ منهم و تجهز
لم تكن مزحا بل كانت حقيقه!..

.....

" قولي انتَ ده منظر!.. "
كان ذلك صوت ملاك عندما رأت سليم وهو يرتدي حِله سوداء بقميصٍ ابيض على بنطال بيجامتهِ..

ملاك مكمله : لابس لي نص البدله.. و على ايه ما تخليك بالبجامه احسن!.

سليم : تصدقي عندك حق

ملاك بنفاذ صبر : اولع في نفسي يناس.. يعني انتَ راضي عن شكلك كده!..

سليم برفع حاجب : و ماله شكلي يا اختي؟

ملاك : لا ولا حاجه بس عامل زي اللي صحي من النوم و اتأخر على الشغل ف مكملش لبسه و مشي

سليم : عادي يعني كده حلو انا لسه هغير..
و اكمل لكي يستفزها
: ده حتى هو كان بيقولي نتقدم في الاوضه

ملاك : امشي من وشي يا سليم!..

وبعد نصف ساعه..

كانت ريماس و والدتها حور و والدها مالك جالسين في الصاله و مالك الذي لم يغير حتى ما في جزئه العلوي فقط ارتدي حِله سوداء عليها!..

ذلف إليهم ياسر الذي كان الوحيد الذي يرتدي حِله سوداء كاملةََ و ملاك
و ذلف بعدهم سليم بمظهره هذا

جلس سليم و مدد قدمه على الاريكه وقال
: واحد شاي لو سمحتي يا اخت حور عشان نفوق للي جايين عشانه..

نظرت حور لملاك بصدمه و نظرت لها ملاك بمعنى نعم و أن ما يحدث حقيقه..

مالك : اه يا حور و انا كمان بس عايز عصير تفاح

ملاك وهي تنظر لأخاها مالك و على ما يرتديه
: و كان ايه لزومه انك تلبسه ما كنت تفضل زي ما انتَ كان لازم تتعب نفسك

مالك بابتسامه بلهاء
: لا مهو دي لزوم الشياكه و كده يعني

و كل هذا يحدث تحت ضحكات ياسر و ريماس..

حور : و انتِ يا ملاك مش عايزه حاجه

ملاك : ااه.. هاتي دوا الضغط عشان حساه عالي اوي

مالك مقاطعاََ : تؤ تؤ تؤ مينفعش كده.. بقى عايزه دوا ضغط و اخوكي دكتور

ملاك برفع حاجب : نعم يا اخويا

مالك : يابت انا هعالجك لازم يعني دوا الضغط

ملاك : الحقيني يا حور بدوا ضغط و سكر
انا هيجيلي كل أمراض الدنيا بسبب الاتنين دول...

ياسر و قد نفذَ صبره
: هنفضل كده كتير في دوا للضغط و عصير التفاح!..

سليم : ايه يالا متبقاش نكدي كده

ياسر : طيب ماشي ندخل في الموضوع الأول و بعدين هزروا براحتكم

مالك ببرائه : موضوع ايه

حور وهي تنظر لزوجها
: نعم؟!

مالك : عايزين ايه ادخلوا في الموضوع علطول

سليم ببسمه وهو ينظر لولدهِ
: بص يا اخ من الاخر ياسر عايز يتجوز ريماس..

مالك ببسمه وهو ينظر لأبنته لانه يعلم بحبها لياسر
: لو التورته اللي انتو جايبينها دي شكولاته
يبقى على خيرت الله

سليم ببسمه : ايدك في ايدي يا ابو العروسه

و صافحه مالك وهو ينظر لأبنته ببسمه..
و ابتسم الجميع

و نظر ياسر بحب لريماس بينما هي التي كانت تحاول تخبيئة وجهِها..

قطع هذا الهدوء صوت ملاك وهي تقول
: يبقى كده الخطوبه بكره و كتب الكتاب الاسبوع الجاي

نظر لها الجميع بدهشه و قال مالك
: و على ايه كتب الكتاب الاسبوع الجاي متخليه بعد بكره و خلاص

أجابه سليم : و الفرح بعده

ريماس مقاطعه : ايه كل ده لا طبعاََ كتب كتاب ايه اللي بعد اسبوع

ياسر بغضب و لأنهاء الحديث
: بس كلكوا احنا هنعمل خطوبه ماشي اسبوع كده و بعدها كتب الكتاب لكن الفرح ممكن نأجله سنه كده.

مالك : يعني انتَ حددت خلاص

ياسر بهدوء : اه..

سليم : خلاص يا مالك سيبهم
ثم نظر ل ريماس : المهم رأي ريماس.. ها موافقه؟.

نظر لها الجميع و قالت
: خلاص اللي بابا يشوفه

و ما إن قالت ريماس ذلك سمعت صوت تصفير و تصيفق صادراََ من عند الباب و الذي كان يقف عنده اخاها " غيث " و ياسر و إخوته التؤام
" اسيل و سيلا " و اخاهم " سيف "

ذلف سيف وهو يقول
: مبروك يا اخويا.. مع إن لو عليا اجيب ليك المأذون دلوقتي بس مفرقتش من اسبوع

ياسر بضحك : لا مأذون ايه بس متوصلش ل كده نستنى شويه..

و ذهبوا اسيل و سيلا لريماس ليهنؤها
و قالت اسيل : ربنا يكون في عونك يا بنتي ختي واحد عامل زي القطب الجنوبي بس يلا ربنا يعوض عليكي

نظرت لها سيلا بصدمه وقالت بعد أن رأت نظرات ريماس المصدومه
: لا يابت ده بيحفظنا قرآن ايش عرفك انتِ..

ثم نظرت لأختها اسيل و قالت
: ولا ايه

اسيل : ا اه طبعاََ.. طبعاََ
و ضحك ثلاثتهم..

قطع صوتهم صوت حور وهي تقول
حور : طب يلا بقى كله ينام و بكره ان شاء الله نشوف هنعمل ايه

ملاك : تمام.. بس في حاجه هقول لكم عليها الأول
نظر لها الجميع بتركيذ
ملاك مكمله : في واحده صحبتي من اسكندريه اسمها اسيل جايه بكره هنا القاهره اللي كان جوزها ضابط دي فاكرينها؟

قال سليم متذكراََ : ااه مش دي اللي كان جوزها توفى بعد جوازهم ب ثلاث سنين و اسمه كان " اوس "

ملاك : ايوه هو.. الله يرحمه

حور : هو كان مات من ايه

ملاك : دي حكايه طويله..

مالك : طب احكي عايز اعرف

و ما إن قال هذا جلس الجميع و نظروا لها بمعنى
أن تروي لهم ما حدث

ملاك بتنهيده : خلاص اسمعوا.. بس الاول عشان تعرفوا جوزها اللي هو اوس كان عنده بنت عم اسمها " مريم" كانت بتحبه بس هو متجوزهاش ف كانت عايزه تبعدهم عن بعض و هي نفسها بن عمها
" عبد الله " كان عايز يتجوزها بس هي موافقتش..
من الاخر بنت عمه و بن عمها اتاحدوا في انهم يبعدوهم عن بعض و خطفوا مراته
و اللي حصل كالآتي...

كان قد اقترب من المكان التي هي مختطفه به..
نزل عندما رأى مخزن على الطريق وقال للقوه
: اول ما اضغط على الزرار ده تدخلوا غير كده ملكومش دعوه
اومأ له الجميع و دخل هو بعد أن تسلق السور
كان في جيبيه مايشبه الزِر عندما يضغط عليه يصدر صوتاََ عند القوه يعلموا انه يريد منهم التدخل..
دخل اوس و كان من يُقابله يضغط بيده السبابه و الوسطى على موضع فقدان الوعي في الرقبه
بعدها دخل الي إحدى الغرف و وجد اسيل مربطه
رفعت هي رأسها عندما وجدت انه احد قد دخل
ولكن فور رؤيتها له هو من دخل اطمأنت و اخذت تبكي..
اسرع لها اوس وهو يكاد يبكي وعانقها
: اسف يحبيبتي اني مقدرتش احميكي.. اسف والله
وبعدها ازال الحبل التي كانت مُربطه بها و قال
: يلا بينا من هنا متخافيش
جاء صوت من ورائه يقول
: يلا فين
ذهب له اوس لكي يضربه ولكن هذا الشخص
اخرج سلاحه و صوبه نحو اسيل و قال
: لو قربت هقتلها!
تراجع اوس وقال
: عبد الله دي بنت عمك في ايه هتقتل بنت عمك
عبد الله : واقتل اختي كمان..
اوس : عايز ايه و تسبنا في حالنا
عبد الله : والله مش عايز غير انك تطلقها
اوس : نعم يخويا ده ولا في أحلامك حتى
عبد الله : خلاص انتَ حر
قال جملته هذه و لم تسمع اسيل سِوي

" طخ.. "

صوت رصاصه قد أُطلقت و لكن من الذي اصابته؟
نظر عبد الله للملقي ارضاََ بصدمه شديده
هو لم يقصد هذا فقط كان يهددة
ولم يقصد قتله
كان المُلقي ارضاََ هو " اوس.. "
نظرت اسيل لابن عمِها بصدمه و نظرت لاوس زوجها الذي احبته و عوضها عن أباها المتوفى و كل شئ
جلست على ركبتيها تبكي و اخذت رأسه بين احضانها...
بينما عبد الله الذي وقع من يده السلاح و كأنه تصنم....
قال اوس وهو يلفظ أنفاسه و يمسك بوجهها
: اسيل اسمعيني يا حبيبتي..
اسيل ببكاء : اسمع ايه انتَ مش شايف انتَ عامل ازاي...
وجه نظره نحوها وقال :
لو ليا عُمر اعرفي اني بحبك و لو مليش اعرفي بردو اني بحبك.. مع اني مش حاسس ان ليا و نفسي اوي اربي ابننا سوي بس قدري كده يا اسيل
مع اني معشتش معاكي غير 3 سنين بس كانوا أجمل 3 سنين في عمري..
اوعي تنسيني يا اسيل ربي ابننا كويس و عرفيه اني بحبه من قبل ما يجي و خليه فاكرني دايماََ يا اسيل و صدقيني الموت مش وحش و اكيد هنتقابل في الاخره يا اسيل
" صحيح اننا لم نبقى مع بعضنا في الدنيا و لكن... سنكون معاََ في الاخره.. "
بعد ان قال هذا اكمل بالفُصحي قائلاََ :
و إنْ لَمْ أستَيقِظ غداََ ،
ف أنا أُحِبُّك جداََ...
و بعد جُملته ضغط على الزِر الذي كان في جيبه وسمعت صوت الشرطه بالخارج
وبعد ذلك اغمض عينيه
اغمضها الي الأبد..

: حاسه اني عايزه اعيط..
كان ذلك صوت حور بعد أن انهت ملاك اختصارِها للقصه.

مالك : ربنا يصبرها.. بس ابنها ده اسمه ايه.. و عمره و...

سليم مقاطعاََ : ناقص تقول و رقم بطاقته ايه.

ضحك الجميع..

و قالت ملاك : اسمه يوسف هو كبير عنده 25 سنه..
و ما إن قالت ملاك اسمه

تذكرت سيلا ذلك الشخص الذي قابلته مُنذ عام
و الذي ايضاََ كان يُدعي يوسف..
لن تكذب على نفسِها هي تمنت حقاََ أن يكون هذا هو بالفعل...
لم تنتبه حتى أن جميع من كان جالساََ قد غادر..

قطع شروده صوت أباها سليم الذي يقف أمامها
: الكل مشي و انتِ واقفه سرحانه في ايه كده؟

سيلا : هاا.. لا ولا حاجه يا بابا

سليم : متأكده؟..

سيلا بأبتسامه : ايوه طبعاََ يا بابا.. يلا تصبح على خير
و عانقته..
و بعدها ذهبت لغرفتها...

-----------------------

" في الصباح.. و تحديداََ في عروس البحر المتوسط.. "

كان يحضر امتعته لانه مسافر هذا اليوم برفقه والدته.. و كان هذا الشخص هو " يوسف.. "

والدته اسيل بصوت عالٍ
: خلصت يا يوسف

يوسف من غرفته : اه يا ماما خلصت.

اسيل و قد دخلت الي غرفته
: طب يلا يا حبيبي انزل انتَ نزل الشنط و انا هقفل باب الشقه و نمشي

اومأ لها يوسف و ذهب يفعل ما قالته له..

بعد ساعتين..

كانوا قد وصلوا الي القاهره
نزلت اسيل من السياره
و وقفت أمام قصرٍ كبير
و لم يكن سوى قصر سليم..
فُتح باب القصر و ذلفت هي و يوسف الي الداخل
و استقبلتها ملاك و حور
و قالت ملاك لإحدى الخدم ان تدل اسيل على غرفتها هي و ولدها يوسف.

وبعد نصف ساعه..

كانت اسيل تجلس مع ملاك و حور
و يجلس في الجهه المقابله لهم سليم و مالك
و الذين كانوا يتحدثون مع يوسف..

مالك : متجوزش ليه بقى

لكمه سليم بخفه و همس له قائلاََ
: اسكت بقى بتقول للواد متجوزتش ليه في أول مره تقابله فيها!

مالك بهمس : و فيها ايه خلينا نعرف ده عذره ايه زي ابنك متجوزش عشان مستنيها ده بقى عذره ايه؟
ثم نظر ل يوسف مره اخرى و قال
: ها

يوسف بعدم فهم : ها ايه؟

مالك : متجوزش ليه لحد دلوقتي

يوسف : لا عادي يعني لسه شويه كده

مالك : شويه لفين يعني لحد ما تعجز زي ابنه.

نظر سليم لمالك بحده وهو يتوعد له
تحت ضحكات يوسف عليهم..

مالك : اعرف بردو متجو..

ضربه سليم في وجه قائلاََ
: اكتم بقى هو كل شويه هتسأله نفس السؤال..
و انتَ!..
نظر له يوسف بخوف و قال
: ا.. انا
سليم بغضب : يعني هو في غيرك.. اخلص قول و متنيلتش ليه اتجوزت لحد دلوقتي

يوسف بخوف : يعني مفيش بس في واحده كده لو لقيتها هخطبها بس.

مالك بضحك : طب دور عليها كده في جيبك

لكمه سليم في وجهه مره اخرى و لكن هذه المره أقوى و وقع مالك على الأرض و انتبه الجميع لهم..

ملاك بشهقه : يالهوي ايه اللي وقعك كده

مالك وهو ممسك بظهره
: لا مفيش ده سلي..

وبعدها توقف عن الكلام عندما شاهد نظرات الجميع الضاحكه له فاستحي ان يقول ان سليم ضربه فقال..
: لا مفيش ده انا وقعت بس عادي.

لم يستطع احد من الجالسين عدم الضحك
فأنفجر الجميع في الضحك
تحت نظرات مالك المحرج..

جلس بعدها مالك و همس بجانب سليم قائلاََ
: صبرك عليا بس..

نظر له سليم بسخريه قائلاََ
: لا بالله عليك لا انا اسف.. سامحني ارجوك شايف.. شايف ايدي بتترعش ازاي..

نظر له مالك بغضب و أدار وجهه

و سارت الجلسه على نحوٍ جيد
تحت ضحكات الجميع...

_______________________

في اليوم التالي.. أشرقت شمس هذا اليوم و التي كانت تحمل الكثير من المفاجأت
و الاعترافات التي ستحدث...

تجهز جميهم في هذا اليوم للسفر في مكانٍ يشبه الارياف و فيه خضره و أشياء كهذهِ..

عندما وصلوا!..

كان كل واحدٍ منهم في مكانٍ اخر هناك من يتمشى و من يجهز المكان الذين سيجلسون فيه و هناك من يُعد الطعام..

كان يوسف يتمشى عند الزرع
و فجأة..
إذا بها نفس الفتاه الذي قابلها منذ عام!!
ذهب إليها مسرعاََ و وقف خلفها
و كانت هي تصور بهاتفِها و لم تنتبه له
و عندما أرادت ان تلتفت رأته أمامها..
وتلاقت أعينهم..
نظر له بزرقاويتيه و هي بخضراويتيها..
كان لقائهم يشبه لقاء والده بوالدته و لكن ليس هذا مهماََ الان..
طالت نظراتهم لبعضهم البعض

ثم نطقت هي و قالت
: هو انتَ

يوسف : انتِ من هنا

الفتاه : انتَ يوسف صح

يوسف : اه..
ثم اضاف مكملاََ : انتِ من هنا بقول

الفتاه : لا انا جيت هنا مع عيلتي.

يوسف : و انا كمان بردو جيت هنا مع ماما و صحبتها.

الفتاه : صحبتها؟

يوسف : اه فيها ايه

الفتاه : هي مامتك اسمها اسيل؟

يوسف : عرفتي منين

الفتاه : واو انا سيلا بنت سليم.. انتو اللي جيتوا امبارح عندنا.. ازاي مختش بالي

نظر لها يوسف بفرحه و شكر الله بداخله على أنه جعله يلتقي بها مره اخرى..
يوسف بهدوء : مش فاكراني.

سيلا بحرج : اه مش انتَ اللي قابلتك من سنه كده..

يوسف : ايوه انا..
و ساد الصمت بينهم

و قطع هذا الصمت صوت صراخ تؤام سيلا " اسيل"

سيلا وهي تنظر ل يوسف و قالت بصدمه
: هو في ايه.. ايه الصوت ده

يوسف : مش عارف تعالي نشوف

عندما وصلوا كانت كل العائله موجوده
و رأت اختها تبكي

سيلا بذعر : هو في ايه.. ايه اللي حصل

سليم : مش عارف احنا جينا على صوت اختك لقينا غيث ماسك واحد و بيضربه و زي ما انتِ شايفه اهل الواد كلهم اتجمعوا!..

قطع حديثهم صوت اسيل القائله
: انا عايزه ارجع مش عايزه اقعد هنا.. هو مفكر نفسه ايه ولا يتحكم بيا بأمارة ايه

غيث بغضب وهو يجذبها من ذراعِها
: لا يا حبيبتي مش الاقيكي واقفه مع واحد وهو قاعد بيضايقك و أفضل واقف اتفرج كده عادي..

ذهب سليم في ذلك الوقت و جذب ابنته من يد غيث و نظر له بحده و قال
: كان ابوها مات عشان تشدها و تعمل اللي عملته ده.. رد عليا!.

غيث : يا خالو مهي اللي كانت واقفه معاه وهو كان بيضايقها افضل واقف اتفرج يعني

سليم بغضب : تتصرف بعقل و تيجى تقولي.. كنت مين يعني غير بن خالها عشان تحكم عليها!..

غيث بدون وعي : لا منا هكون جوزها اديك قولت بن خالها و انا اولى بيها..

بعد جملته هذه نظر له الجميع بدهشه فهم يعلمون ان غيث لا يريد حتى التفكير في الحب
لانه سبق و أن قال لهم
انه لا يريد أن يُحب بسبب عمله كشرطي و يخاف ان يموت في اي لحظه و يكون معذبٌ لقلب أحدهم..

سليم بصدمه : تتجوز مين
غيث و قد لاحظ نظرات الجميع
: اه فيها ايه يعني مهي بنت خالي عادي..

اسيل : انتَ لو اخر واحد في الدنيا مستحيل افكر فيك اصلا
و تركتهم و ذهبت..

مالك وهو يمسك ابنه و يذهب به
: تعال معايا انتَ دلوقتي

ذهب جميع من كان حاضراََ و ملاك التي ذهبت تتحدث مع إبنتها..

جلس مالك تحت شجره و بجانبه ولده غيث.
مالك : من امتى و انتَ بتحبها؟

غيث : انا مش بحبها انا قولت كده و خلاص و انا مش واعي

مالك : متضحكش على نفسك انتَ بتحبها.. يبني كفايه عيش حياتك مش هتبقى كلها كده في شغلك و بس في حاجات تانيه كتير تعملها
و منها انك تتجوز و الجواز مش وحش ده سنة الحياه.. و بالنسبه لخوفك من المستقبل ف كلنا هنموت اعرف ده.. عندك سليم اكتر واحد كان خايف يتجوز و خايف انه يحب بس اديك شايف هو عامل ازاي دلوقتي
متضيعش عمرك عشان شويه أفكار يا غيث..

لم يستطع غيث السيطره على دموعه و نزلت و قد لاحظ والده هذا فأخذه بين احضانه في محاوله تهدأته.

و بعد عشر دقائق..

" طب اجيب لك لعبه ولا مصاصه و تسكت.. "
كان ذلك صوت مالك وهو يمازح ولده

غيث وهو ينهض من حضن اباه
: خير؟!

مالك : ايه يا نغه مالك قومت ليه

غيث : لا حول ولا قوة الا بالله.. ايه يا بابا كل ده عشان عيطت تقولي لعبه و مصاصه

مالك : و فيها ايه

غيث : يعني ابنك واحد عنده 26 سنه و بشنب و بقى طولك من زمان و فوق ده كله ضابط
و تقوله لعبه و مصاصه

مالك : مهما كبرت هتفضل ابني الصغير اللي كان لما ارجع من برا يجري عليا ولا نسيت
و بمناسبه المصاصه عندك خالك سليم هو نفسه لحد دلوقتي و اللي لسه بنته مخطوبه امبارح بياكل مصاصه و ماشي لك بمدأ عيش حياتك و اعمل اللي انتَ عايزه و مش مهم كلام الناس

غيث : هو مقنع الصراحه بس مش لدرجه مصاصه

مالك بضحك : خلاص اجيب لك لعبه احسن

غيث : طب ما توديني الملاهي بالمره

مالك : فكره بردو بس لما نرجع

ضحك كلاهُما
و سار باقي اليوم بشكلٍ جيد..

----------------------

طوال تلك الأيام التي جلسوا بها في هذا المكان كانت سيلا تخرج كل يوم عند الخضره هي و يوسف و يتقابلا هناك و يتحدثان
و كانوا يتقربون من بعضهم اكثر فأكثر...
بينما اسيل التي كانت تتجنب مقابله غيث
و لم تكن تنظرُ له حتى.

------------------

و عندما رجعوا من تلك الرحله..

باتت سيلا تخشي ان يتركها يوسف و يذهب او ينساها...
و في يوم ذلفت والدت سيلا الي غرفتها قائله
: سيلا يلا البسي في عريس جاي لك
سيلا : مش عايزه قولي له يمشي
ملاك : ايه اللي يمشي قومي يابت يلا
سيلا و تذكرت يوسف و انها لا تريد غيره
: يا ماما انا مش عايزه اتجوز الله
ملاك : هو انا بقول لك هتتجوزيه انا بقول لك
قابليه بس.
سيلا : لا..
ملاك : هتخسري يا سيلا لو مقومتيش
سيلا : ليه كان بن الوزير.. بردو مش عايزاه
ملاك : خمس دقايق و جايه ابقى الاقيكي لسه ملبستيش !
سيلا بتأفف : يووه.. يلا أمري لله انا هقابله و خلاص و نبقى نشوف كده طريقه نطفشه بيها..

بعد ربع ساعه..

كانت سيلا قد نزلت الي الاسفل و كان الجميع موجوداََ
مازال يوسف و والدته موجودين سيرجعون للاسكندريه و لكن ليس قبل أن يُنفذ يوسف مهمته..
سيلا وهي تجلس بجانب والدتها
: من اولها اهو مواعيده متأخره
ملاك : زمانه جاي..
نظرت سيلا ل يوسف لتجده ينظر لها و يبتسم
قالت في نفسها وهي على وشك البكاء
: يعني طلع بيحبني كأخته و كل أفكاري دي كانت غلط!.. طب ازاي معقوله هيسيبني اتجوز كده عادي !..
قطع شروده هذا صوت يوسف القائل
: ها مش هنبدأ بقى يا عمي
نظرت لهم سيلا بعدم فهم
و نظر لها الجميع ببسمه
ثم مالت عليها والدتها و قالت
: كنت عارفه انك بتحبيه.. هو بنفسه جه و أتقدم لك من ابوكي
لمعت عينيها و نظرت نحوه بفرحه..
سليم ببسمه : نبدأ و ماله
نظر يوسف ل سيلا قائلاََ
: انا عايز اتجوزك يا سيلا.. ها موافقه؟
نظرت سيلا نحو والدها قائله : اللي يشوفه بابا
ملاك بفرحه وهي تميل على اسيل صديقتها
: هنبقي قرايب يابت افرحي
نظرت لها اسيل بفرحه وقالت
: عارفه ايه اللي كان نفسي فيه
ملاك : ايه
اسيل بابتسامه حزن و دموع و تناظر السقف.
: كان يكون معايا في الوقت ده و يشوف ابنه لما كبر و بيخطب اهو
بس هو وصاني عليه و اني اخد بالي منه..
كان نفسي يشوف اني فعلاََ خت بالي منه و علمته الصح من الغلط و كبرته على حب والده اللي هو عمره ما شافه..
هو فعلاََ خد كل حاجه منه كل حاجه
حنيته و شكله حتى هزاره..!
مع ان يوسف عمره ما شافه بس بيحبه اوي
و بيزوره كل يوم تقريباََ...
بس لينا يوم هنتلاقا فيه اكيد و هنكون مع بعض فيه للأبد هو قالي كده!..
و قالي أن الحياه مش حاجه و لازم ناخد بالنا
و نعمل صالحاََ عشان اخرتنا..
و بردو نعمر و نمشي في الأرض بس ناخد بالنا انها تلهينا...
دمعت عين ملاك التي قالت
: انتِ بجد جميله اوي يا اسيل اوي بجد
ربنا يا حبيبتي يجمعنا التجميعه دي في الفردوس الأعلى بإذن الله
اسيل : يارب يا ملاك..

----------------------------

وبعد سنه..

كان ذلك يوم زِفاف ريماس و ياسر
و سيلا و يوسف...

و وسط فرحه الجميع إلا أنه كان هناك قلبين معذبين
لا يريدان الاعتراف لبعضيهما
ولكن...
ستقوم حرباََ من الاعتراف و المشاعر في يوماََ ما
و لن يكون هذا سهلاََ....

----------------------------

كده يكون انتهي الموسم الاول
من الروايه
اتمنى اعرف رأيكم فيه
و توقعاتكم للموسم الثاني ايه
و اتمنى انه ياخد حقه لاني تعبت فيه
و اتمنى قرائه ممتعه لكم 🤍

الكاتبه : نوران طارق

Continue Reading

You'll Also Like

55.1M 1.8M 66
Henley agrees to pretend to date millionaire Bennett Calloway for a fee, falling in love as she wonders - how is he involved in her brother's false c...
460K 35.6K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
2.1M 42.9K 71
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
7.8M 382K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...