" ما الذي يجب فعله الآن برأيك ؟ سيموت قريبا ، خذي يمكنك فعلها ، انتقاما لعائلتك هذا المسدس يمكنك استعماله لقتل الملك سأحميك من أية تبعات قانونية و لن يستطيع أحد معاقبتك على ذلك "
قال هاري بينما كان يمد مسدسا لسالي ، كنا عند سجن الملك و قد كنت عاجزة عن فعل شيئ لم اكن قابلة بما يحدث لكن ربما تلك هي العدالة لقد قتل الملك عائلة سالي و هاري ربما هو يستحق ان يعدم لكن و في نفس الوقت شيئ ما بداخلي يرفض رؤية ذلك ، كنت على وشك ان اغادر لكن فجأة حملت سالي المسدس حينها توقفت لقد كان يجب ان ارى ما سيحدث ، كان الملك هزيلا متعبا لقد نجح هاري في جعله يعاني و قد كان بالفعل يتمنى الموت لينتهي من ذلك العذاب ، تماما كزهرة ذابلة على حافة الموت طوال حياتي لم ارى ميتة ابشع من تلك ، اقتربت سالي من الملك و الذي كان ينظر لها بعينان متعبتان
" سيموت قريبا ، لكن أرفض ان اقتله بهذا المسدس لقد تعذب حقا لكنه لم يعذب بما فيه الكفاية ، أطالب بتحقيق العدالة ان يقيد على الارض و تدهسه العربات و أنا من سيقود تلك العربة " قالت سالي و قد كانت في عينيها شيئ من الاشمئزاز و الغضب ، و ما كان على هاري الا ان يقبل بذلك و بالفعل و أمام الجميع قد حصل الاعدام و قد ترك هاري سالي من تقود العربة لتنفذ انتقامها و بذلك اليوم مات الملك ، غريب حقا تلك الاصوات التي عالت مطالبة برحيل هاري ها هي الآن تهتف مساندة لقراراته ، لقد قبل العامة باعدام الملك و رغم رفض النبلاء الا انهم الآن الفئة المستضعفة و قد انقلب السحر على الساحر صار النبلاء لا حول لهم و لا قوة خاضعين لقرارات ذلك المجنون هاري ، دقائق مرت على موت الملك ليظهر بعدها مجموعة من الوزراء الذين كانوا في عهد الملك و قد كان جميعهم مقيدون و في طريقهم الى السجن لقد كان ذلك اليوم يوما سعيدا بالنسبة للعامة أخيرا لقد تحققت العدالة و على النبلاء ان يقبلوا بالهزيمة ، كنت أراقب كل تلك الأحداث من بعيد و لم اتدخل لكني فعلت حين رأيت أبي من ضمن اولائك النبلاء الذين أمر هاري بسجنهم ، لم اكن اعرف السبب و لم اكن اعلم حتى ان ذلك امرا منه
اتجهت الى مكتبه ثم بقيت انتظر في هدوء كان يجب ان اعرف السبب و لما قد يفعل هاري ذلك ، مرت ساعات و أنا أجلس بذلك المكان منتظرة قدومه و قد فعل أخيرا ، دخل ذلك المكتب و لم يتفاجأ برؤيتي فقط اقترب من كرسيه و جلس
" أتيت من اجل والدك ، لم اتفاجأ ، يجب ان تعلمي السبب ، و ما الذي فعله ليتلقى العقاب "
قال
" أخبرني اذا "
" كان ضمن اولائك النبلاء الذين قد خططوا للانتقلاب لقد حاولوا انقاذ الملك و قد كان يتواصل مع دول مجاورة لتساعده لعمل الانقلاب ، كان يريد ان يضمن حياة هانئة لابنته ايضا لهذا أمرك بتزوج ذلك الشاب من العائلة الحاكمة لأنه كان يعتقد انهم قد ينجحون في استعادة الحكم للملك ، قبل ان تناقشي الأمر هذه بعض الأدلة ، اعترافات من الحراس و الذين وشوا بأولائك الخونة بعد تعذيب مستمر بالسجن ، و الدليل الثاني هو ما سجل من احدى الاجتماعات و التي اقيمت باحدى القصور ، جورج كان من ضمنهم و قد مدني بذلك التسجيل و قد كان والدك هناك ايضا لم اقرر بعد ما يجب فعله ربما الاعدام ما رأيك "
***
" أرسل لي الأدلة اريد معاينتها " قالت لتقف فجأة استعدادا للمغادرة
" لن أفعل ، لما قد ارسلها لك ؟ "
" لأني محاميته ، سأدافع عنه "
" كنت لأحترمك ان تخليت عن خائن مثله "
" لا حاجة لي باحترامك سأدافع عنه و ان فشلت و اثبتت تورطه حينها سينال العقاب لأني احترم القانون و مصلحة وطني بالمرتبة الاولى دائما "
" حسنا اذا لنقم المحاكمة و سأكون حاضرا هناك ايضا و سأسعى لاثبات تورط والدك و مجموعة النبلاء تلك بصراحة كنت لانفذ الاعدام دون تفكير لكن اريد حقا ان ارى كيف ستنقذيه و الى حين وقت المحاكمة سيبقون بالسجن"
" لابأس ذلك "
" ساره ، أتمنى ان تضعي المشاعر جانبا لأني دائما ما افعل ذلك و لن اهتم ان كان والدك ام لا لأني لن اتراجع عن معاقبتك ان ارتكبت خطأ مادمت قد اخترت هذا الطريق فقد ألغيت تلك المشاعر و لم اعد بحاجة لها اتمنى ان تفعلي ذلك أيضا "
" لا تقلق لا داع لتنبيهي "
قالت ذلك ثم غادرت ، كنت قد منعت احدا من زيارة الوزراء و اولائك النبلاء بالسجن لهذا قد غادرت هي اما انا فقد اتجهت الى الزنزانة التي كان بها والدها ، كان جلس في هدوء يقرأ كتابا لكنه اغلقه ما ان ظهرت ثم نظر لي
" السجن بارد اليس كذلك ؟ أعتذر لكننا لا نمتلك الاغطية لتتدثر هذا ما شعر به الفقراء من العامة ايضا و لم يهتم اي منكم بذلك من الجيد احيانا ان توضع بتجربة كهذه ربما قد يستيقظ ضميرك من سباته" قلت
" لابد ان جدولك مزدحم لما اتيت لرؤيتي ؟ "
" قررت ساره ان تدافع عنك رغم علمها بخطأك ، أرأيت لديك فتاة قوية حقا لكنك اردت دفنها في زواج انت وحدك من سيستفيد منه "
" ساره اخبرتك اذا ، انها تحبك و قد عارضت ذلك لأني لم احبك ابدا انت شيطان"
" لا يهم لن نتحدث عن الخير و الشر الآن لكني هنا لسبب آخر أردت اخبارك اني انوي الزواج من ابنتك و لا اطلب موافقتك لكني فقط اعلمك لقد كانت الشخص الوحيد الذي لا يشبه احدا من النبلاء اهنئك لقد ربيت ابنة رائعة كما اني اريد ان اقص عليك قصة ، سأحكي لك ما حدث بيني و بين ابنتك و سأروي عليك قصتي ربما بذلك قد تطمئن من ان ابنتك قد اختارت الشخص المناسب و ربما بذلك لن تكره ساره لأني انوي ان اعاقبك عقابا قاسيا على الاقل قد تعذرها ان فشلت في مساعدتك لأني متأكد من انها لن تستطيع انقاذك مني "
" لن أستمع ، سأواصل قراءة كتابي "
" التقيت ساره بالجامعة كنت حينها في مهمة فقد كنت مصرا على حل أكبر قضية مخدرات وحدي كنت احارب مجموعات من المافيا و قد نجحت في ابادتهم لكن قبلها و كمحقق بتلك الجامعة كان يجب ان أعيش دور طالب بتلك الجامعة وقد تعمدت العيش بغرفة بسكن الفتيات بسبب ان ذلك سيساعدني على الوصول الى الطلاب المورطين بطريقة افضل خاصة ان الشبان كانوا يتداولون على تلك الغرف كل ليلة ، لقد عاشت ساره في مكان اشبه بوكر دعارة لكنها كانت مختلفة و كأنها وردة بيضاء وسط الخراب لم تمت ، التقيتها ذات مرة بالمكتبة و قد كنا نحب قراءة الكتب ، كذبت حينها قلت اني اكره فعل ذلك ككرهي لعزف الموسيقى ، وقد كانت ساره معجبة بتلك الموسيقى التي تعزف كل ليلة و قد اصرت ان تتعرف على صاحبها و بطريقة ما كشفت امري و علمت اني ذلك العازف المجهول كانت ذكية ، و في احدى المرات أتت غرفتي غاضبة قالت اني قد سرقت روايتها لم افهم ما كانت تعنيه لكني علمت انها كاتبة مثلي و قد كتبنا نفس الرواية يا لها من صدفة ، لكني ساعدتها ان تنشر أعمالها و قررت التقرب منها و مواعدتها لقد اعجبت بها بحق و رأيت فيها الفتاة المثالية التي لا تشوبها شائبة كانت رائعة ، قوية و هادئة رصينة و حكيمة و أحيانا خجولة لقد كان شهر ديسمبر الافضل لكني و مع انتهاء ذلك الشهر قد تركتها دون سابق انذار و تركتها وحدها لا تعلم ما حدث و بطريقة ما كشفت حقيقتي ، حقيقة اني محام قد دخل الكلية بغرض التحقيق ، و قد زادها ذلك اصرارا للنجاح و لتثبت انها لا تحتاجني لكنها و في الآن نفسه كان انتقاما من نفسها انها قد وقعت في فخ المشاعر و كعقاب لها قررت التفوق علي لقد كانت حالمة و طموحة و قد نجحت بالفعل و عاودت التقائها كمحامية مشهورة و قد زاد اعجابي بها ، أتعلم لما تركتها ؟ لأني كنت انانيا ، شاب قد عانى الألم لدرجة انه قد قرر ان يكون انانيا و ان يحيى من اجل حلمه و قد فعلت المستحيل لتحقيقه اتعلم ماهو ذلك الحلم ؟ ان اصير الحاكم و قد اضطررت لتخطي ذلك العدد من الارواح التي ماتت بسببي كي اصل حلمي كنت سيئا و سفاحا و قد كرهت هي ذلك لكنها و رغم ذلك كانت الى جانبي لأنها كانت تعلم حقيقتي و قصتي ، ثم يحدث و ان تلك الرواية التي كتبناها بواسطة ريشتان غريبتان قد ظهرتا في حياتنا فجأة كانت رواية واقعية قد حدثت مع شاب يدعى دانيال و الذي التقى بفتاة الغاب و قد استغل قوتها و حبها له كي يستعملها كبيدق حرب كي يحقق احلامه لكنها انتقمت و حررت نفسها لقد كانت حرة و عادلة و قد كانت ابنتك تجسيدا لتلك الفتاة و لهذا احببتها ، لقد كنت مجنونا قد افعل اي شيئ ، كل شيئ مباح في سبيل حلمي حتى اني تخليت عنها لكنها لم تفعل ، كانت ذلك الشخص الذي يقف الى جانبي و يدعمني ، ذلك الشخص الذي يتقبل جنوني ، و الاهم انها الشخص الوحيد الذي قد رأى دموعي و ألمي ، كانت قاسية و صعبة ، و لعل تلك التعابير الباردة على وجهها دليل على ذلك ، أنا يا سيدي رجل قد احترم فتاته و قد وثقت بها لقيادة دولة بأكملها و لم اهنها فقط لكونها امرأة و هي كانت مثالا لكل امرأة كانت لتقبل ان طلبت منها المحاربة الى جانبي و ذلك زاد اعجابي كنت احاول ابعادها كي لا تتأذى لكنها لازالت متمسكة بي تلك هي روح فتاة الغاب و انا لم استطع تركها مجددا لهذا انوي الزواج منها و كسر تلك القاعدة ، قاعدة معاناة ورثاء الريشتان ، كنت طفلا من عامة الشعب قد عشت الفقر و الحاجة ، ماتت عائلتي حين كنت في سن السادسة او اكثر قليلا اتعلم السبب ؟ ماتا جوعا ، بلى لم نجد ما نتناوله من طعام و لا شراب و قد كانت تلك معاناة الكثير من الفقراء ، لا انسى ابدا اني قد كنت اتجول بين منازل النبلاء باحثا عن طعام اسد به جوعي لكن احد لم يشفق علي و اهنت ، يحدث و اني قد احببت فتاة في صغري و قد كانت الابنة الصغرى للعائلة الحاكمة لكنها سخرت مني كما فعلت انت حين علمت ان ساره مقربة مني ، و رفضت ان تمنحني فرصة لكنها فجأة تغير رأيها بعد ان استطعت الوقوف على قدمي مجددا و بعد ان حضيت باعجاب فتيات العائلات المخملية بسبب عزفي و معرفتي الواسعة حينها قبلت ان تبادلني ذلك الحب لكنها و بأسرع فرصة قد خانتني و قد رأيت ذلك بعيني و قد اتهمت بقتلها و قد كنت بريئا و مظلوما أليس من حقي ان انتقم ؟ لا اطلب منك تفهم ذلك لكني مجددا اثبت اني لست الشرير بهذه الرواية و انكم انتم الاشرار ، يا من قتلتم طموح المئات من اطفال الفقراء و يا من يتمتم اطفالا و شردتم عائلات ، لقد كنت الصوت المدافع عن المستضعفين لقد كنت محام و رئيسا و طفلا قد عاني الألم قبل كل شيئ لهذا قد ماتت كل ذرة حب بداخلي و صرت اكره الكل ، لقد ملأ قلبي بالكراهية و الحقد و قد عشقت العدالة و الحرية و أقسمت ان اكون شخصا عادلا و طوال هذه الفترة كانت ساره الشخص الوحيد الذي اظهرت له حبي ، لقد استطاعت لمس ذلك الجانب العميق المظلم بشخصيتي و قد استطاعت ان تنال احترامي و حبي أخيرا سينتصر الخير ، ستنتصر الحرية و العدالة "