هاري
مرت أشهر بالفعل لكن شيئ لم يتغير بداخلي ربما قد حصلنا على الهدوء الذي كنا نأمله كان ذلك حلم ساره في الحقيقة ان تحيى حياة هادئة و قد حققته كما اني قد حققت جزءا من حلمي أن أعيد اعتبار هذه الدولة التي كانت منسية رغم تاريخها العظيم و ما نجح دانيال في تحقيقه ها أنا اليوم و اخيرا قد ذكرت هذا العالم بدولتنا و ان روح دانيال لم تمت و روح أبي ايضا لم تمت بعد لقد كان الملك بقصتي ، الملك الذي كان علي حمايته بلعبتي فقد كان أبي ذلك الرجل البسيط و الحنون و هو ايضا تلك الأرض التي ترعرعت بها و أكلت من خيراتها الوطن الذي و بفضله قد صرت ما أنا عليه اليوم رغم الآلام التي لحقت بي و رغم تلك الاوجاع و الخيبات لازلت احمي وطني ربما حان الوقت ايضا لأكون عادلا و ما أعنيه بكلمة عادل أن أقدم لساره ما سلبته منها فهي قد ضحت بسعادتها من اجلي و قد آمنت بحلمي و تخلت عن حلمها لأجلي
كنت أقف عند قبر سالي لأول مرة منذ ان توفيت
" لما كنت لأفعل ذلك لو كنت مكانك ، سالي أنت لم تشبهينني أبدا في النهاية و كل توقعاتي قد خابت لقد ضحيت بحياتك لأجل مارك ما كنت لأفعل ذلك حين كنت في سنك لقد كنت أنانيا حينها ، آه يا لي من متناقض ها انا الآن اتحدث لجثة لكن ليتني فقط استطعت اخبارك بما كنت اشعر به تجاهك ، فقد كنت جبانا يخفي مشاعره لطالما تمنيت ان احصل على شقيق يقاسمني احلامي آلامي و سعادتي لكني كنت طفلا وحيدا حتى و بعد ان صرت حاكما و قبلها محاميا كنت قد اخبر جاكسون انه و ان كان لدي شقيق يصغرني سنا لعاملته بطريقة مختلفة عن الجميع ، لأول مرة اعترف انك كنت بمثابة اخت لي مرة اخرى اخسر شخصا عزيزا على قلبي ليتني لم اقحمك بكل ذلك لكني قد وثقت بك و رأيتك بك تجسيدا لروحي و عزيمتي لم اكن شقيقا جيدا كما وعدت نفسي و تركتك تغادرين هذه الحياة دون ان تحقيقي حلمك لازلت الوم نفسي كل يوم "
لم أكن مهتما بأولائك الذين كانوا ينظرون لي في استغراب و شفقة و بينما كنت اشعر بدمعة ساخنة على خدي كنت قد تذكرت ذلك اليوم و حين كنا في طريقنا الى المكتب بعد اجتماع مهم ، كنا قد مررنا باحدى المحلات لبيع الملابس الجاهزة حين لمحت فستانا عند الواجهة و ظلت تنظر له لكنها و ما ان أشرت له حتى بدأت تدفعني قائلة بأنها لا تهتم لتلك الأشياء و انها لا تحب ارتداء الفساتين أذكر اني قد اجبرتها على دخول ذلك المحل و تجربة الفستان و هي قد فعلت ذلك على مضض و قد كان وجهها العبوس حينها و هي ترتدي ذلك الفستان لا يزال بذاكرتي لم انسه ابدا لقد حاولت جاهدا ان اعاملها كشقيقة لطالما تمنيت الحصول عليها أو حين رافقتني لحفل النبلاء الذي كان يقام كل سنة لقد كان تشاركني كرهي للنبلاء و اشمئزازي من اولائك المتكبرين و قد كنا قد قضينا طوال الليلة نتحدث بسوء عنهم فيما بيننا لقد ضحكت بصدق حينها و بينما كنت اضع قناع البرود ذاك كانت السالي الشخص الوحيد الذي استطيع ان اشاركها ذلك الجزء الساخر و اللطيف مني ربما كنت لأكون شقيقا جيدا ان بقيت على قيد الحياة لكن اي شقيق هذا الذي يرسل شقيقته الصغرى لحرب كتلك ، لأول مرة اندم سالي ذلك الشعور الذي كنت امقته اكره ان اندم على شيئ لكني نادم لأني خسرتك، لقد طلب مني مارك ان اساعده ليحقق حلمك لكني رفضت ، يجب ان يشعر بذلك بذات الشغف الذي كنت تمتلكينه و الى ان يفهم حقيقة هذا العالم عليه ان يخرج نفسه من تلك المشاعر كي يتعلم تماما كما تغلب كلانا على ذلك الألم ذلك سيبني شخصيته و يجعله مقتنعا بذلك الحلم
***
ساره
كانت الساعة السابعة مساءا عندما كنت في طريقي لأغادر المكتب و أعود المنزل لكن و في طريقي الى موقف السيارات سمعت صوت امرأة تتوسل للحارس انها تريد مقابلة احدى المحامين لكن هذا الأخير كان يمنعها من الدخول فقد انتهى الدوام لليوم حينها اقتربت منهما و اذا بي أجد تلك الفتاة التي لا اذكر اسمها حتى نفس الفتاة التي رفضت المشاركة في الحرب و قالت انها تريد الزواج من حبيبها الغني و انها لا تهتم لحماية هذا الوطن ، نفس الفتاة التي قللت من شأني و لم تحترمني ها هي اليوم تقف باكية مترجية ان يستمع احد لها و قد وافقت على ذلك لكن من الواضح انها لم تحب فكرة ان تتحدث لي فقد كانت تنتظر محام آخر لكنها اقتنعت بعدها اني قد اساعدها ، دخلنا مكتبي ثم وضعت حقيبي جانبا منتظرة ان تبدأ هي في الحديث و قد كان من الواضح عليها الارتباك و حتى و هي في حالة الضعف تلك كانت مترددة و كأنه لم تقتنع بعد اني قد اساعدها و اني على حق
" كيف حالك ؟ اتسائل ان كنت قد وجدت السعادة في ذلك الزواج ؟ ... اه نسيت اسمك حتى "
" لا يهم أريد التحدث لمحام آخر "
" أنا المديرة هنا مع الأسف لا يوجد احد غيري هنا " قلت لألاحظ هاتفي يهتز لقد كان اتصالا من هاري لقد وصل المكتب اخيرا
" آه لحسن حظك قد أتى محام آخر يمكنك التحدث له لكنه لن يساعدك لهذا الخيار بيدك اما ان تثقي بي او ان تلجئي لهاري "
" سأتحدث لهاري " قالت
" اذا انتظريه هنا سيأتي بعد دقائق