أنتَ لي 🩸دُميتي 🩸

By ZahraaFadhel366

85.4K 4.4K 14.4K

بعد منتصف الليل والجميع نائم هنا في هذه الزاوية المظلمة ،اقبع أنا داخل الفراغ . "لماذا أنا محتجز هنا اريد حر... More

الليلة المشؤومة
السجين
بداية العذاب
في وسط الجحيم
الهروب من الجحيم
"الصدمة "
انت.... مجنون
لا أحد يجرأ على الاقتراب من دميتي
إجبار
أنا لم أعد افهمك
وهكذا ولدت دميتي
اليأس
ارجوك ...لا تجبرني
لماذا ...أولست أخاك
أهرب
معنى الألم
أنت من أجبرتني
أنقذوني
بصيص أمل
ألانهيار
الأنهيار ٢
أللوم
الإهتمام
الكوابيس + الهلوسات
الأوهام
ألزهرة ألذابلة
الزهرة ألذابلة ٢
الاسف
سجين الوحدة
ألاصوات
الرسالة
الصدمة
يضنونني مجنونا
الخطة البديلة
ألكوابيس أصبحت حقيقة
ألكوابيس أصبحت حقيقة 2
عدو ام صديق
سماع الحقيقة __ المغادرة
أللقاء المنتظر
في قبضتي
الضيف
الانمي اصبح واقع
ألتحذير
غرفة التجميد
لهيب ألعذاب
ألأنفصال
لا زلت صغيراً
لا مهرب
ألمتملك المجنون
علاقة حب وكره من الجحيم
علاقة حب وكره من الجحيم 2
ألملاك الوحيد
لا تدفعني بعيداً
قدري ونصيبي
ألماضي أراد موتي
إلى أين الهروب _ مأساة
جسد بلا روح
الجانب المظلم
ألخطوة الثقيلة نحو الوداع
لا تفلت يدي
بداية من فراغ
نهاية اللعبة

ألم الماضي

1.2K 59 326
By ZahraaFadhel366

مرحباً جميعاً 👋

هذا البارت من طلب إحدى المتابعين وهو ليس النهاية للأسف حاولت أن انهيها في هذا البارت لأنتهي وألتفت لباقي رواياتي ولكن أتاني هذا الطلب أكثر من مرة وأخبروني أن اوضح لهم طريقة عيش كيلوا مع اسرته مع فقدانه الذاكرة وما هي مراحل استعادته ذاكرته واستعادة النطق ايضا ، لذلك عملت هذا البارت تنفيذاً لهذا المطلب

____________________________


توقفت تلك السيارة الفخمة داخل أملاك أشهر أسرة معروفة بالقتل المأجور  ، فتحت أبوابها لتطأ على أرضها اقدام زعيم المكان وسيده الذي نزل بكل فخامة حاملاً صغيره المفقود بين ذراعيه الذي سقط نائماً أثناء الطريق ، بينما استقبلهم باقي أفراد الأسرة الذين كانوا واقفين ينتظرون وصولهم على أحر من الجمر يتبعهم الخدم الذين اصطفوا بشكل ثابت ومنظم من قبل مدير الخدم غوتو الذي كان أشدهم فرحا وسعادة بعودة سيده من بعد غياب
بعدما افتقد المكان حياته وحيويته أثناء فقده

" ماذا حدث ، ما به كيلوا " اردفت كيكيو بخوف وفزع وتقدمت إليهم بسرعة بعد أن رأت صغيرها بين ذراعي والده مغمض العينين

"شششش " أردف سيلفا محاولا اسكاتها
" أنه نائم ، تعب من الطريق ونام منذ مدة " أردف بهدوء لتزفر كيكيو براحة وهي تتأمل وجه صغيرها الجميل الذي فتح عينيه قليلاً أثر ثرثرتهم

رفع رأسه ببطء عن صدر والده لينظر إليهم بهدوء ، أبتسم سيلفا لينزله على الأرض بهدوء ، نظر إلى كل الموجودين بتساؤل وهو يتأملهم بصمت
انحنى له الخدم المصطفين عاموديا على الجانبين ليلقوا التحية "أهلا بعودتك سيدي الشاب " اردفوا جميعاً بأبتسامة ترحيب له ،بينما اومأ هو برأسه بتردد وارتباك ليلتفت بعدها إلى أسرته ليجد أن جميع الموجودين يبتسمون في وجهه

"اهلا بعودتك إلى منزلك يا بني " اردفت كيكيو بأبتسامة دامعة ومن ثم عانقته ،جفل قليلاً وحاول التملص منها لكن سرعان ما يأس وتركها تعانقه بعبوس لطيف

تركت عناقه ليتقدم إليه أخيه الصغير كالوتو الذي ابتسم إليه بسعادة كبيرة بينما بقي كيلوا ينظر إليه بصمت
"أهلا بعودتك اخي" أردف بهدوء وصوت خانق ليقوم بعناقه بسرعة

" اشتقت اليك كثيرا" قال بأبتسامة دامعة وهو يحتظنه بقوة بكل حب واشتياق ، عقد كيلوا حاجبيه بحزن ومن ثم رفع يده ببطء وبادله العناق بحنان ، بقوا هكذا للحظات قبل أن ينفصلوا ، مسح كالوتو دموعه واومأ بأبتسامة دامعة ليبادله كيلوا بأبتسامة لطيفة ليكشكش جده زينو شعره بلطف
التفت إليه ليردف الجد بأبتسامة "أهلا بك بيننا أيها الصبي الشجاع"

أبتسم كيلوا واومأ برأسه وهو ينظر إلى جده
" هذا هو جدك زينو " أردف سيلفا مشيراً إلى زينو الذي اومأ بأبتسامة
وهذه والدتك وهذا كالوتو وهذا هو أخاك ميلوكي "
ما أن أردف بإسم ميلوكي التفت إليه كيلوا بتفاجأ ونظر إليه بأشمئزاز كون كلمات بلغة الاشارة يقول فيها
" هل هو اخي حقاً ؟! هل انت متأكد من ذلك "
أردف ذلك بعبوس ليقهقه سيلفا وزينو عليه بأعلى صوتهم بينما عبس ميلوكي وتساءل كيكيو وكالوتو

" أجل أنه اخيك ، أنه فرد من العائلة أيضاً "
أردف سيلفا بضحك
" لكنه سمين وقبيح ، أنه لا يشبهك حتى " أردف بعبوس وهو ينظر إلى ميلوكي الذي أدار رأسه إلى الجانب بعبوس غاضب بعد أن علم ما يقصده كيلوا

" أنه مفيد في شيء ما ، حسنا لنتوقف الان عن المزاح مهما يكن يبقى اخاك " أردف سيلفا واومأ كيلوا بطاعة ، استدار عنهم ومد يديه ورفعها إلى الجانبين
رفع رأسه لأعلى وهو يستنشق كمية كبيرة من الهواء قبل أن يزفره براحة وهو لا زال مبتسم
التفت ليعود للنظر إليهم وهو يكون بضع كلمات بلغة الاشارة  التي لم يفهما أحد

"ماالذي يقوله ؟! "

" يقول إنه افتقد الهواء الطلق كثيراً"
أردف زينو بأبتسامة صغيرة وهو ينظر إلى كيلوا بينما اومأ كيلوا بأبتسامة لطيفة وهو ينظر إليهم بمرح وسعادة

جثى سيلفا على ركبه واحدة وأخذ كتفي كيلوا ليردف بهدوء 
"هذا المكان يكون كله ملك لك "
قال ذلك ليتفاجأ كيلوا وليفتح فمه قليلاً من الصدمة استدار ناظراً إلى جميع الاتجاهات ثم عاد للنظر إلى والده ، فتح يديه ورفعها في الهواء ، حركهما ثم عاد ليضع إصبعه على نفسه بمعنى " هل كل هذا ملك لي أنا ؟!"

أومأ سيلفا بأبتسامة ليردف
" كله ملكك انت لانك الوريث " أردف بذلك لتنعقد حاجبي كيلوا

" وريث هذا المكان كله " اكمل سيلفا بهدوء
تكلم كيلوا بلغة الإشارة ليكون بضع كلمات مفادها
" لماذا أنا ؟! أليس لديك إبن أكبر ليرث كل ذلك "
نظر سيلفا إلى الجانب للحظات ، تنهد ثم عاد للنظر إلى كيلوا ليردف
" حسنا لنقل انك الأهم الآن من بينهم "

بقي كيلوا صامتاً وهو ينظر إليه التفت ليجد أن الجميع يبتسم له بنظرات حزينة ، عبس بشكل لطيف ثم فجأة فتح فمه بتفاجئ وابتسامة كبيرة على وجهه
ترك والده ومن ثم توجه إلى الأمام وهو ينظر إلى مدى ضخامة ميكي الذي أتى ووقف خلفهم
تقدم إليه ببطء وهو ينظر إليه ، بينما جلس ميكي و انحنى برأسه لأسفل ملقي التحية بأحترام لسيده الصغير

استدار إلى والده بأبتسامة كبيرة على وجهه وملامح الصدمة واضحة على وجهه من مدى ضخامة ميكي
بينما اومأ له سيلفا وابتسم له بلطف
مد كيلوا يده بهدوء ليبداعب بها فروة رأس ميكي الذي أخرج لسانه الطويل وأصبح يهز ذيله كجرو صغير ، ضحك كيلوا بصمت وأستمر بمداعبته ليقوم ميكي بلعقه بلسانه الكبير من أخمص قدميه إلى أعلى رأسه ملطخا إياه باللعاب
بينما بقي كيلوا متحجرا مكانه بشكل مضحك ليقهقه عليه أفراد الأسرة

أبعد اللعاب اللزج عن وجهه وعينيه بأشمئزاز ونظر بعبوس إلى ميكي الذي يلهث بشكل أبله ويود اللعب

" هههههههه يبدو أن ميكي قد اشتاق إلى اللعب معك أيضاً  لدرجة تغطيتك كاملاً بلعابه" قهقه سيلفا بينما استدار كيلوا للنظر إليه بعبوس
" حممم " حمحم سيلفا بهدوء
" حسنا هيا الى القصر للننظفك جيداً من لعاب ميكي ومن ثم لنتناول العشاء "

سار كيلوا مع والده بضع خطوات ، توقف ثم ألتفت  للنظر إلى ميكي ليجده ينظر إليه بحزن وهو منزل أذنيه الكبيرة ، ركض إليه وقام بعناقه من رقبته الكبيرة ليفرح ميكي ويعود ليهز ذيله بسعادة
أبتعد عن عناقه ثم الصق جبهته الصغيرة بجبهة ميكي الكبيرة وهو مغمض العينين بينما نظر إليه أفراد الأسرة جميعاً بأبتسامة

أبعد رأسه عن ميكي لينظر إليه بأبتسامة لطيفة
وهو يربت على فروة رأسه ليعده باللعب معه مرة أخرى ثم ركض ليعود بجانب أسرته ، التفت إلى الوراء بأبتسامة وهو يلوح بيده إلى ميكي الذي بقي مخرج لسانه ويهز بذيله بسعادة وهو ينظر خلفهم

.
.
.

جلس أمام تلك الطاولة الفخمة المليئة بكل أصناف الطعام اللذيذ

(تخيلوا أن كل الي في الطاولات هدول موجود على طاولة الزولديك  🌚 ومرتب بشكل جميل ولبق بالنسبة لأسرة فخمة مثلهم )

نظر بتفاجأ وبفم مفتوح قليلاً إلى كل ما هو موجود على الطاولة المليئة بكل أنواع الطعام الذي لم يخطر في بال أحد ، بقي ينظر بصدمة إلى كل ما هو موجود بينما نظر سيلفا وزينو إلى بعضهم بحواجب معقودة من الحزن والأسى ليعودوا وينظروا إلى كيلوا الذي يحدق بصمت دون أن يأكل

"يمكنك أن تبدأ بتناول طعامك يا بني " أردف سيلفا ليرفع كيلوا رأسه وينظر إلى والده ليجده يومأ له بأبتسامة وهو يشير له للبدأ

أومأ كيلوا برأسه وأخذ أول لقمة في فمه لتتوسع عينيه وتلمع بسعادة من الطعم اللذيذ ، ابتسم وهو يمضغ بسىرعة ليبدأ بتناول باقي الأصناف بسعادة بينما بقي أفراد الأسرة ينظرون إليه بحزن وشفقة

ابتسمت كيكيو بحنان ومدت يدها لتمسح عن خده الطعام ولكن ...ما أن مدت يدها حتى توسعت عيون كيلوا بخوف وصدمة لتختلط الذكريات السيئة تفكيره السعيد على شكل موجة سريعة اختلط من خلالها الخوف ، الرعب والالم
تلك اليد التي لطالما مدت إليه للامساك به
لتعذيبه ، اغتصابه ، ضربه ، تعنيفه ، حرقه ، كل شيء
كل تلك المساوئ حدثت بسبب تلك اليد التي مدت إليه

نهض من مكانه بسرعة فزعا وهو ينظر برعب ويلهث نظروا إليه أفراد الأسرة بتفاجئ ليروا أن جسده يرتجف بخوف ، نظر إليهم بصمت وهو يلهث ويرتجف ، أبتلع بنفس مرتعش ثم استدار وغادر إلى غرفته مسرعاً

التفت الجميع لينظر إلى سيلفا الذي أبعد صحنه من أمامه بتنهد ، وضع يديه على الطاولة ليريح ذقنه عليها وهو ينظر لأسفل

"لقد شبعت" أردف ووقف من كرسيه فجأة
" لكنك لم تأكل شيئاً " اردفت كيكيو وهي تنظر إليه بينما هو متجه نحو الباب
"وكيلوا أيضاً لم يأكل" أردف بهدوء ومن ثم خرج من الغرفة قلقا على صغيره ليتجه إلى غرفته

فتح باب الغرفة لتتوسع عيناه بصدمة ومن ثم دخل الغرفة مسرعاً بعد أن وجد صغيره يصارع أنفاسه بعد تعرضه لنوبة هلع ، التفت إلى والده بعيون دامعة وهو يشهق بحثاً عن الهواء بينما جسده يرتعش بعنف وقد باتت بشرته الخزفية البيضاء الآن حمراء تبين شدة أختناقه

تذكر سيلفا كلام الطبيب عن سوء حالته وعن الإجراءات المطلوب اتخاذها في موقف كهذا
لذا وضع كف يده فوراً على فم صبيه الصغير الذي ينازع أنفاسه
" ببطء ، تنفس ببطء  " أردف سيلفا بهدوء قدر الإمكان بينما لا زال كيلوا يشهق الهواء
"أنت تعاني من فرط التنفس ، تنفس من أنفك ببطء وستعود إلى طبيعتك " أردف سيلفا بهدوء
"ببطء ، ببطء "

(هذه هي الطريقة الصحيحة للذين يعانون من نوبات الهلع وفرط التنفس ، التنفس من الانف يوزع الهواء وبذلك يبعث على تهدئة الشخص المصاب بذلك تهدأ نوبته )

خلال لحظات هدأ كيلوا وبقي ينظر إلى والده بعيون دامعة ، رفع يده المرتعشة محاولا أبعاد يد والده الذي فهم الأمر ولاحظ تحسنه ليبعد يده ويقوم بأجلاسه على سريره بلطف ، رفع رأسه وهو لا زال يلهث قليلاً لينظر إلى والده ، تجمعت الدموع في عينيه ليجلس سيلفا ويقوم بعناقه بحنان دون مضايقة العناق عليه لأنه لا زال ليس بخير

بكى في صدر والده حتى تورمت عينيه
بينما بقي سيلفا يحتظنه بصمت وهو يصك على أسنانه بحزن ، لاحظ هدوئه ليبعده عن صدره برفق ليجد أنه قد نام متعباً بسبب ارهاقه لشدة البكاء بالإضافة إلى نوبة هلعه المفاجئة

امسكه برفق ليضعه على سريره بلطف ومن ثم قام برفع الغطاء ليغطيه بهدوء ، مسح دموعه العالقة في عينيه ليلتمس بيده خده الخزفي وهو يداعبه بلطف وهو نائم بينما هو يبادله بنظرات منكسرة وحزينة

.
.
.

بعد بضع ساعات
فتح عينيه الزرقاوين بوهن وهو يحاول أستيعاب ما حدث ،"أستيقظت" نظر ببطء إلى الجانب ليجد أن والده يجلس بهدوء وهو يتأمله بأبتسامة لطيفة
نهض من مكانه بصداع خفيف في رأسه ليجلس والده بجانبه على السرير
"الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل ، هل انت جائع ؟! تريد أكل شيء ما "
أردف بأبتسامة وهو يبعد خصلات شعره عن عينيه

بينما بقي كيلوا ينظر إليه بصمت ووجه ناعس ومتعب ، ابتسم بلطف واومأ لوالده ببطء ليبادله سيلفا الابتسام "غوتو " أردف بهدوء ليدخل غوتو الغرفة من فوره بعد أن كان لا يبرح مكانه من أمامها
لينظر إليه كيلوا بتفاجأ

"نعم سيدي " أردف بأحترام وصوت رزين
" جهزوا العشاء واحظروه إلى هنا ، فأنا وصبيي الشجاع نشعر بالجوع الان" أردف بأبتسامة وهو ينظر إلى كيلوا
"امرك سيدي " أردف غوتو بأبتسامة صغيرة ومن ثم انحنى

"أضف صحن آخر غوتو "  أردف زينو الذي دخل لتوه بينما التفت الجميع للنظر إليه

" ماذا ؟! أنا أيضاً أستيقظت جائعاً" أردف بعبوس ليقهقه كيلوا بصمت عليه

جهزوا الطاولة واحظروا ما تشتهيه الأنفس
تناولوا الطعام وتبادلوا أطراف الحديث
بينما بادلهم كيلوا بلغة الإشارة والضحك الصامت الذي زاده لطفا

أستمر الوضع الهادئ والجميل في القصر لبضعة أيام استعاد كيلوا من خلالها صحته قليلاً وبدأ بالكلام المتقطع بشكل قليل يومياً بسبب تحسن حنجرته قليلاً، إلى أن حدث أمر كركب أوضاع القصر بأكملها وتحول مزاج زعيم الأسرة من لين ولطيف إلى حاد المزاج وغاضب مما اخاف كيلوا منه وجعله حذراً من اغضابه

غضب سيلفا كثيراً بسبب ما سمعه وما وصلته من أخبار عن إيلومي
بالرغم من محاولة العثور عليه إلا أنه في كل مرة يفلت بها بطرقه المعتادة في التنكر بالنين بالإضافة إلى مساعدة هيسوكا له ككل مرة ، ولكن هذا كان مختلفاً ككل مرة  ف دون أن يختفي أو يتنكر إلا أنه واجه جميع الحراس التابعين للزولديك وقام بقتلهم جميعاً مع ترك رسالة أشعلت النار في داخل سيلفا

"دميتي لي وحدي ولن تستطيع أبعاده عني مهما حاولت ، وسترى"  هذه الكلمات نزلت كالصاعقة على مسامع سيلفا وكيف يتحداه إبنه ، إبنه الكبير وبكره الذي لطالما أمن بأخوته الصغار لديه ، إبنه الذي لطالما كان محط اهتمامه وثقته في كل شيء أصبح الآن مجنوناً ومهووسا للحد الذي يتحدى والده وجها لوجه

للحد الذي أختطف به أخاه الصغير وعذبه وقام ببيعه لألذ عدو له ، بسببه أخيه يعاني ، بسببه كاد أن يموت عدة مرات ، بسببه كاد أن ينهي حياته بسبب الضغط النفسي والجسدي الذي حدث له جراء التعذيب القاسي والعنيف ، التعذيب الذي أخذ منه صحته وصوته وحتى ذاكرته وأبقاه دون أي شيء
تركه فقط مع مرضه ونوباته المؤلمة التي أضعفت بنيته وكوابيسه التي سرقت النوم من عينيه لعدة ليالي لتورث داخله الالم و الحزن والخوف من أي شيء

" لا اصدق ، اريد ان اعرف حقا ماذا حدث لدماغه حتى أصبح هكذا ، هل تلقى ضربة أفقدته العقل أم ماذا " اردفت كيكيو بقلق وحزن ليصك سيلفا على أسنانه ويعتصر يديه وهو صامت يفكر بتلك الرسالة بينما بقي أفراد الأسرة جالسين بصمت على طاولة الطعام ومن بينهم كيلوا الذي ينظر إليهم ببراءة وعدم فهم ما يجري

" لقد خرج عن حده تماماً والأمر لم يعد يسكت
عليه "أردف زينو بحدة

"أبي لا تقل ذلك ارجوك ، ربما أن تكلمنا معه وأريناه خطأه فسوف يندم ويعود  "اردفت كيكيو بنبرة توسل بينما اغمض سيلفا عينيه وهو بالكاد يتمالك أعصابه

"لم يعد ينفع معه أي شيء ، لقد تجاوز حدوده تماماً ألا يكفي كل ما فعله إلى الآن يأتي ويتحدانا أيضاً"أردف زينو بغضب

" أرجوك يا ابي لا تكن عصبياً وقاسيا هكذا ، انت تعلم ما مر به مهما كان الأمر فأيلو....
لم تكمل كلامها حتى صرخ سيلفا وضرب بيده على الطاولة بقوة ليجفل الجميع وينظر إليه

"هذا يكفي كيكيو " أردف بغضب وهو ينظر إليها بنظرة حادة ومخيفة لتصمت وتنزل رأسها بحزن

أزداد غضبه كثيراً ومن ثم رطم صحون الطعام من أمامه لتسقط على الأرض وتتكسر بينما جفل كيلوا وأرتعب خوفاً واقفاً من مكانه وهو يلهث برعب وينظر إلى والده بصدمة 

تمالك أعصابه بصعوبة ونظر إلى كيلوا
"كيلوا " أردف بهدوء قدر الإمكان وحاول الاقتراب منه لكن كيلوا تراجع إلى الخلف بسرعة والتصق بالحائط واضعاً يده على وجهه وهو يرتجف بخوف منه

نظر إليه ليصك على أسنانه بغضب عندما رأى ملامحه الخائفة والمرتعبة ومن ثم أمسك به من كتفيه بقوة وأصبح يصرخ في وجهه
" لا تكن هكذا !! ليس لدي أبناء ضعفاء ومثيرون للشفقة ، لا تكن ضعيفا هكذا أنت أقوى من ذلك "
صرخ به بصوت حاد ومخيف وأعتصر كتفيه بقسوة

"سيلفا !!." صرخ زينو واستدار سيلفا لينظر إلى والده الذي يرمقه بنظرات غاضبة

"دعه وشأنه الا ترى ما آلت اليه أفعالك " أردف بصوت حاد وغاضب

استدار وعاد للنظر إلى كيلوا الذي ينظر إليه بعيون متوسعة من الصدمة وهو يبكي دون صوت و يرتجف بخوف منه 
أرخى يديه وترك كتفيه ببطء وما أن رفع يده عنه حتى ركض كيلوا وهرب بسرعة تاركاً المكان

نظر إليه سيلفا بحواجب معقودة من الحزن ثم أنزل  رأسه بحزن وقلة حيلة
" أنا آسف يا أبي ، لا اعلم ماذا حدث لي ولكن كلما رأيته هكذا ضعيفا ومنكسرا لا أتمالك اعصابي
لا أريده أن يكون هكذا أريده أن يعود كالسابق كما كان ، كيلوا القوي ، المرح ، ذو الشخصية الباردة والمستفزة  ، لم أعد اتحمل رؤيته هكذا بعد الآن "
قال ذلك وهو يعتصر قبضتيه بقوة وهو منزل رأسه بيأس وأنكسار

" أنا اوافقك في هذا ، جميعنا غاضبون ومشتاقون لعودته لطبيعته لكن ليس هكذا ،ألا ترى حالته
ألا ترى كم يحارب ، لقد خرج من فم الموت وفقد ذاكرته وافتقاده النطق زاد الأمر سوءاً
الا ترى كم يحارب ليكون طبيعياً قدر الإمكان ، جيد جداً أنه لم يحاول قتل نفسه إلى الآن رغم ما حدث له " أردف زينو ليصك سيلفا على أسنانه بندم
نهض من مكانه  مستقيماً بوقفته ليخرج من الغرفة ويتبع صغيره المنهار بعد قلقه عليه من أن يحدث له شيء أو يتعرض لنوبة أخرى

فتح الباب برفق ودخل ليجد صبيه المسكين مختبئا تحت الأغطية وهو يبكي وجسده لم يتوقف عن الارتجاف ، تنهد ثم اقترب ببطء ومد يده

"كيلوا " أردف بهدوء وما أن لامست يده كتف كيلوا
حتى نهض بسرعة وابتعد فزعا وأصبح يهز بيديه ويبكي ويترجى بخوف حرك يديه المرتعشتين وأصبح يكون كلمات اعتذار بلغة الإشارة
" أبي أنا آسف لن أكرر ذلك ثانية ، أرجوك لا تضربني أرجوك لا تؤذيني "

عض سيلفا على شفتيه المرتعشة وهو ينظر إلى صبيه الصغير وهو يحاول جاهداً أن يجعله يسامحه بشفتاه المرتعشة وعيونه الدامعة
"ليتني أعلم فقط ما فعلوه بك حتى جعلوك هكذا "
قال سيلفا في نفسه بحزن

مد يديه وقام بعناقه بسرعة ، احتضن صغيره وضمه إلى صدره بقوة
" لن اؤذيك يا بني ولن أسامح الشخص الذي فعل بك كل هذا  ، لن اسامحه أبدا " أردف بحزن وصوت خافت
بينما تجمعت الدموع في عيون كيلوا مرة أخرى ، رفع  يديه المرتعشتين بتردد وثم امسك بظهر والده ليبادله العناق أيضاً

.
.
.
.

كيلوا :
______

الموت المتخفي في زي الحب وصلنا أخيرًا
الرطوبة تغطي وجهي وبأرتياح أرى أنه ليس دماء أجلس في منتصف السرير ، أعانق ركبتي وانا أبكي وأرتجف ، عادت تلك اللحظات إلى ذهني وأنا أعاني دون أن أعرف ما إذا كانت أحلاماً أم ذكريات بطريقة أو بأخرى  تبقى في ذهني ، مما يمنعني من نسيانها وبقدر ما أحاول جاهداً نسيانها عادوا من أجلي ، وأظهروا الضعف الذي أحاول جاهداً إخفاءه

أنا أرى الندوب على كامل جسدي، ندوب الموت
التي طبعت على جسدي كل ذكرى مشؤومة في ذلك الجحيم والتصقت بذاكرتي آخذة كل لحظاتي السعيدة وطفولتي البريئة ، تلك الندوب التي سرقت حياتي وحريتي ، صحتي وحتى ذكرياتي السعيدة

والعلامات تصبح ندوبا للحياة ، لأنني اخترت أن أصدق أن هناك شيئًا للعالم أكثر من الألم
إنهم لا يظهرون ما خسرته بل ما ربحته
كما يقول معالجي أظهروا لي مدى قوتي ، لأنه على الرغم من وجودهم ، ما زلت هنا  صامداً واحارب إلى الآن ، تجعلني أقوى وأشجع عندما اتغلب عليها

كما أن جدي أخبرني أيضاً
" إن البكاء لا بأس به أحيانا ، لا يبكي الناس دائماً لأنهم ضعفاء بل يبكون أحياناً لأنهم كانو أقوياء لمدة طويلة وبقو صامدين لوقت أطول " طبعت كلماته أكثر في داخلي وشجعتني أكثر وان لا أحتقر نفسي مجدداً أو أشعر بالضعف والخجل مما أنا عليه بسبب حالتي

حاولت التكيف مع البيئة الجديدة لكن كان هناك
شيء واحد لا يمكنني التكيف معه ، أحيانا اعاني من الصداع وهناك أوقات يغمى فيها علي فجأة دون سابق إنذار بأنف نازف بسبب تداعيات الحادث كما قال طبيبي
تلك العيون التي تنظر إلي فقط بشفقة وحزن
نظراتهم مختلفة عن النظرات العادية ، ينظرون إلي بنوايا حسنة وغامضة كأنهم يخفون شيئا عني ، شيئا لا يجب أن اعرفه ، إذا كان علي أن أعيش هكذا لبقية حياتي فعلي أن اعتاد على ذلك ، هذا ما اعتقدته

"كيلوا ، هل أنت بخير يا بني " أردف سيلفا بقلق
بينما بقي كيلوا ينظر إليه فقط

كيلوا في نفسه ( تلك العيون التي تنظر إلي بشفقة ، لقد بدأت اعتاد عليها ولكنها في نفس الوقت كانت تزعجني وتحزنني لسبب ما   )

لما احط هيك () يعني الشخصية تخاطب نفسها

" أجل ، أنا بخير " أردف كيلوا بتعب
(أشعر كما لو أنني سأتقيأ)

" أنت لا تبدو بخير ، انت تتعرق كثيراً ، هل انت متأكد من أنك بخير "

"لا بأس " أردف كيلوا بصوت خافت ووقف
" أنا ..أنا ، فقط بحاجة إلى الراحة قليلاً " أردف بصوت متعب ومن ثم خرج من الغرفة

" كيلوا !!"

"لا بأس ، سأتبعه أنا سيدي " أردف غوتو وخرج مسرعاً ليلحق بكيلوا بينما ركض كيلوا خارجاً وهو يركض ليدخل غابة منزلهم ، وبينما هو يركض امسكت يد قوية بذراعه ، ألتفت بعيون دامعة
ليجد أنه غوتو

"هل انت بخير سيدي ، هل انت مريض ؟! أردف غوتو بقلق
بينما ابعد كيلوا يده ووضعها على رأسه
"فقط أشعر بالدوار قليلاً" أردف بتعب

" توقف عن التظاهر ، وجهك شاحب للغاية أنا قلق عليك سيدي "

"أبتعد عني " أردف كيلوا وابتعد عن غوتو وهو يلهث
"ألا تفكر في نفس الشيء لذا تقول ذلك ؟! أعاني من إصابة في الدماغ واضطررت إلى التعايش مع ذكريات مفقودة عن أسرتي ألا تجد هذا مثيراً للشفقة ألا تشعر مثل الباقين أيضا" صرخ وفجأة امسك برأسه بقوة وهو يلهث

(من المؤسف أن يعاني صبي مثلك كل هذا العذاب)
(كل ما يحدث بسبب والدك لذا لا تلم أحد سواه)
توسعت عيون كيلوا وهو ما زال ممسك برأسه بقوة
بينما يكلمه غوتو ولكنه لا يجيب ولا حتى يسمع ماذا يقوله

(" سأحرق لك قلب ولدك الصغير مثلما حرقت قلبي على ولدي ، سأجعلك تعيش الالم والعذاب الذي عشته ") لهث كيلوا بألم وسقط أرضاً بسبب تلك الذكريات الضبابية التي اجتاحت عقله فجأة
( لم يعد لدي إبن مثله بعد الآن ، أفعل ما تريد فعله به أنا لم اعد أكترث ")

اجتاحت تلك الذكريات في عقله بسرعة ليغمض عينيه  بألم ومن ثم يعود لفتحهما وهو لا زال يلهث بعمق بين ذراعي غوتو الذي يصرخ بقلق "افتح عينيك ، هل يمكنك رؤيتي ، تنفس فقط تنفس  "
سعل كيلوا وهو يلهث بعمق بينما بدأت رؤيته تتشوش وهو ينظر إلى غوتو

"انا بخير غوتو " أردف بصوت خافت ومتعب
" سأصبح افضل لذا .. "
"ما الذي تتحدث عنه أنت تتألم للغاية " صرخ غوتو بخوف وقلق بعد أن رأى الدماء تخرج من أنفه

"لا تغضب ، إن فعلت ذلك فأنا ...."
أردف بصوت خافت وضعيف ولم يكمل كلامه حتى سقط مغما عليه

.
.
.

يفتح عينيه ويغلقها بتعب وهو ينظر بنظرة ضبابية بينما يحمله غوتو ويركض به عائدا الى القصر
"قليلاً ، قليلاً بعد ونصل لا تغمض عينيك ، أستيقظ سيدي  " اردف بخوف وقلق وهو يركض ليعود كيلوا ويغمض عينيه بشكل دائم

(أشعر بالنعاس، اذا نمت فأريد أن أبقى لفترة طويلة هكذا )

" ممممم " تمتم كيلوا بصوت خافت وفتح عينيه بصعوبة ليجد نفسه في غرفته وأفراد أسرته يحيطون به بخوف وقلق واضح على وجوههم
"كيلواا ، هل تسمعني ؟! " أردف والده سيلفا بقلق

"اممممم"تمتم وهو ينظر إلى والده

"كيلوا ، هل تعرف من أنا " أردف زينو
"نعم " أردف بصوت ضعيف جداً وخافت
ومن ثم اغمض عينيه بتعب ليغط في النوم منهكا

" الإصابة بالصداع الغامض المصحوب بالنوبات ونزيف الأنف ، أنه أحد الآثار الجانبية للحادث " أردف سيلفا وهو ينظر إلى كيلوا وهو نائم

" يبدو أن كيلوا يحارب الذكريات المدفونة في ذهنه
دون أن يدرك ذلك " أردف زينو بهدوء

"يقول كيلوا أنه يريد التذكر ولكن ، اتمنى ان يدرك أن النسيان ليس أمراً سيئا دائما  " اردفت كيكيو بصوت حزين بينما هي جالسة على طرف السرير وتداعب خصلات شعره الثلجية بينما بقي الآخرون ينظرون إليه في صمت

( أنظر حولي ببطء ألم نكن في هذا المكان بالضبط من قبل؟ كل ما أراه هو رواق طويل رمادي ، يتفرع إلى ممرات أخرى على الجانبين ، وعلى الجانبين الآخرين سلالم كبيرة ممتلئة الشكل تنحني إلى نمط مربع لأعلى ولأسفل ، غون معي ونحاول إيجاد طريقة للخروج من هذا المكان
أينما كنا نبدأ في الجري ، لكننا وصلنا للتو إلى مدخل آخر يبدو تمامًا كما لو عدنا إلى نفس الطريق 
"أين نحن؟" سألته لكنه لا يستجيب هو فقط يحدق بي ثم يبدأ في الهرب في القاعة ليجد نورا أمامه ويخرج منه

أحاول أن أتبعه لكن قدمي أصبحت عالقة فجأة
أصرخ بإسمه لكنه لا يلتفت إلي لقد خرج وتركني بمفردي في الظلام  ، تشوشت رؤيتي وبدأت أشعر بالدوار وكأنني لا أستطيع التنفس وبعد ذلك أصبح كل شيء أسود.

أستيقظت لأجد أن وجهي لأسفل على سريري ، ووجهي محشور في وسادتي
كل شيء أسود ،أحاول أن أرفع رأسي عن الوسادة  لكن حينها أدركت أنني لا أستطيع
أحاول أن أتحرك وأرفع وجهي ، وذراعي ، ورجلي  لكن هذا لا جدوى منه أيضاً ، أنا متجمد تمامًا.

أحاول أن أفتح فمي واصرخ لطلب المساعدة  لكني لا أستطيع ، الحبال الصوتية لا تعمل كأن أحد يغطي فمي ويمنعني عن الصراخ ، لا أحد يأتي لإنقاذي.
بدأت أختنق وشعرت بالرغبة إلى البكاء ولكن لا يمكنني ذلك ، أنا بالكاد أستطيع التنفس ، أنا أختنق.
أنا أختنق ! أصابتني موجة من الذعر ولا أستطيع التحرك ، فتغمر ذهني فقط ، وتغمرني.

ساعد... ساعدوني من فضلكم ! لا أستطيع التنفس. الناس يختنقون حتى الموت في مثل هذا الوضع هل سأموت؟ ساعدوني !  ، أريد أبي ، من فضلك أبي  تعال وساعدني ، أي شخص لمساعدتي
لكن لا أحد يرد

سأختنق ! أنا أعاني من أجل التنفس ،
فكر في الجميع فلا أحد يريدك أن تموت هكذا.
خذ نفسًا عميقًا يمكنك أن تأخذه كيلوا ، يمكنك القيام بذلك.
شجعت نفسي وانا أتنفس بأعمق ما أستطيع من خلال القماش الثقيل ، داخل وخارج
حتى يبدأ الشعور في النهاية في العودة إلى جسدي ،يمكنني التحرك الان مرة أخرى !
أسحب نفسي ببطء شديد ، وأتناول شهقات هواء حادة وأنا أتنفس بعمق ، يبدو الهواء نظيفًا وباردًا
  إنه يحرق رئتي قليلاً ، ثم أصابني إدراك قرب موتي وأصابني الذعر من جديد ولأول مرة ، حسنًا ، في من يدري كم من الوقت ، انفجرت في البكاء بشدة دون أي أحد بجانبي

أستيقظ سيلفا بألم في صدره
كيلوا !! لسعة الإدراك إصابته واجبرته على الخروج من السرير بسرعة ، اندفع دون حذائه وركض مثل وميض متجهًا نحو غرفة صغيره
أنطلقت الشمس في الأفق ، السماء هي مزيج من ألوان الشتاء والألوان الداكنة ، أدى النسيم البارد إلى برودة أنف سيلفا وهو يندفع مثل الريح نحو غرفة كيلوا

  فتح بابه واسترخى أخيراً عندما وجد صغيره في أمان في سريره ، لكن كيلوا لم يكن بخير كان يلهث ، يرتجف ، ويتعرق ، كان يعاني من ألم لا يطاق لم يستطع سيلفا تفسيره
لم تكن عيناه مركزة على أحد
"كيلوا؟" ببطء اقترب منه سيلفا لمس كتفه على مضض وأعطى ضغطا خفيفا حتى ركزت عيون كيلوا الدامعة عليه أخيرًا

"أبي". قال بلهفة وقفز لعناقه 
"أ، أبي" ارتجف كيلوا وصوته ضعيف ومنكسر.  عبس سيلفا بحزن  وحدق بصمت في ابنه وهو يفرك الدوائر المهدئة على ظهره

سيلفا بوف
________

الشرفة الحجرية باردة مثل الجليد على قدمي العاريتين عندما ركضت إلى غرفة كيلوا لكني لم أهتم ، ف عندما دخلت وجدت كيلوا يجلس هناك منحنياً ، يبدو شكله الصغير صغيراً جداً وضعيفا مع الطبيعة الكاشفة التي يتمتع بها الضوء الرمادي الذي يندفع من النافذة في الصباح الباكر

  ألف ذراعي حوله وهو يتشبث بقوة ، يرتجف ويبكي. "كيلوا ! ماذا حدث ؟!" أقول مذعور بسبب رد فعله
" أ...انا ..ل ...لم استطع التنفس " تمتم بصعوبة
و دموعه تنقع قميصي

"ماذا !؟ لماذا !؟ ماذا حدث؟" أعلم أنني أستجوبه كثيراً  لكنني قلق ، لماذا لا يستطيع التنفس؟ هل فعل أحد ذلك به؟ هل أذاه أحد ؟ كما إنه يمسك بي كما لو أنني سأتركه ،  أرشدته لأخذ أنفاس عميقة وبطيئة وهو يهدأ قليلاً.

"الآن ،" أقول ببطء و بلطف ، "من فضلك أخبرني بما حدث." يومأ برأسه ويبدأ في الشرح.
أخبرني أنه كان يعاني من كابوس واستيقظ ووجهه لأسفل في الوسادة غير قادر على الحركة أو الكلام
لقد كان يختنق دون وجود أحد لمساعدته ،  كان يعتقد أنه سيموت ولكن لم يستطع أحد مساعدته لأنه لا يستطيع الاتصال بهم ،  أخبرني أن الأمر استغرق بعض الوقت حتى عاد إلى طبيعته واستطاع التنفس ، وبمجرد حدوث ذلك لم يكن بإمكانه سوى الابتعاد ببطء ، وبمجرد أن تمكن من التحرك بشكل كامل بدأ في البكاء 

أستمع بصبر وهو يشرح لي ، صوته يرتعش
يستغرق الأمر بعض الوقت لإخراج الجمل ، لكنني أنتظر ، بمجرد أن انتهى أومأت برأسي وعانقته بشدة
  "لم أسمع ذلك من قبل". أنا لا أعرف حقًا ما حدث لك ، لكنك ستكون على ما يرام يا بني
الآن دعني أبحث عنها لأعرف سبب ذلك "

أخرجت هاتفي وأبحث عن أعراضه. "شلل النوم" قرأت من على الشاشة ، قرأت التعريف
كيلوا يطل من فوق كتفي لينظر أيضاً
ابدأ بالشرح له "بشكل أساسي ، يبدو أن جسمك دائمًا ما يتجمد هكذا عندما تنام ، لذلك لا تتحرك كثيرًا أثناء النوم وتؤذي نفسك عادةً بسبب كابوس معين ، يختفي هذا قبل أن تستيقظ لكن في بعض الأحيان لا يحدث ذلك وعليك الانتظار بعض الوقت لكن لسوء حالتك شعرت بالذعر لذلك لم تستطع التنفس بشكل جيد و لسوء الحظ أيضا استيقظت على وجهك مما زاد من اختناقك
اشرح وهو يومئ لي

"هل كنت تعاني من هذا دائما؟" سألته
"لا أستطيع أن أتذكر " أردف بحزن و ألقي نظرة على الشاشة مرة أخرى.

أقول: "يبدو أن بعض الناس أكثر عرضة له من غيرهم  بسبب أمور حدثت معهم وله مستويات متفاوتة من الشدة"
"هل تعتقد أنني سأبدأ في الحصول عليه كثيرًا؟" سأل وبدا مذعورا

"ربما نعم وربما لا ، إذا كانت هذه هي المرة الأولى لك ، ولم تكن لديك من قبل خلال الخمسة عشر عاماً التي كنت فيها على قيد الحياة فأعتقد أنك لست عرضة لذلك ، وربما لن يحدث كثيرًا
بعض الناس يحصلون عليه والبعض الآخر لا ، لكن هذا لا يعني أنه سيكون سيئًا حقًا بالنسبة لك فقط لأنك حصلت عليه مرة واحدة ربما لن يتكرر في نفس سوء هذه المرة "
أبتسم له مطمئنا وهو بدوره يعطيني ابتسامة دامعة.

"هذا جيد بالأمس فقط ، استيقظت متشابكًا في بطانيتي.
ماذا تفعل أثناء نومك؟ هل تحارب ام ماذا ؟" سألت بمزاح ،خرجت قهقهة ضعيفة من فمه ليردف   "لا أعرف"

كيلوا بوف
______

في الواقع أنا أعتقد أن الحلم كان حقيقياً بالنسبة لي
كدت لا اريد فتح عيني لأنني خشيت أن يكون الواقع أشد رعبا من الكوابيس ، أنا خائف
خائف من أن يستمر كل هذا ويبقى معي إلى الأبد
ف بطريقة ما أشعر أن كوابيسي هي احداث متعددة لواقع ما ، واقع مفقود في ذاتي ، ولكن ...هل يعقل أن تكون كل هذه الأحلام عبارة عن تجمع من الذكريات المفقودة ، الذكريات التي فقدتها خلال رحلتي لأصبح بهذا الحال المزري والوضع الضعيف ؟!

" هيا يا بني ، ما رأيك الآن أن نحظى ببعض النوم قليلاً " أردف بلطف وأستلقى بجانبي ، ابتسمت له ومن ثم استلقيت بجانبه ليقوم بضمي إلى صدره
"أنا آسف يا بني ، كل هذا خطأي" همس بهدوء لتتوسع عيني بسبب كلماته

"لماذا تعتذر ؟  انت لم تفعل أي شيء سيء معي  "
همست في صدره "لو كان الجميع سيئا وآذاني فمن المستحيل أن أفكر انك ستؤذيني يوماً "
رفعت رأسي وقلت هذا الكلام من خلال النظر في عينيه الزرقاوين ، بقي ينظر إلي بصمت ليعود ويضمني إلى صدره مرة أخرى

"بالرغم من ذلك فأنا لست كما تعتقد ، أنا سيء وقد آذيتك بطريقة ما ، حتى لو لم تدرك ذلك بعد فأنا المخطأ بعد كل شيء "

(لكن ما الذي فعله بي لكي يقول إنه مخطأ؟!)
(لا مستحيل ، أنه مختلف عن جميع الناس الذين التقيت بهم ، معاملته تختلف عنهم جميعاً)
  (لكن ما هذا الشعور بعدم الراحة في قلبي ؟)

"اغمض عينيك ، أنا متأكد من أنك ستحصل على احلام سعيدة الان ، أنا أعدك " همس من خلال شعري وهو يربت على ظهري لذلك أغمضت عيني
ونمت بينما كان يربت على ظهري بأستمرار
كان شعور جميل ، رائحة منعشة ولطيفة
في حلمي ظهرت غابة خضراء وواسعة وصوت الطيور تزقزق ، كان المنظر جميلاً جدا ومريحا

غفى كيلوا بينما بقي سيلفا يربت على ظهره بلطف توقف عن التربيت وهو ينظر إليه بحواجب معقودة من الحزن ، تنهد وحاول التحرك ولكن يد كيلوا المتشبثة بقميصه أوقفته ، توقف مكانه ليبتسم بأبتسامة حزينة ليردف "أن عادت إليك ذاكرتك ، يا ترى هل ستبقى متشبثا بي هكذا "
شد العناق و أغمض عينيه هو الآخر ليغفو معا على نفس السرير

.
.
.
.

"غوون !" أردف كيلوا بسعادة وركض إلى غون الذي قفز عليه لعناقه
"اشتقت اليك كيلوا " أردف غون وابتعد عن عناقه
" أنا أيضا " أردف كيلوا بأبتسامة جميلة

"سعيد جداً أن صوتك قد عاد أخيراً " أردف غون بأبتسامة دامعة وعاد لعناقه ليقهقه كيلوا عليه
"اشتقت اليك حقا" أردف وهو يشد عناقه ليبادله كيلوا أيضاً "أنا أيضاً يا صديقي "

لعبو وضحكوا وأستمتعوا معا هم وكالوتو إلى أن تعبو وسقطوا منهكين على السرير بضحك

" الطعام جاهز يمكنكم التفضل الآن" أردف غوتو بأنحناء ومن ثم نهضوا من مكانهم فورا

"إن لم يصل أول شخص فهو سلحفاة بطيئة " أردف كيلوا بضحك ومن ثم اندفع بسرعة للخروج من الغرفة
"اااه هذا غش كيلوا " أردف غون وكالوتو وبدأوا بالركض خلفه بضحك ليبتسم غوتو على حماسهم

"بطيئان" صرخ كيلوا بضحك وهو يركض في الممرات ليتوقف بسرعة بسبب شيء على الجدار جذب انتباهه ، سبقه غون وكالوتو بسرعة وهم يضحكون ليتوقفوا مكانهم بعد تجاوزه بمسافة

نظروا إليه ليجدوا أنه واقف أمام الجدار وهو يحدق بلوحة كبيرة مغطاة بالكامل ليخرج جزء صغير منها لشخصية معينة ، أمسك الغطاء ومن ثم قام بسحبه ببطء عن اللوحة

"كيلوا لا " صرخ كالوتو لكن الأوان قد فات ليسقط الغطاء مخرجا اللوحة بالكامل لتتوسع عيون كيلوا بصدمة ورعب

كانت اللوحة عبارة عن صورة جماعية للأسرة من كبيرهم حتى صغيرهم ، كان الكبار يقفون بالخلف بينما الإخوة الكبار على الجانب و الصغار أمامهم
كان هو من بينهم يقف أمام والده وجده وبجوار أخيه كالوتو ولكن الصدمة كانت هي....

"ما الذي يفعله هنا " همس كيلوا بصدمة وهو ينظر إلى صورة ايلومي الواقف بجانب والدته بنظراته الباردة والخالية من المشاعر

أبتلع بخوف ورعب وتراجع إلى الوراء
"كيلوا ؟!" أردف والده بهدوء ليلتفت للنظر إليه بصمت بعدما امتلأت عينيه بالدموع

" كيلوا !! أردف والده بقلق بعدما لاحظ صمته وعدم أجابته

امسك برأسه بشدة وانحنى بألم بعد أن داهمت الذكريات رأسه مسببة له صداع شديد
ليندفع الجميع نحوه
"  اااه " تأوه من الالم ورفع رأسه للنظر إلى والده بجفن واحد مفتوح بينما يغمض الآخر بألم
سالت الدماء من أنفه لتقطر على الأرض ، شهق بتعب وألم ومن ثم سقط على الارض مغشياً عليه ليمسك به والده بسرعة قبل أن يقع على الأرض بينما أصبح الجميع يردد إسمه بخوف وقلق

فتح عينيه بتعب ليجد أن جميع أفراد أسرته يحاوطونه بخوف وقلق واضح في وجوههم ، نهض ببطء وأمسك برأسه بألم لتساعده والدته على الاتكاء بظهره للخلف بعد أن وضعت الوسادة خلف ظهره

لهث بصدمة وهو ينظر إلى يديه في حجره ليردف
بصوت خافت
" كان ..اخي " همس بصدمة وهو منزل رأسه

رفع رأسه والدموع تنهمر على وجنتيه
"الذي فعل بي كل ذلك كان اخي " قال ذلك بشفاه مرتعشة وهو ينظر إلى والده

جلس سيلفا بجانبه ومن ثم ضمه إلى صدره ببطء واضعاً ذقنه على رأسه لينهار كيلوا بالبكاء بشدة

" لماذا ...لماذا حدث كل ذلك ؟ لماذا ؟"
اردف ببكاء وصوت منكسر وهو يدفن رأسه بصدر والده

وفجأة قام بدفع والده بقوة مبعدا إياه عنه ليصرخ في وجهه
" انت أيضاً " صرخ وبكى
" انت أيضاً لست مختلفاً عنه ، تخليت عني في الوقت الذي كنت فيه بأشد الحاجة إليك ، كسرت قلبي بعد تخليك عني وتبرأك مني في ذلك اليوم " أردف بصوت مكسور ليبقى الجميع ينظر إليه بصمت ونظرات حزينة ايفرحوا لأن ذاكرته قد عادت إليه ام يحزنوا لأنها قد فتحت له جراحه

" كنت في أشد الحاجة إليك ، انت لا تعلم كم كنت محتاجا اليك ولصوتك ، كنت فقط بحاجة ولو لإيماءة واحدة لتجعلني اقوى لأتماسك واتحمل حتى ولو قليلاً بعد
على الأقل لو علقتني بخيط أمل صغير ، حتى لو كان أملا زائف ولو خيط أمل بسيط تربطني به و تخبرني انك بجانبي وستجدني
ولكن حتى هذا الخيط انت من قطعته ، لم تكلف نفسك حتى عناء البحث عني " صرخ ببكاء وهو ينظر إليه

"اهدأ ، سأخبرك بكل شيء ولكن عليك أن تهدأ فقط كي لا تسوء حالتك مجدداً " أردف سيلفا بهدوء وهو يتنهد

" كيف تريدني أن اهدأ ، كيف ؟ صرخ ووقف
أنت حتى لم تبرر لي سبب تركك لي وتخليك عني في ذلك الوقت" 

" أنا لم أتخلى عنك ، لقد استمريت بالبحث عنك لآخر لحظة وجدتك فيها ولكن ...

"كاذب " صرخ كيلوا وتوقف سيلفا عن الكلام بصدمة

" اااه يكفي يكفي ، كفاك كذباً " صرخ وهو يشد بشعره بيديه الاثنين معاً

": أنت تكذب ، جميعكم كاذبون ، كنتم أراكم جميعا
لم يبحث أحد عني كنتم جميعاً تتجاهلون امري كأنني لا شيء بالنسبة لكم "

"كيف ... أنت....

" لأنني كنت معكم دائما"  صرخ وصمت الجميع منصدمين

" كنت بقربكم دائما وبجانبكم ولكن لا احد منكم أحس أو شعر بي لأنكم تجاهلتموني
رأيت كيف تمضون حياتكم بدوني ، رأيت كم كنت شخصاً عابراً في حياتكم وبلا قيمة "

" ولكن لما لم تنوي الاقتراب ، لما بقيت تعاني كل ذلك دون أن تأتي " اردفت كيكيو بحزن

" كنت أخشى الاقتراب لأنكم انتم من أبعدتموني
كنتم أنتم من تخلى عني ونسوني"
صرخ ببكاء
" فضلت الألم والوحدة على أشخاص لا يريدوني "

" بعد أن كنتم السبب الأول في جعلي اعيش كل هذا
كنتم أول الأشخاص الذين تخلو عني بينما لم اتخلى عن أي احد منكم " أردف ببكاء ليلتفت إلى والده

"في الوقت الذي كنت فيه في أمس الحاجة اليك
دمرتني  ، تخليت عني في ذات الوقت الذي كنت فيه  بأمس الحاجة لأحد بجانبي " أردف بصوت مكسور وهو يبكي

" وأنت " التفت إلى غون
"  انتم جميعاً ، رأيتكم ، كنت أراكم جميعاً كيف تمضون حياتكم السعيدة بدوني وتضحكون بأستمتاع ولا مبالاة لعدم وجودي بينكم
كنت أمامكم وقريباً منكم طوال الوقت ولكنكم لم تكلفوا أنفسكم السؤال عني والبحث عني لماذا ؟"
همس بأنكسار

لماذا تخليتم عني جميعاً وتركتموني اصارع الالم لوحدي بينما أنا من كنت المضحي دائما لأجل سلامتكم لماذا ؟  ما الخطأ الذي اقترفته بحقكم جميعاً لتبيعوني للعذاب هكذا "
أردف ببكاء وصوت منكسر

" أهكذا كنت ثقيلاً عليكم ، اهكذا كنت بلا أهمية بالنسبة لكم" همس بمرارة ناظراً في وجوههم

" أنا ...ما الذي ...فعلته لكم "
قال بشهقات وصوت خافت لينهار على الأرض وهو يبكي

" كيلوا !!  .. بني "
أردف سيلفا مقتربا منه محاولا عناقه ليدفعه كيلوا بقسوة ويقف وهو ممسك بصدره بمفاصل بيضاء

" أبتعد عني ، اياك ان تلمسني ، كل شيء بسببك انت
انت السبب في كل ما كان يحدث لي "
أردف ببكاء وهو يلهث وهو يشير بأصبعه لوالده الذي ينظر إليه بصدمة وحزن

" اكرهكم جميعاً ، انتم لا تختلفون شيئا عنهم
ولم تعودوا تعنون اي شيء بالنسبة لي ، أنا اكرهكم " أردف وهو يلهث بألم

صك سيلفا على أسنانه ومن ثم أمسك بيد كيلوا بقوة

" هل هذا ما بداخل قلبك هيا أخبرني "
أردف بغصب لتتوسع عيون كيلوا وهو ينظر إليه بصدمة وعيون دامعة

"هل قولك هذا الكلام يريحك ، أن كان كذلك ف هيا قله ولا تحبسه داخلك  ، وان كان ضربي هو ما يريحك ويخرجك من حالتك فأضربني "
صرخ سيلفا بينما ارتعشت شفاه كيلوا وهو يحاول افلات يده من يد والده التي تمسك به بقوة

" الست أنا من تخليت عنك ، الست أنا سبب تعرضك لكل هذا العذاب طوال هذه السنين هيا إذن ماذا تنتظر اضربني ، هيا اضربني هيااا "
صرخ سيلفا بصوت عالٍ ليلكمه كيلوا بقوة في وجهه
ليشهق الجميع وهم ينظرون بصدمة مما حدث

تنفس كيلوا بعمق من شدة الضغط عليه وصدره يرتفع ويهبط من شدة أنفاسه
بينما نزفت شفة سيلفا قليل من الدم وهو ينظر إلى الجانب بصمت ، أعاد رأسه ليكمل بأستفزاز

" هل هذا كل ما لديك  ؟! هيا الكمني أقوى
هيااا ، اقوى !!! 
صرخ سيلفا ليصك كيلوا على أسنانه ويرفع قبضته لأعلى ناويا ضربه مرة أخرى ليتوقف مكانه وليصرخ بصوت عالٍ 

"لا أستطيع ، لا أستطيع "  صرخ ببكاء وسقط على ركبتيه أمام والده وأخذ يضرب على صدر والده بضعف
لا أستطيع ان أفعل ذلك ، أنا لا أستطيع أن اكرهك يا أبي لا استطيع "  أردف ببكاء ورمى نفسه بحضن والده الذي ضمه إلى صدره بحنان

بكى كيلوا بصوت عالٍ وهو يفرغ جوفه من حزن وألم يخبأه في صدر والده بينما والده يمسح على رأسه بتنهد حزين

" ليخرج الجميع في الحال" أردف بهدوء وهو يحتضن كيلوا الباكي ليومأ الجميع ويخرجوا بصمت من الغرفة

عبس سيلفا بحزن لكنه لم يقل شيئًا
ظل متمسكًا بكيلوا كما لو كان قلقًا من أن كيلوا قد ينكسر أو يختفي عنه في أي لحظة

بعد إغلاق الباب ظل كل من سيلفا و كيلوا متجمعين في العناق لمدة نصف ساعة تقريباً ، صرخات كيلوا لم تخف من الألم الغريب الذي كان يشعر به في صدره وكان سعيدا لأنه لم يكن مضطرًا لشرح أي شيء أو يتأسف لأبيه لأنه شعر بألمه كما لو أنهم يتشاركون في هذا الألم  ، وفجأة أصبح ذلك راحة كيلوا 
أستمر في التملص منه حتى نام

و في أقل من الثامنة صباحاً ، تحرك كيلوا قليلاً
لم يفتح عينيه إلا على جدار أبيض يضغط عليه عندما أستقرت رؤيته اكتشف أنه كان صدر والده

قام بضرب جبهته على القماش الأبيض الخاص بقميص والده وترك جسده البارد يغرق في دفء والده
هو دائما يرتدي قمصان بدون أكمام ، كيف يمكن أن يكون دافئًا جدًا؟ تساءل في نفسه

انثنت أصابعه على قميص والده واستنشق لا شعوريا رائحة والده للتهدئة
إنها رائحة المطر .. لا ، أكثر تعقيدًا ، ربما رائحة الأرض بعد أن تمطر؟ لكن الأمر أكثر من ذلك
كان لوالده رائحة خاصة به لتهدئته،  إنه رائع حقًا لكن كيلوا لا يمكنه التعرف عليه.

"ماذا تفعل؟" ارتجف كيلوا من قرب صوت والده هامسا في اذنه ، رفع رأسه و نظر إلى مظهر والده وأحمر خجلاً

"هل أنا كريه الرائحة؟" سأل والده
"ل لا." اجاب كيلوا "فقط ...انه دافئ...أشعر بالدفئ والراحة" ابتسم سيلفا عند هذا البيان وشعر بالراحة في قلبه

"هل تشعر بذلك من خلال شم رائحتي الآن؟" رمش كيلوا في وجهه قبل أن ينقر بجبهته على صدر والده مرة أخرى ويغطي عينيه بالكامل هذه المرة.
"أنا لا أعرف ، ربما؟" أردف بعبوس لطيف وهو مخبأ وجهه في صدر والده الضخم
مستشعرا فيه الامان والراحة والدفئ الذي افتقده لسنوات

.
.
.
.

كان الوضع صامتاً جداً وهادئا للحد المخيف
فقط اصوات الأشواك والملاعق التي تضرب الصحون هي ما تملأ جو المكان الصامت والكئيب ليقطعه صوت غون وكالوتو معا
"كيلوا ، اخي" قالا معا ليرفع كيلوا رأسه عن طبقه للإنصات إليهما وهو يمضغ طعامه ببطء

" ك ...كنا نفكر أن نسألك شيئاً ما وكما نتسائل أن كنت ستوافق ام لا " تلعثم غون

" تفضلا ، أنا أستمع " أردف كيلوا بهدوء وهو ينظر إليهم بعيونه الزرقاء المتلألئة

كالوتو بتوتر : " حسنا ، كنا نود أن نسألك لو كنت تود اللعب معنا ، فنحن ذاهبين إلى الغابة ، أنه....

" أنه لتحسين حالتك المزاجية قليلاً " اردف غون بسرعة ليبتسم كيلوا لهما
"ما رأيك ، هل انت موافق ؟! "

أنزل كيلوا رأسه بأبتسامة واومأ برأسه بينما فرح كالوتو وغون وهما ينظران لبعضهما  البعض بأنتصار

" لكن ، لماذا كنتما خائفان من السؤال ومتوتران لهذا الحد " أردف كيلوا بهدوء وهو منزل رأسه ليلتفتوا للنظر إليه
" انهياري لا يعني أنني أصبحت سيئا أو متوحشا"
قال ذلك بأبتسامة مريرة وهو منزل رأسه وهو يلعب بصحنه

" بعد كل ذلك السوء الذي مررت به إلا أنني لن اكون مثلهم " اكمل بأبتسامة حزينة بينما عقدوا حاجبيهم بحزن وشعور بالذنب وهم ينظرون إليه بصمت

" ااه  ، هيا لنسرع الآن إذا انتهيتما من الاكل "
أردف كيلوا بأبتسامة ووقف من على كرسيه وهو ينظر إليهم بمرح بينما نظر كالوتو وغون لبعضهم للحظات ، استداروا واومأوا لكيلوا بأبتسامة ومن ثم وقفوا ، خرج كيلوا ليتبعوه بسرعة بينما تأملهم أفراد الأسرة بأبتسامة

" غون لما لا زلت ممسكاً بي اترك يدي أنا لست صغيراً لتقودني هكذا" أردف كيلوا بعبوس بعد أن كان غون ممسكاً بيده منذ أن خرجوا من القصر ودخلوا الغابة

" لكنني أريد ذلك " أردف غون بلا مبالاة

" ماذا ؟  بااكا ، اتركني استطيع السير بمفردي "

غون بتذمر :  ..لكنني لا اريد... يدك ناعمة جداً كيلوا

احمر كيلوا خجلا كالطماطم
" لا تقل هكذا اشياء محرجة باكا "  قال ذلك ولكم غون على رأسه بسبب احراجه
بينما أفلت غون يده ووضعها على رأسه بعبوس

" آسف " أردف بعبوس وهو ينفخ خديه بطفولية
التفتوا ليجدوا كالوتو يضحك عليهم
" على ماذا تضحك كالوتو "

" لا شيء ، فقط على لطافة شجاركما " أردف كالوتو بضحك لتحمر وجنتي كيلوا بحرج
"اوه انظر كالوتو أصبح الآن احمر كالطماطم تماماً " أردف غون لتزداد ضحكات الاثنين معاً

"هل تسخران مني ، سأريكما " ركض كيلوا خلفهم بينما هم يضحكون ويصرخون من كيلوا
وبينما هم يركضون ويختبئون منه أضاعوا كيلوا ، نظروا هنا وهناك لكن لا أحد ، توسعت عيونهم بصدمة ليركضوا للبحث عنه بسرعة

لكنهم تنهدوا براحة بعد أن رأوه وهو يلتف ويلعب بمرح مع ميكي وهو يضحك بسعادة
وهو يراوغ ميكي ليقفز عليه ميكي ويسقط على الأرض وهو يقوم بدغدغته بأنفه الكبير بينما يقهقه كيلوا بسعادة عليه 

صمت للحظة وهو مغمض العينين وهو يتظاهر بالموت ، اقترب منه ميكي بقلق ، حركه بأنفه قليلاً وهو يعوي بصوت خافت وحزين وهو يخاطبه  وفجأة "بوووو" افزعه كيلوا و امسك به بسرعة من رقبته بينما انقلب ميكي إلى الجانب بمرح وهو يهز بذيله بينما تعالت ضحكات كيلوا ومرحه وهو يلعب مع ميكي

بقي غون وكالوتو واقفين مكانهما وهم ينظران لهم بأبتسامة ، لم يجرأوا على الاقتراب منهما لتخريب لحظتهما السعيدة معا ولعبهما المرح
بل بقيا مكانهما يتأملان لعبهما المرح مع بعض
بينما في الجهة المقابلة كان سيلفا وزينو يقفان معا أيضا وينظران إليه بأبتسامة صغيرة

"هل تعتقد أن الوقت قد حان يا ابي ؟!" سأل سيلفا
فجأة
"أجل ، أنه الوقت المناسب ، يمكنك أخباره الآن بالخطة "  أردف زينو وهو لا يزال ينظر إلى كيلوا
" اعتقد أنه مستعد لذلك الآن" أردف بهدوء ليومأ سيلفا بصمت وهو لا زال ينظر إلى كيلوا ليستديرا ويعودا إدراجهما

" غوتو ، ناد لي كيلوا فوراً " 

" أمرك سيدي "

يتبع ..........

Continue Reading

You'll Also Like

27.7K 239 15
هذه القصة من مخيلتي نضرا لبعث الأحداث الي تصير معي اعتبروها وجهة نضر من مينا الي قرأ القصة تبع بنت خالي رح يفهم قناتها بأول بارت
233K 20.5K 98
عامان كاملان لم يعشهما غيره! حبيبة رقيقة لا يعرفها احد سواه! قالوا له هلوسات ولكن هل للهلوسة ان تترك في يده مايراه الجميع؟! قصة تدور بين الواقع وال...
4.7K 169 6
the story of my life @neymarjr @zainabzozo20 ♡|♥` ;-)
598K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...