سالي
" ألن تخبرها بحقيقة تلك العجوز ؟ لقد كانت بطلة قصتك ، ستغضب ساره ان علمت بأن تلك السيدة كانت فتاة الغاب " قلت و بينما كنت أجلس الى جانبه
" لن أخبرها ، من الأفضل ان لا تخبريها انت ايضا سالي ، اثق انه لولا حدوث ذلك لما امتلكت ساره الشجاعة للتغيير ، لطالما كانت فتاة تفضل الهدوء في كل شيئ أخير قد حصلت على نصيبها من الأحداث المجنونة من الجيد ان تعلم حقيقة هذا العالم الذي نعيش به ، لن أتدخل و سأتركها تتخذ القرارات بمفردها ، منذ ان وافقت على توليها منصب وزيرة العدل صارت تتخذ قرارات جريئة و قد بدأت بالقاء اوامر بالقبض على عدد من القضاة "
كنا باحدى الحفلات التي أقامه كاتب مسرحي مشهور ، بذلك المسرح كان الحضور يجلسون بمدرجات تحاوط الركح و قد كان هناك مكان مخصص للنبلاء بالقمة لكن و بسبب هاري أمر بأن جلس النبلاء بالمدرجات العادية مع عامة الشعب و الغريب انه ايضا اختار احد المقاعد التي كانت بالمنتصف و مع عامة الشعب لم اكن اعلم كيف غابت عنه فكرة انه قد يتم قتله أو ربما قد وضع خطة ما فعقله كان دائما ما يضع خططا احتياطية
" هاري ... ساره تطلب ان تحدد اجتماعا معك غدا " قلت و بعد ان قرأت رسالة بهاتفي
" أخبريها أن تأتي الليلة ، الساعة الواحدة ليلا بغرفة البيانو "
" لكن ... هي تنوي التحدث لك كوزيرة لا كحبيبة "
" اخبريها بما قلته سالي ، ساره الشخص الوحيد الذي يمكنني التحدث له من دون وضع احد تلك الاقنعة التي اعدت وضعها ، كما ان غرفة البيانو تجعلنا نتحدث بصدق "
" حسنا سأخبرها بذلك "
***
ساره
" لابد أنه حديث شخصي بينكما .... لما يجب أن أكون جزءا من اجتماعكما ساره ؟ " قال مارك و الذي كان ممددا على السرير بغرفة البيانو ، كانت الساعة الواحدة الا دقيقتان
" هذا اجتماع عمل و كونك مساعدي يجب ان تكون موجودا الى جانبي ، كنت لأحضر روميو لولا انه مشغول مؤخرا "
" أنت غريبة حقا ، من الجيد ان يعترف المدراء ان مساعديهم مشغولون ايضا و لهم حياتهم الخاصة ، اتعلمين ان نسبة ..."
" توقف ، لا اريد سماع محاضراتك الآن "
" لكن ، لا يمكني مساعدتك هذه المرة ساره أنت تنوين اقتراح تعديل في قانون هو الاهم بالنسبة الى هاري و لن استطيع اقناع ذلك الرجل العنيد كما تعلمين لا يمكنني مجارات عقله ، انه عبقري حقا ، و طرق تفكيرنا مختلفة ، فهاري يرى دائما الصورة الشاملة من الأشياء و يستطيع رؤية جميع الاحتمالات ، اخيانا اشك في قراراتي فأنا لا استطيع التفكير بطريقة منظمة مثله "
" لا داع للقلق ، طريقة تفكيري و هاري متشابهة الى حد ما كلانا يستطيع رؤية الاشياء من جميع الزوايا و هذا ما حعلني املك من الجرأة ما يجعلني أطلب منه ان نعدل ذلك القانون ، القانون الذي وصفت هاري بالجنون بسببه "
لم اكد انهي كلامي ليفتح الباب فجأة ثم دخل كل من هاري و سالي
" لابد أنكما قد وصلتما باكرا ، لم أتأخر أليس كذلك ؟ " قال ليقترب من المكتب ثم جلس
" كالعادة أنت دقيق في مواعدك ، لكن لماذا اقترحت اللقاء بغرفة البيانو؟ " قلت
" لأنها كانت في طريقي و لم ارد قطع مسافة أكبر للذهاب الى المكتب ، هذا ليس مهما الآن لما طلبت رؤيتي ؟ "
" أريد ان يتم التعديل في احدى القوانين " قلت ذلك في ثقة لكنه صمت برهة ثم أجاب
" و ما هو القانون ؟ "
" قانون الاعدام ، ارى انه يجب ان يعدل يمكننا تبديله بالسجن المؤبد "
" و هل سيقبل الشعب بهذا ؟ "
" ارى انه الصواب "
" و هل من العدل ان يسجن قاتل مدى حياته ؟ بصراحة ارى انه يجب ان يعدم القاتل لا نقاش في ذلك ، هذه وجهة نظري في نهاية الأمر "
" أود موافقتك على اقتراح ذلك التعديل فقط ثم الشعب وحده من يقرر "
" حينا لا مانع عندي لكن ... أود اخبارك بشيئ واحد فقط أنت لم تجربي معنى ان يقتل احد عزيز على قلبك و لو كنت قد جربتي ذلك لما خمنت بتعديل ذلك القانون"
" من نحن لنقرر موت ذات بشرية ؟ وحده خالقها من يمكنه التحكم في حياتها من عدمه الموت و الحياة بيد الخالق فقط "
" هذا صحيح ، اتفق معك ، لكن في الكثير من الديانات ايضا الاعدام يجوز تطبيقه "
" هذه الارض بها العديد من الديانات هاري "
" هذا صحيح ايضا " قال ليخرج هاتفه ثم فجأة بدأ يجري اتصالا لوهلة ظننت انه سيطلب من احد مساعديه ان يبدأ في اخبار الجميع عن اقتراحي لوهلة ظننت ان التفاوض مع هاري صار سهلا لقد علمت منذ البداية انه لن يقتنع بسهولة لكن اعترف اني قد تأملت و لو للحظات انه قد اقتنع بكلامي
" أعتذر لكنه اتصال ضروري " قال " سيد والتر ... الليلة و بعد ربع ساعة سيتم قتل جميع النبلاء بالسجن و من بينهم والد الآنسة ساره ، اقطعوا رؤسهم جميعا "
***
مارك
" مهلا أنت لا تمزح اليس كذلك ؟ " همست في صدمة ، لم اصدق ما قاله هاري للتو فجأة اتجهت الانظار الى ساره و التي بدت هادئة و هي تنظر الى هاري بنظرات حادة هي ايضا قد كانت تشعر بالصدمة مما سمعت و قد بدا ذلك عليها فهي لم تحرك ساكنة ، ضلت تقف كالصنم دون حراك بينما و على الجهة الاخرى كان هاري الذي بدأ في اشعال سيجارة بعد ان انهى اتصاله
" أعتذر على مقاطعة الاجتماع لنكمل ذلك ، اذا هل سأسجن الآن ساره ؟ أوه ايضا انا لا امزح تعلمين جيدا اني شخص جاد و سيموت والدك فقط لأني اريد ذلك أنا مختل و مجنون ،أخبريني ماذا ستفعلين الآن ؟"
" انت لن تفعل ذلك ... لهذا توقف عن التقليل من شأن اقتراحي و لا تحاول استفزازي " قالت ساره و قد تعابير وجهها تتغير و تصبح اكثر جدية حينها وقفت من على السرير ثم اشرت لسالي كي نغادر الغرفة ، كنت اعلم انه يجب ان يتحدثا على انفراد ، اقتربت من الباب لأفتحه لأتفاجأ برصاصة تخترق جسدي النحيل و اذا بي اسقط على الأرض في لحظات و انا لا ازال تحت وقع الصدمة ، رفعت برأسي الى هاري و الذي كان يحمل سلاحه و الذي كان مصوبا نحوي ، كان يبتسم بينما ينفث دخان السجائر ، كانت سالي أول من هرول نحوي اما ساره و من شدة صدمتها ضلت واقفة بمكانها و بعد ان سقطت حقيبتها من بين يديها
" ها قد مات اثنان الآن ما رأيك ؟ أيجب ان اسجن او اعدم ؟ ان كان الامر بيدك ساره ... والدك و صديقك المقرب كيف ستنتقمين مني الآن ؟"