• 𝐄𝐧𝐣𝐨𝐲 | قِرَاءَة مُمْتِعَة لَكُم جَمِيعاً •
|•|
«ألَن تَبِيتَا اللَّيْلَة؟ أنْتُمَا مُغَادِرَانِ بِهَذِهِ السُرْعَة؟»
سَألَ جُونغكُوك يَقِفُ كَذَلِك
«وَالِدُكَ لَدَيْهِ عَمَلٌ مُهِّمٌ بِالشَرِكَة غَداً بُنَيَّ»
أجَابَتْهُ وَالِدَتُه بِهُدُوء
هُوَ أوْمَأ لَهَا وَ تَمَشَّى مَعَ وَالِدَيْهِ إلَى البَاب ، كَانَت السَّابِعَةُ مَسَاءً وَ هُمَا يَسْتَعِدَّانِ لِلمُغَادَرَة.
جُونغكُوك أوْشَكَ عَلَى إقْتِلَاعِ شَعْرِه ، كُلُّ هَذِهِ الفَتْرَة!؟ تشَايُونغ لِوَحْدِهَا ، هَل هِيَ بِخَيْر؟ هَل تَأقْلَمَت مَعَ النَّاس؟!.
دَارَت بِرَأسِهِ عَدِيدُ الأسْئِلَة وَ عَضَّ عَلَى شَفَتَيْهِ يُرَاقِبُ وَالِدَيْهِ يَرْكَبَانِ بَعْدَمَا وَدَّعَهُمَا ، إبْتَسَمَ قَلِيلاً يُلَوِّحُ لَهُمَا.
حِينَ إخْتَفَت السَيَّارَة مِن مَجَالِ نَظَرِه أسْرَعَ عَائِداً لِلدَّاخِل ، يَرْتَدِي مِعْطَفَه وَ يَحْمِلَ مَفَاتِيحَه وَ يَخْرُجَ لِسَيَّارَتِه مُنْطَلِقاً بِالإتِّجَاهِ المُعَاكِس.
طَرَقَ المِقْوَد بِأظَافِرِه مَرَّاتٍ كَثِيرَة مِن شِدَّةِ تَوَتُّرِه لِرَدَّةِ فِعْلِهَا ، هَل سَتَغْضَبُ مِنْه؟ هَل سَتُخَاصِمُه؟ هَل سَتَرْحَل نِهَائِيّاً؟؟!.
زَادَ مِن سُرْعَتِه وَ تَجَاوَزَ السَيَّارَات بِلَمْحِ البَصَر سَامِعاً مِن سَائِقِيهَا أبْوَاقَهُم الغَاضِبَة لَكِنَّهُ تَجَاهَلَهُم جَمِيعاً وَ وَاصَلَ طَرِيقَه.
عِنْدَمَا بَلَغَ المَعْهَد ، رَكَنَ سَيَّارَتَه وَ نَزَلَ رَاكِضاً لِلدَّاخِل ، المَبْنَى يَبْدُو فَارِغاً وَ يَتَضِّحُ أنَّ مَن فِيهِ قَد غَادَرَ نَظَراً لِتَأخُّرِ الوَّقْت.
سَارَ بِالمَسَارِ السَّابِق وَ عَيْنَاهُ جَالَت بِكُلِّ الإتِّجَاهَات بَيْنَمَا قَلْبُهُ يَدْعُو أنْ تَكُونَ بِخَيْر وَ لَم تَتَأذَّى.
«سَيِّد جيُون»
نَادَتْهُ الآنِسَة نَفْسُهَا عِنْدَمَا لَمَحَتْهُ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُمَا
سَارَعَ صَوْبَ المَكَان أيْنَمَا تَقِفُ صَاحِبَة الصَوْت ، وَ لَمَحَ تشَايُونغ هُنَاك تَنْتَظِرُه.
عَيْنَاهَا لَمَعَت بِدُمُوع خَفِيفَة ، كَانَت حَزِينَة وَ شِفَاهُهَا عَابِسَة وَ حِينَمَا رَأتْه كَتَّفَت ذِرَاعَيْهَا وَ وَلَّت بِظَهْرِهَا لَه.
«تشَايُونغ؟»
نَطَقَ مُسْتَغْرِباً الخَطْبَ مَعَهَا
«لَقَد إنْتَظَرَتْكَ طَوِيلاً وَ يَجِبُ أنْ تُرَاضِيهَا ، سَأتْرُكُكُمَا الآن»
ضَحِكَت المَرْأة بِخِفَّة وَ إسْتَأذَنَت
«شُكْراً لَكِ عَلَى إعْتِنَاءِكِ بِهَا آنِسَتِي»
شَكَرَهَا وَ إنْحَنَى لَهَا
ثُمَّ حَلَّ الصَمْت ، تشَايُونغ تَجَاهَلَتْهُ تَمَاماً وَ لَم تَسْتَدِر لَهُ أبَداً ، هُوَ تَنَهَدَّ وَ أخَذَ خُطْوَةً لِلأمَام.
«تشَاي أنَا آسِفٌ جِدّاً»
إعْتَذَرَ مِنْهَا وَ لَم يَدْرِ عَن مَاذَا بِالضَبْطِ يَعْتَذِر
لَاحَظَهَا تَرْفَعُ يَدَهَا تُمَرِّرُهَا عَلَى خَدِّهَا الأيْمَن تَمْسَحُ دَمْعَتِهَا.
«هَلَّا إسْتَدَرْتِ؟ دَعِينَا نَعُودُ مَعاً لِلمَنْزِل»
قَالَ بِلُطْف
عِنْدَمَا لَم تَسْتَجِب أخَذَ نَفَساً وَ تَابَعَ كَلَامَه.
«لَم أقْصِد شَيْئاً غَيْرَ أمَانُكِ ، لَا أرِيدُ أنْ أخَاطِرَ بِكِ تشَاي ، لَا أرِيدُ لَكِ المَشَاكِل»
إلْتَفَتَت لَهُ وَ عَبَسَت أكْثَر ، فَتَحَ ذِرَاعَيْه لَهَا وَ فَوْراً رَكَضَت إلَيْه ، إنَّهُ الأسْلُوبُ الذِي يَنْجَحُ دَائِماً فِي إرْضَاءِهَا وَ يَهْزِمُهَا.
تَقْرِيباً هِيَ قَفَزَت عَلَيْه وَ أمْسَكَهَا هُوَ بِحُضْنِه يُعَانِقُهَا ، هِيَ إخْتَبَأت بِه وَ إخْتَفَت مِنَ الخَوْف.
تشَايُونغ إعْتَقَدَت أنَّ جُونغكُوك لَن يَأتِي ، وَ أنَّ مَا فَعَلَه خُدْعَة لِيَتَخَلَّصَ مِن وُجُودِهَا مِن حَيَاتِه نِهَائِيّاً ، إعْتَقَدَت أنَّهُ سَئِمَ مِن مَسْؤُولِيَتِهَا وَ لَن يَعُودَ لِإصْطِحَابِهَا عِنْدَمَا غَادَرَ الجَمِيع عَادَاهَا.
هِيَ كَادَت تَمُوتُ رُعْباً مِن تِلْكَ الأفْكَار ، تشَايُونغ لَا تَعْرِفُ بِحَيَاتِهَا غَيْرَ جُونغكُوك وَ إنْ تَخَلَّى عَنْهَا لَن تَتَمَكَّن مِن مُوَاصَلَتِهَا بِمُفْرَدِهَا.
«آسِفٌ آسِفٌ آسِفٌ حَقّاً تشَاي»
ضَرَبَتْهُ بَعْدَهَا عَلَى صَدْرِه لِإخَافَتِهَا بِهَذَا الشَكْل ، دُمُوعُهَا لَم تَتَوَقَّف لَكِنَّهَا فَرِحَت لِأنَّهُ هُنَا.
«لَا تَبْكِي بِسَبَبِي رَجَاءً»
أرْدَفَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا
نَظَرَت بَعِيداً عَنْه تُشْعِرُه بِالذَنْب ، مَسَحَ عَلَى شَعْرِهَا وَ هِيَ مَازَالَت بَيْنَ ذِرَاعَيْه يُعَانِقُهَا.
«نَحْنُ لَن نُغَادِر مِنْ هُنَا حَتَّى تَرْضِي وَ يَخْتَفِي غَضَبُكِ»
قَالَ وَ حَاوَلَ أنْ يَظْهَرَ صَارِماً
تشَايُونغ نَظَرَت لَهُ بِحَاجِبَيْن مُنْعَقِدَيْن وَ نَفَت بِرَأسِهَا غَيْرَ مُسْتَوْعِبَة.
«فَقَط إبْتَسِمِي لِيَطْمَئِنَ قَلْبِي»
طَلَبَ يَائِساً
وَ فِعْلاً إبْتَسَمَت بَيْنَمَا خُدُودُهَا اللَّطِيفَة تَلَوَّنَت بِالزَهْرِي ، جُونغكُوك أطْلَقَ زَفِيراً بِرَاحَة.
«هَذَا جَيِّد ، هَيَّا لِنَذْهَب»
أخْبَرَهَا وَ شَابَكَ يَدَاهُمَا
شَدَّت عَلَى يَدِهِ دَافِعَةً إيَّاهُ لِلإبْتِسَام ، إلْتَقَطَ بَعْدَهَا حَقِيبَتَهَا وَ سَارَ بِهَا نَحْوَ الخَارِج لِيُغَادِرَا.
«أعْلَمُ أنَّكِ جَائِعَة لِهَذَا سَأدَّلِلُ بَطْنَكِ»
أخْبَرَهَا يَضْحَك
ضَرَبَت كَتِفَه وَ إخْتَبَأت خَلْفَه مِنَ الخَجَل ، ألَم يَعُد بَيْنَهُمَا أيُّ إحْتِرَام؟!!.
«بِالمُنَاسَبَة تشَاي»
إقْتَرَبَ بِهَا إلَى المَقْعَد الأمَامِي بِجَانِبِ السَّائِق
نَظَرَت لَهُ بَيْنَمَا يَفْتَحُ البَابَ لَهَا.
«هَل تَرْغَبِينَ بِشَيْءٍ مَا؟ هَل نَذْهَبُ لِنَتَسَوَّق؟ أوْ مَاذَا تُرِيدِينَ أنْ نَفْعَل؟»
تشَايُونغ أخَذَت تُفَكِّر بَيْنَمَا تَصْعَدُ السَيَّارَة ، جُونغكُوك إبْتَسَمَ وَ صَعَدَ مِن جِهَتِه ثُمَّ إنْطَلَقَ مُغَادِراً.
|•|
حَوَالِي السَّاعَة الثَامِنَة وَ النِصْف ، كَانَت الشَقْرَاء تُمْسِكُ دُبَّهَا بَيْنَمَا تَتَنَاوَلُ عَشَاءَهَا اللَّذِيذ.
هُمَا عَادَا مِن التَسَوُّق قَبْلَ بِضْعِ دَقَائِق فَقَط ، تشَايُونغ ألَحَّت عَلَى جُونغكُوك أنْ يُحْضِرَا العَشَاء مِنَ الخَارِج وَ هُوَ لَبَّى رَغْبَتَهَا.
«أكْمِلِي مَاذَا حَصَلَ بَعْدَهَا؟»
سَألَ يُعِيدُ لَهَا لَوْحَهَا
"تَلَطَّخَ وَجْهِي بِالألْوَان ، وُجِدَ مِنْهَا الكَثِير وَ لَم أسْتَطِع التَّعَامُلَ مَعَهَا فَبِعَدِيدٍ مِنَ المَرَّات كُنْتُ ألْمِسُ وَجْهِي بِالفُرْشَاة ، كَانَت فَوْضَى عَارِمَة"
كَتَبَت وَ إبْتَسَمَت
جُونغكُوك ضَحِكَ مُجَدَّداً ، تَجْرِبَةُ تشَايُونغ وَ يَوْمُهَا الأوَّل بِقِسْمِ الرَّسْم مُضْحِكَان جِدّاً.
"جَيِّد أنَّ الآنِسَة كَانَت مَعِي ، لَقَد سَاعَدَتْنِي كَثِيراً ، إنَّهَا لَطِيفَة حَقّاً"
أوْمَأ عَلَيْهَا وَ إبْتَسَم ثُمَّ أسْنَدَ ذِقْنَه عَلَى يَدِه فَوْقَ الطَّاوِلَة وَ وَاصَلَ النَظَرَ لَهَا.
«هَل تُرِيدِينَ إذاً الإلْتِحَاق بِالمَعْهَد بِشَكْلٍ رَسْمِي؟ ، يُمْكِنُنِي أخْذُكِ غَداً قَبْلَ أنْ أذْهَبَ لِلعَمَل»
إقْتَرَحَ بِبَسَاطَة
"لَكِنَّكَ تُعِيدُنِي مَسَاءً وَ تَأتِي لِإصْطِحَابِي بَاكِراً عَنِ اليَوْم"
إشْتَرَطَت مُبْتَسِمَة
«طَبْعاً!»
نَطَقَ بَعْدَمَا قَرَأ جُمْلَتَهَا
"إتَّفَقْنَا"
قَالَت دَاخِلَهَا وَ مَدَّت يُمْنَاهَا لَه
ضَحِكَ وَ صَافَحَ يَدَهَا فِي إتِّفَاق ، أوْمَأت وَ قَبْلَ أنْ تُعِيدَ يَدَهَا إلَيْهَا أمْسَكَهَا هُوَ وَ جَذَبَهَا.
«هَل أنْتِ رَاضِيَة الآن؟»
سَألَ وَ شَدَّدَ عَلَى يَدِهَا بِرِفْق
أوْمَأت بِسُرْعَة وَ حَاوَلَت إسْتِعَادَةَ يَدَهَا لَكِنَّهُ لَم يَسْمَح لَهَا وَ بَدَا جَادّاً.
«فِي المَرَّة القَادِمَة ، إنْ إنْزَعَجْتِ مِنِّي أوْ غَضِبْتِ مِن أفْعَالِي أخْبَرِينِي بِذَلِكَ بَدَلَ أنْ تَبْكِي بِسَبَبِي حَسَناً؟»
نَظَرَ لِعَيْنَيْهَا مُبَاشَرَةً وَ تَكَلَّم
نَظَرَاتُه عَلَى عَيْنَيْهَا قَوِيَّة فَأوْمَأت بِفَهْم وَ اللَّوْنُ الزَهْرِي عَادَ لِيَسْتَقِرَّ بِخُدُودِهَا اللَّطِيفَة التِي قَرَصَهَا جُونغكُوك بِخِفَّة.
«لِمَ أنْتِ مُحْمَرَّة اليَوْم كَثِيراً؟»
رَكَلَت بِقَدِمِهَا سَاقَه وَ إبْتَسَمَت مُنْتَقِمَة تَرْفَعُ حَاجِباً.
«آسِفٌ ، كُنْتُ أمْزَحُ فَقَط»
بَرَّرَ نَفْسَه عِنْدَمَا تَألَّم
نَظَرَت لَهُ بِنِصْفِ عَيْن وَ أكْمَلَت تَنَاوُلَ عَشَاءَهَا ، إبْتَسَمَ وَ لَمْلَمَ بَعْضَ الأطْبَاق الفَارِغَة لِإقْتِرَابِ إنْتِهَاءِ عَشَاءِهِمَا.
«هَذِهِ النَظْرَة تَجْعَلُكِ تَبْدِينَ شَرِّيرَة لَكِنَّكِ بِالوَاقِع طِفْلَة»
كَانَت سَتَرْكُلُه ثَانِيَةً لَكِنَّه فَرَّ بِالأطْبَاق نَحْوَ المِغْسَلَة وَ نَظَرَ لَهَا بِنَظْرَة مُنْكَمِشَة يَسْتَنْسِخُ نَظْرَتَهَا.
«إفْعَلِيهَا مُجَدَّداً وَ لَن أمْنَحَكِ الحَلْوَى وَ بِسْكَوِيت الفَرَاوِلَة العَزِيزَان اللَذَان إشْتَرَيْتُهُمَا لَكِ قَبْلَ قَلِيل»
هَدَّدَهَا بِثِقَة
عَقَدَت حَاجِبَيْهَا وَ رَمَتْهُ بِدُبِّهَا لَكِنَّهُ تَفَادَاهَا بِإحْتِرَافِيَّة.
«أصْبَحْتِ عُدْوَانِيَّة»
قَالَ مُنَاظِراً الدُبَّ المِسْكِين
أشَارَت بِشَوْكَتِهَا تُهَدِّدُهُ مَرَّةً أخْرَى ، جُونغكُوك ضَحِكَ فَقَط وَ هُوَ يُثِيرُ غَضَبَهَا الذِي صَنَعَ ألْطَفَ نُسْخَة مِن تشَايُونغ.
«أنْتِ لَطِيفَة تشَايُونغ ، مَهْمَا بَدَوْتِ غَاضِبَة لَن تُخِيفِينِي»
تَنَهَدَّت بِغَضَب وَ نَظَرَت لَهُ بِحِدَّة.
«جِدِيّاً أشْعُرُ أنَّنِي مُهَدَّدٌ مِن قِبَلِ مَخْلُوق ألِيف»
تشَايُونغ تَمَنَّت لَو أنَّ لَهَا صَوْت حَتَّى تَصْرُخَ بِه عَلَى جُونغكُوك المُزْعِج الذِي يُوَاصِلُ إغْضَابَهَا.
الأخِيرُ إنْتَبَهَ لِشِفَاهِهَا التِي كَانَت تَتَحَرَّك تُحَاوِلُ نُطْقَ شَيْءٍ ضِدَّه ، لِذَلِكَ إقْتَرَبَ نَحْوَهَا.
«أنَا أمَازِحُكِ تشَاي»
جَهَزَت قَبْضَتَهَا لِتَضْرِبَه بِهَا لَكِنَّه أمْسَكَهَا وَ فَتَحَهَا أمَامَهَا ، هُوَ قَبَّلَ أصَابِعَهَا اللَّطِيفَة مُعْتَذِراً.
«هَل أمْنَحُكِ حُضْناً لِتَرْضِي؟»
أبْعَدَت ذِرَاعَيْه عَنْهَا وَ رَمَقَتْهُ بِجِدِيَّة ، تُحَاوِلُ ألَّا تَخْسَر بِدُخُولِهَا حُضْنَه.
«حَسَناً لَقَد أخَفْتِنِي الآن حَقّاً»
إبْتَسَمَت وَ إهْتَزَّت أكْتَافُهَا لِضَحِكِهَا الصَامِت ، غَلْغَلَ هُوَ أصَابِعِه بِشَعْرِهَا وَ إقْتَرَبَ مِنْهَا.
«أرِيدُكِ مُبْتَسَمَة تشَاي ، دَائِماً»
قَالَ وَ قَبَّلَ رَأسَهَا
وَ هِيَ أوْمَأت كَمُوَافَقَة عَلَى طَلَبِه وَ نَظَرَت لَهُ كَمَا أرَاد ؛ تَبْتَسِم.
|•|
بِالصَبَاحِ ، كَانَت الشَقْرَاء جَالِسَة عَلَى أرِيكَةِ غُرْفَةِ المَعِيشَة حَيْثُ جُونغكُوك يُمَشِّطُ شَعْرَهَا.
الاثْنَانِ كَانَا يَتَجَهَّزَان لِلإنْطِلَاق نَحْوَ وُجْهَتَيْهِمَا ، جُونغكُوك لِعَمَلِه وَ تشَايُونغ لِمَعْهَدِ الفُنُون.
كَانَ سَعِيداً أنَّ تشَايُونغ الآن فِي أمَان بَيْنَمَا تَسْتَمْتِعُ بِهِوَايَتِهَا وَ لَن يَحْتَاج لِلقَلَقِ عَلَيْهَا بَعْدَ الآن.
عِنْدَمَا أنْهَى عَمَلَه رَفَعَ خُصُلَاتَ شَعْرَهَا الأشْقَر عَلَى شَكْلِ ذَيْلِ حِصَان مَا جَعَلَهَا تَبْدُو أجْمَل.
«إسْتَدِيرِي تشَاي»
طَلَبَ وَ مَازَالَ المِشْطَ مُعَلَّقاً بِالهَوَاء
هِيَ فَعَلَت وَ وَضَعَت يَدَيْهَا عَلَى رُكْبَتَيْه حَتَّى تُسْنِدَ نَفْسَهَا وَ إنْحَنَت عَلَيْهِ قَلِيلاً ، جُونغكُوك إبْتَلَعَ رِيقَه لِلكَهْرَبَاء التِي سَرَت بِه إثْرَ هَذَا التَلَامُس.
نَظَرَت لَهُ وَ تَشَجَّعَ هُوَ مُوَاصِلاً تَمْرِيرَ الأسْنَان البَيْضَاء ذَاتَ خَلْفِيَّة حِصَان وَحِيدِ القَرن دَاخِلَ شَعْرِهَا ، مُعَدِّلاً مَظْهَرَهَا فِي آخِرِ لَمَسَاتِه.
جَعَلَ بَعْضاً مِن خُصُلَاتِهَا الأمَامِيَّة تَتَمَرَّد وَ تَنْسَدِل دُونَ عَنَاء تَمَاماً كَمَا تَمَرَّدَت عَيْنَاه وَ جَالَت بِوَجْهِهَا بِذُهُول ، وَ تَسَاءَلَ هَل كَانَت تشَايُونغ جَمِيلَة جِدّاً مِن قَبْل أمْ هُوَ لِتَوِّه يُلَاحِظ هَذا؟.
«تُشْبِهِينَ طِفْلَة بِيَوْمِهَا الأوَّل فِي المَدْرَسَة»
شَبَّهَهَا وَ كَانَت هِيَ الطِّفْلَة بِمُخَيِّلَتِه
إبْتَسَمَت وَ رُغْماً عَن ذَلِك صَفَعَت يَدَه بِخِفَّة عَن وَجْهِهَا وَ نَهَضَت مِن مَكَانِهَا ، جُونغكُوك ضَحِكَ عَلَيْهَا وَ وَقَفَ مِن مَجْلِسِه كَذَلِك.
إرْتَدَى مِعْطَفَه وَ حَمَلَ لَهَا مِعْطَفَهَا يُلْبِسُهَا إيَّاه ، شَدَّت حَقِيبَتَهَا بَيْنَمَا هُوَ أغْلَقَ البَاب عِنْدَمَا خَرَجَا وَ أمْسَكَ بِيَدِهَا نَاحِيَة سَيَّارَتِه.
عِنْدَمَا رَكَنَ سَيَّارَتَه عَلَى حَافَّةِ الرَصِيف إلْتَفَتَ لَهَا مُتَحَدِّثاً.
«لَا تَدَعِي أحَداً يُزْعِجُكِ وَ لَا تَخْتَلَطِي بِالكَثِير مِنَ النَّاس حَسَناً؟ ، إعْتَنِي بِنَفْسِكِ وَ إقْضِي وَقْتاً لَطِيفاً»
"حَسَناً"
أوْمَأت وَ رَدَّت مِن دُونِ صَوْت
«أدْخُلِي مُبَاشَرَةً وَ إذْهَبِي إلَى الآنِسَة ، إنْ سَألَتْكِ عَن شَيْءٍ مَا أطْلِعِيهَا أنَّنِي سَأحَادِثُهَا لَاحِقاً»
هَزَّت رَأسَهَا إيجَاباً وَ رَبَّتَ عَلَى شَعْرِهَا ، فَتَحَت هِيَ بَابَ جِهَتِهَا وَ نَزَلَت ، جُونغكُوك إبْتَسَمَ يُشَجِّعُهَا بَيْنَمَا أخَذَت نَفَساً.
نَظَرَت لِلمَبْنَى وَ لِجُونغكُوك لِثَوَانٍ قَبْلَ أنْ تُلَوِّحَ لَه وَ تَبْدَأ خُطُوَاتُهَا بِالإبْتِعَاد ، فَعَلَ هُوَ المَثَلَ وَ إنْطَلَقَ بَعْدَهَا.
بِالمَسَاء وَ تَحْدِيداً بَعْدَ العَشَاء ، تشَايُونغ إبْتَسَمَت لِجُونغكُوك مَن يَقُومُ بِتَعْلِيقِ لَوْحَتِهَا بِالجِدَار ، كَانَت أوَّلَ لَوْحَة لَهَا رَسَمَتْهَا صَبَاحاً وَ هُوَ وَعَدَهَا بِتَعْلِيقِهَا.
صَوَّرَت بِهَا قُرْصَ شَمْسٍ بِالزَاوِيَة العُلْوِيَة وَ عُشْبَة خَضْرَاء تَرْقُصُ مَعَ نَسْمَةِ الهَوَاء.
ثُمَّ إنْتَقَلَا إلَى المَطْبَخ أمَامَ الثَلَّاجَة بِالتَحْدِيدِ وَقَفَا ، قَامَ جُونغكُوك بِوَضْعِ وَرَقَة مُلْصِقاً إيَّاهَا بِقِطْعَةِ مِغْنَاطِيس.
تشَايُونغ رَسَمَت قَمَر يَتَقَطَّر ، تَتَدَلَّى مِنْهُ نَجْمَتَان وَ كَوْكَب ، بِه وَرْدَة حَمْرَاء مُحْتَجَزَة دَاخِلَ زُجَاجَة.
هِيَ صَفَقَّت بِسَعَادَة لِمَنْظَرِ رَسْمَتِهَا وَ هِيَ قَد زَيَّنَت الثَلَّاجَة ، جُونغكُوك لَفَّ ذِرَاعاً حَوْلَ كَتِفِهَا يَجْذِبُهَا إلَيْه.
«أنْتِ مَاهِرَة بِالرَّسْم تشَاي! دَعِينَا نَمْلَأ الثَلَّاجَة بِرُسُومَاتِكِ ، حَرْفِيّاً سَأعَلِّقُ أيَّ رَسْمَة تَأتِينَ بِهَا»
قَالَ فَخُوراً بِهَا
تشَايُونغ حَاوَطَت خَصْرَه بِيَدَيْهَا تُعَانِقُه جَانِباً تُومِئُ بِسَعَادَة مُوَافَقَة عَلَى كَلَامِه.
جُونغكُوك حَدَّقَ بِهَا عِنْدَمَا شَعَرَ بِأصَابِعِهَا تُلَاعِبُ جَانِبَ قَمِيصِه ، كَانَت سَعِيدَة تَتَأمَّل رَسْمَتَهَا بَيْنَمَا هُوَ وَاجَهَ مُشْكِلَةً فِي إيقَافِ قَلْبِه الذِي بَدَأ يَرْتَجِف مِن تِلْقَاءِ نَفْسِه.
فِعْلاً وَاجَهَ صُعُوبَة فِي التَنَفُّسَ وَ شَكَّ فِي صِحَّة عَقْلِه ، حَتَّى أنَّهُ بَدَأ يَشْعُرُ بِأنَّهُ مَجْنُون وَ كَادَ يَدْفَعَ تشَايُونغ عَلَى الثَلَّاجَة مُحَاصِراً إيَّاهَا لِيُخْبِرَهَا أنَّهُ شَخْصٌ بِمُقَاوَمَة مَحْدُودَة.
«تشَاي؟»
تَدَارَكَ نَفْسَه وَ نَادَهَا
نَظَرَت إلَيْه وَ أبْعَدَت رَأسْهَا عَنْه.
«أخْبَرْتُكِ سَابِقاً أنَّنِي لَا أحِبُّ الشَّغَب صَحِيح؟»
إسْتَحْضَرَت الحَادِثَة تَتَذكَّر وَ أوْمَأت دَلَالَةً عَلَى صَوَابِ كَلَامِه ، فَإسْتَرْسَلَ هُوَ.
«إذاً لِمَ تُشَاغِبِين؟»
تَحَوَّلَت مَلَامِحُهَا إلَى الإسْتِغْرَاب وَ عَدَمِ الفَهْم تُنَاظِرُه تُحَاوِلُ تَفْكِيكَ شِيفْرَة جُمْلَتِه دَاخِلَ عَقْلِهَا.
«إنْسِي الأمْر»
قَالَ وَ إبْتَعَد
هِيَ شَعَرَت بِالغَبَاء عِنْدَمَا لَم يَأتِ عَقْلُهَا بِمَعْلُومَة أوْ فِكْرَة حَوْلَ كَلَامِهِ ذَاك ، لَكِنَّهَا بِالنِهَايَة رَفَعَت كَتِفَيْهَا بِلَا مُبَالَاة وَ لَحِقَت بِه.
هُمَا إتَّفَقَا عَلَى أنْ يَخْتِمَا يَوْمَهُمَا بِمُشَاهَدَةِ فِيلْم ، وَ هَذَا مَا كَانَا يَفْعَلَانِه أوْ مَا كَانَ هُوَ يَفْعَلُه عَلَى الأغْلَب.
جَلَسَ هُوَ وَ إحْتَّلَ أقْصَى اليَسَار ، بَيْنَمَا هِيَ إسْتَلْقَت كَامِلاً عَلَى الأرِيكَة دُونَ مُبَالَاة مِنْهَا ، رَأسُهَا إعْتَلَى ذِرَاعَ الأرِيكَة وَ سِيقَانُهَا رَمَتْهُم عَلَى جُونغكُوك تُزْعِجُه وَ تَضْحَكُ فِي سِرِّهَا.
لَم يُبْدِ رَدَّةَ فِعْل وَ وَاصَلَ التَحْدِّيق بِمَا يُعْرَض بِشَاشَة التِّلْفَاز مِن أفْلَامٍ أجْنَبِيَّة تَمَازَجَت تَصْنِيفَاتُهَا بَيْنَ المُغَامَرَات وَ الخَوَارِق.
أمَالَت نَظَرَهَا نَحْوَ الفِيلْم وَ لَم يَكُن سَيِّئاً فَحَسْبَ تَرْكِيزِ جُونغكُوك مَعَه لَابُّدَ مِن أنَّهُ مِن أكْثَرِ الأفْلَام المَشْهُورَة ، لَكِنَّهَا لَم تَهْتَم كَثِيراً بِمُحْتَوَاه وَ إهْتَمَّت بِرَكْلِ جُونغكُوك وَ إزْعَاجِه.
هِيَ وَجَدَت المُتْعَة بِمُضَايَقَةِ جُونغكُوك بَدَلَ المَعْرُوض لِلأعْيُن لِغَرَضِ المُشَاهَدَة.
وَ لِسُوءِ حَظِّهَا لَم تَسْتَمْتِع لِأنَّهُ لَا يُبْدِيهَا إهْتِمَاماً ، إذاً لِلمَرَّة الثَانِيَة يَحْظَى التِّلْفَاز بِإنْتِبَاه جُونغكُوك جُلِّه مُسَبِّباً تَجَاهُلَه لَهَا.
تَوَقَّفَت عَنِ التَحَرُّك لَكِن جُونغكُوك لَم يُغَيِّر مَحَطَّ إنْتِبَاهِه وَ لَا حَتَّى وَضْعِيَّةَ جُلُوسِه ، تَنَهَدَّت بِضِيق وَ رَفَعَت نَفْسَهَا فَتَجْلِسَ بِجَانِبِه.
مَالَت نَحْوَه وَ عَانَقَت ذِرَاعَه اليُمْنَى ، تَضَعُ رَأسَهَا عَلَيْهَا تُثَبِّت نَظَرَهَا عَلَى الشَّاشَة مُقَرِّرَة التَوَقُّف عَنِ التَصَرُّفَات الطُّفُولِيَة.
عَادَ الضِيق يَحْتَلُّهَا وَ يَخْنِقُهَا عِنْدَمَا لَم يَسْتَجِب هُوَ لِحَرَكَتِهَا ، وَ جَزَمَت أنَّهُ لَم يَلْحَظْهَا أصْلاً.
"هَل يَجِدُ مَا تَعْرِضُه هَذِهِ العُلْبَة الغَبِيَّة أفْضَل مِنِّي؟!!"
سَألَت دَاخِلِهَا بِغَضَب
"أكْرَهُ أنْ يَهْتَمَّ بِشَيْءٍ غَيْرِي!"
عَبَّرَت بِعَدَمِ رِضَى وَ إسْتِيَاء شَدِيد
وَ صَدَقَت ، تشَايُونغ تُحِبُّ أنْ يُوَلِّي كُلَّ ذَرَّةِ إنْتِبَاه ، إهْتِمَام وَ حَنَان لَهَا فَقَط ، لَا تَشْعُرُ بِالرِضَى إنْ لَم يُدَلِّلْهَا وَ بَدَا شَيْءٌ آخَر أهَمَّ إلَيْه مِنْهَا ، لَا تَفْرَح إنْ لَم يُحَادِثْهَا أوْ يَتَجَاهَل وُجُودَهَا.
أغْلَقَت عَيْنَيْهَا لِتَنَامَ أحْسَنَ مِن أنْ تَحْتَرِق أعْصَابُهَا عَلَى أمْرٍ تَافِه كَهَذَا وَ فِعْلاً دَقَائِق وَ غَفَت.
ذِرَاعَه إسْتَعْمَلَتْهَا تَمَاماً كَوِسَادَة وَ أخَذَت رَاحَتَهَا فِي النَّوْم ، حَتَّى جُونغكُوك رَبَّتَ بِيَدِه الأخْرَى عَلَى شَعْرِهَا.
أفَاقَت عَلَى صَوْتِه حِينَ تَكَلَّمَ يَلْمِسُ كَتِفَهَا.
«هَل آخُذِكِ لِسَرِيرِكِ لِتَنَامِي بِرَاحَة أكْبَر؟»
رَائِع!.
لَم يَهْتَم بِهَا عِنْدَمَا طَلَبَتْه وَ الآن لَا يَتْرُكُهَا تَنَامُ بِسَلَام عَلَى كَتِفِه ، هِيَ حَتَّى لَم تَصِل غَفْوَتُهَا إلَى رُبْعِ سَاعَة فَلِمَ يُوقِظُهَا!؟.
تَنَهَدَّت وَ نَفَت بِرَأسِهَا بَيْنَمَا أعَادَت رَأسَهَا لِمَكَانِه السَّابِق وَ أغْلَقَت عَيْنَيْهَا مُجَدَّداً.
ضَغَطَت عَلَى فَكِّهَا وَ قَد رَحَلَ النُّعَاسُ عَنْهَا وَ وَدَّعَهَا بِسَبَبِ جُونغكُوك ، هُوَ لَا يَهْتَمُّ بِهَا وَ لَا يَدَعُهَا تَنَام!.
عِنْدَمَا رَفَعَت مُقْلَتَيْهَا نَحْوَه كَانَ لَا يَتَحَرَّك! ، فَقَط يَنْظُرُ لِفِيلْمِه الذِي تَكْرَهُهُ الشَقْرَاء الآن بِشِدَّة.
هِيَ وَ لِإمْتِغَاضِهَا مِنَ الأمْر عَضَّت ذِرَاعَه بِأسْنَانِهَا لِدَرَجَةِ أنَّ جُونغكُوك إنْتَفَضَ مِن مَكَانِه مِنَ الألَم.
«تشَايُونغ! مَاذَا فَعَلْتِ!؟»
صَاحَ سَاحِباً ذِرَاعَه لِيَتَفَقَّدَهَا
"لَا تَتَجَاهَلْنِي مُجَدَّداً!"
حَاوَلَت نُطْقَهَا بِشِدَّة
كَتَّفَت ذِرَاعَيْهَا لِصَدْرِهَا وَ عَقَدَت حَاجِبَيْهَا بِإنْزِعَاج مِنْه بَيْنَمَا عَبَسَت.
«مَا بِكِ؟ لِمَ عَضَضْتِ ذِرَاعِي!!؟»
فَرَكَ مَكَانَ عَضَّتِهَا يُعَاتِبُهَا
لَم تَهْتَم بِإجَابَتِه أوِ الرَّدِ عَلَيْه وَ بِبَسَاطَة عَادَت إلَى جَانِبِه وَ نَامَت عَلَى كَتِفِه وَ هَذِهِ المَرَّة أغْمَضَت عَيْنَيْهَا حَقّاً غَيْرَ مُبَالِيَةٍ بِهَسْهَسَاتِه المُتَألِّمَة.
«أسْنَانُكِ قَوِيَّة! ذَلِكَ كُلُّه بِسَبَبِ الكَالِسْيُوم الذِي تَحْصُلِينَ عَلَيْه مِنَ الجُبْن وَ الحَلِيب!»
عَبَّرَ وَ فَقَدَ حَمَاسَه فِي إكْمَال الفِيلْم
«لَا حَلِيب أوْ أيُّ مُشْتَقَّاتِه بَعْدَ اليَّوْم! قَد تَسْلِخِينَ جِلْدِي المَرَّة المُقْبِلَة»
أرْدَفَ جَادّاً لَكِنَّه ضَحِكَ بِنِهَايَة كَلَامِه
تشَايُونغ المُفْتَعِلَة لِهَذَا ضَحِكَت دَاخِلاً بِخِفَّة تُحَارِبُ النَّوْم الذِي يُعِيقُهَا عَن سَمَاعِ تَذَمُّرَات جُونغكُوك.
ثُمَّ سَادَ الصَمْت بِالمِسَاحَة تِلْك ، جُونغكُوك نَفَخَ عَلَى عَضَّتِهَا التِي يُؤْمِنُ أنَّهَا تَرَكَت أثَراً عَلَى جِلْدِه بَيْنَمَا الأخْرَى تَتَعَمَّق بِنَوْمِهَا.
«تشَاي إنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ النَّوْم لِمَ لَم تُخْبِرِينِي؟ وَ تِلْكَ الحَرَكَة سَأعَاقِبُكِ عَلَيْهَا»
تَكَلَّمَ بِجِدِيَّة
ثُمَّ مِنَ العَدَم ، تشَايُونغ إرْتَفَعَت مِن مَكَانِهَا وَ صَعَدَت فَوْقَه ، جُونغكُوك أصِيبَ بِصَدْمَة وَ ظَهْرُه إصْطَدَمَ بِالأرِيكَة مِن خَلْفِه وَ رَآهَا تَرْتَخِي بِحُضْنِه ، تُعَانِقُ رَقَبَتَه ، وَ تَضَعُ رَأسَهَا عَلَى كَتِفِه.
"أرِيدُ النَّوْم بِهَذِه الطَّرِيقَة"
قَالَت لِنَفْسِهَا كَأنَّهَا تُخَاطِبُه
دَاهَمَتْهُ رَائِحَتُهَا وَ إلْتَصَقَت هِيَ بِه ، هُوَ مُبَاشَرَةً أمْسَكَهَا بِذِرَاعَيْه وَ تَمَنَّى أنْ تَكُونَ تشَايُونغ عَلَى دِرَايَة بِمَا تَفْعَلُه.
«تشَاي؟»
لَا رَدَّ مِنْهَا.
«أيَّتُهَا الطِّفْلَة»
هِيَ كَانَت نَائِمَة بِالفِعْل ، جُونغكُوك تَذَمَّرَ بِعَقْلِه ، هَذَا لَيْسَ عَدْلاً أنْ تَقُومُ بِعَضِّه وَ تَغْضَب مِنْه ثُمَّ تَنَامُ عَلَيْه بِرَاحَة مُقْتَحِمَةً حُضْنَه.
أطْلَقَ تَنْهِيدَةً وَ تَمَنَّى دَاخِلَه أنْ لَا تَتَحَرَّك حَتَّى لَا يُوَاجِه مَشَاكِل مُحْرِجَة!.
«تِلْكَ الطِّفْلَة تَبْحَثُ فَقَط عَنِ الإهْتِمَام»
قَالَ مُبْتَسِماً يُنَاظِرُهَا بِحُضْنِه
أطْفَأ الشَّاشَة وَ حَمَلَهَا نَاهِضاً مِن عَلَى الأرِيكَة بِهَا ، تَمَشَّى بِإتِّجَاه السَّلَالِم صَوْبَ غُرْفَتِهَا بِالأعْلَى.
وَضَعَهَا عَلَى سَرِيرِهَا بِرِفْق وَ حَذَر ، عَدَّلَهَا وَ وَضَعَ عَلَيْهَا الغِطَاء لِتَدْفِئَتِهَا.
«أخْبَرْتُهَا أنْ لَا تُشَاغِب لَكِنَّهَا لَا تَسْتَمِعُ لِي»
خَاطَبَ نَفْسَهُ يُعَدِّلَ وِسَادَتَهَا
«لِمَاذَا لَم تُخْبِرِينِي أنَّكِ تُرِيدِينَ النَّوْم بِحُضْنِي؟ لَيْسَ الأمْرُ وَ كَأنَّنِي سَأرْفُضُ طَلَبَكِ»
كَلَّمَهَا ضَاحِكاً قَلِيلاً
نَزَلَ لِمُسْتَوَاهَا وَ إسْتَقَرَّت رُكْبَتَاهُ عَلَى الأرْضِيَّة ، أسْنَدَ ذِقْنَه عَلَى ذِرَاعَيْه فَوْقَ المِسَاحَة الفَارِغَة مِن سَرِيرِهَا ، يُنَاظِرُهَا وَ يَتَأمَّلُهَا.
«تشَايُونغ هَل تَدْرِينَ شَيْئاً؟ أنْتِ ثَمِينَة وَ لَا أرِيدُ أنْ أؤْذِيكِ»
المُخَاطَبَة كَانَت نَائِمَة بِعُمْق ، إبْتَسَمَ هُوَ وَ رَفَعَ يَدَه لِيَحُطَّ بِهَا بِرِقَّة عَلَى وَجْهِهَا الهَادِئ.
«أتَمَنَّى أنْ تَنْتَبِهِي عَلَى تَصَرُّفَاتِكِ ، أخْشَى أنْ أقَعَ تشَاي ، أخْشَى أنْ تَتَغَيَّرِي بِعَيْنَيَّ ، أخْشَى أنْ أمْتَلِكَ مَشَاعِراً لَكِ...أنَا رَجُلٌ وَ لَا أنْوِي أنْ ألْحِقَ بِكِ أذًى»
تَابَعَ يَمْسَحُ خَدَّهَا بِلُطْف
«أنْتِ أنْثَى كَامِلَة تشَايُونغ ، أخَافُ أنْ تُؤَثِّرِي عَلَيَّ فَأتَأثَّرَ سِلْباً وَ أفَكِّرَ بِغَيْرِ إعْتِيَادِيَة»
«أتَمَنَّى حَقّاً أنْ تَعِي مَدَى تَأثِيرِكِ تشَاي ، لَا أرْغَبُ بِأنْ يَتَغَيَّرَ مَا بَيْنَنَا فَأخْسَرَكِ»
«أتَمَنَّى أنْ تَعِي أنَّكِ تَجْذِبِينِي ، أعْلَمُ أنَّ هَذَا لَيْسَ عَن عَمْد لَكِنَّنِي رَجُلٌ بِالنِهَايَة»
ثُمَّ طَغَى الهُدُوء حِينَ تَوَقَّفَ هُوَ عَنِ التَكَلُّم ، أنْفَاسُهَا المُنْتَظَمَة وَصَلَت إلَيْه وَ إزْدَوَجَت بِأنْفَاسِه كَذَلِك.
مَسَحَ عَلَى بَشَرَةِ وَجْهِهَا النَضِرَة وَ المُشْرِقَة ، وَاصَلَ النَظَرَ لَهَا كَمَا وَاصَلَ الإبْتِسَام ، هُوَ أخَذَ يَقْتَرِبُ مِنْهَا أكْثَر.
كَتَمَ ضِحْكَتَه عِنْدَمَا كَانَت تَسْتَجِيبُ لِلَمْسَتِه الرَقِيقَة وَ الدَّافِئَة وَ تَمْسَحُ خَدَّهَا ضِدَّ يَدِه تَبْتَسِمُ بِنَوْمِهَا.
إبْهَامُه تَمَرَّدَ وَ خَرَجَ عَن إرَادَتِه لَامِساً شَفَتَيْهَا بِحَذَر ، هُوَ لَم يَكُن خَائِفاً إنْ أحَسَّت بِه وَ لَم يَهْتَم حَتَّى إنْ إسْتَيْقَظَت عَلَى لَمْسَتِه.
رَكَّزَ مَعَ وَجْهِهَا وَ قَرَّبَ وَجْهَه حَتَّى آمَنَ أنَّهُ قَد تَلْتَمِسُ بَشَرَتَهُمَا إنْ تَنَفَّسَ أوْ تَحَرَّكَ وَجْهُه لِلأمَام.
إسْتَسْلَم لِتَفْكِيرِه وَ أغْمَضَ عَيْنَيْه ثُمَّ تَلَامَسَت شَفَتَاهُمَا ، هُوَ تَعَمَّدَ تَخَطِّي حُدُودِ التَلَامُس وَ قَبَّلَهَا حَقّاً.
جُونغكُوك جيُون فَعَلَهَا مُجَدَّداً!.
وَ
يَتْبَع.
..
لَوْحَة تشَايُونغ الأولَى.
..
الرَّسْمَة المُعَلَّقَة بِالثَلَّاجَة.
..
|•|
هَا هُوَ فَصْلٌ جَدِيد ، أتَمَنَّى أنْ يَنَالَ إعْجَابَكُم وَ تُقَدِّمُوا لَه بَعْضَ الحُبّ.
رَأيُّكُم بِه؟.
|• شُكْراً لِإنْتِظَارِكُم ، آرَاكُم فِي القَادِم •|