تعلمتُ الحُبَّ على يدكِ

By SamaElhosany

18.9K 463 426

هى فتاة مُلتزمة تخشى ربها ، تحاول التقُرب أكثر إلي الله ، تكره الرجال وخاصةٍ الذين يكونون علاقات مُحرمة " ال... More

" characters "
اقتباس
1_ "عادوا مرة آخري ! "
2_ " الزبادوا فراولة !"
3 " الصُحبة الصَالحة "

4" لسنا أَشِقَاء "

827 52 69
By SamaElhosany

" ألا بذكر اللِه تَطمئن القلوب ..!♡

"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "

فَ صلُوا عليه وسلموا تسليمًا 🤎.

كانت تسير بهمِّ تخشى القادم حتى لو أظهرت للجميع العكس ، كادت تدُخل البناية التي تسكُن بها ؛ فرفعت نظرها وجدته يرمقها بقوة ، نظرات لم تستطيع تفسيرها ، تذكرت ما حدث بالأمس وهى بالأصل غاضبة منهُ، تجاوزته وهى تُسرع في خطواتها ولكن توقفت على مُنادته لها وهى تستدير تلقائيًا وهو يقول :

_"  ثواني يا عليا لو سمحتي عايزك في موضوع بخصوص المنديل ده "
قالها وهو يخرج من جيبهِ المنديل الورقي الذي أحتفظ به .

أنصعقت " عليا" فهذه المحرمة مُلطخة بدماء وبالطبع هذا دمائِها ؛ ولكن أجابت عليه بحدة :

" أولًا أفتح باب المدخل ده عشان غلط ، ثانيًا بقى وأنتَ مالك! "

وبالفعل أنصاع لأوامرها ونفذها ؛ لأنهُ فقط يريد ذلك وليس شىءِ أخر ، رفع أحد حاجبيه بتسلية قائلًا :

" بطمن عليكِ أصلهم بيقولوا أنك زى أختي بردو"

" مفيش حاجة أسمها  " زى" يا أختك يا مش أختك حوار " زى" ده بنمشيه بالبركة وطالما أنا أسمي عليا مُحسن وأنتَ عاصم محمد ، يبقى خلاص  بعد إذنك" .

قالتها ثم رحلت سريعًا من أمامِه ، تصعد السلالم بغضبِ من ذاتها ، خاطئة ! نعم وبشدة لتحدُثها معهُ ، ولكنه يستفزها وبشدة ، لماذا يتدخل في شىء لا يعينه بالله " .


أما هو فنظر لأثرها براحة نفسية لإستفزازها ، فها هو يفعل هوايتهُ المفضلة ومعها ! ، فَ أهلًا بالمُتعة ، هو يعلم أن هو ليس أخيها إطلاقًا ؛ وحتى لم يكنُ كذلك في طفولتهما ، أستفاق سريعًا وصعد خلفها ، لم يجدها في الردهة فعلم أنها دخلت لمنزلهم ، ولكن ألتقطت أُذناه صوت شِجار يأتي من منزلها ولم يكن سوى والديها الذي وصلهُ واضح ، سمع صوتها فجأة وهى تقول بنبرة تغلب عليها القهر :

" كفاية بقى ، مشاكلكم مبتخلصش ، ذنبي أيه أنا وأختي هاه قولولي ! " .

لم يعترفها والدها أنهُ مخطىء لو بنظرة حتى ، بل قال بجحود وكأنها ليست أبنته :

" شوفِ أخرة تربيتك بنت ال ****** بتعلي صوتها على اللي رباها وصرف على تعليميها ، وكَبر ولبس وأكل،  جاتك نيلة في شكلك فقر زى أُمك "

_ "بس أنتَ أبوها أفهم بقى ده واجبك أنتَ مبتمنش عليها بيه ، ده اللي هتتحاسب بيه قدام ربنا" .

أما هى فكانت في عالم بعيد كُل البعد عنهم ، لا تعي ما حولها ، تشوشت الرؤية أمامها من كثرة الدموع وللأخير نطقت بقلبٍ مُمزق من بين شهقاتها : 

" بابا .. بابا أنا عملتلك أى عشان تعاملني كده ! ، هو أنا مش بنتك اللي مفروض بتحبها ! ، هو مش أى أب المفروض بيحب بنته وبتبقى أغلى حاجة عنده في حياته ! ، هو حضرتك مش أبويا ! وأنا مش بنتك ! "

سبة نابية خرجت من فم الذي كان يسترق السمع فى الخارج ، وللمرة الثانية اليوم  تُثير شفقتهُ ، شعر بالغضب كثيرًا مِنْ هذا المدعو والدها ، فتبًا له كيف يوصل إبنته لوضعٍ كهذا!

أما والدتها فكانت تنظُر لصغيرتها بقهرٍ ، فهى تحملت الكثير والكثير لا ذنب لها سوى أنها وُلِدت فى عائلة غير مُتفهمة إطلاقًا ، تكاد تبكي دمًا من كثرة حُزنها عليها ، أما والدها فأنصدم مَنْ حديثها أي يصل بها الجحود أن تتصفهُ بهذا _ من وجهة نظره _  ، نظر لَـ "عايدة" قائلًا: قائلًا:
" شوفِ البت جاحدة إزاى ، ناكرة للجميل ،  حسبى الله ونعمة الوكيل "
ثم تركهم ورحل بعدما ألقى اللوم عليها . 

أما هى فأكتفت بهذا الكم حقًا طوال سنواتها العشرون ، مُنذُ وُلِدت لم تجد حُب من طرف والدها أبدًا ،فقد كان يعاملها بكل هدوءٍ ، ولكن كل عام المُعاملة كانت تُصبح أكثر جفافًا ، كانت سؤال واحد فقط يدور فى مُخيلتها لماذا؟! .

♡♡♡♡

فى المساء كانت تُحدِث بن خالتها المُسمى " حمزة" ؛ هو شقيقها فعليًا وليس مجازًا " بالرضاعة" ولكن يكبُرها بعامٍ واحدٍ .

_" أنا تعبت يا حمزة بجد وخايفة ، لأ مرعوبة ! مش عارفة لما أعمل التحاليل ديه نتيجتها هتبقى أيه ".

سمعت زفيره من الطرف الآخر يقول بهدوء وحنان وصل إليها واضحًا :

"هَوَّنِ على قلبكِ يا أخُتاه ؛ ما الدُنيا  سوىٰ عقاب من اللِه سبحانهُ وتعالىٰ لسيدنا آدم عندما خَلف أوامرهُ ؛ فـَ الدُنيا لا تُساوي جناح ذُبابة يا صَغيرتِي ، " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ".

أخذ نفسًا عميقًا مُردفًا بلُطفٍ مشجعٍ :

" أنا عُمْرِي ما شوفتك ضعيفة كده يا لى لي ! ، أى اللي حصلك ؟! ، فين عليا اللي مكنش حاجة بتهزها ودايمًا مؤمنة تمامًا أن ده نصيب وقدر ؛ وإنك دايمًا شايفة أن الإبتلاءات ديه حاجة حِلوة عشان ربنا بيختبر صبرك فيها وإنك بتاخدِ عليها حسنات ؛ ده أنتِ strong العيلة يا عليا!"

_ " المرة ديه خايفة ... خايفة أموت وأققابل ربنا من غير ما أكون مُستعدة ؛ خايفة أوي يا حمزة"

حاول " حمزة" عدم التأثر والبكاء فقال بمزاح :

_" بذمتك مش شايفة أن النكد ده بدري شوية ؟! أنتِ معملتيش أشعة  حتى يا عليا!"

كانت فى حالة من التأثر والبكاء خاصة أن الهواء البارد الذي يصفع وجنتيها برفقٍ ساعدها على الإندماج أكثر ولكن ما هذا هل هو يسخر منها للتو ! :

_" تصدق أنا غلطانة إني متصلة أشتكيلك "

_" أومال هتشتكِ لمين يا روح أمك ؟! "

_ " أيه يا حمزة يا حبيبي بتقفش كده ليه ؛ ده أنا بهزر معاك ، هو أنا أقَّدر بردو ، ده أنتَ تعرف حاجات ماما شخصيًا متعرفهاش "

أجابها " حمزة" مازحًا :

" أومال عشان أنا حتة ثقيلة فى البلد بس "

_ حمزة! 

_ "عيونهُ واللِه "

_" أتلم "  .
سمعت صافرة صادرة من الهاتف تُعِلن عن غلق المُكالمة فى وجهها وقح ولكنها تحبهُ كثيرًا فمنذُ صُغِرهما وهما أشقاء ورفيقان ؛ وقد كبرا الأثنان علىٰ ذلك ، فيُعتبر " حمزة" عوض من الله عن والدها ، لا تعلم ولكنها تحبهُ .

وعلىٰ بُعِد مترين كان يوجد أحد يسترق السمع ، مُتعجب ، رُبما غاضب،  مُتسائل ،  من هذا الحمزة ! .

♡♡♡♡

وعلىٰ الجانب الآخر فى غُرفةٍ ما ، كان مُمدد علىٰ الفِراش  ، يتحدث لأحدُمها ، يُمطرها بالغزل الفُصحى الذي لديه خيال لكتابتهُ ، فهو يُعد لغتهُ المُفَضلة للتعبير عن الحُبِ ، ولكن هُنا كان يكتفي فقط بإقتباسُه من مواقع التواصل الإجتماعي ، فمَنْ تظُن نفسها حتى يُغازلها من وحى خيالهُ ! ، ظلا الأثنان يتحدثان حتىٰ قالت لهُ مُعترفة بُحبها الذي دامَّ ثلاثة أشُهر :

" أنا بحبك يا عاصم "

أما هو فقد أرتسمت إبتسامة ماكرة على فمهُ وهو يقول مُدعيًا الصدمة :

" أيه ده أنا أتفاجئت بجد ؛ بس أنا معتبرك صديقة وأخت عزيزة  بس دلوقتِ ، مش عارف بقى ممكن كمان شهر تبقي إيه"

انصعقت من كلماتهِ ماذا يقول هذا الأبله بحق الله ! وطالما كما يقول ، لما كان دائمًا يُغازلها ؛ يُعاملها بلطفٍ ؛ يُلَمِح لها بإعجابهُ كثيرًا !

_ "إزاى يعني طاب وغزلك وتلميحاتك وأهتمامك وخوفك عليه لو أتأخرت وكُل ده وأبقى أُخت وصديقة عزيزة ! ديه عزيزة ديه تُبقى أُمك،  جاتكوا نيلة رجالة ملهاش أمان " .

لم يغضب مِنها نعم هو صحيح كما تقول ولكن ليس كاذب ومُنافق ؛ أهذا جزاءه أنهُ لم يبادلها كنوعٍ من الإستغلال واللعب بمشاعرها! غريب أمر النساء هذا لا يعجبهم شىء ! ، بالطبع لم يكلف ذاته عناء الرد عليها فـَ الأكيد أنها حظرتهُ ولها الحق فى ذلك .

♡♡♡♡

بعد يومين عادت من جامِعتها وجدت " حمزة" بن خالتها ، يزورهم أتسعت أبتساعتها وهى تقبل عليه تُصافحه بخجلٍ قليلٍ فرمقها بسخط ، قبل أن يجذبها لأحضانِه يُربت على ظهرها بحنان ؛ بعد وقتٍ قليل أبتعد يقول لها بمشاكسة وهو يقرض وجنتيها :
" ألحقِ يخالتي بنتك بقيت بتتكسف ! "

_ "واللِه بنتي طول عمرها بتتكسف أنتَ اللي بجح" .

نظرت لهُ "عليا" بمعنى أرآيت؟! قبل أن تقول بإستفزاز:

_ " أنا طول عُمري باجي أسلم عليك بالإيد وأنتَ بتتقمص ، فتُحضني غير كده أنا عادي علفكرة "

_ " يعني مش عشان بتتكسفِ بس ؟ "

نفت " عليا" برأسها عدة مرات ، ثم قالت ببرود :

_ " أى اللي جابك عندنا يعني؟ " .

أجابت والدتها عليها بإبتسامة :
" حمزة خارج هو خطيبتهُ مروة عشان بيحضروا حاجات كتب الكتاب وكده وعايزينك معاهم يستِ" .

نظرت لهُ بحِنق لأنه لم يخبرها سابقًا ولكن لا بأس ستذهب معهُم تُنَزِه عن ذاتها قليلًا ، غير أن " مروة" رفيقتها أيضًا ؛ فتاة لطيفة رقيقة ؛ ذات قلب طيب يكفي أنها تتقبل الترابط القوي بين " عليا" وخطيبها .

_ "يلا يا عليا؟ "

_" طيب مُمكن ثواني أغير لحاجة مُريحة وآجي؟ "

أومأ " حمزة" برأسِه ، وفى داخل رأسه تفكير آخر .

بعد بضعة دقائق خرجت معهُ ومع غلق والدتها الباب ونزولها معهُ، أردفت بغضبٍ :
" مقولتليش ليه يا حمزة ، ومجيبتش مروة ليه؟ "

_ " عليا مفيش مروة ومفيش حاجة كتب الكتاب؛ أحنا هنروح نعمل الأشعة .. بتاعتك"

نظرت لهُ بعدم أستيعاب شعرت بالرُعب يتسرب بين خلايا جسدها ؛ قالت بتوتر وعينيها أصبحت مُمتلئة بالدموع  :
_" بس     بس أنا مش عايزة ، أرجوك يا حمزة بلاش "

رمقها " حمزة" بتأثر وشفقة من ضعفها هذا ، ثم قال بحنان :

_" وأفردِ طلع أشتباه مش أكتر يُبقى عشتِ فى رُعب وخلاص ! ، ولو لقدر الله طلع عندك حاجة يُبقى نلحقها يا حبيبتي صح ولا أى "

أستسلمت " عليا" لواقعها ، وهى تسير معهُ ؛ قابلا الأثنان فى طريقهما " عاصم" الذي رمقها بحنق وتسائل  ، أما هى فلم تكن فى حالة تسمح لها برؤيته فيكفي ما تشعُر به .

♡♡♡

تركت " عليا" ثم ذهبت للمكتبة لكى تُمارس هوايتها المُفضلة ؛ شراء الكُتب أو الأغلب روايات ، كانت تبحث بين كُل رف والآخر على رواية مُحددة ؛ وجدتها فَـ تنفست بإرتياح ، جاءت تسحبها بإبتسامة ولكن فجأة أنسحبت مِنْ أمامها من الناحية الأخرى ، ونظارة طِبية تظهر من خلفها ، تخفي تحتها عينين بلون العسل الصافي ، فاقت من تخيلاتها وأستعادت غضبها عندما رأتهُ يتجه للحساب ، تذكرت كم عانت  من أجل أن تُجمع نقودِها ، لم ولن تتنازل عنها ، شجعت نفسها قبل أن تُقبل عليهِ تحاول أستعطافِه :

_ " لو سمحت ؛ أنا كُنت جاية أسحبها ولكن حضرتك فجأة أخدتها ، وأنا بقالي فترة بدور عليها ؛ فلو سمحت مُمكن أخُدها "

رمقها " عُمَر " بعدم فهم حقًا :

_ " هى أيه ديه ؟ "

_ " إيكادولي!" __بحبك واسم الرواية
قالتها بتلقائية شديدة .

أبتسامة أتسعت على ثُغِر " عُمَر" مِنْ عفويتها  ؛ أما الأُخرى فقد أدركت ما تفوهت بِه من حماقة ، فرمشت بأهدابها عدة مرَّات ، ثم وبدون سابق إنذار تركتهُ وذهبت وهى تلعن ذاتها علىٰ خوض المعركة والتحدث معهُ ، أما هو فنظر فى أثرها بإبتسامة صغيرة صادقة نادرًا ما ترتسم هذه الأيام على شفتيِه ، يعرف أنها لم تقصُد وكلمة أخرى كان سيعطيها لها ولكنها فرت هاربة ...

_"هييح أوعدنا يآرب بقصة حُب زى ديه "
قالها من يقف فى المكتبة عند الحساب تحديدًا .

رمقهُ " عُمَر" بسخرية :
_" أنتَ جوزتنا يعني خلاص ! "

_ " أيوه أنتَ والأنسة سما حقيقي لايقين علىٰ بعض ؛ هى بقالها سنتين تقريبًا كُل فترة تيجي تشتري رواية أو كِتاب من كُتر ما هى شغوفة بالقراءة"

سما ! لم ينتبه فقط ألا لإسمُها ؛ لا يُنكر اسم لطيف وشخصية أكثر لطافة وعفوية ، أستفاق من شرودِه ثم دفع الحساب وتحرك للخارج .

♡♡♡♡

كانت تجلس وحيدة شاردة فى مقهى الجامعة تتصفح هاتفها بعدم أهتمام ، فجأة وجدت من يسحب كُرسي ويجلس عليه ولم يكنُ سوى " حازم" الذي أرتدىٰ ثوب البراءة والآسف قائلًا دون إعطائها الفُرصة لتركِه :

_ " أنا آسف علىٰ اللي عَملتُه معاكِ ؛ ممكن أكون ضايقتك أو كُنت سخيف ، أتمنى متزعليش "

أومأت ببرود ، فأكمل هو بإبتسامة ماكرة :

_ " ينفع نفتح مع بعض صفحة جديدة ؟! "

_ " لأ وأتمنى أنك متزعجنيش ثاني ؛ شكل الطرابيزة عجباك ، فَـ بعد إذنك "
ثم أخذت حقيبتها وتركتهُ ، أما الآخر فضرب يده علىٰ الطاولة بغضب حتى تألم ولكن لم يهتم ، ثم نظر رحيلها بتوعد شديد .

♡♡♡♡.

كانت تَمُر من جانب درسِه ، حتىٰ وجدتهُ يقف علىٰ الباب وأمامُه فتاة مِنْ مظهرها توحي أنها طالبة ؛ أشتعلت النيران بين صدرها لمُجرد وقوفهم هكذا ، ولكن للحق كانت الفتاة تتعمد التقرُب منهُ عندما تناقشهُ فى أسئلة تُريد إجابتها ؛ أقبلت عليه بإبتسامة حانقة قائلة:

_" أزيك يا مِستر،  مش بنشوفك يعني" .

تفاجىء " على" بها كثيرًا ولكن إبتسامة تلقائية نمت على ثُغره عِند رؤيتها :

_ " الحمدُلله والله بخير ، وأنتِ عاملة أيه فى الدراسة  "

ثم أستدار للفتاة قليلًا قائلًا لها :

_ " فاطِمة بنت عمي وزى أختي "

رفعت " فاطِمة" حاجبيها وهى ترمقهُ بسخط، ثم  فقالت وهى تُأكد علىٰ حديثِه :

_ " أمم أُخته طول عُمرنا أخوات جدًا ، حتى عمي وبابا علطول كانوا يقولوا أن فاطمة وعلىّ زى الأخوات يعني " .

رمقها بعدم تصديق فهى تكذب ، فَـ دائمًا كانوا يقولوا أن " فاطِمة" ستتزوج " علىّ" مثلما " على بن أبي طالب رضي الله عنه" و " السيدة فاطِمة  رضى الله عنها" ، هو وهى يعلمان أن هما ليسوا أشقاء ولن يكونوا ، ولكن الأثنان يقولون أن هُما مثل الأشقاء .

سأمت الفتاة من الوقوف والسماع لحديثهم المُبطَن هذا فأستأذنت للمُغادرة ، أما فاطِمة فتنفست بإرتياح عِقب ذِهابها وتركته ومشيت هى الآخرى مُطمَئنة أنها لن تقترب منهُ مرة أخرى.

_ "زى أخوكِ هاه!"
قالها " على" بغيظ عندما ذهبت .

_ " طبعًا هو مش أنتَ قولت أن أحنا أخوات! "
قالتها دون أن تستدير لهُ مرة أخرى .


♡♡♡♡٠.

فى المساء كانت " سما" تُحدث " عليا" على الهاتف المحمول ، تقُصْ عليها ما حدث وأنها تشعر بالذنب والحرج الشديد .

تنهدت "عليا" بضيق قليلًا  ، قبل أن تعاتبها برفقٍ :

_ " بس أنتِ غلطانة من الأول يا سمسومة ، تروحي تكلمي واحد أنتِ متعرفيهوش عشان رواية؟؟!"

_" عشان رواية ! ليه حاسه مِنْ نبرتك أن فيها أستهزاء كده ! " .
قالتها " سما" بحنقٍ ثُم تابعت بنبرة تُقَطر ندمًا :
" ما أنا كُل اللي فيه ده من تسرُعي ، عارفة إني غلطانة وكتير كمان ، أنا أصلًا نِدمت إني كلمته مش كفاية الكسفة اللي أتكسفتها ديه ! " . 


أرتفع صوت " عليا" وهى تقول بنبرة حادة :

" يُبقى أى بقى ؟ نِتلم نتلم يا سمسومة عشان مزعلكيش !

ثم أكملت بنبرة حنونة قد الإمكان :

" أنا عارفة أن هو مش قصدك وأن نيتك سليمة وأنك مِش غلطانة ، بس أنك تكلميه أصلًا حَرام ، وأنا عارفة دلوقتي أنك ندمانة ، بس عادي كُلنا بنغلط ، بس مش كُلنا بنعترف أن أحنا غلطانين أو منكررش الغلط ، بس أنا عارفة أنك مش هتكرريه عشان أنتِ أشطر كتكوت ، وبعدين يا ستِ لو على الرواية نبقى ندور عليها سوا ، أتفقنا ؟ "

أبتسمت " سما" بحبٍ وأمأت برأسها كأنها تراها ، ثم قالت بتذكر :

" أتفقنا يا ستِ ، بس هندور ! ، المُهم هتروحي للدكتور أمتى وتعملي الأشعة؟ " .

_ " لا ما أنا روحت أنهارده بس لسه بقى الأشعة ، لقيت حمزة جاى وحطني قدام الأمر الواقع ، ملقيتش مهرب أصلًا ، فَ روحت معاه" .

شعرت " سما" بالحُزن من نبرتها وهذا الطبيعي ، فقالت لها بمواساة :

" خِير خِير أكيد ربنا ليه حِكمة فى كده ، متخافيش يا عليا عشان خاطري عندك  ومتزعليش بردو ، أنا مبحبكيش تزعلي ، أنتِ أنقى وأجمل أنك تزعلي يا عيوني والله ، وسواء النتيجة لو لقدر الله طلع حاجة ف أنا مش هسيبك ساعتها هجيب هدومي وأجي أققعد معاكم فى الشقة وحليني بقى أنا أصلًا باردة " .

أدمعت عين الأخرى بتأثُر من حديثها ، تعلم أنها تواسيها لكى تخفف عنها ، ياليت الجميع يُعاملها مثلما تُعاملها " سما" ، "السماء " هى فعلًا تُشبهها بنقاءها وتقلباتها المزاجية وأنها قادرة على جعلنا مشاهدتها دائمًا دون كلل أو ملل ،  أستفاقت من شرودها على صوت الأخرى تقول بمرحٍ :

" ألاه الجميل راح فين ؟"

_" تعرفي أن ربنا بيحبني أوي عشان يُرزقني برفيقة زيك ؟ "

_ " طبعًا أنا مكاني مِش هنا ، أنا مكاني مع عُمَر فى البلكونة ، بنشرب قهوة ونقرأ روايتنا المُفضلة سوا "

تساءلت  " عليا" بعدم فِهم :

" مين عُمَر ده؟ " .

_ " وه! جوزي يا عليا ، ما أنتِ عارفة إني عايزة أتجوز واحد أسمهُ عُمَر ! "

_ آه فهمت ،  طيب بالسلامة بقى يا أمُ قُدِس "
ثم أغلقت المُكالمة دون سماع رد الآخرى .

أما " سما" فلم تهتم لها وهى تدُخل فى فِراشها ، تندثر جيدًا ، ثم تمددت على ظهرها واضعة يدها الأثنين أسفل رأسها وعلى ثُغرها بسمة حالمة وهى تُفكر فيما حدث اليوم ، بعد بضعة دقائق من الأحلام التي نسجتها فى خيالها ، أستفاقت إلى أرض الواقع واقعة على جذور عُنقِها كما يقولون ، رجعت لندمِها مُستغفرة ربها ، مُكررة نيتها لعدم فعل الذنب مرة أُخرى ، بعد دقائق قليلة كانت تغفو براحةً فى فِراشها ، تمنح لعقلها الباطن أن ينسج أحلامها الوردية ، التي تمنت دومًا أن تتحقق .

أما " علىّ" شقيقها دخل الغرفة ينتوي مُشاكستها قليلًا وجدها نائمة براحة وسكينة ، فقبل جبينيها بحبٍ كبير لهذه الصغيرة ، ثم أطفىء الضوء المُشتعل ، فهى تخشى الظلام كثيرًا نتيجة لصدمة نفسية تعرضت لها وهى صغيرة .

♡♡♡♡

أنقضى الليل ومنهم النائم والحزين وأيضًا الشارد ومنهم من ينتوي القيام بشىء ومنهم المُنكب على المذاكرة .

وبَعد مرور شهر مِنْ هذا اليوم ، وقد تغير كُل شىء وآتى رمضان حتى أصبحنا في العشرة الأواخر منهُ ، لم تحدُث أحداث مُهِمة لذكرِها،  سوى أن " عليا" قامت بالأشعة وكان " حمزة" يُساندها بالطبع ، كُل واحد من أبطالنا أنشغل بحياتِه الخاصة دون السماح لحياتِه العاطفية بالتدخل كثيرًا  ، " عليا" تحاول تكثيف الدعاء والعودة إلى التوبة وعندما ترى " عاصم" لا تسمح لهُ بالتكلم لكى لا يتكرر الخطأ مرة أُخرى ، أما " عاصم" فلم يهتم كثيرًا فقد أقتربت الأختبارات والذي لا يعلم فَ " عاصم" متفوق فى الدراسة جدًا ، جاد أيضًا فى مذاكرتِه وعمله ، تأتي " عليا" على خاطرِه ولكن قليلًا فقط يقنع ذاته أنها لا تنفعه ، فحياتها مليئة بالعقبات والمشاكل، وهو ليس كذلك هو ليس مُستعد أن يشفيها من جروحها هذه _ من وجهة نظرهُ_ ، أما " علىّ" فيفكر جديًا أن يخطب " فاطمة" ولكنه خائف أن تكون لا تحبه ، فيخسرها كأخت كما تقول ، أما " فاطمة" فَ فى كُل صلاة وقيام الليل والتروايح والسُنة تدعي أن تتزوجه فهو حُب عمرها ،تدعي بقلبٍ مُعذب مُنهزم راجي أن يقبل الله دُعائها ، أما "سما" فكانت منشغلة بحياتها عامةٍ ، تدعي أيضًا أن يرزقها بالزوج الصالح الحنون ، أما " عُمَر" فعندما كان يفتح الرواية لكى يقرأها يتذكرها وبسمة صغيرة ترتسم على ثُغرِه ، أما " أحمد" فكان منشغل بآداء الطاعات والصلاة والمُذاكرة فقط ، يقضي الوقت المُمتع مع والدتهُ ، أغلى شخص على فؤادِه ، يخرج أحيانًا مع " عُمر" الذين يدفعان " عاصم" إلى صلاة التروايح ، يحاولان إدخال قلبِه ذرة من الهداية والندم عندها فقط ، سيصبح " عاصم" آخر ، بمشيئة الله .

♡♡♡♡.

حبايب عيوني وحشني والله

كل سنة وأنتوا طيبين يا حبايبي 🦋🥹🤎.

عارفة إني متأخرة_ كالعادة_  بس الناس المُهمة اللي بتيجي متأخر.

متنسوش الفوت من النجمة اللي تحت !

متنسوش تكثفوا الدعاء لأخواتنا فى غزة، وتدعوا على اللي ميتسموش ربنا ياخدهم بإذن الله .

ومتنساش أنك مقاطع !

ولنقول أن الرحلة على وشك الأقلاع!  .

Semo >>>>>>.


Continue Reading

You'll Also Like

8.2K 589 48
ما بـين تعقيدات حياته ، ومعاناة حيـاتها ، ظلل الاثنان الهـوى عليهما ، لم يستطيعا الفكـاك ، ولم يختر أيًا منهما الوقوع تحت ظلاله ، ولكنهما اختارا البق...
998K 89.3K 39
✫ 𝐁𝐨𝐨𝐤 𝐎𝐧𝐞 𝐈𝐧 𝐑𝐚𝐭𝐡𝐨𝐫𝐞 𝐆𝐞𝐧'𝐬 𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐒𝐚𝐠𝐚 𝐒𝐞𝐫𝐢𝐞𝐬 ⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎ She is shy He is outspoken She is clumsy He is graceful...
11K 1.4K 18
နတ်ဆိုးဆန်တဲ့ မင်းသားတစ်ပါးက သူ့ရဲ့ ကြင်နာတတ်တဲ့ ကြင်ယာတော်အလှလေးကိုရဖို့ ဘယ်လိုတွေကြိုးပမ်းခဲ့သလဲဆိုတဲ့ ဇာတ်လမ်းလေးတစ်ပုဒ်ပါ Sungjake Short Story W...
2.2M 128K 44
"You all must have heard that a ray of light is definitely visible in the darkness which takes us towards light. But what if instead of light the dev...