Cockpit | Tk

By vatimvk

99.1K 7.7K 7.7K

قمرة القيادة cockpit أنا جيون جونغكوك و هدفي هو الوصولُ لقمرة القيادة.. " لم أكن أعلم أنَّ صعودي للسماء قد يج... More

+Cockpit+intro+
+Cockpit+1+
+Cockpit+2+
+Cockpit+3+
+Cockpit+4+
+Cockpit+5+
+Cockpit+6+
+Cockpit+7+
+Cockpit+8+
+Cockpit+9+
+Cockpit+10+
+Cockpit+11+
+Cockpit+12+
+Cockpit+14+
+Cockpit+15+
+Cockpit+16+
+Cockpit+About Persona+
+Cockpit+17+
+Cockpit+18+
+Cockpit+19+
+Cockpit+20+

+Cockpit+13+

3.3K 319 435
By vatimvk

أندرو الذي كانَ بدورةِ المياهِ كادَ وجههُ أن يسقطَ بالمرحاضِ لولا أنهُ قد تداركَ الأمرَ عندَ ميلانِ الطائرةِ المفاجئ و استندَ بيديهِ على جدرانِ الحمامِ الضيقة! ، و حتى أنهُ لم يكد يرفعُ سروالهُ الذي سقط مجددًا!..

و على الجانبِ الآخرِ أوشكتْ عربةُ الخدماتِ أن تسقطَ على تايهيونغ ! ، لكنهُ كانَ سريعَ الملاحظةِ و أمسكَ بها قبل أن تسحقه!، و شيلدون قد مالتْ في حضنِ المسافرِ الذي سرعانَ ما استعادتْ زوجتهُ الوعي و انتبهت لهذا و صرخت عليه بغيرة!، و كأنها لم تكن تعاني منذُ لحظاتٍ أو أنَّ الطائرةَ تميلُ بسببها الآن!..

الضوضاءُ و الجلبةُ كانتْ المعنى الحرفيَّ لما يدورُ في الطائرة! ، الجميعُ تلا الصلواتِ لتوديعِ الحياةِ و ندمَ على إهدارها و عدمِ استغلالِ الأوقاتِ فيها بشكلٍ صحيح ، الجميعُ عادا تايهيونغ الذي كان يكافحُ لموازنةِ نفسهِ و الزحفِ نحوَ مقرِّ قمرةِ القيادة..

كانتْ دقيقةً ربما التي مالتْ بها الطائرةُ بشكلٍ كارثي! ، لكنها مرتْ كساعاتٍ بالنسبةِ للمسافرينَ الذينَ اختنقَ تنفسهم و ارتجفتْ قلوبهم!..

حلَّ الصمتُ عليهم جميعًا بعدما عادتْ الطائرةُ لوضعها المستقرِّ أخيرًا و كأنَّ شيئًا لم يكن ، استقامَ تايهيونغ من الأرضِ في صدمةٍ و نظرَ إلى جميعِ الركابِ الذينَ خُطفتْ ملامحهم ، تعلوا وجوههم فقط أماراتُ الهلعِ و الدهشة!..

كانت يدا تايهيونغ ترتجفُ و ليسَ لديهِ ردةَ فعلٍ واضحة ، و كأنهُ غابَ عن العالمِ لعدةِ دقائق ، حتى شعرَ بيدِ شخصٍ جعلتهُ يفزعُ و يلتفتُ له!..

" إهدأ إنهُ أنا أندرو "

أومأَ لهُ تايهيونغ برجفةٍ و أشارَ بيدهِ نحوَ قمرةِ القيادةِ متمتمًا..

" هناك،..رأيتهُ يدخلُ هناك "

وسعَ أندرو عينيهِ بصدمةٍ و سرعان ما استعدَّ للتحركِ إلى القمرةِ ليسعفَ الأمرَ قبلَ أن تحدثَ مصيبةٌ أخرى ، لكنَّ تايهيونغ أمسكهُ من كتفهِ و أرجعهُ بجانبه..

" لن تفعل لهُ شيئ ، سيستمرُ بتهديدك و ضربكَ لإنهُ يعتقدُ أن الدنيا مسخرةً لهُ فقط لأنَّ والدهُ يمتلكُ شركة الطيران! "

عقدَ أندرو حاجباهُ و أنزلَ يدَ تايهيونغ من ذراعهِ و تحدثَ بانفعال..

" إذًا ما الذي سنفعله؟! ، هل سنتركهُ هكذا حتى نحصلَ على سقوطٍ حر ؟! "

نفى تايهيونغ برأسهِ و ازدردَ لعابهُ ماضيًا نحوَ القمرةِ و دون أن ينظرَ لأندرو أخبره..

" قصدتُ أنني من سيتعاملُ معه! ، اتبعني! "

استغربَ أندرو هدوءَ تاهيونغ لكنهُ صمتَ و مشى وراءهُ حيثُ القمرةُ التي كانتْ و مع اقترابهم منها يصدعُ عنها صوتانِ يتشاجران..

" إلهي ! ، أرجوكْ استقمْ من المقعدِ تكادُ تُميتنا جميعًا! "

" ابقى بعيدًا و إلا أقسمُ أنني سأطردكَ من العمل! "

و هنا نظرَ المضيفُ الوسيمُ و أندرو إلى بعضهما و على الفورِ أسرعا نحوَ القمرةِ التي كانتْ مغلقةً و كانا يحاولانِ فتحها!..

" جونغكوك افتح الباب حالًا! "

صرخَ تايهيونغ عندما سَئِمَ من المحاولةِ هو و أندرو حتى سمعا صوتَ جونغكوك السعيدِ أخيرًا الذي يأمرُ القبطانِ بفتحِ البابِ المغلقِ له..

" اِفتح الباب ، إنه تي تي ! "

كانَ جونغكوك سعيدًا بقدومِ تايهيونغ إلى قمرةِ القيادة ليراهُ و هو يجلسُ بنفسهِ على مقعدِ القيادة! ، و بجانبِهِ كان مساعدِ الطيارِ الذي فقدَ وعيهُ سريعًا بمجردِ ميلانِ الطائرة..

نظرَ لهُ جونغكوك و تحدثَ إلى القبطانِ الذي يفتحُ البابَ بلهفةٍ دون أن يلتفت له..

" سيطردُ معك ، إنه رقيقُ القلب ، سيموتُ خوفًا قبلَ الركابِ إن حدث عطلٌ بالطائرة "

دخلَ تايهيونغ باندفاعٍ أخيرًا و وراءهُ أندرو الذي سألَ قبطانَ الطائرةِ عن الذي حدث؟..

" لقد أوقفَ الإتصالَ مع برجِ المراقبة، و عطَّلَ نظام الطيارَ الآليِّ لثوانٍ بعدما هددني بالطردِ لأن والـ.."

قاطعهُ أندرو بينما يفركُ جبهته..

" أعلمُ أعلمُ الباقي "

أما عن تايهيونغ فهو أسرعَ إلى جونغكوك الذي لازالَ يجلسُ على مقعدِ القيادةِ و عندما رآهُ لمعتْ عيناهُ على الفورِ و صاحَ بحماس!..

" انظرُ لي تايهيونغي ! ، ألستُ رائعًا و أنا أقودُ الطائرة؟! "

" ما الذى تفعلهُ و اللعنة؟! ، استقمْ على الفورِ هيا! "

المضيفُ الوسيمُ لم ينتظرهُ بالفعلِ حتى يستقيمَ من تلقاءِ نفسهِ بل أمسكَ بأذنهِ اليسرى يقرصها بقوةٍ و يجعلهُ يقفُ رُغمًا عنه ، و جونغكوك الذي شعرَ بأذنهِ تُقتلعُ من مكانها انتصبَ فورًا و هو يمسكُ بكلا كفيهِ يد تايهيونغ التي تستمرُ بطحنِها..

" آه ، انتظر أرجوك أنتَ تؤلمني ! "

صاحَ جونغكوك لكنهُ و رغمَ هذا لم يشأ أن يعنفَ يدَ تايهيونغ و يبعدها عنهُ بقسوة ، بل أمسكَ بها برقةٍ يحاولُ ابعادها أو على الأقلِ تخفيفَ ضغطهِ عليها..

اقتربَ تايهيونغ من أذنِ جونغكوك التي احمرتْ و هي لازلت بينَ يده و همسَ هناك..

" اخرسْ و إلا سأقومُ باقتلاعها لكَ بعدما أصيبها بالصمم ،هل فهمتني ؟! "

رفعَ نبرةَ صوتهِ قليلًا في نهايةِ كلامهِ مما جعلَ جونغكوك يفزعُ و يومأُ بشدةٍ و ألم..

و هنا تركَ المضيفُ أذنهُ و شأنها و من ثمَّ اقتربَ نحوَ مكبرِ الصوتِ الخاصِ بالطائرةِ و الذي يرتكزُ وسطَ أنظمةِ القيادةِ ليفتحهُ و يتحدث بهِ للمسافرين ذوي الحالةِ النفسيةِ المزرية!..

" الرجاء من جميعِ الركاب محاولةَ التزامَ الهدوء ، و نعتذرُ عن المليانِ الذي أصيبتْ بهِ الطائرةُ قبلَ قليلٍ بسببِ سوءِ الأحوالِ الجوية ، معَ تأكيداتنا بالسلامةِ لكم ما تبقى من الرحلةِ فقد تخطينا مرحلةَ الخطر ، شكرًا لكم لحسنِ الإنصات "

أغلقَ تايهيونغ مكبرَ الصوتِ و التفتَ إلى أندرو الذي يحاولُ مع القبطانِ أن يوقظَ مساعدَ الطيار الذي مازالَ في إغماءهِ..

" سنذهبُ نحنُ و حاولْ جعلهُ يستيقظ ، و أنتَ أيها القبطان أعدْ الإتصال ببرجِ المراقبة و حاول اختلاقَ عذرٍ لما حدث لأنني لا أضمنُ سلامةَ وظيفتكَ إن علموا الحقيقة "

كان تايهيونغ يأمرُ و كأنهُ الرئيسُ هنا بالمكانِ و كانَ جونغكوك يقفُ بجانبهِ و هو يفركُ أذنهُ بألمٍ بالغٍ..

" و أنت تعالَ معي ! "

اقتربَ تايهيونغ منهُ و شدهُ من ذراعهِ بعنفٍ و هو يسحبهُ خارجَ القمرةِ دونَ أيِّ مراعاةٍ في تخفيفِ ضغطهِ على يدهِ و تجاهلهِ التام لترجياتِ جونغكرك أن يتركه..

جونغكوك قويٌ و صلبٌ في الحقيقة ، جونغكوك لديهِ جسدٌ مليِئٌ بالعضلاتِ المصفوفةِ فوقَ بعضها و المنحوتةِ بدقة ، جونغكوك يستطيعُ أنْ ينفخَ في تايهيونغ و في ثانيةٍ سيكونُ الآخرُ طريحَ الأرضِ على بعدِ خطواتٍ منهُ!، لكنهُ لا يستطيعُ فعلَ هذا لهُ ببساطة! ، لا يتخيلُ نفسهُ عنيفًا مع هذا الشخصِ الصارمِ الذي يحبه ، و الذي لديهِ طريقةٌ عجيبةٌ في إمساكِ يدهِ دومًا ، يسحقُها و يضعُ كاملَ قوتهِ في تلكَ السحقةِ رغمَ شعورهِ بنعومةِ يداهُ و رقتها..

جونغكوك أدركَ أنهُ يجعلُ من المضيفِ الوسيمِ يخرجُ أسوأَ ما فيهِ عليه ، جونغكوك مهما حاولَ تهذيبَ ذاتهِ هو يدركُ أنهُ في كلِّ مرةٍ لا يصيبُ و يثبتُ لتايهيونغ أنهُ حتى لا يرتقي لمستوى شخصٍ رصين ، بل هو حتمًا رجلٌ مختل!..

" انتظر ! ، انتظر لحظةً فقط ! "

هتفَ جونغكوك بمنتصَفِ الطريقِ عندما اقتربَ من الراكبِ الذي كانَ السببَ في جعلهِ يقومُ بالجنونِ قبلَ قليل ، شيلدون بالفعلِ قد خسرتْ تسريحةَ شعرها المهذبةَ بسببِ زوجتهِ الغيورةِ بشكلٍ غيرِ معقول! ، و التي و عجبًا قد نسيتْ فجأةً أمرَ مخاوفها من الطائرة!..

" ابتعدي عني سيدتي ! ، هذا ليسَ أسـ..لوبًا "

كانتْ تحاولُ فكَّ شعرها عن يدِ السيدةِ المعتوهة ، و تايهيونغ توقفَ بالفعلِ لهذا المنظر، أولًا لكي يحاولَ مساعدتها ،و ثانيًا لأنَّ الممر ضيقٌ فشيلدون تقفُ أمامهُ بينما تجاهدُ لإنقاذِ نفسها..

" سيدتي رجاءً ما الذي تقومين بفعله؟! "

تحدثَ تايهيونغ و قد أدخلَ يداهُ يحاولُ فضَّ النزاعِ بينهما بينما جونغكوك كانَ واقفًا يراقبُ المشهد أمامهُ فقط..

" الحقيرةُ تريدُ سرقةَ زوجي مني! "

" سيدتي رجاءًا ألفاظكِ هذهِ لا يُسمحُ بهـ.."

" أيتها الصعلوكةُ العـ.."

" حذاري! "

كانَ هذا جونغكوك الذي صرخَ بقوةٍ مفزعًا جميعَ من في الطائرةِ و الذينَ كانَ يشغلهم الموقفُ منذُ البداية!، كانَ صوتهُ جهورًا و رزينًا و يرفعُ بسبباتهِ أمامَ المرأةِ و زوجها ضعيفُ الشخصيةِ و الذي لم يحاولْ منعَ زوجتهِ عن هذا الشجارِ التافه!..

تايهيونغ و شيلدون أصابتهما الصدمةُ من جونغكوك و فقط نظرا لهُ بحذرٍ يتمنيانِ أن لا يُخرجَ ألفاظًا دنيئةً كعادتهِ أو ينفعلَ بشكلٍ سيئ ، لكنهُ عَكسَ التوقعاتِ و تحدثَ برجولةٍ و صوتٍ تمَّ التحكمُ بنبرتهِ جيدًا..

" لقدْ تجاوزتِ الحدودَ أيتها السيدة! ، لا أحدَ من الطاقمِ هنا تهمهُ العواطفُ لأننا في بيئةِ عملٍ و ليسَ مهزلة! ، اتركيها من فضلكِ و إلا سيصلُ الأمرُ إلى السلطاتِ الخاصةِ بأمنِ المطارِ و الطائرة! ، نحنُ مضيفونَ نقومُ بعملنا و على الجميعِ أن يتبادلَ الإحترام ! "

السيدةُ قد خافت! ، و زوجها على الفورِ أبعدَ يدها عن شعرِ شيلدون التي خرجت الدموعُ من عينها و هي تنظرُ إلى المسافرةِ بكره ، و دونَ أن تتفوهَ بكلمةٍ توجهت إلى دورةِ المياهِ لأنَّها قد تمت إهانتها بشكلٍ فظيعٍ و مظهرها كانَ كارثيًا!..

نظرَ لها كلًا من جونغكوك و تايهيونغ الذي شعرَ بالسوءِ من أجلها كما تفعلُ هي و أندرو من أجلهِ دومًا ، و بدلَ أن يحقد على السيدةِ و زوجها نظرَ إلى جونغكوك الذي مازالَ يرمقُهما بتحدٍ و رآهُ يقتربُ من أذنِ الرجلِ يهمسُ لهُ شيئًا جعلهُ يوسعُ عيناهُ فقد استطاعَ سماعه..

" الميلانُ فقط ليجعلكَ تُحَرِّمُ ركوبَ الطائرةِ أنتَ و زوجتكَ المدللة "

و مباشرةً قامَ تايهيونغ بسحبهِ من معصمهِ إلى ركنِ المضيفينَ مما جعلهُ على وشكِ أنْ يتعثرَ في مشيهِ غيرِ المتزنِ فقد خطفهُ فجأة..

" على مهلك! ، رويدًا "

و أخيرًا عندما وصلَ إلى الركنِ رماهُ بعنفٍ حتى كاد يسقط ،و التفتَ يغلقُ الستارَ و دونَ سابقِ إنذارٍ حطتْ صفعةٌ حارةٌ على خدِّ جونغكوك غيرِ المدركِ للسبب! ، على حينِ غرةٍ وجدَ خدهُ متورمًا من جهةِ الأذنِ التي آذاها تايهيونغ بشكلٍ سيء!..

نظرَ لهُ جونغكوك بصدمةٍ و قهرٍ للمرةِ الأولى فهوَ يستمرُ بصفعهِ في كلِّ مرةٍ بطريقةٍ مهينةٍ و هو يصمتُ فقط لأنهُ يقنعُ نفسهُ أنهُ استحقها ! ، لكنْهُ الآن سيبدأُ في عدِّ صفعاتهِ ليعلمَ كمَّ مرةً ستتمَّ إهانتهُ بها من قبلهِ و كم تبقّى لديهِ من حدٍ ليتغاضى و يتحمل!..

يمكنهُ الصراخُ بوجههِ ، يمكنهُ السبُّ و الشتمُ و مشاجرتهُ و حتى انتقادهُ و ضربهُ في أيَّ مكانٍ عادى وجههُ ! ، لقد فعلها كثيرًا لكن هذهِ المرةَ شعرَ بها تطعنُ كرامتهُ عميقًا و إن تغاضى عنها فلنْ يفعلَ مجددًا!..

مهما أحبهُ لكنْ إلى متى و كم مرة؟!..

وضعَ خدهُ على يدهِ و مازالتْ تعتريهِ الأفكارُ حولَ حقيقةِ صفعهِ العديدَ من المراتِ من قِبلِ تايهيونغ الشخصُ الذي يحبه؟..

فقط أنْ يُلطمَ خدكَ بواسطةِ شخصٍ تحبهُ يجعلكَ تشعرُ و كأنهُ يخبركَ بأنَّ تقطعَ الأملَ بعلاقتكَ معه!..

تايهيونغ عندما أنزلَ يدهُ شعرَ برجفتها تلكَ المرةَ عوضًا عن باقي المرات ، و شعرَ أنهُ تمادى! ، هو لم يخطأ بحقِّهِ بشكلٍ شخصيٍ كي يستحقها كسوابقها ، لكنهُ أيضًا كانَ على وشكِ أن يودي بحياتهم جميعًا! ، و مهما حَذرهُ و نهرهُ يستمرُ و يستمرُ في التجاهلِ و إحداثِ الفجائعِ بهم!..

حسهُ بالمسؤوليةِ شِبهَ معدوم! ، عقلهُ غيرُ موجودٍ أصلًا ، و لا يتوقعُ أنهُ يجعلهُ يعملُ لدقيقتينِ حتى لأنهُ لو كانَ كذلكَ لكانتْ رحلاتهم بخيرٍ دونَ فعالياتهِ غيرِ الضرورية!..

" ماذا؟! ، ها؟..، أخبرني ماذا؟! ، إلى متى ؟ ، و ما هي المصيبةُ الجديدةُ غششني ؟! ، أخبرني إلى متى ستبقى مصرًا على جعلنا نموتُ جميعًا ، إلى متى سأستمرُ بسحبكَ معي و ورائي و أمامي فقط لأتأكدَ أننا نتجنبُّ إحداثكَ لمصائبَ جديدة؟! "

همسٌ قوي ، شديدٌ و عنيفٌ رغمَ انخفاضه ، مقهورٌ و يائسٌ رغمَ رجفةِ صاحبه التي برزتْ عروقُ رقبتهِ و هو يجاهدُ لإمساكِ رباطةِ جأشه..

حدَقَ بنظرةٍ يملأها كلُّ القنوطِ من جونغكوك الذيِ يخفضُ بصرهُ للأرضِ و بضعٌ من خُصلاتِ شعرهِ قد سقطتْ تحجبُ الرؤيةَ عن عيناهُ لمن أمامه..

" تحبني و تنتظرني أنْ أفعلَ المثلَ كي تجعلَ من حياتيَ جحيمًا؟! "

قالَ مجددًا و هذهِ المرةَ مالتْ نبرتهُ للحزنِ فقد خاطرتهُ أفكارٌ كم ودَّ التخلي عنها..

" لقدْ اكتفيتُ من معاتبتكَ لأنَّ الأمرَ لم يعدْ يجدي ، هه! ، أملتَ الطائرةَ و كأنَّ الأمرَ مزحةٌ و لا بأسَ بهِ "

هنا رفعَ جونغكوك رأسهُ و حاولَ المعاتبةَ و الردَّ رغمَ أنهُ يعلمُ تمامًا أنَ الصمتَ أفضلَ لهُ بدلًا من المساهمةِ في إغضابِ مضيفهِ الذي يحبهُ أكثرَ و أكثرَ في كلِّ لحظةٍ تمرُّ و مهما كانتْ..

" لقدْ كانَ يصرُّ على جعلنا نَنْخفضُ بمستوى تحليقِ الطائرةِ و هذا استفزني كثيرًا لأنهُ يُخلُّ بنظامِ الطيـ.."

" فأملتَ الطائرةَ كي تلقنهُ درسًا؟! "

قاطعهُ تايهيونغ فصمتَ الآخرُ مبتلعًا جوفهُ و رافعًا رأسهُ ينظرُ له، و هنا تايهيونغ لفتهُ نصفُ وجههِ المحمرِ بشدةٍ إثرَ صفعه..

" لا أعلمُ كيفَ تستخدمُ عقلك؟! ، لكنْ رجاءًا و للمرةِ الأخيرةِ سأقولها لكَ و بكاملِ احترامي ، كن ...كن فقط شخصًا يستحقُ عمره! "

كانَ تايهيونغ يتأملُ وجهَ جونغكوك في صمتٍ و أناة ، يحاولُ تجاهلَ احمرارَ وجههِ الذيِ سببهُ له ، يحاولُ عدمَ الرضوخِ لأنين جونغكوك الخفيفِ بسببِ أذنهِ التي لازالَ يفركها بتوعك،...يجاهدُ لعدمِ التفكيرِ في كيفَ يجعلُ جونغكوك منهُ شخصًا غيرَ نفسه؟،..غاضبًا و متهجمًا و عنيفًا!..

بينما هو في الأصلِ هادئٌ و أعصابهُ باردة؟..

أدارَ ظهرهُ لجونغكوك و أرجعَ بكلتا يداهُ شعرهُ للوراء و هو لازالَ يعاندُ ذاتهُ التي تأنبهُ بقسوةٍ على معاملتهِ لجونغكوك مع أنهُ يستحق!..

لكنهُ كذلكَ لاحظَ أمرًا ، لاحظَ كيفَ لا يجادلهُ جونغكوك بعنفٍ و يردُّ لهُ أيَّ إساءةٍ حتى و لو كان هو بالأساسِ المخطأ ، يتحملُ صفعاتهِ و صريخه ، ينسى بعدها الشجارَ سريعًا و يبتسمُ بوجههِ و يستمرُ في محاولةِ إبهارهِ حتى و إن كان غيرَ مهتمٍ لكن...لكنَّهُ و رغمَ كلِّ سخطهِ منهُ ،...هو يحاولُ إظهارَ محبته؟..

تايهيونغ و للأسفِ فقط لا يريدها..

لكن أليسَ من السيئِ إشعارهُ بالنبذِ طوالَ الوقت؟..

المضيفُ هتكَ عقلهُ بجونغكوك الذي لا يودُّ تقبلَ حقيقةِ أنهُ يحبهُ، لكنهُ و رغمَ ذلكَ يوقنُ الآنَ في قرارةِ نفسها بأنها صحيحة و هو لا يكذب..

ماذا لو أنَّ الحبَّ من النظرةِ الأولى واقعيٌ بالفعلِ و على إثرهِ رقةُ تعاملِ جونغكوك معهُ رغمَ كلِّ سوءهِ و بعيدًا عن كلِّ المصائبِ لا تتغيرُ لأنها واقعيةٌ تمامًا نتاجًا عن حبه الصادقِ و نابعةٌ من قلبٍ يعشقه؟!..

التفتَ تايهيونغ أخيرًا إلى جونغكوك بعدما نفضَ رأسهُ جيدًا من أفكارهِ و نظرَ إلى جونغكوك دونَ أن يتحدثَ بأدنى كلمة..

بادلهُ جونغكوك تصويبَ الأعينِ حتى مضى الكثيرُ من الوقتِ و ما عادَ يسمعُ شيءٌ سوا ضجيجُ الطائرةِ و أنفاسهما، أصابَ هذا جونغكوك بالتوترِ فهمسَ بتردد..

" ماذا..هناك ؟ "

سحبَ تايهيونغ عيناهُ عنهُ بارتباكٍ و تحركَ في حركةٍ سريعةٍ أدهشتْ جونغكوك الذي استغربَ عبثَ تايهيونغ بالأدراجِ و كيفَ يفعلُ شيئًا ما..

تخلى عن فكرةِ الإقترابِ و النظرِ و انتظرهُ فقط لكنهُ و أبدًا لم يعتقدْ أن الأمرَ الذي يفعلهُ تايهيونغ سيدهشهُ إلى هذهِ الدرجة!..

تايهيونغ أخفى ما التقطهُ من الأدراجِ وراءَ ظهره ، و بخطواتٍ مترددةٍ تقدمَ إلى جونغكوك الذي يخفي نصفَ وجههِ المصفوعِ بيدهِ اليسرى و يراقبُ تقدمهُ بصمت ، لم يكنْ فارقُ الطولِ واضحًا بينهما كفرقِ حجمِ الجسد، تايهيونغ لم يكنْ هزيلًِا بل كانَ أقربُ وصفٍ لجسدهِ هو كعارض ، أما جونغكوك كملاكمٍ على أفضلِ تعبير..

أخيرًا كانَ ما تبقى بينَ تايهيونغ و جونغكوك هو شبرٌ واحدٌ لذا توقفَ المضيفُ أمامَ الوجهِ المحمرِّ و بترددٍ رفعَ كفهُ الأيمنَ و مازالَ يخفي الشيء الذي أحضرهُ وراءَ ظهره باليدِ الأخرى..

عَمِهَ كثيرًا و يدهُ عُلقتْ بالهواء ، و بحيرةٍ و عدمِ انتظامِ أنفاسٍ جاهدَ ليضعَ يدهُ على يدِ جونغكوك المصدومِ يبعدها عن وجهه..

أنزلَ جونغكوك يدهُ طواعيةً و شعرَ بتضائلِ الهواءِ من حولهِ لهذا القربِ الذي يجعلهُ يحظى بشعورٍ لذيذٍ في جدارِ معدته..

مررَ المضيفُ الوسيمُ أناملهُ برقةٍ على مكانِ الإحمرار بينما يعضُ بشفتيهِ يحاولُ عدمَ إظهارِ ندمه، انتبهَ لأذنِ جونغكوك كذلكَ التي اتخذتْ لونًا قرميزيًا واضحًا جعلتْ منهُ يشهقُ دونَ إرادةٍ منهُ!..

نفخَ عليها سريعًا و هوَ مفجوعٌ من يدهِ التي عنفتها بهذا الشكلِ هو..هو لم يقصد و لم يدرك..فقط؟..

أخرجَ أخيرًا كيسَ الثلجِ الذي خبأهُ و هشهشَ لجونغوك كي يعلمَ أنهُ سيؤلمُ قليلًا في البدايةِ و وضعهُ على خدهِ يمررهُ جهةَ أذنهِ كذلكَ ،و تايهيونغ مع كلِّ أنينٍ يُصدرهُ الآخر يجعلهُ يعيي كم أنهُ يبالغُ في العنفِ معه! ، حتى إنْ كانَ يستحق...لكن ليسَ بهذا الشكل!..

حدثَ تايهيونغ ذاتهُ..

" أنتَ دائمًا هكذا "

همسَ تايهيونغ و جونغوك ضيقَ عينيهِ قليلًا للألمِ الذي يشعرُ بهِ و انتظرَهُ يُكملُ قوله..

" دائمًا تُصرُّ على جعلي أخرجُ أسوأَ ما بي "

سكتَ قليلًا و كانَ لا ينظرُ إلى جونغكوك..

" مع أنني قطعتُ آمالكَ كلها في أنني لن أبادلكَ الحبَّ لكنكَ تستمرُ بالمحاولةِ بأفشلِ الطرقِ لإبهاري "

رفعَ عيناهُ لجونغكوك العاقدِ لحاجبيهِ من هذا الكلام و استمرَّ يتلو..

" حتى و لو جاهدتَ للحصولِ عليَّ بأنجحِ الطرقِ كذلك...، لنْ أكونَ لك ، و لن نكونَ معًا،..لأنني لا أفكرُ بكَ حتى و بالكادِ أتحملكَ كزميلِ عمـ.."

لكنَّ جونغكوك قاطعهُ بقسوةٍ لهذا الهراءِ بمنظورهِ والذي لم يتقبله..

" زميلِ عمل؟..، لم أرتقي لزميلِ عملٍ هذا ما تودُّ قولهُ صحيح؟ ، تعتقدُ أنكَ إنْ استمررتَ بقولكَ الجارحِ لي ستبعدني عنك؟! "

أمسكَ بيدهِ و التي تحملُ الثلجَ و أبعدها عنهُ بهدوءٍ لكنهُ تحدثَ بانفعال..

" هذا الشيءُ الوحيدُ الذي تجيدُ فعله ! ، تخطأُ معي و من ثمَّ تحاولُ إصلاحَ خطأكَ مع وضعِ علامتي تنصيصٍ تحت أنا أكرهك يا جونغكوك بطريقةٍ مباشرةٍ و غيرِ مباشرة ! "

و هنا بدلَ أن يتحكمَ تايهيونغ بأعصابهِ و لا يستشيطُ مجددًا هو وضعَ كيسَ الثلجِ جانبًا و راحَ يرفعَ سبابتهُ بوجهِ جونغكوك بقهرٍ و كشرةٍ تعلوُ وجههُ مع حواجبَ معقودة..

" أنتَ الذي يبدأُ بالأخطاءِ و على نِتاجها أخطأُ معك! "

نفى جونغكوك برأسهِ و أحسَّ باختناقِ الجوِّ من هذا الحديثِ الذي يستمرُّ بتجريحهِ و الدعسِ عليهِ بقوة، فنبسَ بخفوتٍ لكنْ بنبرةٍ تحملُ بضعًا من ثقته..

" أنتَ قاسٍ كثيرًا تايهيونغ ، قاسٍ لدرجةٍ لو كانَ شخصٌ آخرَ غيري لكانَ توقفَ عن المحاولةِ معك ..، لكن..لكنني لا أستطيعُ التراجعَ عنك "

تايهيونغ كانَ يلفُ قبضتاهُ بقوةٍ لكنهُ و معَ هذا يشعرُ بالضعفِ في كاملِ جسدهِ من تلكَ الكلماتِ و يحاولُ أنْ لا يدخلها إلى آذانهِ كي لا تؤثرَ عليه..

لكنَّ جونغكوك مضى يكملها..

" قلبيَ يجورُ عليَّ و يُحبُّ غِلظتك و عنفكَ معي، و صدكَ لهُ هو بمثابةِ تحفيزهِ على أنْ يُحبَّكَ أكثرَ و أكثر يا تايهيونغ..، تايهيونغ أنتَ لا تفهـ.."

" توقف ! ،لا أريدُ أن أفهمَ شيئًا أبدًا! "

تنفسَ بقوةٍ و خرجَ من الركنِ دونَ سابقِ إنذار، و عندما أغلقَ الستار وراءهُ كانَ هذا بمثابةِ الردِّ العنيف و علامةً تثبتُ لجونغكوك أنَّ عنادَ تايهيونغ معهُ سيستمرُ لوقتٍ طويلٍ و ربما للنهاية!، و جونغكوك رغمَ هذا و كما صمم سابقًا..سيستمر..، سيستمرُّحتى يحصلَ على حبِّ عنيدهُ صعبُ المنالِ مهما كلفهُ الأمر!..

..

" لقد أعجبني كثيرًا كيفَ دافعتَ عن طاقمكَ أمام الجميع "

كانتْ ذاتها الفتاةُ التي طلبتْ المساعدةَ من تايهيونغ في حملِ حقيبتها تحاولُ لفتَ انتباهِ جونغكوك الذي قطبَ حاجبيهِ باستغرابٍ و هوَ يضعُ لها الوجبةَ التي طلبتها على امتعاض..

" همم "

همهم فقط لأنهُ لم يكنْ مهتمًا بهذا الإطراءِ الذي جاءهُ من الشخصِ الخطأ ، و تمنى لو أنَّ القائلَ هو تايهيونغ ، و عندما كانَ على مضضِ السيرِ للأمامِ لتقديمِ الخدماتِ لباقي الركاب شعرَ بيدها تشدُّ ذراعهُ و هي تهتفُ برقة..

" نسيتَ قهوتي! "

تراجعتْ خطواتُ جونغكوك مجددًا لها و تأفأفَ بضجرٍ لكنهُ بدلَ أن يسكبَ لها القهوةَ سكبَ لها عصيرًا..

" كنتُ..فقط أتسائلُ هل بإمكانيَ أن آخذَ رقمـ..ك تعلم يمكننـ.."

" تفضلي "

قاطعها جونغكوك و هو يناولها العصيرَ و هي استغربتْ تعيدهُ لهُ..

" لقد طلبتُ القهوةَ و ليسَ العصيـ"

لكن جونغكوك اقتربَ منها بحذرٍ و زفرَ كلامهُ بضجر..

" الرحلةُ مازلت طويلة ، النومُ سيكونُ جيدًا لكي لأنني لن أقدرَ على مواكبةِ ثرثرتك لبقيةِ الوقت "

" أأأ "

تركها عاجزةً عن الكلامِ و تقدمَ لخدمةِ باقي المسافرين فهي منذُ ساعتانِ لا تفعلُ شيئًا سوى مضايقتهُ بالكلامِ و تحاولُ لفتَ انتباههِ كلما مرَّ من أمامها..

كانَ مضحكًا أنهُ لم يتذكرْ نفسهُ و ما فعلهُ هو أيضًا عندَ رؤيتهِ مضيفهُ الوسيمَ تايهيونغ لأولِ مرة ، لقدْ أزعجهُ على مدارِ الرحلةِ و رغمَ هذا لم يكنْ أسلوبُ تايهيونغ معهُ فظًا بهذا الشكلِ كما هوَ معها..

عادَ أخيرًا لركنِ المضيفين و وضع العربةَ بمكانها و هو يرمقُ أندرو الذي يستندُ بظهرهِ على الجدارِ بيداهُ المكتفتانِ إلى صدرهِ و تايهيونغ بجانبهِ يتحدثانِ بأمرٍ ما لا يعلمهُ لكنهما صمتا عندما وصل..

تايهيونغ في الحقيقةِ كانَ يراقبهُ بتركيزٍ من بعيدٍ لكنَّ جونغكوك لم ينتبه بسببِ انشغالهِ بالعمل..

" ما مشكلةُ هذهِ الفتاةِ معكَ ها؟، يبدو أنكَ أعجبتها "

قالَ أندرو بخبثٍ يعبثُ معهُ و كأنهُ لا يعلمُ هوسَ جونغكوك بتايهيونغ..

" إنها تثيرُ تقيئي ! ، كيفَ لشخصٍ أنْ يكونَ دبقًا بهذا الشكل؟! "

فغرَ أندرو فمهُ و ملأتْ آماراتُ الفراغِ وجههُ هو و تايهيونغ..

" قل هذا لنفسك! "

كشرَ تايهيونغ عن حاجبيهِ و رمى عليهِ هذهِ الجملةَ و بعدها تحركَ حيثُ الركاب فقد أتاهُ نداءٌ إلكترونيٌ من أحدِ المسافرين في ذات اللحظة ، لكنَّهُ كانَ يخدعُ نفسهُ ، هو لا يريدُ البقاءَ مع جونغكوك في ذاتِ المكانِ فقط..

ضحكَ أندروُ بخفةٍ و لازالَ على وضعيتهِ و هزَّ وجههُ يمنةً و يسرة ، لكنهُ أحسَّ فجأةً بذراعهِ تُخلعُ من مكانها عندما شدهُ جونغكوك نحوهُ بكلِّ قوةٍ و هسهس أمامَ وجهه..

" سأتغاضى عن فضولي لمعرفةِ الأحاديثِ التي تدورُ بينكًَ و بينه ، لكنْني لن أتغاضى عن كذبكَ بأنكَ لا تعرفُ من هوَ كريستوفر بالنسبةِ لتايهيونغ! ، هيا أخبرني و إلـ.."

" أرجوك أرجوكَ إتركْ ذراعي ! ، أقسمُ أنهُ خُلع! "

تركَ جونغكوك ذراعهُ بقسوةٍ و ضيقٍ ينتظرهُ ليجيبهُ عن سؤالهِ لكنَّ أندرو المسكين نفى برأسهِ و قال بكلِّ ترجي..

" أرجوكَ توقفْ عن ممارسةِ قوتكَ ضدَّ جسدي ، و ثمَّ أنا لا أستطيعُ إخباركَ بخصوصياتِ تايهيونغ! ، أنتَ لا تعلمُ كم أنهُ يقدسُ أسراره! "

" أيها الوغدُ أخبرني و إلا سأطردكَ من العمـ.."

حاولَ الإقترابَ منهُ مجددًا لكنَّ أندرو قاطعهُ و عادَ للحديثِ سريعًا..

" جونغكوك أتوسلك أن تفهم! ، هذدهِ ليستْ الطريقةُ الصحيحةُ التي ستوصلكَ إلى قلبِ تايهيونغ أنتَ فقط ستجعلهُ يبغضكَ أكثر! ، هناكَ أشياءٌ تخصهُ إن قالها لكَ بنفسهِ فحينها ستكونُ قدْ كسرتَ بوادئَ الحواجزِ التي يضعها حولَ نفسه!"

عبسَ جونغكوك لكلامِ أندرو غيرِ المفهومِ بالنسبةِ لهُ فسألَ بنبرةٍ مستفسرةٍ و أقلَ انفعالًا..

" ماذا تعني؟!.."

أخذ أندرو أنفاسهُ و جاهدَ لكتمِ وجعِ ذراعه..

" أعني أنكَ تحاولُ فقط فرضَ نفسكَ عليهِ دونَ أنْ تتقربَ منه بشكلٍ مجدي ، لا تحاولُ معرفةَ الشيءِ الذي يمنعهُ عنكَ و لما هوَ بهذهِ الشخصيةِ التي تنافيك..، جونغكوك إن كنتَ اعتدتَ الحصولَ على كلِّ شيءٍ بسببِ نفوذِ والدك..فتايهيونغ ليسَ أيَّ شيئٍ سهل ،..عليكَ المثابرةُ من أجلهِ و صدقني أشعرُ بأنهُ سيستسلمُ من أجلِ حبهِ لكَ في نهايةِ المطاف.."

و دونَ حسبانٍ تعلقتْ هذهِ الجملُ برأسِ جونغكوك كخصلاتِ شعرهِ ، و أحسَّ أنهُ علمَ شيئًا كانَ يجهلهُ بها ، و صمتهُ الطويلُ كان إشارةً لتأثره..

أندرو و عندما رأى شرودَ جونغكوك بكلماتهِ وجدها فرصةً مثاليةً للهروبِ لكنهُ لم يحزرْ عندما أعادَ جونغكوك سحبهُ من العضدِ و أمرهُ بغضب..

" على الأقل أعطني رقمًَ هاتفه! ، جميعكم تملكونه "

تأفأفَ أندرو بضيقٍ و أبعدَ يدَ جونغكوك عنهُ بصرامة..

" حسنًا و لكن إياكَ أن تخبرهُ أنني أعطيتكَ الرقم! "

..

هبطتْ الطائرةُ في أرضِ جمهوريةِ فنلندا ، البلدةُ التي تقعُ في شمالِ أوروبا ، تلقبُ بالأكثرِ أمانةً و الأكثرِ صدقًا..

كانتْ من بلادِ جونغكوك المفضلةِ و التي سعدَ بأنهُ سيكونُ باستطاعتهِ قضاءُ الوقتِ فيها مع تايهيونغ للتنزهِ و جعلهِ يرى الأماكنَ التي يحبها بها ، لكنهُ الآنَ كانَ أمامَ موظفةِ استقبالِ فندقِ مطار هلسنكي الدولي و علاماتُ الإستياءِ و التبرمِ تملأُ وجههُ ، ليسَ هو فقط بل أندرو و شيلدون كذلك ما عادا تايهيونغ الذي كانَ باردًا..

كانَ السببُ في هذا أنهُ تمَّ إبلاغهم بأنَ العودةَ ستكونُ سريعةً خلال يومين ، و ممنوعٌ خروجهم من الفندقِ إلى حينِ موعدِ الرحلةِ القادمة ، بهذا خططهم جميعًا قد ألغيت ، لكنَّ تايهيونغ لم يبتئس لأنهُ اعتادَ الحظَّ السيءَ منذُ آتى لهم جونغكوك..

" تعلم ؟ ، في حالةِ ما إذا اكتشفتُ أنَّنا في غرفةٍ مشتركة ، سأجعلكَ تنامُ في دورةِ المياهِ أو على سُلم الفندق ! "

حذَّرَ تايهيونغ جونغكوك قبلَ أن تنتهي موظفةُ الاستقبالِ من إتمامِ تأكيداتِ الحجزِ المسبق..

" أنتَ قاسٍ ! "

كانتْ هذهِ المرةَ الثانيةَ التي يصفُ جونغكوك بها تايهيونغ بهذهِ الكلمة..

لكنَّ المضيفَ الوسيمَ تجاهلهُ فقط و أزاحَ وجههُ عنهُ إلى الموظفةِ التي و أخيرًا انتهتْ و أعطتْ الجميعَ مفاتيحَ غرفهم..

تايهيونغ حمدَ الربَّ لأنَّ غرفتهُ كانتْ تخصهُ هوَ وحدهُ و جونغكوك في الغرفةِ التي تجاورهُ لكنَّ الأمرَ كانَ لا بأسِ بهِ بما أنهُ لا يشاركهُ ذاتَ الهواء..

كانَ وصولهم على وقتِ النهار ، لكنَّهم جميعًا كانوا يلهثونَ للنومِ العميقِ و الراحةِ الطويلةِ في أسرةٍ ناعمة ، لذا توجهَ الجميعُ إلى غرفهم للإستراحةِ و تجديدِ الطاقة..

..

" من معي؟! "

هاتفُ تايهيونغ قد رنَّ كثيرًا حتى ضجرَ منهُ و قررَ الإجابة..

" لقدْ أغلقتَ بابَ الغرفةِ قبلَ أن أقولَ لكَ تُصبحُ على خير! "

كفهرَ تايهيونغ ملامحهُ و أبعدَ الهاتفَ عن أذنهِ يرى الرقمَ لكنهُ تأكدَ بالفعلِ أنهُ لم يعطي جونغكوك رقمه لأنهُ غيرُ مسجل ، و من المستحيلِ أصلًا أن يفعل..

" من أعطاكَ رقمي ؟! "

" إنهُ أندرو "

غضبَ تايهيونغ و شتمهُ سرًا..

" إذًا ساءتْ ليلتك و لا تتصلْ مرةً أخرى لأنني سأقومُ بحظرك "

و بعدها أغلقَ الخطَّ بوجههِ و قامَ بحظرهِ بالفعلِ و من ثمَّ رمى هاتفهُ بعيدًا كي يستعدَّ للنوم..

..

الساعةُ الآن تشيرُ إلى التاسعةِ مساءًا ، و تايهيونغ أمامَ حقيبتهِ المفتوحةِ محتارًا في اختيارِ ملابسًا تناسبُ أجواءَ الملهى الليليِّ الخاصِ بالفندق..

لم يكن راغبًا بالذهابِ و لا تستهويهِ أجواءُ الصخبِ من الأساس ، لكنَّ أندرو و شيلدون أصرَّا على حضورهِ و تمضيةِ بعضِ الوقتِ معهما..

في البدايةِ رفضَ قطعًا لكنهُ في النهايةِ وافقَ لإنهما أشعراهُ بالضغط..

اختارَ المضيفُ الوسيمُ شيئًا بسيطًا و غيرَ لافتٍ للإنتباه ليرتديه ، أو أنهُ ظنَّ كذلكَ لأنهُ يجعلُ من القطعِ البسيطةِ تحفةً فنيةً على جسده، لكنهُ للأسفِ ليسَ كجنغكوك الذي يدركُ وسامتهُ و جاذبيتهُ التامة ، لا يعني أنَّ تايهيونغ ليسَ واعيًا على قدرِ جمالهِ لكنهُ لا يحاولُ فعلَ المزيدِ بشكلهِ لإظهارِ فتنته..

هو بالأصلِ مشغولُ البالِ في هذهِ الفترةِ بالتحديد، و تملأهُ الكثيرُ من الأفكار لهذا وافقَ على قضاءِ الليلةِ مع أندرو و شيلدون علهُ ينسى إرهاقهُ المصاحبَ لهُ هذه الأيام ، لكن دونَ الشربِ!..

لأنهُ صاحبُ مبادئ..

فتحَ بابَ الغرفةِ ينثبقُ منها، و عندما همَّ للذهابِ للمصعدِ الآلي تلقى اتصالًا جعلهُ متعكرًا كالعادة..

و مجددًا كانتْ شاشةُ هاتفهِ تضيئُ باسمِ كريستوفر، نظرَ لها مطولًا و قبلَ أنْ يُقرر الردَّ باغتهُ صوتُ جونغكوك المتسائل..

" أهوَ ذاتهُ كريستوفر الذي أستميتُ لمعرفةِ صلةِ قرابتكَ به؟! "

.

.

.

_________________________________________

'3845كلمة'

*شكل تاي بالبارت الجاي*

الشروط : 200 فوت ، 360 كومنت

السلام عليكم ، عندي كلام ضروري جدًا بخصوص الشروط..

الكومنتات الي تحتوي على نقاط وحروف و أرقام عشوائية ماراح تُحتسب، و المرة الأولى بحذف لكن المرة الثانية بيتم حظر صاحبها , بالنهاية أنا انتظر ردود فعل تخص الإحداث كـ اقل تقدير لجهودي و انا غير مجبرة اني اتحمل أسلوب فظ معي لذلك اتمنى تحسنون هذا الموضوع فيكم..

دمتم بخير..

Continue Reading

You'll Also Like

261K 22.5K 52
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
683K 29.3K 41
[ ADULT CONTENT ] لَم أَتَوَقَّع آنِنيَ سأقع في حُبِّ شقيقُ زوجيِ مِن النَّظرَة الْأَوَّليّ كانَ رَجُلٌ مَهِيب يَسْرق الْقُلُوب قَبل الْعُقُول . اعل...
206K 8K 36
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
627K 13.9K 54
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...