أنتَ لي 🩸دُميتي 🩸

By ZahraaFadhel366

96.1K 4.7K 14.5K

بعد منتصف الليل والجميع نائم هنا في هذه الزاوية المظلمة ،اقبع أنا داخل الفراغ . "لماذا أنا محتجز هنا اريد حر... More

الليلة المشؤومة
السجين
بداية العذاب
في وسط الجحيم
الهروب من الجحيم
"الصدمة "
انت.... مجنون
لا أحد يجرأ على الاقتراب من دميتي
إجبار
أنا لم أعد افهمك
وهكذا ولدت دميتي
اليأس
ارجوك ...لا تجبرني
لماذا ...أولست أخاك
أهرب
معنى الألم
أنت من أجبرتني
أنقذوني
بصيص أمل
ألانهيار
الأنهيار ٢
أللوم
الإهتمام
الكوابيس + الهلوسات
الأوهام
ألزهرة ألذابلة
الزهرة ألذابلة ٢
الاسف
سجين الوحدة
ألاصوات
الرسالة
الصدمة
يضنونني مجنونا
الخطة البديلة
ألكوابيس أصبحت حقيقة
ألكوابيس أصبحت حقيقة 2
عدو ام صديق
سماع الحقيقة __ المغادرة
أللقاء المنتظر
في قبضتي
الضيف
الانمي اصبح واقع
ألتحذير
غرفة التجميد
لهيب ألعذاب
ألأنفصال
لا زلت صغيراً
لا مهرب
ألمتملك المجنون
علاقة حب وكره من الجحيم
علاقة حب وكره من الجحيم 2
ألملاك الوحيد
لا تدفعني بعيداً
قدري ونصيبي
ألماضي أراد موتي
إلى أين الهروب _ مأساة
جسد بلا روح
الجانب المظلم
ألخطوة الثقيلة نحو الوداع
لا تفلت يدي
ألم الماضي
نهاية اللعبة

بداية من فراغ

1.3K 55 360
By ZahraaFadhel366

فلاش باك
_______

جسد كيلوا متوتر من الألم شعر أنه قد تم تخديره لبعض الوقت والآن تلاشى ، كان يئن ويتأوه في كل مرة يتحرك فيها لأن جميع أطرافه تصرخ من الألم الظلام الساكن الذي بقي فيه بلا كلل لم يكن مريحًا كما ينبغي كان نائما لكنه شعر باليقظة على نطاق واسع وببطء فتح عينيه عندما تحرر من قيود النوم المغناطيسية التي ربطته بالظلمة ، ما زالت عيناه الناعسة  على قطرات المطر المتساقطة على النافذة على يمينه
كان يحدق بهم بصمت بينما هم يسيلون على النافذة وهم يضربون على الزجاج برشات متتالية
لم يتحرك كان يحدق فقط في السماء الرمادية الملبدة بالغيوم خارج النافذة
على الرغم من أن هذا الطقس محبط له ، إلا أنه يجعله يشعر بالنعاس قليلاً مرة أخرى

منذ متى كان نائما؟ سأل نفسه وهو يستدير ببطء ناظراً في أرجاء الغرفة البيضاء التي تحتوي على كل المعدات الطبية "أين أنا ؟! " فكر في نفسه وهو ينظر بتعب وبالكاد يفتح عينيه ، أستمع إلى صوت جهاز القلب وهو يعد نبضاته بينما يده مربوطة بمصل وجسده مليء بالضمادات من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه

"هل سقطت من مرتفع عالي أم ماذا ؟! "
سأل نفسه وهو يتألم من أدنى حركة يفعلها
تنهد بألم وهو بالكاد يفتح عينيه ولا يستطيع تحريك جسده ولو إنش واحد ، شعر بالتعب والإرهاق الشديد
ليغمض عينيه ببطء بعد أن أثقلت جفني عينيه ليسقط نائماً مرة أخرى

.
.
.

في الصباح

تراقصت بقع من ضوء الشمس عبر النافذة المفتوحة مما أدى إلى تفتيح وجه الصبي ذي العيون الياقوتية  ابتعدت غيوم الأمس لتعلن بدء هذا اليوم الجميل والمشرق ، مع زقزقة الطيور في ضوء الشمس
وأزهار الساكورا الوردية تتأرجح على الأغصان في النسيم الخفيف  والزهور في الحديقة تتفتح إلى جمالها الكامل بينما تتساقط منها قطرات المطر الندي

أستيقظ الصبي الجميل بهدوء حيث تم دفع نومه بسبب الأطباء الذين استيقظ على ثرثرتهم بجانب سريره ، أبقى نظرته ثابتة على النافذة الشفافة الممتدة على الأرض والتي سمحت له برؤية المنظر اللطيف أمامه ، كانت هناك حديقة كبيرة في المنتصف من الهيكل الطويل المربع الشكل المليء بالعديد من الزهور والنباتات الملونة.
لطالما وجد الصبي الزهور هادئة وجذابة ، ويشعر بالسلام عندما كان محاطًا بها
بمجرد أن بدأ يشعر بالهدوء قليلاً أنه يمكنه زيارة مكان آمن عندما كان متوترًا بشأن وجوده في مكان كهذا دون أن يعرف شيء

لم يكن من الممكن سماع أي شيء سوى الصوت الصارخ للعجلات التي تتدحرج عبر البلاط البني النظيف حيث يتم نقل المرضى غير المحظوظين إلى هذا المكان

كانت الجدران ذات لون خوخي ، متناقضة قليلاً مع سريري المستشفى الأبيضين في نهاية الغرفة. حجبت ستارة مظلمة منظر السرير الآخر ، ويمكن رؤية نهايته فقط ، بعد الانغماس في الشعور المريح للغرفة ، توصل كيلوا على الفور إلى استنتاج مفاده أن هذه الغرفة كانت أجمل بكثير من غرفته القديمة أو بالأحرى زنزانة تعذيبه

"كيلوا  " هتفت الممرضة لتقاطع حبل افكاره قبل أن تسوء حالته أكثر بسبب تذكيره بالماضي
التفت اليها ببطء وبكل هدوء ، ثبت نظرته البريئة والمتعبة عليها لترى جمال عينيه الزرقاء الفاتنة

"كيف تشعر الآن يا صغيري ، هل يؤلمك شيء " ابتسمت له بحنان وهي تسأله عن ما يؤلمه
لكنه لم يجبها بل بقي صامتاً ينظر إليها بهدوء
كان متعباً للحد الذي يمنعه من الإجابة

فتح فمه بتعب محاولا تكوين كلمات لكن لم يخرج من فمه شيء ، اغلق فمه وارتعشت شفتيه بحزن
صمت ولم يحاول مرة أخرى بينما تأملته الممرضة بحزن منزلة دفتر التشخيص الذي في يدها
بأسى ، أستبدلت ملامحها بأبتسامة قسرية لأجل رفع معنوياته قليلاً ، "حسنا، لا بأس هل يمكنني وضع هذه الآن في فمك " انحنت إليه بأبتسامة لتضع مقياس الحرارة في فمه بينما توجهت لتغيير المصل له وأستبداله بجديد ، أخذت المحرار من فمه لترى درجة حرارته "حرارتك مرتفعة قليلاً، لكنك ستكون بخير مع هذا المصل الذي علقته لك " اردفت بأبتسامة حنونة بينما بقي كيلوا صامتاً

" حسنا ، حان الوقت لتغيير ضماداتك الآن وتعقيم جروحك " اردفت بهدوء وحظرت عدتها وما أن مدت يدها لملامسته حتى لاحظت مدى أرتعابه وخوفه منها ، نظرت إليه لترى أنه يلهث بخوف ويرتجف بعنف بعد أن أدمعت عيناه وهو يهز برأسه بخوف

"ما الأمر يا صغيري " اردفت بحزن ومدت يدها بينما اغلق كيلوا عينيه بقوة وهو يرتجف بعنف

"حسنا اهدأ لن افعل أي شيء يؤذيك يا صغيري
فقط اهدأ "خاطبته بهدوء وهي تحاول تهدأته

"أين أنا ؟! ما الذي حدث لي ؟! ومنذ متى وانا هنا "
فكر في نفسه ليزاد أرتجافه وهلعه بعد تذكره ما حدث له وما عاشه في ذلك الجحيم
تسارعت دقات قلبه ليضطرب جهاز القلب ويخرج اصوات عدة مما ارعب الممرضة وجعلها تفزع لسوء حالته
"اهدأ ارجوك لا تخف انت بأمان الآن ، انت تؤذي نفسك هكذا "
اردفت بخوف وفزع وهي تحاول تهدأته بينما أصبح يشهق الهواء بعمق وهو بالكاد يتنفس وجسده ينتفض بقوة

" مساعدة !! هل هناك أحد هنا "صرخت الممرضة ليسرع بعض من الأطباء إليها ليمسكوا بكيلوا ويقوموا بحقنة بإبرة مهدأ لتهدأته
شهق بعمق وهو يرتجف بينما تشوشت رؤيته شيئا فشيئا وبعدها ارتخى جسده ببطء ونام بهدوء لتعود دقات قلبه إلى طبيعتها بعد دقيقتين

زفر الطبيب براحة ومن ثم التفت إلى الممرضة
"حسنا، سيبقى نائما لفترة من الوقت ، ولكن ما الذي حدث لتسوء حالته لحد الإنهيار"

" لا أعلم ، أردت تغيير ضماداته فقط وفجأة تعرض لنوبة هلع شديدة ولم يعد يسيطر على ارتجافه "
اردفت الممرضة بحزن وقلق وهي تنظر إلى كيلوا

" يبدو أن ماضيه الأليم لا زال يلاحقه إلى الآن يحتاج مدة من الوقت كي يتعافى ومدة اطول كي يتعافى نفسياً"

"ماذا ؟! ماضيه الأليم ؟! " فكرت الممرضة في نفسها

" من الأفضل أن تكوني حذرة في المرة القادمة فما عاناه ليس جيداً ، كما أنه من أسرة مخيفة وخطيرة لو حدث له شيء فسنلقى حدفنا جميعاً " أردف الطبيب بينما اومأت الممرضة بحزن وهي لا زالت تنظر إلى كيلوا

ترن ترن .. رن هاتف سيلفا
" مرحباً" أردف سيلفا بهدوء

" سيدي ، لقد أستيقظ السيد كيلوا الآن" أردف الطبيب من الهاتف

"هل هو بخير الآن ، كيف حال صحته "

" أنه بخير سيدي ولكنه تعرض لنوبة هلع فور استيقاظه لذلك اضطررنا إلى تهدأته وتنويمه لبعض الوقت أيضا ، سيكون جيداً أن أتيت الآن سيدي "

"حسنا " أردف سيلفا بحزن
"  سوف آتي خلال ساعة ، اهتموا به إلى حين عودتي " أردف سيلفا واغلق الهاتف بعد أن سمع الإجابة

" اهلا بك سيدي ، تفضل معي  " أردف الطبيب بأنحناء ليتبعه سيلفا وصول إلى الغرفة الموجود فيها كيلوا التي لا يعلم بها أو يدخلها أحد سوى الأطباء المكلفين بالأمر منذ اتفاقهم سابقاً

_____________________________________

(الاتفاق بين سيلفا والأطباء سري بينهم ، كان موت كيلوا عبارة عن كذبة بأمر من سيلفا ، عندما صحي ورآه الآخرون أخبر الطبيب سيلفا أن كيلوا بذلك تجاوز مرحلة الخطر لكن دون أن يعلم أحد اتفق سيلفا أن الأمر سيبقى سرا وأنهم سيزيفون حقيقة موت كيلوا من أجل حمايته ، قاموا بحقنه إبرة لإيقاف قلبه مؤقتاً لمدة معينة ولكن عليهم انعاشه قبل انقضاء المدة وإلا سيموت حتماً ، حدث الأمر ونجحوا بذلك بعد أن سحبوا كيلوا بصعوبة من أسرته إلى غرفة أخرى بحجة أخذه لثلاجة الموتى وبهذا اعادوا انعاشه واتموا الخطة بنجاح )

الصراحة مالي خلق اعمل فلاش لهذا كمان 🌚
بيكفي انكم مليتوا من طول الرواية واستمرارها  لحد الآن 🥲

______________________________________

دخل سيلفا الغرفة بهدوء ليجد صغيره مستيقظا وهو جالس بهدوء يتأمل الخارج وهو ينظر من النافذة
كان هادئاً جدا وهو ينظر بحزن وعبوس إلى النافذة
لاحظ وجود والده ليلتفت للنظر إليه ، أدار رأسه بهدوء وهو ينظر إليه ببراءة وتساؤل ليبتسم له سيلفا بحنان وهو يتنهد براحة لسلامة ولده

"استيقظت أخيراً يا بني " أردف بهدوء واقترب منه ولكن ألحقيقة كانت صادمة ، توقف مكانه بعد أن رأى أن كيلوا فزع وأرتعب خوفاً منه ، بقي يتأمله بحواجب معقودة وهو يلاحظ مدى خوفه وتوتره بعد اقترابه منه

"سيدي ، من فضلك فالتتفضل معي للخارج لأشرح لك ما يحدث حالياً" أردف الطبيب ليلتفت إليه سيلفا ، نظر إليه بصدمة ومن ثم عاد لينظر إلى كيلوا
اومأ ببطء ومن ثم تبع الطبيب للخارج

" اشرح لي أيها الطبيب ، ماذا حدث ؟! لما يتجنبني ويخافني هكذا " أردف سيلفا

" حسنا ، كان هذا الاحتمال وارد جداً بسبب الحادث وقد أخبرتك بذلك مسبقاً " أردف الطبيب وهو يقلب بصفحاته
" أنه فاقد للذاكرة الآن " نزل هذا الخبر كالصاعقة على سيلفا
"ماذا ؟! " أردف بصدمة وعدم تصديق

" ولكن الاسوأ من ذلك أنه فاقد للذاكرة بشكل جزئي أي أنه يستذكر بها الأيام السيئة التي قضاها بعيداً عنكم ، اقصد عندما كان مخطوفا و تم تعذيبه  " اكمل الطبيب ليبقى سيلفا صامتاً دون نطق أي شيء من صدمته

" وهذا يفسر سبب خوفه منك وابتعاده ، ليس انت فقط بل كل من يقترب منه أو يلمسه "

" حسنا ، و .. وكيف ستعود إليه ذاكرته كيف سأخرجه من الحالة الذي هو فيها أصلا"أردف سيلفا بقلق

" ستعود إليه ذاكرته بشكل تدريجي بعد قضاء الوقت معا وتعريفه بعائلته والأشياء التي كان يحبها أو الذهاب إلى الأماكن التي يعرفها ، ولكن قبل كل شيء الأهم هو إرجاع الثقة والأمان إليه الذين فقدهم لينفتح أكثر كي لا يعاني من نوبات هلع مرة أخرى وتسوء حالته "

"حسنا ....و...صوته " أردف سيلفا بتردد وهو ينتظر أجابة الطبيب الذي عاد ليقلب بصفحاته المدونة فيها كل شيء عن مريضه

" لقد أجرينا له كافة الفحوصات بما فيهم حركة جسده ، كل شيء بخير إلى الآن عدا فقدان ذاكرته وحنجرته .... " عدل الطبيب نظارته ليكمل

"  حباله الصوتية متضررة جدا بشكل كبير يحتاج لوقت طويل حتى يعود للكلام بطلاقة مرة أخرى
يحتاج إلى علاج مستمر لحنجرته وحباله الصوتية وتدريب على الكلام أي مساعدته على نطق بضع كلمات كل يوم حتى لو كان بشكل متقطع لمساعدته
ولكن ممنوع عليه الصراخ أو الكثرة في الكلام لأن ذلك سيزيد الأمر سوءاً وسيؤدي إلى جرح ونزيف حنجرته مرة اخرى وخشونة في الصوت وبذلك سيتأخر وقت أستعادة صوته
حسنا ، كلما كانت الأمور تجري بسلاسة وحذر كلما شفي واستعاد صوته بشكل أسرع " أنهى الطبيب كلامه ليتنهد سيلفا بأنكسار

" لا بأس سيتحسن ويعود كل شيء لطبيعته ، أنها مدة من الوقت فقط ليعود بخير ويعتاد عليك ، كما أن لون الشعر والعينان تشبه بشكل كبير بعضكما لذلك
امنحه الحب والأمان فقط و سيصدقك وسيحاول التقرب منك ايضا " اكمل الطبيب بأبتسامة مطمئنة ليومأ له سيلفا ويعود إلى غرفة كيلوا للاطمئنان أكثر على ولده

.
.
.

بعد مدة من الزمن بدأ كيلوا يعتاد شيئا فشيئا على وجود سيلفا معه ، كان ينظر إليه بعبوس طفولي بينما هو جالس على الكرسي قريباً منه
يتأمل ملامحه التي تشبهه لحد كبير واهتمامه به وحبه له دون سبب ، لاحظ أنه لا ينام أبدا بل يبقى بجانبه طوال الليل عندما كان يعاني من كوابيسه وهو الذي يساعده في تجاوزها دون إيذاءه او تعنيفه
كان معه دائما ، يتركه فقط لساعات أو يوم بالاكثر قبل أن يعود مرة أخرى ، كان يستيقظ ليجده أمامه وينام أيضاً على وجوده بجانبه ، احظر له اغلى الثياب واطيب الاكلات والحلويات وكل هذا فقط مجاناً و دون سبب مما زاد تساؤلات كيلوا حوله أكثر
كان كلما ينظر إليه يشرد في تفكيره وهو يتأمل ملامحه
ليجده يبتسم إليه بحنان ليدير هو رأسه بعبوس طفولي دون أن يبين فضوله واهتمامه بوالده الذي فقد كل ذكرياته عنه

كان هذا التصرف يسعد سيلفا كثيراً لأنه يبين أن كيلوا بدأ يشعر بالأمان من حوله ، يتأمله طويلاً وهو يتسائل افضل من أن ينفره ويطرده خارجاً بخوف وهلع ، لم يبرح جانبه ابدا سوى لذهابه إلى منزله لعدم أثارة الشك والريبة ، ولكن وجوده هناك لم يكن يشعره بالراحة بينما يترك ولده المريض  لوحده  في المستشفى ، كان الحزن والقلق دائماً يبعد النوم عن عينيه ليترك منزله ويعود إلى المستشفى بعد حجة خروجه في مهمة طويلة الأمد

كان وجوده دائما بجواره وعدم تركه أمر جيد بالنسبة له ليعتاد على وجوده أكثر وهذا الشيء قد نجح أخيراً وأتى بنتائجه بعد أن قاطع حبل افكاره جلوس كيلوا بجواره ، التفت بهدوء إليه لكي  لا يبين اهتمامه أكثر وصدمته حتى لا يرعبه ذلك ، نظر إليه كيلوا بهدوء ونظرات بريئة بينما انتظر سيلفا بحرارة أن يسأله أو يكلمه حتى لو كان بشكل صامت

رفع يده الصغيرة  بتردد وارتباك ليمسك بيد والده الكبيرة
رفع رأسه بتوتر للنظر إلى والده الذي اومأ له بأبتسامة ، أخذ يكتب بباطن يده بإصبعه بينما بادله سيلفا بنظرات متسائلة ليعرف ما كتبه

"لما انت دائما بجانبي ، أليس لديك عائلة لتقلق عليها أكثر مني " أنهى ما كتبه ليرفع رأسه إلى والده ببراءة وهو ينتظر أجابته بينما أبتسم سيلفا له ليضع يده الكبيرة  على كتفيه الصغيرة ، جفل كيلوا قليلاً لكنه لم ينفره أو يبتعد عنه وهذا ما أسعد سيلفا واراحه كثيراً

"عائلتي بخير وهم في أيد آمنة وانا متأكد من أنهم بخير بدوني ، لكن كل ما يهمني الآن هو صحتك وسلامتك أكثر منهم جميعاً يا بني "  اكمل سيلفا ليعقد كيلوا حاجبيه ويعود ليكتب في يد والده
"ابنك ؟! "

" أجل أبني ، أنت ولدي وانا والدك يا صغيري " اكمل سيلفا ليبتعد عنه كيلوا ويبعد يديه عنه ، عبس بينما حاول الوقوف والابتعاد عنه لكن يد سيلفا أوقفته
" حسنا يا بني كما تريد ، لن اقول ذلك مرة أخرى ولكن لا تنفرني هكذا اتفقنا " أردف سيلفا بينما عبس كيلوا بطفولية وهو ينظر إليه ، تأمله للحظات بحواجب معقودة ومن ثم عاد للجلوس بجانبه
ليبتسم سيلفا براحة ، نظر إليه ليجد أنه يلعب بأصابع يده بملل

"حسنا ، كيف تشعر الآن ، هل تحس بأي ألم"
سأل سيلفا بينما هز كيلوا كتفيه بعبوس ومن ثم التفت للنظر إليه وبقي يتأمله للحظات وهو يميل بشفتيه بطفولية مما اضحك ذلك سيلفا ،
قهقه على شكله الطفولي ليعبس كيلوا وهو يعقد ذراعيه بغضب

أكمل سيلفا ضحكته لينظر إلى ولده الذي يعبس في وجهه "أنا آسف ولكن شكلك كان لطيفاً جداً ، كما أنني لم أرى هذا الجانب منك أبدا منذ أن كنت صغيراً" اكمل سيلفا بحزن ليستبدل كيلوا ملامحه من عبوس إلى فضول وهو ينظر إلى والده

"لقد أفتقدت هذا الجانب منك بسبب غروري وانانيتي ، وبسبب ذلك خسرتك وخسرت أيضاً اخا..." صمت ولحسن الحظ لم يكمل بعد أن أراد نطق إسم إيلومي على لسانه

عبس كيلوا وعقد حاجبيه بحزن وهو ينظر إلى يديه بتساؤل "لا بأس !  المهم هو أنك بخير الآن وهذا يكفيني " أردف بأبتسامة حنونة لينظر إليه كيلوا وليبتسم له بأبتسامة صغيرة لتختفي بسرعة أثر طرق الباب لتدخل منه تلك الممرضة اللطيفة

"مرحباً" اردفت بمرح ليومأ لها سيلفا
" حسنا ، حان الآن موعد دوائك والتدريب على النطق لأجل حنجرتك ، هل انت مستعد لذلك " اردفت بمرح بينما اومأ لها كيلوا بأبتسامة لطيفة وقفز من مكانه بمرح
أبتسم سيلفا بحنان وهو ينظر لحماسة صغيره
وابتسامته بعد أن اعتاد على ممرضته وأحبها

" حسنا ، أنا ذاهب الآن لاترككم بمفردكم " أردف سيلفا ووقف ، ألتفت كيلوا للنظر إليه بفضول
"حسنا ، رافقتك السلامة سيدي " اردفت الممرضة بأبتسامة لطيفة بينما عبس كيلوا وهو ينظر إليه
ولسبب ما أحس بحزن وضيق في صدره لمغادرة سيلفا

لاحظ سيلفا ذلك ليجثو أمامه وهو يمسك بكتفيه "لدي عمل سأنهيه سريعاً واعود إلى هنا لذلك لا تحزن اتفقنا" أردف بأبتسامة بينما عبس كيلوا واستدار وهو يبين عدم اهتمامه ويزيف شعوره تجاهه

"هههه لم تتغير ابدا "ابتسم سيلفا ووقف ليغادر
" حسنا كيلوا في أمانتك الآن آنسة سيرا" أردف سيلفا بينما اومأت سيرا بأبتسامة لطيفة

(لو ما كان سيلفا متزوج المزعجة كيكيو كان شبكتهم مع بعض 🌚)

غادر سيلفا الغرفة ليبقى كيلوا واقفاً مكانه وهو ينظر إلى الباب بعبوس حزين والشعور الغريب الذي في صدره لا يزول إلى أن قاطع شروده صوت الممرضة سيرا التي ابتسمت له بحنان وتعلن البدأ بالعلاج

.
.
.

بعد بضعة ساعات
لاحظت سيرا حزن كيلوا وتأمله للباب كل دقيقة
لذلك خطرت في بالها فكرة
"كيلوا ! " اردفت بهدوء وأبتسامة حنونة ليلتفت إليها كيلوا وينظر إليها ببراءة
" ما رأيك أن نقضي وقت فراغنا بصنع الاساور "
اردفت بأبتسامة لطيفة بينما امال كيلوا برأسه بتساؤل ، أمسكت بيديه بلطف لتشرح له كيفية صنع الاساور لأمضاء الوقت والتخلص من الملل
وافق كيلوا على ذلك لتنهض بسرعة وتخرج من الغرفة لتعود بعد دقيقة محضرة في يدها عدة من أنواع متعددة من الاكسسوارات والمجوهرات الصغيرة

" حسنا ، سأعلمك طريقة صنعها ، ومن ثم ستبدأ انت بتطبيق الخطوات " اردفت بحماس وهي تجهز الخيط والمجوهرات الصغيرة
" راقبني وانا افعل ذلك ، وبعدها سنقوم بصنعها معا اتفقنا " اردفت بأبتسامة لطيفة بينما اومأ لها كيلوا  وأخذ ينظر إليها بفضول وهي تقوم بعملها

.
.
.
.

بعد مدة من الزمن

" أوه هذا رائع كيلوا ، انت حقاً فتى مميز استطعت أن تضبطها من المرة الأولى انت ذكي جداً " صفقت بمرح وهي تنظر إليه

تشكلت ابتسامة صغيرة على شفتيه وهو يهز كتفيه ، بينما أستمر بصنع قطعة مجوهراته التي بدت وكأنها فن راق مقارنة بقطعة سيرا
كانت حرفياً أكثر تعقيدًا وجودة أفضل ، كان من الواضح أنه كان من ذوي الخبرة وأكثر ذكاءا لألتقاطه الفكرة بهذه السرعة 

"هذا سوار جميل ، كيلوا." اردفت بسعادة وهي تبتسم في وجهه
أظهر كيلوا انزعاجًا طفيفًا ، لكنه سرعان ما أمسك بالمفكرة بجانبه وأجاب بنفس الطريقة التي كان يفعلها كل مرة

" شكرًا لك" كتب على دفتره وأراه إياها
بدت سيرا مرتبكة للغاية من دفتر الملاحظات لذلك خطرت في بالها فكرة ، وبينما كانت تفتح فمها للتكلم صمتت للحظة لكنها تحدت نفسها وفاتحت كيلوا بالموضوع

"هيي كيلوا " اردفت بهدوء ليلتفت إليها كيلوا
"ما رأيك أن أعلمك لغة الإشارة ، بذلك لن تكون بحاجة إلى مفكرتك دائما ، ستقول كل ما تطلبه بإشارة من يدك ، ما رأيك " اردفت بأمل بينما عبس كيلوا ونظر إلى أسفل متوقفا عن أعماله

"أنه شيء مؤقت فقط ريثما يعود صوتك ، أنت سريع التعلم لذلك سيكون الأمر سهلاً عليك ما رأيك"
اردفت بأمل 

ظهرت نظرة تفاهم على وجه كيلوا  وهو يومأ ببطء
ليعود إلى ما كان يفعله

"هذا رائع ، حسنا سنبدأ من الغد ما رأيك ." اردفت بحماس
أعطاها إبهامًا لأعلى لإعلامها بأن الأمر على ما يرام واستمر في القيام بعمله بصمت خلال الخطوات المتعددة لصنع سوار بسيط.

بعد بضع ساعات
وصلت الشمس إلى ذروتها وكان الضوء يتدفق عبر النوافذ المفتوحة ليغسل الجميع بجوهر مهدئ
كان لدى كل من كيلوا وسيرا عدد قليل من الأساور ، وكان لدى كيلوا مجموعة مطابقة رائعة وقامت سيرا بإضافة كل ما يمكنها لتحسين صنعها الرديء مقارنة بصنع كيلوا .
على الرغم من مظهر الهواة وصنعها الرديء قامت بوضع الأساور على معصمها وأعجبت بها

التفتت لتجد أن كيلوا كتب لها بمفكرته بضع كلماته ليرفع مفكرته بأبتسامة
"شكرا لتعليمي كيف أصنع هذه سيرا!
ابتسمت سيرا بلطف له
" رغم أن مظهرك أفضل بكثير من التي لدي ". عبست وهي تشير إلى اساور كيلوا
رفع كيلوا دفتر مذكراته بعبوس لتقرأ
'' خاصتك ايضا ليست بذلك السوء ''

تأملت سيرا مجموعة أساور كيلوا  وأبدت إعجابها بمخطط الألوان وتدريجها ،  يتكون المخطط من الأسود والأرجواني الملكي والفضي وهو مزيج ملون من الألوان المختلفة لكل سوار
كانت جميلة حقًا ، لكنها كانت كبيرة جدًا على معصمه.

"كيلوا  ، هذه الأساور جميلة حقًا! صرخت سيرا بإعجاب وهي تنظر إلى آخر سوار صنعه.
" لديك موهبة كبيرة. "
نظر الصبي الصغير إلى المجموعة في راحة يده وفكر فيها لبضع ثوان قبل أن يمد يده إلى سيرا وضع الطقم في يدها ووضع أصابعها فوقه.
نظرت سيرا إليه بنظرة مندهشة للغاية ، وتأملت وجهه الهادئ والصادق بعيون خضراء لامعة

"هل يمكنني الحصول على هذه؟" سألت بتفاجئ
امسك كيلوا دفتر ملاحظاته وكتب مرة أخرى شيئًا ما ، رفعه لتقرأ
" إذا أعجبك ذلك ، يمكنك الاحتفاظ به  " لم يكن كيلوا يفكر عادة بالاحتفاظ بالمجوهرات التي يصنعها  بل كان يفكر ان يعطيها للممرضات والأطباء عندما ينتهي منها  ، وأحيانًا يصنع بعضها للأطفال الصغار في المستشفى ،  لقد اعتقد أنه إذا كان بإمكانه الاستمتاع بصنعها  ويمكن للآخرين الاستمتاع بأرتدائها ، فقد كان ذلك بمثابة فوز للطرفين وارضاء لإرادة قلبه اللطيف

خف تعبير سيرا بحنان وأعطت للفتى ابتسامة صادقة بينما كانت ترتدي المجموعة الجديدة.
"لقد احببتهم ، شكرا جزيلا لك." اردفت بأبتسامة لطيفة، أعاد كيلوا الابتسامة بأبتسامته الصغيرة بينما كانت سيرا تمايل برأسها بأبتسامة لطيفة ومليئة بالحنان وهي تراقب حركات كيلوا

لكن كيلوا لم يلاحظ ذلك أبدًا
كان يركز كثيراً على عمله ، على الرغم من أن تعبيره كان هادئًا وسلميًا ، وكان يبتسم تقريبًا بأبتسامة صغيرة إلا أن جعلته أشعة الشمس التي بدأت في الغروب يبدو أكثر فخامة مع إضافة اللون الوردي والبرتقالي والأصفر إلى التوهج الصحي المثير للدهشة لبشرته الخزفية

اعتقدت سيرا أنه كان أجمل صبي قابلته على الإطلاق ، حقيقة أنها بالكاد استطاعت أن ترفع عينيها عن الصبي الجميل وهي تستذكر بحزن وألم في قلبها حاله المأساوي وعن ما أخبروه بها عن معاناته قبل أن يعثروا عليه أسرته أخيرا بعد أن رمى بنفسه أسفل الجرف بسبب الضغط والتعذيب الذي تعرض له فضلاً عن الندوب التي تملأ جسده الصغير والنحيف لتصبح الآن ذكرى وندوبا للحياة ترافقه أينما ذهب

لم تستطع مساعدته بما كان يصنعه
لكن الذي كان يعمل عليه بنفسه كان جيدًا ورائعا
لقد بدأ كمرصع جوهرة أحمر لامع ، مع سلسلتين فضيتين رفيعتين تتدلى من الطرف السفلي للقوس الماسي  ويؤوي ثلاث كرات فضية صغيرة في نهاية كل سلسلة بطول بوصة واحدة
كانت جميلة حقًا ، لكن الشيء الذي لم تستطع سيرا أن ترفع عينيه عنه هو كيلوا الذي بدا وكأنه يشع وهجًا من السعادة الخالصة  وهذا ما أسعدها أكثر لأنها استطاعت أخيرا اسعاده وإبعاد الالم والحزن عنه ولو قليلا

ابتسموا لبعضهم البعض فخورين بإنجازهم
بعد ذلك طلبت منه سيرا التوقف بعد ان لاحظت  تخطي الوقت لعلاجه  ليعبس كيلوا بعد ذلك ويترك ما كان يفعله ، تناول طعامه لتعطيه دواءه ومن ثم استلقى على السرير متعباً
ليس تعب صنعه المجوهرات والأساور لكن علاجه هو الذي يتعبه ويسقطه منهكا لجعله ينام
لأن هذا كان الشيء الوحيد لمساعدته على النوم بسلام

خرجت سيرا من الغرفة بهدوء بعد أن وضعته في سريره بحنان واطمأنت عليه

وبينما كان على وشك النوم فكر في والده سيلفا وهو يستذكر محادثاتهم وطريقة معاملته اللطيفة له وكيف كان ينام بجانبه رغماً عنه لمساعدته على النوم والتخلص من كوابيسه ، فكر فيه بحزن بعد أن عاد شعور الضيق والوحدة في صدره لسبب ما
تنهد بتعب قبل أن يسقط في النوم وهو يأمل رؤيته صباحاً

.
.
.

أستيقظ صباحاً على ضوء أشعة الشمس وزقزفة العصافير في الخارج ، نهض ببطء وفرك عينيه بلطف لإبعاد النوم عن عينيه مما جعل مظهره يبدو جميلاً جدا و لطيفاً

" صباح الخير " اردفت سيرا بأبتسامتها المعتادة المليئة بالحيوية ودخلت الغرفة
نظر إليها كيلوا ليجد أنها قد احظرت معها الإفطار ولكنها لم تنسى دواءه الصباحي ، عبس كيلوا بحزن وهو يلتفت للنظر إلى النافذة ، لاحظت سيرا ذلك لتتقدم منه وتجلس بجانبه على السرير 

" ما الأمر يا عزيزي ، هل يؤلمك شيء ، هل تشعر بالمرض  "سألت بقلق وهي تنظر إلى ملامحه المتعبة

التفت إليها بحزن وهو يهز برأسه
حمل دفتر مفكراته ليكتب عليه بضع كلمات
"قال إنه سيعود قريباً لكن مضى يوم كامل على غيابه " قرأت سيرا ذلك لتبتسم له بحنان
"هل اشتقت إليه ؟! " سألت بأبتسامة لطيفة بينما هز كيلوا بكتفيه

"لا بأس  سيعود ، أعتقد أن لديه عمل مهم لينجزه لذلك تأخر "
عبس كيلوا بحزن وهو ينظر إلى يديه في حظنه
" اوي ما هذا العبوس ، هل افتقدت وجوده إلى هذا الحد ، هل أنا غير مهمة ايضا بالنسبة لك " عبست بتصنع بينما هز كيلوا يديه بسرعة
إذن لماذا تعبس هكذا بينما المجنونة سيرا موجودة هنااا " قفزت عليه لتقوم بدغدغته وهو يضحك بصمت ، تلك الضحكة الجميلة التي أسرت قلب كل من رآها

توقفت عن دغدغته لتطبع قبلة سريعة على خده بلطف ومن ثم نهضت عنه بينما توسعت عيون كيلوا وهو ينظر إليها واضعاً أصابعه بلطف على خده وهو يتلمس مكان القبلة

"حسنا ، لم أتناول افطاري إلى الآن لأنني كنت انتظر أستيقاظك لنتناوله معا " اردفت بمرح بينما تجهز الطاولة لتضع عليها الافطار
"هيا أنا أموت جوعا" اردفت بدرامية ليضحك كيلوا على تصنعها

بعد دقيقة من تناولهم الطعام
جلسوا هناك بصمت دون فعل شيء  "ماذا تريد ان تفعل الآن؟" سألت سيرا وكسرت حاجز الصمت
هز كيلوا كتفيه وهو يفتح فمه ثم أغلقه ببطء ، كما لو كان يتنهد ، مد يده من أجل الحصول على دفتر ملاحظاته وأخذ قلما من جيبه بأصابعه النحيلة وخربش شيئًا ما
"  لست متأكد ، هل لديك أي أفكار؟

"اممممم " وضعت سيرا اصبعها السبابة على ذقنها وهي تفكر "حسنا ، ما رأيك أن نبدأ الآن بتعلم لغة الإشارة " أردفت بحماس ليومأ لها كيلوا بأبتسامة سعيدة
"هذا رائع، لنبدأ الآن"

.
.
.

بعد عدة ساعات
قاطع تدريبهم صوت فتح الباب الذي أعلن عن دخول تلك الشخصية العضلية الضخمة ، توسعت عيون كيلوا لتعتلي ملامحه أبتسامة سعيدة ، نهض من مكانه بسرعة وركض لعناق والده
تفاجأ سيلفا من رد فعله هذا وصدمه ليبتسم الآخر بسعادة وفرح لأنفتاح إبنه عليه أخيراً

لسبب ما كانت عينيه تذرف الدموع لوحدها لسبب لا يعرفه وهو يعانق والده ، لسبب ما احس بالشعور بالامتلاء والحب والأمان أكثر ، ابتعد ضيق صدره ليحل مكانه الشعور بالراحة والأمان بين ذراعي والده الكبيرة التي تضمه بحنان ، ولكن لطالما تسائل بينه وبين نفسه ما سبب هذا الشعور الذي يولده وجود سيلفا أثناء حظوره ولسبب لا يعرفه لما عينيه امتلأت بالدموع فقط لرؤيته بعد غياب يوم واحد ونصف فقط بعد أن أحس أنه كان دهراً من الإنتظار

ابتسمت سيرا لتنهص من مكانها وتغادر الغرفة بهدوء لتترك الجو الجميل بين أب وابنه فقط

أبعده عنه بهدوء وهو يمسح دموعه بأبتسامة حنونة تعبر عن حبه الأبوي اللطيف لأبنه الصغير الذي عانى اسوأ العذاب والمساوئ بسببه 

"آسف لتأخري ولكن طرأ أمر مهم لذلك تأخرت أعذرني" أردف سيلفا بهدوء
" لقد احظرت لك مفاجأة أيضا" أردف سيلفا بأبتسامة لينظر إليه كيلوا بفضول وهو يمسح بكم يده الدموع المتبقية في عينيه

نظر إلى الاغراض ليجد من بينها كعكة كبيرة من تشوكو روبوت الشوكلاه التي يحبها كثيراً
التفت ليلاحظ ايضا مجموعة جديدة من الملابس الراقية ومن بينها لوح تزلج كالذي كان يمتلكه بهدف إعادة ذاكرته ولو قليلاً

نظر بسعادة وأبتسامة كبيرة إلى الأغراض ثم عاد للنظر إلى أبيه أشار إلى الأغراض ثم إلى نفسه بمعنى هل هم لي
أومأ سيلفا له بأبتسامة ،  أدمعت عينا كيلوا بفرح وأصبح يبكي ، جثى سيلفا على ركبة واحدة وهو يمسح دموعه بحنان

" ش ...شك.. شكراً..س...سي..سيدي " تلعثم كيلوا بصعوبة وأصبح يلهث بعد نطقه تلك الكلمات

" ما رأيك أن تناديني بأبي "  أردف سيلفا بأمل
بينما نظر إليه كيلوا بشك للحظات وأبعد نفسه قليلاً عنه خوفاً من اجباره بقسوة أو يؤذيه كما كانوا يفعلون به سابقاً

" أنا والدك يا بني ألا ترى ، لون الشعر ولون العينين" أردف بحواجب معقودة بأمل بينما بقي كيلوا ينظر إليه بصمت

" انظر سأريك أيضاً شيئا آخر"
أخرج سيلفا أحد صور العائلة معه ليريها لكيلوا
وضعها امامه واراها اياه ولكنه فضل أن يقص صورة ايلومي من بينهم كي لا يخيف كيلوا برؤية كابوسه الفضيع ولا يريد تذكيره بما حدث معه لأنه في آخر مرة له قد تعب جسده وأنهك كثيراً من كثرة النوبات وشدتها

عندما رأى كيلوا الصورة امسكها وأخذها ببطء من يد سيلفا وهو ينظر إليها بهدوء وإلى اشكال إخوته وأسرته
أشار إلى الشخصيات الموجودة في الصور وهو يشير لنفسه بمعنى "هل هم اخوتي"
أومأ سيلفا ووضع إصبعه على الصور ليعرفه على أسرته
"  هذا جدك زينو " اردف سيلفا بأبتسامة
" أنه أكثر شخص يحبك من بيننا لكن ليس أكثر مني" اردف سيلفا بعبوس ليقهقه كيلوا بصمت
بينما  ابتسم سيلفا وأكمل " أنه حقا يحبك ، انت المفضل لديه من بين جميع أحفاده "

ومن ثم أشار إلى كيكيو وقال " إنها والدتك أنها مزعجة قليلاً وانت مشاكس وعنيد تجاهها انت دائما ما تجننها بتصرفاتك ههه "  اردف سيلفا لينظر إليها كيلوا بعبوس

"لا بأس أنها أيضا تحبك كثيراً أنها مجنونة بك أيضا *وهذا ميلوكي اخيك الأكبر "عندما قال سيلفا ذلك ابعد كيلوا رأسه بعبوس وهو غير مصدق أن هذا هو أخاه أشار إلى ميلوكي والى سيلفا بمعنى
"هل هو ابنك حقاً" قال ذلك ليقهقه سيلفا بصوت عالٍ ويومأ برأسه  "اجل أنه أخيك كيلوا اعلم انه مختلف كثيراً عنكم ولكنه أيضاً جيد في أمر ما ...اممم اعتقد ذلك  "

" وهذا كالوتو أخاك الصغير أنه يفتقدك كثيراً جميعنا نفتقدك يا بني "  قال سيلفا وهو ينظر بحزن إلى كيلوا الذي ينظر إليه بحواجب معقودة من الحزن والكثير من التسائل

وسرعان ما ومضت عدة ذكريات بسرعة في رأسه مما جعله يسقط الصور من يده ويمسك رأسه بألم وهو يغمض عينيه بقوة

"  كيلوا هل انت بخير يا بني ، كيلوا !! "
لم يسمع كيلوا اي شيء فقد ومضت عدة ذكريات في رأسه وغير واضحة أبدا لأشخاص وأشياء وأماكن مألوفة لديه مما جعل ذلك يمسك برأسه بقوة وينحني إلى الأرض بألم وهو يصك على أسنانه مما جعل قلق سيلفا يزداد
ليستدعي الطبيب من فوره

"  أنه بخير ،  على العكس تماماً هذا أمر يبشر بالخير فهذا يعني أنه بدأ يستعيد ذاكرته شيىأ فشيئا لذا لا تقلق هذا أمر طبيعي لبداية تحسنه " أردف الطبيب

" حسنا شكراً لك" تنهد سيلفا براحة

أومأ الطبيب وغادر بينما استدار سيلفا للنظر إلى كيلوا الذي ابتسم له بلطف

" هل انت بخير يا بني " سأل سيلفا بقلق واضح في صوته ليومأ له كيلوا بأبتسامة لطمأنته وهو مستلقي في سريره

تنهد سيلفا براحة ومن ثم استدار
" حسنا اعتقد انك تعبت اليوم "  اردف سيلفا بعد أن استدار وبدأ بتجميع الاغراض والصور
" لهذا عليك أن ترتاح ومن ثم ....

" أ..ابي " قاطع كلامه صوت كيلوا المتقطع
توسعت عيون سيلفا واسقط الاشياء التي بيده والتفت إلى كيلوا الذي يبتسم له
" أ..بي" أعاد كيلوا الكلمة ليبتسم سيلفا بحزن ويجلس بجانب كيلوا ويعانقه بحنان بينما بادله كيلوا العناق أيضاً وهو يغرق بدفئ والده وحنانه

.
.
.

استمر تواجد سيلفا بجانب كيلوا كل يوم
أنه لا يبرح مكانه أو يتركه أبدا منذ أن ذلك أليوم
يبقى بجانبه دائما ، يأكل معه ويتكلم معه
وحتى يبقى في غرفته في المساء وهو يتأمله ولا يبعد أنظاره عنه كأنه سيأتي أحد ويختطفه منه مرة أخرى

حتى كيلوا بذات نفسه لا يريد تركه بعد أن فقد ذاكرته وجد أنه الشخص الوحيد الذي يثق به وأحبه
كثيراً هو وسيرا ، ملأ وجودهما الدفئ والأمان داخله

وأيضا خلال هذه المدة تعلم أيضاً لغة الإشارة واتقنها بينما بدأت الحبال الصوتية لديه تشفى شيئا فشيئا
ولكن غير مسموح له بالتكلم لأنه بعد نطقه ولو كلمة واحدة يصبح يلهث ويسعل ويؤلمه حلقه كثيراً لذلك فضل الطبيب أن يشفى تماماً ليعود للكلام

كانت ضحكاته الصامتة ومرحه وابتسامته الجميلة تشع في المكان ، أسعد ذلك سيلفا وسيرا بذلك كثيراً لتحسن حالته وانفتاحه عليهم وعدم تجنبه لأي احد فيهم

.
.
.

كان يركض ، يركض بسرعة حافياً بينما كانت أثار أقدامه تطبع الدماء على الأرض ، تلاحقه الأيدي الضخمة الممدودة للامساك به ، الجميع يصرخ بإسمه ويحاول الامساك به ، تلك الأيدي الطويلة الملطخة بالدماء ممدودة وهي تقترب للامساك به

صرخ دون صوت وهو يلهث ، وصل إلى الجرف وكاد أن يسقط ، التفت إلى الوراء بسرعة ليجد أن الاذرع الطويلة قد وصلت إليه ، انزلق فجأة ليسقط في الهاوية

شهق بفزع وانتفض جسده عندما أستيقظ بفزع مرتعبا ، نهض بسرعة من مكانه وهو يشهق بعمق ويبكي ، كانت عيناه متوسعة وهو يلهث بصمت ، ضمه والده إلى صدره بسرعة وعانقه
" تنفس يا بني تنفس بهدوء ، اهدأ ، فقط تنفس بهدوء " أردف والده وهو يهدأه بينما هو يشهق بعمق
  لينهار بعدها في البكاء في صدر والده

بعد لحظات

" هل رأيت كابوساً"  سأل سيلفا بحنان وهو يحتظن ولده بينما كان نائما بجانبه وهو يضمه إلى صدره

صمت كيلوا للحظة  ، رفع رأسه ونظر في وجه والده قبل أن يومأ برأسه بحواجب معقودة من الحزن. انزل رأسه لينظر إلى يديه المرتعشة وكيف هو متمسك بقميص والده بشدة

" لا بأس أنا بجانبك يا صغيري لا تخف طالما أنا معك "  أردف سيلفا بحنان وهو يضمه إليه أكثر ليشعر صغيره بالراحة والأمان بعد أن غمره دفئ حضن والده بالحنان ،  ابتسم للحظة قبل أن يرفع رأسه عن صدر والده ويسأله بلغة الاشارة

" هل أيقضتك من نومك ، أن كنت كذلك فأنا آسف"
أردف بحزن ليبتسم سيلفا بحنان وهو يربت على رأسه الصغير

" أنا لا أنام بعمق ، لا استطيع عزل عقلي عن جسدي
لذلك لا تقلق لا تفكر ثانية انك أنت السبب في ذلك "
قال بأبتسامة لينظر إليه كيلوا ببراءة قبل أن يعود للتكلم بلغة الاشارة 

" حتى بعد وصولك لمكانة عالية لا تزال هكذا "
سأل ببراءة

" كلما ارتفعت مكانتي ازداد عدد اعدائي وكثر قلقي وخوفي على من أحب " أردف سيلفا بينما بقي كيلوا ينظر إليه للحظات قبل أن يعود ويعانق والده
وشيئا فشيئا أثقلت جفنيه ليغمض عينيه بعدها ويعود إلى النوم ، شعر والده بأرتخاء جسده الصغير ابتسم  بعد أن علم أن صغيره قد عاد للنوم ليضمه أكثر إلى صدره ويغمض عينيه هو الآخر

.
.
.
.
.

بينما كان سيلفا جالساً بجانب كيلوا الذي يتناول الحلوى بطفولية ورده اتصال يبلغه أن كالوتو موجود معهم في نفس المستشفى الذي هم فيه وهو مصاب مع غون بعد مواجهتهم لأيلومي وجها لوجه

اغلق سيلفا الهاتف بغضب وتنهد ، التفت للنظر إلى كيلوا الذي يحشو فمه بالشوكلاه التي يحبها
أبتسم سيلفا بحنان ثم انحنى بجانب كيلوا الذي نظر إليه بتساؤل وهو لا يزال يمضغ الشوكلاه ببطء

" حسنا يا بني ، أنا سأخرج قليلاً لبعض الوقت لقد طرأ عمل طارئ لذا سأذهب وسأعود بعد قليل
اتفقنا " اردف سيلفا بهدوء بينما أومأ له كيلوا ببطء

قبله سيلفا على جبهته واستدار للمغادرة
وضع كيلوا يده على جبهته على مكان القبلة وهو ينظر إلى والده الذي خرج من الغرفة تاركاً معه الحارس مع ممرضته التي غادرت من خلفه بعد مناداتها لمريض آخر

بقي ينظر ببراءة هنا وهناك وهو يجلس بملل بعد أن تأخر والده لذا فكر أنه لا ضير له من الذهاب للبحث عنه ،  وأيضا للاستكشاف قليلاً لأن الملل قد سيطر عليه من الجلوس في نفس الغرفة يومياً لبضع أشهر

فتح كيلوا باب الغرفة ببطء نظر هنا وهناك بهدوء ليجد أن لا أحد هناك ،  بدأ يتمشى في الردهات بصمت إلى أن جذبه صوت والده من إحدى الغرف وهو يؤنب أحدهم ، عقد حاجبيه بتساؤل ليقترب من الباب بهدوء ويقوم بفتحه

فتح كيلوا باب الغرفة ببطء ليتفاجأ بالشخصيات الموجودة في الغرفة كانت نفس الشخصيات التي أراها إليه والده في الصور وأيضا هناك بعض أشخاص لا يعرفهم

كان الجميع مشغولاً لينتبهو إلى وجوده
البعض منهم يصرخون والبعض الآخر حزين
وكيكيو تبكي وتصرخ بصوتها المزعج وهي تقول
انها لا تريد خسارته أيضاً مثلما خسرت كيلوا

رفع كيلوا حاجبا وهو ينظر إليها "ماذا تقصد بخسارتي ، أنا لم امت بعد "
ثم وقعت أنظاره على فتى ذو شعر اسود مع نهايات مسننه خضراء حيث كان جالسا ورأسه لأسفل ويؤنبه إثنان واحد ذو شعر اسود والآخر ذو شعر اشقر ويبدوان أصدقائه

عبس وهو ينظر اليهم جميعاً والكثير من الاسئلة ملأت رأسه

رفع غون رأسه بعبوس حزين نحو الباب ومن ثم التقت نظراتهم مع بعضهم ،  وما أن التقت نظراتهم حتى توسعت عيون غون بصدمة ليفتح فمه بتلعثم
" كي...كيلوا ..قال بصوت خافت وغير مسموع

" ماالذي تهذي به ايها الصغير ، اعتقد أن الضربة قد أثرت بدماغك الصغير هذا " قال ليوريو بعبوس
بينما تجمعت الدموع في عيون غون وهو لا زال ينظر إلى كيلوا ليصرخ

"كيلواااا !!!  ." صرخ بدموع ليلتفت الجميع إليه ثم إلى كيلوا الواقف عند الباب يتأملهم بهدوء

توسعت عيون سيلفا بينما أغمي على كيكيو من الصدمة 

كالوتو أصبح لا ينطق بكلمة أخرى وعيونه متوسعة بينما زينو كان واقفاً بهدوء واضعاً يديه خلف ظهره وهو يبتسم لكيلوا بعد أن رآه
أما ليوريو "  ش...شبح"  صرخ ومن ثم ابتعد لزاوية الغرفة أما كورابيكا تحجر مكانه وفمه مفتوح وهو ينظر إلى كيلوا

اندفع غون بسرعة من السرير وركض لعناق كيلوا الذي جفل وتراجع للخلف بسرعة عنه
" كيلوا انت حي "  أردف غون وهو يبكي
" أنا هو غون ، أنا صديقك " أردف بدموع بينما نظر إليه كيلوا بعبوس ليستدير ويذهب إلى جانب والده بسرعة بينما بقي الجميع ينظرون إليه بتساؤل وهم ينتظرون على أمل إجابة منه

" كيلوا ؟!"

نظر إليهم بخوف وتوتر ثم رفع رأسه للنظر الى والده الذي تنهد واضعاً يده على جبهته بينما الجميع ينظر إليه وهم ينتظرون تفسير منه

استيقظت كيكيو بعد مساعدتها الممرضات على الاستيقاظ ، نهضت وهي ممسكة برأسها بألم
لتنظر بعدها إلى كيلوا بدموع غير مصدقة ما تراه عيناها

"كيلوا حي  " اردفت بصدمة وعدم تصديق

"كيف أنت هادئ لهذه الدرجة " اردفت وهي تنظر إلى سيلفا  ، التفتت للنظر إلى كيلوا بدموع ثم عادت للنظر إلى سيلفا وهي تنتظر إجابة منه

"في الواقع أردت اخباركم جميعاً ،لكن .. "

"ماذا كنت ستخبرنا "؟! صرخت كيكيو بجنون
"ماذا كنت ستخبرنا ؟!" 

صمت سيلفا ومن ثم نظر إلى كيلوا الذي ينظر إليهم بصدمة ايضا

"ماذا  كنت ستخبرنا سيلفا "  اردفت ببكاء
"هل كنت تعلم بذلك كل هذا الوقت ولم تخبرنا ؟!"
صمت سيلفا ولم يجبها

"كيف تخفي هذا عنا " صرخت ببكاء بينما بقي الجميع صامتون وهم ينظرون بصدمة وحزن
"لماذا أخفيت هذا عنا ؟! ألا تعلم ما شعرنا به طوال هذه المدة" صرخت ببكاء والتفتت إلى كيلوا
بكت ومن ثم نهضت بسرعة لتقوم بعناقه بقوة

جفل بخوف منها ولكن رؤية والده له طمأنته
بكت بشدة وهي تعانقه لتفرغ كل ما في جوفها
بينما عقد كيلوا حاجبيه بحزن وبقي صامتاً وهو ينظر إليهم

ابتعدت عن عناقه لتكور وجهه بيديها الاثنين وهي تتأمل ملامحه الجميلة التي أفتقدتها
عادت لعناقه بقوة بينما بقي هو صامتاً يتأملهم

هدأت أجواء التوتر والصدمة بعد أن بادل الجميع عناق كيلوا الذي بقي متحجرا مكانه
روى لهم سيلفا كل ما حدث وما سبب خطته في إبقاء حياة كيلوا سرا وكل الأسباب التي أدت إلى إخفاء كيلوا عن الأنظار وتزييف خبر موته
فهموا سبب خطته لذلك صمتوا دون أن يجادلوه مرة أخرى

تنهد سيلفا بعد أن فشلت خطته في حفظ السر عن أحد بسبب حضور كيلوا ،جثى على ركبة واحدة أمام كيلوا ليخاطبه بهدوء وحنان

" حسنا يا بني ما رأيك الان أن تذهب مع سيرا
لجمع أغراضك لأننا سنغادر اليوم ونخرج من هذا المكان ما رأيك ". أردف بحنان بينما اشرقت عيون كيلوا بفرح وسعادة
ليشير بيده ويكون كلمات بلغة الإشارة بمعنى "هل سنخرج أخيراً من هنا ، هل ستأخذني معك للخارج "
أومأ بسعادة ليبتسم إليه سيلفا بحنان ويومأ برأسه

فرح كيلوا ومن ثم ركض مسرعاً خارجاً من الغرفة عائدا إلى غرفته لتتبعه سيرا بسرعة بعدما انحنت إليهم بأبتسامة

ابتسم سيلفا لسعادته بينما تنهد ووقف مستديرا ليكتف يديه و يعبس في وجه كالوتو وغون الذين اختفت الإبتسامة من وجهيهما وانزلا رأسيهما بخجل

"فسرا لي ما سبب فعلتكما الغبية هذه فوراً" أردف سيلفا بصوت حاد وغاضب

" ابي...أنا ...
"أصمت " صرخ به سيلفا
" ألا تعلم مدى الخطر الذي مر به اخيك سابقاً، ألم تخف أن تعاني مثلما عاناه أو تلقى حتفك في سبيل ذلك
الم تفكر بوالدتك ولو قليلاً" صرخ بغضب بينما انزل كالوتو رأسه بخجل وحزن

" وأنت ايضا " أردف بصوت مخيف ليبتلع غون ريقه بخوف
"  كيف تجرأ ، ألا تعلم مدى خطورة ايلومي ، كان من المفترض أن تنصحه بالابتعاد عنه لا أن تقاتلاه  "

"لقد كنت غاضباً جداً مما فعله ، كنت احاول الثأر لكيلوا لتعليم أيلومي درساً و ..."

" أخرس  ، أخرس ولا تجادلني " صرخ سيلفا ليصمت غون

" لا تجعلني اضحك ، انت تعلمه درساً ؟
أنت لا تعي خطورة الأمر صحيح ، أنت لا تعلم ما ممكن أن يتسببه ايلومي لكما ايها الغبيان ، كان سيقتلك حتماً"

اعتصر غون يديه بحزن وغضب بينما بقي كالوتو منزل رأسه بخجل من والده
" هذه آخر مرة لكما ، أنا احذركما أن تكرر ذلك مجدداً لن اسامح اي منكما وستكون العواقب وخيمة هل فهمتما"
اومأوا برأسهم بصمت بينما تنهد سيلفا واستدار

"سيلفا " اردفت كيكيو ليلتفت للنظر إليها
"ما به كيلوا لما لا زال صامتاً ؟!  كما أنني لاحظت أنه يتجنبنا كثيراً ،لماذا ؟!"   سألت بحزن وقلق

تنهد سيلفا ومن ثم التفت اليها
"بالنسبة لصوته لا زال مفقوداً لأن حباله الصوتية متضررة جدا بشكل كبير لذا يحتاج إلى وقت كي يعود له صوته والتكلم بشكل طبيعي ، وبالنسبة للأمر الثاني  " تنهد بحسرة ليكمل "كيلوا فاقد للذاكرة جزئياً" اكمل ليشهق الجميع بصدمة

"ما الذي تقصده ، هل هو لا يتذكرنا أبدا" سألت كيكيو بقلق

أجل ، أنه لا يتذكر أي شيء سوى وجوده في ذلك الجحيم ، وهذا هو اسوأ ما في الأمر لأن ذاكرته احتفظت فقط بذلك الجزء من الذكريات المؤلمة والمشؤومة "


دخل كيلوا الغرفة بسعادة ليقوم بتجهيز أغراضه بسرعة بينما تبعته سيرا بأبتسامة لطيفة يخفى داخلها حزن كبير لمغادرة كيلوا وابتعاده عنها
بقيت تنظر إليه بأبتسامة حزينة بينما هي واقفة عند الباب وهي تراه يجمع أغراضه بسعادة وحماس

توسعت عيناها بصدمة قبل أن تلتفت ببطء للنظر إلى الخلف لترى تلك الشخصية الطويلة ذات الهالة المظلمة تحدق بهم بجنون


ارتعبت وفهمت من هو المقصود
"كيلوا " صرخت ليستدير إليها كيلوا
" اهرب " صرخت بعد أن أستدارت وفي حركة بطيئة قتلت أمام ناظري كيلوا لتتناثر الدماء أمام عينيه وتغطي أرضية الغرفة البيضاء
ليعيد إليه اسوأ منظر وأسوأ حادثة حصلت معه

توسعت عيناه بخوف ورعب لتتساقط اشياءه من يده بصدمة وهو ينظر إلى جثة سيرا الملقاة على الأرض أمام الباب، رفع رأسه لينظر إلى إيلومي الذي يتقدم نحوه بملامح مجنونة من السعادة والصدمة وهو يتقدم نحوه بأبتسامة مجنونة

" أ ... أنت حي ؟!"  أردف ايلومي بجنون وصدمة وهو يتقدم داخل الغرفة بينما ابتعد كيلوا إلى الوراء ببطء بعد أن سالت الدموع  الدافئة على وجنتيه أثر البكاء الصامت

ماذا حدث ؟! هل اندهشت ؟! أردف بأبتسامة مجنونة بينما أبتلع كيلوا بخوف وفزع

" وانا أيضا اندهشت عندما علمت أنك على قيد الحياة دميتي "

"لا اصدق انك ما زلت على قيد الحياة " اردف بأبتسامة مجنونة وهو يتقدم ليعبر جثة سيرا

"ألم تشفق علي ابدا ؟! ألم تفكر أنني سأحزن وأبقى لوحدي من بعد موتك "  عبس وامال برأسه إلى الجانب بجنون بينما بقي كيلوا يرتجف بعنف في مكانه

"عندما سمعت خبر موتك ، بكيت كثيراً وتألمت
تدمرت كثيرا بسببك " 

هل تضن انك ستنجو مني بعد أن تمثل انك ميت ؟!
كما اخبرتك كيل ، لا خلاص مني ابدا " أردف بعيون متوسعة بجنون

"تعال إلى هنا "  مد يده ليتراجع كيلوا إلى الخلف وهو يرتجف بخوف
"شششش ، لا تخف أنا لست هنا لأؤذيك ، تعال معي وسينتهي كل شيء   "

فزع كيلوا وأمسك بلوح تزلجه الذي أهداه إياه والده
قام بضربه بشكل عشوائي ليتجنبه ايلومي بسرعة ويقوم بالامساك به وأخذه من يده بقوة بينما سقط كيلوا على الأرض فزعا ، ضرب ايلومي لوح التزلج في الحائط لتتحطم المرآة الموجودة فيه وليتساقط الزجاج فوق رأس كيلوا لأخافته

وضع كيلوا يده على رأسه لتنجرح أصابعه بالزجاج المتساقط فوق رأسه
مد يده بسرعة ليمسك بقطعة من الزجاج وهو يحاول بها خدش ايلومي الذي ضحك بأستفزاز ليأخذ قطعة الزجاج من يده بسرعة وليستبدل نظراته بغضب وبعدها مد يده بسرعة ليصرخ كيلوا بأعلى صوته ليسمعه كل من في المستشفى

" كيلوا !!! صرخ سيلفا وركض خارجاً من الغرفة ليتبعه الجميع بخوف وهلع بعد أن سمعوا صرخة كيلوا

فتح الباب بسرعة وما أن أرادوا الدخول حتى صدموا من المنظر أمامهم ، كانت جثة سيرا مرمية على الأرض غارقة بدماءها بينما كانت الغرفة مبعثرة
مع المرآة المكسورة وكيلوا جالس أسفلها وهو يبكي بصمت ويرتجف بعنف

توسعت عيون سيلفا واقترب بسرعة لأحتضانه ولكن فزع كيلوا وخوفه وهلعه الذي زاد بشكل كبير
جعله يتوقف مكانه ناظراً إلى كيلوا الذي يشد رجليه إلى جسده الذي ينتفض كالورقة
خائفاً ومنكسرا دون أي صوت ينطق به ولا جسد جيد ليحمي نفسه به

" كيلوا ، بني أنا هنا لا تخف أنا معك جميعنا معك انظر " أردف سيلفا برقة واكبر قدر من الهدوء بينما القلق والحزن والغضب يأكله من الداخل

رفع كيلوا رأسه ببطء وما أن وقعت عيناه الضبابية بسبب الدموع واستقرت على والده حتى قفز بحضنه معانقا إياه بخوف وهو يبكي ويصرخ بصمت ليضمه سيلفا إلى صدره بخوف وقلق وهو يمسح على رأسه بحنان بينما بقيت أنظار الجميع المصدومة موجهة إليهم بحزن وانكسار من المنظر أمامهم

" اهدأ ، أنا معك يا بني لا تخف " أردف سيلفا بهدوء وهو يمسح على شعره

" هل يمكنك اخباري الآن ما الذي حدث "
سأل بهدوء ليبعد كيلوا رأسه ببطء ناظراً إلى والده بعيون حمراء منتفخة ممتلئة بالدموع ليوجه أنظاره إلى اركان الغرفة لتقع أنظاره على دفتر الملاحظات خاصته

ترك والده بصعوبة ليمد يده المرتعشة ويحضر دفتره ويكتب بهلع وخوف ويدين مرتجفين بالكاد تمسكان القلم

لتكتب يديه المرتعشتين بضع كلمات وخربشة
ويعطيها لوالده الذي توسعت عيناه ما أن رأى ذلك ليصرخ بأعلى صوته
" تفرقوا وابحثوا في كل ركن من أركان المستشفى وجدوا لي ايلومي فوراً "

صرخ ليخافه الجميع ومن بينهم كيلوا الذي وضع يده على رأسه وغطى أذنيه بخوف وهو يبكي

ما أن غادر الحراس فوراً حتى أعاد نظره إلى كيلوا الذي يضع يديه الدامية والمرتعشة على أذنيه بخوف

" لا بأس يا بني ، أنا آسف لأنني اخفتك ، سيكون كل شيء بخير الآن "
أردف بهدوء وهو يمسك بيدي كيلوا الصغيرتين ويبعدها عن أذنيه ليضمه إلى صدره وهو يصك على أسنانه بغضب مكبوت بداخله ونار مشتعلة

حمل كيلوا ووقف ناظراً إلى الآخرين الذين ينظرون إليه بصمت ونظرات حزينة ومن ثم عاد للنظر إلى كيلوا الذي يخبأ رأسه في صدره ويديه المتشبثة بقميصه ناويا تمزيقه من الخوف والفزع خشية عودته إلى جحيمه الحي الذي بات هارباً منه بعد معاناة دامت لأكثر من سنتين

" هيا بنا لنغادر الآن " أردف سيلفا وهو يحمل كيلوا
"  وانت جينتا اجمع أغراض كيلوا والحق بنا بعد أن تحملوا جثة سيرا وتدفنوها بلباقة "

"ابي"  أردف كالوتو بقلق مقاطعا والده وهو يشير إلى كيلوا 

التفت سيلفا إلى كيلوا الذي يتمسك به بقوة وهو يشهق وقد باتت شهقاته أكثر حدة وأكثر قوة وبدا أنه يختنق بأنفاسه

"كيلوا !!  أردف سيلفا لتتوسع عيناه مدركاً ماذا يحدث
" بني " قال ذلك محاولاً ابعاد كيلوا عن صدره

" كيلوا " قال سيلفا بقلق وجلس واضعاً كيلوا في حجره وهو يردد
" تنفس يا بني تنفس ، لا تخف أنا هنا معك
انظر في عيناي هيا انظر "
قال ذلك ليرفع كيلوا وينظر إليه

بقي ينظر إليه فقط وهو يشهق اقوى واكثر كأنه يصارع أنفاسه بينما الآخرون محاوطينه بقلق وبكاء

" ابتعدوا !!  دعوه يتنفس الهواء"  صرخ سيلفا بعصبية وهو يعود للنظر إلى كيلوا الذي بات وجهه احمر كشخص يخنق عنه الهواء بينما خرجت الدماء من فمه وهو يتنفس بخشونة ليصرخ سيلفا
" احظروا الطبيب فوراً"

ما أن أتى الطبيب مسرعاً حتى وضع جهاز الأوكسجين على فمه وهو يحاول تهدأته والجميع ينظر إليه بقلق وخوف ، بقي يشهق الهواء من تحت القناع وهو ينظر إليهم بضبابية
وشيئا فشيئا بدأ بصره يختفي ليغمى عليه

.
.
.

بعد ساعة

كان الجميع بقلق وخوف محاوطين كيلوا  النائم بهدوء وجهاز الأوكسجين في فمه وأجهزة القلب مربوطة بجسده لتعد دقات قلبه التي اضطربت اثر نوبة هلعه وفقدان تنفسه

" كيف حاله الان أيها الطبيب " سأل سيلفا وهو ينظر إلى صغيره

" أنه بخير الآن ، تنفسه مع دقات قلبه قد انتظموا
أخيراً ، يلزمه فترة راحة فقط ومن الأفضل أن لا تتركوه لوحده أبدا كونوا بجانبه " أردف الطبيب وهو ينظر إليه ليكمل :

" نوبات هلعه باتت اقوى من ذي قبل وهذا الأمر سيء جداً لشخص صارع الموت عدة مرات
إنه في حالة صدمة قوية ، فقدان ذاكرته الجزئي مع انقطاع صوته زاد من مشاكل الهلع والخوف الذي يعانيها ومن الأفضل أن تحذروا جيداً
هذه النوبات باتت تصبح اسوأ عن ذي قبل
أن تكرر ذلك كهذه المرة أو اقوى قليلا قد يتوقف قلبه، لذا من الأفضل البقاء معه ومراقبته أكثر ومحاولة التخفيف عنه بشتى الطرق وتجنبوا أي شيء من شأنه يجعل الأمور اسوأ "

" حسنا شكراً لك " أردف سيلفا ليغادر الطبيب

بقي الجميع يتأمل كيلوا بحزن وهو نائم بهدوء
بينما اشتدت نظرة سيلفا وهو يعتصر يديه بغضب
لينظر إلى والده الذي اومأ له بجدية
نظر إلى يده ليردف بجد وصوت حاد

"حان الوقت الآن لإنهاء اللعبة "


يتبع ........

* اتفقنا أن نقتل الضروف ، لا أن نقتل بعضنا*

عنوان البارت القادم 👆 و هو النهاية


Continue Reading

You'll Also Like

54.7K 4.8K 48
حيث تايهيونغ و جونغكوك ، الشخصان الوحيدان اللذان تصديا لعنة ساحر الظلام فولدمورت ، و هذا الأخير أصبح يبحث باستمرار من أجل الإنتقام . و من جانب آخر ،...
119K 4.2K 21
حينما يصبح المستقبل لا شيء باللنسبة .. حين يملؤني ذلك الفراغ .... ذلك الصوت الذي يتردد ... ذلك الصوت الذي يطاردني / boyxboy :" لا تمت أرجوك لوهان " ...
13.9K 733 33
الحياه في الجامعه .. ممتعه جدا .. فيها احداث ماتنتهي ..ماهي مجرد دروس واختبارات والسلام .. لان الجامعه هي بوابتك الاولى للحياه الواقعيه .. ومنها تتعر...
4.1K 107 17
خُلِقَت ذَلِيلٌ و عِشْت ذَلِيلٌ و لَا أَعْلَمُ أَنَّ كُنْت بِشْر مِثْل الْآخَرِين أَم أَنَا مُخْتَلَفٌ فأتذوق طَعْمٌ الذُّلِّ وَ الْهَوَان أَرَأَيْت...