Cockpit | Tk

By vatimvk

99.3K 7.7K 7.7K

قمرة القيادة cockpit أنا جيون جونغكوك و هدفي هو الوصولُ لقمرة القيادة.. " لم أكن أعلم أنَّ صعودي للسماء قد يج... More

+Cockpit+intro+
+Cockpit+1+
+Cockpit+2+
+Cockpit+3+
+Cockpit+4+
+Cockpit+5+
+Cockpit+6+
+Cockpit+7+
+Cockpit+8+
+Cockpit+9+
+Cockpit+10+
+Cockpit+12+
+Cockpit+13+
+Cockpit+14+
+Cockpit+15+
+Cockpit+16+
+Cockpit+About Persona+
+Cockpit+17+
+Cockpit+18+
+Cockpit+19+
+Cockpit+20+

+Cockpit+11+

3.5K 332 460
By vatimvk

كانت عينا جونغكوك تُغلقانِ ببطئٍ و من ثمَّ تعاودان الفتح مع زيغٍ يشعرُ بهِ فيهما..

دعكَ عيناهُ بقليلٍ من القوةِ و حاولَ الإستقامةَ بجسدهِ لكنهُ شعرَ بحِجرٍ دافئٍ يرتكزُ رأسهُ عليه؟..

" مـ..ماذا حدث؟ "

تمتم و هو لازالَ يشعرُ بالدوارِ لكنْ فجأةً قد تمَّ سحبهُ مجددًا لحجرِ شخصٍ بدى عنيفًا عندما أجابه..

" ابقى هكذا حتى تستعيد طاقتك! "

و بالطبعِ لم يكن جونغكوك يتوقعُ أنَّهُ سيحظى بفرصةِ الجلوسِ في حجرِ المضيفِ الوسيمِ بهذه السرعةِ! ، و في غضونِ يومان؟!..

التفت جونغكوك برأسهِ فورًا للوراءِ عندما أدركَ الأمرَ ليتأكدَ ما إذا كانَ الوضعُ حقيقيًا بالفعلِ أم لا؟!..

و على المتوقعِ سَعِدَ جونغكوك و جدًا عندما رأى الشخصَ المنشودَ و الذي هو يحبهُ هو ذاتهُ من يجلسُ بينَ رجليهِ الآنَ و في حضنه! ، هما على الأرضِ و من الواضحِ أنَّ تايهيونغ لم يشأْ لجونغكوك قسوتها فاستخدمَ ذاتهُ كوسيلةِ راحةٍ له؟..

هكذا فسرَ جونغكوك الموقفَ كما يفسرُ أي شيئٍ يقولهُ أو يفعلهُ تايهيونغ على هواه ، يجعلُ من كلِّ لحظةٍ بينهما قمةً في العاطفةِ و الحب ، رغمَ أنَّ وجهَ تايهيونغ كان ممتعضًا و غيرَ بشوش ، و قد أشاحَ بوجههِ عندما أرادَ جونغكوك استراقَ النظرِ له..

" إلى ماذا تنظر؟! "

تحدثَ تايهيونغ بفظاظةٍ لكنهُ كانَ لا يزالُ ينظرُ لكل الجهاتِ ما عادا بؤبؤا جونغكوك اللامعان..

" أنا...أجلسُ..في..حجرك! "

قال كلَّ كلمةٍ بطريقةٍ مفردةٍ و نبرةٍ منخفضة ، لكنهُ صرخ في كلمتهِ الأخيرةِ جاعلًا من تايهيونغ يحدقُ بهِ سريعًا و يستخدمُ كلتا يداهُ لإسكاتِ جونغكوك عن الحديثِ و كذلك جعلَ يقربُ منهُ رأسهُ حتى كادَ لا يفصلهُ شيئٌ عن جونغكوك سوا كفاهُ اللذانَ يحكمانِ إغلاقَ ثغره..

" أعلمُ ما تفكرُ بهِ الآن! ، لكن إياكَ أن تسرحَ بعيدًا إلى الحدِّ الذي ستجعلُ من كلانا متزوجانِ و بيننا أبناء! ، لأنَّ هذا لن يحدث أبدًا و لو أُطبقت السماءُ على الأرض! ، أفهمت! "

أومأَ جونغكوك بسرعةٍ بعينانِ تبرزانِ للخارجِ و تزخرانِ في وجهِ تايهيونغ ، و المضيفُ الوسيمُ قررَ أخيرًا إزالةَ يديهِ عن فاهِ جونغكوك و أرجعَ ظهرهُ على الجدارِ يستندُ عليه حيثُ أنهما كانا في ركنِ المضيفين لوحدهما..

لكنَّ تايهيونغ ما لبثَ أن أغمضَ عيناهُ براحةٍ حتى فتحهما فجونغكوك ابتعدَ عن حجرهِ و التفت لهُ مجددًا و هو مكفهرُ الوجهِ لإنَّ تايهيونغ يقومُ بفعلِ كلِّ ما يدعمُ خيالهُ لأن يكونا معًا لكنهُ بعدها و فجأةً يسلبُ كلَّ طموحاتهِ و أملهِ في أن يكونا حبيبين!..

" حسنًا ! ، لكن كان بإمكانكَ تركي أعاني من صلابةِ الأرضِ و جعلي أقاسي ألامَ الظهرِ و تركي دونَ أن تكون معي أو أن تترك أندرو و شيلدون يتوليانِ أمري بدلًا عنك! "

انفعلَ جونغكوك و قطبَ حاجباهُ و جعلَ يُكتفُ يداهُ على صدرهِ و تايهيونغ عندما استمعَ لكلامهِ احمرَّ وجههُ باحراجٍ و غضبٍ و وقفَ من الأرضِ رافعًا سبابتهُ لجونغكوك يشرح الموقف..

" استمع يا هذا! ، لولا أنكَ لم تأكل طعامك و تنامَ استعدادًا لهذهِ الرحلةِ عوضًا عن مشاهدةِ برنامجك الكارثي ما كنت هنا أعتني بك كالطفلِ الصغير! ، أنا فقط الأحمقُ ذو القلبِ الطيبِ لأنني اهتممتُ بكَ بينما أنتَ هنا من أوصلَ ذاتهُ لهذهِ المرحلةِ و عليكَ تحملُ مسؤوليةِ نفسك بنفسك! "

تايهيونغ كان متوترًا رغمَ الجموحِ المتعصبِ الذي هو به ، و على قدرِ استطاعتهِ حاولَ جعلَ نبرتهِ منخفضةً و لا تصلُ إلى مسامعِ الركاب..

المضحكُ أنهُ كانَ على درايةٍ كاملةٍ بمقدارِ الزيفِ الذي قاله ، لم يكن أيًا مما نطقهُ صحيحًا، و لم يكن الخطأُ في مرضِ جونغكوك يقعُ على عاتقِ جونغكوك فقط بل لربما هو قد زادَ الأمرَ سوءًا و لم يكلف نفسه حتى عناءَ سؤالِ جونغكوك عن حالهِ و قدرتهِ على السفر!..

كانَ و لا يزال يسعى لمكابرتهِ و عدمِ الإعترافِ بأنهُ يهتم ، بأنهُ لم يرد جعلَ الأمورِ تصلُ إلى هذا الحدِّ و لم يكن متعمدًا ، و مهمها أقنع نفسهُ أنهُ لا يشعرُ بتأنيب الضمير و أنَّ جونغكوك على ما يرام ، يجدُ ذاتهُ تتصرفُ بحقارةٍ مع جونغكوك أكثر لأنهُ يعلمُ أنه ليسَ كذلك..

جونغكوك كانَ مريضًا و كان هو يعرف ، جونغكوك لم يأكل لإنهُ من استعجل بهِ و لم يكترث لأمره ، جونغكوك كانَ يحاولُ على قدرِ طاقتهِ المواصلةَ معهم في مهنةِ الضيافةِ لكنهُ استمرَ في تكذيب شحوبهِ و تعبه!..

كلُّ شيئٍ كانَ واضحًا وضوحَ الشمسِ و يشيرُ بأصابعِ الإتهامِ إلى أنَّ تايهيونغ ليسَ ذو قلبٍ طيبٍ و لا حنونٍ كما يدعي ، بل عكسُ هذا و نفيُ ذاك!..

و تايهيونغ كرهَ الاعتراف بحقائقهِ عن شخصه..

" إذًا أنا لا أريدكَ أن تعتني بي ، سأتحملُ مسؤوليةَ نفسي بنفسي "

و على تضادِ الردِّ الذي توقعهُ المضيفُ كان جونغكوك لهُ رأيًا آخر بأن أجابهُ بعد مرورِ دقائق بهدوءٍ و بنبرةٍ يملأها البؤسُ و الخذلان..

جونغكوك من البدايةِ كانَ يحاولُ تجاهل كلماتِ تايهيونغ الجارحةِ له من أول لقاءٍ و حتى الآن ، لقد تغاضى كثيرًا لكن أن تستمرَ سكاكينُ تايهيونغ بالطعنِ بهِ حتى و هو مريض؟..

كان كثيرًا عليهِ و لم يكن لديهِ الطاقةُ للإحتمالِ أو اللوم..

لربما إن لم يكن مريضًا كانَ ليعاندَ معهُ الآنَ و يستمرُ في أساليبهِ اللعوبة..

مرتْ دقيقةٌ و تايهيونغ و جونغكوك يتبادلانِ النظراتِ المربكةِ بينهما ، تايهيونغ ينظرُ بطريقةٍ أقربَ للندمِ لكنهُ يتداركُ الأمرَ بجعلِ نظرتهِ حادة ، و جونغكوك يبادلهُ باللومِ و بريقِ الأسى بعيناه..

تايهيونغ فهم ذلك لكنهُ قاومَ أن لا يهتم!..

أشاحَ تايهيونغ بعيناهُ بعيدًا و كتفَ يداهُ لصدرهِ بتبرم ، أما جونغكوك فتنهدَ يحدقُ بالأرضِ و بعدها نفى برأسهِ و حاولَ موازنةَ جسدهِ للإستقامةِ من الأرضِ لكنَّهُ بدى شيئًا مستحيلًا فرأسهُ كانَ في دوامةٍ و يعصفُ بهِ مسببًا صداعًا أحسَّ بهِ يصلُ إلى مقلتاه..

و رغمَ ذلكَ كافحَ و استندَ بكفٍ على الجدارِ بجانبهِ و بالكفِّ الآخرَ على الأرض ، و ما لبثَ أن وقفَ حتى أغمضَ جفناهُ عندما شعرَ بجسدهِ يهبطُ مجددًا للأسفل..

انتظرَ ثوانٍ أن يلامسَ الأرضَ لكنَّ ذلكَ لم يحدث فيدانِ تايهيونغ قد أسعفتاهُ للمرةِ الثانية..

فتحَ عيناهُ و في ذاتِ اللحظةِ شدهُ تايهيونغ نحوَ حضنهِ أكثرَ و وجدَ وجههُ يغرقُ في صدرِ المضيفِ الذي تصاعدت الدماءُ إلى وجنتاهُ و أحسَّ بنفسهِ تحترقُ من الخجل!..

لم يكن يقصدُ أن يحشرهُ في حضنه لكنَّهُ بمجردِ أن سحبَ جونغكوك لمساعدتهِ وجدَ الآخرَ يلقي بثقلهِ عليهِ و كأنَّهُ لا يستطيعُ أبدًا موازنةَ جسمه..

تصرفَ سريعًا و أبعدهُ بقليلٍ من اللطفِ عنهُ و أمسكَ بكتفهِ بكلتا يداهُ يجبرهُ للعودةِ إلى الجلوسِ أرضًا..

و جونغكوك فقط نظرَ لهُ بابتسامةٍ حاولَ كبتها لكنهُ عضَّ على شفتيهِ ما إن رأى المضيفَ يلتفتُ سريعًا معطيًا إياهُ ظهرهُ و فجأةً أصبحَ يعبثُ في الأدراجِ التي تحيطُ بالركنَ و قد بدا عليهِ التوتر!..

يدا تايهيونغ المرتجفتانِ لم يكن من السهلِ عليهِ إخفائهما عن جونغكوك الذي لاحظَ مدى الرعشةِ التي اجتاحتهما فعقدَ ملامحهُ بقلقٍ و انتظرَ ليرى ما لدى تايهيونغ و لماذا يبحثُ في الأدراج؟..

و أخيرًا وجدَ تايهيونغ الدُرجَ الصحيح مع أنهُ يعلمُ تمامًا مكانَ الوجبةِ التي أخرجها منهُ لكنَّ الأمرَ كانَ و كأنَّ كل أفكارهِ تلاشت و لا يستطيعُ التركيزَ أو التذكرَ بشكلٍ صحيحٍ رغمًا عنه..

تنفسَ تايهيونغ بقوةٍ و هو يمسكُ بالوجبةِ بينَ يداهُ و من ثمَّ التفتَ إلى جونغكوك الذي يستندُ بظهرهِ إلى الجدارِ و عندها فكرَ جونغكوك أنَّ هذهِ الوجبةَ لهُ و أنَّ تايهيونغ مهما عنى القساوةَ معهُ مازالَ يهتمُّ أو على الأقل لا بدَّ و أنَّ لديهِ شيئًا من التعاطفِ تجاههُ ربما؟..

لكنهُ فضَّلَ عدمَ التفكيرِ بالأمرِ كثيرًا و نفى برأسهِ أحلامهُ بعيدةَ المنالِ كما دومًا تايهيونغ يصفها..

و تناقضًا مع كلِّ توقعاتهِ إذْ بتايهيونغ يحكمُ إغلاقهُ للستارةِ التي تحجبُ ركنَ المضيفينَ عن الركابِ و بعدها بهدوءٍ يتخذُ مجلسهُ بجانبِ جونغكوك على الأرضِ و يفتحُ الوجبةَ بروية..

كانَ تنفسُ جونغكوك أكثرَ شيئٍ مسموعٍ رغمَ الضوضاءِ التي عادةً ما تملأُ الطائرةَ بفعلِ طيرانها بالهواء ، و تايهيونغ تجاهل توترهُ و خجلهُ و نظرَ بكلِّ جرأةٍ صوبَ جونغكوك و تحدث..

" قبلَ أن تقولَ شيئًا! ، كنتُ سأفعلُ المثلَ إن كان أندرو أو شيلدون أو أيَّ مخلوقٍ دبقٍ يشبهك! "

تحدثَ بامتعاضٍ و جونغكوك ضحكَ بمرحٍ و علقَ على كلامهِ و هو ينفي برأسه بصدمة..

" إلهي! ، من المستحيلِ أن تجعلَ من أمرٍ أن يستمرَ حلوًا إلى النهاية! "

" لأنكَ لا تستطيعُ التفكيرَ بشكلٍ طبيعيٍ أبدًا! "

أجابهُ المضيفُ الوسيمُ سريعًا و رغمَ أنهُ قد ملأَ الملعقةَ بحباتِ الرزِّ و وجهَ الملعقةَ إلى فمِ جونغكوك بحنق، إلا أنَّ جونغكوك كذلك كان عنيدًا و لم يعجبهُ ذلك و أدارَ وجههُ للجهةِ المعاكسة..

" لا أريدُ تناول شيئ ، لا أشعرُ بالجوع "

أضافَ و كشرَ بوجههِ و تايهيونغ حدقَ بهِ بصدمةٍ و فاهٍ مفتوح ، لكنهُ سريعًا أعادَ ملامحَ السخطِ على وجههِ و أمسكَ بذقنِ جونغكوك بعنفٍ و لفهُ نحوَ الملعقةِ التي يحملها بيدهِ الأخرى..

" أتمزحُ معي؟! ، لم تتناول شيئًا و أنتَ مريض ! ، و بعدها سقطتَ على الأرضِ و سكبتَ الطعامَ على أحدِ الركابِ من انعدامِ طاقتك! ، و الآنَ تتذمرُ و لا تقدرُ أنَّ الشخصَ الذي يتحاملُ على نفسهِ و يبغضكَ يحاولُ هنا مساعدتكَ ! "

تحدثَ تايهيونغ قريبًا جدًا من وجهِ جونغكوك الذي عقدَ حاجباهُ لكلامِ تايهيونغ و أعادَ قولهُ سابقًا..

" و كأنك تهتم! ، قلتُ أنني سأتحملُ مسؤوليةَ نفسي بنفسي! "

" و اللعنة أنا حقًا لا أهتم! ، لكن لا تجعلني أشعرُ بالذنبِ تجاهكَ أكثر من ذلك! "

انفجرَ تايهيونغ بالحقيقةِ مجددًا و جونغكوك صمت يفكرُ في إجابتهِ التي لم يفهمها لكنهُ فتحَ فمهُ مرتين و بعدها أغلقهُ دون أيِّ حديث..

لكن في المرةِ الثالثةِ تمتم بخفوت..

" لا أستطيعُ تناولَ شيئٍ على متنِ الطائرةِ لأنَّ النكهـ.."

و تايهيونغ لم يجعلهُ يكملُ كلمتهُ فقدْ وجدَ أن أفضلَ حلٍ لهذا الثرثارِ هو أن يحشرَ المعلقةَ في جوفهِ الذي لا ينضبُ عن الكلام أبدًا!..

" لأنَّ النكهاتِ لن يكونَ مرغوبًا بها نظرًا لمزيج الرطوبة و الضغطِ المنخفضانِ في الطائرةِ و الذي يؤدي إلى جفاف الفمِ بسبب تدني تدفق اللعاب، مما يقلل من حساسية براعم التذوق لدى راكبِ الطائرةِ و تكملةُ الهراءِ إلى آخرهِ الذي كنتَ ستنطقه! ، أعلمُ كلَّ هذا لكن تبًا لك و لي و فقط تناول في صمت! "

ابتلعَ جونغكوك ما بفمهِ بصعوبةٍ و هو يوسعُ حدقتاهُ و يركزُ تأملهُ على تايهيونغ فقط لا غير ، و الذي تحاشى النظرَ له..

و مع استمرارِ تايهيونغ في ملأِ ملعقةِ جونغكوك بالطعامِ و وضعها في فمه ، بدأَ جونغكوك يستطعمُ الوجبةَ و يشعرُ بالنكهاتِ تتفجرُ في فمهِ رغمَ أنهُ يستحيلُ ذلكَ و هم على متنِ الطائرة ، لكن و كأنَّ اللقمةَ التي يطعمها له تايهيونغ بيدهِ مباركةٌ بالإستصاغة!..

و عندما كانَ يقطعُ المضيفُ الوسيمُ قطعةً من الدجاجِ ليطعمها لجونغكوك ، لم يستطع فعل ذلكَ بالملعقةِ و حسب ، و الشوكةُ كانت بلاستيكيةً و سأمَ التقطيعَ بها لأنها صعبةٌ في التحكم، لذا زفرَ بتمللِ و تركَ السكينةَ و الملعقة ، و أمسكَ قطعةَ الدجاجِ بأطرافِ يدهِ يقطعها و وجهَ القطعةَ إلى فمِ جونغكوك..

تناولها جونغكوك بشراهةٍ و شعرَ و كأنَّها ألذُّ قطعةِ دجاجِ قد زارتْ ثغرهُ يومًا و أرادَ المزيدَ حتى أنهُ أشارَ بذلك إلى تايهيونغ بيداهُ و تايهيونغ فهمَ ذلك على الفور!..

و فجأةً قد تمَّ سحبُ الستارِ بفعلِ أندرو الذي جاءَ هو شيلدون و اللذانِ صدما من المنظرِ أمامهما! ، لقد...بدا عاطفيًا جدًا !..

و رغمَ أنهُ ليسَ كذلك بالفعلِ إلا أنَّ تايهيونغ على الفورِ تنحى جانبًا و بعيدًا عن جونغكوك ، و رأى أنَّ ما تناولهُ جونغكوك كافيًا لمساندتهِ حتى نهايةِ الرحلة فأخذَ الوجبةَ سريعًا و استقامَ بتوترٍ و هو يحاولُ التحدثَ دونَ تلعثم..

" إنهُ فقط...، لا يستطيعُ الحركةَ كليًا ! "

و كانَ صوتهُ متهجمًا كالعادة..

غيرَ أنهُ بالغَ عندما قال كلمةَ كليًا؟..

" حسنًا؟.."

قال أندرو و نظرَ لشيلدون بتعجبٍ و هي بادلتهُ بهزِّ كتفها باستغراب..

أعطى تايهيونغ ظهرهُ لكليهما و رمى ما تبقى من الوجبةِ في سلةِ المهملاتِ و كأنَّ شيئًا لم يكن..

أما عن جونغكوك فقد قلبَ عيناهُ بقهرٍ لأنهُ كانَ يعيشُ بنعيمٍ حلمَ بهِ منذُ دقائقَ و كانَ الواقعُ أجملَ من حلمهِ بكثيرٍ لكنَّ أندرو و شيلدون قد أفسداهُ بدخولهما..

" ماذا فعلتما مع الراكبِ الذي سُكبَ عليهِ الطعام؟ "

التفتَ تايهيونغ و سألهما كنوعٍ من إبعادِ الجوِّ المتوتر..

ازدردَ أندرو لعابهُ و بعدها حمحم و تحركَ إلى المكانِ الذي يحوي عبواتِ المياهِ لأنهُ كانَ يشعرُ بالعطش..

" لحسنِ الحظِّ كانَ متفهمًا ، لقد طلبَ فقط منشفةً لتنظيفِ ملابسهِ و أخبرنا أن نطمئنهُ على صحةِ جونغكوك ، شتانِ بينهُ و بينَ ذلك السمين"

تمتم في نهايةِ حديثهِ بدونِ قصدٍ و ارتشفَ المياهَ دونَ أن ينتبهِ لأنَهم جميعًا قد سمعوا ما قاله..

نظر جونغكوك و معهُ شيلدونْ إلى ردةِ فعلِ تايهيونغ الذي فجأةً أصبحَ يتأملُ أصابعهُ و كفاهُ و بعدها رفعَ عيناهُ التي حوت لمعةً واضحة ، لكنهُ تنفسَ الصعداء و كأنَّهُ لم يتأثر بتذكرِ ما تعرضَ لهُ في الرحلةِ السابقة..

استغربَ أندرو الصمتَ الذي عمَّ فجأةً لكنهُ عندما انتهى من الإرتواءِ و حدقَ بشيلدون بتعجبٍ فهمَ أنهُ كانَ عليهِ الحذرُ بكلماته..

" أأ،، لم أقصد أنـ.."

" لا عليك ، خذ هذهِ هي المنشفة "

أخرجَ المنشفةَ و أعطاها لأندرو الذي شعرَ بالحماقةِ من نفسهِ و همسَ بخفةٍ أنهُ آسف و بعدها خرجَ إلى الراكبِ الذي تلطخ بالطعامِ بشكلٍ مزري..

و مباشرةً بعد خروجهِ أحدُ المسافرينَ قد ضغطَ زرَ استدعاءِ المضيفين و فورًا تحركت شيلدون نحو المسافرِ الذي يحتاجُ مساعدةً دون أن تقول كلمة..

و مجددًا عادَ المضيفُ الوسيمُ و جونغكوك في الركنِ لوحدهما..

استمرَ صمتهما كثيرًا و جونغكوك ذو الفمِ الملطخِ حاولَ اختلاقَ حديث..

" تعلم؟ ، أصبحتُ مدينًا لك ، إطلب ما تشاءُ و سأكون ماردك الذي سيحققُ لك أيَّ شيئ "

وضعَ تايهيونغ عيناهُ على جونغكوك باشمئزازٍ و قال بسخرية..

" حقًا أي شيئ؟ "

ابتسمَ جونغكوك و أعادَ ذاتَ الكلمة..

" أي شيئ! ، حتى لو كانَ طلبكَ أن أرمي أندرو من النافذة الآن! "

تحمسَ جونغكوك لكنَّ تايهيونغ قلبَ عيناهُ و أخرجَ منشفةً أخرى و هو يقتربُ من جونغكوك و يعاودُ الجلوسَ بجانبهِ مجددًا..

" إذًا ابتعد عني إلى الأبد و توقف عن سخافاتِ الحبِّ معي ، بإمكانك إهدارها على شخصٍ يشبهُ سخافتك ، و لو استطعت اذهب إلى طاقمٍ آخر بعيدًا عني ، أبعدُ ما تكونُ عني أفضلُ ما سأحظى به "

عبسَ جونغكوك و كانَ سيردُّ عليهِ و يذمُّ أمنيتهُ لكنَّ تايهيونغ أسكتهُ بالمنشفةِ التي كان يمسحُ بها بقايا الطعامِ التي علقتْ حولَ فمِ الطفلِ جونغكوك، كما يراه..

صمتَ جونغكوك و بقيَ يتنفسُ بوتيرةٍ غيرِ ثابتة و تايهيونغ رفعَ مقلتاهُ ببطئٍ إلى وجهِ جونغكوك و عندها قبضَ جونغكوك برقةٍ على يدِ تايهيونغ الممسكةِ بالمنشفة..

سقطت المنشفةُ من يدِ تايهيونغ على صدرِ جونغكوك الذي اقترب منهُ برويةٍ حتى تلاصقت أنوفهما و تمتم..

" عاملني بقسوةٍ و لن أقول كفى حتى تكتفي ، مصيركَ ستحبني شئت أم أبيت ، لن يكونَ الأمرُ إجبارًا مني ، بل هذا من سيرغمكَ على أن تبادلني الحب "

و أشارَ بسبابتهِ نحوَ يسارِ صدرِ تايهيونغ ، حيثُ نابضه..

تايهيونغ لم يعلم مشاعرهُ حينها ، لم يفهم توترهُ و خوفه ، مازال يصيبهُ الإشمئزازُ و الكره ، لا يزالُ يكرهُ التفكيرَ بالوقوعِ بالحبِ بشكلٍ عامٍ و مع جونغكوك بشكلٍ خاص..

فقط اكتفى بضربِ صدرِ جونغكوك بكفهِ بكلِّ عدوانيةٍ كالعادة ، و استقامَ من جانبهِ و فتحَ الستارَ يتركُ ركن الضيافة..

..

لم يكن لدى تايهيونغ فكرةً عن كيفَ مررَ أغلبَ الثمانِ ساعاتٍ من الرحلةِ و هو يجاهدُ في عدمِ التفكيرِ بحديثِ جونغكوك الأخيرِ له..

و حتى و مع أنهُ جاهدَ أن لا يفعلَ ذلكَ فشلَ في النهايةِ و استمر يستهزئُ في ذاتهِ بكلامِ جونغكوك المجنون ، و محالٌ أن لا يكون كذلك فمن ذا الذي سيذوبُ في عشقِ شخصٍ أقصى معرفتهُ بهِ هو اسمه؟!..

حتى أنهما لا يعرفانِ بعضهما سوى من يومين و كلما حاولَ استيعابَ الأمرِ وجدهُ يفوقُ حدود المنطق!..

جونغكوك لا يعلمُ أي شيئٍ عني ، لكنني أعلمُ أنَّ ذاتيَ تكرهُ كل ما يتعلقُ بالحب..

خاطبَ نفسهُ سرًا و نفى برأسهِ ساخرًا من الوضعِ الذي هوَ بهِ دونَ إرادةٍ منه! ، كما دومًا كل حياتهِ و كأنها فروض! ، لا اختيارَ لهُ بها!..

الشيئُ الوحيدُ الذي إختارهُ و لم يعارضهُ بهِ أحدٌ كانت وظيفته؟..

كانَ سيبدأُ بتذكرُ كلِ مآسيهِ التي حُتمت عليهِ لكنهُ انتبهَ على ذاتهِ و نظرَ من حولهِ حيثُ هو أمامَ بهوِ استقبال فندقِ مطارِ فيلانا الدولي التابعِ لجزرِ المالديف..

و بجانبهِ جونغكوك الذي يستندُ على كتفِ أندرو فقد عاودَ النومَ بعدما تركهُ تايهيونغ بركنِ المضيفين حتى نهايةِ الرحلةِ و تمَّ جرهُ رغمًا عنهُ إلى خارجِ الطائرةِ و حتى الفندق..

كانَ مغيبًا تمامًا و لا يدري بما يحيطهُ فالمرضُ كان لايزالُ بهِ بل و إزدادَ سوءًا و حاجتهُ للراحةِ ضرورية..

" غرفةٌ للآنسةِ شيلدون ، و غرفةٌ للسيدِ أندرو ، و غرفةٌ مشتركة للسيدانِ جونغكوك و تايهيونغ "

قالَ الموظفُ بلباقةٍ و مجددًا صدمَ تايهيونغ من أنَّ جونغكوك قد فعلها مرتانِ لكنهُ لم يستطع الغضبَ لإنَّ صاحب المصائبِ كانَ نائمًا بالفعلِ و ليسَ في مصلحتهِ أن يوقظهُ من النومِ للمشاجرةِ معهُ على ذاتِ الأمرِ مرةً أخرى و نهره!..

اكتفى بمسحِ وجههِ بعنفٍ و التمتمةِ في و هو يجزُّ على أسنانه..

" يا إلهي ، ألهمني صبرًا! "

اقتربتْ شيلدون من تايهيونغ و هزتهُ من كتفهِ بترددٍ و عندما نظرَ لها تايهيونغ وجدها تخرجُ شريطًا من الدواءِ و تناولهُ إياهُ و هي تقول..

" تحمل من أجلِ طاقمنا أرجوك ، أعلمُ أنَّ الأمرَ فوقَ طاقتك ، لكن علينا جميعًا التعاونُ و مساندةُ بعضنا على تقبله ، أعطهِ هذا الدواءَ عند وصولكما إلى الغرفة ، لقد تذكرتُ وجودهُ معي للتو"

تأملَ تايهيونغ شريطَ الدواءِ طويلًا و كان يفكرُ بجديةٍ هل يأخذهُ أم لا يفعل؟! ، لكنهُ في النهايةِ تنهدَ بتذمرٍ و سحبهُ منها و من ثمَّ جرَّ حقيبتهُ و توجهَ إلى المصعدِ دونَ أن يودعَ أندرو أو شيلدون حتى؟!..

لكنهُ صاحَ فجأةً على أندرو..

" ماذا تنتظر؟! ، أحضرهُ و أوصلهُ إلى الغرفة! "

انتفضَ أندرو بفزعٍ و هو يشعرُ بكتفهِ يُخلعُ فقد أطالَ رأسُ جونغكوك بالإتكاءِ عليهِ و حسبَ أنَّ تايهيونغ سيأخده منهُ بما أنهُ يتشاركُ معهُ الغرفة؟..

" نعم؟! ، لا ، ما الذي تقولهُ ما دخلي أنا أريدُ النومَ و لا أستطيعُ حملَ هذا الثقيـ.."

و لم ينهي أندرو حديثهُ لأنَ المصعدَ كانَ قد فتحَ و تايهيونغ دلفَ داخلهُ..

و عندما أوشكَتْ الأبوابُ على الإغلاقِ هتفَ تايهيونغ برقمِ غرفتهما..

" لا تنسى ، مئةٌ و ثلاثةٌ و عشرون "

و بعدها أُغلقَ المصعدُ و أندرو من انزعاجهِ رمى حقيبتهُ و خاصةَ جونغكوك التانِ كان يشدهما بصعوبةٍ بسببِ المريضِ أرضًا !، و صرخَ بقهرٍ جاعلًا من جونغكوك يوشكُ على فتحِ عينيه..

" اللعنةُ علي! ، لما دائمًا يتمُّ إشراكيَ بما لا دخلَ لي به؟! "

قهقةْ شيلدون من وراءهِ مما جعلهُ يلتفتُ لها و ينظرُ إلى تراقصِ حاجبيها الذي يغيظانه..

" هذا أجملُ ما في كونِ أني امرأة! "

و بمثلِ تايهيونغ جرتْ حقيبتها نحوَ المصعدِ الذي فتحَ و عندها سارعَ أندرو للدخولِ معها لكنهُ لم يستطع بسببِ العرقلةِ في حركتهِ بفعلِ جونغكوك و الحقيبتان..

حتى أنَّ شيلدون لم تساعدهُ و أغلقت المصعدَ عمدًا و هي تضحكُ عليه بشر!..

..

" لا لا ضعهُ على طرفِ السرير! ، نعم هكذا..، لا حركهُ قليلًا بعد ، هكذا تمامًا! "

تنفسَ أندرو الصعداءَ أخيرًا بعدما انتهى تايهيونغ من أوامرهِ و رضيَ كاملَ الرضا عن موقعِ جونغكوك في سريره..

أندرو ليسَ مجبرًا على إطاعتهِ لكنَّهُ يكونُ صديقَ تايهيونغ الوحيدَ و الذي يعلمُ عن طباعهِ و يفهمُ بعضًا من أمورهِ و إلى أيِ مدًى عليهِ أن يكونَ داعمًا له و متفهمًا ، حتى و لو على حسابِ القليل من راحته..

" أتحتاجُ شيئًا آخرَ أم بإمكانيَ الذهابُ إلى النومِ..الآن "

تثائبَ وسطَ كلامهِ و وضعَ يدهُ على فمهِ و هنا أعطاهُ تايهيونغ شبهَ ابتسامة..

" لا شكرًا لك ، أتمنى أن تكون هذهِ آخرُ أحزانك "

حدقَ أندرو طويلًا بوجهِ تايهيونغ بصمتٍ و بعدها التفت يخرجُ من الغرفة..

" طابت ليلتك "

و من ثمَّ أغلقَ البابَ وراءهُ و تايهيونغ بالأصلِ لم يردَ عليهِ و جرَّ حقيبتهُ يدخلُ بها إلى الحمام..

..

حرصَ تايهيونغ على ارتداءِ منامةٍ طويلةٍ و ليس كالمرةِ السابقةِ ، كانتْ بلونٍ أسودَ و بها لمعةٌ واضحة ، ذاتُ أكمامٍ طويلةٍ و عنقٍ مغلق..

تقدمَ بحذرٍ نحوَ السريرِ و هوَ يتأملُ جونغكوك الذي ينامُ بملابسِ العملِ التي قد تبعثرت و تكرمشت من نومهِ الفوضوي..

كانَ شخيرهُ لطيفًا و غيرَ مؤذي ، و جعلَ تايهيونغ يبتسمُ لوهلةٍ لكنهُ سرعانَ ما استبدلها بتكشيرةٍ و كأنهُ يتعمدُ عدمَ الإبتسامِ فقط لأنَّ السبب يكون جونغكوك ؟!..

تحركَ بهدوءٍ إلى الطرفِ الآخر من السريرِ و وضعَ بينهما وسادتانِ و على أقصى طرفٍ في يسارِ السريرِ قد كورَ نفسهُ و فتحَ هاتفهُ يعبثُ قليلًا به..

و بعدَ مرورِ عدةِ دقائقَ وجدَ رسالةً على بريدهِ الإلكترونيِ الخاصِ بالعمل، و دونَ حتى أن يفتحها بُعِثتْ لهُ رسالةً من أندرو يخبرهُ بما تحتويهِ فقد أُرسلتْ للطاقمِ جميعًا..

و لسوءِ حظهم كانَ عليهمْ التحركُ صباحًا و العودةُ إلى سان فرانسيسكو مجددًا و ليسَ كما كانَ متوقعًا بقائهم لقضاءِ يومينِ عطلةً في جزرِ المالديف!..

لم يكن الأمرُ مهمًا حقًا لتايهيونغ بعكسِ ما هو مهمٌ لأندرو و شيلدون..

التفتَ بعدَ ذلكَ إلى جونغكوك و أطالَ تحديقهُ بهِ حتى مدَّ يدهُ بترددٍ و بعدِ مجاهداتٍ كثيرةٍ لنفسهِ قد لمسَ جبينَ جونغكوك أخيرًا ليفحصَ حرارته..

و كما توقعَ كانَ ساخنًا!..

من المستحيلِ أن يقدرَ على السفرِ غدًا حتى لو انخفضت حرارتهُ قليلًا!..

همسَ سرًا و التقطَ الغطاءَ بعدها و وضعهُ كلهُ على جونغكوك فهوَ لا يستخدمهُ على أي حال..

و بالنسبةِ للدواءِ الذي أعطتهُ إياهُ شيلدون ، تايهيونغ جعلَ من أندرو يطعمهُ لجونغكوك قبلَ جعلهِ يستلقي لأنهُ ذو خلقٍ ضيقٍ لإقناعِ نائمٍ بأخذِ الدواء..

عادَ ليضعَ رأسهُ على الوسادةِ و هوَ يفكرُ بشيئٍ ما كثيرًا حتى بدى مقتنعًا تمامًا أنهُ سيقومُ به ، و بالفعلِ وجدَ نفسهُ يفتحُ بريدهُ الإلكترونيَ الخاصَ بالعملِ مجددًا ، لكنهُ سيرسلُ رسالةً هذه المرة..

و عندما كانَ يكتبها حقًا جاءهُ اتصالٌ يظهرُ أعلى شاشتهِ ينيرُ بإسمِ كريستوفر..

و تلقائيًا تبدلت ملامحهُ إلى الحزنِ و الضيقِ لكنهُ سحبَ الإشعارَ إلى جمبٍ بشكلٍ غاضبٍ و أكملَ رسالتهُ و لازالَ المتصلُ ذاتهُ يرنُّ عليه..

استمرَ بسحبِ الإشعارِ حتى أنهى الرسالةَ أخيرًا و قامَ بإرسالها و أغلقَ هاتفهُ تمامًا بكلِّ قهر..

أسقطَ جفناهُ بعدها بكمدٍ معَ محاولةٍ بالغةٍ في الصعوبةِ من أجلِ نسيانِ الإتصالِ الذي تلقاهُ و من يكونُ المتصل..

و بعد مرورِ دقائقَ لم يشعرُ بذاتهِ حتى غلبهُ النوم..

..

" آه ، يا إلهي "

تثائبَ براحةٍ و تقلبَ في السريرِ فلتوهِ قد استيقظَ و لا يعلمُ ماذا حدثَ و أينَ يكون؟..

نظرَ إلى جانبهِ من السريرِ و استطاعَ رؤيةَ أثرٍ واضحٍ و مبعثرٍ لشخصٍ كان و كأنهُ ينامُ بجانبه؟..

حاولَ التركيزَ و تذكرَ الأمرَ بأنْ استقامَ ببطئٍ بجزءهِ العلويِ و هو يفركُ عيناهُ و يتأملُ الغرفةَ من حولهِ بفضول..

و رويدًا رويدًا حتى تذكرَ أحداثَ البارحةِ و أنهُ كانَ من المفترضِ أن يتشاركَ مع تايهيونغ الغرفةَ مجددًا لأنهُ حجزَ للفندقانِ غرفةً مشتركةً لهما مسبقًا..

لكنَّ تايهيونغ ليسَ هنا الآنَ مع أنهُ يتذكرُ بطريقةٍ مشوشةٍ أنَّ أندرو أحضرهُ للغرفةِ و أعطاهُ دواءًا و تايهيونغ كانَ معهُ تقريبًا؟..

هزَّ جونغكوك رأسهُ بحيرةٍ و بعدها أخذَ يبحثُ عن هاتفهِ من حولهِ لكنهُ بدلًا من ذلكَ وجدَ ملحوظةً بجانبِ شريطِ دواءٍ على المنطدةِ بقربِ السرير، فعقدَ حاجبيهِ و أخذها سريعًا يقرأها..

و مع نهايةِ قرائتهِ للكلمةِ الأخيرةِ نظرَ إلى الساعةِ الرقميةِ و يليها صاحَ بقهرٍ و ضيق..

" اللعنة! ، لقد ذهبوا بدوني! "

و تتابعًا مع قولهِ وجدَ هاتفهُ يرنُّ بنغمتهِ العاليةِ لأغنيةِ فيلم مدغشقر ، و بذلكَ عثرَ عليهِ تحت الوسادة..

لكنهُ ابتلعَ ريقهُ ما إن وجدَ الإتصال من أبيه..

.

.

.

_________________________________________

'3467كلمة'

الشروط : 180 فوت ، 350 تعليق..

و نعم بمجرد ما تحققت الشروط السابقة نشرت علطول ، بس الناس إلي استعجلتني أول ما الشروط تحققت في نفس الثانية ؟! ، يا جماعة تراني بشر أنام و أنشغل و ممكن ما أفتح الجوال ، أكيد ما بنشر بنفس الثانية😭🤌..

أيًا يكن ، أخباركم و كيف قضيتوا العيد؟، كل عام و إنتوا بخير❤️..

رأيكم عن البارت حق اليوم ؟ ، و شخصيات تاي لسة ما وضحت؟..

عرفتوا ايش الرسالة إلي رسلها تي على الإيميل؟..

توقعاتكم للجاي؟..

لا تنسوا تحققوا الشروط ، دمتم بخير ❤️..

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 31.8K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
443K 10K 37
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
228K 13.6K 29
"جمعها القدر به بعد أن عصِفت بها الحياة حيث كانت تُواجهها بمفردها، رأت به ومعه ما لم تراه بحياتها من قبل، قسوة وحنان، حبٍ وكره، لم تفهم ما الذي يُريد...
756K 15.6K 56
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...