- NIGHTERS -

By thvchloe

64.8K 5.9K 7.4K

- مُـكتَمِلَة - فقدتُ وَعـيّي بعد سقوطِـي في حـفرة و أستيقظتُ وجـدتُ نفسِـي فـي عالم ليس بِـعالمنَـا عَـالم... More

عَـالَم الأَنـصَـافِ
طـبُول الـحَربِ
أَسِـيرَتِـي
تَـحـدِي
تَـدرِيب
خَـيّمَتِـي
إِطلَاق الأَسهُمِ
سَـاحة الـقِتَـالِ
جَـانِب آخَـر
بَـحر
خَـنجَر !
جَـرِيمَة قَـتل
تَنَــاقُض
صَــانَر
خِـذلَان
مَـوّعِد
مُـوَاجَهَـة
مَـدَافِـع
أَرض الـمَــعرَكَـةِ
نِــيلَان
الـثَانِي عَـشَر مِن دِيـسَمبِر
سَـامَة أم صِـحـيَّة ؟
وَ الـسِينُ مِـيم
جِـيُون أم جـونغكُـوك
فَـخٌ !
حَقَـائِـق
وَدَاع
خَــائِـن
مَـحكَمَـة
طِــفل ؟
قِــرفَة
هُــرَاء
إِنـتِقَــام
قُـطاع طُرق
أُمـهُ ؟
مَــنزِل
الـجَـار لِلـجارِ
أَمَــان
عَـائِلَتِـي
صُـورَة
بِـنَكهَةِ الـشُوكُـولاتَة
إِبـرَة
نَــالِي
وَخْــزَة
مُـسَـاوَمَة
عُـصبَـة
ضَـيّـف
وَصـيَّة
خِطَــاب
الـنِـهَــايَــة
E d i t s

بَـشَـرِيَّـة

1K 101 66
By thvchloe

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

" جميعًـا .. حان وقت العوّدة للـمعسكر "

أردفَ بَـانغ تشَـان يخبر الجميع بعدمَـا دلف للقـاعة المجتمعين بها

و ردود الفعـل كانت مختلفة

فَـهناك من أنزعجَ و تـأفف مثل سوكجين و تـايهيونغ

و هنـاك من كاد أن يرقص من فرط السعَـادة مثل سونغمين الذي تحـرر أخـيرًا

كَـان يُعَـاني مع جيهيو لِـساعات

" مـاذا ؟!! لِمَ ؟ مـازال هنـاك الكثير عن حيـاتي لم أتحدث عنه لِـزوجي المستقبلي بعد ! "

صَـاحت جيهيو منزعجة و سـونغمين ألتفت ينظر لها و للـطريقة التي متمسكة بِـذراعه بها غـيّر مصدقًا أفعَـالها

" يـا آنستي من فضلك رفقًـا بي !! و من ثم لِمَ تخبريني عن حيـاتك الشخصية و أنا شخص تعرفتي عليّه لِـتوّك ؟!! "

أبتسمت جـيهيو له بِـإتساع و أجـابت ..

" عليّك أن تـدرك طبيعة الشخص الذي سَـينتهي بِك المطـاف معه ، صحيح لم تخبرني إذا كنت تفضل الأطفـال أم لا "

أغلق جـفونه يحـاول ألا يبكي و أخذ يمسد عليّهمـا بِـإرهاق قبل أن يسحب ذراعه منهَـا بِـصرامة و يسير تجـاه بانغ تشـان

" كـان من الرائع التحدث معك يَـا سيد نـامبون "

نبس سـوكجين و هو ينهض من جـانب وليّ العهد يوّدعـه

" تلك المرة الـخامسة التي أخبرك بها أسمي نـامجون و ليس نـامبون ! "

أدار سـوكجين أعيّنه بِـملل و سَـار بعيدًا عنه

سـوكجين عزيزي أنت تتحدث مع وليّ العهد تحلى بِـالتربية قليلًا !

و كذلك تبعه تـايهيونغ بعدمَـا سرق بضع قطع الشوكولاتة التي كانت على الطاولة و وضعهـا بِـجيّبه لِـوقتٍ لاحق

كـادوا أن يرحلوا جميعًـا لكن جيهيو أوقفتـهم

" أنتظر يـا زوجي المستقبلي ! "

توقفوا جميعًـا عدا الشخص المُـراد الذي بَـكى بِـالفعل و هو يترجى تشـان أن يسير و لا يتوقف

لكن لا مَـفر

وقفت أمـامه تمنعه مِن الـرحيل

غَـايّتها ترك أثر لِـشفاهها فوق وجـنته اليسرى

و سببهَـا كَـان ..

" تِـلك من أجل أن تـظل تفكر بي طـوال الـيوّم "

و أنهَـت حديثها بِـإبتسامة عفوية و رحلت و تركته يـرحل أخيرًا

لكن لِمَ لا يـرحل ؟

ألم تكن تلك غَـايته من البداية ؟

و لِمَ وجنتيّـه تشتعل بِـالحُمرة بِـتلك الطريقة ؟!

" سـونغمين ؟ ألـن تذهب ؟ "

تسـاءل تشـان عندمَـا رأى تَـصنم الآخر و كـأنه تـائه

لـربما لأن تلك المرة الأولى الذي تقترب منه فتـاة لِهذا الحد ؟

أو لم يتعـامل مع فتـاة سابقًـا بِـالمقام الأول ؟!

أفاق من شـروده و تحمحم بِـخشونة و أخذ يمسح أثر شـفاهها من فوّق وجنته يدّعـي الإشمئزاز

" أجل لِـنذهب  .. هيـا كيّ لا نتـأخر "

أومـأَ له تشَـان و من ثم رحلوا جميعًـا

آملين أن يـكون ليس هنـاك سبب خطير لِـرحيلهم مبكرًا

________

الأجـواء مشتعلة قليلًا بِـمعسكر النَـايترز اليوم

ينتـشر الـقيل و القَـال بيّن الـجنود

كل منهم يُـفسر الأمر بِـوجهة نـظره و كل منهم يتحدث بِـسبب أكثر حمَـاقة عن الذي يـسبقه

يشـغلهم وجود ذلك الـصانر كثِـيرًا

من الـجيد أن تشـانيول تـركه بِـخيّمته كيّ لا يمسه أحد الـجنود بِـسوء و تبدأ حرب جديدة

و ظل الوضع مشتعـل هكذا حتى وصل الـقائد و وضع أول خطـاه بِـالمعسكر مع محـبوبته

" أين هـو ؟ "

أشَـار له تشـانيول أن يتقدم و فتحَ له سِـتار الخـيّمة كيّ يـبصروه

وجدوه جَـالسًا بِـملل بِـإنتظَـارهم و عندما دلفوا جميعًـا الخيّمة نهض بِـإحترام

لم يهتم له الـقائد و ظل يصب تـركيزه على وجه أيليت ينتظر أن يـفهم تعَـابير وجهها

و لم يفهم سِـوى أنها حتى بعدمَـا رأته لم تتعرف علـيّه

لذلك تَـنفس الصعداء و تسـاءل ..

" أيّ ريح أرسلـتك لِهنَـا ؟ "

كَـاد الفارس يـونجون أن يجلس كيّ يجـيبه لكن جيون أوقـفه بِـقوّل

" لم آذن لكَ بِـالجلوس "

سَـعل يونجون بِـإحراج و عَـاد يقف بِـإعتدال ثم تحدث

" بِـإختصَـار شديد .. أريد التحدث مع الـطبيبة أيليت "

" أنَـا هي .. تفضل "

أبعَـد نظره عن الـقائد و وجَّـهه للتي تحدثت فَـجأَة

أخفض بَـصره للأرضية و بدا أنه لا يـريد التحدث بِـوجود جيون و تشـانيول بِـالخيّمة و هذا ما شعرت بِه أيليت و أخـبرته

" لـن يتركوني وحدي لذلك وفَّـر على نفسك مشقة الـطلب .. تحدث سريعًـا من فضلك "

زَفـر يونجون الهـواء خَـارج صدره و أومَـأَ لهَـا

" حسنًـا .. في الحقيقة أنـا قادم للتحدث بِـالنيابة عن قـائدي .. الذي يرغب بِـرؤيتكِ شخصيًـا أيتها الطبيبة "

لم يكن رد فعلهَـا موجه لِـيونجون بل للـقائد جِـيون

تـنظر له بِـحيرة لا تفهم أي شئ ممـا يحدث الآن

نـظراتها و كأنها تسـأله لِمَ يـوّد شقيقك فعل ذلك

" رؤيتـي أنَـا ؟ لِـمَ ؟! "

رفع يـونجون نظره عن الأرضـية و بدا الـرجاء واضحًـا بِـنظراته نحوّهَـا حيّن أجـابها

" قـائدي .. شِـبه يحـتضر "

تِلك الـمرة رد الفعل الأقوى لم يـأتِي من الـطبيبة

بل من ذلك الذي يدّعـي اللامبـالاة

يدعـى أنه بحـر ميت لكن مَـا تحدث به يـونجون كَـان بِـمثابة صخرة سقطت فـوّقه حركَت أمـوَاجِه

و للأسـف لم يستطع أن يُـخفي ذلك

نهـض عن مقـعده يسـأل الفَـارِس أمـامه

" كـيف ؟!! "

أبتَـلع يونجـون رمقـه قلِـقًا من نظرات جِـيون

" عَـليل هو منذُ ثـلاثة أيَـام .. طَـريح الفراش و حرارته مـرتفعة ، أخبرنَـا أن نحضر الطبيبة أيليت لِـثقته بِـأنها قَـادرة على شفـاءه "

الـوحيد الذي صَـدَق ما تـفوه بِه هو ذلك الـقلب المُرتجف رعبًـا من أجل أخـيه

أيـليت و تشَـانيول كانوا يتـبادلان النظرات الـصامتة و لكنهـما أستطـاعـا فهم بعضهمَـا البعض

كلاهمَـا لا يشعر بِـالراحة نحو تِلك الـحُـجَّة الـخائِبة

" لِـذلك كنتُ أتسـاءل .. إذا كَـان بِـإمكانكم الإبتعاد عن التفكير بِـالحرب قليلًا و مسـاعدتنا "

بِـداخل أيليت الـكثير من التـساؤلات

أختـصرهَـا جيون بِـسؤال واحد عندمَـا قرر وضع مشـاعره المضطربة جانبًـا و إستخـدام عقله

" و مَـا الذي يجعلنَـا نثق بِكم ؟ كيف لنَـا أن نعلم أن هذا ليس فـخ آخر ؟ "

لِـثوانٍ كان يفكر يـونجون في إجـابة على سؤال كَـهذا

لكنه تنهد قَـائِلًا ..

" حقًـا لا أعلم .. لِذلك يمكنك أنت تحديد ذلك "

مَـسَّد جيون على وجهه بِـشئ من الـشدة

حتى هو يَجـهل ما يفعله

لكن مَـاذا إذا كان ذلك الفارس يتحدث بِـالصواب

أسـيترك أخيه يرحل دون أن يـعتذر منه عن كـل مَـا حدث بيّنهمَـا ؟

أسـيتركه يرحل حتى ؟!!

" أنتَ سَـتبقى هُنَـا .. بِـمعسكرنا ، حتى نضمن رجوعنَـا سَـالمين "

تغـيَّر وجه يـونجون فَـأثار ريّبة جـيون أكثَـر

" مَـا خطب تعابير وجهك ؟ "

تسَـاءل الـقائِد سـاخرًا

" هذا لأنني لا أشعـر بِـالأمان هنا أيضًـا .. لكنني مـوافِق ، لا أعلم حقًـا لِمَ الـقائد يرغب أن تعـالجه هي تحديدًا لكن لا يمكنني الإعتراض "

أومـأَ جـيون له و مَـازال لا يمكنه أن يَـثق بِه تمامًـا

ألتفت يـنظر لأيليت وجدهَـا غيّر راضـية عن الإتفَـاق الذي حدث بيّنهمَـا

صَـاح بِـتشانيول يـأمره كيّ يستطع التحدث مع أيليت وحدهمَـا قليلًا ..

" خذه و أمكث معه بِـخيّمتي و لا تبعد أعيّنك عنه"

أنحنى تـشانيول سريعًـا و طلب من يونجون الـسيّر معه و كذلك فعل الفَـارس مستسلمًـا

و عندمَـا أضحَت الـخيّمة ليس بها سـواهما صَـاحت هي

" كيف تفعل ذلك ؟!! ألا تـشعر بِـشئ مريب بِـنبرته ؟!! "

" أعلم ! الأمـر بِـرمته مُـريب .. لكنني لن أسَـامح نفسي أن كان حديثه صـواب و تجاهلت إستغاثة هوسوك بي "

صمتت هي عندمَـا شعرت بِـتوتر و تـلبك مشـاعره أكثَـر منهَـا

صِـراع خطير يحدث بين جونغكوك الـصغير و الـقائد جيون بِـداخله الآن

أحدهمَـا يخبره أخـيك ضحَّـى بِـكل شئ من أجل حمَـايتك لا يمكنك التخلي عنه

و الآخر يصيح بـه أن يعد لِـرشده و لا يثق بِـه حتى لأنه لـم يعد شقيقه .. بل عـدو !

" أنَـا خَـائِفة "

أمسَـك كفِهَـا النـاعم بِـأنامله يرفعه لِـثغره يـقبله كيّ يطـأمنهَـا

على الـرغم من أنه خَـائِف أيضًـا .. 

" لن أترككِ تـذهبين وحدكِ بِـالطبع ، أينمَـا تلتفتـين من حولكِ سَـتجدينني بِـقربك "

يـحزنها أن حتى كلمَـاته الهـادئة ليست كَـافية لِـتهدأتها

لكن دون جدوى ..

أومـأت لهُ مـوافقة على كل حَـال

________

بِـطريقهم لِـمعسكر الـصانرز و أقتربـوا على الـوصول

أخبرهم يـونجون أن بِـهذا الوقت سـيكون الجميع نـائمون

و لكـنه أتفق مع أحدهم أن يسـتقبلهم من الـبوابة دون أن يحدث جـلبة كيّ لا يراهم أحد و تنتشر الأقـاويل

أيليت لم تكن تشعر بِـالراحة بتاتًـا خاصة بِـفترة كالتي هي بِهَـا

لِذلك لم يتركهَـا جيون تـركض بِـالخيّل وحدهَـا و أخذهَـا معه فوق خـيّله كيّ يسير بِـرفق و لا يؤذيهَـا

طـوال الطريق كان يطمـئِنَّ عليّهَـا و يسـألها إذا كَـانت تؤلمها إنقبـاضات رحِمهَـا أم لا

و هي كَـانت تنفي كَـاذبة فقط كيّ لا تقلقه

لأنهَـا لا تعلم إذا كان هذا الألم بِـمعدتها بِـفعل دورتهَـا الشهرية أم من فـرط القلق

حتى وصلوا أخـيرًا لِـمعسكر الفرسـان

و كمَـا أخبرهمَـا يونجون كَـان هناك شخص واحـد فـقط بِـإنتظَـارهما

توقف جـيون بِـخيّله أمَـامه و حينهَـا طلب منه ذلك الـفارس

" أكـشف عن وجهك "

تـوقع جيون مثل هذا الـطلب لذلك أبعَد الـوِشـاح عن وجهه يريه أنه بِـالفعل هو

طلب منهمَـا الفَـارس ترك الخيّل هنـا كيّ لا يحدثوا جـلبة و يسيروا معه

شعر الـقائد بِـقبضة أيليت على وشـاحه و كـأنها ترفض فعـل ذلك فَـربطَّ على ظهرهَـا يحد من قلقهَـا

نَـزل أولًا من فوق ظهر خيّله و من ثم حملهَـا لِـينزلها و سَـاروا خلف ذلك الفَـارس

و خلال طريقهمَـا للـخيّمة التي بها هوسوك كان جـيون يضع يده داخِـل وشـاحه كل ثـانية و الأخرى

يتـأكد من وجود خـنجره معه تحسبًـا لأي خيـانة

و حينمَـا توقف الـفارس عن السيّر علم أنهم وصـلوا للـخيّمة

" أنتـظرا من فضلكمَـا ، عليّ أن أوقـظ القـائد أوّلًا"

كَـاد أن يـفعل ذلك لكن القـائِد جيون أوقفـه

" لا ، أذهب أنت "

مَـازال الجندي واقفًـا لذلك رمقه جـيون بِـحدة

" لا يمكنني ترك الـخيّمة التي بِـها الـقائد ، أنتمَـا مازالتمَـا أعداء .. عليّ أن أحـرسه "

قهقه جـيون سـاخرًا و كاد أن ينهي النقـاش بِـتهور لكن أوقفته أيليت

هما بِـملعب الـخِصم

عليّهمـا أن يحذرا

" لا بـأس .. دعنَـا ننهي الأمر سريعًـا "

أخـبرته بِـنبرة هادئة على عكـس نسبة الأدرينَـالين المتدفقة بِـدمها الآن

و بِـرغم فرط إنزعـاجه إلا أنه أحترم خوّفهَـا و ترك الفَـارس يقف بِـالخارج و دلفا همَـا

و لم يكن هنَـاك شئ يدعي القلق بِـالخيّمة

سِـوى أنـين هوسوك المتـألم أثنَـاء نوّمـه

أقتربت أيليت أولًا تـنظر لِـوجه هوسوك الغَـارق بِـقطرات العرق التي تتصـبب من على جـبهته

رأت أيليت منشفة صـغيرة بِـجانبه فَـسريعًا جـلست بِـجانبه تجفف له جـبهته

يبدو أن يـونجون لم يكن يكذب

حـالته لا تُـبشر بِـالخيّر

بسبب جلوسهَـا بِـجانبه على الـفراش و تجفيفهَـا لِـعرق جبهته أنكمـش وجهه و يبدو أنه على وشك أن يـستيقظ

" حـرارته مرتفعة للغَـاية جونغكوك ! هل يمكنك أن تسـأل الفارس الواقف بِـالخارج عن جهاز قيـاس الحرارة و وعَـاء ماء مثلج ؟ "

لم تشعَـر بِـأيّ حركة خلفهَـا فَـألتفتت سريعًـا تتأكد من وجوده خوّفًـا من أن يكن تركهَـا وحدهَـا

و أطمـأن قلبها عندما وجدته

لكن محملق بِـأخيه بِـملامح خـائِـفة على وشك الإنهـيار

لهذا السبب أردفت أيليت بِـنبرة هادئة تُـنبهه

" جـونغكوك ؟ "

" لن يصـمد طويلًا على هذا الحَـال .. "

هَـمسَ قـائلًا و هو يتفحص مظهر أخـيه المُـثير للـرعب

" لا تقل مثل هذا الـحديث ! هو فقط تـأخر بِـالعلاج ليس إلا "

بعـيدة هي عنه بِـبضع خطوات لكن مَـازالت تبصر الدموع تجتمع حوّل أعـينه بِـوضوح

و عندمَـا شعر بِهَـا أطـالت النظر به أخبرهَـا

" سـأذهب لإحضَـار ما طلبتيه ، لا تقلقي لن أتـأخر أو أبتعد عنكِ "

أومـأت له و حزنهَـا عليّه يزداد داخِـلهَـا

تنهدت و هي مَـازالت تنظر لِـطيّفه حتى بعدمَـا رحل

حتى شعرت بِـصوت مرهق و منخفض للغـاية يخبرهَـا

" كنتُ أخـشى ألا تأتي و تتجـاهلي طلبي "

ألتفتت و وجدتـه الـقائد هوسوك الذي يجـاهد في فتح جـفونه

أبعدت أعيّنهَـا عن خـاصته بسبب إنزعَـاجها من خيـانته لِـثقتها به و أردفت

" أنَـا طبيبة .. دوّري بِـالحياة مُسـاعدة المرضى حتى إذا كـانوا أعـداء "

أبتسَـمَ لها مُنكسرًا

و حـاول أن يعتدل في جـلسته من أجلهَـا و على الرغم من إنزعـاجها منه إلا أنها سـاعدته و وضعت الـوسادة خلف ظهره

" أعـداء ؟ يَـا لها من كلمة قَـاسية آنسة لي"

أبتعدت عندمَـا تأكدت من سلامة جـلسته و أخـبرته

" يَـا لها مِن قـسوة .. أتسـاءل من الذي بدأهَـا "

سَـخرت منه و جلست على الـمقعد بِـجانبه بِـإنتظار جيون أن يحـضر مَـا طلبت منه

و لِـكسر الصمت و الـتواصل البصري الملتهب بينهـا و بين القـائد هـوسوك سـألته ..

" لديّ شعـور أنك لم تطلب حضوري لأجل معـالجتك .. هل هنـاك خطب ما ؟ "

أومَـأَ لها يؤكد حديثهَـا لكن قبل أن يجيبهَـا تسـاءل هو

" لكن لِمَ يتملكك هذا الـشعور ؟ "

تنهدت بِـثقل ثم أجـابت

" دونًـا عن أطبَـاء عالمك المثَـاليون .. تريد من بشرية رجعية أن تعـالجك .. ألـيس الأمر مريب ؟  "

" رجـعية ؟ "

نـبرته كانت مُتفـاجئة بِـوضوح

" لِمَ تـقولين هذا ؟! "

أبتسَمت له ظنًـا منها أنه يخـدعها أو يسخر منهَـا

" ألـيس هذا السبب الذي تكرهون البشر بسببه أيهَـا العبـاقرة المثـاليون ؟  "

نفى لهَـا و هذا ما جعلهَـا تتأكد من سـخريته منهَـا

تـجهل أنهُ مُـحق !

' آه ' صـغيرة فرت من ثـغره عندمَـا أدرَكَ الـوضع و من ثم أبتسم لهَـا

" يـبدو أن جونغكوك هو من أخـبركِ بِـهذا .. "

جعدت حـاجبيّها مندهشة

" كيف علمت ؟! مهلًا ... أهنَـاك أسبَـاب أخرى ؟!! "

" بل هذا ليس سبب بِـالأصل ، لكنني أتفهم لِمَ أخفى الحقيقة عنكِ "

نفت له قلِقـة

" مُـحال .. لِمَ قد يكذب جيون عليّ ؟! و إذا فعل .. ما هي الأسبـ.."

صـمتت لأن دخول جِـيون نفسه الـخيّمة أوقفهمَـا

يبدو أنه كَـان يركض لأن قميصه مُبتل لذلك المَـاء البارد الذي بِـالوعاء كان يتنـاثر عليّه

و الـغَرِيب ..

أن هـوسوك كان مندهشًـا تمامًـا من وجوده و كَـأنهُ لم يتوقع حـضوره مع أيلـيت

و كـأن الزمن توقف بيّنهمَـا بِـتلك اللحظَـة

أبتلعَ رمـقه يحـاول الحد من إشتـياقه له و سـألهُ

" هل .. أتـيت .. من أجلي ؟ هل .. فَـعلت يَـا صغيري ؟! "

مَـازال جونغكوك يقف بِـموّضعه لا يتحرك

لم يـكن يرغب أن يراه هـوسوك و هو خـائِف عليّه و على صـحته

لا يجـب لِـعدوّه  أن يراه ضِـعيفًـا

لذلك عَـاد لِـتزييف شخصيته القَـاسية و ترك الوعَـاء جانبًـا و أخبَر أيليـت

" سـأنتظر بِـالخارج .. أنهي الأمر سريعًـا "

و لم ينتظر أيّ رد منهَـا و خرج سَـريعًـا منزعجًـا من رؤيـة هوسوك لهُ

خَـابت آمَـال هوسوك و نظر أسفلهُ يبتسم متـألمًا سـاخِرًا من حَـاله

لكن سـرعان ما رفع وجهه عندمَـا تحدثت أيليت

" لا تقلق .. أتَـى من أجلك "

سَـعلَ قويًـا بسبب مـرضه و لكن بِـالرغم من ذلك كانت إبتسـامته المتسعة تزيّن وجـهه

" حقًـا ؟! جونغكوك أتى من أجلي أنَـا ؟!! "

أومَـأت له تؤكد حديثهَـا

" يُـحبك كثيرًا ، لكنه لا يستطيع تخطي مَـا حدث"

وجهه يـبوح بِـالكثير

عيّنـاه التي تفيض بِـالدمع جعلتهَـا تشفق عليّه كثيرًا و على الـحال الذي به

" مُـحق .. هو محق ، أقل عقَـاب أستحقه لِـفعلتي هو الموّت وحيدًا "

لم تستطع أن تـواسيه سِوى بِـقوّل

" إذا كنت بِـمحلك لأتخذت نفس القرار .. لا تقلق .. سـيعود الوضع كما كان عليّه سـابقًا ، لدى جونغكوك قلب كَـبير أعلم أنه سـيسامحك "

" أتمنى ذلك .. لا حيَـاة لي دون صغيري جونغكوك"

أبتسمت على اللـقب الصغير الذي أعطَـاه لأخيه حينمَـا أدركت أنها ليست الوحيدة التي تراه صـغير و لَـطيف

و رغـبةً مِنهَـا أن تشتت تـفكيره بِـحزنه على شجـاره مع جونغـكوك عـادت تتسـاءل

" لم تخبرني بعد .. لِمَ طَـلبت رؤيتي ؟ "

سَـعل بِـقوة و أخذ يجفف قطرات عرقه التي تُـزعجه

حـاول أن يقترب قليلًا منها كيّ يهمس

" أريد أن أعلـم .. "

أقتربت منه كَـما فعل بعدمَـا فهمت أنه لا يريد أن يستمع أحد لهمَـا

" هل .. بِـالفترة الأخيرَة .. تعرضَ لكِ جـيمين ؟ "

عَـادت موضعهَـا تقهقه بِـسخرية

" بِـالفترة الأخيرة فقط ! ذلك الوغد يوّد قـتلي منذ أتيت لِـعالمكم !! "

طلبَ منهَـا أن تخفض صوّتهَـا قليلًا لأن النقَـاش سِـري

" لا أعلم سِوى تلك الحَـادثة التي حدثت بِـحديقة القصر .. أخبرني أنه أصـاب جونغكوك دفاعًـا عن نفسه "

أدَارت أعيّنهَـا بِـملل من وقَـاحة ذلك الوغد

" تكـاد أعيّني تدمع من فرط الـبراءة "

تنهد الـقائد هـوسوك قـائِلًا

" هنَـاك ما يُخفيه ذلك الجندي .. لم أعد أشعر بِـالراحة نحوّه و نحو إختفـاءه من المعسكر فجأة  ، أخشى أنه يخطط لِـفعل كارثة لكِ أو لأخـي .. لم أستطع مقاومة هذا الشعور لذلك أردت التـأكد منكِ "

أومـأت له متفهمة و قررت تـحذيره لـعله ينصت لِـمرة واحدة على الأقَـل

" أيهَـا القائد أنـا لم أشعر بِـالراحة تجاه جيمين منذ اليوم الأول الذي رأيته به .. خطـأك الوحيد أنك تستمع له .. أرجوك أتخـذ حذرك منـه ! "

أبتسَـمَ لها يطمـأنهَـا

" و أنتِ كـذلك ..  "

همهمت له و من ثم أخـبرته

" دعنـا نتوقف عن الحديث مؤقتًـا كيّ لا تسوء حَـالتك .. أحتـاج لِـفحصك "

عندمَـا حاولت أن تقترب منه أبعد يدهَـا عنه و طلبَ منهَـا ألا ترهق روّحهـا مبررًا طلبه بِـ..

" لم أطلب رؤيتكِ من أجل معـالجتي كما رأيتي .. فقط أردت التأكد من شكوكي نحـو جيمين و تـحذيرك ، حتى الآن أشعر بِـالأسى على ثقتي به "

عَـادت تقترب منه و نَـبست

" و مع ذلك أنت مريض .. و للغَـاية ! لا يمكنني تركك هَـكذا "

نفَـى لها مبتسمًـا و هو شَـارد الذهن بِـسِتار الخيّمة حيث خيَـال أخيه الواقف بِـالخارج يستـرِق السمع 

" أختفت عِـلَّتي بِـرؤية جونغكوك مُـتلهف للإطمـئنان علىّ "

أتسعَت إبتسـامتها بسبب حُبه الـشديد لأخِيه

و منعَـت نفسها من القهقهة بِـصعوبة عندمَـا ألتفتت لِـترى ما الذي شرد به هوسوك و رأته ظِـل جِـيون

" يـبدو أنه نسى أن هنَـاك شمس بِـهذه المملكة يمكنهَـا إظهار خيـاله "

تقـريبًـا جيون أستمعَ لِمَـا قالته لأنه سريعًـا رحل بعيدًا عن الـخيّمة بعدما قَـالت هذا

تعلم جيّـدًا أن جـونغكوك يبـادله نفس الحب إن لم يكن أكثَـر

لكَن مَـا بِـاليد حـيلة

أو ...

ربمَـا بِـاليّد حيلة !!

أبتسمت إبتسـامة لعـوبة و متسعة و أخبرت هـوسوك ..

" أيهَـا القائد هوسوك  .. مَـا رأيك بِـجوّلة بِـمعسكر النَـايترز ؟ "

________

يـجلس خارج الـخيّمة بِـإنتظَـار خروجهَـا

لا يمكنـهُ إخـراج وجه أخيه الـمُرهق من عقله

يـتنهد كل دقيقة و الأُخرَى في سـبيل البحث عن راحـته

حتى خَـرجت هي و أوقَفت شـريط تفكيره الـمؤذي

أقتـربَ منهَـا كيّ يسـألهَـا

" مَـا بِه ؟ "

يُـحاول إختصَـار الحديث بِـقدر الإمكَـان كيّ لا يتضح أنه يهـتم لأمـره

كل شئ أضحى واضِحًـا أيها الـقائد

" إذا ظلَّ هنـا سـيزداد مـرضه .. هو بِـحاجة لِـفحص شامل و تحـاليل و لن يحدث ذلك هنا بسبب قلـة الإمكـانيات "

كَـاد أن يتحدث لكنهَـا قاطعت حديثه تُـكمِل

" حـرارته مرتفعة للغـاية جيون و المملكة هنـا مشمسة سـترهقه أكثر .. هو بِـحاجة للمكوث بِـمكان بَـارِد .. بَـارد كثيرًا  " 

جَـعَّد حـاجبيّه منزعج ممـا تتفوه بِه

هي لا تطـمأن قلبه بتاتًـا

لِمَ لم تتـفوه بِـكلمة جيدة حتى الآن ؟!

" ألا يمكن أن يخضع للـفحص هنـا ؟ هنـاك أطبـاء كثيرون هنـا أيضًا يمكنهم الرعاية بِه "

نفت له سـريعًا

" مُـحال ! يحتـاج لِـرعاية قوية .. قوية للغـاية .. قوية جدًا جدًا جونغكوك  "

تـأفف بِـإرهاق يجهل ما يجب عليّه فـعله

و هنـا أتى دوّرهَـا

أبتسمت بِـخبث و أقتربت منه تُـداعِب قـميصه

" جـونغكوك .. عَـزيزي "

بِـتعجب كان ينظر لهَـا لا يفهم ما الذي حلَّ بِهـا فجـأة

" مَـا رأيك يا قـائدي العزيز اللطيف أنتَ .. أن نحـضره معنَـا لِـمملكة نَـايت كيّ يخضع للـعلاج هنـ.."

" إيـاكِ و الـتفكير بِـالأمر حتى !! "

نهرهَـا قويًـا لأنه مُغفـل عَـنيد

متى سـيتقتنع أنه يعند مع نفـسه و فَـقط ؟!

" فكـّر بالأمر قليلًا فقط .. سـيكون الأمر سريًـا حتى تنتهي فترة علاجه و بعد ذلك يمكنه العوّدة لِـمملكته يَـا قـائدي الـحبيب "

" لا .. قلتُ لا و لِـتبعدي تِلك الـفكرة عن رأسِك تمامًـا ! "

تـأففت بِـضيق من إصـراره

لكن حتمًـا لن تستسلم لِـعِنـاده

لم يُـجدي الجَـانِب اللطيف لهَـا معهُ نفعًـا

إذا فَـلتستخدم الـجانِب العَـنيف

حيث تـحولت نبرتهَـا و نظـراتها مئة و ثـمانون درجة

" لم أكـن آخذ رأيك بِـالأصل .. كنتُ أخـبرك بِمَـا سـيحدث "

رفعَ حـاجبه و الحـدة كانت مركزهَـا أعيّنه

لكن لأنهَـا أيليت شجـاعتنا أردفَت

" لا لا لا لم تعد تخيفني تِلك الـنظرات يا عزيزي ، أنظر بهَـا لِـتايهيونغ أو سوكجين أو أيًـا يكن .. لكن أنَـا .. هاهاها "

أذلك مَـا يُـسمَى بِـالردح ؟

لستُ وحـدي الـمصدومة ممـا تفوهت بِه بل جيون أيضًـا

تِـلك الـفتاة أمـامه ليست أيليت

بل سـيدة مُطلقة لديّهَـا ثلاثة أولاد تـشقَى من أجل إطعـامهم !

" سـأذهب لإحضَـاره .. و لا أريد سـماع أيّ كلمة أخرى "

كَـانت على وشك الـذهَاب لكن وجدت نفسهَـا تُسحَـب من سترتهَـا للـخلف

و كَـان جيون الذي نفدَ صـبره بِـالفعل و بِـنبرة قاتلة سـألهَـا

" لا تـريدين ماذا ؟! "

أبتلعَـت رمقهَـا خـائِفَة

الثـبات على الـمبدأ في أبهى صـوّرِه

و قَـبل أن تُـجيبه فُـتِحَ سِـتار الخيّمة خلفهمَـا و كَـان هوسـوك

يحـاول الثَـبات و الوقوف بِـصعوبة

حَـاول ألا ينظر لِأخيـه كمَـا أتفق مع الطبيبة كيّ لا يفـسد خطتهمَـا

و تسـاءل و الإرهَـاق يسيطر على نـبرته

" هـل .. سـآتي يَـا حضرة الـطبيبة أم لا ؟ "

أبعَـدت يد جيون عن سـترتها و كَـتفت ذراعيّهـا تنظر له تـنتظر رده

لا يـغرنكم جسده الـضخم و نـظراته الـمُخيفَة لـهما

يـمتلك قلب أضعف مِن قلب الأمهَـات حتى

يـكره أن يُـفرض عليّه الأمر الـواقع لكن بِـالنهاية ضغط على ضـروسه قويًـا و قَـال

" أخـبريه أن يحضر خـيّله "

و رحَـل من أمـامهم يـسير نحوّ الـبوابة تِـجاه حِـصانه

أيليـت ظلت بِـموضعها تنظر لِهوسوك و تبتسم بِـإتساع بسبب ثـغره المتسع غيرّ مـصدق أن أخـاه وافق على ذلك

" علىّ أن أحـضر خيّلي سـريعًا كيّ لا يغير رأيـه "

نفَـت له أيليت تمنعـه

" أحـضره لكن لي أنَـا "

" مـاذا ؟! "

" أستـمع لي فقط ! "

لا يفهمهَـا لكنه سـيفعل

أيّ شـئ في سبيل عـوّدة عـلاقته مع أخـيه

فَـسيفعله ..

______

يقـف وحدهُ مرة أخرى بِـإنتظارهما و تعـابيره الغَـاضبة تزيّن محيـاه

و أزداد غـضبًا عندمَـا رآهـما قَـادِمين نحوّه

لكن يتسـاءل

لِمَ هـوسوك لم يصعد فوق خـيّله و يسير على قـدميّه بِـجانب أيليت

" تـفضل أيهَـا الـقائد هوسوك .. أصعد على الخيّل"

كَـان الوضع شِـبه طبيعيًـا و هادئًـا عندما طلبت أيليت من هـوسوك

حتى رأى جيون أخـاه يبتعد عن الخيّل بِـجانبه و متوجه لِـخيله هو !

و بِـالفعل صعَـد فوق خيّل جِـيون

لكن لأنه لا يـريد التحدث مع هوسوك فَـأيليت المسكينة هي من تحـملت نظراته

سَـار تجـاهها غـاضبًا و همس أمـام وجهها كيّ لا يستمع له هـوسوك

" مَـا اللعنة التي تحدث ؟! "

أطلقَت زفـير عميق بِـراحة مطلقة و أخذت تعبث بِـأظافرها غيّـر مهتمة لِمَـا يتفوّه بِـه

" حَـالته لا تسمح لهُ أن يـركض بِـالخيّل وحده ، لِذلك سـيجلس معك على خيّلك "

' هـه ' سـاخرة أطلقهَـا

" الـخيّل لن يتحمل ثلاثة أفراد فـوّقه "

وافقته الرأي قـائِلة

" لِذلك سـأصعد أنا على خيّل هوسوك و أنت سـتأخذ أخَـاك معك "

" لـيس أخي !!! "

أدارت أعيّنهـا بِـملل ثم نبست

" حسنًـا أنت سـتأخذ الذي ليس أخـاك معك .. أتفقنَـا ؟ "

نفَـى لها سريعًـا

" لا لم نـتفق .. أنتِ من أقتـرحتي أن يذهب معنَـا للـمعسكر لذلك أنتِ من سـتتحملي مشقته .. خذيه معكِ على الـخيّل "

وضعت يـدها على صـدرِهَـا و بِـدراما مبتذلة شَـهقَت

" يَـا عديم الـنخوة أنتَ .. أتـريد من رجل غريب أن يصعد على خيّل مع أمـرأتك ؟!! "

رفَـع يديه الأثنـين أمام وجههَـا يريد أن يحطمه لهَـا لكن تمـاسك

شـهيق زفير شـهيق زفير

و تَـركها و ذهب يصعد على الـخيّل بِـجانب هوسوك لِـسوء حظـه

و حـسن حظِنَـا ..

_________

بِـمملكة نَـايت

و داخـل القصر الـملكِي

تحـديدًا غـرفة ولىّ الـعهد و أمـرأته

يتشـاركان الفِـراش بِـهدوء بعد يوم طـويل من الإرهَـاق و الإحتفَـال

تضع رأسهَـا فوق صـدره تستمع لِـنبضات قـلبه الـهادئِة

و هو يُـداعب خصلات شعرهَـا الحريري

" عـزيزي .. "

همهم لهَـا ينتظر أن تتـحدث

" أتـريد طفلنَـا صبي أم فتَـاة ؟ "

قهقهة صـغيرة و لطيفة خَـرجت من جوّفه

ثم وضعَ قـبلة رقيقة و هـادئة مثل أعمـاقه فوق رأسِهَـا

" لم أفكـر بِـهذا من قبل لكن .. أريدهَـا فتَـاة ، ترث منكِ الـحُسن و تكون لي مِينَـا عزيزتي الـثانية "

زُيِّـن وجهها بِـالبسمة من حديثه و دلالـه لهَـا

" أنـا أيضًـا أريد فتَـاة .. حتى أنني فـكرت بِـأسم من أجلهَـا "

شَـابك أنـامله بِـخاصتها الدافئـة

" و مَـا هو ؟ "

رفعت بـصرها لهُ متبغـاها النظر في عيّنَـاه

" لـيندا "

همهم نَـامجون لهَـا ثم أردف

" أسم أمـيرات بِـحق .. لكن لديّ أسم أفضَـل لها "

" مَـا هو ؟ "

صَـمت قليلًا و شَـرد حتى ظهرت إبتسـامته

و يَـا ليّته فكر بِـالأمر قبل أن يـجيبها

" أيـليت "

تَـجمد وجههَـا

الـبسمة التي كَـانت مرسومة على محيَـاها أختفَت

نـبضاته الهـادئة أضحَت مزعجة لهَـا لذلك أبعدت رأسهَـا عن صـدره

" أيلـيت ؟! حقًـا ؟ بعد كل الذي أفعـله من أجلك مازلت منجذب لهَـا ؟!! "

جعَّـد حـاجبيّه لا يفهم ما الذي تتـفوه به

" مَـا هذا الـهُراء الذي تقـولينه ؟! "

" هُـراء ؟!!! أتـظنني حمقـاء ؟ أتـظن أنني لا أرى إبتسـامتك التي تتسع حينمَـا تظهر أمـامك أو يتم ذكر أسمهَـا حتى بِـجانبك ؟! "

أغلقَ جـفونه يحـاول السيطرة على غـضبه من صُـراخهَـا

" تحدثنـا بِـالأمر سـابقًـا و أخبرتك أنني لا أمتلك أيّ مشـاعر نحوهـا فقط أرى أن شخصيتهَـا مميزة "

نهضَـت عن الفراش و صـراخها يـزداد

" و أنَـا المغفلة التي تنتظر مِنهَـا أن تصدق حديثك هذا ؟! "

أبتسم سـاخرًا و أردف

" بِـالطبع لا ! لطـالما لا تمتلكين أيّ ثـقة بِـنفسك لن تصدقي "

حسنًـا ...

هي لم تتـوقع منه هذا بتاتًـا

مع أول مـشكلة بيّنهمَـا .. بدأ يتحدث عن نِـقاط ضعفهَـا و يذّلهَـا بِهـا

و لم يتوقف عند ذلك بَـل أكمَـل

" أرهقتيني يَـا مينَـا !! مَـا ذنبي أنَـا إذا كنتِ تـجيدين الجميع أجمل منكِ .. مَـا ذنبي أن أتحمل شعورك بِـالشك نحوّي فقط لأنكِ لا تـشعرين بِـقيمتك ؟!! "

هي كَـانت تظن أن حَـالتها تلك سـتزول بعد زواجهَـا منه

كَـانت تظن أنه من سـيعيد ثقتهَـا بِـنفسها

و الآن يتحدث عن مـساوءهَـا بِكل أريحيـة

صـدمتهَـا مِنه ألزمَـتها الصمت

لا تعلم مَـاذا تقول في حَـرم الـقهر

فَـقررت ترك الغرفة له سريعًـا

و عندمَـا فتحت البَـاب وجدت خادمَـات القصر يقفون أمـام الباب يسترقون الـسمع

حينهَـا أدركَت كم كَـان شجـارهما و صراخهمَـا عاليًـا

حينهَـا أدركت أن بسبب زوجهَـا أضحى الجميع يعلم أنهَـا تمتلك مُـشكلة نفسيَّـة

" أبتعدوا عن وجـهي !!! "

صـرخت بهم و أخذت تدفعهم بعيدًا عنهَـا كيّ تركض سريعًـا نحو الأسفَـل

ولىّ الـعهد كَـان سـيذهب خلفهًا لكن مَـا أن رآهَـا تسير نحو الأسفل ظنَّ أنهَـا ستذهب للحديقة كيّ تهدأ وحدهَـا لذلك تركهَـا

نَـهَرَ الخدم و فقط ثم دلف لِـغرفته بعدمَـا كاد أن يكسر البَـاب من فرط القوة التي أغلقه بِهَـا

يَـا ليّته لحقَ بِهَـا

يـا ليّته أوقفهَـا

لأنهَـا أقسَمت أنهَـا سـتجعله يندم على اليوّم الذي ألتقى به بِـأيليت

و سَـتجعل أيليت تدفع الثمن كثيرًا على علاقتهَـا بِـزوّجها التي تنهـار بسببهَـا

توقفَـت أخيرًا أمَـام القَـاعة التي يمكث بِهَـا الملك

أوصَـالها ترتجف و دموعهَـا تنهمر و مع ذلك وجهها ليس حـزين

بل غَـاضب و للغـاية

فَـتحت البَـاب بِـهمجية و ليس كَـأنها أمـيرة و ملكة مـستقبلية

فَـجعلت جميع من بِـالقاعة مصعوقًـا ينظر لهَـا بِـحيرة من أمرهَـا و حالتهَـا

حتى هي تفـاجأت من وجود الجميع بِـالقاعة و ليس الـملك وحده

الـملك و أبنـاءه و أحفـاده !!

" مَـاذا هنـاك مينَـا ؟ و لِمَ فتحتي البَـاب بِـتلك الطريقة؟! "

تسـاءل الملك

و هي ظلَّـت واقِفة متصنمة تنظر لِـوجوه الجميع من حوّلهَـا

" مَـاذا حلَّ بِكِ ... لِمَ تـبكين ؟ "

أقـتربت منهَـا الأمـيرة نـايون تتفحصهَـا

و كذلك فعلت ريوجين و جـيهيو من بعدهَـا يسـألونها ما الذي حدث

أبتلعَـت رمقهَـا تحد من قلقهَـا

و بِـكل الغضب و القـسوة و الغيرة الذي أجتمـعوا مع سواد قلبِهَـا

أزاحت يد نـايون عنهَـا و صرخت قـائلة ..

" أيـليت بَـشريـة "

_________

أن أن أن

انا قولت من الاول يجماعة نقتلها محدش سمع كلامي

ادينا كلنا لبسنا في الحيط

قهرتني بنت الكلاب قهرتنيييييي

البارت الجاي سواد

سواااااااد من أوله لأخره يا عيالي و الله

و مع ذلك يلا نسـأل

- جيون فعلا كدب على أيليت لما قالها أنهم بيكرهوا البشر عشان رجعيين بس ؟

- و لو صح ايه السبب الحقيقي اللي بيكرهوا البشر عشانه ؟!

- يا ترى هيحصل ايه في أيليت ؟ 💀

قـادر بِـحق الايام المفترجة تحمى بنتي يارب

يااااااااااارب

_______

متنساش الڤوت يرايق عشان بيشجعني اكمل 💗

بحبكم 💗

See you in the next part 💗

Continue Reading

You'll Also Like

219K 18.7K 38
"أُريدك .. لكنني تأذيت قبلك .. تأذيت طويلًا .. وصرت الشخص الذي يقول وداعًا .. ويترك قلبه على الطاولة ويمضي". بدأت 20/5/2021 أنتهت 13/3/2022
3.8M 57K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
163 80 3
"اِغْـتَرَفْـت الْـوِدَّ مِـن طَـيَاتِ كَـيَانِه ،و خِـلْتُه مُـؤنِس وَحْـدةِ مُـهْجَتِي، ذَلِـك الـذِي عَـشْعَـش البُـرُود أَوْتَـار خَـافِـقه فَبَـ...
67K 5.5K 7
-إسألي الذاكرةَ عن مكانِي