هاري
" هاري ... " قال فجأة و بينما كنا في طريقنا الى السجن لمقابلة ذلك الرجل
" ماذا ؟ لست مضطرا للمجيئ معي جورج "
" لابأس كنت فقط اود تذكيرك بشأن وضع خطة مع قادة الجيش "
" اوه بلى ... شكرا لك "
" لماذا تماطل ، قد يهجمون علينا في اية لحظة "
" هذا ليس من شأنك اعلم جيدا ما افعله " أجبت لكنه قد قرر الذهاب معي ، كنت قد قررت ان امر لألقي نظرة على بقية السجون خاصة اني سمعت ان عددا من السجون قد بدأت تمتلأ بالسجينات ، في ذلك المكان و بينما كنت اتحدث و رئيس السجن سمعت صوت فتاة منادية باسمي و قد كان صوتها مرتعش ، اقتربت من تلك الزنزانة لاجد فتاة شابة خلف احدى القضبان تمد لي يدها
" ارجوك انقذني " قالت
" ما الذي فعلته لتعاقبي بهذا السجن ؟ "
" لا شيئ ، لقد ظلمت ، حبيبتك هي من ظلمني "
" حبيبتي ؟ اتعنين ساره ؟ كيف ذلك "
" قالت انه يجب علي ان اتجند ، لازلت مراهقة و بسببها قد دمر زواجي "
" هل أنت متزوجة؟ "
" لا ، لقد كان سيكون زواجي منذ اسبوع لكن بسببها قد تحطم كل شيئ"
" هل رفضت التجنيد ؟ "
" بلى و لدي كامل الحرية في ذلك "
" احقا انك لم تفعلي شيئا؟ لا اعلم لكن اثق ان ساره قد اتخذت القرار الصائب " أجبت ليأتي مارك
" ساره لم تسجنها ، انا من فعل ذلك ..." قال
" و بأي حق تفعل ذلك يا فتى "
" لقد تطاولت على الحاكمة حينها و قد كان علي ان اعاقبها ، لقد كنت اعرف الحقيقة التي كانت هي تجهلها ، ساره تستحق الثناء لشجاعتها ، فتاة نكرة و سخيفة مثل هذه لا يجب ان تستخدم تلك الصيغة المبتذلة في الكلام مع ساره ، لكن رغم ذلك ساره قد امرت بمسامحتها لكني لم اقبل بذلك ، انا مستعد للعقاب ان كنت تنوي معاقبتي هاري ، لكن لست نادما "
" اوه هكذا اذا ، لابأس اذا " قلت ثم اشرت الى الحراس ليأخذوا مارك الى السجن
" يا فتى ، لا تملك الحق في فعل ذلك القانون يطبق على الجميع هنا ، هيا اطلقوا سراح هذه الفتاة " قلت ، كانت تبدو سعيدة بذلك ، حتى انها اسرعت نحوي ثم امسكت يدي لكني دفعتها عني ثم أخرجت منديلا لأمسح كفي يدي
" كيف تجرأين على لمسي " همست لتختفي الابتسامة من على وجهها ثم فجأة صارت تنظر لي في خوف و كأني قاتلها
" لا تسعدي بذلك ، ستعيشين ما تبقى من حياتك مجرد نكرة و مثيرة للشفقة ، امقت الفتيات امثالك ، اثق في اي قرار تتخذه ساره ، و لو كنت شاهدا على ما دار بينكما من حوار لاستمتعت في تعذيبك لكن لحسن حظك لا املك دليلا و لا اريد ان اضيع وقتي الثمين معك "
قلت ذلك ثم تركتها تقف كالصنم لاتجه الى احدى الغرف الاخرى و التي كان بها ذلك الساحر ، كان ممددا على الارض لم يلحظ وجودي
" هيا ... اقتله ..." همس ذلك الصوت بداخلي لوهلة ظننت انها عال ، عال لدرجة ان ذلك الرجل قد سمعه فقد استيقظ فجأة
" مرحبا " قلت لكنه ظل شارد النظر لي
" لا يحب المجرمون عادة رؤيتي ابدو كسفاح مجنون في نظرهم ، سيكون من دواع سروري ان ارعبك ، سأقدم نفسي اولا ، هاري ... هذا هو اسمي ماذا عنك ؟ "
قلت لكنه لم يجب
" حسنا اذا ، انت هو والد ذلك الرضيع الذي وجدناه بجحركم ؟ "
" هذا صحيح "
" اتشعر بالندم؟ "
" لا "
" لما فعلت ذلك ؟ "
" كان ليموت شهيدا ، على الاقل بموته ستتنحى انت و لن تكون حاكما ، ستموت و نعيش في سلام "
" هل استحق ان يموت طفل بريئ بسببي ؟ ثم لما تستخدم مصطلح شهيد ، اتعلم معنى تلك الكلمة ؟ اياك ان تدنسها امثالك لا يجب ان يتحدثوا عن الشهداء ابدا على اية حال سآخذك في جولة معي " قلت لتتسع عيناه حينها ابتسمت ثم اشرت للحراس لاخراجه
كانت ساحة السجن شاسعة و قد كان المكان المناسب لانفذ انتقامي من ذلك الرجل كنت ق استدعيت بقية السجناء ليشاهدوا ما سيحدث و قد اجبرت مجموعة من المشعوذين على تنفيذ ما سأطلبه ،
***
ساره
" لا اعرف السبب حقا لكني لا استطيع تركك ، اه اشعر بالقلق حقا ماذا سيحدث لك ؟ ماذا ان كان ما توقعه هاري صحيحا و ان والدك كان قد اقدم على قتلك و تقديمك كقربان؟ ايجب ان تعيش حياتك بميتم؟"
قلت و بينما كنت انظر لذلك الطفل الذي كان نائما على السرير لقد مر يومان بالفعل لم اغادر للعمل ، لقد جعلت سالي تهتم بعملي الا ان نجد حلا فيما يخص هذا الرضيع و حتى مارك قد اختفى فجأة
كانت الساعة العاشرة ليلا حين قررت البدأ في كتابة رواية ما لقد مر وقت طويل منذ ان كتبت فصلا من رواية ما لكن هذه المرة كنت قد بدأت بسرد حكاية شاب يدخل مكتبا مهجورا لأول مرة ليجد به كتابا ما ، ذلك الكتاب الذي سيغير حياته للأبد ليصبح جزءا من لعنة مجهولة المصدر بالنسبة له ، كنت منهمكة في تخيل بعض الاحداث للرواية لدرجة اني لم انتبه لهاري الذي عاد الى غرفة البيانو ، فجأة اقترب نحوي ثم ألقى بمجموعة من المفاتيح على المنضدة حينها قد استفقت من شرودي و رفعت رأسي تجاهه لأصعق بمنظر الدماء التي كانت تلطخ قميصه الابيض
" ما الذي فعلته هذه المرة ؟ " قلت في غضب
" لا داع للقلق انه نبيذ عنب احتفالا بانتقامي لذلك الطفل "
" من كان والده ؟ "
" انه احد المشعوذين ، ذلك الوغد كان على وشك قتل ابنه الوحيد دون شفقة هذا العالم القاسي من انى لأكون شخصا لينا في هذه الحياة البقاء للاقوى ساره الطيبة وحدها لن تنفع ابدا
" هل قتلته ؟ "
" لم افعل أقسم لك اني لم اقتله بيدي لكني تمنيت لو اني فعلت ، لقد جعلته يشرب من نفس كأس العذاب الذي اراد ان يذيقه لابنه ، جعلت المشعوذين يقومون بالتقوس عليه الى ان مات لقد انقلب السحر على الساحر و لن اسمح لك بالدفاع عنه "
" لن افعل ، انا لن اعارضك هذه المرة "
" لقد مر يومان ساره ، لم تغادري الغرفة خلالهما ، ربما قد احببت لعب دور ربة البيت " قال مبتسما
" ما الذي سيحدث لذلك الطفل الآن ؟ "
" ماذا برأيك ؟ لقد صار يتيما "
" لنتزوج و نتبناه ، اعلم ... الوقت غير مناسب لقول هذا لكني اريد ان اتبناه ، اريد انقاذه فقط "
" لقد علمت انك ستقترحين ذلك و قد كنت افكر في نفس الامر ايضا ، اعترف ان ذلك الطفل جعلني اشعر بشعور غريب لأول مرة ، ربما لا اريد ان يعيش ما عشته انا لذلك كان علي انقاذه ربما لن يسامحني حين يكبر و يعلم ما فعلته لوالده "
" لقد بدأت في كتابة رواية جديدة ، لم استطع المقاومة هاري ... كانت لدي فكرة ما و قد كان علي كتابتها ، لا اريد ان يعيش ذلك الطفل تحت لعنة الريشتان لذلك قررت استخدام ريشة اخرى ، اردت كتابة رواية هو بطلها اردته ان يعلم الحقيقة حين يكبر يجب ان يعلم ما حدث مع والداه ، اريده ان يعلم ما فعلناه و عن فلسفتنا ، عن اختلافاتنا و عن اهدافنا فأبطال الروايات عادة هم من عانوا الكثير و ذلك الطفل المسكين قد عانى منذ ان ولد انه يستحق ان تخلد قصته ايضا