الزهور الجنائزية || Funeral f...

By LaraAshraf8

4.4K 174 72

دفع عبد الله الباب و دلف للداخل بحذر حين التقط بصره امرأة مجهولة تزحف على بطنها تستجدي الرجل....أعني غول الأس... More

هلا قضيتِ الليلة معي؟
لمَ لم تقتلني؟!
القبعة الذهبية
الشيطان الذي لا يقهر
هلا ملأت كأسي؟
الصدق قد يقتلك حقا
ألا بأس بالحب؟!
المترصد و القط الخطير
الفرار من الشيطان
حطام الفتاة الصغيرة
رجل نازي و امرأة يهودية

من تكون حقا؟!

218 11 6
By LaraAshraf8

أَعوامُ وَصلٍ كانَ يُنسى طولَها
ذِكرُ النَوى فَكَأَنَّها أَيّامُ
ثُمَّ اِنبَرَت أَيّامُ هَجرٍ أَردَفَت
بِجَوىً أَسىً فَكَأَنَّها أَعوامُ
ثُمَّ اِنقَضَت تِلكَ السُنونُ وَأَهلُها
فَكَأَنَّها وَكَأَنَّهُم أَحلامُ

_أبو تمام_


"من أنتِ؟!"
صوته الصارم اخترق مسامعها و فوهة سلاحه على رأسها.....ذراعه الأخرى تمسك بدليلة الخائفة خلفه بكل قوة و حزم يترقب جيدا المرأة التي تمكنت من اختراق حصن منزله المنيع بتلك السهولة!

نهضت عن الأريكة و ألقت جهاز التحكم بإهمال....أمعنت النظر في وجهه بابتسامة ذات معنى لم يتكشف له في وقتها....
دارت نصف دورة حوله و سلاحه الكاتم للصوت يتبعها كظلها أو أشد دقة، و صاحبه يزداد حذرا و ترقبا....لم تكن تنوي فعل شيء بتلك الحركة إلا أنها أرادت رؤيته يرتعب في موقف أحمق كهذا بسبب امرأة عرفها منذ مدة لا تتجاوز الشهر..

أعادت غرتها الطويلة للخلف مع باقية الشعر الذي يعتبر أطول منها بكثير ثم هزت رأسها هزة خفيفة بلا معنى وأجابت أخيرا...
"امرأة ميتة، لكنك تعرفها جيدا...أنا شبح من الماضي"

بدى صوتها رقيقا خافتا على غير المتوقع و نظراتها تطالعه ببؤس لا يدري ما هو... لكنه يعبث بذكريات لا يرغب في استحضارها أبدا...
راقبها تقترب منه بشكل شديد الخطورة، لكنه فقد عزمه وارتخت عضلات ذراعه بالسلاح بلا سبب حقيقي.
وقفت أمام وجهه مباشرة وأمعنت النظر في وجهه و عينيه برهة ثم سألت بكل ما في العالم من رجاء...
"ألا تذكرني عادل؟ لا يمكنك أن تنساني"

تدحرج السلاح على الأرضية الخشبية من يده و ظهر أمامه فوق كتفي تلك المرأة الجميل وجه فتاة صغيرة تبتسم بأسنانها المتساقطة و غرتها القصيرة ترتاح على جبينها و وجنتيها..... فتاة صغيرة براقة لا شك لكنه لم يرها أبدا مجددا منذ رآها أمام منزلهم غارقة في دمائها وتلفظ آخر أنفاسها الضعيفة البريئة!!
تقدم نحوها مشدوها تماما..ينبض قلبه بين ضلوعه أسرع من سيارة دفع رباعي...كل ما استطاع التفوه به بصدق كان فقط بضعة كلمات..و يالها من حروف صغيرة كافية للتعبير عما جال بداخله...

"شيرين يا حبيبتي الصغيرة!!"
تلألأت العبرات في مقلتيه حين بسط ذراعيه واستقبل جسدها الصغير داخل صدره بين ثنايا قلبه الفارغ...
أطبق عليها بكل قوته حتى شعرت كأنها قد سُحبت لعالم آخر لا يوجد به إلا كليهما وحسب..

كانت دليلة تقف في مكانها، تطالعهم ببلاهة كما لو كانت تشاهد عرضا دراميا من نوع راقي.
لم تستغرق مدة طويلة إلا وقد عرفت و تيقنت أن المرأة التي أمامها الآن لابد أن تكون "شيرين العمري" شقيقة عادل التي حدثها الرقيب عنها و عن شكوكه حول موتها واختفاء جثمانها!
لاحظت التشابه بينها و بين الفتاة التي رأتها في الصور لكنها فشلت في إدراك سبب كونها على قيد الحياة.....فحسب تقارير قضيتها كانت قد تعرضت للاستغلال الجنسي على المدى الطويل ثم القتل عن طريق طعنها خمس طعنات!

رأتها تنظر إليها بعدما انتهت من عناقها مع شقيقها وتبتسم بغرابة...كما لو كانت تتفحصها وتقيمها.
تقدمت نحوها بخطوات سريعة متحمسة والتقطت كفيها هاتفةً "أنتِ دليلة صحيح؟ لماذا تبدين امرأة عادية للغاية؟"
رمشت الأخيرة عدة مرات كمحاولة لاستيعاب ما يحدث....لكن شيرين لم تمهلها الفرصة وجذبتها من يديها نحو عادل سائلة ببراءة مختلقة "أنت مهووس بتلك المرأة للغاية رغم كونها غير جذابة!"

سحب عادل دليلة من مرفقها نحوه برفق وأظهر الامتعاض من سلوك شقيقته عديم التهذيب تجاهها......لم يكن بحاجة إلى الكلمات كي يجبر الآخرين على توقيره و احترامه، هو فقط يرسل إشارات مخيفة عبر عينيه لقلوب الأعداء.
لم تتوقف شيرين في الحقيقة عن تفحص دليلة لكنها توقفت عن إهانتها بالحديث بطريقة غير مباشرة انصياعا لأوامره الصامتة.....لم يخف عليها شعوره العميق بالدهشة لرؤيتها....بل هي تعتقد أنه حتى يشك فيما تراه عيناه.

حين فُقدت لم يعرف لها مكانا ولا ملجأ البتة، واشتد الأمر عليه حين صارت الشرطة تفترض اختطافها للمرة الثانية من العصابة بعدما أوهمت العائلة الثاكل أن ابنتهم ماتت!!

"منذ متى و أنتِ تخفين أمر وجودكِ على قيد الحياة عني؟!"
اخترق صوته الكئيب أفكارها..يعتب عليها بصورة قاسية كما قست عليه الأيام من رحيلها....
نظراته أوحت لها بما حمل في صدره من كمد و تعاسة لمدة لا بأس بها..ظنا منه أنها قد لقت مصيرا عصيبا و مازالت تلقاه.
لم يتلق منها جوابا واضحا عدا اعترافها أنه كان بإمكانها مقابلته منذ مدة لكنها لم تفعل....كانت عاجزة عن رؤية وجهه بلا سبب واضح "بالنسبة له" واستمرت بكل جهدها في تتبع أخباره و تفاصيل حياته عن بعد...لكنها لم تتواصل معه قط!

لماذا؟!
تساءل في نفسه بعدما تملكه الغضب من استهتارها بمشاعره و استخفافها غير المبرر بما يلقاه من عذاب كليلٍ لا نهار له إثر الحادث الذي وقع لها....إن كانت أمامه الآن في تمام العافية فبالتأكيد الرجل الذي اختفى بعدها بأيام سيكون أيضا على قيد الحياة....يترصده من مكان ما ليرى كيف يحيا بدونه..

تنهد بعمق متأهبا بقدر ما استطاع لسماع الصدمة التالية ثم تشدق متسائلا "هل أبي كذلك على قيد الحياة؟ لقد اختفى بعدما اختفت جثتكِ بأيام.."
لم يبدُ عليها رغبة في كتمان الأمر عنه، لكنها ظلت صامتة تطوي شفتيها للداخل و تنظر بنظرات ذات معنى نحو دليلة المصدومة مما تراه و تسمعه...
فهم سريعا ما تعنيه لكنه لم يحرك ساكنا و همهم لها لتتحدث غير عابئ باعتباراتها للولاء و الغرباء...في نفسه تغلب عليه مظنة أن دليلة ليس واشية، إلا أنه لا يبوح بأسراره و دواخل حياته لأي إنسان قط..فما بال مكره يذهب هباءًا أمامها؟!

"اجعلها ترحل...إن أردت معرفة الحقيقة عليك سماعها وحدك"
قالت بفظاظة و ألقت بجسدها على الأريكة ثم طالعت دليلة بعيون جارحة كتعبير أقل قسوة على أنها دخيلة لا تنتمي لهم و لن تكون.

رغم الرغبة القوية التي تملكت الأخيرة في البقاء لسماع إجابة السؤال الذي أثار جنون الرقيب لكنها آثرت كبريائها على كل مصلحة و حملت نفسها إلى الخارج بلا حجج أو خجل...فقط تركتهم و انصرفت لشأنها بعدما منحت الأخت العائدة من الجحيم نظرة مستهزئة....ستجلب عليها المصائب فيما بعد.

*********

"و ماذا بعد؟"
قال عبدالله باهتمام شديد و عينيه مصوبتين على وجه دليلة بكل تركيزه...أصابعه تلتف في دوائر عشوائية كحركة لا شعورية يقوم بها دائما حين يحتاج التفكير العميق.

نظرت حولها نظرة خاطفة بعينيها وأجابت مستطردة حديثها السابق بهمس خفيض "لا أدري فقد طردتني تلك الحرباء الحقيرة من الغرفة....و على الرغم من ذلك فقد سمعتها تقول له أن والدهم يرغب في إشراكه في مخططهم السامي...لم أسمع أكثر من هذا بعد"

ضرب الرقيب بقبضته على المكتب متحسرا وطفق يقول بانزعاج شديد "فقط لو أنكِ بقيت في الغرفة لكانت حُلت القضية من أساسها"
ألقى بصره إليها و رأى شعوره هو يظهر عليها فعرف أنه لم يكن بيدها شيء لتمكث رغم الإهانات....في كل حال كان عادل سيطيع شقيقته الحبيبة و يبديها على امرأة غريبة عرفها منذ قرابة الشهر.

زال عنه الشعور بالانزعاج فورا حين تملكه الشعور بالحماس المشتعل لتعقب رشاد العمري و ابنته اللذان يخفيان سرا قد يغير مجرى القضية بالكامل..!
ماذا لو تبين أن الرجل و ابنته ينتقمان من أشخاص بعينهم لأجل ما فعلته تلك العصابة بالفتاة حين كانت طفلة؟!
حينها سيسهل الإمساك بهم عكس القتل لمجرد الشهوة لا قوانين له...

طاف بنظره من حولهم بدقة ضابط لا تسقط من عينه قشة خارجة عن القانون....كانت هناك قشة كبيرة تعترض بصره باستمرار حتى أدركها و تبين من تكون في الواقع....
كان ذلك مسليا...أعني وقوفهم هنا في ذلك الشارع و هذا المكان بالتحديد لم يكن صدفة أو خيارا عبثي، بل كان لأجل هذا المشهد الممتع...

تقدم منها و مال نحوها حتى أمست أنفاسه المعبأة برائحة التبغ المحترق تضرب أذنها ثم طفق يقول بمكر لم تره في عينيه قط "أترين تلك الزاوية التي عن يسارك؟ بها شجرة كبيرة....لا تدققي النظر بها لكن عليكِ معرفة أن عادل يقف خلفها"
لم يسعها إخفاء دهشتها العارمة و فزعها المبرر بكل تأكيد فشهقت شهقة قوية لم يمنعها حتى كفاها اللذان يغطيان ثغرها منعا للفضائح!

"يا رب العالمين!! و ماذا سنفعل الآن؟!"
قالت بصوت كالفحيح..أو كالصراخ في وسادة قطنية بكل ما أوتيت من ذكاء جنائي كيلا يدري غريمهم أنها قد رأته و فزعت لرؤيته...بل و أنها ربما تتآمر عليه. كانت امرأة ذكية كالحمار الأهلي.

لم يتمالك الرقيب نفسه فانسلت منه ضحكة ما كان ليترك مجالا لها أمامها أبدا، لكن عبقريتها في التصرف أبهرته وجعلته يتساءل حقا كيف مازالت حية مع عادل دون أن يكتشف حقيقتها من أول ليلة؟!

راقبته يضحك بارتباك و استنكار حتى فرغ من الضحك وأجابها أخيرا دون أن تسقط آثار البسمة على وجهه "هذا هو ما نريده يا امرأة! هل تعتقدين أنني سأكون في غاية الراحة إذا اكتشف عادل أنكِ مخبرة؟"

بدى عليها المزيد من الارتباك و الاتشتت لدرجة أنه انبثق على ملامحها نوعا من تعابير الضيق و الانزعاج.....لذا لم يرَ بدا من الشرح المستفيض لكونها لم تفهم التلميحات_السهلة_التي قالها...
"أنا الآن على وشك تعنيفك والصراخ عليكِ هنا في الطريق...و أنتِ ستقومين بالبكاء وتكرار عبارات تبرئة نفسك من التهم التي أنسبها إليكِ أيا كانت..."

مسد على لحيته الخفيفة بظاهر أصابعه وأعاد النظر سريعا من حوله ثم أتبع مصوبا بصره مباشرة في حدقتيها "و حينها..عندما يقوم روبن هود بالقدوم لإنقاذك سأخبره أنك يجب أن تكوني في الأصفاد لأنكِ متهمة بجرائم القتل و التعنيف التي نُسبت إليه"

سألته تلك المرة سؤالا وجيها يحتاج لإجابة واضحة "و ما الذي سنكسبه من هذا سيدي إلا جر عادل إلى قسم الشرطة...وحينها سيدفع لي الكفالة ويسحبني للمنزل بكل بساطة"

ابتسم ابتسامة ذات معنى التقطته هي من عقله بسرعة لم يتوقعها فتمتمت متسائلة كأنها تعرف الإجابة بالفعل "هذا ما تريده بالضبط سيدي أليس كذلك؟"
هز رأسه هزة خفيفة و لم تختف البسمة عن محياه....
امتنعت عن الاستمرار في الاستفسارات وأومأت بقوة و بتعابير حازمة تعقد العزم على فعل ما بوسعها كي تنتهي من ذلك الكابوس و ترى شمس حريتها تشرق في أقرب وقت...

لم تكد تستعد للأمر حتى بدأ الرقيب بالفعل في تمثيليته العنيفة وسط الطريق...من الصراخ عليها و إهانتها و جرها و سحبها نحو سيارته! لم يرغب حقا في فعل هذا لكن إن لم يكن الأمر شديد الواقعية سيدرك الثعلب الذي يتربص بهم أنها خدعة و ينجو بفعلته إلى الأبد...بل لا شك أنه قبل أن يفعل سيحاول الحصول على ثأره من المرأة التي "أكرمها و خانته"
بدأت دليلة في المقاومة و الصياح بأنها بريئة من التهم و لم ترتكب في حياتها جريمة قتل واحدة و لو لحشرة لكن الضابط الفاسد لم يعبأ لها بالطبع فهي في النهاية ابنة ليل لا اعتبار لكلامها..

كما توقع بالفعل، كان السفاح أقل ذكاءًا و فطنة أمام المرأة التي يحب لذلك هوى في الفخ كدجاجة بلهاء وركض نحوه بأسرع ما أمكنه...يخترق الحشود و يهاجمها بشراسة لم يرَ مثلها في قاتل قط حتى نجح_بجدارة_في تحريرها من بين يديه..!
هرج الناس و ماجوا و أضحت الأنظار عليهما_عادل و دليلة_و الهمسات تتعالى كأنهما خرجا توا من باطن الأرض.
حاول الرقيب زيادة الأمور اشتعالا فأخرج سلاحه و أشهره في وجه السفاح الذي سقط في الفخ هاتفا بحزم و قسوة "ابتعد أيها الرجل الذي فوق القانون كيلا أسقط تمثال العدالة على رأسك الآن"

لم يكن من المذكور في حديثه إلا أن أشهر سلاحه أيضا في وجهه بصفاقة و جرأة لا مثيل لها أمام الحشود هاتفا باستهزاء بذيء "أرى أنك مصاب بإحباط جنسي فظيع أيها الضابط...لمَ تتحرش بامرأتي إن لم تكن هناك أنثى ترغب بك؟"

لم يستطع بعض الناس مقاومة الرغبة الملحة في الضحك بسبب ما قاله بصوت جهوري للرقيب بابتسامة استفزازية حررت الكبت المجتمعي تجاه رجال الشرطة بنسبة لا بأس بها. كانت الضحكات تتسلل بين الناس كالعدوى حتى أوقفها عبدالله بكل بساطة و ابتسامة أوسع من خاصة عدوه "الرجل الذي يقتل كل عاهرة يقضي معها ليلة هو الذي يبدو أكثر إثارة للشك"

"لمَ تقبض على الفتاة المسكينة إذًا إن كنت متيقنا أنني القاتل؟!"

تقدم عبدالله نحوه بوتيرة سريعة و قد أخفض سلاحه و واجهه بصدر غير محمي بالمرة من طلقاته ثم استقر أمامه وغمغم بنبرة كوساوس الشيطان لم يسمعها إلاهما "إن كنت تقتل الجميع إلا هي فبالتأكيد هي حليفة لك....أنا لا أقبض عليها لكن أرغب بسماع إفادتها...إلا أنها كما ترى عنيدة بطريقة تشبه الرجل الذي تعينه على سفك الدماء"

لاحظ الرقيب تلك البسمة المنتشية التي لاحت على محياه دون مواراة حين ذكر له تلك الصلة التي بينهم في الصفات وحسب...يشعر شعورا ملحا أن الرجل لا يكاد يخرج رأسه من فوهة البندقية الملقمة بحبها حتى يكون سعيدا في موقف كهذا بتلك الكلمات، لكن ذلك الشعور لم يبعث بداخله على الراحة.....فمع بالغ الأسف هو يظن أن تلك العاطفة المحرمة بإجماع بنات أفكاره متبادلة من قِبَلها كذلك!

رأى الناس سلاح عادل ينخفض ببطء و تنهيدة دليلة التي ترتعش_بالفعل ليس تمثيلا_دفأت ظهره طيب الرائحة...ربما هو دائما طيب الرائحة بسبب اغتساله من دماء الآخرين طوال الوقت..من يدري؟

"توقفي عن التنفس كإوزة تتعرض للسلخ عزيزتي و اسبقيني للسيارة كي نتبع الضابط لقسم الشرطة..."
تنفس لثانيتين و طالعها من خلفه بنظرة راسخة قوية ثم استأنف باستهتار "دعينا نثبت للرجل أنكِ تخافين من رؤية الدجاج يذبح و أنني لا رغبة لي في النساء الأموات كريهات الرائحة"

*********

ركلت الرجل بقدمها العارية فسقط عن الفراش دون مقدمات....تأففت بانزعاج وتأملته بنظرات احتقار و استصغار ثم قالت بفحش يناسب موقفهما الحالي "أنت حقا بلا فائدة...كيف تتحملك زوجتك اللعينة كل تلك السنوات؟!"

صفقت وجهها صفعة بقوة رجل يزن مائة و سبعون كيلوجراما من العضلات الخالصة قذفت جسدها_المتستر بدثار الفراش فقط_عن وضعه إلى الأرض!
شعرت بصداع في رأسها وأسنانها و إن كان هناك صداع يصيب العنق لأصابها أيضا....كانت يده قوية و عنيفة بقدر ما وجهت له إهانة في مسألة لا تغتفر عند الرجل...

تحرك نحو ثيابه و بدأ في ارتدائها بينما يرميها بحديثه اللاذع ردا على اتهاماتها "أنت امرأة أبرد من الثلوج القطبية بلا شعور....الأمر أنك تعانين من مشكلة ما لكن لا رجل على وجه تلك الأرض سيقدم لكِ أفضل مما قدمته"
بدأ يضحك عليها مستهزئا و يستطرد حديثه بالسباب الفاحش و التعبيرات المنحطة عنها و عن نفسه.......كان ظهره باتجاهها وهو يغلق أزرار قميصه لذا لم يشعر بحركتها الشبحية على الأرض من خلفه!
لمع أمامه نور برق للحظة واختفى....حينها فقط التفت خلفه ليتلقى طعنة قوية تمر عبر حنجرته و حلقه إلى شدقه تشقه نصفيه و صوتها الناعم الذي أغواه ليأتي إلى هنا في المقام الأول ينسدل على روحه في الرمق الأخير بدلال أكثر رعبا من المنازل المسكونة...
"بلى هناك رجل وحيد هو أفضل منك...فقط هو يمكنه أن يروي ظمأي الذي دام تلك السنوات كلها..لكنني أبدا مهما يكن لن أذهب إليه"

Continue Reading

You'll Also Like

2.3K 150 19
تجمع بين كذا تصنيف فهي مزيج بين المغامرة و الفانتازيا
6.5K 1.1K 25
عزيزي القارئ، قبل أن تبدأ في أي شيء أو تقرأ حرفًا قادمًا عليّ أن أحذرك: ستلغي معي كل قواعد العالم والمنطق التي قضيت سنينك الخمسمائة في تعلمها، فهنا...
8.2K 147 3
عندما تقتطع لأحدٍ عهدًا، فإنك تلزم نفسك .. إما الوفاء أو الجزاء فماذا تفعل إن قُطعت كل سُبلك وأُغلقت كامل طرقك في سبيل الوفاء بهذا العهد؟ أتستسلم للس...
10.6K 1.3K 6
أنباءٌ عاجلة: لا زال البحث جارٍ عن الكاتبة ندى الشحات، تلك الشابّة المصريّة ذات العشرين عامًا التي اختُطِفَتْ منذ أسبوعٍ على يد شابٍ مقنّع وأربع فتيا...