'part 17

264 10 11
                                    

   في قصر الآغا كورهان
جميعُهم مجتمعون حول مائِدة الغداء كان الآغا يترأس المائِدة ومالك يجلس على يمينه بِـإهمال يُدخن سِيجارته بِهدوء وفريد على يساره وبِجانبه تجلس سَيران خافضتاً رأسها لِلأسفل تنظر لِـطبقها خشيةً أن يرى والدها وجهها وعُنقها المُمتلئان بالعلامات
ويعلم بشأن علاقتها بِـفريد،كانت تدعي سراً بِـداخلها أن ينتهي هذا الغداء وتهرع إلى غُرفتها

ترك الآغا شوكتهُ سانداً يداه إلى الطاولة ينظر لِـمالك بتمعُن
- ألن تتوقف عن تحطيم نفسك!؟
أجابهُ مالك وهُو ينظر إلى سِيجارته يتلاعب بها بين أصابعه بِملل
- اُحب التدخين
أغمض الآغا عيناه يعلم أنّهُ يتجاهل مغزى سُؤاله
- تعلم ما أقصده اُترك الفتاة وشأنَها هِي مَن قرّرت تركك..مُنذ متى تبحث عن مَن يتركك بِـنفسه!!؟
نظر لهُ مالك بغضب وملامحه المُتجهمة قائِلاً
- تعلم كم أحترمك وماهي مكانتُك عندي لا تجعلنا نختلف ونتصادم معاً..بيلين هِي مُلكي ولي مُنذُ أن كانت بِحجم الكف ولا أقبل أن يُناقشني أيّ أحدٍ بِأمرها سـتعود وتعي أنّ مكانها بِجانبي ومعي

كانت سَيران تشعر بثقلٍ في رأسها لا تستطيع سماع حديث والدها ومالك صوت طنينٍ بدأ يصدح داخل اُذناها أخذت تُحرّك رأسها كِلا الجانبين تطرد هذا الدوار والإحساس بالتقيؤ الذي إجتاحها فجأة
وبينما كان فريد مُنصت لِلجدال القائِم بين الآغا ومالك شعر حينها بثقلٍ يقع على كتفه،فَـإلتفت ناحية سَيران بِخوف لِـيراها
مُغماً عليها واقعاً رأسها عليه هتف بِـإسمها خائِفاً وهُو يسندها فَـتوقف جدال الآغا ومالك وتوجّهت أنظارهُما وإنتباههُما إلى فريد الذي حمل سَيران بين يداه نهض الجميع من حول المائِدة  مُنادياً الآغا بخوف وقلق على وحيدته
- مابها!!؟..سَيران!..إبنتي!!!
صرخ مالك بالخدم - أحضروا الطبيب حالاً!
أخذها فريد لِـغرفتها وَوضعها فوق سريرها برفق والخوف ينهشه صافعاً وجنتها بِخفة مُحاولاً إيقاظها
- سَيران!..سَيران أتسمعيني!؟..يَ فتاة إستيقظي!!
ومالك يقف بجانب باب الغرفة ينظر لهُما والآغا إقترب إليها بملامحه القلقة يُمسك يدها ناظراً له بخوف
- إبنتي!..سَيران ماذا حدث لكِ يَ غاليتي!!؟
أتى الطبيب الخاص بالآغا كورهان إبتعد مالك من جانب الباب سامحاً لهُ بالدخول هُو كبير السن بِـعمر الآغا أو أكبر بقليل مُحباً لِـمهنته وهُو الطبيب الأقدم لِلعائلة مُنذ سنواتٍ طويلة

نظر لهُ فريد بحدّة وإستياء إلّا أنّهُ إلتزم الصمت وأطبق فمهُ بِـصعوبة،طالباً منهم الطبيب الخروج جميعاً لِـيفحصها،أطاع الآغا طبيبه بسرعة بينما بقي فريد مكانه لم يتزحزح خطوة واحدة والغيرة تأكل قلبه
أَيغارُ عليها من طبيب أكبر من والدها؟!
إقترب إليه مالك يسحبهُ من يده وخرجوا جميعاً من الغرفة
تهالك الآغا على أحد مقاعد الممر التي بالقرب من غُرفة إبنته فَـصرخ مالك مُنادياً على الخادمات أتت بسرعة واخبرها
- أحضري جهاز قياس الضغط ودواء الآغا بسرعة
أُمئت لهُ بطاعة وذهبت سريعاً لِتُحضر ما أمرها به

سَـتبقين لي | You will keep me 'Where stories live. Discover now