| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

Av EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... Mer

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
8- | تواصل أخوي|
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
17 - | أخرق بالكهف |
18- | صديق الرِحلة |
19 - | عَريق العَراف |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
23- | ابنًا لمَن؟|
24- | عودة الأمل!|
25- | النصر|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

9 - | نِصفُ حقيقة |

56 5 5
Av EekaUa

على الجانب الآخر ارتمت هي على الأرض بنحيب، تزامن سقوط الشمس مع وقوعها وكأن السماء أظلمت بحزنٍ على حالها التموا حولها الفتاتيات "روز"، "نور" و "مُنيرة" وجلسوا جوارها في محاولة لتهدئتها مما هي به، و"خُضير" و "أنس" يحاولان فهم ما حدث، ولكنها ظلت تردد وهي تخبيء عينيها ذلك الأسم الذي لطالما تمنت أن تنطقه بعلوٍ ولكن ليس بهذه الطريقة..

-" تَيم، شقيقي.. لقد رأيت شقيقي!"

كانت "نور " تحاول الإستفسار عما حدث لها فرفعت رأسها تطالع البوم الساكن أمامها، تقدمت خطوتان إليه ونظرت بعنيه الصفراوتين بعمقٍ لتجده يهمهم:
-" مرحبًا نور، صاحبة رمز النار."

انتفضت بسذاجة وكأنها لم تكن تحاول فهمه من ثوانِ، فنظرت لزوجها الذي شعر بأمر تواصلها ثم إلى البوم وقالت:
-" ما الذي حدث لِقُوت؟"

نظر البوم لِـ"نور" ثم إلى "قُوت" التي فقدت الوعي بين يدي صديقتها، ثم إلى "أنس" وباقية الفريق..

تراجع خطوتان ثم أغمض عينيه يليها لمعان الحجر الذي بالقلادة حول عنقه، خرج منها طيفٌ أصفر اللون وحام حول كل من "أنس" و "خُضير" و "مُنيرة" و "روز" ثم أختفى..

لم تتسنى لهم الفرصة للسؤال عن سبب ما حدث ليتحدث البوم:
-" هذه تعويذة الوقت، قمتُ بتوفير الوقت الذي ستتخذوه لفهمي لأن ما سأقوله مهمٌ للغاية."

انصتوا للبوم الذي للتو لاحظوا أن فراءه قد ومِضَ بشكلٍ مفاجيء بسبب الظلام الذي حل بالوادي..

-" قُوت يافعة قوة جديدة، قوى قوية وصعبة ولن تستطع التأقلم عليها بسهولة وهي تحتاج إلى مساعدتكم."

نثر البوم، وتساءلت "نور":
-" كيف، أي قوى هذه؟"

-" لا تسبقي الأحداث نور."

-" هل لقوة والدها علاقة بإختيار تلك القوة الجديدة لها؟"

تساءل "أنس"، ليرد البوم:
-" لا، كل ما فالأمر أن تلك القوى موجودة من بداية نشأة الحياة هنا، كمثل ما يحدث."

-" ماذا تقصد بمثل ما يحدث؟"

تساءلت "مُنيرة"، ليرد البوم:
-" كل ما حدث بالماضي، وما يحدث بالحاضر، وما سيحدث بالمستقبل حدث بالفعل، نحن نعيش حياة تمت معيشتها مُنيرة."

-"م- ما الذي تقصده؟"

تساءل "خُضير" بتوترٍ، ليرد البوم:
-" لا تسبق الأحداث أيها الأخضر."

للتو قام ذلك البوم العملاق بنثر العديد من الخبايا داخل عقولهم، تشتتوا قليلًا وهم يطالعون بعضهم بريبة، ليأتيهم صوت البوم مجددًا:
-"قُوت لديها شقيق، لقد رأيته وسيكون من ضمنكم، أنه بمملكة هاكوب."

-" ماذا يفعل بهاكوب بحق السماء؟"

تساءل "خُضير" بإستنكار، ليأتيه الرد:
-" تم خطفه بواسطة سلاف لقتله والأنتقام من موت ابنه إياس."

نظرت "نور" للجميع بإستحياء مختلط بخوفٍ..

-" بالمناسبة، كانت تلك ضربة موفقة!"

هسهس البوم بخفة، جعلها تبتسم بخجلٍ، ربت "أنس" على كتفها ثم ابتسم لها بحبٍ..

بينما أكمل البوم:
-"ولكنه لم يقتل تَيم، بل سيطرة عاطفة الأُبوة عليه وظن بأنه يستطيع أن يربيه ليعوض الفراغ الذي تركه إياس"

صمت البوم يدرس ردود فعلهم ثم أكمل من جديد:
-" ولكن تَيم لديه شخصية منفردة، أنه شجاع ويشبه والده إلى حدٍ كبير، لن تستطيعوا التفرقة بينه وبين صديقكم مازن أن رأيتموه."

كانوا يستمعون جيدًا لما يُسرد، ليسترسل العراف من جديد:
-" تربى تَيم للأسف على السحر الأسود، وأصبح لديه قوة هائلة، وللأسف كنت أظن أنه لن يرثَ القوى بسبب السحر الذي ترعرع عليه ولكن ما رأيته غير ذلك، سيحتاج إلى مساعدتكم أيضًا.. كلاهم.."

قال آخر كلماته وهو يطالع "قُوت" ثم أكمل:
"بالنسبة لتَيم والسحر.. فهذا لا يعني أنه ضعيف، بلى.. لديه الكثير والكثير من الإمكانيات التي يمكنها أن تُطيح بالعدو أرضًا دون رحمة، ولحسن حظي أنني لامست قلبه خلال الدوامة الزمنية التي افتعلتها عاطفيتهما، وعلمتُ بأنه مازال يحتفظ بطيب قلبه وحبه لعائلته؛ التي يكفاح للعثور عليها، وأنه يكره سلاف إيضًا.. جدًا، أوه أنه يفكر الآن بأن يقتلع رأسه، كم هذا قاسٍ!"

طالعوا بعضهم ببلاهة، تبًا تصبح الأمور متشابكة مع بعضها البعض بطريقة لا توصف!

-" ولكن لا يمكننا أن نعتمد ذلك إلا عندما نختبر ولاءه وأخلاصه جيدًا بالتأكيد.. حسنًا، الآن أصبحتم تعلمون القليل من الحقيقة، يجب عليكم أن تكتشفوا ما هو قادم وحدكم "

-" هل هذا لغزٌ لعينٌ أم ماذا؟، أرجوك قل لنا ما ينتظرنا، هل ستتأذى قُوت؟"

تساءلت "روز" بإنفعالٍ وخوفٍ على صديقتها، بينما تعمق البوم بعينيها جيدًا من ثم قال:
-" روز، تمتلكين الكثير من التشتت داخل عقلك الورديّ الصغير، ولكنه لم يستطع أن يخيم على عزيمتكِ، ولذلك أنت من بينهم."

-" من بين من؟"

تساءلت هي ليرد سريعًا قبل أن يرحل:
-" اليافعون."

طالعها الجميع وعم الهدوء ثوانِ ثم وقف "خُضير" على حافة التلة وقال بصوتٍ مرتفع:
-" مهلًا أيها البوم، أين الوجهة التالية؟"

أسقط البوم وهو يدور من فوقهم خريطة قديمة الشكل والمضمون، تلقاها "أنس" برشاقة ثم قام بالنظر في محتواها ونثر بخفة:
-" لن نخرج من الوادي خُضير، وجهتنا داخله."


◦•●◉◉●•◦


-"حسنًا إذًا وماذا بعد!، نحن وأنا نعلم جيدًا أنني منكم، ما المختلف الذي قاله العراف؟"

نثرتها "قُوت" وهي بمنتصف الكهف ليلًا لهم، كيف سيقولون لها أنها ستكون صاحبة أقوى الرموز، هي بالكاد تستطيع لم شتاتها لتكمل طريقها الوعر، الأحداث تتشابك بطريقة مريبة هنا، وهم بالأصل لديهم مخاوف من ما هو قادم..

صمت الجميع قليلًا، ولمست هي غرابة الأمر وقالت:
-" هل هذا فقط ما قاله العراف؟"

تنهدت "روز" وقالت بشجاعة:
-" ما قاله العراف أيضًا أنكِ ستحتاجين إلى المساعدة كونكِ مالكة للقوة الجديدة، أنه صعب، ولكننا لن نترككِ."

-"حسنًا كنت أشـك بذلك ولكن ماذا عن القوتين الباقيتين؟"

تساءلت ليجيب عليها "خُضير":
-" قوة واحدة، روز من ضمننا."

أومأت عدة مرات بهدوء ثم رجعت للحديث الأساسي متسائلة:

-" وما -لم نترككِ- تلك؟"

أضافت "نور":
-" منذ أن كنا هنا المرة السابقة، كنت أنا صاحبة أقوى رمز من بين الرموز قُوت، لم تسري الأمور ببساطة كوني تعرضتُ للإرتباك، وأدىٰ ذلك إلى سيطرة القوة عليّ ومنها كنتُ أُأذي جميع اصدقائي، وهذا بالتأكيد ما سيحدث معكِ، ولكن نحن بالنهاية سنظل سويًا إلى حين أن تتخطي الأمر."

-" ثم أننا مازلنا بالنقطة ذاتها، نحنُ أيضًا نسينا طريقة تحكمنا بالقوى بسبب أختفاءها وأختفاء الحراس معها، هذا يعني أننا سنمر بمرحلة الدريب معًا، وكأنها أول مرة."

وضعت "مُنيرة" جملتها بينما صمتوا قليلًا سامحين لعقولهم التفكير في ما قِيل، وحينها أضاف "خُضير" بجدية:
-" أنظري قُوت، جميعنا لدينا الهدف نفسه، ولن يترك أحدٌ منا الآخر في هذه الرحلة، ولعلمك.. نحنُ هنا عائلة؛ حسنًا؟"

أومأت ضاحكة بثغرها براحة، بينما التفتت على سؤال "نور":
-" إذًا رحلتنا داخل الوادي، أنس؟"

عبثَ "أنس" بالخريطة التي بيده وقال:
-" أجل، المكان كبير جدًا، ومليء بالخبايا على ما يبدو.."

أمال بالخريطة تجاه "نور" التي اقتربت منه يتفحصونها بعناية ودقة..

بينما "قُوت" تلقت طبطبة مطمئنة من "مُنيرة" ونظرة ساكنة معناها -كل شيء سيكون بخير-

_________________

كان يجلس على السور الحاجز ليلًا، يستمع إلى عواء ذلك الذئب البعيد بشرود ناعس، أُغمضت عيناه مرة بهدوء، والأخرى تليها، وفي الثالثة لم تُفتح، يبدو أن النوم أعطاهُ الإذن أخيرًا..

كان الجو هاديء، وهو ثابت الهيئة يجلس نصف جلسة ويتكيء بظهره على عامود متين، مرت عشرُ دقائق حتى بدأ عنقه بالحراك يمينًا ويسارًا بإضطراب..

تعرقت وجنتاه بغزارة وهو يحاول الفرار من ما هو يراه؛ فَرُغم كونه ليس مُفزعًا إلا وأنه صعب، فقط يبدو وكأنه يتقطع إلى إرب صغيرة، وكأنه ينتقل عبر العصور والأزمان، وكأن ما يحدث لا يتجانس مع جسده كونه لم يستعد عقليًا له..

وجد الرؤية ضبابية بعض الشيء، وهو يرى ذلك البوم الأبيض الضخم يجلس على حافة تلة ضخمة، أُضيقت عيناه من ذلك الوادي الأخضر الكبير، هذا هو المكان الذي رأى فيه شقيقته..

-"تَيم، الشاب المفقود."

تمتم العراف..

-" من أنت؟، وكيف أنا هنا؟، هذا المكان.. لقد رأيته فحلمي!"

-"لم يكُن حُلمًا تَيم، فقط كان تواصل تيلاني عن طريق حجر ألفا، تواصل أخوي بينك وبين قُوت."

اتسعت حدقتاه وغمغم بحماسٍ مكبوت:
-" شقيقتي، صحيح؟"

-" أجل، قوية هي، شجاعة ونادرة.. مثل أبيها، وأنت أيضًا تحمل الكثير من الصفات المتوارثة من أبيك، تَيم."

-"أرجوك، قل لي من أبي، وأين، وكيف لي أن أصل لذلك المكان، أرجوك ساعدني."

ترجاه "تَيم" عساه أن يفلح الأمر ويسرد عليه ما يعلمه ولكن البوم العملاق كان يتصرف بحكمة، ليس مسئول عن ما ستفعله تلك الأسرار بهم.. أجل ولكن ليس مبررًا لسباقته للأحداث، فالحكمة دائمًا ما كانت داخل التأني والصبر..

فقال:
-" ستعلم كل شيء مع الوقت تَيم، فقط كن مستعد.."

-" أستعد لماذا؟.. لا.. مهلًا لا تختفي أرجوك، أرجوك أنا بحاجتك!"

أُفيق وهو يكرر آخر كلمة خرجت من بين شفتاه، وأنفاسه تكاد أن تشق صدره من كثرة اللهاث، تزحلقت دمعة من عينه حين تيقن بأنه عاد للنقطة ذاتها، تلك النقطة اللعينة التي لا يعلم كيف يتحرك منها..

مجرد هراءات!، أيعقل أنها من نسج خياله؟

نفى برأسه كالطفل الرضيع وهو يمسح دموعه بحزنٍ، رُبما الأمور ليست لصالحه ولكنه على الأقل لم يستسلم..

أستمع إلى نعيق بوم يقترب، تجاهل الأمر لوهلة إلى حين أن ربط الرؤية بما يحدث، وقف على حافة السور يطالع ذلك السواد من حوله.. لا شيء سوى قُرصُ قمرٍ مُنيرٍ وكبير يسطع فالسماء، وصوت البوم..

تلفت بأنظاره يمينًا ويسارًا، إلى حين أن حدد مكان صوته، ولكن النعيق يقترب..

وللحظة، استمع إلى صوت رفرفة أجنحة ترتفع من أسفل الجدار الضخم لأعلاه، وظهر البوم العملاق أمامه للتو..

ظل يطالع هيئته بريبةٍ واستغراب، فَلأول مرة تشهد عيناه بومًا بهذا الحجم..

نثر بتقطع:
-" أنت، من رأيته بالحلم؟"

-" لم يكن حُلمًا، كنت أتواصل لمعرفة مكانك ليس إلا، والآن جئتُ لأخذك إلى المكان الذي تنتمي إليه تَيم."

ضحك بثُغره ضحكة إنتصار، ثم قفز على ظهر البوم، ولكن عند سرقته للنظر لأسفل، رأى "دارلين" تطالعه، لم يستطع ترجمة تلك النظرات ولكن.. يبدو أن سره قد كُشف...

-" إلى أين؟"

على أي حال، قام بتجاهل الأمر وسأل البوم، ليجيب عليه:
-" أرض الرموز يا فتى، وتحديدًا.."
قام بقطع حديثه ومال برأسه الضخم تجاهه للأعلى وأكمل:

-" وادي تيلان المفقود."

_______________

يُتبع..
لِـ مَنار نَجدي.

Fortsett å les

You'll Also Like

2.1K 207 30
قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك لقلبي " . وإن زاد البُعد وألهتنا الحياة...
3.6K 360 11
ليلٌ هو وأنا النهار.. كـ قُطنةٍ بيضاء وقعت في دلوِ دماءٍ، فتلوثتُ بلونٍ أحمر أمقتُ رؤيتهِ حد الموت. يظهر أمامي في كل شيء، ويبث في روحي هدوءًا وأمان...
1.1K 132 10
في عالمَيْن متباينين وزمانَيْن متلاقين، الأول أساس الثاني، والثاني نهاية الأول. قصة تولد من رحم الذات المكروهة، فتاة نقشت اسمها في التاريخ بسبب حقده...
546K 22.2K 54
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...