بيـن أزهـار الساكـورا || Betw...

By Nagham_Ali

2.4K 595 417

~ كنتُ لكِ مثل خاطرةٍ مُبهمةٍ ليس هناك داعٍ لحل لغزها، بيد أنكِ كنتِ لي الخَاطرة والفِكرة والإلهَام. ~ = من ت... More

~ مقـدمـة ~
~ مـدخـل ~
[1]
[2]
[3]
[4]
[5]
[6]
[7]
[8]
[9]
[10]
[11]
[13]
[14]
[15]
[16]
[17]
[18]
[19]
[20]
[21]
[22]
[23]
[24] الفصـل الأخيـر.
~ خلـف الكـواليس ~

[12]

66 21 21
By Nagham_Ali

"استعدي للقيام برحلة عمل إلى مدينة هيدا، ستُقابلين عميلة هناك."
أردفتْ السيدة آن لرين بعدما طلبتْها لمكتبها، حاولتْ رين الاعتراض بقولها: "لكن لماذا لا تحضر هي إلى هنا؟"
- لديها ظرف منعها من الحضور.
= لكن.. إن هيدا بعيدة عن هُـنا و...
- أتقولين أنكِ لا تستطيعين إنجاز هذه المهمة؟
= لا بالطبع يُمكنني...
- إذًا انتهى النقاش. ستجدين التفاصيل في ملفٍ على مكتبكِ.

خرجتْ رين بغضبٍ مكتوم، لم تستطع الاعتراض أكثر. هي حقًا تشعُر بالاضطهاد في هذا المكان، بدا وكأنَّ السيدة آن تُوكل إليها المهام الصعبة عمدًا.

لكنها حاولتْ النظر إلى الجانب الإيجابيّ، هذه المهمة بالغة الأهمية، إن كانتْ لا تراها بالكفاءةِ اللازمة لمُقابلة العميل والحصول على كافة المعلومات اللازمة منه بخصوص التصميم الذي يرغب به، لم تكُن لتوكلها لها.
ومن هذا المُنطلق راحتْ تُشجِّع ذاتها على المُضيِّ في الأمر.

أتاها اتِّصالٌ من هاروكي، أجابتْ: "مرحبًا!"
وصل لها من الجانب الآخر صوته الهادئ: "مرحبًا رين! هذا أنا، هاروكي."
= كيف حالك؟
_ بخير، ماذا عنكِ؟
= بخير كذلك.
_ هل أنتِ مُتفرِّغة غدًا؟
= نعم.. ااه أقصد لا، عليَّ تدبير موعد مع أحد العملاء والذهاب إلى حيث هو؛ لذا سيستغرق ذلك وقتًا.. أعتذر حقًا.
_ لا بأس في ذلك. يمكننا الالتقاء في وقتٍ آخر.
= نعم بالطبع، دعنا نفعل.

كان يتحدَّث بنبرةٍ هادئة تُغلِّفها لمسة حزن؛ لذلك لم تستطع تحديد ما إن كانتْ تلك طبيعته أم أنَّه قد شعر بالخَيْبة. لكنها استبعدتْ الأخير؛ إذ أن لا سبب لديه للشعور بذلك.

حينما عادتْ إلى المنزل قرأتْ ملف العميلة الذي استلمتْه، عروسٌ أخرى.
حينما تتذكر خَيْبة المرة السابقة يُصيبها الفتور، لا تُريد أن تذهب. لماذا ستذهب وتستقي المعلومات إن كانتْ لن تُصمم فستانها على أيِّ حال، أليس حريًّا بالمديرة آن أن تفعل!

صرختْ صرخة قصيرة ناقمة علَّها تنفِّس عن غضبها قليلًا، ثم تنفَّستْ الصعداء ببطءٍ واتصلتْ بالعميلة تحدد معها موعدًا غدًا.

في الصباح أخذتْ سيارة دار الأزياء من الجراچ هناك وانطلقتْ في رحلتها.
كانتْ رحلةً شاقةً وطويلةً، وهي ليستْ مُعتادة على القيادة. على الرغم من حصولها على رخصة لكنها تذهب إلى العمل إما بالمواصَلات العامة أو طلب سيارة أجرة.

وعلى عكس العروس الأولى، فالعروس الثانية كانتْ تتسم بالحِدَّة والجُرأة، كانتْ ستُقيم عُرسًا فخمًا وهائلًا، كما وجلسة التصوير في قصرٍ عريقٍ.
طوال حديث رين معها وعقلها يُحاول ربط الأفكار وجمعها معًا وطرح تصميماتٍ أوليَّة.
هي تعلم أن لا جدوى من الأمر، لكنها باتتْ عملية تلقائية يقوم بها عقلها.

حينما انتهيتا من الحديثِ ابتسمتْ رين ابتسامة مُطمْئِنة، تُخبرها بأنَّ الفُستان سيكون أجمل مما في خيالها حتى. ثم استأذنتْ بالرحيل لتتمكن من الوصول إلى طوكيو قبل حلول الظلام.

كان الهواء البارد يقرص جسدها من حينٍ لآخر على ذلك الطريق المُعبَّد إثر فتحها التام للنافذة، وعلى أنغام Fujii Kaze حاولتْ مُجاراة تلك الحالة الشعورية. فكَّرتْ بتسجيل ڨيديو لها، ففتحتْ الكاميرا وأسندتْ الهاتف على المقعد بجانبها، بعدما فتحتْ سقف السيارة لإضفاء بعضًا من المِثالية على الأجواء.

لكنَّ تلك المثالية لم تدُم طويلًا، حينما أبطأتْ السيارة بينما تُصدر أصوات احتكاكٍ غريبة، ثم فجأةً توقَّفتْ عن الحركةِ نهائيًا.
كان بعض الدخان الذي يكاد يكون مرئيًا يتصاعد من الأمام، لذا على الأغلب أنه المُحرِّك.
لم تعرف ماذا تفعل، ليس لديها رقم ورشة صيانة، ويبدو من الطريق المُقفِر أمامها أن لا سبيل لوجود واحدة قريبًا.

مع ذلك فقد انتظرتْ لبعض الوقت لعلَّ سيارة تمر وتأخذها في طريقها، إلا أنَّ ساعتين مرتا ولم ترَ أي واحدة.

بدأ الظلام يتسلَّل شيئًا فشيئًا عبر الغيوم، والشمس شارفتْ على الاختفاء، وهي ما تزالُ واقفة على مسافةٍ من السيارة يلسعها الهواء الليليّ.

لم ترغب في البقاء في السيارة رغم ذلك خوفًا منها أن تنفجر أو شيء من هذا القبيل، فالمُحرِّك ما يزالُ يتصاعد منه الدُّخان.

حينما يأستْ يأسًا تامًا ظنتْ أن الاتصال بأحدٍ ليأتي ويُقلّها هو الحل المِناسب، وكان هاروكي في مقدمة سجل الاتصال. تردَّدتْ لثوانٍ قبل أن تضغط على زر اتصال، وهو بدوره لم يتأخر كثيرًا في الرد.

_ مرحبًا!
= هاروكي.. أنا آسفةٌ لكن هل يُمكنك أن تأتي وتُقلّني؟ لقد تعطَّلتْ السيارة فجأةً في مُنتصفِ الطريق.
_ أين أنتِ؟
ألقتْ نظرةً فاحصةً حولها وبحثتْ عبثًا عن لافتةٍ أو أيّ شيءٍ يدل على مكانها.
= لا أعلم حقًا.. الطريقُ فارغ.
_ إذًا أرسلي لي موقعكِ في رسالةٍ، سآتي على الفور.
= حسنًا..

أغلقتْ الهاتف وفعَّلتْ الموقع ثم أرسلتْه إلى هاروكي، كانتْ في منتصف المسافة تقريبًا بين هيدا وطوكيو. مع ذلك لم يستغرق هاروكي الوقت الذي توقعتْه ليصل إليها.

ترجَّل من السيارةِ واتخذ خطوات واسعة نحوها وأردف ببعض القلق: "هل أنتِ بخير؟"
أومأتْ بالإيجاب لكنه تابع: "لا شك أنكِ تشعرين بالبرد، لمَ تقفين في الخارج؟"
= فقط كنتُ خائفة من البقاءِ في السيارة.
_ حسنًا، دعينا نذهب نحن وسنُحضر أحد ليُصلحها.
أومأتْ ثانيةً واتخذا طريقهما نحو سيارته. شعرتْ رين بالدفءِ يُغلِّفها ويحتوي جسدها بالكامل حالما دخلتْ السيارة وأغلقتْ الباب، فاستندتْ على الكُرسيّ وأغلقتْ عينيها باستكانة.

فتحتْ عينيها ثانيةً عندما بدأتْ السيارة بالتحرك، واعتدلتْ في جلستها.
_ يمكنكِ الاستراحة إلى أن نصل إلى طوكيو.
= لا بأس، أنا بخير.
_ هل يتضمن عملكِ الذهاب إلى بعيدٍ هكذا لمُقابلةِ العملاء؟
= حسنًا، إنها حالةٌ نادرة.
_ ولمَ تم إرسالكِ وحدكِ مع قطعة الخردة تلك؟
= لنقُل أن المديرة تضطهدني.
قهقهتْ في نهايةِ حديثها بينما هاروكي كان مُنزعجًا لأجلها، تبدو مُرهقة وعيناها ذابلتان.

_ ألا يمكنكِ ترك العمل في ذلك المكان؟
= هاه!
_ أعني أنتِ مصممة أزياء ذات خبرة، ولديكِ ملايين المُتابعين، أي ما تحتاجينه للبدء.
= ما زلتُ لا أمتلكُ الشجاعة بعد. لقد فكرتُ في الأمر مراتٍ عديدة، لكن التفكير وحده لا يكفي.

أشاحتْ ببصرها للنافذة بجانبها وزمَّـتْ شفتيها بإحباطٍ، في الواقعِ لقد كانتْ وحيدةً أيضًا، لم يكن هُـناك مِن أحدٍ قد تكتسب الشجاعة منه، ولم يكن هُـناك مِن أحدٍ يهتفُ لها.

_ القفزةُ الأولى نحو المجهولِ مُخيفة، صحيح؟ خاصة حينما تكونين وحدكِ تمامًا..
أتاها صوته الهادئ فعادتْ تُبصره. إنه يفهم الأمر جيدًا، إنه يصل إلى عمق الشعور ويقتلعه من جذوره، تمامًا مثله.

_ سأكون إلى جواركِ، يمكنكِ القفز بشجاعةٍ وقتما تشائين.
أنهى حديثه بابتسامةٍ لها، وسرعان ما عاد ببصره إلى الطريقِ ثانيةً. ظلَّتْ مُتعلقة بملامحه لفترةٍ، وجملته تتردد في قلبها، تحفر لذاتها أثرًا هناك.

عادتْ ببصرها نحو النافذة وزمتْ شفتيها ثانيةً، لقد خاضتْ هذه العلاقة بغرضِ استغلاله فحسب لكنه يُحاول الارتقاء بها. يجعلها تكره ذاتها بشدة في هذه اللحظة.

أصدرتْ معدتها صوتًا مُضطربًا مما أصابها بالإحراج، إنها دومًا ما تشعُر بالجوع في أوقاتٍ غريبة.
قال: "ألم تأكلي شيئًا طوال اليوم؟"
ردتْ بإحراج: "نعم."
= يا إلهي! كيف تُهملين ذاتكِ هكذا؟!"
كانتْ نبرة صوته أعلى من المُعتاد، لم يكُن يصرخ لكنها ليستْ نبرته الهادئة.

توقف بالسيارةِ وخرج. مسح المكان بعينيه، تقريبًا منطقة مهجورة ليس بها شيء.
عاد للداخل ثانيةً وتنهد، بعد لحظاتٍ أشار إلى خِزانة السيارة الصغيرة المواجِهة لمقعدها وقال: "ستجدين هُناك بعض الحلوى، يمكنكِ تناولها."
ولكن تلك الحلوى لم تكُن سوى كيس كبير من المصاصات مما جعلها تضحك.

= أنتَ مُغرم بهذا النوع من الحلوى على ما يبدو!
_ من الصعب أن يتخلَّى المرء عن عاداته بسهولة، كما أنني لا أريد التخلِّي عنها.
= لماذا؟
_ لأنها الشيء الوحيد الذي يُذكُّرني بذلك الشخص.
= بقولك "ذلك الشخص" تقصد فتى أم فتاة؟
_ فتاة.
أزالتْ رين الغلاف عن المصاصة وتابعتْ أسئلتها تتظاهر بالاعتيادية: "أهي الشخص الذي تبحث عنه؟"
_ نعم.

= هل تحبها؟
ابتسم وهو ما يزالُ ينظر للطريقِ المُظلم وقال: "من يدري؟"
لوتْ شفتيها بعدم رضا من إجابته، وما زاد من امتعاضها هي ابتسامته التي لم تُبارح وجهه.
هل يظن أنها تسأل لكونها تشعُر بالغيرة أو ما شابه؟ هذه الفكرة التي جالتْ في خاطرها.

أوقف السيارة على حين غُرة وناداها بهدوء: "رين!"
التفتتْ بجذعها نحوه، نظر إليها وتابع:
"هل تريدين القدوم لمنزلي؟"

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

القفزة الأولى نحو المجهول مُخيفة، صحيح؟
خاصة حينما تكون وحدك تمامًا..

Continue Reading

You'll Also Like

1.8K 199 11
"عندما تغيب العدالة و تصبح الجريمة تحت حماية القانون و حينما توضع الضحية خلف القضبان بينما المجرم حراً طليقاً فذلك يعني أن هذا وقت ظهور لوسيفر"
1.6M 32.2K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
111K 4.5K 61
أحيانًا يخلو الغَمام مِن نُدَف الثَّلج قبل أن يبلُغ التَّساقُط أشدَّه، كذلِك تنقطِع الأفكارُ أحيانًا فلا تُكلَّل القصَّة بالاكتِمال. هُنا سأمنَحكم كل...
572K 18.5K 34
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...