نـيـران الـغـجـريـة

By FATOM7TR

225K 7.3K 404

تتقاطع طرقهما و تتصادف الأقدار لتجمعهما معا .... في ظروف غامضة و خارجة عن المألوف .. بين طرفين معاكسين لبعضهم... More

المقدمة
الشخصيات
إقتباس 1
إقتباس من الفصل الأول
الفصل الأول : على نسق الإيقاع.
الفصل الثاني : جرح من الماضي.
الفصل الثالث : عصيان لأول مرة !
الفصل الرابع : تمرد يخبو بسرعة.
الفصل الخامس و السادس
الفصل السابع : تعلق الروح.
إقتباس من الفصل الثامن
الفصل الثامن : أوبال.
الفصل التاسع : الخطر
الفصل التاسع جزء 2
الفصل العاشر : تهجم.
الفصل الحادي عشر : هوس قاتل.
الفصل الثاني عشر : إعترافات.
الفصل الثالث عشر : خيار واحد فقط.
الفصل الرابع عشر : إهتمام
الفصل الخامس عشر : لم يكن في الحسبان.
الفصل السادس عشر : قسوة.
الفصل السابع عشر : نوبة أشد
الفصل الثامن عشر : تقارب بدافع الهلوسة.
الفصل التاسع عشر : نزاع للعيش.
الفصل العشرون : غربة قلب
الفصل الواحد و العشرون : شائبة من الماضي
الفصل الثاني و العشرون : اليوم الموعود.
الفصل الثالث و العشرون : نيران الغجرية.
الفصل الرابع و العشرون : الوجه الجديد.
الفصل الخامس و العشرون : دمار شامل.
الفصل السادس و العشرون : التحدي
الفصل السابع والعشرون : صفقة للحفاظ على السر
الفصل الثامن و العشرون : حادثة إنتحار
الفصل التاسع و العشرون : زوجة صديقي
الفصل الثلاثون : العدو المتخفي.
الفصل الواحد والثلاثون : غيرة ليست في محلها.
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون : مساعدة زائفة.
تنويه
الفصل الرابع و الثلاثون : إعدام الهوية.
الفصل الخامس و الثلاثون : الحياة العملية.
الفصل السادس والثلاثون : لطف مزيف.
الفصل السابع والثلاثون : إختطاف قانوني.
الفصل الثامن والثلاثون : المواجهة.
الفصل التاسع و الثلاثون : حرب صامتة.
الفصل الاربعون : تعرية الروح.
الفصل الواحد و الأربعون : معرفة مسبقة.
الفصل الثاني والأربعون : مشاركة نفس القدر
الفصل الثالث و الأربعون ( الجزء الأول ) : القرار لكِ.
الفصل الثالث و الأربعون ( الجزء الثاني ) : خطوة جريئة.
الفصل الرابع و الأربعون : خيانة من صديق ؟
الفصل الخامس و الأربعون ( القسم الأول ) : مواجهة الماضي.
الفصل الخامس والأربعون ( القسم الثاني ) : أول درجة فوق الصفر.
الفصل السادس و الأربعون : شريك السفر.
الفصل 47
الفصل الثامن والاربعون : حقائق مؤلمة.
الفصل التاسع و الاربعون ( القسم الثاني ) : ما بعد الصدمة.
الفصل الخمسون ( الجزء الأول ) : فتيلة النار.
الفصل الخمسون ( القسم الثاني ) : خبث بريء.
الفصل الواحد والخمسون : إنشطار القلب
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثاني والخمسون ( القسم الثاني ) : سُكون.
الفصل الثالث و الخمسون : لا ينفع
الفصل 54
الفصل الخامس والخمسون : المواجهة.
الفصل السادس والخمسون ( القسم الأول
الفصل السادس والخمسون ( القسم الثاني ) : بداية حل العقدة.
الفصل السابع والخمسون ( القسم الاول ) : خطوة بدون حساب
الفصل السابع والخمسون (القسم الثاني)
الفصل الثامن والخمسون : جذور ...
الفصل التاسع و الخمسون : مفتاح الحقيقة
الفصل الستون ( القسم الأول ) : على نار هادئة.
الفصل الستون ( القسم الثاني )
الفصل الواحد و الستون ( القسم الأول ) : أسفل زخات المطر.
الفصل الواحد و الستون ( القسم الثاني )
الفصل الثاني والستون : أنى للماضي أن ينسى.
الفصل الثالث والستون : بوصلة ذات إتجاه واحد
الــفــصــل الأخــيــر : مخاطرة بقدر العشق.
الـــخـــاتـــمـــة ( القسم الأول )
الخاتمة ( القسم الثاني ) : طريق العشق.

الفصل التاسع و الأربعون ( القسم الأول ) : عاشق.

2K 78 3
By FATOM7TR

تفاعل على الفصل ،قراءة ممتعة
الفصل التاسع و الأربعون ( القسم الأول ) : عاشق.
__________________
" كيف لأحلامنا الجميلة أن تتحقق ، وقد حالت بيننا القبيلة ...
وقيدتنا قلة الحيلة ...
ما أقسى الواقع ..
حين يضيق عن احتواء أحلامنا الجميلة !" # وحين_يجمعنا_القدر
- ازاي قدرو يحطو الجهاز ده جوا بيتي و يفضلو يتجسسو علينا من غير حد مايكتشف !
ردد عمار بسخط أهوج وهو يشعل سيجارته الرابعة بينما يجلس مع مريم مقابل مكتب وائل الذي طلب منهما الحضور الى مكان عمله فورا ، فتنهدت الأخرى بتعب مدلكة جبينها وهي تكاد تعتبر أن ما يحدث معها محض خيال فقط

لا تصدق أنها كانت طوال هذه السنين تحت مراقبة المجرم المجهول وبسبب تجسسه عليها عرف أنها حامل فتخلص من طفلها ، ولكن مالذي استفاده من كل هذا ولماذا قتل جنينا لم يرَ نور الشمس بعد بل و حرمها من إمكانية الحمل و الإنجاب مجددا.
لقد كانت كل هذه الفترة تتهم الشخص الخطا و تترك المنذب يجول و يمرح ساخرا من غبائها و هاهي تدفع ثمن خطئها ذاك ، فعمار لم يعد ينظر الى عينيها حتى !

رد وائل بجدية على تساؤل عمار :
- في طرق كتير تمكنه من انه يدخل لبيتك زي مثلا استغلو غيابكم عن الشقة و اتسللو ليها او واحد من الحرس بتوعكم دخل لجوا ...ولا ممكن يكون حد من اللي بتطلبهم عشان يضبطولك حاجة في الشقة السباك مثلا.

فكر عمار قليلا ثم اجابه :
- انا كل اللي كنت بطلبهم لشقتي ناس معروفة و بتعامل معاها من زمان مفيش حد منهم عنده علاقة بالتجسس و قدرة يزرع جهاز بالبراعة ديه.

- في واحد انا شوفته أول مرة و مرجعتش لمحته تاني.
كان هذا صوت مريم التي نظرت لهما على الفور بعدما تذكرت حادثة في غاية الأهمية فرمقها الآخر بتعجب لتشرح هي على الفور :
- لما روحنا سوا لبيت عمي و رجعنا بعدها بيوم ساعتها انت سبتني و مشيت وانا طلعت لوحدي ....
Flash back
( دلكت مريم رأسها بألم تزامنا مع الوصول الى طابق شقتها خرجت من المصعد فتقابلت مع رجل يبدو من ملابسه أنه عامل صيانة و بجانبه البواب ليبادرها الأخير بالقول :
- أهلا وسهلا يا هانم الاستاذ لسه مخلص شغله زي ما عمار بيه طلب.

تذكرت مريم أن زوجها أمر البواب البارحة بجلب عامل صيانة ليجري بعض التعديلات
في حوض المطبخ و أن يرافقه بعمله حتى ينتهي فإبتسمت بوهن :
- الله يسلم إيديكو يارب ... عن إذنكو. )
Back
استدار اليها عمار سريعا مرددا باِستدراك :
- فعلا انا طلبت واحد متعود اتعامل معاه بس البواب قال ان حد تاني جه مكانه لان الشخص اللي طلبته كان مريض في اليوم ده بس مسألتش عنه هو مين لاني انشغلت بمواضيع تانية فنفس اليوم.

ليلتها اعترفت هي لزوجها بأن ابن عمها ضايقها اثناء وجودهما في منزل والده و كان يتحرش بها في السابق و بعدها بأيام قليلة سمعت ان الأخير قد تعرض لحادث أدى لإصابته بشلل في ذراعه اليمنى.
يبدو أن هذا ما جعل عمار ينشغل عن الاستفسار عن هوية القادمين لشقته ، فكرت مريم وهي  ترفع وجهها اليه بحيرة ثم تمتمت :
- عايزة اقول حاجة كمان ... انا في اخر شهرين قبل الحادثة كنت باخد بالي من وجود عربية سودا تحت بلكونة الشقة في الاول فكرت نفسي بتوهم بس الظاهر كنت غلطانة.

حدجها الآخر بدهشة و قال :
- انتي مقولتليش الكلام ده ليه قبل كده !
- قولتلك افتكرت نفسي متوهمة وبعدما هربت بدأت افكر في انه ممكن انت اللي باعت ناس تراقبني.

مسح عمار على وجهه كاتما الفاظ مسيئة يسعى لكي لا تغادر لسانه وهو يكاد يطلق مسبات الآن بالفعل ، صحيح أنه كان يرسل خلفها حراسه ولكن عندما تكون خارج المنزل ، أما ان تتم مراقبتها وهي داخل منزله ؟ من يملك الجرأة ليفعل هذا !
تأفف بحدة و رمى عليها كلماته :
- الاسرار اللي مخبياها عني  خلصت ولا لسه في شوية كمان ؟ ولا في حاجات تانية عايزة تتهميني بيها.

رمقته مريم شزرا مجيبة بدفاع عن نفسها :
- انت مسبتليش اي فرصة عشان اكلمك اصلا كل لما اجي اقولك ع حاجة خبيتها عنك بيطلعلي مليون سبب يخليني اتراجع !

ساد الصمت بينهم لبضع ثوان ثم نظرت الى وائل و قالت :
- احنا هنعمل ايه دلوقتي الدكتور احنا بنعرف مكانه و سليم بقينا عارفين انه جاسوس و كمان الراجل اللي ركب جهاز المراقبة هنقدر نعرفه بسهولة ... ناقص ايه علشان نتحرك ؟

رد عليها وائل بجدية :
- احنا لازم نشتغل بهدوء و منخليش المسؤول عن كل ده يكتشف اننا بندور عليه عشان ميقدرش يهرب او يخفي اي دليل بيدلنا عن مكانه ... الصبر واجب.

هزت مريم قدميها بعصبية و علقت على حديثه مستنكرة :
- اصبر ؟ عديم الانسانية حرمني من ابني و خلاني اعيش في كوابيس وانا معملتوش حاجة ولا أذيته انا مبعرفوش حتى بس هو عمل اسوء جريمة ممكن تحصل في أم ... و خلاني اغلط.

اختفت آخر حروفها المرتجفة داخل حلقها وهي تكتم غصة خنقتها و دمعت عيناها فلم يجد عمار إلا وهو يضع يده على خاصتها ويحكم القبض على كفها بتقاسيم وجه حازمة و كأنه يخبرها بأن إيجاد ذلك الوغد و محاسبته وعد قطعه على نفسه.
طالعته مريم بقلة حيلة و بؤس ارتسم في عينيها بينما يقول وائل :
- انا عارف ان الموضوع صعب على حضرتك بس مفيش ف ايدينا حاجة غير نعملها الحادثة قربت تقفل السنتين ومش بالسهولة ديه نقدر نفتحها تاني و نعرف كل طرف فيها.

تنهدت مريم و هزت رأسها ليخبرها عمار بأن الوقت تأخر ويجب عليها العودة للشقة ، عارضت في البداية ولكنه أقنعها و أرسلها في سيارة أجرة بعدما تأكد بأن لا أحد يتبعها و بعدما غادرت جلس الأخير و نظر الى رفيقه قائلا :
- بقى واضح ان اللي عمل المشاكل ديه حد قريب جدا مني و ممكن يبقى واحد من عيلتي.

نطق آخر جملة بصعوبة ثم أردف :
- من فترة كنت براقب سليم بس مظهرتش عليه حاجة تدل ع انه خانني لكن بما ان اللي باعته واحد بيعرفني و عارف طريقة تفكيري احتمال كبير يكون فهم الخطوات اللي ناوي اعملها و اخد تدابيره عشان يظهرلي ان سليم راجل وفي.

طرق وائل بقلمه على سطح المكتب مفكرا :
- ده اكيد علشان كده مفيش حاجة ظهرت ع سليم يبقى كده مراقبتنا ليه مبتنفعش لازم نغير طريقة تفكيرنا و متنساش اننا دلوقتي سابقينه بخطوة احنا صحيح مبنعرفش هو مين بس على الاقل بقينا عارفين انك متراقب و خطواتنا الجاية هتكون عبارة عن اننا نلعب عليه و نخليه يفتكر انه لسه بيخدعنا.

هز عمار رأسه و شرد في شيء ما سرعان ما درأه عن عقله ثم ارخى اذناه للآخر يستمع لما يقوله ...
_________________
في المساء.
دخل عمار الى القصر ووجد العائلة متجمعة على مائدة العشاء فصعد لغرفته مغيرا ملابسه و عند خروجه تقابل مع ندى التي كانت ستنزل الى الأسفل ، نظرا لبعضهما قليلا قبل ان يتنحنح هاتفا :
- ازيك يا ندى.

هزت رأسها ببطء دون كلام فبادلها بنفس الحركة و سبقها في المشي حتى أوقفته فجأة منادية اياه :
- عمار.

استدار اليها بتساؤل فاِقتربت منه وضغطت على يدها شاردة في مكالمة والدها عندما سمعته وهو يقول لأحدهم بأنه يخطط لإقالا عمار من منصبه ، و احتارت في مسألة البوح له بالأمر أم لا لذلك صمتت مترددة ليقضب الآخر حاجباه مستغربا :
- في ايه يا ندى عايزة حاجة مني او محتاجة اي مساعدة اتكلمي متخفيش.

ضغطت على شفتها باِرتباك وفي النهاية قالت له :
- انت عامل ايه في شغلك ... سمعت انك كنت غايب في اخر فترة.

رمش بعينيه مرتين محاولا معرفة مايدور بخلدها و لكنه أجاب على اي حال :
- صحيح انا حضرت فرح واحد معرفة من الاسكندرية بس بتسألي ليه في حاجة ؟

بللت ندى شفتها لتهتف دفعة واحدة :
- يعني انا كنت بسمع بابي وهو بيقول لاونكل رأفت انه مضايق من غيابك الغير مبرر و اعضاء المجلس اشتكو كمان و ده ممكن يأذيك في شغلك فقلقت عليك ... That's it.

لم تستطع الاعتراف بخطط والدها بطريقة مباشرة لذلك حاولت التلميح له قدر الامكان كي يأخذ تدابيره ، و بالفعل استمع اليها عمار و تنهد بسأم من عمه الذي أصبح فجأة يود الوصول الى منصبه في الشركة بطرق ملتوية مثل تحريض السيد رأفت و اعضاء مجلس الادارة و الزبائن ضده.
ثم ابتسم لها قائلا :
- مفيش داعي تقلقي يا قطن صحيح انشغلت بحاجات عرضية بس خلاص دلوقتي فضيت ... و هركز في شغلي جدا.

هتف بآخر جملة بنبرة متوعدة لم تتبينها وهي تبادله الابتسامة ثم تنزل و يتبعها هو ، جلس الإثنان فهمست له سعاد :
- انت اتأخرت اوي النهارده.

همهم بدون تركيز :
- كانت عندي مشاغل يا سعاد هانم.

هزت رأسها بغير رضا ولم ترد التعمق في التفاصيل ف اختارت الصمت حتى نطقت فريال بحشريتها المعتادة :
- الظاهر انت كنت مشغول لدرجة نسيت ان بكره الذكرى السنوية بتاعت والدتك الله يرحمها.

ضغط عمار بأصابعه على الشوكة التي يلتقطها و حاول رسم ابتسامة صفراء على وجهه وهو يرد عليها :
- لا انا لسه فاكر ... اكيد حضرتك مش هتهتمي بذكرى والدتي اكتر مني يعني.

توتر الجو قليلا و لمعت عينا رأفت بحزن التقطته سعاد بسهولة فقالت :
- الله يرحمها احنا هنطلع صدقات و نتمنالها الرحمة.

- امين.
همهم الجميع خلفها و ساد الصمت الموحش قبل أن يقوم عمار و يذهب الى الحديقة الخلفية ، وقف يستقبل نسمات الهواء الباردة وهو يدخن حتى سمع صوت خطوات قادمة و تفاجأ عندما وجده رأفت الذي أخذ مكانا لنفسه بجانبه و ظل يتأمل الظلام حتى قال :
- انت كل مرة بتجي تقف لوحدك هنا لما تبقى زعلان او بالاخص لما تجي سيرة مامتك.

اطفأ عمار سيجارته بينما يردد ببرود :
- اول مرة اعرف انك واخد بالك من تصرف بعمله في حالات معينة.

حدجه رأفت مؤكدا :
- انا عارف كل تفاصيلك يا عمار وبقدر اعرفك وانت مبسوط او وانت زعلان ومضايق.

دحرج الآخر مقلتاه في المكان بربكة قبل أن يسأله على حين غرة :
- حضرتك كنت بتحبها ... اقصد والدتي.

تفاجأ رأفت من سؤاله و بهت قليلا ليقول :
- ايوة ... طبعا كنت بحبها.

- طب وهي.
استفهم مجددا و هذه المرة ركز عليه بنظراته التي اربكت الأخير و جعلته يتنفس بعمق عدة مرات قبل أن يردف :
- ايوة حبتني ... و حبتك جدا انت كمان لدرجة جابتك نسخة عنها.

وضع يده على كتفه ولده متابعا :
- و انا بردو حبيتك يا عمار ... انت مبتقدرش تتوقع انا عملت ايه عشانك و علشان تبقى مبسوط و مرتاح حتى لو اتخدت طرق صعبة و قاسية بس كل ده عشان في الاخر تطلع راجل زي دلوقتي.

حينها لم يتوقع رأفت أن يبدي الآخر اي ردة فعل ، و لكن عمار صدمه بأن ابتسم له بخفوت و كأنه يخفف عنه ألم تأنيب الضمير ثم طالع الأشجار من حوله وهو يفكر بأنه ... من غير الممكن أن يكون والده تمادى في اخطائه لدرجة أن يقتل طفله !

___________________
في مساء اليوم التالي.
جلس داخل سيارته المركونة على طرف الشارع يراقب مغادرة آخر فرد من المقبرة وقد كان عمار الذي جلس طويلا يتحدث معها بكلام لم يصل لأسماعه.
و عندما غادر عمار ، ترجل هو و خطى ببطء نحو قبرها المكلل بالورود و النباتات التي كانت تعشقها في الماضي ، و جلس على حافته مشاركا دموعه مع قطرات المطر الخفيفة تحت القمر المختبئ خلف الغيوم ...

ارتجفت يده التي امتدت لجيب بنطاله مخرجا منها صورة قديمة لسيدة فائقة الجمال ، بملامحها الفاتنة و ابتسامتها الأنيقة التي سحرته في الماضي ، و التمعت عيناه بدموع الحسرة مجددا وهو يهمس للتربة الباردة :
- فيروز ... مهما عدت السنين مش قادر انساكي ... ملامحك و ضحكتك و شخصيتك ... انتي هتفضلي جوا قلبي و مستحيل تطلعي منه.

ملس بيده على اسمها المحفور على شاهد القبر و تأوه بألم مردفا :
- انتي موتي مرة واحدة بس انا موت اكتر من مرة ... لما اتجوزتي راجل غيري ولما خلفتي من غيري ولما حطو الكفن عليكي ... و من ساعتها وانا بتقهر على حبي اللي مجبور اخبيه و مبينش وجعه لحد.
انتي كنتي كتيرة على واحد زي رأفت يا فيروز ... واحدة زيك كان لازم تبقى معايا انا بس هما بعدونا عن بعض و اضطرينا بسببهم ناخد طريق غلط علشان نعيش حبنا بس انا مش ندمان ... عمري ما هندم على حبي ليكي.

ضغط على الصورة المهترئة و دمدم بهمس خشن :
- انا مش هسامحهم لانهم اخدو حبي الوحيد مني ... صحيح انا عرفت كتير غيرك في الوقت اللي كنت فيه معاكي و عشان كده انتي كرامتك انجرحت و قررتي ترتبطي بغيري بس فين المشكلة ماهو انا كنت بحبك انتي بس و الباقي كانو تسلية بالنسبالي شوفتي ايه اللي ضيعناه من حياتنا بسبب قرار خدتيه في لحظة تهور لما قولتي انك هتتجوزي رأفت اللي طلب ايدك ؟
هو طول حياته بياخد حاجة غيره وانتي كنتي بتاعتي وهو طمع فيكي بس قلبك كان ملكي انا و حتى جسمك.

نزلت دموعه بغزارة و تحشرج صوته المتألم الذي اعتاد اخفاءه كي لا يعلم أحد به ، و غلغل اصابعه بداخل التربة الرطبة جالسا معها بضع دقائق قبل ان ينهض ويسير الى سيارته بملابس متسخة و أعين محمرة بفعل البكاء.
أخذ مكانه و أسند رأسه على المقود بتعب و حزن ممتزج بالحقد و الغضب ثم نهض و فتح باقي الصورة المطوية ليظهر مع السيدة شاب في العشرينات يحتضنها و يمسك بيده وردة من نفس نوع الورود الذي على قبرها ....

فاِبتسم و مرر أصابعه على وجهها قبل أن يقلب الصورة و يتراءى له تاريخ ذلك اليوم عندما كانا معا و التقط لهما أحد المارين صورة للذكرى ...
ثم ملس على حروف اسمها المكتوبة بخط يدها الأنيق بجوار اسمه ... " فـيـروز ، عــادل " ...

__________________
ستوووب انتهى البارت
رايكم فيه
مريم و عمار هيقدرو يجتمعو تاني عشان يوصلو للمجرم ؟ و هل عمار هيكشف سليم بعدما يغير طريقة تفكيره ؟
هل هيجي يوم و عمار يشك في ابوه اللي بدأ يقرب منه ؟
رايكم في اخر مشهد ؟ هل كنتو تتوقعو هوية عشيق فيروز و ياترى ايه سبب انفصالهم و ازاي ؟
رايكم وتوقعاتكم للأحداث القادمة

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 138K 141
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
124K 2.3K 37
قصه رومانسيه جريئه
1M 75.3K 56
تدور أحداث القصة حول قصة حقيقية... عن (فتاتين) كان عمل عائلتهما خارج القانون.. تنقلب حياة رنا رأساً على عقب بعد انفصال والديها وتتعرض لعدد من الحوادث...
4.5M 177K 74
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...