• 𝐄𝐧𝐣𝐨𝐲 | قِرَاءَة مُمْتِعَة لَكُم جَمِيعاً •
|•|
نَظَرَت لَهُ بِلُطْف بَيْنَمَا يَرْتَدِي مِعْطَفَه مُسْتَعِدّاً لِلمُغَادَرَة إلَى عَمَلِه ، نَظَرَ بِتَسَاؤُل إلَى لَوْحِهَا قَبْلَ أنْ يَقْرَأ مَا كَتَبَت عَلَيْه.
"لَن أقْبَلَ أيَّ شَيْء مِن أيِّ أحَد أوْ أخْتَلِطَ بِالنَّاس مُجَدَّداً ، سَأتَصَرَّفُ بِحِرْص وَ أكُونَ فَتَاةً جَيِّدَة وَ لَا أزْعِجَكَ أوْ أحْزِنَكَ ثَانِيَةً"
«الأمْرُ لَا يَتَعَلَّقُ بِي فَقَط تشَاي ، بَل أنْتِ كَذَلِك ، لَيْسَ لِلجَمِيعِ التَفْكِّير ذَاتُه أوِ النَظْرَة ذَاتُهَا ، لَيْسَ الجَمِيع طَيِّبُ القَلْب فَقَد تَجِدِينَ العَدِيد يَنْوُونَ سُوءً بِكِ وَ يَرْغَبُونَ بِإيذَاءِكِ»
أوْمَأت لَهُ تَسْتَمِع بِإهْتِمَامٍ لِمَا يَقُولُه.
«قَد أغْضَبُ لِأجْلِ مَصْلَحَتِكِ وَ لَيْسَ مِنْكِ ، أنَا أرِيدُ حِمَايَتَكِ بِأيِّ طَرِيقَةٍ كَانَت»
"هَذَا يَعْنِي أنَّنَا بِخَيْر؟ لَسْتَ غَاضِباً الآن؟"
«نَعَم وَ لَا ، بِالإضَافَة إلَى أنَّكِ طِفْلَتِي كَيْفَ يُعْقَلُ أنْ أغْضَبَ مِنْكِ؟»
تَكَلَّمَ مُبْتَسِماً
هِيَ لِأوَّلِ مَرَّة لَم تُعَارِض تِلْكَ الكَلِمَة أوْ تَنْزَعِج مِنْهَا ، إقْتَرَبَت مِنْهُ تَبْتَسِمُ بِخِفَّة بَيْنَمَا هُوَ أمْسَكَ يَدَهَا وَ تَعَانَقَت مَعَهَا يَدُه.
عِنْدَ المَعْهَد قَبَّلَ رَأسَهَا وَ تَبَسَّمَت هِيَ ، نَزَلَت مِنَ السَيَّارَة تُلَوِّحُ لَه ، لَوَّحَ هُوَ كَذَلِك لَهَا وَ غَادَرَ بَعْدَهَا عِنْدَمَا تَأكَّدَ أنَّهَا بِأمَان وَ قَد رَافَقَتْهَا تِلْكَ الآنِسَة اللَّطِيفَة.
تَتَابَعَت خُطُوَاتُه عَلَى أرْضِيَّة الرِّوَاق يَخْطُو بِإتِّجَاه مَكْتَبِه ، حَيَّ زُمَلَاءَه وَ نَزَعَ مِعْطَفَه لِيُعَلِّقَه عَلَى كُرْسِيَّه ، شَمَّرَ عَلَى سَاعِدَيْه وَ جَلَسَ مُسْتَعِداً لِرَمْيِ أنَامِلَه عَلَى أزْرَارِ لَوْحَة المَفَاتِيح.
وَضَعَ المُسْتَنَدَات وَ المِلَفَّات بِجَانِبِه ؛ مُلْتَقِطاً قَلَماً لِدَرَاسَتِهِن وَ قَبْلَ أنْ يَبْدَأ عَمَله أطَلَّت عَلَيْهُم السِكْرَتِيرَة الخَاصَّة بِالمُدِير.
«صَبَاحُ الخَيْرِ جَمِيعاً»
قَالَت تَقِفُ بِالوَسَط
تَوَقَّفَ العَامِلُون هُنَاك كَمَا تَوَقَّفَت أصْوَاتُ النَّقْر عَلَى لَوْحَاتِ المَفَاتِيح الكَثِيرَة ، رَفَعُوا رُؤُوسَهُم نَحْوَهَا وَ كَذَلِكَ جُونغكُوك.
«صَبَاحُ الخَيْر»
«لَدَيَّ خَبَرٌ لَكُم ، بِمَا أنَّ الأسْهُم بِشَرِكَتِنَا إرْتَفَعَت وَ مُنْذُ بِدَايَةِ السَّنَة مِيزَانِيَّتُنَا لَم تَشْهَد إنْخِفَاضاً بِفَضْلِ جُهُودِكُم المُثَابِرَة ، أعْلَنَ المُدِير أنَّهُ حَانَ الوَقْتُ لِتَتِمَّ تَرْقِيَّتُكُم كُلُّكُم»
بَعْدَ إعْلَانِهَا هَذَا تَعَالَى صَوْتُ التَّصْفِيق وَ الهُتَاف وَ جَمِيعُ المُوَظَّفِين سَعِدُوا بِهَذَا ، هُوَ بِتِلْكَ الأثْنَاء أوْمَأ لِنَفْسِه.
يَبْدُو أنَّ لَدَيْهِ مَهَمَّة جَدِيدَة عَلَيْهِ آدَاءُهَا!.
جُونغكُوك رَكَنَ سَيَّارَتَه حَوَالِي السَّاعَة الرَّابِعَة مَسَاءً وَ رَنَّ عَلَى المُوَظِّفَة المُرَافِقَة لِتشَايُونغ بَارك.
إبْتَسَمَ حِينَ لَمَحَهَا تَخْرُجُ مِنَ المَبْنَى ، نَزَلَ إلَيْهَا وَ سَارَعَ نَحْوَهَا حَيْثُ عَانَقَتْهُ هِيَ مُبْتَسِمَة.
«أعْلَمُ أنَّنِي جِئْتُ بَاكِراً وَ إحْزِرِي مَاذَا؟ لَدَيَّ خَبَرٌ سَيُسْعِدُكِ»
قَالَ يَمْسَحُ شَعْرَهَا
نَظَرَت لَهُ تُحَاوِلُ كَبْحَ إبْتِسَامَتِهَا وَ شَابَكَت ذِرَاعَهَا مَعَ ذِرَاعِه بَيْنَمَا جَرَّهَا هُوَ مُتَحَمِّساً أكْثَرَ مِنْهَا وَ رَكَبَا سَيَّارَتَه ثُمَّ إنْطَلَقَا.
"مَا سِرُّ هَذَا الحَمَاس وَ الإبْتِسَام؟"
«تَمَّت تَرْقِيَّتِي تشَاي!»
أجَابَ سَعِيداً
صَفَّقَت لَه بِسُرُور وَ رَفَعَت إبْهَامَيْهَا مُتَشَارِكَةً مَعَه الخَبَر الجَمِيل.
"أيْنَ سَنَذْهَب؟"
نَظَرَت مُسْتَغْرِبَة لِلطَّرِيقِ مِن حَوْلِهَا
«إنَّهَا مُفَاجَأة»
أوْمَأت بِقِلَّةِ حِيلَة وَ هِيَ تَعْلَمُ كُلَّ العِلْم أنَّهُ لَن يُخْبِرَهَا أوْ يَكْشِفَ لَهَا الأمْر لَو سَألَت.
ثُمَّ بِتَعَابِيرٍ مُنْدَهِشَة إلْتَفَتَت لَهُ عِنْدَمَا وَصَلَا لِمَحَلِّ الألْبِسَة الفَخْمَة ، مُضِيءُ الوَاجِهَة وَ جَزَمَت أنَّهُ لِلنِّسَاء الثَّرِيَّات.
نَزَلَ وَ فَتَحَ بَابَهَا يَمُدُّ لَهَا يَدَه وَ إبْتِسَامَتُه مُتَّسِعَة ، هِيَ فَقَط قَبِلَتْهَا وَ تَسَآءَلَت عَن سَبَب النَّبَالَة هَذِه.
"تُرِيدُ رَأيِّي لِشِرَاءِ ثَوْبٍ لِأمِّكَ؟"
ضَحِكَ بِخِفَّة عِنْدَمَا قَرَأ مَا كَتَبَت وَ نَفَى بِرَأسِه.
«لَيْسَ لِأمِّي وَ لَكِن لَكِ»
فَتَحَت فَمَهَا بِصَدْمَة وَ رَمَشَت بِإسْتِغْرَاب تُحَلِّلُ جُمْلَتَه ، دَفَعَ جُونغكُوك بَابَ المَحَلِّ الكَبِير وَ وَلَجَاه مَعاً.
«لَا تَسْألِينِي لِمَاذَا فَقَط إتْبَعِينِي وَ دَعِينَا نَقْتَنِي فُسْتَاناً لَكِ»
أخْبَرَهَا وَ خَطَا بِهَا إلَى الدَّاخِل
إسْتَسْلَمَت لَه وَ أوْمَأت بَيْنَمَا تَقْتَرِبُ إلَى جَانِبِه لِتَتَفَادَى الزَبَائِن مِن حَوْلِهَا وَ لِتَتَجَنَّبَ إحْرَاجَ نَفْسِهَا بِمَرَضِهَا.
كَانَت تَنْظُرُ لِمَا مِن حَوْلِهَا بإنْدِهَاش وَ ذُهُول مِمَّا يُعْرَضُ عَلَى عَيْنَيْهَا الجَمِيلَتَيْن مِن فَسَاتِين ، مَعَاطِف ، قُبَّعَات نِسَائِيَّة وَ حَتَّى كُعُوب ذَاتَ تَصْمِيمٍ بَاهِر.
إنْشَغَلَت بِتَأمُّلِ المَكَان الجَمِيل لِدَرَجَةِ أنَّهَا نَسَت نَفْسَهَا وَ لَم تَنْتَبِه لِإخْتِفَاءِ جُونغكُوك مِن جَانِبِهَا وَ فُقْدَانِهَا لِيَدِه وَ حُضُورِه الدَّافِئَيْن.
أوْشَكَت عَلَى أنْ تَدْخُلَ نَوْبَةَ هَلَع حِينَ أمْسَكَت ذِرَاعَهَا عَامِلَة بِالمَتْجَر تَقُودُهَا إلَى رِوَاقِ مَا.
أخَذَت تَلْتَفِتُ مِن حَوْلِهَا وَ وَجَدَتْهُ بِالخَلْف يَبْتَسِمُ وَ يَحُثُّهَا عَلَى مُرَافَقَةِ العَامِلَة دُونَ خَوْف.
«أخْبَرَنِي السَيِّد أنَّ لَدَيْكِ أسْبَابٌ صِحِّيَّة لِذَا لَن أضْغَطَ عَلَيْكِ ، إخْتَارِي مَا يُعْجِبُكِ وَ سَنَأخْذُ رَأيَّه»
تشَايُونغ عَضَّت عَلَى شَفَتَيْهَا وَ أوْمَأت بِإمْتِنَانٍ لِلعَامِلَة ، وَ هَذِهِ الأخِيرَة أخْرَجَت مِفْتَاحاً مِن جَيْبِهَا فَتَحَت بِه بَابَ غُرْفَة التَّخْزِين.
«هُنَا حَيْثُ نَمْتَلِكُ أحْدَثَ الفَسَاتِين التِي لَم يَتِم عَرْضُهَا بِمَحَلِّنَا بَعْد ، كَذَلِك لَدَيْنَا قِطَعٌ مَحْدُودَة مِن أشْهَرِ المُصَمِّمِين وَ أشْهَرِ العَلَامَات التِجَارِيَة»
عَرَّفَتْهَا تَقُودُهَا دَاخِلاً
«سَتَجِدِين آخِر صَيْحَات المُوضَة مِن تَصَامِيم إيف سَانْت لُورَانْت ، شَانِيل ، لُوِيس فِيتُون وَ العَدِيد ، فَقَط إقْتَنِي مَا يُعْجِبُكِ آنِسَتِي»
أوْمَأت لَهَا تشَايُونغ وَ أخَذَت تُنَاظِرُ تِلْكَ الفَسَاتِين اللَّامِعَة وَ البَرَّاقَة ، الكلَاسِيكِيَّة الفَخْمَة ، الطَّوِيلَة وَ القَصِيرَة وَ غَيْرِهَا.
«إنْ إحْتَجْتِ مُسَاعَدَة أخْبِرِينِي ، سَأكُونُ بِالخِدْمَة»
قَالَت مُبْتَسِمَة بِلُطْف
الشَقْرَاء إنْحَنَت تَشْكُرُهَا وَ تَقَدَّمَت أكْثَر تَخْتَفِي بِهَيْئَتِهَا الصَّغِيرَة وَ النَّحِيفَة وَسَطَ الصُفُوف المُعَلَّقَة بِهَا المَلَابِس.
يَدُهَا تَلَمَّسَت الفَسَاتِين وَ تَنَقَّلَت مِن هَذَا إلَى هَذَا وَ حَلَّقَت بَيْنَ ذَا وَ ذَاك مُنْبَهِرَة بِالتَّصَامِيم الجَمِيلَة.
ثُمَّ بَعْدَ أنْ أقَامَت جَوْلَة دَاخِلَ وَ وَسَطَ المَلَابِس الرَّائِعَة ، خَرَجَت بِمَجْمُوعَة كَثِيرَة بَيْنَمَا تَبْتَسِم وَ طَلَبَت مِنَ العَامِلَة مُسَاعَدَتَهَا بِحَمْلِهَا.
خَرَجَتَا مِن بَعْدِهَا مِن تِلْكَ الغُرْفَة وَ أوْصَلَتْهَا العَامِلَة إلَى الرِّوَاق الوَاسِع بِه غُرْفٌ لِتَجْرِبَةِ المَلَابِس ، عَلَّقَتْهُم لَهَا ثُمَّ خَرَجَت وَ أغْلَقَت بَابَ الغُرْفَة تَارِكَةً تشَايُونغ عَلَى رَاحَتِهَا.
الشَقْرَاء عَبَسَت وَ لَم يَكُن لَدَيْهَا أدْنَى فِكْرَة عَن مَا سَتَخْتَار ، الفَسَاتِين أمَامَهَا جَمِيلَة جِدّاً لِدَرَجَةِ أنَّهَا تَرْغَبُ بِشِرَاءِهَا كُلِّهَا.
"مَاذَا عَلَيَّ أنْ أجَرِّبَ أوَّلاً؟"
سَألَت نَفْسَهَا تُفَكِّر
سَبَّابَتُهَا قَفَزَت مِن الفُسْتَان الأبْيَض إلَى الأخْضَر ثُمَّ البُنِّي وَ الأسْوَد ثُمَّ إلَى آخَرِين ، تَنَهَّدَت ثُمَّ حَمَلَت وَاحِداً وَ شَرَعَت بِإرْتِدَاءِه.
العَامِلَة نَظَرَت لِلبَاب حِينَ فُتِحَ وَ أطَلَّت مِنْهُ تشَايُونغ المُتَسَآءِلَة عَن مَظْهَرِهَا.
«إنَّهُ جَمِيل وَ يَلِيقُ بِكِ ، هَل سَتَأخُذِينَه؟»
تشَايُونغ نَفَت وَ حَاوَلَت الشَرْحَ أنَّهَا تُرِيدُ التَجْرِبَة لِكُلِّ الفَسَاتِين وَ تَأخُذَ رَأيَّهَا.
«تَرْغَبِينَ بِتَجْرِبَةِ جَمِيع الفَسَاتِين آنِسَتِي؟»
أوْمَأت عِدَّةَ مَرَّاتٍ تُجِيبُهَا.
«طَبْعاً! خُذِي وَقْتَكِ وَ إخْتَارِي بِإقْتِنَاع الذِي يَنَالُ إعْجَابَكِ»
إبْتَسَمَت تشَايُونغ ثُمَّ عَادَت لِلدَّاخِل.
«هَذَا جَيِّدٌ أيْضاً ، قَوَامُكِ مِثَالي ؛ خَصْرٌ صَغِير ، سِيقَانُ طَوِيلَة ، أكْتَافٌ مُرْتَفِعَة ، بِرَأيِّي سَيُنَاسِبُكِ أيُّ وَاحِد!»
تَكَلَّمَت العَامِلَة بِإنْبِهَار لَمَّا خَرَجَت تشَايُونغ مُجَدَّداً
"حَقّاً؟"
«قَطْعاً نَعَم ، أعْتَقِدُ أنَّ حَبِيبَكِ سَيُعْجِبُه أيُّ مَا سَتَخْتَارِيه»
قَالَت تَبْتَسِم
"لَا! ، لَيْسَ حَبِيبِي!"
صَرَخَت بِعَقْلِهَا
«إذاً مَا الذِي سَتَأخُذِيه آنِسَتِي؟»
تشَايُونغ تَنَهَّدَت ثُمَّ ألْقَت نَظْرَةً عَلَى الفَسَاتِين وَ أشَارَت لِلعَامِلَة الذِي قَرَّرَت شِرَاءَه.
حَمَلَت الفُسْتَان مِن إخْتِيَار الشَقْرَاء وَ خَرَجَت لِتُرِيهِ لِجُونغكُوك رَيْثَمَا تُرَتِّبُ الأخْرَى نَفْسَهَا ، بَيْنَمَا جَاءَت عَامِلَة ثَانِيَة تَأخُذُ الفَسَاتِين البَاقِيَة لِتُعِيدَهَا.
«مَا رَأيُّكَ بِه سَيِّدِي؟»
سَألَت العَامِلَة تَعْرِضُ فُسْتَانَ تشَايُونغ
مَرَّرَ عَيْنَيْه عَلَى القِطْعَةِ أمَامَه مِنَ الأعْلَى إلَى الأسْفَل ، تَبْدُو لَه أنَّهَا تُنَاسِبُ تشَايُونغ كَثِيراً.
ثُمَّ تَرَاءَت لَه هِيَ تَتَقَدَّمُ مِنْهُ تَبْتَسِمُ إبْتِسَامَة مُهْلِكَة ، كَعْبُهَا صَنَعَ إيقَاعاً بِالأرْضِيَّة ، شَعْرُهَا تَطَايَرَ حَسْبَ خُطُوَاتِهَا وَ بَدَت مِثَالِيَّة لِعَيْنَيْه.
جَلَسَت بِجَانِبِه عَلَى الأرِيكَة أيْنَ يَنْتَظِرُهَا هُوَ ، قَامَت بِوَضْعِ رِجْلٍ فَوْقَ الأخْرَى ثُمَّ مَالَت نَحْوَه وَ تَلَمَّسَت ذِرَاعَه.
إبْتَلَعَ رِيقَه وَ نَظَرَ لَهَا مَصْدُوماً مِن هَيْئَتِهَا الجَدِيدَة وَ سُلُوكُهَا غَيْرُ العَادِيّ ، أيْنَ إخْتَفَت تشَايُونغ طِفْلَتُه؟!.
نَظَرَت بِنَظْرَةٍ مَاكِرَة لَه ، لَيْسَت النَظْرَةُ اللَّطِيفَة البَرَّاقَة تِلْك!.
إقْتَرَبَت لِجَانِبِه بِبُطْء حَتَّى لَم تَبْقَ بَيْنَهُمَا مَسَافَة ، صَعَدَت يَدُهَا بِرَوِيَّة لِصَدْرِه وَ حَطَّت عَلَيْه أنَامِلُهَا بِرِقَّة وَ أخَذَت تَتَجَوَّل بِه.
تَرَكَّزَت نَظَرَاتُهَا بِمَلَامِحِه المُنْصَدِمَة وَ بِتَعَابِيرِه المُتَفَاجِئَة بَيْنَمَا هُوَ شَعَرَ بِنَارٍ حَارِقَة بِصَدْرِه إثْرَ جَرِيمَةِ أصَابِعِهَا ذَاتَ الأظَافِر الطَّوِيلَة المِثَالِيَّة.
أمْسَكَت الشَقْرَاء وَجْهَه بَيْنَ يَدَيْهَا وَ نَاظَرَتْهُ بِهُدِوء تَبْتَسِمُ شِفَاهُهَا إبْتِسَامَةً حُلْوَة ، مَسَحَت خَدَّيْهِ بِرِفْق وَ هُوَ بَقِيَ جَامِداً بِمَكَانِه.
«تشَاي...هَ...هَذِهِ لَيْ...لَيْسَت أنْتِ»
تَكَلَّمَ مُتَلَعْثِماً
رَفَعَت حَاجِباً ثُمَّ قَلَبَت عَيْنَيْهَا ، أعَادَت شَعْرَهَا لِلخَلْف وَ لَمَسَت خَدَّيْهِ مُجَدَّداً.
أصْبُعُهَا الثَانِي لِيَدِهَا اليُمْنَى قَرَّرَ أنْ يَكُونَ مُتَطَرِّفاً وَ إقْتَرَبَ لِشَفَتَيْه المُتَشَوِّقَة لِمُلَامَسَةِ شِفَاهِهَا هِيَ الأخْرَى وَ تَقْبِّيلِهَا أيْضاً.
عِنْدَمَا كَانَت سَتَعْدِمُ الفَرَاغَ بَيْنَ وَجْهَيْهِمَا ، أفَاقَ مِن مُخَيِّلَتِه إثْرَ مُنَادَاةِ العَامِلَة لَه.
«سَيِّدِي! سَيِّدِي هَل أنْتَ بِخَيْر؟ أنَا أحَاوِلُ مُنَادَاتَكَ مُنْذُ دَقَائِق»
تَحَمْحَمَ وَ سَعَلَ بِخِفَّة مُمَثِّلاً ذَلِك ثُمَّ نَظَرَ لَهَا مُسْتَفْهِماً.
«نَعَم؟»
«سَألْتُكَ عَن رَأيِّكَ بِالفُسْتَان الذِي إخْتَارَتْهُ الآنِسَة»
نَظَرَ لَهَا وَ لِلفُسْتَان لِثَوَانٍ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّم.
«أنَا بِخَيْر مَعَ أيٍّ كَانَ مَا تُرِيدُه هِيَ»
بَادَلَتْهُ العَامِلَة إبْتِسَامَتَه ثُمَّ إسْتِدَارَت لِلوَرَاء وَ كِلَاهُمَا لَاحَظَا تشَايُونغ العَائِدَة أخِيراً مِن غُرْفَة التَبْدِيل تُأرْجِحُ يَدَيْهَا بِجَانِبَيْهَا بِفَرَح.
تَمَشَّت نَحْوَه وَ وَقَفَت بِجَانِبِه بِسَعَادَة لَا تُوصَف وَ إبْتَسَمَت بِإشْرَاق ، نَظَرَ لَهَا وَ رَمَشَ بِعَدَمِ تَصْدِيق.
هَل هَذِهِ نَفْسُهَا التِي كَانَت سَتَقْتُلُه قَبْلَ قَلِيل فَقَط؟!!.
الفَرْقُ بَيْنَهُمَا وَحْدَه يُتْعِبُ تَفْكِيره!.
«سَيِّدِي؟»
«أ...أجَل»
إسْتَجَابَ يُبْعِدُ أفْكَارَه المَجْنُونَة
«أعْتَقِدُ أنَّ مَظْهَرَ الآنِسَة لِيَكْتَمِل يَحْتَاجُ بَعْضَ اللَّمَسَات ، هَل لَا بَأسَ مَعَكَ؟»
«بِكُلِّ تَأكِّيد! سَنَنْتَظِر ، شُكْراً لَكِ»
«سَأجَهِّزُ الفُسْتَان بِصُنْدُوقِه ، خُذَا رَاحَتَكُمَا»
إنْحَنَى كِلَا مِن جُونغكُوك وَ تشَايُونغ لَهَا فِي شُكْرٍ وَ تَقْدِير ، ثُمَّ قَامَ هُوَ بِقِيَادَةِ المَسَار نَحْوَ الإسْتِقْبَال حَيْثُ عَامِلٌ هُنَاك بَدَأ يُجَهِّزُ حَاجَتَهُمَا.
أجْلَسَ جُونغكُوك تشَايُونغ هُنَاك قَرِيباً وَ خَطَا نَحْوَ العَامِل يَمْنَحُه بِطَاقَتَه الإئْتِمَانِيَة وَ إنْتَظَرَ عَوْدَةَ العَامِلَة التِي كَانَت بِخِدْمَتِهِمَا.
الشَقْرَاء إبْتَسَمَت لِنَفْسِهَا تُرَاقِبُ مَجْمُوعَةَ المَعَاطِف المُعَلَّقَة بِجَانِبِهَا وَ قَد نَالَت إعْجَابَهَا ، وَ فَكَّرَت بِأنَّ هَذَا المَحَلِّ هُوَ الأفْضَل وَ كُلُّ مَا بِه فَاخِر.
حَتَّى شَعَرَت بِجُونغكُوك يَتَقَدَّم مِنْهَا ثُمَّ وَقَفَ أمَامَهَا ، شَعَرَت بِحَرَكَةِ العَامِلَة عَلَى جَانِبِهَا الأيْسَر لَكِنَّهَا كَانَت مَشْغُولَة مَعَ جُونغكُوك كَي تَلْتَفِتَ لَهَا.
فَجْأةً إنْخَفَضَ هُوَ وَ نَزَلَ عَلَى رُكْبَةٍ وَاحِدَةٍ مُسَبِّباً صَدْمَتَهَا!.
لَحْظَة! هَل يَطْلُبُ يَدَهَا لِلزَوَاج؟!!.
لَا تَسْتَطِيعُ أنْ تُوَافِقَ عَلَى زَوَاجِهَا مِنْه وَ هِيَ لَا تَمْلِكُ مَشَاعِراً نَحْوَه ، هِيَ سَتَظْلِمُه بِهَذِهِ الطَّرِيقَة!.
بِالإضَافَة إلَى أنَّهَا مُجَرَّدُ بَكْمَاء! كَيْفَ يُعْقَلُ أنْ يَتَزَوَّجَهَا وَ هِيَ مُتَأكِّدَة أنَّ لَدَيْهِ الكَثِير مِنَ المُعْجَبَات بِه؟؟!.
«تشَاي؟»
نَادَاهَا لَمَّا شَرِدَت
أوْمَأت لَهُ دَلَالَةً عَلَى أنَّهَا وَعَت وَ سَمِعَتْهُ ، ضَحِكَ بِخِفَّة وَ مَدَّ يَدَهُ لِلعَامِلَة الوَاقِفَة مُبْتَسِمَةً فَاتِحَةً عُلْبَةَ الكَعْبِ العَالِيّ الذِي إخْتَارَتْهُ لِتشَايُونغ.
الأخِيرَة شَعَرَت بِالغَبَاء وَ قَرَصَت نَفْسَهَا مِنَ الإحْرَاج بِسَبَبِ تَفْكِيرِهَا ، فِي حِينِ أنَّ جُونغكُوك إبْتَسَمَ مُتَحَدِّثاً.
«أحْضَرْنَا لَكِ كَعْباً عَالٍ ، هَلَّا جَرَّبْنَاه؟»
هَزَّت رَأسَهَا إيجَاباً تَعُضُّ شَفَتَهَا السُفْلَى ، هُوَ نَظَرَ لِلعَامِلَة وَ أوْمَأ ثُمَّ إلْتَقَطَ زَوْجَ الكَعْبِ العَالِيّ.
بِرِفْق وَ لُطْف نَزَعَ عَنْهَا حِذَاءَهَا وَ ألْبَسَهَا فَرْدَةَ الكَعْبِ الأولَى.
«الأمْرُ يُذَكِّرُنِي بِسَنْدَرِيلَّا ، هَل نَاسَبَ مَقَاسَهَا سَيِّدِي أمْ أبْحَثُ لَهَا عَن آخَر؟»
تَكَلَّمَت العَامِلَة مُبْتَسِمَة
«لَا شُكْراً لَكِ ، أعْتَقِدُ أنَّ هَذَا يَلِيقُ جَيِّداً بِقَدَمِهَا وَ فُسْتَانِهَا»
رَدَّ جُونغكُوك بِأدَب
أوْمَأت العَامِلَة لَه وَ إسْتَأذَنَت مُغَادِرَةً إيَّاهُمَا.
"مَن سَنْدَرِيلَّا؟"
دَنَت نَحْوَه وَ سَألَت شِفَاهُهَا بِبُطْء
«أمِيرَة شَقْرَاء جَمِيلَة مِثْلَكِ»
أجَابَ يُنَاظِرُهَا
تشَايُونغ ضَغَطَت عَلَى أصَابِعِهَا مِنَ الخَجَل.
هَل تَمَّ تَشْبِيهُهَا لِلتَوِّ بِأمِيرَة؟؟ هَذَا يُسْعِدُهَا جِدّاً!.
ألْبَسَهَا هُوَ فَرْدَةَ الكَعْبِ الثَانِيَة وَ أمْسَكَ يَدَيْهَا ثُمَّ سَاعَدَهَا عَلَى الوُقُوف.
«هَل هَذِهِ أوَّلُ مَرَّةٍ تَرْتَدِينَ فِيهَا كَعْباً عَالٍ تشَاي؟»
أوْمَأت هِيَ تَنْظُرُ لِلأسْفَل بِإحْرَاجٍ مِن نَفْسِهَا.
«إنْ شَعَرْتِ بِعَدَمِ الرَّاحَة وَ وَاجَهْتِ صُعُوبَة يُمْكِنُنَا تَغْيِّيرُه أوْ نَأخُذَ حِذَاءً دُونَ كَعْب بَدَلاً مِنْه»
تشَايُونغ نَفَت بِرَأسِهَا وَ إنْحَنَت بِمُسَاعَدَتِه تَلْتَقِطُ لَوْحَهَا.
"لَكِن بِهَذَا سُيُفْسَدُ المَظْهَر"
«رَاحَتُكِ أهَمُّ مِن جَمَالِ المَظْهَر تشَاي»
هِيَ ذَابَت مِن كَلَامِه وَ إبْتَسَمَت بِوَجْهِه بِلُطْف ، تَوَدُّ لَو تُقَبِّلُ قَلْبَه النَقِيَّ هَذَا.
«هَل نُجَرِّبُه إذاً؟»
سَألَ بِإسْتِعْدَاد
بَعْدَمَا وَافَقَت عَلَى سُؤَالِه أخَذَ خُطْوَةً لِلوَرَاء لِيَتَسَنَّى لَهَا أخْذُ خُطْوَةٍ لِلأمَام نَحْوَه وَ هَكَذَا دَوَالَيْكَ حَتَّى صَنَعَت مَشْيَة.
«هَل أنْتِ بِخَيْر؟»
أوْمَأت إيجَاباً وَ شَدَّت عَلَى يَدَيْه حَتَّى لَا تَتَعَثَّر وَ تَسْقُط ، أخَذَت نَفَساً وَ إسْتَرْخَت وَ نَجَحَت نَوْعاً مَا بِالسَيْر بِكَعْبٍ لِأوَّلِ مَرَّة.
«أشْعُرُ أنَّنِي أبٌّ يَشْهَدُ أولَى خُطُوَاتِ طِفْلَتِه بِالمَشْي»
تَكَلَّمَ ضَاحِكاً بِخِفَّة
هِيَ إبْتَسَمَت وَ إهْتَزَّت أكْتَافُهَا قَلِيلاً تُشَارِكُهَا ضَحِكَ نُكْتَتِه.
"سَتَكُونُ أباً رَائِعاً"
فَكَّرَت تَنْظُرُ لَه
بِالنَظَرِ إلَى تَعَامُلِه مَعَهَا وَ كَأنَّهَا طِفْلَة رُغْمَ أنَّهَا نَاضِجَة وَ أنْثَى كَامِلَة إلَّا أنَّهَا تَعْلَم أنَّهُ سَيَكُونُ جَيِّداً وَ أباً عَظِيماً مَعَ أطْفَالِه.
«تشَايُونغ؟»
نَادَاهَا وَ تَوَقَّفَا عَنِ المَشْي
"نَعَم؟"
رَفَعَت نَظَرَهَا مُسْتَفْهِمَة
«هَل تُوَافِقِينَ عَلَى أنْ تُرَافِقِينِي لِحَفْلِ التَرْقِيَة؟»
إبْتَسَمَ آمِلاً أنْ تُوَافِقَ طَلَبَه
عَقَدَت حَاجِبَيْهَا بِإسْتِغْرَاب قَلِيلاً وَ أخَذَت نَفَساً ، إذاً كُلُّ هَذِهِ التَجْهِيزَات مِن أجْلِ أنْ تَذْهَبَ مَعَه لِلحَفْلَة؟.
جَلَسَت بِمَكَانِهَا السَّابِق وَ نَظَرَت لِلفَرَاغ لِبَعْضِ الوَقْتِ ، شَعَرَ بِالتَوَتُّر وَ هُوَ يَنْتَظِر جَوَابَهَا لَكِنَّهُ مَنَحَهَا وَقْتَهَا لِتُفَكِّر.
يَعْلَمُ أنَّ تشَايُونغ لَيْسَت مُعْتَادَة عَلَى التَجَمُّعَات أوِ الإخْتِلَاط بِالنَّاس ، يَعْلَمُ أنَّ لَهَا عُقْدَة مِن مَرَضِهَا وَ ظَرْفِهَا الصِحِّيّ لِذَا تَرْفُضُ الحُشُود ، يَعْلَمُ أنَّهَا تَشْعُرُ بِالحَرَج عِنْدَ وُجُودِ أحَدٍ بِقُرْبِهَا ، لَكِن مَعَ هَذَا أعْطَاهَا فُرْصَةَ التَفْكِّير.
"جُونغكُوك لَم يَكُن عَلَيْكَ فِعْلُ هَذَا"
كَتَبَت عَلَى لَوْحِهَا وَ أرَتْهُ ذَلِك
«خَشِيتُ أنَّكِ لَن تُوَافِقِي لَو سَألْتُ مُبَاشَرَةً»
"إنْ وَافَقْتُ وَ ذَهَبْتُ مَعَكَ هَل سَتَبْقَى بِجَانِبِي وَ لَا تَدَع أحَداً يُزْعِجُنِي؟ كَمَا تَعْلَم لَا أجِيدُ التَّعَامُلَ مَعَ النَّاسِ مِن حَوْلِي"
«طَبْعاً تشَايُونغ ، لَن أفْلِتَكِ وَ سَتَكُونِينَ بِأمَان ، أيْضاً مَا فَائِدَةُ وُجُودِي إنْ لَم أحْمِيكِ؟»
"أنْتَ أرْوَعُ شَخْصٍ بِالعَالَم"
«هَذَا لِأنَّنِي كَرَّسْتُ نَفْسِي لِأنْقَى فَتَاةٍ بِالعَالَم»
عَانَقَتْهُ بِقُوَّة وَ لَم تَهْتَم لِوُجُودِهِمَا بِمَكَانٍ عَامّ ، تُرِيدُ فَقَط أنْ تُعَبِّرَ عَن مَدَى سَعَادَتِهَا لِحُصُولِهَا عَلَى جُونغكُوك بِحَيَاتِهَا.
إبْتَسَمَ هُوَ وَ بَادَلَهَا العِنَاق مَسْرُوراً بِأنَّهَا سَتُرَافِقُه لِلحَفْل الذِي سَيُقَامُ بِالشَرِكَة بِالأيَّامِ المُقْبِلَة.
|•|
خَرَجَت تشَايُونغ مِن حَمَّامِهَا اللَّطِيف المَلِيء بِالرَّغْوَة وَ الفُقَاعَات ، إرْتَدَت مَلَابِساً دَافِئَة قَبْلَ أنْ تَحْمِلَ دُبَّهَا وَ لَوْحَهَا وَ تَنْزِل لِغُرْفَة المَعِيشَة أسْفَلاً.
إبْتَسَمَ جُونغكُوك وَ تَقَدَّمَت هِيَ مِنْه وَ الحَمَاس يَغْمُرُ رُوحَهَا اللَّطِيفَة ، أمْسَكَ بِيَدِهَا وَ إسْتَقَامَ مِن عَلَى الأرِيكَة يَنْظُرُ لَهَا.
أجْلَسَهَا ثُمَّ إنْحَنَى عَلَيْهَا قَلِيلاً ، وَضَعَ خُصُلَاتِ شَعْرِهَا الشِبْهِ مُبْتَّل إلَى الخَلْف وَ نَاظَرَهَا مُمِيلاً رَأسَه إلَى الجَانِب.
«عُيُونُكِ جَمِيلَة تشَايُونغ ، أنْفُكِ مُرْتَفِع وَ بَشَرَتُكِ صَافِيَةٌ ، وَجْهُكِ طُفُولِيّ وَ تَبْدِينَ أصْغَرَ عُمْراً»
أوْمَأت تَسْتَمِع لِمَا يُخْبِرُه بِهَا بَيْنَمَا تَتَلَمَّس وَجْهَهَا.
«حَسَناً ، سَأرَى مَا يُمْكِنُنِي فِعْلُه»
قَالَ ثُمَّ إبْتَعَد
خُطْوَة أوْ اثْنَان وَ وَصَلَ إلَى الطَّاوِلَة المُحَاذِيَة لِلأرِيكَة ، فَوْقَهَا صُنْدُوق بِه مَوَادُ المِكْيَاج الذِي سَيَقُومُ بِوَضْعِه عَلَى وَجْهِهَا وَ تَجْمِيلِه.
"أيْنَ كُنْتَ تُخَبِئُ كُلَّ هَذَا المِكْيَاج؟ هَل كَانَت لَدَيْكَ حَبِيبَة سِرِيَّة؟"
«إشْتَرَيْتُه بِطَرِيقِ عَوْدَتِي قَبْلَ أمْس»
أجَابَ بِبَسَاطَة
أوْمَأت مُتَعَجِّبَة وَ وَاصَلَت النَظَرَ لَه تَنْتَظِر مَا سَيَفْعَلُه بِوَجْهِهَا.
«أتَمَنَّى أنْ أنْجَح بِهَذَا لِأنَّنِي لَا أفْقَه بِالمِكْيَاج و أمُورِ الفَتَيَات»
قَالَ وَ حَمَلَ زُجَاجَة يَقْتَرِبُ مِنْهَا
فِعْلاً لَم يَكُن هُوَ مُهْتَمّاً بِمَعْرِفَةِ أسَاسِيَّات المِكْيَاج وَ التَزَيُّن وَ الأمُورِ مِن هَذَا القَبِيل لَكِنَّهُ إنْخَرَطَ بِالمَجَال إذْ إنَّ تشَايُونغ تَحْتَاجُه.
هُوَ إسْتَعَانَ بِمَقَاطِع الإنْتَرْنَت وَ شَاهَدَ بَعْضَ الفِيدْيُوهَات عَلَى أمَلِ أنْ يَأتِي بِنَتِيجَة جَيِّدَة.
جُونغكُوك أخَذَ نَفَساً عَمِيقاً أثْنَاءَ عَمِلِه ، غَطَسَ فُرْشَاةَ المَاسْكَارَا بِسَائِلِهَا وَ رَفَعَ بِهَا رُمُوشَ تشَايُونغ لِلأعْلَى ، فَتَحَ أحْمَرَ الشِّفَاه وَ مَرَّرَه عَلَى شَفَتَيْهَا رَاسِماً لَوْناً لَائِقاً عَلَيْهَا.
ثُمَّ بَعْدَ عَمَلٍ وَ جُهْد مُقَدَّر أضَافَ مَسْحَة لَامِعَة عَلَى خُدُودِهَا وَ هَا هُوَ يُنْهِي مَهَمَّة تَزْيِّينِهَا بِنَجَاح.
«تَمَّ تشَايُونغ ، يُمْكِنُكِ رُؤْيَةُ النَّتِيجَة»
أعْلَنَ وَ يَدُهُ إمْتَدَّت لِإلْتِقَاطِ المِرْآة مِن أجْلِهَا
حِينَ رَأت إنْعِكَاسَ وَجْهِهَا بِالزُجَاجَة السَّمِيكَة ، فَتَحَت فَمَهَا فِي إنْدِهَاش تَنْظُرُ لِنُسْخَةٍ مِن تشَايُونغ لَم تَعْهَدْهَا ، كَأنَّهَا شَخْصٌ آخَر وَ لَيْسَت هِيَ.
«هَل أحْبَبْتِ النَّتِيجَة؟ أهِيَ مُرْضِيَة؟»
تَكَلَّمَ هُوَ يُمْسِكُ لِسَانَه مِنَ التَوَتُّر
فِكْرَةُ أنَّهُ رُبَّمَا فَشِلَ وَ لَم تُعْجَب بِعَمَلِه لَعِبَت بِعَقْلِه.
"أجَل!"
أشَارَت بِرَأسِهَا بِحَمَاس
«جَيِّدٌ»
قَالَ مُتَنَهِّداً بِرَاحَة
"شُكْراً لَكَ"
ظَهَرَت الأحْرُف بِشِفَاهِهَا وَ لِلأسَف لَا بِصَوْتِهَا
إكْتَفَى هُوَ بِإيمَاءَةٍ بَسِيطَة وَ أمْسَكَ يَدَيْهَا لِيَسْحَبَهَا فَيَرْفَعَهَا عَنِ الأرِيكَة وَ يَجْعَلَهَا تَقِف.
«إلَى غُرْفَتِكِ الآن ، إنَّهَا بِالفِعْلِ الخَّامِسَةُ وَ النِصْف عَلَيْنَا أنْ نَصِلَ بِحُدُودِ السَّاعَة السَّابِعَة»
طَلَبَ يَدْفَعُهَا بِرِفْق نَحْوَ السَّلَالِم
لَمْلَمَ هُوَ مَا إسْتَعْمَلَه سَابِقاً فِي تَبَرُّج وَجْهِهَا وَ أعَادَه لِدُرْجِ مَا بَعِيداً عَن تشَايُونغ حَتَّى لَا تَجِدَه وَ رَاحَ مُنْطَلِقاً لِتَجْهِيزِ نَفْسِه أيْضاً.
إبْتَسَمَ جُونغكُوك لِنَفْسِهِ بِالمِرْآة يَتَفَحَّصُ شَكْلَه وَ مَظْهَرَه الأخِير حَيْثُ إرْتَدَى مَلَابِساً كلَاسِيكِيَّة لِتَتَمَاشَى مَعَ مَظْهَرِ تشَايُونغ.
نَظَرَ لِسَاعَةِ يَدِه وَ جَزَمَ أنَّ الوَقْتَ قَد حَانَ الوَقْتُ لِذَهَابِهِمَا ، حَمَلَ حَاجِيَّاتَه وَ خَرَجَ مِن غُرْفَتِه مُغْلِقاً البَابَ خَلْفَه وَ خَطَا إلَى غُرْفَتِهَا.
وَقَفَ أمَامَ بَابِهَا وَ طَرَقَ عَلَيْهَا بِخِفَّة مُعْلِناً مُغَادَرَتَهُمَا الآن لَهَا.
«تشَايُونغ هَل أنْتِ جَاهِزَة؟ سَأنْتَظِرُ أسْفَلاً»
أخْبَرَهَا مُتَفَهِّماً رُبَّمَا تَرَدُّدَهَا
هُوَ لَم يَرْغَب بِالضَغْطِ عَلَيْهَا فَإتَّجَهَت خُطُوَاتُه إلَى السَّلَالِم وَ نَزَلَ يَشُقُّ طَرِيقَه إلَى الرِّوَاق لِيَحْمِلَ مِعْطَفَيْهِمَا بِمَا أنَّ الهَوَاء بَارِدٌ بِالخَارِج رُغْمَ أنَّ الفَصْلَ رَبِيعٌ.
وَ بَيْنَمَا يَفْعَلُ ذَلِك سَمِعَ صَوْتَ نَقْرِ كَعْبِ عَلَى السَّلَالِم وَ إقْتَرَبَ مِنْهُ الصَوْتُ أكْثَر وَ رَنَّ بِآذَانِه مَعَ كُلِّ دَرَجَةٍ تَنْزِلُهَا ، إلْتَفَتَ هُوَ وَ لَيْتَهُ أنْذِرَ سَابِقاً.
مُقْلَتَاهُ السَوْدَاء حَدَّقَت بِهَا بِذُهُول ، إعْجَاب وَ إفْتِنَان ، تشَايُونغ الآن غَيْرَ التِي يَعْرِفُهَا وَ بِطَرِيقَةٍ مَا كَانَت تِلْكَ الفَتَاةُ صَاحِبَة النَّظْرَة المَاكِرَة بِمُخَيِّلَتِه.
شَعْرُهَا الأشْقَر رَفَعَت مُقَدِّمَتَه بِدَبُوسَيْن وَرْدِيَّيْنِ مِنَ الجَانِبَيْن ، وَ تَدَلَّت بَاقِي الخُصُلَات الطَّوِيلَة عَلَى فُسْتَانِهَا الأبْيَض المُزَرْكَش ، مُتَوَسِّطُ الطُّول وَ طَوِيل الأكْمَام ، كَانَ لَطِيفاً يُنَاسِبُ جِسْمَهَا.
يَمْتَلِكُ هَالَتَهَا وَ يُظْهِرُ جَانِبَهَا الطُّفُولِي.
دَارَت حَوْلَ نَفْسِهَا تَسْألُ بِتَعَابِيرِهَا عَن رَأيِّه بِمَظْهَرِهَا الأخِير.
«تشَاي أنَا الأبْكَم الآن لِأنَّهُ لَا حُرُوفَ لِي قَد أنْطِقُهَا»
قَالَ يَرْمُشُ بِحَذَر خِشْيَةَ أنْ يَفُوتَه تَفْصِيل
أمَالَت رَأسَهَا قَلِيلاً ثُمَّ إبْتَسَمَت وَ تَقَدَّمَت نَحْوَه ، تَعَلَّقَت يَدَاهُ بِالهَوَاء مُلْتَقِطاً مِعْطَفَهَا لَهَا ، إرْتَدَتْه وَ نَظَرَت لَهُ عِنْدَمَا كَانَ شَارِداً وَ غَائِباً ذِهْنِيّاً.
"جُونغكُوك؟"
لَوَّحَت أمَامَ وَجْهِه
بَعْدَ مُحَاوَلَاتٍ مَعْدُودَة نَجَحَت فِي جَذْبِ إنْتِبَاهِه ، رَمَشَ يَعُودُ لِلوَاقِع وَ يُومِئ.
«فَلْنَذْهَب»
قَالَ لَهَا وَ أمْسَكَ بِيَدِهَا
تشَايُونغ تَبِعَت خُطُوَاتَه دُونَ تَفْكِير وَ مَشَيَا كِلَاهُمَا نَاحِيَة سَيَّارَتِه خَارِجاً.
|•|
ضَغَطَ جُونغكُوك عَلَى زِرِّ المَصْعَد وَ إنْتَظَرَ وُصُولَه لِثَوَانِي رِفْقَةَ الشَقْرَاء التِي تَجَوَّلَت الشَرِكَة بِعَيْنَيْهَا ، مُعْجَبَةٌ بِضَخَامَتِهَا وَ عُمَلَاؤُهَا الأنِيقُون المُنْضَبِطُون.
صَدَرَ صَوْتُ وُصُولِ المَصْعَد وَ فُتِحَت أبْوَابَه مّبْرِزَةً عَن شَكْلِه الفَخْم المَوْجُودَة بِه مِرْآة كَبِيرَة وَ أسْفَلَها عَصَا حَدِيدِيَّة بِلَوْنِ الذَّهَب.
تشَايُونغ إبْتَسَمَت وَ خَطَت بِحَذَر لِلدَّاخِل مَعَ جُونغكُوك الذِي مُجَدَّداً ضَغَطَ زِرِّ الإغْلَاق وَ الصُعُودِ لِلطَّابِق العِشْرِين المُحْتَضِن لِحَفْلِ التَرْقِيَة وَ أيْنَمَا تُقَام.
شَعَرَت بِجُونغكُوك يُمْسِكُ ذِرَاعَهَا بِرِفْق يَحْصُلُ عَلَى جُلِّ إنْتِبَاهِهَا.
«لَا تُفْلِتِي ذِرَاعِي وَ إبْقِ قَرِيبَةً مِنِّي»
أوْمَأت هِيَ وَ تَبِعَت حَرَكَةَ يَدِه التِي جَذَبَت ذِرَاعَهَا لِتَتَشَابَكَ بِذِرَاعِه.
«إرْفَعِي رَأسَكِ لِلأعْلَى وَ إمْشِي بِثِقَة»
أسْدَاهَا نَصِيحَة وَ رَفَعَ ذِقْنَهَا بِأنَامِلِه
«لَا تُعْطِي إهْتِمَاماً زَائِداً لِعِلَّتِكِ وَ لَا تُشْعِرِي أحَداً بِهَا ، تَصَرَّفِي وَ كَأنَّكِ تَمْتَلِكِينَ العَالَم»
وَاصَلَ كَلَامَه وَ عَدَّلَ وَضْعِيَّةَ كَتِفَيْهَا
«أوْ تَصَرَّفِي وَ كَأنَّكِ تَمْتَلِكِينِي»
نَطَقَ يَلْتَقِطُ حَقِيبَتَهَا مِنْهَا وَ عَلَّقَهَا عَلَى مِعْصَمِه
تشَايُونغ نَظَرَت لَهُ بِإسْتِقْطَاب وَ عُقْدَةِ حَاجِب عَمِيقَة ، ضَحِكَ بِخِفَّة وَ بَرَّرَ نَفْسَه وَ وَضَّحَهَا.
«هَذَا الفَرْعُ تَابِعٌ كَوَاحِدٌ مِنَ الفُرُوع الأخْرَى لِشَرِكَةِ أبِي بِبُوسَان ، تَقْرِيباً السَيِّد جيُون هُوَ المُدِير ، لِذَا لَكِ الحَقُّ أنْ تَتَصَرَّفِي بِفَخْر وَ ثِقَة مَا دُمْتِ تُرَافِقِينِي اللَّيْلَة»
وَ بِالرُّغْمِ مِن أنَّهَا أوْمَأت بِفَهْم إلَّا أنَّهَا حَوَّلَت مَرْآهَا إلَى الفَرَاغ أمَامَهَا وَ بَدَت دَاخِلَ تَفْكِير عَمِيق ، فَقَاطَعَ هُوَ ذَلِك.
«رُبَّمَا تَتَسَآءَلِين لِمَاذَا أنَا مُوَظَّف عَادِيّ بَيْنَمَا وَالِدِي يُدِيرُ الشَرِكَة الكَبِيرَة وَ نَحْنُ مِنَ الطَّبَقَة الغَنِيَّة؟»
إلْتَفَتَت لَهُ وَ شَعَرَت بِالفُضُولِ بِشَأنِ الإجَابَة.
«هَذَا لِأنَّ أبِي وَ أمِّي أرَادَانِي أنْ أكُونَ رَجُلاً مُسْتَقِلًّا يَعْتَمِدُ عَلَى نَفْسِه وَ لَهُ مَدْخُولُه الخَاصّ ، لِهَذَا أرْسَلَانِي لِفَرْعِ سِيُول مُنْذُ سَنَوَات»
تَزَامُناً مَعَ إنْهَائِه لِكَلَامِه وَ إيمَاءَتِهَا هِيَ ، إنْفَتَحَ المَصْعَد مُعْلِناً وُصُولَهُمَا لِطَابِقِهِمَا المَنْشُود.
وَ هُنَاكَ إسْتَقْبَلَهُمَا الإحْتِفَال.
الرِّوَاق الذِي سَارَا فِيهِ مُزَيَّن بِالأشْرِطَة البَرَّاقَة وَ المُزَرْكَشَة مُؤَدِّي إلَى القَاعَة الكِبيرَة حَيْثُ قِسْمُ جُونغكُوك وَ مَكْتَبَه هُوَ وَ فَرِيقُه هُنَاك ، إمْتَلَأت مِسَاحَة إحْتِفَالِهِم ذَاك بِالبَالُونَات الزَرْقَاء وَ البَيْضَاء ، وَ تُوجَد مَائِدَة طَوِيلَة عَلَيْهَا الفَطَائِر المُمَلَّحَة وَ الحَلَوِيَّات وَ المَارْشَمِيلُّو وَ مُخْتَلَف المَشْرُوبَات.
وَ
يَتْبَع
..
فُسْتَانُ تشَايُونغ.
..
|•|
مَرْحَباً بِفَصْلٍ جَدِيد ، شُكْراً لِحُسْنِ قِرَاءَتِكُم وَ إنْتِظَارُكُم لَه.
مَا رَأيُّكُم؟.
|• ألْقَاكُم فِي الفَصْلِ القَادِم ، دُمْتُم •|