" أرض اورلندا "

Av Nadeen_Elf

5.9K 1.8K 194

انا الذي خشيت يوماً ان اخسرك ..!! انا الذي تشاءمت بمشاعري واعتقدت مخلصاً ان كلانا سينتهي خاسراً محطماً فكان... Mer

المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين والاخير

الفصل الثاني عشر

201 75 5
Av Nadeen_Elf

انهيوك :

صعدت على متن سفينة جيش الجنوب أتفقد ما فيها فلم أجد الكثير لكنني أمرت رجالي بسحبها نحو الميناء لنستفيد منها
وبينما كنت منشغلاً بتفقد احوال السور ليلاً وصل دونغهي عائداً من القبيلة مما جعلني استقبله متعجباً عودته بهذه السرعة

ترجل عن حصانه وتقدم مني وهو يتلفت حوله متسائلاً : كيف هي الأوضاع هنا ؟

اجبته بهدوء : كل شيء تحت السيطرة ؛ ماذا عن القبيلة ؟

همهم مبتسماً بمكر : كل شيء بخير عدا قلب اميرة في حالة من الفوضى تبحث عن زوجها فهل رأيته في مكان ما ؟

زفرت انفاسي يائساً من عبثيته وغيرت الموضوع بسؤالي : ماذا عنك ؛ لماذا عدت بهذه السرعة بدلاً من اخذ قسطٍ من الراحة ، كيف هو حال جرحك ؟

وضع يساره على كتفه الأيمن حيث جرحه متكلمة باقتضاب : انه ليس بالأمر الجلل ..

لمحت في عينيه تألق نظرة غريبة ولهفة ما كنت لأخطئها فحركت رأسي بقلة حيلة من شقيقي العابث قبل ان اتكلم بنبرة جادة : صدقاً يجب عليك البقاء في القبيلة ؛ لن تتمكن من حمل السيف بكتفك هذا ولا جدوى من وجودك هنا ..

قاطعني بيده التي ربتت على كتفي متكلماً : دعك من هذا الهراء ؛ سأبقى هنا للاشراف على المحاربين والحراسة وعد انت الى القبيلة فمكانك هناك ومكاني هنا ، يجب ان تتحادث مع الزعيم للعثور على حلٍ لهذه الغارات .

حركت رأسي موافقاً باقتناع ولم اجادله اكثر ؛ في الواقع لدي خطة ما لكنها سلاح ذو حدين ، قد تكون فيها نجاتنا وقد يكون فيها هلاكنا !
لكنني لا املك حلاً اخر لذلك عدت الى القبيلة في اليوم التالي ومثلت بين يدي والدي الزعيم اولاً وطلبت منه ان نتحدث على انفراد بعيداً عن كبار المجلس ففعلنا

نظر الي بتساؤل يحثني على قول ما لدي فتحدثت بهدوء : كما ترى فإن هذه الغارات من جنود الجنوب تؤثر على سير خططنا سلباً وهي تزداد خطورة مرة بعد الاخرى ولازلنا بحاجة للمزيد من الوقت والعمل لاتمام بناء السور

حرك رأسه موافقاً : بالفعل لقد استهلك بناء الحصن رجالنا وقوتنا مما جعل موقفنا ضعيفاً امام اعدائنا ؛ فهل لديك حل لهذه المشكلة ؟

اشرت بالايجاب وتكلمت متردداً : ماذا لو طلبنا عون جيوش الشمال ؟

رفع كلا حاجبيه متعجباً فأردفت متعجلاً لأشرح له وجهة نظري : لقد عرض علينا امبراطور الشمال الحماية ضمن بنود الهدنة لكننا رفضنا تواجدهم قرب شواطئنا من جانب الحذر
اراهم يحسنون صنعاً بحماية خط طريقنا التجاري وربما لو طلبنا بعض العون منهم لحراسة شواطئ الجزيرة وتركنا لمحاربينا مهمة بناء الحصن .

تكلم والدي مفكراً بقلق : نحن بذلك نفتح ابواب الجزيرة لجيوش الشمال ؛ كيف نضمن انهم لن يغدروا بنا ويكونوا هم الخطر على ارضنا ؟

زفرت انفاسي يعمق مغمغماً : اعلم مدى خطورة الأمر لكننا لا نملك حلاً اخر سوى الوثوق بهم ، ورغم ذلك فلن امنحهم كامل ثقتي ، سأجعل بعض محاربينا الثقات يتمركزون معهم ويدخلون بينهم لمراقبتهم عن كثب سراً وبذلك نؤمن معرفتنا بكل تحركاتهم وخططهم اذا ما فكروا بالخيانة
لا نملك حلاً احر لتوفير الوقت وبناء الحصن المنشود وحماية ارضنا وارواحنا في الوقت ذاته .

ران صمت قصير في المكان قبل ان يطلق والدي زفيراً خفيفاً معلناً استسلامه : لا يمكنني سوى الوثوق بك وبقراراتك ، افعل ما تراه صائباً .

ابتسمت بامتنان شاكراً لثقته العمياء بي ومضيت في طريقي ؛ غادرت المجلس وتوجهت نحو منزلي لأجد روزابيلا هناك تجلس امام المرآة تسرح شعرها وعلى ما يبدو انها لم تعلم بعودتي بعد !
تأملت مظهرها من الخلف وقلبي يخفق بقوة بين حب وخوف ، بقدر حبي لكِ اخشاكِ يا اميرتي فكيف اوازن بين مشاعري ؟
ماذا لو انقطع حبل الثقة الرفيع بيننا ؛ ماذا لو خذلنا والدك وغدر بنا قومك ، بأي صف ستقفين والى من ستنتمين ؟!

بكل انانية اريدها لي ؛ اريدها ان تكون معي وتقف بصفي في مواجهة العالم اجمع !
اريد ان ارمي بحمولة قلبي وعقلي عندها ؛ اريد ان ازيل هموم القبيلة التي تثقل على كاهلي وان استرخي في حضنها دون قلق او خوف ..
فهل يمكنني ان افعل ذلك ؟!
هل سيكون ولاؤك لي دوماً ؟

تنحنحت بهدوء لأجذب انتباهها الي فالتفتت نحوي بدهشة وسرعان ما نهضت من مكانها وركضت نحوي لترمي بجسدها الصغير في حضني وتتشبث بي بكلتا يديها متكلمة بغير تصديق : لقد عدت ؛ هل انت بخير ؟؟

اسدلت عيني بسكون وضممتها بكلا ذراعي دون ان انطق بحرف ؛ لقد تحدثت كثيراً وفكرت حتى التهم الصداع رأسي ، فامنحيني لحظة من صمت وسلام ..
لا اريد قول اي شيء ؛ لا اريد التفكير بكل تلك الامور المتشابكة التي تسحب قلبي ومشاعري في اتجاهات معاكسة تكاد تمزقني ..!
لا اريد سوى ان اكون معك .. ان اتلذذ بحضورك وان اتلاشى عن هذا العالم لاضيع في فضائك ..

روزابيلا :

لا اعلم ما سر صمته الطويل ؛ لا اعلم لماذا لا يصلني منه سوى صوت نبضه المتهالك وهو يحاور قلبي وبقايا انفاسه الهادئة وهي تنحل بلا عزم على كتفي ..!
شعور بالغربة تسلل الي من صمته ذاك ؛ بدا انه هو من يستند علي بعد ما اتعبه الوقوف لذلك ربت على ظهره بهدوء وهمست : سيكون كل شيء بخير .. انا معك ..

ابعدني عنه برفق ونظر مطولاً الى عيناي قبل ان يجيبني : هل ستكونين معي دائماً مهما كانت الظروف ؟

افهم تماماً ما وراء سؤالك من خبايا ؛ اعلم اننا من عالمين مختلفين ، وان واقعنا لن يغير شيئاً من حقيقة اختلاف منشئنا وأصولنا ..
لكنني اعلم ايضاً انني احبك ، وانني لا ألقي بالاً لكل تلك الحروب ولا ارى وطناً لي سواك ، اليك انتمي وداخل حضنك وطني ..

لامست صدغه بيميني وتكلمت بثقة وثبات كلمات نطقها القلب لا العقل : سأكون معك في كل الظروف فأنا اليك انتمي .

شيء من الرضى زين معالمه وهو الي يميل ؛ اسند جبينه الى جبيني وهمس بخفوت : اعتقد انني احبك روزابيلا فهل تحبينني ؟

شعرت بنبض قلبي يتوقف على وقع كلماته تلك وتسارعت انفاسي وتوهجت روحي فتعالت حرارة جسدي كأنه اشعل نار الهوى داخل صدري ..
مرر انامله بنعومة على طول ذراعي وصولاً الى يدي وشابكها بأناملي فأعلنت حواسي الضياع وانفرط نبض قلبي كحبات لؤلؤ وقعت من عقد مقطوع وما عدت قادرة على لملمة بعثرتها ..

بكيان مسحور وروح تواقة لحبه همست : وانا احبك انهيوك ..

مع نهاية حروفي لامس ثغري بقبلاته فما عدت اشعر سوى به ولا اعلم اين انا سوى انني اتوه في عالمه !
عبث بتوازني وداعب شفتاي بلمسات سحرية كالخيال أخذتني من نفسي وجعلتني كالمسحورة اميل اليه وابادله جنون شهوته بلهفة اتقدت كالضريم في داخلي وافتعلت الحرائق في مجاري دمي ..

شعرت بروحي تغادرني اليه وانقطعت انفاسي فانسحبت من هجومه العشقي ذلك ارفع راياتي البيضاء باستسلامي ورميت برأسي على كتفه استغيث من رحمته فلف ذراعه حول وسطي ورمى بقبلة صغيرة على خط عنقي ثم ابتعد ليحملني بين ذراعيه ..
تمسكت فيه خجلاً وحباً وشوقاً حتى وضعني على الفراش ولم تفارق نظراته عيناي وهو يعتليني .

اشحت نظراتي عنه خجلاً فيما كانت عينيه تطلقان علي حبهما كالسهام فخطف قبلة اخرى من شفتاي ثم سحب يدي اليه يلثم اناملي بقبل ناعمة ونظراته تستأذنني بلباقة ..
حتى لو طلبت مني ان ارمي بنفسي الى النار ما كنت لأرد عينيك هاتين فتعال خذني الى نارك واشعل بجسدي حرائق حبك !
احطت عنقه بذراعي وسحبته اليه لأقبل يمين خده ؛ ثم سرت بخط مستقيم الى عنقه لاترك عليها قبلاتي المدللة وتركت اناملي تعزف على قيثار ضلوعه سيمفونية الحب ..

لم اعلم كيف سحبني اليه ؛ او الى اي مدى عاث الجنون في جسدي وقبلاته تتناثر على كل انشٍ من انوثتي حتى افقدني ادراكي لكل ما حولي سواه
لم اشعر سوى بحرارة جسدي وهي تذوب بسخونة لمساته الحارقة وانصهار انفاسه على حدود مفاتني حتى توحدنا فتعالت اهات حبي وصدحت في المكان الحان الشوق وتناغمت مع صوت انفاسنا ....

دونغهي :

ايام قليلة مضت وانا اعمل على الاشراف لبناء السور وحمايته لم أزر فيها ارض القبيلة ابداً ..
منذ ذلك اليوم الذي عدت فيه مصاباً لم اعد الى القبيلة ولم ارى فيوليت كما لم اسمع منها شيئاً بعد ان كاد جنون الهوى يفقدني رجاحة عقلي وملت اليها لارتشف من شفتيها عسلاً حتى قاطعنا صوت والدتها فدفعتني بكل قوتها بعيداً عنها ..
ولم نجد انفسنا سوى تحت محكمة والدتها التي رمقتنا بنظرات تحذيرية ووبختنا على تصرفاتنا غير المسؤولة قبل ان تصرفني وتحرمني حتى من وداع حبيبتي !

ارخيت جسدي الى جذع الشجرة اقضم قصبة من الخشب بين اسناني بغيظ وانا اتذكر مداهمة والدتها لنا التي افسدت علي سعادتي واحد اثمن لحظات حياتي
شتمت من بين انفاسي ثم اطلقت تنهيدة عابرة في الهواء ؛ لا اعلم الى اي مدى وصلنا ولا ان كنت قد وصلت الى قلبها !
لكن ما اعتقده انني فتحت له طريقاً على الاقل وليس علي سوى العبور لاحتلال قلبها حتى لو كان علي المجازفة
ما عاد بوسعي التمهل اكثر وقد سئمت الانتظار بالفعل ؛ اريد ان انعم بحبها ، ان ابدل حالنا هذا وان اتلذذ بعلاقتنا دون تردد او قلق ..

مع مغيب شمس هذا اليوم ارتأيت العودة الى ارض القبيلة فعلى ما يبدو ان الاوضاع في حالة ركود وكل شيء يسير بسلاسة وهدوء فبعد الهزيمة الاخيرة التي ألحقناها بجنود الشمال لابد انهم بحاجة لوقت طويل حتى يستعيدوا عافيتهم منها
كما ان سفن جنود الشمال التي ارسلها امبراطور الشمال لحماية سواحلنا تتمركز في مكانها وهي تراقب بتشدد كما نحافظ نحن على مراقبتنا لها خفية .

عدت الى القبيلة لأحصل على بعض الراحة وحال وصولي لمحت فيوليت من بعيد وهي تعمل مع مجموعة من النساء فابتسمت لها لكنها حارت بنظراتها وهربت بعيداً عندما رأتني اتوجه اليها !
توقفت خطواتي عجباً وادركت انها تريد تجنبي لذلك غيرت مساري وتوجهت نحو المنزل وداخلي الكثير من التساؤلات .

أتراها لم تفتقدني بقدر ما افتقدتها في ايامي الماضية ؛ ألا تشتاق لي ؟
لماذا تتهرب مني ؛ أهو بسبب ما كان بيننا ؛ ام بسبب والدتها التي امسكت بنا متلبسين في المرة الماضية ؟!

وصلت الى المنزل فاستقبلتني والدتي بسعادة واخذتني بالاحضان وهي تسألني عن حالي وجرحي وكيف كنت امضي ايامي وما اذا كنت اتناول طعامي بشكل جيد
تهربت من كل تساؤلاتها تلك وانا ادخل غرفتي لكنها تبعتني الى هناك وهي لازالت تطرح علي الكثير من الأسئلة فوجدتني اجيبها مستسلماً لأرضيها واخفف من حدة قلقها .

استلقيت على فراشي بتعب وتنهدت بثقل فجلست بجواري لتسألني : ما بك ؛ لست على طبيعتك فهل كل شيء بخير ؟

وضعت ذراعي اسفل رأسي واسدلت عيناي بهدوء : انا متعب فحسب ؛ لم انم في فراش مريح ودافئ منذ ايام .

ضيقت عينيها بشك تسألني : اهذا وحده ما يزعجك ؟

نظرت اليها بزاوية طرفي متسائلاً عن فحوى كلماتها المفخخة تلك ونبرتها الماكرة وسألتها : ما الذي تلمحين له ؟

ضحكة خافتة هربت من بين شفتيها بينما تكلمت بمكر : سمعت من والدة فيوليت امراً اثار تعجبي !

قلبت بصري بارتباك وهمهمت بصمت فأضافت : ماذا دهاك كيف فقدت طلاقة لسانك بشكل مفاجئ ؛ اما عدت تطيق صبراً لمحبوبتك ايها العاشق الولهان ؟

تحمحمت بضيق ووليتها ظهري مغمغماً : انا متعب فدعيني استريح .

ابتسمت بهدوء وهي تجيبني : هل قابلتها اذاً بعد عودتك ؟

لم اجبها فأضافت بتفكير : يبدو انك لم تفعل !

اعتدلت بجسدها وهتفت بحماس : سأقيم هذه الليلة وليمة بمناسبة عودتك وسندعوا انهيوك وزوجته وبالطبع سأقوم بدعوة عزيزتنا فيوليت فهي جزء من عائلتنا .

بيأس اجبت : لا اعتقد انها سترغب بالحضور ..

سألتني بفضول : لماذا ؛ هل تشاجرتما ، اهناك مشكلة ما تحدث بينكما ؟

لم تنتظر اجابتي ونفت باقتناع : هذا مستحيل ؛ لقد كنتما كعصافير الحب قبل مغادرتك للقبيلة واظنها اكثر منك شوقاً اليك حتى لو دارت مشاعرها لذلك سأجمعكما لتعلم انك تمتلك والدة لا مثيل لها .

ضحكت ساخراً على حماسها المفرط وسارعت هي بالمغادرة لتجهيز طعام العشاء فأسبلت عيناي بهدوء ، القليل من النوم سيريح ذهني قليلاً ..!

لم اعلم كم من الوقت مضى وانا نائم براحة في فراشي حتى ايقظتني امي وهي تطلب مني الذهاب لدعوة فيوليت واصطحابها لتتناول العشاء معنا
نظرت اليها بفتور وبالكاد يمكنني فتح عيناي الناعستين متكلماً : الا يمكنك تأجيل اعمالك الخيرية حتى الغد ؛ اريد ان انام اكثر بعد !

صاحت بي غاضبة : لقد بذلت كل جهدي لتحضير هذا العشاء وان لم تنهض من فورك لتجلب خطيبتك فسأقتلك دونغهي !!

حككت شعري متثائباً وعلقت بنبرة ساخرة : ان كنتِ تريدين ان تثبتي لي انكِ ام محبة تهتم بولدها فعليكِ ان تحضريها الى غرفتي وتتركي هذا المنزل فارغاً لنا حتى الصباح ..

اتسعت عينيها بذهول ورمت علي معلقة الطعام التي كانت في يدها وهي تصيح باستنكار : احفظ لسانك يا ولد وكن اكثر تهذيباً ؛ هي لم تصبح زوجتك بعد !

قهقهت ضاحكاً وعبثت بحاجبي ازعجها : ما الفرق ما دامت ستصبح زوجتي عما قريب ، اتحاولين اقناعي ان والدي لم يحاول مغازلتك ولم يلعب بذيله سراً قبل زواجكما ؟؟

صكت اسنانها بغضب وتمتمت بحروف مشددة وقد تلون وجهها بالاحمر لشدة حرجها : اذا لم ترغب ان يسمع والدك بكلامك هذا فانهض حالاً ايها الوقح !!

تركتني وغادرت غرفتي لأطلق ضحكاتي بأعلى صوتي ثم التقطت انفاسي من كثرة الضحك ؛ فكرت بصغيرتي المدللة واحمرار وجهها الطفيف في ذلك اليوم عندما وقعنا بين يدي والدتها ثم ابتسمت
سأذهب اليها ..!

بدلت ملابسي وغسلت وجهي ثم مضيت اليها ؛ وصلت منزلهم فطرقت الباب بحذر ليفتح لي والدها والذي هللت ملامحه مرحباً بي وعلى ما يبدو ان زوجته لم تنقل اليه اخبارنا كما فعلت لوالدتي !
تنهدت براحة وانا استجيب لدعوته بدخول منزلهم وطلب من زوجته ان تحضر الضيافة فامتنعت متكلماً : اعتذر يا عم ولكنني بعجلة من امري .

نظرت بزاوية طرفي نحو فيوليت التي تقف في زاوية الغرفة بارتباك وتتحاشى النظر الي فابتسمت متحدثاً : في الواقع لقد ارسلتني والدتي لاصطحاب فيوليت اذا لم يكن لديك مانع سيدي فقد اعدت وليمة عشاء عائلي لاستقبالي وارادت دعوة فيوليت .

ترددت نظراته بين زوجته وابنته قبل ان يعلن موافقاً : لا يمكننا رفض دعوة السيدة وسيكون من دواعي سرور فيوليت ان تتناول العشاء في منزلها الثاني ومع عائلتها .

ابتسمت له شاكراً ووجهت نظراتي نحو فيوليت احدثها : لنذهب اذاً .

ترددت حروفها قبل ان تتكلم بارتباك : يمكنك الذهاب اولاً وسأوافيك حالما ابدل ثيابي واستعد .

تلاشت ابتسامتي من حيرة عينيها وتلبك اطرافها فعلقت باصرار : خذي وقتك ؛ سأنتظرك .

بعناد رددت وكأنها تنهاني : لا حاجة لانتظارك سيدي فلابد انك مرهق ؛ سأتبعك الى منزلكم بمفردي فلست صغيرة ولن اتوه عن الطريق !!

تدخل والدها بهدوء قبل ان يحتدم التصادم بيننا : لا عليك بني ؛ اذهب في طريقك ولا ترهق نفسك بانتظارها فالنساء يماطلن كثيراً باستعداداتهن ، ستتبعك حالما تصبح جاهزة .

لم اجد لدي ما اقوله له فأشرت موافقاً وغادرت المنزل بامتعاض ؛ افهم محاولاتك جيداً فيوليت واعلم انك تصطنعين الحجج فقط لتتجنبيني !
لا اعلم سبب هذا الحاجز الذي تحاولين وضعه بيننا لكنني لن اقبل بان تبتعدي عني خطوة واحدة اخرى
لا تتحدي عنادي فليس هناك من يجابهني بالعناد عندما يصل الامر الى شيء اريده ؛ وانا اريدك بشدة فلا تعانديني ...

جلست على صخرة قريبة من منزلهم انتظرها مكتفاً ذراعي الى صدري ولن ابارح مكاني حتى قدومها .
وبالفعل لم يطل الوقت كثيراً حتى غادرت منزلها وكادت تسير في طريقها دون ان تنتبه الى وجودي حتى تكلمت : هل انتِ مستعدة الان ؟

التفتت الي بذهول وترهلت اكتافها وهي تسألني باستنكار : لماذا لازلت هنا ؟

ابتسمت وانا اتقدم منها مرسلاً نظراتي اليها بثبات : اخبرتكِ انني سأنتظرك ..

هربت بنظراتها بعيداً عني وسارت امامي فجاريت خطواتها لامشي الى جانبها بهدوء هيمن على كلماتنا فكان للصمت اليد العليا بيننا
لا اعلم الى اين تجرفها تيارات افكارها لكن اكثر ما اخشاه ان تأخذها بعيداً عني لذلك تكلمت بهدوء كأنني احارب ذلك الصمت المريب : ما الأمر ؛ لماذا تلتزمين الصمت على غير عادتكِ وتحاولين تجنبي كأنكِ لا ترغبين بتواجدي ؟

ضمت جسدها بذراعيها وتمهلت باطلاق اجابتها : ليس الأمر انني لا ارغب بتواجدك ..

بحدة اجبت : ورغم ذلك انتِ تتهربين مني !

ازدردت رمقها بتردد وتوقفت خطواتها فتوقفت ايضاً لأنظر الى عينيها اللتين تذودان في المكان بخجل مع صوت همسها الرقيق : بشأن ما حدث اخر مرة ..

هذا ما يزعزع هدوءك اذاً ؛ تقدمي منكِ هو ما يربك خطواتك ويشغل عقلك !

تقدمت منها خطوة واحدة كأنني اختصر تلك المسافة التي تفصلنا ونبست بهدوء : ماذا بشأنه ؟

لم تعلم بماذا تجيبني ؛ بدت في حيرة من امرها فاقدة لكلماتها فنطقت انا بما يعتمل في صدري ويحرر اصفاد قلبها : ما حدث بيننا كان نابعاً من القلب فيوليت ولم يكن سوى بدافع الحب ....








انتهى
اتمنى يكون عجبكم
اول ما يوصل الفصل 50 فوت رح ينزل الفصل يلي بعده
الى اللقاء في الفصل القادم اصدقائي

Fortsätt läs

Du kommer också att gilla

1K 124 23
هنا ملجأ لِمَن لا صديق لهُ ، إذا كُنت تبحثَ عن مايوصِف شعورَك ستجِد نفسك هُنا .
4.2K 132 10
الأصدقاء القدامى برفقة رفيق جديد يذهبون باسترخاء في رحلة شينوبي إلى الينابيع الحارّة. في السماء حيث ترفرف أوراق البتلات وتتأرجح مع النسيم الرقيق للبخ...
20.1K 2.7K 10
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
155 69 12
في لحظة خاطفة تمر فكرة ما في رأسي ، أصف بها أي شيءٍ حتى لو كانت برتقالة ، أو دجاجة ، أو البطاطا التي أعشقها بجنون ، أكتب عنه!