كَان عَسليُّ العينين وكَانت ع...

By RosyRomyou

61 9 2

عَلـي ضُـوء القَمر بليـل اخدت أيدي لرقـصـة قُدام البحـر كَانت عشوائية وملهـاش ترتيب كانت علي اغنية محمد سعي... More

الفَصل الثَانِـي

الفَصـل الأول

47 6 2
By RosyRomyou

زَهـرة

مسكـت الكتـاب ولمست غلافـة بشغـف ، ضحكت بخفـة .. قاطعنـي صوتـه من تأملـي للكتاب وقالي :

- لمعـة عينيكِ للحاجات اللي بتحبيهـا حِلوة أوي

بصيتلـه بكسـوف ومعلقتـش ، اتعودت معَلقـش عَلي كلامـه اللي بيكسفنـي .. أنـا زَهـرة وده عمرو صاحبـي من كام سَنة بَـس .. بس أنا عُمري ما شوفتـه صاحبي .. أنا من اول مرة شوفته فيهـت وأنا بحبـه ، بس معنديش فَضلت أني اكَتـم جوايا ، بيتعامل دايما معايا علي أني اختـه ، يمكن بيقولي كلام حلو كتير بفتكره ساعات بيلمح بيهـا ولكنـي في الآخر برجع اقول استحالة يحبني ، هو بيتعامل مع كُلـهُ كدا أكيد ..

اخدت الكتاب وقعدنـا في المكتبـة بعد ما اخـتار هو كمان نفس الروايـة ، ابتديت اقـرأ في الرواية واندمجت لدرجة اني محستش بالوقت ولا بنفسـي ولا بيـه ، بقلب صفحة ورا التانية وانا مستمتعـة ، حـاسة أني ماسكة روح في أيدي ، قصـة حب البطلـة للبطـل كانت خيالية .. اتمنيت اني اعيش زيها مع عمرو .. اي ده عمرو انا نسيته خالص !!
نزلت الكتاب من قدام عيني وبصيتله .. لقيته بيبصلي .. تقريباً كدا شكله كان مركز معايا من بدري ، اتحرجت وقولتله وانا بحاول اداري كسوفـي :

- قريت لحد فين ؟

: مقرأتش مستنيكِ تخلصي وتحكيلي لحد ما قريتِ .

- طب لي مقرأتش ، السرد مخلي ليها رونق خاص

:هتكون احسن منك ... حابـب اسمعهـا مِنك

قدام إصراره في أني احكـي ، قررت احكي .. بدأت اتكلم بأندماج وانا ببص في كل حتة في المكتبة وهو كان مركز معايا ومع حركات ايدي بشكل غير طبيعي  :

- بتحكـي عن بطلة بتحب البطـل ، والبطـل بيحبهـا بس مش بيكون معترفلهـا ، ولا هـي اعترفتله .. بس هي بتحبـه اوي ، بيمروا بحاجات صعبـة واوقات مُرة مع بعض ، وبيكونوا سند لبعض ، كُل يوم البطلة بتحبه اكتر وبتتعلق بيه و البطل مش واخد باله ، وكل يوم البطل بيحبها اكتر بس في صمت ، وهي مش عارفة ، هو فاكر ان هي معتبراه اخوها بـس وخايف يعترف ، وهي فاكراه معتبرهـا اخته بس ومش قادرة تعترف لتخسـره ، في يوم اتقدملهـا زميلهـا في الكُلية وهي مكنتش عايزة توافق بس تحت إجبار اهلهـا وافقت ، راحت حكت لصاحبها اللي هو البطل ، والبطل حس انه اتجرح اوي .. سـابهـا ومقدرش يقولهـا بردو أنه بيحب....

بصيت عليه في آخر كلمتي لقيته باصصلي بتأمـل ، عينيه كانت عليـا لدرجة خلت وشـي كُلـه يحمـر ، رجعت لورا وحمحمت وانا بكمـل :

- بيحبهــا ..

سكت شوية وبعدها قالـي :

: حَـد قَـالك أن عينيكِ اللي بلـون البُن دي حلوة أوي

معرفتش أرد عليه ، يمكن ميعرفش ان بحب عينيه العسلي اكتر ، يمكن أتأملته في السـر اضعاف ما اتنفست ، من يوم ما شوفته وهو مش صاحبي ولا هيكون .. حبيته بس علاقتنا كانت بدايتها صداقة .. بس انا حبيته من قبل ما يكون صاحبـي ، كنت بغير جدآ في بداية صداقتنا وكنت بقوله ابعد عن دي عشان بتحبك ، واتعامل بحدود مع دي عشان معجبة .. وأنـا .. وأنـا أصلا واقعالـهُ من بَدري .

داريت كسوفـي وانا بصطتنع التكبـر ، رفعت كتفي في حركة نص دائريـة ومسكت طرف التيشرت من الياقة وضحكت وانا بقول :

- عيب عليـك يـابا .. انا اصلا عارفة اني حلوة

قلدني بتلقائية خلتني اتكسف اكتر ، أنا عـارفة اني لو ممشيتـش من هِنـا هقولـه اني بحب عيونـه العسلي دي واللي يحصل يحصل ..

ضحكـلي بِخفـة وقـال :

- أصلا عـادي

دي جملتـنا المشهورة لما بيكون الموضوع مش عـادي .. بنقـولهـا ، حاولت اغير الموضوع وقولتله :

- صحيح عايزة انزل سور الازبكية بكرا عشان اشتري كتب جديدة

: زهرة انتِ مبتزهقيش ، كُل فلوسك رايحة علي الكتب
دي تاني مرة تنزلي تجيبي كتب ولسة مكملنـاش شَهـر

- بتنفـس كُتب يا عمرو .. مقدرش اعيش من غير كتب أصلا

: ماشي يا زهرة.. هننزل الأزبكية نجيب كُتب

ضحكت وانا بشوف ريأكشنات الاستسلام علي وشـه وقولتله :

- أصلا براحتـي

ضحكلي وقال :

- اصلا براحتـك لأنها راحَتـي

طيب ماشي .. انا اتكسفت تاني للمرة التريليون .. ومش عارف اي اللي بقوله ده .. بس أقسم بالله ثانية كمان وهتقدملـه .. خلصنـا يومنا في المكتبة ومشينـا بليـل
هُـو عارف اني بحب اتمشـي بليـل اوي في الشوارع الضيقة .. مركبنـاش العربية واتمشينـا .. كان في هدوء رهيب .. أنا ساكتة وهو ساكت .. سامعين بس صوت خشخشة زينة رمضـان اللي لسـة متعلقـة ومتشالتش ، ضحكت بخفـة ، فبصلي وسألنـي بضحـك علي أي ، مردتش .. فأحترم سكوتي وسكت بس كان باصص علي ابتسامتي .. ضحكت تاني.. فقالي :

- لا وضحكتـك حِـلوة

سِكت من الكُسـوف تَاني ، قاطع سكوتي مرة تانية وقال :

- اي حلمك ؟

بصيتلـه بأبتسامة كدا وقولتله وأنا شِبه عيني بتلمـع :

- بص انا حلمي بسيط اوي ، نفـسـي في يوم من الأيام أمشي مع اللي بحبه في شوارع ضلمـة واسمـع معـاه اغانـي محمد سعيد

لقيته طَلع الهاند فري وتليفونه .. واداني سماعـة واخد التانية ، بصيتله بأستغراب وقولتلـه :

- اي ده

: خُديهـا بَس .. زهقان وعايز أسمع اغاني

اخدتهـا وحطيتهـا في ودانـي ، وهو كذلك وشغل أغاني محمد سعيد فعلاً ، كنت انا وهـو واغاني محمد سعيد في ضلمة وشوارع هـاديـة .. صوت الاغنية بيندب ارواحنـا ، وبيحرك مشاعـر حاولت اداريهـا وانا بغني معـاه :

                عَرفينـي أن أنتِ ليـا وفهميني
                   داري المشـاعِـر اللي بانت جـوا عيني

: درايهـا بَقي بدل ما تتفضحِـي

بصيتله بأستغراب فَكمـل :

- اقصد مشَاعرك داريهـا

قلبي دَق .. فكمـل وقالـي :

- بتحبي مِيـن يا زهرة ومخبيـة علي صاحبك ؟

اتوترت وقولتله وانا بشيل الهاند فري من ودني بضحكة مهزوزة :

- مبحبش حد

- بس في حَد قالي وقالي اسمه ، انا عارف كُل حاجة .. بس كنت مستني تيجي تقوليلي بتكراشـي علي ميـن

ضحكت بخفـة وقولتلـه :

- مش بكـراش عَلي حد ، وبعدين ما انت مش قايلي انتَ بتحب مين !

لقيته وقف قدامي وقالي بجدية :

زَهرة انتِ عارفة كُل حاجة عني ، عارفة الماضي وحاضري وخططي للمستقبل.. عارفة ضعفي ومخاوفي .. ناقص اي متعرفهوش عني .. انتِ تعرفي عني كل حاجة .. بينما أنا معرفش عنك ولا حـاجة

رجعت خطوة لورا وانا قلبي بيدق بعنف .. انا فعلا عارفة عنه كل حاجة ، وعارفة ان مفيش حد في حياته حالياً ، ومكنش في قبل كدا غير واحدة و عارفة اي سبب الفراق.. عارفة أن هو شخص نضيف ويعتمد عليه لأنه بيحب يعتمد علي نفسه ، عشان كدا بحبه فعلاً انا بحبه ومحبتـش قـده  ..

سألني تاني بأبتسامة شبه جامدة عشان محسش بجديته في السؤال ، بس أنا كنت حاسة انه هياكلني بنبرتـه :

- يعنـي مِش بتكراشـي يا زهـرة !

: مش بَكـراش يـا عمـرو ، وبعدين هه اي كلمة كراش دي !!

لف تاني وقالي بجدية اكبر متغاطي عن تريقتـي اللي فى الآخـر :

- زهرة انتِ فعـلاً مش بتكراشـي انتِ واقعـة

ضحكت بتوتر وانا بحاول اداري خوفي وقولتله :

- واقعة .. هه لا أي الهبل ده .. متخافش اول ما هتجنن واعملهـا هتكون انت اول واحد هقـولـه

وكملت في سري :

" انتَ الوحيد اللي مينفعـش تَعـرف هـو مِيـن  " 

سكتْ ومرضاش يضغط عليّ وروحنـي البيـت ، طلعت البيت وانا بفكر في كلامـه .. غيرت هدومي وقعدت علي السريـر .. خرجت النوت السودة بتاعتي ومسكت قلمي الأزرق وكتبت :

«كـاد سـري ان ينكشـف »

قفلت القلم ورميت نفسي بتسطح علي السرير ، غمضت عيني وانا دماغي ما بتبطلش تفكيـر فِيـه وفـي عينيه العسلي لحد ما نمت ..

---------------------------

عدي الليل بقمـره ونجومـه وجت الشمـس صحيتنا كُلنـا ، صحيت علي صوت رنـة التليفـون .. مسكت التليفون من غير ما اشوف مين اللي بيرن وقـولت :

- أمممم . .. عايزة اي يا جيجي¹ بقـي

:چيچي ..! ، زهـرة انتِ لسة نايمة ؟

ياربنـا ده صوت عمرو ، استوعبت أن ده صوته واتنفضت من علي السرير وقولتله :

- لا نايمة اي .. انا صاحية من بدري ..

: طيب قدامي عشر دقايق واكون تحت البيت ، انجزي وانزليلي

بصيت حواليـا وعلي هدومـي وقولت بتوتـر :

- طب ممكن تخليهم ساعـة

رد عليّ بنبرة حادة وقالي:

: اي !!!

رديت بضحكـة مهزوزة :

- خمس دقايق وتكون تحت البيت ، فـاهِــم ؟!

قفلت السكة في وشـه ومستنتش يـرد ، قومت وانا بجري حواليا ، بشوف هلبس اي ولا هنيل اي علي دماغي ... يادي الكسوف اول مرة عمرو يرن عليا ويسمع صوتي وانا صاحية من النوم !!!

-----------
١- جيجي : بنت عمـة البطـلة وتعتبر من الابطـال الثانويـة

_______________________

خلصت لبس وفعلاً استناني لحد ما خلصت خالص ونزلتله ، كان لابس بنطلون جينز غامق وتيشرت ازرق أوفر سايز وشوز قماش ابيض وبالمناسبة الرُباط بتاعـه اخضر ، بصيتلـه من فوق لتحت .. هو عارف اني بحب اشوفه دايما بالطقـم ده ، ضحكت بخفة فقالي بأبتسامة :

- مكنتـش أعرف أن في حد بيركز في تفاصيلي كدا !

: تفاصيل اي يا ابو تفاصيل ، انا بس عيني علي التيشيرت ده بس مش اكتر !!

ضحكلـي وصوت ضحكتـه بترن في ودانـي ، شكل عينيه لما بيضحك حلوة اوي .. سنانه كمان والله من كتر مهي بيضـة بتلمع .. قاطعني من تأملي وهو بيقولي:

- مترو ولا اوبر ؟

: لا مترو طبعاً

ركبنـا المترو ، كان شبه فاضي فعلاً .. قعدت وقعد جمبي بس ساب مسافة بينـا ، طلعت النوتة بتاعتي والقلـم .. أيوة هي نفسها النوتة السودة .. فتحت اولي صفحاتها بالعكس ، فتحت قلمي وانا بعمل علامات مميزة علي الكتب والروايات ، ببص عليه لقيته مركـز معايـا ، قربت منه شوية وانا بحاول اوريله اللستة بتاعي وقولتله :

- محتارة اجيب الرواية دي دلوقت ولا اخليها المرة الجاية ؟

: وتخليها ليه .. ما نجيبها !

- مهو انا كدا هشتري 25 كتاب وكدا كتير .. أو كدا هنطرد من البيت !

- مش مشكلة .. لو اتطردتي هبقي اخدك تباتي مع اخواتي البنات

ضحكت وانا بقوله :

- حيث كدا نكملهم 100 رواية ؟!

: وريني كدا اللستة دي

اديتله النوتة وهو بدأ يقرأ السبوعميت الكتاب اللي عاوزة اشتريه ، سيبته غرقان في القراية واتلهيت مع الولد الصغير ده اللي طلع المترو وبيبع بلالين ، كان معاه مامته تقريباً.. مامته قعدت جمبي ، وهو بدأ يشوف شغله .. وانا عيني كانت متابعاه .. لقيته جاي من اخر المترو مكشر لحد ما قال لمامته وعينيه مليانة دموع :

- بعد ما الست اخدت مني الكيس ، رجعتهولي تاني عشان البلالين صغيرة

مامته قربته منها وباست رأسه وهي بتربت علي ظهره وبتواسيه بأنـه ميزعلش .. وأنه لازم يقوم يشوف شغله علشان يجيبوا اكل يكفيهم انهاردة ، بصيت لدموعه صِعب عليا اوي .. ببص لعمرو لقيته خلص قراية اللستة وكان بيقرأ الكلام اللي كتبته في أول النوت .. شديته منه بخضة وحطيتها في الشنطة بسرعة ، داريت قلقي وانا بطلع محفظتي ، طلعت فلوس واشتريت من الولد 5 اكياس بلالين وقولتله الباقي هات بيه حاجة حلوة ، بصتلي مامته وهي بتشكرني وبتقولي :

- يخليكي لجوزك يا مدام ، ويجبر بخاطرك يارب

بصيتلهـا بإحراج وانا بقولها اني معملتش حاجة ، قربت الولد ليا وطبعت بوسة علي رأسه وقولتله :

- انتَ الراجل دلوقتِ بتاع ماما مينفعش تعيط

---------

نزلتْ الأم بالولد بتاع البلالين وانا حطيت البلالين في الشنطة ، بصيت لعمرو لقيته باصصلي بأستفهام ، عملت نفسي هبلة أنا عارفة نظرتـه دي بترمـي لـ اي ، وقولتله :

- لطيف اوي الولد ده !

رد بسخرية :
-فعلاً لطيف لدرجة أنك تبوسيـه !!

لفيت وشي الناحية التانية وانا بضحك ، لحد ما نزلنـا المحطة المقصودة " محطة مترو العتبة "  ، مجرد ما بخرج من المحطة بحس أن روحي عادت ، مناظر الكتب الكتير المرصوصة وريحتهـا ، ساعات بحس انها أرواح حية بتتنفس ، فضلنا نلف في المكان .. ونشتري من ده ، ونسأل علي سعر ده ، وعمرو ماسـك تليفونـه بيصورنـي ..
اشتريت كل اللي عايزاه ثم اخدني بكتبي الكتير وقعدنـا ناكل ، ومن ثم ركبنـا المترو لما الدنيا ضلمت ..

- نركب ولا نتمشي ؟

: نتمشي اكيد !

- بالكتب الكتير اللي معانا دي؟

: عندك مانع ؟

- لا أكيد .... محمد سعيد ؟

: محمد سعيد ..

- الساعة سبعة ؟

: تكوني جاهزة ، لو فاضية يعني متزعليش

( كلمات من أغنية محمد سعيد الجديد اللي تم تحديثها في 9 مايو 2023 ، الساعة سبعة فعلاً )

ضحكلي وطلع الايربود ثم شغل الأغنية اداني سمـاعة وأخد التانية ، صوت محمد سعيد بيعجبني اوي ..اغانيه بتدخل قلبي .. حقيقي انا بيج فان ليه .. ونفسي بس لو احضرله حفلة ، ساعات بسأل نفسي وصل لأي مرحلة من الحب والوجع عشان يغني بالأحساس ده ، عمرو بصلي وقالي :

- بتحبيه؟

: جداً ...

بصلي بصة عميقة وابتسم ، أدركت اللي نطقته وقولتله بسرعة بتوتر :

- هه قصدك مين ؟

: اللي أنتِ تقصديـه !

بلعت ريقي وقولتله وانا بداري عيني عنه :
- أقصده .... اه اه محمد سعيد .. فعلاً يتحب !!

بصيت في الأرض وانا بلعن غبائي وتوتري .. ماما قالتلي قبل كدا اني مبعرفش اكدب .. وان عيني دايماً بتفضحني .. وبيبان مشاعري فيها للشخص اللي قدامي سواء كان حب او كره !

صوت ضحكته علي غبائي وصل لوداني ، معرفش يعرف اني بحب صوته اوي .. وصوت ضحكته بجد ، ابتسمت بخفة وبعدها رفعت عيني للسما .. ضلمة .. غيوم .. نجوم كتير.. بس كان في نجمة مميزة اوي .. كانت بتلمع لدرجة شدت انتباهي.

- تعرفي النجمة دي ، شبه عينيكِ !

قاطع تأملي تاني بصوته ..بصيتله بأستغراب ، فكمل بتوضيح :

- يعني .. نفس اللمعان
الفـرق أنها نجمة بتلمع في السما .. بينمـا عينيكِ أنتِ بتلمـع في قلبـي

أكاد أجزم أن صوت دقات قلبي هيفضحني ، سامعة صوت تنفسي اللي بقي متضطرب ، انا حقيقي دلوقتِ مش كويسة و فاضلي تكة كمان وهقوله فعلاً اني بحبه .. بس .. بس لازم اهدأ ... لو عرف شعوري ناحيته أكيد هيخسرنـي !!!

ضحكت بخفة وقولتله بهزار مخفي بين طياته أرتباكـي :

- اعتبرها مجاملة ؟!

: ماشي ماشي .. اصلا عادي .. اعتبريهـا مجاملة !!

اتخرست خالص .. مش عارفة يقصد ولا لا .. مش عارفة مشاعري اتحركت في طريق قلبه كَام خطوة ، مش عارفة حس إني بحبه ولا لا .. بـس كل اللي اعرفه صوت محمد سعيد خبط علي قلبي لما قال في كوبليـة 

" بحبك رغم كـوني ضَريـر مليش غير نفسي تحمينـي "

----------------

روحت البيت وانا مبسوطة جدآ بالروايات اللي اشتريتها .. رتبتهم فوق بعض وصورتهم ، بعت الصورة لعمرو في مسدچ علي الواتساب وكتبت تحتها :

" شُكـراً بجـد "

نسيت اقولكم أن هو رفض يخليني أدفع وجبت السبوعميت كتاب علي حسابـهُ ، رتبت الكتب في مكتبتي وصورتهم صورة حلوة ونزلتها علي بروفايلي علي الفيسبوك .. غيرت هدومي وجبت كوباية الشاي بلبن المتينة وسحبت أول رواية هبدأ فيـها ، قعدت في ركني المفضل في البلكونـة تحت ضوء اللمبة الهادي ، علي شلتـة قطن لونها نبيتي غامق قدامي تربيزة صغيرة بيضاء ، حطيت الكوباية وانحنيت عشان اقعد ، عملت تليفوني ميـوت " صـامـت " ، مسكت الكتاب ولمست الغلاف البلاستيك اللي عليه بكفـي ، إزالة الغلاف ده من علي الكتاب متتخيلوش بيفرحنـي ازاي ، أو بالآحري بيعيشنـي ازاي.. بحس إني اكتسبت صحاب كتير اتلموا جوا ورق ، احساس لطيف انك بتتفرج علي حياة ناس من بعيد .. بفكر في سنة من السنين أكتب رواية عن حياتي وأشوف الناس هتشوفهـا إزاي ، صوت طرقعـة الغلاف وهو بيتفتـح ، كمية راحة نفسية بنسبالي مش طبيعية ، قلبت في صفح الكتاب بسرعة وانا بستنشق ريحة الورق الجديدة ، اتنفست صعداء وفتحت اول صفحة

" إلي الذين وقعوا في الحُـب .. والذين وقعوا من الحُـب "
                                             سـاندرا سِراج²

بحب ساندرا سِراج³ وكُل رواياتها بحسها اشبـه لأسلوبي ، بتعرف توصف وعندها مقدرة في أنها تدخل المُشـاهد جـوا أحداثها ، يمكن هي مش نجيب محفوظ أو طه حسين بس هي سـاندرا من الكُتاب المعـاصريـن .. اندمجت مع الرواية بطريقـة مش طبيعية لحد ما محستش بالوقت ولا بنفسـي ، ونمـت وانـا حـاضنـة الكِتـاب

" حُبـي لكَ لم يكن مُعجزة ، المعجزة أنني كففت عن ذلك "

_________
3- ساندرا سراج : من الكتابات المُعاصرين ، صُدر لها : ما رواهُ البحر ، إلي ما لا نهايـة ، ما لا نبوح بـهِ ، سأرحل ، وفي معرض الكتاب 2023 صُدر أحدث أعمالها مـاذا لَـو

----------

صحـيت عَلي صوت مـامـا وهي بتزعقلي ، اتأفأفت الواحد مينفعـش يصحـي زي البني آدمين بطريقـة راقيـة في البيـت ده ولا أي ، قومت حطيت الكِتـاب في مكتبتـي
وانـا بحطـه لقيت نفسـي بترنح يمين وشمـال ، مسكت نفسي وقعدت علي السريـر اللي يعتبر  فوقيـه مكتبتـي وغمضت عيني وانا حـاسة اني بلف حوالين نفسي .. وفجـأة فتحتهـا مكنتـش في اوضتـي ولا كُنت حتـي في نَفس هيئتي !!

الفصـل الأول
مِن رواية كَان عَسليُّ العينين وكَانت عيناها بلونِ البُن

" يـــوأنـــا أرميــــا "
أنــوش...♡

Continue Reading

You'll Also Like

447K 2.4K 4
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
216K 7.4K 36
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
196K 7.6K 35
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
3.6M 54.2K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...