" ما الذي سيحدث هاري ؟ ها قد تحقق ما أردته ماذا بعد ؟ عدد الارواح التي قد ماتت بسببك قد تزايدت هل ستستطيح التلذذ بالانتصار ؟ " همس دانيال ، بلى لقد كنت اذكر تلك الكلمات من الكتاب ، الكتاب الاسود الذي ألفه ذلك الرجل و الذي و باحدى طياته قد قام بطرح ذلك السؤال قال انه قد قابل هاري بطل روايته مرة اخرى و بعد سنوات حين صار شابا يافعا ، اليوم انه ذكرى مولدي لقد اتممت الثلاثين بالفعل و ها أنا اقف أعلى البرج اراقب الجنود مكان استراتيجي لأراقب خطتي التي وضعتها ، نفس الخطة التي قد خمنت بها قبل سنوات و حين لمحت دانيال لأول مرة ، كنت حينها اجري مباراة شطرنج رفقة عمي كنت في سن العاشرة حينها و قد تفوقت عليه بخطة غريبة جعلته يقتنع اني سأكون أبرع شخص قد لامست يداه تلك القطع البيضاء ، اذكر حينها اني قد جرحت اصبعي و ان قطرات الدم تلك قد غطت قطعي البيضاء و افسدت لونها الناصع لكني قد اكملت اللعب و ربحت ذلك اليوم حين اعطاني دانيال ذلك الرجل الغريب ريشته الزرقاء قائلا انها هدية لابنه الذي قد مات و اني اشبهه لهذا هو يهديها لي ، كانت تلك بداية اللعنة و ربما ان لم آخذ تلك الريشة منه لما حدث هذا ، لا اعلم ، بكتابة الاسود و الذي قرأته حين كنت بمهمة بالجامعة ، في مرحلة ما من الكتاب يقف البطل اعلى التلة مراقبا جنوده لقد كنت احركهم كقطع الشطرنج البيضاء خاصتي و قد كان علي ان اضحي ببعضها للفوز ، هناك كان دانيال يشاهد بطله ثم يقترب منه و يهمس في اذنه ان كان سيسعد ان فاز بحربه و ها أنا الان اعيش ذلك
كنت انظر من بعيد الى جيش العدو يقترب شيئا فشيئا ، كان الكل يرتجف خوفا و اعني بالكل بعضا من قادة الجيوش الذين كانوا الى جانبي بالبرج
" انهم يقتربون بأعداد غفيرة ، لا اعلم ان كان جنودونا قادرون ...." قال أحد القادة من خلفي
" الملك عادة ما يقف بالخلف و على الجميع حمايته أليس كذلك ؟ ان مات الملك فذلك يعني خسارة اللعبة و ما دمت اقف هنا سالما فاللعبة لم تنتهي بعد " أجبت و بينما كنت انظر من الشرفة
" أتعتبر نفسك الملك حقا ؟ يا لك من مغرور " قال
" لقد أسأت الفهم سيدي فالملك الذي اتحدث عنه لم يكن انا ابدا انهم هو ذلك الرجل الذي يقبع في الخلف بذلك المنزل المهترء يحمي زوجته و طفله الوحيد في الظلام خوفا من الحرب ، ذلك الرجل الذي ضحى بحياته لأجل ابنه الوحيد ، الرجل الذي قدم آخر رغيف خبز لطفله و مات هو جوعا ، اتعلم من هو الملك يا سيدي ؟ بلى لن تعرفه ابدا لأنك و امثالك من قتلتموه لكنه لازال يحيى بداخلي و لن يموت ابدا و ها انا الآن احميه قد لا اجيد المحاربة فأنا محامي و سياسي في نهاية المطاف لكني سأكرس عقلي و قلبي لانقاذ الملك "
كان جيش العدو يقترب شيئا فشيئا لتصير بعض الاشتباكات قريبا من البوابة لقد بدأت المعركة و قد كان عددهم اضعاف عددنا لدرجة ان بعضا من القادة قد قرروا من تلقاء انفسهم ان ينضموا للقتال لكني لم امنعهم و تركتهم يفعلون ما يشائون ، مرت دقائق منذ احتدام المعركة حينها شعرت بأحدهم يقترب من خلفي
" لما لم تمنعهم ؟ " قالت
" لقد لحقتني اذا لقد اخبرتك ان تظلي بالقصر "أجبت
" بالطبع لن افعل "
" انت ايضا مثلهم لا تستمعين لكلامي لابأس "
" مجددا ... لماذا لم تمنع القادة من الانضمام فنحن بحاجة لهم "
" ساره ، أنا لا احتاجهم حتى و ان ماتوا لن اهتم فهم لم يثقوا بي ابدا و لا حاجة لي بمن لا يثقون بي اللعنة هم لا يعرفون من الملك الذي نحميه اساسا "
" انه والدك ، اعلم ذلك ، روحه التي لازالت تتجسد في عشرات بل مئات الأشخاص الآخرين من العامة انت لم تهتم يوما بحماية النبلاء هاري " قالت حينها أشرت الى ساحة المعركة ثم قلت
" انظري ساره ، انهم ينفذون الخطة " قلت بينما كان جنودنا يلتفون حول جيش العدو حينها رفعت يدي لتحدث عاصفة رملية فجأة ، شيئا فشيئا صار عدد جيش العدل يتقلص و قد انقلبت الموازين و صرنا نفوقهم عدد تقريبا ، مرت ساعات و انا اشاهد تلك المعركة دون حراك ، ساعات تمر الى ان انتهى كل شيئ ، كان الغبار يعيق رؤيتي لكن و رغم ثقتي الا اني كنت أشعر بالقلق بداخلي
" ما تلك العاصفة ؟ " سألت ساره و التي كانت تراقب المعركة بدورها لقد كنا العقل المدبر لهذه الحرب لكني لم اطلعها على كامل الخطة و قررت ان احتفظ ببعضها لنفسي فقط
" لقد انتهى كل شيئ ... لكني لن ارتاح بعد الى ان يعود الجميع منتصرين ، الى ان يهاب العالم هذه الدولة حينها فقط لن ينتابني القلق "
" لقد فهمت الآن ... لهذا السبب قد طلبت من مارك ان يغير في زي الجيش "
قالت ليدخل احد المساعدين معلنا انتصارنا و انهم قد القوا القبض على بعض الرهائن
" ذلك صحيح ، كان يجب ان استغل جميع العوامل الى صالحي فهذه الأرض تقاتل الى جانبنا ، الارض التي اقسمت على حمايتها و ها هي الآن ترد لي الجميل لقد تعلقت روحي بهذا الوطن و صارت جزءا منه لدرجة اني صرت افهم جيدا طبيعته ، الجبال و الصخور ، الصحراء و الغابات كان يجب ان استغل كل شيئ لصالحنا تعمدت تغيير أزياء جيشنا و اظافة نظرات حامية للعين كي لا تعيق رؤيتهم ، ثم طلبت من اينجل ان تحدث عاصفة رملية بواسطة جناحاها ، و الآن لننتظر و نرى ما سيحدث "
***
ساره
" لم اتوقع ذلك لكني لم اتفاجأ من كلامك ابدا و لهذا السبب كنت دائما ما اثق بك حتى و حين فزت في قضية الامير ريتشارد اعترف اني قد شعرت بالألم بعد خسارة كريستا و لازلت لكني لا أزال أثق بك ، شكرا لك " قلت بعد ان حنيت ظهري تجاهه لتلامس اشعت الشمس وجهي حينها فتحت عيني في هدوء لألمح أشعت الشمس التي كانت تظهر من بين السحاب الذي كان ينقشع شيئا فشيئا
" أرأيت ساره اخبرتك ان الطبيعة الى جانبنا دائما مادام أهدافنا نبيلة " قال لتظهر ابتسامة على محياه و لأول مرة كانت ابتسامة صادقة
***
مارك
كانت ترفع يدها اليمنى باتجاه الشمس لكي تستطيع فتح عينيها و النظر الى اشعتها التي حرمنا منها لسنوات ، كنت احملها بين ذراعي و بخطى ثقيلة اقترب من البوابة
" لقد تحقق حلمنا مارك " قالت في صوت متقطع و بينما كانت تلفظ انفاسها الأخيرة مبتسمة كنت قد استسلمت لدموعي ثم سقطت على الارض ضاما اياها الى صدري
" ذلك بسببي ، لأني فاشل ، انا شخص فاشل لا يستحق الحياة ، كان يجب ان اموت"
" لا تقل هذا ... ربما لن اكون الحاكم المستقبلي كما اردت ، لن استطيع تحقيق حلمي مارك ... أرجوك اكمله انت لأجلي " قالت تلك الكلمات الأخيرة و بينما كانت تنظر بعيني كانت تلك اللحظة الأسوء لقد ماتت سالي ... ماتت لأنها حاولت انقاذ حياتي و لأني محارب جبان و فاشل لم استطع الدفاع عن نفسي
*************************************
*** الرواية قربت تخلص ، اللي وصل لحد هذا البارت بتمنى انك تكتبلي كومنت لأن يفرحني كثير اني اعرف رأيكم بهذه القصة قبل ان انهيها لأنها احد احب القصص اللي كتبتها ***