وصلنا الديار أخيرا و بعد تلك المعركة الغريبة التي و بسببها علمت الكثير من الخبايا و الأسرار التي لم أؤمن بها قط كما اني قد تعلمت الكثير و عرفت أخيرا ان ذلك الرجل هو المناسب لقيادة دولتنا و انه يجب علي ان اتعلم منه لقد شعرت و كأنني املك اخا اكبر أخيرا و قد صرت انظر له بطريقة مختلفة لا اكن له غير الاحترام و الاعجاب ، لقد كان هاري ، معلمي و صديقي و أخي ، لم يكن والداي في انتظاري و لم اعلم السبب لكني و في الحقيقة و ما ان وصلت رفقة المئات من الجنود و ما ان دخلت تلك البوابة لم افكر الا في لقائها لسبب ما قد تيقنت ان سالي هي الفتاة التي ستلعب دور فتاة الغاب بقصتي ، لكن و بينما كنت ابحث عنها وسط ذلك الحشد لفت انتباهي مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا عند قصر الملك مطالبين باعدامه ، لم افهم ما يحدث لكني و رغم ذلك واصلت سيري باحثا عنها ، لقد تركت أصدقائي البقية فقط كي أراها لكنها لم تكن هناك ، دخلت القصر اين كان يوجد الملك و الوزراء لقد اعتقدت ان ساره قد تكون هناك و بالفعل قد كانت لكن نظراتها بدت مختلفة كانت تنظر من اعلى الشرفة الى ذلك الحشد وكأنها قد ألقت قنبلة تنتظر موعد انفجارها ، اقتربت منها و قد كان أول سؤال خطر ببالي ان اسألها عن سالي
" ساره ... " قلت مناديا لتلتفت ناحيتي ثم اقتربت مني و ابتسمت
" مرحبا بعودتك مارك "
" أين سالي ؟ ظننتها ترافقك "
قلت لكنها اخفضت بصرها في حزن ثم أجابت
" لا أعلم لكنها قد علمت الحقيقة ، لقد اخبرتها عن قاتل عائلتها كان يجب ان تعلم ذلك ، غريب لما لم تسأل عن تلك المظاهرات بالخارج ؟ "
" لقد التقيت فتاة الغاب و دانيال و قد علمت الحقيقة خلف تلك الرواية ، وقد علمت ايضا ان سالي هي الفتاة المناسبة لحمل الريشة الزرقاء "
" علمت انك ستكتشف ذلك من تلقاء نفسك ، اذهب و ابحث عنها ، حاول اصلاح ما أفسدته أنا "
كان أول مكان قد خطر ببالي الجامعة لا اعلم لماذا ، ربما لأننا عادة ما كنا نلتقي بغرفة الموسيقى ، ذلك المكان الذي كان مفضلا عندها ، أين كان البيانو يتوسط الغرفة و بالفعل ذهبت الى هناك و وجدتها لكن و قبل ان ادخل كانت موسيقى البيانو أول ما سمعته ، لم تكن سالي تعرف العزف على البيانو و ذلك كان واضحا من خلال تلك الاصوات الصاخبة و الغير مفهومة التي كانت تصنعها لقد كانت غاضبة و قد كان البيانو وسيلة لتخرج تلك المشاعر التي داخلها ، كنت لا أزال ارتدي بدلتي العسكرية و التي ملطخة بالدماء رغم اني لم اقتل أحدا ، لم امنع نفسي من الدخول لكنها و رغم ذلك لم تلحظ وجودي الى ان وضعت يدي على كتفها حينها توقفت عن العزف ثم قالت
" غادر "
" ماذا يحدث ؟ ما سبب غضبك ؟ "
" ذلك ليس من شأنك ، سبق و أن اخبرتك ان لا علاقة لك بشؤوني سأحل مشاكلي بمفردي "
" استطيع ..."
" لا تستطيع المساعدة ، فقط ... غادر "
كانت نبرتها هادئة ، ذلك الهدوء ما قبل العاصفة ، كانت تبكي و قد كان ذلك واضحا من خلال صوتها رغم اني لم ارى وجهها
" ساره قالت انك قد علمت الحقيقة ، ربما حقيقة قاتل عائلتك "
" بلى لقد علمت ، لقد افشت ساره جميع الأسرار ، كما اني قد تركت التدريب ، و سأترك الدراسة ايضا و سأبتعد "
" من كان ؟ "
" انه هاري "
كان ذلك الخبر صادما بالنسبة لي لقد كان هاري آخر شخص اتوقع منه فعل ذلك رغم انه لم يكن من الغريب عليه قتل شخص ما لكن كنت اعتقد انه يفعل ذلك كانتقام فقط لكن عائلة سالي كانوا بسطاء ، لم اكن اعلم ما علي قوله ربما وقع الصدمة كان أكبر من أن استطيع قول شيئ
" صادم أليس كذلك ؟ برأيك ما الذي علي فعله ؟ "
قالت لكني لم اكن املك اجابة ، وقفت فجأة ثم نظرت لي و قد كانت عينيها شديدتا الاحمرار من فرط البكاء
" قلت انك تستطيع المساعدة دوما ، كنت تبحث في تلك القضية و الآن لقد علمنا الحقيقة ، ما الذي سيحدث ؟ لقد صار الكل يحب هاري فجأة تلك الثورة التي اشعلت نيرانها ساره لقد خسرت كل شيئ ، لا أحد سيقف الى جانبي الآن، لكني في الحقيقة لا احتاج احدا حتى و ان اتحد الجميع لحمايته ، اقسم انه لن يستطيع الهرب مني "
" تلك القصة ، و ذلك الانتقام الذي انتقل لك ايضا بانتقال الريشة الزرقاء لقد كانت اسطورة مخيفة اي جرم ارتكبه دانيال لتدفعا ثمنه ، لكن لن اقف بوجهك هذه المرة لا اجد سببا يجعل هاري يرتكب جريمة كتلك لكني ايضا لن اسلم لك السيف لقتله "
" من الجيد انك لن تقف بوجهي لأني قد أقتلك ايضا ان فعلت "
" من المستحيل الاقتراب من هاري الآن فقد ثار العامة داعمين له و قريبا سيخضع النبلاء أيضا الكفة ليست في صالحك "
" لابأس بذلك أعرف كيف انفذ انتقامي "
قالت ثم اقتربت من الباب و غادرت ، لم استطع منعها و لم استطع اخبارها بحبي الآن قد علمت اني سأدفع ثمن ما حدث بتلك الرواية اللعينة لكن كل ما خطر ببالي حينها ماذا ان احرقت الرواية و تخلصت من الريشتان بنفسي هل ستنكسر اللعنة ام اني سأعيش تلك الأحداث و لا مفر منها ...
***
ساره
" صار الكل يدعمك حتى النبلاء قد قرر بعضهم ان يدعمك بسبب عودة ابنائهم سالمين الى ارض الوطن ، ماذا بعد؟ هل ادركنا السلام أخيرا ، لكن ارى انه يجب ان تعاقب انت ايضا كي نحقق العدالة "
قلت ، كان يجلس الى مكتبه يحاول وضع تلك الضمادات حول ذراعه المصابه و كأنه لم يكن يستمع لما أقوله
" لا عليك ساره ، سأعاقب أيضا ، آه دانيال قد انهك جسدي ، ذلك الرجل لابد انه كان يمتلك جسدا اقوى من جسدي و قد كان يحسب اني قادر على عمل سيف بذلك الحجم دون ان يتعب جسدي لم اعد اقوى على حمل قلم بيدي حتى "
" للأسف لن اساعدك "
" سمعت انك قد اخبرت الجميع عن حقيقة حادثة العربة لابد ان سالي قد علمت "
" كان يجب ان تعلم ، اردتها ان تسمع ذلك منك لكن و بعد تفكير قررت ان لا اجعلكما تلتقيان مجددا تلك الفتاة تشبهك لقد قتلت الأميرة في لحظة و لم تتردد في فعل ذلك و لو للحظة تلك الفتاة ايضا قد تقتلك في رمشة عين ، لا استهين بما تستطيع فعله "
" لابأس بذلك أتفهم شعورها "
" لماذا فعلتها ؟ لما امرت عربات النبلاء بدهس اولائك الفقراء المساكين ؟ قلت ان هدفك مساعدتهم "
" كانت تلك احد الخطط التي وضعتها اردت ان اظهر للعامة بطش النبلاء فيثورون لكنهم لم يفعلوا ، لكني اعتبرته دليل ادانة ضد الملك و حاشيته لقد استعملت ذلك ايضا ساره حين قمت بمحاكمة الملك "
" لن انقذك ان قررت سالي اغتيالك "
" لن تفعل ذلك ، هي لن تقتلني ، لابد و أنها قد فتحت صندوق الريشة الآن و لا استبعد فرضية انها قد علمت حقيقتها تلك الفتاة شديدة الملاحظة و ذكية لهذا ارى انها ستخطط لعمل آخر و قد كان ذلك العمل ضمن خططي ، ساره ... لا مفر من الموت لكني اود ان اموت بطريقة مثالية ، ان تكون على يد شخص يشبهني ، شخص عبقري و منتقم ، شخص قد تغلغل الكره في ذاته ، شخص قادر على القيادة و معرفة معنى العدالة لا امانع لعب دور الشرير برواية احدهم ان كان سيكون الشخص الصالح مستقبلا "
" افهم من كلامك انك تستسلم للموت"
" هذا صحيح لقد حققت حلمي اخيرا ، تمكنت من توحيد الجميع و بناء جيل جديد مختلف تماما ، نجحت في جعل هذه المملكة دولة و تغيير القواعد و جعل الجميع سواسية كان يجب ان يأتي ذلك المنتقم و يأخذ انتقامه مني و انا راض بذلك "
" ماذا عنا؟ "
" نحن ؟ ... لطالما كنت استمتع في قراءة الروايات الرومنسية ذات النهاية المأساوية و الطابع المثير أنت كاتبة ايضا و اعلم جيدا انك تحبين تلك النهايات المختلفة ستكونين بطلة احدى الروايات ساره ربما ستكملين حياتك وحيدة سترفضين الجميع و ينتهي بك الحال عجوزا تقطن بتلك الغرفة المخيفة ، غرفة البيانو تلك ، اعتذر مجددا لكني لن اكون الى جانبك حينها "
" قلت اني لم اخسر شخصا مقربا كي اشعر ما شعرت به انت من ألم لكن الان افهم لما أريد حمايتك منها "
" توقفي ساره ، انا من عليه حمايتك فأنت الأنثى بهذه العلاقة انا من عليه حمايتك ، شكرا لأنك كنت فتاة احلامي ، فتاة قوية استطعت الاعتماد عليها في غيابي ، الفتاة التي حققت حلمي لقد كنت تلك اليد التي مدت لي لتخرجني من ذلك الظلام "
***
مارك
" من هنا تبدأ الحكاية ... حكاية هاري و ساره بدأ كل شيئ حين سمعت نغمات البيانو الحزينة ذات ليلة في غرفة السكن الخاصة بها و لم تكن تعلم حينها ان حبيبها من كان يصنع تلك الموسيقى ، أخيرا الفصل الأول من رواية مطر ديسمبر ، لقد اقتبس اسم الرواية من قصة قد بدأ هاري كتابتها لكنه لم ينهها و ها انا الآن هنا لأكمل تلك المهمة و اروي حكايته ، كانت رواية مطر ديسمبر رفيقة الوحيد حين كان يعاني من الوحدة في بعدها "
رواية مطر ديسمبر للكاتب مارك
كانت تلك الكلمات الأولى التي كتبتها على ورقة بيضاء باستعمال ريشتي البيضاء و التي كانت معي منذ البداية لم اعطها لسالي بل قمت باعطائها شبيهة لها و الاصلية كانت معي في حال اني اضطررت لكتابة روايتي ، كنت كاتبا مبتدأ لا افقه شيئا في فن الكتابة لكني كنت طرفا من ذلك السباق ، سباق بيني و بين سالي و التي قد بدأت في كتابة رواية ستكون مشابهة لخاصتي تروي حكاية هاري و ساره لكن النهاية هذه المرة ستحدد ان كانت قصة هاري وساره ستحصل على نهاية سعيدة ام لا
كنت اجلس بذلك المكتب المهترأ بينما احمل سيجارة مشتعلة بين اصابعي النحيلة لطالما كنت فتى كسول لا يهتم لكني اخيرا و بسبب اولائك الذين اقتحموا حياتي فجأة صرت اهتم ، لقد صرت اهتم لانقاذ حبيبتي و لانقاذ اخي من الموت و مساعدة ساره للحصول على حبها و العيش في سلام اخيرا كلاهما يستحق ذلك لكن ... ان انتهت سالي من الكتابة قبلي فروايتها ستكون اكثر سوداوية و كئابة و لن الومها على ذلك
****************************************************
سؤال من هي الشخصية المفضلة بالنسبة لك بالرواية و لماذا و من هي الشخصية التي لم تحبها و اخبرنا لماذا
شكرا لمتابعتك الرواية
* هذا الفصل ليس الأخير الرواية لم تنتهي بعد الفصل التالي سينشر غدا انشالله *