10:00 Am
December
.
.
.
صباح جديد ، تلك الفتاة التي لا زالت غارقة في نومها ، يرن المنبه للمرة الثالثة مفزعها من مكانها ...
- يا إلهي !! إنها العاشرة !! أفرطت في نومي بشكل كبير ...
إستقامت كاترين من سريرها متجهة إلى الحمام ، إغتسلت مرتدية قميصا صوفيا أبيض و سروال جينز أزرق مع حذاء رياضي سكري اللون ، جمعت شعرها على شكل ذيل حصان ، رشت بعض العطر مختتمة أناقتها .
نزلت إلى المطبخ تخرج من الثلاجة الكيميتشي ، تضعه في الوعاء متجهة به فوق النار في إنتظاره ليستوي ...
- علي أن آخذ له الكيميتشي ، لقد تأخرت فعلا ، لا بد أنه ينتظرني الآن ... !
شردت لهولة مقاطعا شرودها صوت جرس الباب ، فزعت مقتربة من الباب بضع خطوات ...
- من على الباب ؟؟ ...
- أنا جاركي يا كاترين ...
- أوه السيد جيون !!
فور سماعها لصوته همَّت بفتح الباب
- أهلا جونغكوك !! كيف حالك ...؟
- أنا بخير يا كاترين ، لكن أ نسيت الإتفاق الذي تعاهدنا عليه ؟
- لا لم أنسى ، لكن نمت نوما عميقا لدرجة أني لم أسمع المنبه حين رن ...
- لا بأس انا أصدقك ... دقائق أنا انتظرك في منزلي
- حسنا جونغكوك ! دقيقة و سيستوي الطعام
- حسنا انا في إنتظارك
أنهى كلامه هاما بالرحيل ...
10:30 Am
أغلقت كاترين الباب راكضة للمطبخ ... جمعت الكيميتشي في علب مغادرة إلى منزل جارها ...
وصلت القصر داقة بابه , فتحت إمرأة في الخمسينات من عمرها ، تلبس ثياب الخدم ... تبدو و كأنها رئيسة الخدم .
- السيد جيون في مكتبه يا صغيرة يمكنكي الدخول ...
- شكرا لك يا خالة ...
خطت خطوات للداخل شادة على تلك العلب بيديها بتوتر .
- المكتب في الطابق الثاني على اليمين يا آنسة ...
- حسنا ، شكرا لكي يا خالة .
أنهت كاترين كلامها تصعد الدرج مهرولة ، وصلت الطابق الثاني ، أغلقت عينيها متذكرة تلك الذكرى التي مرت عليها في هذا الطابق ، ضحكت بخفة على غبائها متوجهة لتلك الغرفة على يمينها .
فتحت الباب دالفة للغرفة دون إذن ...
- كاترين !
- نعم ، ها قد أتيت ...
أردفت تتنفس الصعداء ، واضعة العلب فوق تلك الطاولة الصغيرة التي كانت تتوسط المكتب ...
- ما الذي تفعله جيون ؟؟
قالت مقتربة من مكانه ...
- أنا أكتب ، فقط ...
- ما هو الشيء الذي يكتبه صديقي ؟؟
أردفت بنبرة رقيقة مشبكة يديها بلطافة ،
و هو يحس بأن كيانه كله يهفو إليها ...
- أنا أكتب قصيدة يا كاترين ...
قال و هو ينظر لعينيها بهيام
- هكذا إذا ، انا أحب القصائد ... هيا إقرأها لي
- لا ، لن أقرأها كاترين ، فيما بعد ...
- رجاءا جيون ، هيا أود سماعها بشدة !
- لا أريد كاترين ، ما زلت لم أكمل كتابتها حتى .
- هيا ! إقرأها من أجلي و سأكافئك ...!
ثم قطعت عبارتها ، فخفق قلبه ، و لكنها سارعت تتمها :
- بطبق كيميتشي ... !
و انفجرا ضاحكين !
- حسنا حسنا ، لكن هي باللغة الكورية يا كاترين ...
- لا بأس ترجمها من أجلي للإنجليزية .
- كاترين ، الترجمة ستفقد الأصل أهم ميزاته و هو : الإيقاع
و إنها ليست آخر الأمر سوى تشويها و خيانة ...
أنهى كلامه بالتمعن في عيني الأخرى اللامعة
ردت عليه الأخرى و لا زالت مصرة على سماعها :
- لن يصعب علي أن أتم الصورة خطوطا ، فهاتها و لو هيكلا ...
فور سماعه لكلماتها ، مد يده للمكتب حاملا ذلك الديوان فاتحا إياه بتردد ، فإذا هي قصيدة عنوانها : << الحرمان >> .
و راح يحاول أن يترجمها لها . و رآها بعد لحظات تتأمله ، و هو يبغم بالكلمات بجهد في أن يخرج منها نغم و معنى و صورة .
كان بين الفينة و الأخرى يرفع إليها بصره يستطلع على وجهها التأثير ، فيقرأ فيه طيوفا من التأمل و الأحلام تتجمع حيناً في عينيها ، و حيناً آخر لشفتيها افترارا لبسمات حالمة .
و حين فرغ من ترجمة القصيدة و قد أجهده ذلك ، رآها تدنوا منه رافعة كفيها على كتفيه ، جاعلة عينيها على عينيه ، هامسة :
- ما أروعك يا شاعري !
فور سماعه لكلماتها ، لم يستطع منع نفسه من النهوض عن الكرسي ، و جذبها إليه ، همهم بإسمها مغمضا عينيه ، أغمضت عيناها هي الأخرى تشد على سترته ، فأخذ شفتيها الباسمتين يلامسهما برفق ، ثم جعل يمتصصهما بنهم ،
أحس من نشوة هذه القبلة بمثل الخدر ، شعر بأن كيانه كله تجمع في شفتيه ، فالتصق بشفتي كاترين كأنما ينزع إلى الفناء فيها .
. لا ، لم يكن ينبض فيه عرق من شهوة و لا إحساس من اهتياج بل ..
كان روحا تعانق روح ...
حين سمعها تتنهد ، عزم على أن يملك حواسه ، فتح عينيه ببطء فإذا عيناها لا تزالان مغمضتين و إذا شفتاها نابضتان تخفق بها الرغبة ،
و لكن كاترين ما لبثت أن تلملمت و انشق جفناها عن نظرة لا تفسر .
حدق بعينيها مطولا قائلا بهدوء شديد :
- لا أعلم ما الذي تفعلينه بي يا كاترين ...
إرتجاف جسمها جعله يخلع يداه من خصرها ، أنزلت رأسها بخجل شديد ، الصدمة تعتلي ملامحها ، وجنتيها التي صارت بلون الفراولة الطازجة ، عضت شفتها السفلى بقوة قائلة :
- سأذهب للمنزل جونغكوك ...
- شاركيني الفطور يا كاترين
- إذا سانتظرك على الطاولة ...
أردفت تغادر الغرفة مهرولة ، إبتسم الآخر إلى أن ظهرت غمازته الصغيرة التي كان ظهورها الأخير في سنته الخامسة ...
هي تروقه بشدة ، لا يستطيع أن يسيطر على ذاته عند تواجدها بجانبه ...
جمع ديوان قصائده واضعا أياهم في خزانة خاصة ، راح يدس يديه في جيوبه مغادرا الغرفة ، نزل الدرج مترأسا طاولة الطعام ، ألقى نظرة على كاترين التي تجلس بصمت تنزل رأسها تلعب بأصابعها بعشوائية ، راح يناديها بإسمها مرات متتالية لكن لم تجبه بسبب شرودها .
- كاترين !!! أنا أكلمك !
إنتفضت الأخرى من مكانها ، إرتجفت في كلماتها قائلة :
- لم أسمعك ، أنا آسفة ،
- هل أنت بخير ؟
- امم ، نعم نعم ، أنا بخير ..
أنزلت رأسها مرة أخرى تعض على شفتها بشدة ،
- توقفي عن عض شفتك كاترين ! ستصير دامية إن استمررت في ذلك ...
أدخلت أسنانها مسدلة شفتها براحة ... في ذلك الحين أتى الخدم الواحدة تلو الأخرى مصطفين في صف واحد ،
وضعو الأطباق على الطاولة مغادرين لإنهاء أعمالهم ...
- تناولي الطعام يا كاترين ...
- حسنا ، يبدو شهيا ...
- نعم ، شهي جدا .
أنهى كلامه مصوبا عينيه على شفتيها التي تأكل الكيميتشي بشراهة ...
- بالصحة و العافية كاترين ...
أردف مطبطبا على ظهرها بحنان ، أمسك ملعقته يشرع في الأكل هو الآخر ...
الصمت يسود المكان ، أصوات المعالق ترتطم بالأطباق هو كل ما يسمع على تلك الطاولة .
قاطع ذلك الصمت صوتها :
- جونغكوك ...
غمغم كجواب لها
- هل يمكنك أن تعيرني كتاب ؟ ، و سأرجعه لك عند انتهائي من قراءته ...
- أي كتاب تفضلي قراءته كاترين ؟
- أحب الكتب الإنجليزية و العربية ...
- لا أقصد اللغة ، بل نوعية الكتاب أو بصيغة أخرى عما يتحدث الكتاب ؟
- آه ؛ بصراحة أهوى الكتب الرومانسية ، أو الكتب الغامضة التي تساعدني على عيش حياة تخالف المؤلوف !
نطقت تحاول الشرح باستعمال كلتا يديها ...
نهض مترفقا ، يأخذ بذراعها اللدنة ، ثم طوَّق كتفيها ،
و قال و هو يمشي بها إلى باب المكتبة :
- سأريكي بعض الكتب التي يمكن أن تروق ذوقك ..
فتح باب المكتبة و لا زالت يداه تمسكان بكتفيها ...
إتجه بها إلى أحد الرفوف الخشبية الكبيرة .
- هنا توجد كتبي المفضلة ، ذوقي ليس مختلفا تماما عن ما تحبين قراءته كاترين ...
إبتسامة شقت ثغرها ، أفلت كتفيها تاركا إياها تختار ما تفضل من كتب ، عيناها تلمع في النظر لتلك الرفوف المليئة بسعادتها ،
ببساطة سعادة كاترين تكتفي بكتاب و مكان هادئ للقراءة .
بينما ذلك العاشق أرجع جذعه للوراء متكئا على أحد الرفوف يتأمل من أسرت قلبه ...
بعد دقائق و أخيرا إستطاعت أن تجد كتب مختلفة راقتها ...
- جونغكوك ، هل يمكنني أخذ أكثر من واحد ؟
- يمكنكي أخذ ما تشائين صغيرتي ...
- حقا ! شكرا لك ...
نطقت تلملم تلك الكتب في حقيبتها ...
ألقى نظرة على ساعة يده ، مقتربا منها بعد ذلك :
- إنها السادسة مساءا يا كاترين ، ينبغي الآن أن تعودي لمنزلك قبل أن يسود الظلام ...
- أوه صحيح ، معك حق ، سأذهب الآن ...
أردفت تحمل حقيبتها متجهة صوب الباب
أخذ بخطواته وراءها إلى ان وصلو إلى الخارج ...
- إلى اللقاء جونغكوك ، أراك غدا مع طبق كيميتشي جديد ...
قالت بعفوية تضحك بخفة ...
- اعتني بنفسك كاترين ، أراك غدا ...
إقتربت منه تحضنه بلطف جاعلة قلب الآخر ينبض بعنف شديد !
بادلها الحضن بوضع يديه على خصرها يحتويها في صدره ،
فصلت ذلك الحضن الذي كان بالنسبة إليه إحتواء للحياة .
فتحت الباب تخرج منه ، واقفا الآخر ورائها و كل انتباهه موجه إليها .
وصلت كاترين منزلها تدخله بهرولة . صعدت غرفتها مباشرة تفتحها ترمي نفسها على السرير .
تتقلب و تصرخ و تهلوس مثل المجنونة . أحيانا السعادة تجعل منك إنسانا مجنونا ...
نهضت تخلع ثيابها تغيرها بواحدة أخرى مريحة للمنزل .
عندما أرادت إغلاق الخزانة أثار انتباهها تلك السترة ، حملتها تشم رائحته التي لا زالت موجودة .
- غدا سأرجع له سترته ، كي لا يظن أنني سارقة ...
قالت و هي ترجعها في مكانها مغلقة الخزانة ، نزلت إلى المطبخ تعد العشاء تسد به جوعها .
10:00 Pm
غسلت الأطباق منظفة المطبخ .
- سأخرج للتجول في الحديقة بعض الوقت ...
خطت خطواتها لخارج المنزل تغلق بابه ، رغم صغر مساحة الحديقة إلا أنها كانت تملأها بعض الأزهار الجميلة ، بألوان مختلفة ، كالأحمر و البنفسجي و الوردي و الأصفر ....
- ياه ! ما أجملها ! كل الألوان متواجدة عدا لون الأزهار المفضل لدي ...
قالت بيأس تبحث عن أزهار بيضاء بعينيها ...
- المنزل نظيف ، و الحديقة نظيفة أيضا ، حتى أن الأزهار متفتحة ليست ذابلة ، أتسآءل من هذا الإنسان الراقي الذي كان يستأجر المنزل قبلي ؟؟
قالت و هي تمسك رشاش المياه تسقي تلك الأزهار ...
- الجو بارد ، يجب علي النوم ... اااه انا متعبة !!
حملت نفسها تدخل المنزل تغلق الباب بإحكام ، فلا تنسى انها تعيش وحدها و في دولة غير دولتها ، الاحتياط واجب !
صعدت غرفتها ، تحمل حاسوبها إلى أن أثار انتباهها ما في الشرفة .
- يا إلهي !! نسيت الغسيل في الشرفة !!
ألقت بالحاسوب فوق السرير تهرول للشرفة ، بدأت بجمع الغسيل تنظر بين الفينة و الأخرى لشرفته ...
أنهت ما بيدها من غسيل ، تبحث بعينيها عنه في تلك الغرفة المقابلة لشرفتها ...
دقائق حتى فُتحت باب شرفته ، دخل جيون بصدر عاري كالعادة يحمل تلك السيجارة ... إتكأ واضعا ذراعيه على حافة الشرفة ،
ما إن قرب السيجارة لشفتيه حتى وقعت عيناه على جسمها الصغير ، و وجهها البريئ ، أنزل يده ، ما إن أراد تحريك شفتيه للكلام ، قاطعته :
- لا تدخن ، التدخين مضر بالصحة !
إبتسم يرمي تلك السيجارة على الأرض واطئا عليها بأصابع رجله .
أخبرتكم أنه لا يعرف كيف يرفض لها طلب و لا يعلم لما لا يستطيع أن يرفض لها أي طلب ...
إبتسمت بإتساع فور رؤيتها لما فعله ...
- شكرا لك !
- على ماذا تشكرينني يا كاترين ؟
- لأنك لم ترفض طلبي يا جونغكوك !
- أنا لا أعلم كيف أرفضه يا كاترين ، علميني كيف أفعل ذلك معك ... مثلما جعلتني لا أستطيع الكسر بخاطرك !
ضحكت كاترين منزلة رأسها معبرة عن حياءها
- إلبس قميصك ، الجو بارد جيون ...
ما إن أتمت كلامها حتى خطا بخطواته للداخل يخرج بعد ذلك مرتديا قميصا .
ضحكت مره اخرى ، قاطعها كلامه :
- حان دوري كاترين !
- نعم ؟؟
- أدخلي الآن و نامي و لا تخرجي مرة أخرى للحديقة لأنها دون سياج للحماية ...
قال رافعا سبابته نحوها ، عضت شفتها السفلى قائلة :
- لكن سقيت الأزهار فحسب ، إن لم أعتني بها من سيعتني بها ؟
نطقت و هي ترفع يديها باستفهام .
- و إن لم أعتني بزهرتي من سيعتني بها ؟
قال ينظر إليها بهيام !
- تصبح على خير ...
قالت و هي تحمل السلة تجري إلى الداخل مغلقة باب الشرفة .
رمت نفسها على السرير ساحبة الغطاء تغطي به جسمها
- يا إلهي !!!! هذا الرجل يقودني إلى الجنون !!
قالت بينما تغطي وجهها بالغطاء بخجل شديد !!
- حسنا سأنام الآن ...
أغمضت عينيها ذاهبة بعد ذلك إلى عالم الأحلام ☁️ .
.
.
.
.
.
.
.
.
تصبحون على خير 🤍
.
.
.
.
.
.
.
أتمنى ان يكون الفصل نال إعجابكم ، عملت بجهدي لكتب شيءا يروق مفاهيمكم ... شكرا على القراءة نلتقي في الفصل القادم ✨
توقعاتكم في التعليقات و أراءكم تهمني إلى اللقاء ... (◍•ᴗ•◍)
~ 2000 words ~