استيقظ جين في المستشفى ورأى إيفانا جالسة بجانب السرير. "أ-أمي؟"، قال فضي الشعر بضعف فانتفضت المرأة بعيون دامعة لشدة سعادتها بنجاة ابنها. "ميشكا! حمداً لله! سأنادي الآخرين!"، قالت إيفانا بحماسة وذهبت إلى الباب منادية على الجميع فدخلوا بسرعة وتعابيرهم ما بين القلق والسعادة.
سيرو: لقد أقلقتَنا عليكَ يا رجل!
كيريشيما: لقد أخبرنا تودوروكي بكل شيء! لقد كنتَ رجولياً للغاية! 😭
جين: إيجيرو، رجاءً لا تبكِ. 😅
تسو: قال الأطباء إن الإصابة في صدركَ ستترك ندبة كبيرة، كما أنكَ ستكون بحاجة ذراع اصطناعية. ولكن المهم أنكَ ستعيش.
جين: هذا خبر مطمئن.
ماسانو: *يبتسم قليلاً* أنا سعيد لأنكَ بخير.
جين: وأنا أيضاً. *يعبس وينظر إلى شوتو* ماذا حصل بعد أن فقدتُ الوعي؟
شوتو: لقد تم القبض على جميع أعضاء جبهة تحرير الخوارق.
كاميناري: حسناً، لنكون دقيقين أكثر... دابي ومَن معه سلموا أنفسهم طوعاً.
جين: ماذا؟
ميدوريا: أجل. توايس قال إنه تحدث مع زملائه وقرروا تسليم أنفسهم...لثقتهم بك.
باكوغو: تشه. ما أغاظني هو هدوء ذلك الوغد دابي. لقد كان ينظر إليكَ ويبتسم حتى عندما اقتادوه بعيداً!
أوراراكا: باكوغو، أرجوكَ لا تصرخ. نحن في مشفى. 😅
جين: *يضحك قليلاً رغم شعوره بالألم*
بيلزيباب: ليت ضحكاتكم تدوم.
*ينظر الجميع ناحية الباب ويرون ديميتري يدخل مبتسماً ومعه أسياد الشياطين السبعة وامرأة لا يعرفونها*
ديميتري: مرحباً، جين. تبدو في حال جيدة.
؟؟؟: رغم أنه فقد ذراعاً.
لوسيفر: بلفي. 😑
بلفيغور: ماذا؟ أنا أقول الحقيقة.
؟؟؟: همف! كان بإمكانه تجنب ذلك. ولكن يبدو أن البشر أغبياء.
ياويوروزو: ما هي مشكلته؟
ديميتري: أعتذر. ساتان دائماً هكذا. 😅
ساتان: تشه. *ينظر بعيداً بانزعاج*
جين: ما الذي جاء بهم؟ أنتَ لم تستدعِهم جميعاً مرة واحدة، صحيح؟ 😐
ديميتري: في الواقع...
؟؟؟: أنا التي أتيتُ بهم. *تبتسم* مرحباً جميعاً. أُدعى ليليث، وأنا زوجة لوسيفر. لقد أخبرني بيل الكثير عنكم. سررتُ بلقائكم. 😊
الجميع: إيييه؟!
ليفياثان: ما بهم مصدومون هكذا؟ 🤨
أسموديوس: على الأغلب انبهروا بجمال أختنا الكبرى~
ساتان: أسمو، أنا على بعد شعرة من تحطيم وجهك. لذا أغلق فمكَ اللعين. 💢
بيلزيباب: وها هما مجدداً. 🙄
ليليث: 😮💨 الرجال. *تقترب من جين* إذاً، كيف تشعر؟ أعني... أغلب البشر يشعرون بالإحباط إذا ما فقدوا أحد أطرافهم.
نظر جين إلى ذراعه اليسرى -أو بالأحرى ما تبقى منها- وفكر قليلاً قبل أن يبتسم وينظر إلى ليليث مجدداً، "ليست بمشكلة. ما دام كل شيء انتهى على خير، فخسارة ذراعي تستحق."، تباينت ردود الأفعال على كلمات فضي الشعر؛ فإيفانا كتمت دموعها لشدة قهرها على ولدها، وماسانو ضمها إليه مبتسماً بفخر رغم شعوره بالحزن مثلها، وطلاب الصف A-1 تفاجأوا بزميلهم الذي ظل مبتسماً رغم كل ما حدث له، أسياد الشياطين الستة انبهروا بإجابة الفتى بينما دوّر ساتان عينيه وأدار ظهره للجميع، أما ليليث فقد أطلقت ضحكة خفيفة وقالت: "أنتَ حقاً فتىً مثير للاهتمام. لا عجب أن أميرنا الصغير اتخذكَ صديقاً مقرَّباً له." فاحمرّ وجه ذي الشعر الفضي قليلاً وشكرها على مديحها.
في تلك اللحظة، دخل آيزاوا الغرفة ومعه هوكس وإنديفار. سألهم جين عن حالهم فأجابوه بأنهم بخير ثم عمّ صمت غير مريح المكان. تأفف سيد دائرة الغضب ونظر إلى آيزاوا قائلاً: "وبعد؟ ألن تخبروه بما حدث؟"
تنهد ذو الشعر الأسود باستسلام ونظر إلى جين وهو غير راغب بإخباره عما حدث.
آيزاوا: لقد تم إعلان صلة القرابة بين إنديفار ودابي بالأمس.
ساتان: تقصد أن الجحش الناري الواقف خلفكَ هو الذي أعلن ذلك. لا تتلاعب بالكلمات.
ليليث: ساتان، هذا يكفي.
آيزاوا: *يتنهد مجدداً* المهم في الموضوع. كوروساوا، عندما تشعر أنكَ معافىً تماماً... عليكَ مواجهة الصحافة معنا.
ديميتري: *يعبس* أنتَ تمزح، صحيح؟
هوكس: مع الأسف، لا. جين-كن أصبح حديث اليابان بأكملها بعد انتشار خبر قضائه على أول فور ون، لذا يريد الجميع الاستماع لما لديه.
ماسانو: *يشد على قبضتيه* رغم أنني واثق أن بعض الصحفيين سيقومون بإلقاء أسئلة مزعجة... *ينظر إلى جين* إلا أن القرار لكَ يا بني.
جين: لا بأس. سأذهب معكم.
إيفانا: ميشكا.
آيزاوا: أنتَ متأكد؟ التعامل مع هذا النوع من الناس ليس بالأمر الهيّن.
جين: لا تقلق بشأني، سنسي. سأكون على ما يرام. علي التحدث أمامهم عاجلاً أو آجلاً، صحيح؟
بعد قوله لذلك، ترك الجميع الفتى ذا الشعر الفضي ليرتاح. عندها، ظهر طيف صن وو كونغ أمامه وتمطّى بكسل، "جدياً، هل بعد ما فعلناه من أجلهم يريدون استجوابنا؟ وكأننا نحن المجرمون لا أول فور ون."، قال الملك القرد بتذمر فتنهد جين وأخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام. كتّف صن وو كونغ ذراعيه ورفع حاجباً باستنكار قائلاً: "سمعتَ ما قاله أستاذكَ، أليس كذلك؟ بحسب ما فهمتُ من كلامه، فالتعامل مع الصحفيين أسوأ من التعامل مع جواسيس الإمبراطور."
"لا تقلق، وو كونغ. سأتدبر أمري معهم." "حسناً، لكن كن حذراً في انتقاء كلماتك. حظاً سعيداً يا صديقي!"، كانت تلك آخر كلمات صن وو كونغ قبل أن يختفي مجدداً ويغمض جين عينيه ليرتاح استعداداً لمواجهته الأولى مع الصحافة، 'أثينا. ليتكِ كنتِ معي الآن. أنا لا أدري ما علي فعله.'، فكر فضي الشعر والدموع في عينيه ثم غطّ في نوم عميق.
بعد يومين، كان جين قد تعافى تماماً وهيّأ نفسيته لأجل مواجهة الصحافة. ذهب فضي الشعر مع أبيه إلى المكان الذي سيُعقد فيه المؤتمر الصحفي وجلس مع الأبطال الآخرين في صمت. أثناء قيام ماسانو بالإجابة على أحد الأسئلة، التفت روك لوك ناحية جين واقترب منه كي لا يسمعه أحد. "يا فتى، هل أنتَ بخير؟ أعني...ذراعك..."، همس البطل الأكبر سناً بنبرة قلق فتحسس الفتى ذو الشعر الفضي ما تبقى من ذراعه وابتسم قليلاً. "أنا على ما يرام. شكراً على سؤالك."، رد فضي الشعر بهدوء ثم ركز انتباهه إلى الصحفيين الجالسين أمامهم.
صحفية: بخصوص أول فور ون، هل تعتبرون ما قام به بلاك إنجل هو الصواب؟
ماسانو: لقد قلتُ ذلك من قبل مرات عديدة. هناك أشرار يجب محوهم من الوجود، وأول فور ون كان واحداً من هؤلاء. والحق أقول، لولا أن جسدي قد استسلم للإرهاق نتيجة استخدامي المفرط لطاقة الموت لكنتُ فعلتُ الشيء ذاته. لقد تصرّف بلاك إنجل بسرعة وذكاء ليمنع وقوع إصابات بين المدنيين مخاطِراً بحياته في سبيل ذلك. وبصفتي والده، أنا فخور جداً به.
جين: *يبتسم قليلاً*
صحفي: وماذا عن اتحاد الأشرار؟ أعني، لقد اعترف إنديفار بنفسه أن الشرير المدعو دابي هو ابنه. ماذا ستفعلون بشأنهم؟
إنديفار: لقد تناقشنا في هذا الأمر فيما بيننا واتفقنا على أن نحاول مساعدتهم ليندمجوا في المجتمع.
صحفي ٢: لا شك وأنكم فقدتم عقولكم إذاً. تريدون لأولئك المختلّين أن يسرحوا ويمرحوا بين الناس بعد كل ما فعلوه؟!
ماسانو: *يشد على قبضتيه* نحن نسعى إلى مساعدة الجميع، وأولئك الذين شكّلوا اتحاد الأشرار في السابق ليسوا استثناء.
صحفية ٢: وماذا عن الأبطال الذين ماتوا في حربكم ضد جبهة تحرير الخوارق؟ أغلبهم قُتل على يد شيغاراكي. هل تتصور أن ذويهم سيقبلون ذلك القاتل ببساطة؟
ماسانو: لا. ولكنني أرجو أن يمنحوه فرصة أخرى.
صحفي: اسمح لي، ديث ويسبر. أنتَ مجنون دون شك؛ فبعد اعتراف إنديفار بقرابته مع دابي، صار هنالك تخوف من جيل الأبطال القادم. ماذا يدرينا بأنهم لن يتحولوا إلى أشرار هم أيضاً؟
*تبدأ البلبلة بين الصحفيين ويحاول هوكس تهدئة الأوضاع لكنه يفشل في ذلك، كما يبدأ صبر جين بالنفاد في اللحظة التي يباشر فيها بعض الصحفيين بالتقليل من شأن أولئك الذين فقدوا حياتهم وتكون تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير*
جين: *ينهض من مكانه ضارباً الطاولة أمامه* اخرسوا!!!!!!
الجميع: *يصمتون وينظرون إليه*
ماسانو: جين.
جين: أنتم منافقون أوغاد حقاً. تمجدون الأبطال في اللحظات الهادئة وعندما تكتشفون أن لديهم زلّات تبدؤون بمهاجمتهم. *يشد على قبضته* إكسليس. كراست. كل أولئك الذين ضحّوا بحياتهم من أجل أن نستمر في الحياة ومساعدة الناس لم يكونوا ضعفاء أو عديمي الكفاءة، بل كانوا أبطالاً حقيقين!
روك لوك: *بصدمة* أيها الفتى...
جين: ألا تستوعبون؟! نحن الأبطال بشر أيضاً! هناك حدود لمدى احتمالنا! لو كنتُ أعلم بأن هذه هي ردة الفعل التي سأحصل عليها بعد فقداني لذراعي من أجل حمايتكم... لكنتُ انضممتُ إلى شيغاراكي وقتلتُكم بنفسي أيها الجبناء! *تظهر أجنحته ويفردها من شدة الغضب*
لم يرد أحد على الفتى من شدة الصدمة والخوف، إذ أن هالة القتل لدى جين صارت واضحة للعيان. بعد عدة دقائق، هدأ فضي الشعر قليلاً وتابع كلامه قائلاً: "بالنسبة لأولئك الستة، إن كانوا يشاهدوننا الآن فلدي رسالة لهم. انتظِروني. مهما طالت المدة، سأقلب النظام رأساً على عقب وأخرجكم بنفسي!"
في سجن تارتاروس، لم يكن الستة المقصودون بكلام جين يشاهدون ولكنهم سمعوا بالأخبار من الحراس وبدأوا يتناقشون في الأمر من وراء الجدران.
"ما رأيكم فيما سمعناه؟"
"أرى أن نثق بجين-كن! بما أنه حافظ على وعده لي ونجا من الموت، أنا واثق من أنه سيكون عند كلمته بإخراجنا أيضاً!"
"أنتَ متفائل جداً، توايس. ما الذي يجعلكَ واثقاً من أنه لن ينشغل ببطولاته وينسى وجودنا تماماً؟"
"أوه، هيا يا شيغاراكي! هل سيقتلكَ أن تتفاءل بالخير ولو لمرة واحدة في حياتك؟!"
"همف. تفاءلتُ بالخير في طفولتي ولم يُفِدْني ذلك."
"أوي، شيغي. إذا لم ترد الوثوق بكلام توايس، ثِق بكلامي. جين-كن من عائلة كوروساوا. الشيء الوحيد الذي قد يمنعهم من تنفيذ وعودهم هو الموت. لذا، أنا أكثر شخص متفائل بعد توايس بأن جين-كن سيأتي من أجلنا."
سكت الجميع بعد ما قاله دابي وقرروا الانتظار والوثوق بجين، ليروا ماذا يخبئ المستقبل لهم.
عودة إلى بطلنا ذي الشعر الفضي، فقد تم توبيخه من قبل آيزاوا عند عودته إلى سكن الطلاب في يو إيه، فأفحمه ديميتري بقوله: "سنسي، لو كنتَ هناك لكنتَ رميتَ الطاولة على الصحفيين بدل الصراخ في وجوههم. لقد لاحظتُ مدى غضبكَ حين كنا نشاهد التلفاز، لذا ليس لديكَ الحق في توبيخ جين الآن."
ضحك الطلاب عندما رأوا أستاذهم عاجزاً عن الرد ثم التفتوا إلى جين بقلق.
شوتو: كوروساوا، أنتَ أعسر. كيف ستتمكن من القيام بأعمالكَ اليومية بعد خسارتكَ لذراعكَ اليسرى؟
جين: لا مشكلة. أستطيع التعود على استخدام يدي اليمنى.
؟؟؟: *تدخل السكن بابتسامة عريضة* لا داعي لذلك!
الجميع: *ينظرون إليها* إيييه؟!
ديميتري: مَن هذه؟
تسو: هاتسومي-تشان. إنها طالبة في فصل الدعم.
جين: صحيح. رأيتُها في ذكريات إيزو-كن
هاتسومي: *تقترب كثيراً من جين* إذاً أنتَ الفتى المتهور الذي فقد ذراعه في الحرب، وأخاف الصحفيين منذ ساعة! ميي هاتسومي! تشرفتُ بلقائك! 😁
جين: 😅 تشرفتُ بلقائكِ أيضاً.
ليليث: *تضحك قليلاً* تعجبني حماستها.
بلفيغور: ولكن يبدو أنها لم تسمع بشيء اسمه المساحة الشخصية. -3-
باكوغو: خلِّصينا وقولي لماذا أنتِ هنا! 💢
هاتسومي: حسناً! من دون أي مقدمات! *تخرج ذراعاً آلية من حقيبتها* تادا! صغيري الجديد! ذراع النانو الثالثة!
جين: الثالثة؟ 🤨
هاتسومي: أجل! لقد فشلت المحاولتان السابقتان ولكنني نجحتُ في الثالثة بعد أن استخدمتُ سوار تقنية النانو خاصتكَ كأساس! 🤩
جين: *يتمتم* وكنتُ أتساءل أين اختفى.
هاتسومي: فلنجربها! أنا متحمسة لرؤية النتائج! 🤩
على الرغم من ارتباكه، خلع جين قميصه وسمح لهاتسومي بتركيب الذراع ففعلت، قام بتجربة تحريكها فسار كل شيء على ما يرام بفضل تقنية النانو التي ساعدت في تثبيت الذراع الآلية في في مكانها، وابتسم شاكراً ذات الشعر الوردي على صنيعها، فردت عليه أن ذلك كان من دواعي سرورها وأن العمل على تقنيات جديدة مساعدة للأبطال هو شغفها الأول في الحياة. كل ذلك وماسانو يراقب جين وأصدقاءه الذين فرحوا من أجل فضي الشعر وتبادلوا الأحاديث بسعادة، فذكره ذلك بالماضي وكيف كان هو وزملاؤه يتخيلون أنفسهم من أفضل الأبطال في العالم. "أتعلم؟ ابنكَ محق."، أخرجه صوت أول مايت من شروده فنظر إلى صديقه الأشقر باستغراب وسأله عن قصده فأجابه: "عندما قال إننا بشر أيضاً. كان معه حق في كل ما قاله. حتى عندما نحاول تخطي حدود طاقتنا، فإننا ما نزال بشراً نفرح ونتألم ونرتكب الأخطاء كحال أي إنسان. الفرق هو أن أخطاءنا تؤثر سلباً على المجتمع ككل ولذلك نحاول جهدنا بأن نظهر بصورة الأشخاص المثاليين. طبعاً، أنتَ وابنكَ شاذان عن هذه القاعدة."
"صحيح."، قالها ذو الشعر الأسود بابتسامة ثم نظر إلى الخارج. "توشينوري. أنا سعيد لتعليق آمالي على هؤلاء الشبان. لدي أمل كبير بأنهم سيغيرون كل شيء. خاصة جين."، رمش أول مايت باستغراب ثم ابتسم متفهماً لكلام صديقه وقال: "معكَ حق. الجيل القادم هم الأمل لنا جميعاً. يمكننا الاعتماد عليهم في الحرص على ألا تتكرر أي مأساة مرة أخرى."
يتبع...