سَـتبقين لي | You will keep m...

By oush13

25.5K 1K 2.8K

[ You will keep me ] وإن تكاثرت النساء من حولي سَـتبقين لي"بيليـن" .. More

قبل البِـداية ..
'1 رجل بـجسدٍ صغير
'2 كَـتعويذة خُلقت
'3 إتمام صفقة
'4 كَـسمفونية
'5 رصاصة
'6 صفعة
'7 سَـنلتقي في الجحيم
'part 8
'part 9
'part 10
'part 11
'part 12
'part 13
'part 14
'part 15
'part 16
'part 18
'part 19
'part 20
'part 21
'part 22
'part 23
'part 24
'part 25
'part 26
'part 27
'part 28
'part 29
'part 30
'part 31
'part 32
'part 33
'34 العودة لِلـبلاد🇹🇷
'35 زيـر النساء!
'36 نـدفات الثلج
'37 صـورتان 📸
'38 حـادث
'39 الغـدر
'40 دوائِـي
'41 فـرحتي الأُولى
'42 هل تخلى عني!؟
'43 الشـرط!
'44 إِعلان الخطـوبة
'45 معرفة الحقيقة!
'46 الزفاف الـمُنتظر
...
..
'47 سَـــترحل!
'48 معاً لآخر مرة
'49 حقيقة فتى الميتـم!
'50 روح جديـدة
'51 أنا مُـتعب
'52 أُريـدك
'53 عاقبة الإجهاض!
'54 مُحاولة إغتصاب!
'55 كـلمة رجل
'56 يبدوا أنّكَ مللت مني!
'57 أَمُستعدة لِأن تكوني زوجتي؟
'58 H.B.D🎂
'59 الفتاة الشقراء
'60 صـندوق أسراري
'61 أوّل هَدايا الوالد
⚠️🚫 ..
'62 سَـافانا
'63 كـالملاك..وَوالده الشيطان!
'64 كلمة الزعيم..كُـسرت!
'65 طِــفلنا!
'66 الـمنزل يحترق!
'67 الإقـامة الجبرية
'68 الأمـيرة الصغيرة👶🏻🎀
'69 وجـدتُ هويتي بك
'70 الـسّادي
شـويةة تـــشويق
'71 ولـيّ العهد👶🏻💙
'72 رســالة!
'73 أتـخُونيني بـرفقة عاهرك!
'74 حسناً لك ذلِك..إذهبي!

'part 17

273 10 11
By oush13

   في قصر الآغا كورهان
جميعُهم مجتمعون حول مائِدة الغداء كان الآغا يترأس المائِدة ومالك يجلس على يمينه بِـإهمال يُدخن سِيجارته بِهدوء وفريد على يساره وبِجانبه تجلس سَيران خافضتاً رأسها لِلأسفل تنظر لِـطبقها خشيةً أن يرى والدها وجهها وعُنقها المُمتلئان بالعلامات
ويعلم بشأن علاقتها بِـفريد،كانت تدعي سراً بِـداخلها أن ينتهي هذا الغداء وتهرع إلى غُرفتها

ترك الآغا شوكتهُ سانداً يداه إلى الطاولة ينظر لِـمالك بتمعُن
- ألن تتوقف عن تحطيم نفسك!؟
أجابهُ مالك وهُو ينظر إلى سِيجارته يتلاعب بها بين أصابعه بِملل
- اُحب التدخين
أغمض الآغا عيناه يعلم أنّهُ يتجاهل مغزى سُؤاله
- تعلم ما أقصده اُترك الفتاة وشأنَها هِي مَن قرّرت تركك..مُنذ متى تبحث عن مَن يتركك بِـنفسه!!؟
نظر لهُ مالك بغضب وملامحه المُتجهمة قائِلاً
- تعلم كم أحترمك وماهي مكانتُك عندي لا تجعلنا نختلف ونتصادم معاً..بيلين هِي مُلكي ولي مُنذُ أن كانت بِحجم الكف ولا أقبل أن يُناقشني أيّ أحدٍ بِأمرها سـتعود وتعي أنّ مكانها بِجانبي ومعي

كانت سَيران تشعر بثقلٍ في رأسها لا تستطيع سماع حديث والدها ومالك صوت طنينٍ بدأ يصدح داخل اُذناها أخذت تُحرّك رأسها كِلا الجانبين تطرد هذا الدوار والإحساس بالتقيؤ الذي إجتاحها فجأة
وبينما كان فريد مُنصت لِلجدال القائِم بين الآغا ومالك شعر حينها بثقلٍ يقع على كتفه،فَـإلتفت ناحية سَيران بِخوف لِـيراها
مُغماً عليها واقعاً رأسها عليه هتف بِـإسمها خائِفاً وهُو يسندها فَـتوقف جدال الآغا ومالك وتوجّهت أنظارهُما وإنتباههُما إلى فريد الذي حمل سَيران بين يداه نهض الجميع من حول المائِدة  مُنادياً الآغا بخوف وقلق على وحيدته
- مابها!!؟..سَيران!..إبنتي!!!
صرخ مالك بالخدم - أحضروا الطبيب حالاً!
أخذها فريد لِـغرفتها وَوضعها فوق سريرها برفق والخوف ينهشه صافعاً وجنتها بِخفة مُحاولاً إيقاظها
- سَيران!..سَيران أتسمعيني!؟..يَ فتاة إستيقظي!!
ومالك يقف بجانب باب الغرفة ينظر لهُما والآغا إقترب إليها بملامحه القلقة يُمسك يدها ناظراً له بخوف
- إبنتي!..سَيران ماذا حدث لكِ يَ غاليتي!!؟
أتى الطبيب الخاص بالآغا كورهان إبتعد مالك من جانب الباب سامحاً لهُ بالدخول هُو كبير السن بِـعمر الآغا أو أكبر بقليل مُحباً لِـمهنته وهُو الطبيب الأقدم لِلعائلة مُنذ سنواتٍ طويلة

نظر لهُ فريد بحدّة وإستياء إلّا أنّهُ إلتزم الصمت وأطبق فمهُ بِـصعوبة،طالباً منهم الطبيب الخروج جميعاً لِـيفحصها،أطاع الآغا طبيبه بسرعة بينما بقي فريد مكانه لم يتزحزح خطوة واحدة والغيرة تأكل قلبه
أَيغارُ عليها من طبيب أكبر من والدها؟!
إقترب إليه مالك يسحبهُ من يده وخرجوا جميعاً من الغرفة
تهالك الآغا على أحد مقاعد الممر التي بالقرب من غُرفة إبنته فَـصرخ مالك مُنادياً على الخادمات أتت بسرعة واخبرها
- أحضري جهاز قياس الضغط ودواء الآغا بسرعة
أُمئت لهُ بطاعة وذهبت سريعاً لِتُحضر ما أمرها به

كان فريد واقفاً بجانب باب غُرفتها يُحاول تمالك نفسه يفرك وجههُ وذقنه بغضب وتوتر،فَـأمسك مالك كتفهُ هامساً له
- إهدأ!..إنّهُ مُجرد إغماء لا تفضح نفسكَ أمام الآغا
فَـهمس فريد من بين أسنانه
- سَيران فتاة قوية لم يُغمى عليها طوال حياتِها مالذي حصل الآن وحدث ذلِك لها!!؟..لا تطلب مني الهدوء لا أستطيع!..ماذا كُنت سَـتفعل لو كانت بيلين مكانها لن تهدأ
تصلّب مالك مكانه لِـكلمات فريد التي أصابت عُمق قلبه إبتسم بِـقهر وسُخرية يتذكر عدد المرات التي وقعت بها فتاته من طولها بِـسببه مُتذكّراً تِلك المرات التي كان يُؤذيها بها وكم مرة رأت الموت من فعل يديه
هامساً بصوتٍ وصل لِـمسامع فريد
- لَطالما كانت بيلين على فِراش المرض بِسببي!
وتلاشت إبتسامته حين تذكر أنّها مريضة يُفكر
- هل تأكل!؟..أَهِي تُواضب على أخذ دوائِها هل هِي مُتعبة أم سعيدة والإبتسامة لا تُفارق مُحياها لِـفراقها عني!
وأتت الخادمة وشرع لِيقيس ضغط الآغا ويطمئنوا عليه

وبعد دقائِق خرج الطبيب الذي بدأ مُتوتراً بعض الشيء إلّا أنّهُ قال بِنبرة ثابتة وهُو يُبعد نظاراتهُ الطبية عن عيناه
- إنّها بخير وقد إستعادت وعيها فقط إنخفض ضغط دمها غذاء جيد وإنتظام في أخذ الدواء وتكون في أحسن حال
شكرهُ الآغا أُورهان طالِباً من سائِقه الخاص إيصاله إلى منزله

ودخل بعد ذلِك إليها وخلفهُ مالك وفريد الذي يتآكل خوفاً على حبيبته التي عشقها مُنذُ أن وقعت عيناهُ عليها أوّل مرة حيثُ اَقسم على أن تكون لهُ وليس لِـغيره
تنهد والدها بِـراحة حين رآها مُستلقية تسند ظهرها لِلوسائِد قال لها مُعاتباً وهُو يُلامس وجنتها بِيده
- آه يَ إبنتي جعلتي الدم يتوقف في عروقي وأَخفتي أخويك 
إبتسمت لهُ إبتسامة صغيرة ونظرت لِـفريد بحزن تسخر داخلها
- يقول أخي!..يَ إلهي ماذا سَـأفعل لِيتقبّل علاقتي به
قبّل مالك جبينها قائِلاً
- هذا ما يُسمى بِـدلع الفتيات..تُريد أن ترى كم نُحبها ونخافُ عليها
داعب شعرها بِلطف وأكمل - لا تري بأس عزيزتي
هيا عمي أنتَ وفريد لِـنخرج وندعها ترتاح
ثُم غمز لِـفريد كَـإشارة له أن يأتي إليها بعد خروج الآغا

بالرغم من ألمه وغضبه وحزنه وبالرغم من جميع المشاعر المُتضاربة داخله ورُغم تعاسته بِـفراقها إلّا أنّ فريد وسَيران هُما جزء رئيسي في حياته فَـلقد قضى معهُما أكثر سنوات حياته،ويعلم كم أنّ فريد يُحب سَيران وعندما يكون معها يُصبح كَـالمُراهق عكس شخصيته التي في العمل
الجميع يعرف أنّهُ ذراع مالك اليُمنى يمتلك إسلوب مالك وقسوته مع الاعداء،ولكن لم ترى سَيران جانبهُ المُظلم هذا أبداً حرص على أن يُخفيه عنها لِأجل أن لا يُخيفها منه فَـماضيه المُكلل بالسواد والحُزن جعلهُ يَغرق في بحر من القسوة والظلام كَـمالك إلّا أنّ هُناك فرق واضح بينهُما
فريد يُخفي ظلامه ويُسيطر عليه حين يكون مع مَن يُحبها عكسُ مالك حيثُ أنّ الغموض ورهبة القتل والغضب تفيضان منه ويراها الجميع حتّى فتاته التي يعشقها لم تسلم من ذلِك

ألهى مالك الآغا كورهان بِـنقاش حول صفقة مع جماعةٍ جُدد أحضرهُم يمان القذر ولا يُصدّق بِأنّهُ يقوم بِـإلهائِه لِـيستطيع فريد الإنفراد بِـسَيران
شتم نفسهُ سرّاً بِـداخله على تصرفات المُراهقين هذه التي تورّط بها من أجلهِما

الآغا داخل مكتبه مُحاوِلاً إقناع مالك
- يَ بُني إنّها صفقة رابحة الكمية والنوعية التي يُريدُونها لا توجد عند أحدٍ غيرُنا..تستطيع فرض شروطك الخاصة عليهم وبالتأكيد سَيُوافقون فَـقد سافر يمان إلى بلدهم وتأكد من سير عملهم ومكانتهم هُناك!..وإن شِئت اَرسل أحد رجالُك لِلتأكد
نظر إليه مالك مُضيّقاً عيناه بِـشك
- مُنذُ متى ويمان يُحضر صفقات رابحة لك!؟..لِماذا لم يأخذها له لِـيحصل على النسبة الأكبر أعلم كَم أنّهُ كلب لِلمال بِإمتياز..فَـهُو يهزُ ذيله أمام شيئانِ فقط المال والنساء!
الأغا بِبعض الحدّة
- متى سَـتكُف عن مُضايقته!!؟..كُلما حاول مد يدهُ لِلصلح تركلها بعيداً عنك رُبما يُحاول فتح صفحة جديدة!..حتّى أنّ عمله يسير بشكلٍ مُمتاز ولا يُوجد عليه أيُ أخطاء هذة الفترة
أشار مالك نحو رأسه بِـسبابته بِنبرة رخيمة وحادة
- إنّهُ مِزاجي وكما اُريد..أعتقد أنّهُ عملي وشأني تقاعدت أيُها العجوز ولم أسلم منك توقف عن التدخل بما يخص عملي وتفرّغ لِلعبادة وطلب السماح من الله كَي يُسامحك قبل موتك!
ضحك الآغا عالياً مُحركا رأسهُ بِيأس ويقول
- يَ ولد أَتُحدث والدك هكَذا؟!
ثُم عاد لِلضحك بينما إكتفى مالك بشبح إبتسامة ظهرت على تقاسيم وجهه الحادة

في هذهِ الأثناء إستغل فريد الوقت وإقتحم غُرفة سَيران التي إنتفضت من مكانها مفزوعهة ونهرتهُ قائِلة وهِي تُشير لهُ بِكلتا يديها لِـيخرج
- أَجُننت فريد!؟..ماذا تفعل اُخرج قبل أن يراكَ أبي
إلّا أنّهُ تقدم إليها مُمسكاً وجهها يُخرسها بِـقُبلة عميقة تُعبر عن مدى القلق الذي أصابهُ عليها وكَـالزُبدة إنسابت بين يداه تُبادلهُ القبلة كَم تعشقه وتتخلى عن غرورها المشهور وشخصيتها الصلبة حين تكونُ بين يداه تُصبح اُنثى مُدللة بِكل ما تعنيه الكلمة من معنى
تضحك وتتدلل عليه تُغريه وتُصيبه بالجنون عانقها بقوّة
- هل أنتي بخير حبيبتي!!؟..أفزعتني عندما وقعتي علي لم يحدث هذا معك من قبل!
وإبتعد عنها قليلاً يُعيد خُصلات شعرها خلف اُذنها يتمعن وجهها الذي شحب بِـسبب تعبها
فَـرفرفت رموشها بِتوتر جرّاء نظراته التي تتفرّس بها قالت مُحاولة أن تبدوا طبيعية
- أنا بخير تماماً والطبيب أكّد لكم ذلِك..لا تقلق حبي
نظر لها وقلبهُ لم يطمئِن ولكنّهُ صدقها لأنّها لم يسبق وكذبت عليه يوماً ولو بِحرف

خرج فريد من غرفتها بعد أن أمطر ثغرها بالقُبلات القاسية ولم يتركها إلّا عِندما أتت إليه رسالة من مالك يُخبره أن يخرج قبل أن يراه احد الخدم الخاصين بالآغا،وفور أن أغلق الباب خلفه إختفت الإبتسامة من مُحياها وَوضعت كِلتا يداها على وجهها تُحاول منع نفسها من البكاء ترتجف بشدّة خائِفة حد اللعنة وتكوّرت حول نفسها فوق السرير ودُموعها تنهمر بِألم صامت وحسرة
ماذا سـتفعل!؟..وكيف سـتتصرف وكأنّها تقف على حافة الهاوية وضعت يدها فوق بطنها تتذكر كلامها مع الطبيب

  flash back  .. ⬇️

إستعادت سَيران وعيها وأكمل الطبيب فحصها يجلس على مقعد بِجانب السرير عاقداً يداه يسألُها
- سَيران إبنتي أخبريني هل يعلم أحدهُم بالأمر؟
فَـنظرت لهُ بِعدم فهم عاقدة الحاجبين وقد فهم الطبيب أنّها لا تعلم،فَـقالت تنهد ماسكاً يدها
- إسمعي عزيزتي سَيران لا اُريدك أن تهلعي أو تخافي في الحقيقة اظنُ أنّكِ..لا اَظن بل واثق أنّكِ حامل!
نظرت إليه بعينان متوسعتان وأنفاسٍ مُتقطعة وقلبها توقف عن النبض تقريباً يتردد في عقلها فقط كلمة"حامل"
- حـ...حامل!!..كيف ذلِك!!
حيثُ كانت هِي وفريد حريصان على عدم حدوث ذلِك بسبب وضعهِما حالياً!،وتعلم كم انّ فريد أراد بشدّة أن يُنجبا الأطفال إلّا أنّها تُعارض هذا بسبب والدها
نظرت لِلطبيب مصدومة وجهها شاحب كَـالأموات شدّ على يدها يُطمئنها
- لا تخافي لن اُخبر أحداً ولكن أخبريني أين والد الجنين هل سـيتحمّل مسؤؤليته!!؟
تجمعت الدموع داخل عيناها تقول له
- بل وسـيفرح كثيراً ولكـ...ولكن أرجوك لا أستطيع إخبارها لن يتردد أبي في قتله وسـيُبعدني عنه بشتى الطرق!..أرجوووك عدني أنّك لن تُخبر ايّ كائِن بحملي ولا حتّى مالك أ...أو فريد إيّاك أيُّها الطبيب
رأى مدى خوفها واُومئ لها بتفهم قائِلاً
- سـأُخبرهم بِأنّهُ هبوط في ضغط الدم ولكن يجب أن تُقرري سريعاً لن تستطيعي إخفاء الحمل مُدة أطول
حرّكت رأسها تُوافقه الكلام وقام الطبيب بجمع مُعداته الطبية وخرج تارِكاً إيّاها تُفكر في المصيبة التي حلّت عليها  
"end flash back  .   

توجّه فريد لِمكتب الآغا بعد خروجه من عندها دخل ورأى الآغا مُنشغل بالتحدث على هاتفه وإقترب إلى مالك الجالس أمام مكتب الآغا يُدخن سجارته هامساً له
فريد - أتاني إتصال من جماعة الروس بِشأن تِلك الشُحنات سـأذهب إليهم وأنت حاول أن تبقى بجانب سَيران لِأستطيع الاطمئنان عليها
مالك - حسناً لا تقلق وإطمئِن
إستدار خارجاً من القصر وسط تحذير مالك له
- إسمع يَ هذا إيّاك أن تذهب بِـمُفردك خذ معك شامل ومراد هل تفهم؟
أشار لهُ بيده دون أن يستدير إليه بِـحركة لايك👍🏻أي أنّهُ فهم ذلِك وسيأخذهُما معه

بعد نصف ساعة من تبادل الأحاديث بين الآغا وإبنه بشأن ما يخص العمل نهض مالك من أمام الآغا أُورهان قائِلاً له وهُو يُطفئ سجارته بِـمطفئة السجائِر التي أمامه على الطاولة الصغيرة
مالك - سـأصعد إلى الأميرة إن أردت شيء يَ عجوز سـتجدني بِجانبها
الآغا - ألن تكُف يَ ولد عن مُناداتي بالعجوز!'
أجابهُ بِملل وهُو يخرج من باب مكتبه
- سـأُفكر بالأمر
حرّك أُورهان رأسهُ بِلا فائِدة من مالك ولِسانه فَـهُو مهما فعل ومها قال تمناه لو أنّهُ إبنه من صُلبه وليس لِأنهُ إعتنى بهِ ورعاه إلى أن اصبح رجلاً يملك هذهِ المكانة الطاغية في عالم المافيا '

يدخل مالك إلى غُرفة سَيران بعد أن طرق الباب مرتان رأى جسدها المُتهالك فوق السرير مُستلقية جانباً تضم ساقاها إليها والدموع تملأ وجهها الشاحب،وفور رُؤيتها له رفعت جسدها ببطء تستند على وسائِدها ماسحتاً دموع عيناها
- مالك لازِلت هُنا؟
أجابها وهُو يقترب إليها يجلس بجانبها فوق السرير
- وهل سـأذهب دون أن أرى أميرتي واطمئن عليها!؟
إبتسمت بِـحزن أرخى جسده لِلخلف يستند بظهره على وسائِد سريرها فاتحاً لها يدهُ طالباً منها الإقتراب بِنبرة خافتة وهادئة
- إقتربي إلي
إقتربت بِكامل جسدها إليه والدموع تزداد تجمعاً داخل عيناها وضعت رأسها على صدره تُعانق جسده مُحاولتاً كبح دُموعها لكن دون جدوى،أمسك ذقنها بيده رافعاً وجهها إليه لِـيرى تِلك الدموع التي تُعانق ملامحها الحزينة سائِلاً إيّاها بِنبرة صوته الرجولية الهادئة
- ما كُل هذهِ الدموع؟!..أُهُناك شيء لا علم لي به!!
نفت لهُ برأسها بوجهٍ باكي،فَـلامس بِإبهامه دموع وجنتها ماسحاً دمعة سقطت لِلتو أمامه
- أخبريني سَيران أهُناك شيء لا أعرفه تحدثي يَ فتاة لا تبكي هكَذا أمامي كي لا أُجن!!..مالذي يُبكيك تحدثي!؟
دفنت وجهها بداخل ضلوع صدره تُعانق جسدهُ بشدّة قائِلتاً لهُ بِنبرة باكية ومهزوزة
- أنا خائِفة أرجوك أخي لا تتركني لِـوحدي
بُكاؤُها هكَذا بخوف على صدره آلمهُ بشدّة ماسحاً على ظهرها وشعرها قائِلاً لها بنبرة خافتة
- مـالذي تهذين به يَ مجنونة!..وإن قرّرت ترك كُل شيء والذهاب لن أتركك سـتذهبين معي أينما أذهب ولن يستطيع أحدهم إبعادكِ عني..أنا بجانبك وسـأبقى هكَذا إلى الأبد إطمئني
سيران - تمنيتُ لو أنّك أخي أنجباهُ والداي..رزقني الله بكَ تِلك الليلة لِتُصبح بها سنداً لي أنتَ من ألوذ إليه حين اشعر بالخوف والحزن حضنُك هذا ملجئي من الجميع
قبّل رأسها التي تضعهُ على صدره بحزن وخوف قائِلاً لها
- حتى وإن كنا لسنا إخوة من ذات الوالدان فَـأنتي أُختي وأميرتي والفتاة الوحيدة التي لا أستطيع تحمل هذا الخوف وهذه الدموع داخل عيناها
قبّل رأسها مرةً أُخرى بقبلة عميقة قائِلاً لها بخفوت
- اُنظري إلي
فَـرفعت رأسها تنظر إليه بِـتلك العينان الباكيتان قائِلاً لها بنبرة خافتة وَواضحة
- قولي أخي هذا الشخص تسبب بحزني وأعدك أن انتزع روحه من أحشائِه..أخبريني عن مَن يجرؤ على إيذائِك وسأجعله يرى الجحيم بعينه حتّى وإن كان فريد!
فأخبرته بملامحها الباكية والحزينة
- لا أحد أنا فقط خائِفة أن يعلم أبي بأمرنا ويُؤذي فريد أو يقتله!..مالك إن حدث لِـفريد شيء لن أستطيع البقاء على قيد الحـ......!!
قاطعها وهُو ينظر لها بملامحه القاسية
- ششششـ..يكفي لا تتفوهي بهذا الهُراء أمامي!..لن يحدث لِـفريد شيء ولن يستطيع أحدهم أن يقترب منه بسوء وبشأن علاقتكُما قد يُعارض العجوز في البداية ولكنّهُ سـيرضى بها لاحِقاً رُغماً عنه

بقيت بجانبه تُعانقه راخيتاً رأسها على صدره حتّى نامت بِـتلك العينان المُنتفختان لِبُكائِها حتّى النوم
لم يتحرك مالك من جانبها خطوة واحدة أبقاها نائِمة على صدره،فَـأخذه التفكير بِـفتاته
"أين هِيالآن ومع مَن؟!..وهل هِي بخير أم خائِفة!"
غفت عيناه سانداً رأسهُ لِلخلف على قائِم السرير إلى أن شعر بخطوات الآغا داخلاً لِلغرفة ينظر إليهِما بملامحٍ سـعيدة
- آسف بُني أيقظتُك!..أتيت لِأطمئن على سَيران قبل أن أذهب لِغرفتي
اجابهُ بِنبرة خافتة ممزوجة بالنعاس
- بخير لا تقلق..كُنا نتحدث إلى أن نامت وغفت عينان دون أن اشعر بذلِك

ونظر إلى ساعة هاتفه فَـرأى أنها أوشكت على أن تُصبح العاشرة ليلاً
رفع رأس سَيران عن صدره برفق وَوضعهُ فوق الوسادة مُقبّلاً رأسها بدفئ وغطاها جيّداً،ونهض بهدوء من فوق السرير يمسح وجههُ بِحدّة وتهالك قائِلاً لِلآغا بِنبرة هادئة لأجل أن لا يُزعجها
- سـأذهب لِلقصر إن حدث شيء معها أخبروني سـآتي إليها
الآغا - ولِماذا سَـتعود لِقصرك الآن!..إبقى هذهِ الليلة هُنا،فَـهذا منزلك أيضاً أم نسيت أنّك عشت وكبرت بين جدرانه يَ ولد
مالك - لم أنسى ولكنّني أرتاح في قصري وتوقف عن مُناداتي بالولد
إنحنى الآغا يُقبّل رأس إبنته بحنانه ونظر إليه يقول
- سأتوقف حين تكُف انتَ أيضاً عن مُناداتي بالعجوز
إبتسم مالك إبتسامة جانبية ساخرة وإتجه لِلباب لِيخرج فسمعهُ يقولُ له بِنبرة بها بعض الرجاء
- مالك أقلّها إبقى من أجلها
إستدار مالك ينظر إليه وَوقعت عيناه عليها كيف تنام خائِفة وحزينة،أكمل حديثه الآغا وقال
- هِي مُتعلقة بكَ كثيراً ذات مرة أخبرتني أنها تمنّت لو أنّك إبني من صُلبي..أعلم انّك مُنشغل بالبحث عن تِلك الفتاة ولكن إبقى اليوم هُنا من أجل سَيران!

بعد ثوانٍ فرك مالك جبينهُ يُغمض عيناه بِتعب وقال
- حسناً
وخرج من الغرفة وهُو يُجيب على هاتفه مُتوجّها إلى غُرفته السابقة
- أجل فريد
- كيف حالُها هل لازالت مُتعبة؟
- بخير إطمئن وهِي الآن نائمة
تنهد فريد بضيق ماسحاً على وجهه لِـيسمع حينها مالك بنبرته الرخيمة
- حسناً يَ رجل إهدأ فتاتُك بخير وأنا اليوم سـأبقى هُنا لا تقلق عليها
- جيّد..لازلت برفقة هؤلاء الّلعنات الروس وقد اتأخر برفقتهم أراك غداً

دخل مالك لِـغُرفته خلع سُترته فاتحاً بعض أزرار قميصه التي تُظهر عضلات صدره العريضة وتهالك بِجسده فوق السرير يتذكر بيلين وتِلك الليلة التي قضاها بحب ورغبة معها،فَـأغمض عيناه بقوّة مُحاولاً كبح ذكرياته الّلعينة مُتمتماً بغضبٍ خافت
- أُقسمُ أن أجعلكِ تعيشين الجحيم وتتمنين الموت دون أن تجديه..فقط لِأجدك وسَـترين ما معنى خداعي وإستغفالي

رفع جسده المُستلقي على السرير جالِساً يُشعل سجارته بين شِفاهه نافثاً دخانه وهُو يتصل بِـإحدى حاناته يُخبرهُم بطلب إحدى عاهراته إليه في قصر الآغا أُورهان

وبعد نصف ساعة وصل إحدى سائِقيه بِـتلك العاهرة التي تتمايل بجسدها بِـعهر ولباسٍ فاضح أشبه بالتعري
كان الآغا يقف على شُرفته يُدخن سجارته ناظراً إليها تتمايل بجسدها العاري تدخل لِلقصر وعلى وجهه إبتسامة جانبية لعينة يُتمتم نافثاً دُخانه
- كما ربيته لا تقوى النساء على الإبتعاد عنه..لِتحضى بليلة جامحة بُني

   صباحاً الساعة 7:00  ..
إستيقظ مالك على صوت رنين هاتفه فاتحاً عيناه بِإهمال ونعاس ينظر لِـتلك الشقراء العارية بجانبه نائِمة
- الّلعنة أقسيت بِمُضاجعتها لِتنام مغشية هكَذا
وبالفعل فَـقد مارس الجنس معها بوحشية وأفرغ شهواته معها عدّة مرات إلى أن فقدت وعيها باكية،وأجاب على هاتفه دون ان يرى من هُو المُتصل
- ماذا هُناك
سأل بِنبرة ناعسة ثقيلة
مراد - أعتذر يَ زعيم إن أيقظتُك ولكن وصلت شُحنة السلاح التي أمرت بها وعليك أن تأتي لِرُؤيتها بنفسك
فرك مالك وجههُ وشعرهُ المبعثر فوق جبينه قائِلاً له
- خذوها لِلمستودعات التي تخصنا وسـآتي لِرُؤيتها
- كما تُريد أخي
أنهى مُكالمتهُ مُلقياً بهاتفه فوق المنضدة ونهض من فوق السرير  لِـيستحم وبدّل ملابسه ولازالت عاهرته تنام بعمق
طُرق باب الغُرفة فَـأذن لِمن يطرق بالدخول دخلت إحدى الخادمات تحمل لهُ سُترته الرسمية السوداء أخذها يرتديها وهُو يُخبرها أن توقظ هذه النائِمة ومُساعدتها لِإرتداء ملابسها وأخذها للِخارج واخبار أحد السائقين إرجاعها إلى حيثُ كانت

وخرج من الغرفة مُتوجهاً إلى غُرفة سَيران لِـيجدها خارجة لِلتو من داخلها،عانقتهُ بحرارة وهُو لازال يشعر أنّها مُرهقة ومُتعبة
مالك - لا تنزلي لِلمائدة تناولي الفطور في غُرفتك لازِلتي مُتعبة
سيران - انا بخير أخي لا تقلق وإن شعرتُ بالتعب سـأصعد لِلغرفة وأستريح
مالك - لا .. حين تشعرين بالتعب سنذهب لِلمشفى!
قولهُ هذا جعلها تتوتر والخوف يُحيطُ بها إن أخذها لِلمشفى سـيعلم بأمر حملها وهِي لا تُريده أن يعلم بذلِك!

تماسكت وتظاهرت أنّها بخير لا تشكوا شيء وتوجها معاً لِلمائِدة

   حلّ المساء وسَيران داخل غُرفتها
أغمضت عيناها المُمتلئة بالدموع وهِي تُحيط بطنها تُفكّر إن علم والدها بحملها لا تعلم ماذا سـيفعل!؟
وإن علم فريد بالأمر لن يسمح لها بِـإجهاضه!
وتوقفت عند هذه الكلمة"إجهاضه"قشعر جسدها لِفكرة أن تقوم بِـإقتلاع جنين لا حول لهُ ولا قوة من أحشائِها لا ذنب لهُ بِأخطاء والديه!
هل سـتستطيع ذلِك هل سـتقتل طفلها بيديها!؟
وهل هُناك حل آخر!!..لا تعلم سِوى شيء واحد أنّ فريد لن يعلم بِأمر هذا الطفل أبداً حتّى تُقرر هِي ماذا سـتفعل

كان شامل يدعوا سِراً وهُو يتوجه نحو مالك كَي لا يقتله فَـالمعلومات التي احضرها لهُ لن تسرهُ أبداً
حيثُ قطع حينها طريقهُ فريد،فَـتنهد براحة وقال
- جِئت إليّ من السماء..أخبرهُ أنت سـيقتلني إن اخبرته
عقد فريد حاجبيه بِعدم فهم وبدأ يشرح لهُ شامل كُل شيء

كان مالك يجلس على حافة سِياج القصر وقدماه تتدلى لِلأسفل وبيده زُجاجة كحول ينظر إلى السماء يراها سوداء يتساءل
-  لِما لا أرى من الليل سِوى حلكته!؟..لِما لا أرى جمال نُجومه وهِي بعيدة عنه!
فَـجلس فريد جانبه بنفس الوضعية دون أن ينطق بِحرف،مرّر لهُ مالك إحدى زُجاجات الكحول التي بجانبه فَـأخذها فريد يشرب وقال له
- أعتذر لم أقصد أن أقول ما قُلته بشأن خوفك على بيلين!..كُنت خائِفاً على حال سَيران أعترف أنّ كلامي جارح 
إبتسم مالك بثمالة تدل على تعاسته قائِلاً له
- لم تنطق سِوى الحقيقه على ماذا تعتذر يَ رجل!؟
وتنهد رافعاً رأسهُ إلى السماء مُكملاً حديثه
- أعلم مايدور في الوسط من حديثٍ سيء عني..الزعيم مالك قد وقع في حب طفلة وهربت منه وتركتهُ كَـالفهد الجريح!..لَطالما كانت تُريد الإنتقام مني وهـا هِي قد نالت إنتقامها!
ونهض يمشي عند الحافة ذهاباً وإياب صارخاً بغضب وملامحُ وجهه قاسية ومُتجهمة
- لقد دمرتني وأذهبت بكل ذرة عقل أمتلكها وهربت مني!
ضرب صدرهُ من ناحية قلبه يقول
- هذا اللعين يتألم يحترق بِـنارُها الحقيرة لو أنّها قامت بوضع رصاصة في رأسي لَكان الموت أهون علي من جحيم ما أشعر به!..قد مرّت إسبوعان..إسبوعان أخترقتُ بهما أين هِي ومع اي وغد تِلك الّلعينة!!؟..تأكل تشرب أهِي بخير كيف إستطاعت خيانتي بعد أنـ......!!
ثُم سكت فجأةً،فَـشجّعهُ فريد ناظراً لهُ بعينان مُتعجبتان
- بعد أن ماذا مالك!!؟..أخبرني وتحدث!
فرك وجههُ بغضب وإحتدام وانفجر يقول
- بعد أن أصبحت لي الّلعينة جسداً وروح وبعد أن سلمتني نفسها..كانت نائمة داخل أحضاني يوم هروبها كيـ...كيف إستطاعت خِداعي!!؟..حين أجدها لن أرحمها اُقسم برب السماء سـتتمنى الموت ولن تجده
أنزل فريد رأسهُ بِأسى يُفكر كيف سـيُخبرهُ الآن بالمعلومات التي أحضرها شامل!!

إستيقظ في الصباح على صُداعٍ حاد يُفتك بِرأسه لِإسرافه في الشرب نهض مُلتقطاً هاتفه وهُو يُمرر يدهُ دخل شعره يتصل بِـشامل كان من المُفترض أن يأتيه مساء البارحة
- اللعنة لا أتذكر شيء رُبما اتى ولكنّني لا أتذكر ذلِك!!
أجابهُ صوت شامل الهادئ على غير عادته
- زعيم!؟
مالك بِنبرة رخيمة - ماذا حدث بِشأن الصورة؟!
بدأ شامل بِـلعن فريد داخلهُ ألف مرة يقول لِنفسه
- يبدوا أنّهُ الّلعين لم يُخبره!..حسناً على الأقل هُو بعيد ولن يخرج لي من الهاتف
قرر أن يتشجع ويُخبره فَـقطع تفكيره صوت مالك الفاقد لِلصبر
- هل سـتنطق أم آتي وأجعلُك تُغرد!!
حمحم الآخر يبتلع ريقه وقال
- في الحقيقة لا يُوجد شيء لا سِجل دخول أو إقلاع أو تذكرة سفر ولا حتّى تأشيرة جواز لا شيء أبداً وقد تحققت من جميع المُسافرين وليست من ضمنهم كُل الأسماء لِأشخاص موجودون على أرض الوطن ولا يُوجد من بينهم اي إسم وهمي كأنّها دُخان وتلاشى يَ زعيم!
إعتصر مالك الهاتف بيده بقوّة ورماه ناحية الجدار صارخاً
- هُناك وضيع مُتمرس خبير لهُ نفوذ قد ساعدها ولكن مَن!!؟..مَن ذلِك العاهر؟!!!..سـأُجن!

سَيران في الجحيم مُنذ أن علمت بِـحملها!
لم تُخبر فريد ولن تُخبره،فَـإن علم والدها أنّ فريد من يعتبرهُ إبنه الثاني على علاقة معها وتحمل إبنه داخل أحشائِها سوف يُدمره ويُفرِقهُما وقد يقتله!!
دفنت وجهها في عُنقه تبحثُ عن الأمان فَـحاوطها يتساءل مابها تبدوا غريبة الحال مُنذ أكثر من اُسبوع وهِي هادئة تشرد كثيراً وبالكاد تتحدث!،رفع وجهها بِأصابعه سائِلاً
- ما بها حبيبتي ذابلة هكَذا؟!
إبتسمت لهُ بِـضُعف عادت لِمُعانقته هامسة
- لا شيء فقط اُحبك..اُحبك كثيراً
قبّل رأسها ويستنشق رائِحة خُصلاتها هامساً لها
- وأنا اُحبك جداً لِدرجة لا يستوعبها عقلك يَ هذه
وبعد صمتٍ طويل دام بينهُما وهِي داخل أحضانه سألته بخفوت
- هل سـتغضب مني إن اخفيتُ يوماً ما شيئاً
عقد حاجبيه بِـشك
- سَيران حُبي مابكِ تتكلمين وتتصرفين بغرابة؟!
ألحّت في سُؤالها
- فقط أخبرني ماذا سـتفعل إن اخفيتُ شيء مهماً عنك؟
لامس وجنتها بيده بِلطف وعيناه تنظر لها بِثبات
- لن أكونَ مسروراً أبداً وقد لا تُعجبك ردت فعلي وإن كان أمراً يُزعجني سـترين فريد الذي أُخفيه عنك
إرتجف قلبها لِجوابه ولكنّها رُسمت على وجهها إبتسامة مُزيفة وهِي تقول
- جيّد سـأضعُ ذلِك داخل حِساباتي إن فكّرت في إخفاء شيئاً عنك
- لِما تسأليني هكَذا سُؤال!؟..أَتُخفين شيئاً عني؟
نفت برأسها وعانقتهُ بشدّة تقولُ له
- لا أبداً فقط خطر لي أن أسألك هذا
بادلها العناق القوي وبداخله شك أنّها تُخفي أمراً عنه إلّا أنّهُ إلتزم الصمت

كان مالك يتلاعب بقدّاحة سجائِره شارد التفكير عِنّدما أتاه يمان داخِلاً إلى مكتبه يبتسم بغرورٍ وخُبث كَـعادته
فَـنظر لهُ مالك بطرف عينه واُومئ لهُ بالجلوس تاركاً قدّاحته على سطح المكتب وقال مُضيّقاً عيناه
- إذن يمان كيف حالُ شُركاؤُك الجدد؟
أجابهُ يمان بِنبرة باردة
- بخير وينتظرون مُوافقتك لِأجل الصفقة الكبيرة
مالك بِملل - أَتُريد إقناعي أنّكَ سـتفلت صفقة هائِلة كَـهذه من يدك لِـتكون لي!
اُومئ لهُ بجدية يقول - ما يُريدونهُ من كمية ونوعية السلاح لا تتوفر سِوى لديك..وأعتبرهُ عربون صُلحٍ لِبدء علاقة وصفحة جديدة معك
لم يُصدق مالك أيّ حرفٍ منه يعلمُ كم أنّ يمان وغد ابن عاهرة يُخطط لِشيء ولكن لا بأس من اللعب معهُ قليلاً ومُجاراته،فَـقال له
- هولنديون أَليس كذلِك؟..وتُسافر لهم كثيراً هذهِ الأيام مالذي يملكونهُ ويجرّك إليهم..هل هِي فتاة جديدة؟
إبتسم يمان إبتسامة جانبية وعيناه تبرقان بشدّة مُجيباً إيّاه
- اُوووه أجل فتاتي هُناك..إنّها الكمال والجمال بِـعينه
أطلق مالك صوتاً ساخراً وقال
- سـتظل تهزُ ذيلُك لِلنساء
رُغم أنّ تعليق مالك أغضبه إلّا أنّهُ حافظ على هُدوء وجهه قائِلاً
- مَن منّا لا يُحب الجمال؟..هُو نُقطة ضعفي ما إن أرى شيئاً جميل أسعى لِأحصل عليه
لم يهتم مالك لِكلامه الذي يعتبرهُ ثرثرة لا قيمة لها وقال له
- سـأُفكر في الأمر لِأجل الآغا أُورهان لكن لا أضمنُ لكَ مُوافقتي قبل دراسة كُل صغيرة وكبيرة حول هذه الصفقة..وسـيردُ لكَ أحدُ رجالي خبراً حين اُقرر
قبض يمان أصابعهُ بقوّة يُحدّث نفسه
- الوغد وكأنّني أعمل لديه يُريد التفكير والقرارات كُلها بيده
وإبتسم ناهضاُ يمدُ يده لِـمالك
- حسناً إلى أن تُقرر إلى اللقاء
فَـرمق مالك يدهُ الممدودة بِسخرية مُديراً كُرسيه لِلناحية الأُخرى يُشيرُ لهُ بالإنصراف وهُو يقول
- لا تتمادى فَـأنا لن أثق بكَ من كلمتين
فَـتصاعد الغضب لوجه يمان وشعر أنّهُ يُريد الإنفجار به إلّا انّه غادر مكتبه بِخطواتٍ هادئة   '

قد أصبح مالك مُدمناً لِلعمل يكادُ لا يغمض لهُ جفن
ومزاجه حاد لا يتقبل ايّ مُجادلة أو مناقشة ومهما كان قرارهُ مجنون لا يستطيع أحدهم التنفس وقولَ شيءِ له
إنّهُ مالك بولوك الوحش الذي كُسِر من أقرب شخصٍ لِروحه

أقنعهُ فريد بِـقبول صفقة يمان والسفر إلى هُولندا لِـعقدها وتفقد الأمور أفضل من البقاء في القصر وتذكر بيلين وما فعلته على الدوام،فَـهُو في كُل يوم يدخل لِـغرفتها ويدهُ تتجول فوق ملابسها التي مازالت تحتفظ بِرائحتها وفُرشاة شعرها وسادتها وعطورها،ومازالت ملابسها التي خلعها عنها يوم هُروبها منه فوق سريره فَـفي كُل مرة ينظر إلى السرير يتذكر لهيب المشاعر التي تشاركاها معاً قد طعنتهُ بِـعمق تِلك الذكرى ورحلت لِـتُذقيهُ الموت في الثانية ألف مرة 💔..

مزيج الغضب والشوق الذي يعتصر قلبه يأبى تركه رُغم غضبه الجحيمي منها إلّا أنّهُ يُريد ان يُريح قلبه ويراها فقط
يُريد الغرق بِتلك العينان العسليتان ويُريد أن يُمرر أصابعهُ بين خُصلات شعرها البنية المخضبه،كان يُناديها بِـشمسي ورحلت شمسه بل هربت منهُ بعيداً وجعلت أيامهُ كُلها مُظلمة
ذلِك الجوع الذي يشعرهُ إتجاه مُعانقتها وتكسير كُل عظمة لها في جسدها وفي نفس الوقت يُريد قتلها وتقبيلها،ضعيف هُو يعترف أنّهُ ضعيف داخل نفسه إتجاهها ولكنّهُ سـيحرص على دفن كُل ذرة من مشاعره ورحمته لها في قبر تحت سابع أرض ولن ترى حُبهُ أبداً لن ترى سِوى وحشية مالك التي حرّضتها لِلظهور بِـهروبها عنه

إتصل فريد بِـسيران يُريد مُفاجأتها في القصر لِـيأخذها معهُ لِـمنزله الآغا مُسافر في إجازة إقترحها عليه طبيبه الخاص
فريد - حبي كيف حالك؟
سَيران - بخير حبيبي
فريد - ماذا تفعلين أين أنتي؟
سَيران - في القصر ..لا افعلُ شيء أظُنني سـأنام أشعر بصداع
فَـإبتسم فريد بإتساع - جيد لِترتاحي..كُنت اُريد رُؤيتك إلّا أنّ مالك ورطني بإجتماع لِذلك لن أستطيع اليوم
اَجابتهُ بإرتياح - لا عليك حبيبي نستطيع تعويضها غداً
وبعد حديثٍ دام لِدقائِق أنهيا المُكالمة،فَـزفرت بضيق لِأنّها تكذب عليه ومسحت دمعتها قبل أن تنزلق من بين رُموشها ثُم وضعت يدها بحزن فوق بطنها هامسة بنبرة مُتألمة
- آسفة..أنا مُتأسفة يَ طفلي سـأخسرك لِاُحافظ على والدك
وشرعت بتغيير ملابسها لِلذهاب إلى موعد الطبيب

كان فريد قد وصل وهُو بالقرب من القصر حين لمح سيارة سَيران تنطلق من شارع آخر فَـعقد حاجبيه بتساؤُل قد أخبرته أنّها ستبقى في المنزل
- إلى أين تذهب هذه الآن؟!
ودون تفكير لحق بها مع إبقاء مسافة آمنة بينهما كُي لا تراه إنّها في الأصل تُثير ريبته مُنذُ فترة تبدوا غريبة هادئة وبالكاد تنطق بدأ يتأكد بِأنّها تُخفي عنهُ شيئاً ما،وزاد تعجبه عِندما إقتربا من المشفى وليس مشفاهُم بل مشفى آخر داخلتاً إلى مرأب المشفى الخاص فَـشعر بالقلق
- هل هِي مريضة؟!
ابقى سيارتهُ مركونة على جانِب الشارع ثُم قطعهُ سيراً مُتوجهاً إلى باب المشفى،لم يراها حين دخلت وأخذ يبحث عنها بعيناه هُنا وهُناك وعندما لم يلمحُها بعد بحثٍ دام أكثر من عشر دقائِق سأل أحد المُمرضات التي في الإستقبال عنها،فَـأخبرتهُ أنّها في الطابق الرابع توجه إلى المصعد لِيجده مشغولاً فَـقرّر اللجوء إلى السلالم

كانت سَيران قد أجرت جميع التحاليل اللازمة في يومٍ سابق وسـتدخل إلى العملية،قلبُها يتمزّق ودموعها تأبى التوقف عن الإنهمار على ملامحها الحزينة
إرتدت رداء المشفى وإستلقت فوق السرير وقاموا بإدخالها مُباشرةً إلى غرفة العمليات بغضون دقائِق

لعن فريد السلالم آلاف المرات قطعت أنفاسه كان يلهث تعباً حين وصل لِلطابق الرابع،ينظر إلى جانبي الممر ولم يجد أحداً

إنقبض قلبه لِسبب لا يعلمه يتساءل
- الّلعنة!..لِماذا أتت إلى المشفى أَتُعاني من شيء!؟..لِما كذبت علي ولم تُخبرني بِذهابها لِلمشفى!
فَـلمح إحدى المُمرضات تخرج من باب مُزدوج سائِلاً إيّاها
- عُذراً أبحثُ عن سَيران هِـ.....!!
ولم يُكمل جُملته لأنّ المُمرضة قاطعتهُ قائِلة
- اُووه المدام سَيران إنّها داخل غرفة العمليات
هبط قلبهُ هلعاً إلى الأرض وأمسك المُمرضة من كتفيها يسأل بغضب
- ايُّ عملية!!؟..بِماذا تهذين أنتي!!؟..مابها هل أنتي مُتأكدة؟!!!
اجابتهُ بِحزم - نعم إنّها سَيران إبنةُ السيّد أُورهان اعرفها جيداً لا تشكوا شيء ولكنّها تخضع لعملية إجهاض
فَـتجمدت كل خلية في جسده وعلق دماغه عند كلمة "إجهاض" وتررد صداها في اُذناه عدّة مرات نفض الممرضة من يديه واستند على الحائِط وعقله بدأ بالربط
حين اُغمي عليها فجأةً سكوتها المُفاجئ والحزن الذي في عيناها وأسئلتها الغريبة حول إخفاء أمر
- إنّها حامل!!!!..كيـ...كيف أخفت هذا عني!!؟..كيف تُقرر لِوحدها
إنّها تقتل طِفلهُما بِيديها كيف سمح لها قلبها بفعل هذا
فَـتسارعت أنفاسه ولم ينطق بِحرف!!




حابة أشوف كومنتاتكم بين الأحداث لِأنو أتشجع فيها

   تتوقعوا سَيران تجهض البيبي🙄؟!

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 29.6K 68
هو.. بارد قاسي الى ابعد الحدود.. بلا رحمه.. ظالم يقتل بدون ان يرف له جفن.. متملك .. اكبر رجل اعمال بالنهار ويلقبونه بملك الاقتصاد... واكبر رجل مافيا...
118K 3K 11
حين تفعل كل ما بوسعك ولا تفلح، وحين تقدم كل الحلول للبقاء و لا تنجح، إذا إرحل... قصة قصيرة مكتملة💙𝒄𝒐𝒎𝒑𝒍𝒆𝒕𝒆𝒅 𝒔𝒕𝒐𝒓𝒚 𝒛𝒂𝒚𝒏 𝒎𝒂𝒍𝒊�...
621K 8.7K 50
"يمكن التعافي من كل شي الا الإدمان والهوس بشخص لا علاج له ولا سبيل للسيطره عليه سوى طريقتين اما اقتلاع جمجمتك اللعينه لتنساه او حبسه وكسر ساقيه ليبقى...
14.4K 208 7
مهووس بها يعشقها حد الجنون ،يغار عليها من كل شيء حتى من جزء منه يتحدى العالم لأجلها وهي تموت في التراب الذي يمشي عليه قصتهم أسطورية لكن مدفونة تحت قن...