Every night

By Marceline__vk

610K 46.1K 35.2K

بِمرور لَيلَةٍ وَرَاءَ لَيلَة، تَجرَّعَ الحاكِم السُّمّ الحُلوُ ذُو الطَّعمُ المُر جُرعَةً تلو جُرعَة آخذاً... More

البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالِث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامِن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الثانِي عشر
البارت الثالث عَشر
البارت الرابع عَشر
البارت الخامس عَشر
البارت السادس عشر
البارت السابِع عَشر
البارت الثامن عَشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرين
البارت الواحد و العشرين
البارت الثاني و العشرين
البارت الثالث والعشرين
البارت الرابع وَ العشرين
البارت الخامس والعشرين
البارت السادس و العشرين
البارت السابع والعشرين
البارت الثامن والعشرين "الأخير"

البارت الحادي عشر

20.8K 1.6K 1.2K
By Marceline__vk


هاي؟

. . . .

"ماذا ؟" تايهيُونغ تَسائل مُميلاً بِرأسهُ قَليلاً، فَجونغكُوك لَم يُحرك ساكناً ما أن أدار هو اللوحَة، فَأبتلع الشاحِب ما بِريقهُ يَتسائل "كيف .." بِينما أعينهُ تَتفحص الرَسمة مِراراً وَ تِكراراً

الرَسمة التِي كانت عِبارة عَن حَدث وقع بِأحد الحَفلات الخاصة لِلعائلة الحاكِمة، وَ التي لَم تَكن تَحتوي مَن ضيوف مِن الأقارب أو العوائل النبيلة، فقط العائلة ..

"هذه الرَسمة .." جونغكُوك تَمتم، فَهمهم تايهيُونغ يُراقب رَدة فعلهُ، كيف أنهُ بِين هل يَقول أو لا يَقول ؟ هل يَسأل ...أو لا يَسأل ؟

فَأيُ شَيء سَينطق بِه الان، سَيؤدي لِلحديث عَما لَن يَتمكن تايهيُونغ مِن الإجابة عَليهُ ..وَ رُبما عَما لن يَتمكن جونغكُوك عن مُشاركتهُ كاملاً

فَأنقذ نَفسهُ، وَ قال "رأيت ذاتُ مرةً رَسمة كَهذه في خزانتك ...لِذا أبهرتني، وَ بَقيت مُترسخة فِي عَقلي، لِذا أنا رَسمتها لكن ...أضفت بضعاً مِن ألواني فَخاصتك كانت رَمادِية رُسمت بِقَلم الرِصاص"

ونوعاً ما ...جونغكُوك شَعَر بِالراحة، لكن لِيس كَثيراً، فَالألوان التي وَضعها تايهيُونغ ...كانت ذاتِها مِن الواقع ! فَفكر فِي لَرُبما أنها صِدفة فَقط

"لِما تَبدو مَصدوم وَ ...قَلق، هل هُناك قِصة خَلف رسمتك ؟" تايهيُونغ عَبث بِأوتارهُ، فَطَرَح سؤالهُ، لِيكذب المَلك نافياً بِرأسهُ وَ قولهُ "لا، أنها مُجرد رَسمة"

"لكن القاعَة ...أنها تُشبه قاعَة أحتفالات العائلة المَلكية، تِلك التي تَكون خاصّة" تايهيُونغ أستمر، غير مُبالي لِكيف أنهُ يُضاعِف قَلق المَلك، الذِي أكتفى بِالهمهمة، وَ أضاف كِذبة أُخرى "حَلمتُ ذاتُ مرةً وقوع شيئاً مُشابهاً لِهذا بِها لِذا ...أنا فقط رَسمت ما رأيت"

وَ بِالنظر لِأعين تايهيُونغ ...هو لَم يُصدق، لكنهُ وَ على أيُ حال اومأ وَ أستقام يَسأل "هل تُريد أمراً أخراً مِني قَبل ذَهابي، سُموك؟"

"أخبرتك أن تُخبرني عَن ما قَصدك بِكون أبي دُرب عَلَى يَد تابعاً لَهُ ؟" كَرر المَلك ما تايهيُونغ هُنا بِسببهُ لِهذه الليلة، فَأعاد تايهيُونغ الإجابة بِذات سابِقتها "أخبرتك إنك تَستطيع أن تَسأل سُمو المَلكة والدتك، وَ سَتُأكد لَك صِدق كَلامي بِشأن أن أبيك المَلك تَعلم أستخدام سِيفهُ عَلَى يَد تابِع .."

"لكنني أُريد أن أعلم كِيف عَلِمت أنتَ، تايهيُونغ" الحاكِم قاطعهُ، يَقترب بِخطوة مِنهُ ...فَيبتعد تايهيُونغ بِأخرى عنهُ، لِيأخذ ذِراعهُ يُثبتهُ أمامهُ وَ يَمنعهُ مِن التَراجع بِينما يُكمل "كيف عَلمت عن أمر كَهذا ؟"

"إذاً أنتَ تُصدقني .." الأشقر تَمتم، وَ الأخر هَمهم، لِيتنهد الأسمر يُشيح أعينهُ بعيداً لِوهلة ...قَبل أن يُعيدها لِلغُرابي يُجيب "عَلمت صِدفة، كُنتُ ذَاهب لِجناح والدتك، وَ سمعتها تَتحدث عن الأمر لِأحد وصيفاتِها" وَ ما كانت أحرفهُ سُوى كَذِبة، كَذِبة صَدَقها المَلِك فَلا يَستطيع فِعل العَكس أمام أعين فَتى القصر ..

"سَأحدثها عن الأمر إذاً ...وَ أرى" شاحِب البَشره أسترسل، فَأومأ الأخر دون أهتمام، فَبِضعاً مِن كلماتهُ كانت كاذِبة، لكن بِشأن أن المَلك الراحِل تَعلم عَلَى يَد تابع ؟ لَم تكن بِكذبة، بل هي كُل الحَقيقة

"الان .." جونغكُوك تَمتم يَجذب الفَتى ناحيتهُ بِبطئ، لِيفتح ذاتُ الموضوع الذِي أُغلق مِن وَقت لِيس بِطويل "لَك عاشقاً وَ مَعشوقاً ؟" فَضحك تايهيُونغ بِخفوت لِهذا ...يَبدو أن جونغكُوك لَم يَتخطى تِلك النُقطة، حِينها اومأ بِرأسهُ يُردد "لِي عاشقاً .."

"لَكن لَا يَزال عاشِقك غِير معشوقاً .." وَ لَدى أحرف جونغكُوك تَلاشت أبتسامة تايهيُونغ، بَل وَ أبتلع ما بِحنجرتهُ يَمحي التواصل البَصرِي بِينهُما بِلَف رأسهُ لِلجهة الأخرى، لا يَستطيع إستكمال التواصل فَهو يَعلم، يَعلم ما قصد جونغكُوك وَ ما مَعنى أحرفهُ ..

الذِي وكما هِي العادَة ؟ خَلل أصابعهُ أسفل ذُقنهُ، وَ أعاد تَحريك رَأسهُ بِأتجاههُ، فَيجد تايهيُونغ كيف أن البِسمة مَلأت شِفاه المَلِك كَحال قَلبهُ

لِيتنهد وَ يَهمس بِضعف لَم يراهُ جونغكُوك سُوى الان "ما لَك بِي ؟"

"ما لِي بِك هو أنتَ، أنتَ يا تايهيُونغ" الحاكِم أجاب دون تَفكير مُسبق، وَ أخذ يَقتربُ شيئاً فَأخر مِن شِفاه الأكبر المُفَرَقة، فَهمس أمامها فَور أمتزاج أنفاسهُم "أو أقول يا هِيونغ، أيها الكَبير .."

ولا أرادياً ...وَ رُغم الخَدر الذِي أجتاح جَسد تايهيُونغ بِدايةً مِن رأسهُ وصولاً لِقدميهُ ؟ هو ضَحِك، يَبدو أن جونغكُوك تَحرى لِمعرفة عُمرهُ !، هو أكبر مِن المَلك بِثلاث سِنين ..

"دَعني أذهب ..."
"سَأدعك لكن لا تُخرب مُتعتي أولاً يا فَتى .."

وَ تَلاصق شِفاه صَغير هو كُل ما حَدث مِن بَعدها، وكان لِيتحول لِأمر أخر، أمر جامِح ...إلا أن تايهيُونغ أبعدهُ بِرفق مِن أيسر كَتفهُ يَهمس "تُصبح عَلَى خِير" ثُم يَتحرك لِلرحيل تاركاً خَلفهُ مَن مَلأتهُ الرَغبات وَ النشوات ..

"لِيس لك أيُ مَعشوق، فَلُو كان لَك ما كُنتَ لِتَسمح بِحدوث تَلامِس شِفاه أو تَلاصق أجساد مَهما كَلفك الأمر"

. . . .

صَباح يوم التالِي ..
كان كُل جزء مِن القَصر مَشغول بِالتحضيرات لِأستقبالِ مَلك فَرنسا، بدايةً مِن أعادة تَنظيف القَصر بِأجمعهُ وصولاً لِتحضير الوَلِيمة وَ صالة الأحتفالات لإقامة سَهرة خاصّة

لِهذا ...كان جَناح الجارِيات بِضجيج أزعج تايهيُونغ، فَكُلهنَ مُتحمسات لِلقاء المَلِك الفَرنسي وَ مَن مَعهُ، وَ مُتحمسات كونهنَ ضمن مَن سَيرونهُ، فَيُقال أنهُ شاب يافِع قَادَ العَرش بدلاً مِن أبيهُ مُنذ سِنين قَليلة فَقط، وَ الذِي يُسمى بِجيمين أورليان

وَ بِوصولهُ ...أستقبلهُ جونغكُوك وَ عائلتهُ المُكونَة مِن والدتهُ ماڤيت وَ زوجات أبيه الأثنين الآخريات، وَ كان هُناك أخيهُ الأكبر لُوثر وَ زوجتهُ مع أبنتهُ، وَ أختهُ الوسطى كلارا رِفقة زوجِها، وصولاً لأختهُ أرابيلا وَ أصغرهم لُوكاس

كان هو الوَحيد الآتي مِن أُم كورِية، فَقد كان لِلملك الراحل ثلاث زَوجات، أحداهن فَرنسية آتت لهُ بِأرابيلا وَ لُوثر، وَ الأخرى رُوسية وَ هِي مَن وَلدت كلارا وَ لُوكاس، وَ أخيراً ماڤيت ..

التِي كانت فِي بادئ الأمر مُجرَد عَشِيقة، إلا أن حَدث وَ صارَت مِن عَشيقة لِزوجة المَلك المُقرَبة، ثُم ...وَالدة وَلي العَرش وَ الان المَلكة الأم

ولا يَعلم جونغكُوك ...لا يَعلم أن كان أبيهُ أختارهُ كَحاكِم لِكونهُ أبن عَشيقة قَلبهُ، فَقبلاً، كان يَرى جونغكُوك أن أخيهُ الأكبر لُوثر أولى بِالعرش مِنهُ، بل وكان الجَميع يَعتقد أنهُ مَن سَيتوج لِلعرش، لكن حَدث وَ تُوج هو للعَرش

وَ الأمر وَ بِطريقة ما صَنع عَداوة بِينهُ وَ بِين لُوثر، فَلُوثر كان يَود أن يُصبح المَلك، بل وَ أجتهد عَلَى نفسهُ لِيترشح لِمنصب كَهذا، إلا أن جيُون وَضع جونغكُوك، رُغم أن عِلاقة جونغكُوك وَ أبيهُ كانت سيئة، وَ معقدة ..إلا أنه وضعهُ

"مَضى وَقت طويل ...جونغكُوك" جِيمين أسترسل، يُصافح مَن أبتسم وَ وافقهُ الرأي، فَسِتة سِنين لِيست بِهينة "مُنذُ أن تَوفى والدِينا وَ قُطع التواصل، لِنَلُوم كِلانا أذاً"

فَقَبِل جيمين الأمر، وَ أعينهُ ذَهبت لِلحرس، ثُم لِبعض المُساعدين، كان وكأنهُ يَبحث عن أحدٍ ما، وَ جونغكُوك لاحظ ...إلا أنهُ تجاهل، فَطلبت المَلكة جِيمين أن يُرافقهم حَتى طاوِلة الغداء، فَأومأ لها وَ تحركوا ..

بِينما جونغكُوك كان لِيفعل بَعد أن يُكمل مُخطابة دِيفيد وَ إلقاء بَعض الأوامر، إلا أن أعينهُ أتجهت لِأحد الشُرف المُطلة عَلَى حَديقة بَوابَة القَصر الكُبرى ..

و كان يَقف تايهيُونغ هُناك، وَ أعينهُ عَليهُ، بَل وَ لَا تَبدو أنها فارَقتهُ، وكانت بِنظرَة مُبهمة، مُبهمة أكثر مِن أيُ وَقت قَد مَضى ...فَفكر جونغكُوك؛ هل أصابهُ خطبٍ ما ؟

"دِيفيد .." جونغكُوك نَده حارسهُ، وَ أعينهُ لَم تَنخفض مِن تِلك التي بَعثر صاحِبها نَظرها بعيداً عنهُ لِلحظات ...وكأنهُ يُفكر، يُفكر عَميقاً، وما أن أُعيدت أعين العَسلي الأسمر بِخاصة الغُرابِي الأبيض، حَتى طَلَب الحاكِم "أخبر تايهيُونغ أن يَنتظرني لِيلاً بِشرفتي ما أن تَنتهي تِلك الحِفلة الخاصة، وَ قَبلها ...جَهزوا بِها بَعض النِيران لِنَتَدفئ، رِفقة أحد مُفضلاتي مِن قَناني النَبيذ"

"أوامرك مُطاعة سُموك"

ثُم فَصل جونغكُوك تواصلهُم، وَ تَحرك لاحقاً بِعائلتهُ، رُغم أن شعورهُ بِالأنتماء وَ الرَغبة بِالقرب لا تَنصاع لَهم، إنما لِفتى القَصر هُناك ..

حَديث وَ أخر، وَ جونغكُوك وَ حاكِم فَرنسا لَم يَكتفوا، بل أخذ الحديث مَجرى أخر، وَ تبادلوا الذِكريات حول مُراهقتهما، وصولاً لِنضجهما، وَ بَعضاً مِن الأمور المُتناقلَة مِن شعب لِأخر حول حكمهُما، وَ الكثير

إلى أن أكتفوا، فَأخذ جيمين وجهتهُ لِلجناح الذِي جُهز لَهُ لِيأخذ بِضع ساعات نَوم وَ رَاحة أثر تَعبهُ مِن السَفر ..

فَحَل الليل، وَ أجتمع الأمراء الأثنين وَ بِضع مِن أصدقاءهُم وَ بِضع مِن الوزراء بِتلك القاعَة، يَتبادلون أطراف الحَديث المُنوع، وَ الذي يَميل أكثريتهُ عن مُغامراتهُم، أو وقوعهم فِي الحُب، رِفقة احتساءهم لِلنبيذ وَ الأستماع لِعزف موسيقيون القَصر

وَ كان الأثنين مِن الملوك الأكثر هدوء، فَبادر جِيمين، وَ أندفع يَسأل "إلا زِلت تَنكر حَقيقة مَيولك لِلرجال؟"

فَتَوتر الغُرابي، وَ لاحظ جيمين ذَلِك مِما جعلهُ يَضحك وَ يُضيف "أثبات الأمر عَدم زواجك لِلان سُموك"

"أنهُ فقط .." حاول جونغكُوك التَبرير بِكَذبة، فَقاطعهُ جيمين فوراً "أياك أن تَنكر ! فَأنا أعرفك يا مَلك"

حِينها أكتفى جونغكُوك بِزَم شِفاههُ، وَ أعينهُ أنتقلت لِدخول الجارِيات المُزينات، يَبحث عن فَتاهُ، رُغم أنهُ يَشعر أن لا سَبب لِيأتي مَعهن

"عَليك أضافة فَتى فَـ.." كان جِيمين لِيكمل، قاصداً أن عَلَى جونغكُوك أضافة فَتى لِيرقص مَع الجارِيات، إلا أن أحرفهُ تَلاشت لِدخول أشقر الشَعر خَلفهنَ حاملاً بِيدهُ سِلسلة فُضية عَلَى ما يَبدو

أنحنت جَميعهنَ فِي الوسط، وَ الأعين كانت لَدى مُميز الشَكل، وَ الذي هو تايهيُونغ ...الذِي أعطى أحدى الجارِيات سِلسلتها، قائلاً لَها أنها نَستها، فَشكرتهُ فَهذه زِينتها المُهمة، وَ هي زِينة خِصرها

لِيبتسم لَها مُتمتم بِلا بأس، وَ أعينهُ ذَهبت لِأين ما الحاكمين ...جونغكُوك أولاً ثُم جيمين

فَألتفت الغُرابي لِمن هُم حولهُ، وصولاً لِجيمين، يَرى أن مَركز عيونهم تايهيُونغ، فَلازم الضِيق صَدرهُ ...وَ أشار لِتايهيُونغ بِالرحيل

فَلاحظ جيمين ..

"يا أنتَ" نَدههُ جِيمين، فَتوقف تايهيُونغ مَحلهُ، وَ أعينهُ كانت لَدى الغرابي ...وكأنهُ هو مَن نَدههُ لا جِيمين !

بِينما جونغكُوك أستغرب نَده جِيمين لِتايهيُونغ ...وَ أزداد الأستغراب حِينما غادَر جيمين العرش، وَ وَقف الجميع لِهذا، عَدا جونغكُوك المُراقب، حِينها أخذ جِيمين يَد تايهيُونغ، فَرفعها يُقبل ظَاهرها أمام المُتواجدِين، مِما جعل نَبض الأسمر يَرتفع، لِيس حُباً، وَلا لِأجل الحَركة، بَل خوفاً ..

فَتَحركت أعين الأسمر لِأين ما حاكِم البِلاد التي هو بِها، يَرى كيف أن الجمود كان يَطغى عَلى وجههُ، لكن لِيست أعينهُ، فَالنار بِها مُلتهبة ..

ثُم عادت أعينهُ لِجيمين، الذِي قال مُبتسماً "قِيل لِي أن جاريات قَصر جونغكُوك الأشد فُتناً، وَ بِما أنني لُقبت بِالملك الكَريم، أنا أعطيك مِن كَرمي بِأن أوهب فُتنك قُبلة آتِية مِن مَلك خَضع لهُ"

"أ.أنا ...أشكرك سُموك" تايهيُونغ أجاب مُتَرَدد، ثُم سَحَب يَدهُ مِن تِلك التِي أمسكتها، فَتسائل جِيمين مُستديراً لِمن لا يَزال يُراقب بِهدوء مُعاكس لِكُل تِلك الفَوضى داخِله، فَوضى مِن النِيران المُشتعلة التِي تَحرق دَواخلهُ بِدايةً مِن قلبهُ وصولاً لِروحهُ ..

"لا بُد وَ أنهُ مُدرب الجارِيات لِلرقص لِمجيئه وَ أهتمامهُ بِأحداهنَ، صَحيح سموك ؟"

فَأبتلع الشاحِب رِيقهُ مُستذكراً تَراقص الأسمر ضِد عامود الحانَة، وَ أمر كَهذا ...لن يُحب أن يُكرر أمام أعين الرِجال الأخرين، وَ يعلم أن جيمين يُريد مِن تايهيُونغ أن يَتخذ مكاناً مَعهن بِسؤالهُ ذَلِكَ، فَنفى كاذباً وَ قائلاً "إنما مُجرد مُساعد لَهن، وَ خِياط"

"يا لَك مِن ظالم جونغكُوك ! أترى أن مَكانات دَنيئة كَهذه تَليق بِفَتى حَمَل حُسن البَشر أجمعين كَهذا !" جِيمين أنبهُ، فَتنهد جونغكُوك يَشيح وجههُ بعيداً، محاولاً السِيطرة عَلَى ذاتهُ، قَبل أن يَندفع وَ يأخذ الفَتى بعيداً عن أعينهم بَل وَ القصر أجمعين أن تَطلب الأمر ..

"ما رأيُك يا فَتى فِي أن تُشرفني بِالمجيء مَعي حِيث فَرنسا ؟ سَأضعك بِأكثر الأماكن التي تُليق بِك وَ بِما .."

"يَستطيع تايهيُونغ أن .."
"تُدعى تايهيُونغ إذاً .." جِيمن قاطع جونغكُوك كَما فَعل جونغكُوك قَبل قَليل، فَأخفض تايهيُونغ رأسهُ لِوهلة، قَبل أن يَطلب علماً منهُ أنهُ سَتحدث مُصيبة أن أستمر الوَضع عَلَى هَذَا النحو "أسمح لِي بِالذهاب مولاي"

"لا لا ...لَن تَذهب، كُن أحد المتواجدين، أنهُ أمر وَ يتوجب عَليك تَنفيذهُ، صَحيح ؟" جِيمن مَنعهُ طالباً، فَنظر تايهيُونغ بِأعينهُ، يَرى شُعلة الأستمتاع فِيما يَفعل، قَبل أن يَتنهد وَ يومأ، ثُم يَتَحرك لِأحد المقاعد الفارِغة البَعيدة قليلاً عَن باقي الشباب المُراقبين بِأستمتاع وَ خمول فَمفعول النَبيذ أستحلهم ...

عادَ جِيمين مَحَله فَأشار جونغكُوك لِهنَ بِالبدأ وَ بِالـموسيقيون العَزف، لِيمتثلوا لِأمر حاكمهم وَ يَبدأون، وَ هذه المَرة ..

لَم تَكن ليلي فَقط مَن حَقدت عَلَى تايهيُونغ، بَل كُلهن، فَكُل هَذا الحُسن الذِي لديهنَ وَ فِي نهاية الأمر تَذهب الأنظار لِتايهيُونغ، هل الخَلل بِهن أم بِهم ؟ ذَلِكَ مُحير فَلا أحد يَتجاهل ما لديهنَ إلا المِثلي بِرأيهنَ !

++جونغكُوك++

كُنتُ فَقط أود مِن جيمين أن يصمتَ وَ أن يَكف مِن أمتداح تايهيُونغ ! وَ عِندي !، لكنهُ لَم يَفعل، مِما دَفعني الأمر لِأن أتنهد بل وَ كَثيراً، تَنهيدة بَعد الأخرى وَ لا أتوقف ..

بِينما أعيني لِديهُ، أراقب كِيف أنهُ هادئ، وَ لا يُركز إلا عَليهنَ لكن ..لكنهُ رَفع أعينهُ أتجاه جِيمين، مِما جَعلني الأمر أتضايقُ أضعاف ضِيقي مِن مَدح جِيمين المُستمر لَهُ، فَلِما يَنظر إليهُ !

أعلم أنهُ يَجذب الأنظار دون أستثناء، مِن مِلوك أو أمراء أو حَتى وَزراء، لكن ...لا أعلم لِما أصبح الأمر مُزعج، رُبما لِأنني شَخص يَكره أن يَنظر الناس لِما أنا أنظر إليهُ ؟ أو لِأنهُ فَقط ...تايهيُونغ ؟

"لَقد حَل مُنتصف الليل بِالفعل، أكمل أنتَ سَهرتك مَع الشَباب، فَلَقد حان مَوعد نَومي" أتليتُ كِذبتي عَلَى جِيمين مُتعذراً الرَحيل، وَ لَم أفعل هَذَا سِوى لِسَببين، أولهما هو أن لِي سَهرة خاصّة مع تايهيُونغ أود بِها أن أستلذ طَعم ثِغرهُ مَع النَبيذ ..

وَ ثانيهما أنني أكتفيت مِن أن يَتبقى أسفل أعينهُم، فَما بَالهم ! يَبدون كما وَلو أنهم لَم يَروا فَتى جَميل مِثلهُ ! وَ كأنهم أصبحوا مِثليين الجِنس لِأجلهُ !!

نَظرت إليهُ قَبل مُغادرتي القاعَة، وَ فَعل، وَ أعلم أن دِيفيد أخبرهُ فِي أن يَأتي لِشرفتي، وأعلم أنهُ وَ حِينما أخبر جيمين أن عَليهُ الذَهاب كان لِينتظرني، لكن لا بأس، سَيأتي مِن بَعدي ..

وَ بعد وِقت ...كُنتُ بِغرفتي، أنتظرهُ بِالشرفَة التي جُهزت لِأجلنا، أُحدقُ بِالنيران التي تأكُل الحَطَب جالساً عَلَى الفِراش الأرضي قُرب القنِينتين وَ الكأسين ..

وَ سَاعة ...سَاعة وَ تأخر عَني، فَتَحركت أنا وَ الغضب تَمكن مِني، فَأين هو وَ لِما لَم يأتي بِينما لديهُ عِلم كامل أنني سَأكون بِأنتظارهُ !

"سُموك"
"لا تَلحقني"

قاطعت دِيفيد وَ أمرتهُ قَبل أن أخذ خطواتِي لِأين ما قاعَة الحَفلات، أدخلها وَ كانت فارِغة وَ يَبدوا أنهم أنتهوا ! وَ أن كانوا قَد أنتهوا فَأين هو إذاً ؟!

فَتَجمدتُ بِبُقعتي ما أن أستحوذت علَى عَقلي فِكرة ..ماذا أن أخذهُ جيمين لِجناحهُ ! ولن يَستطيع هو الرَفض كونهُ سَيكون أمراً مَلكياً وَ الجميع مُضطراً سواء أرادوا أو لا بِتنفيذ الأوامر المَلكية !!

فَتَحركت بِكامل خَوفي الذِي زُرع فَجأة مِن هَذه الفِكرة لِأين ما الجَناح الذِي يَحتوي عَلَى غُرف مُتَعَددة لِأستضافة الضيوف وَ شيء واحد يَتَردد داخِلي وَ هي أنني أتمنى أن ما بِعقلي لِيس بِصَحيح !

لَكن ...تَوقفتُ مَحَلي حِينما وَصلت الجَناح فَوجدتُ تايهيُونغ يَخرج مِنهُ بِينما يُرَتِب ثِيابهُ ..

. . . . .

Continue Reading

You'll Also Like

623K 42.2K 20
حُب جونغكوك لتايهيونغ لم يعد مُزحةً بعد الان .. Cover by @me
801 47 11
يـا زهـرة خـريفـي التـي لـن تـذبُل .. فمّا هِي رُوحگ المُزهـرة إلـا لوحتِي وأنـا الجنُون والإبداعٌ واللونُ الآحمَر بِهـا . تدُور الآحداث حَول...
100K 10.1K 91
عيـناكَ حُلمي الّذي سَيكون كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون. -كـيم تايـهـيونـغ -جِـيون جونغ كوك •محتوى أدَبي• •الكثير مِن الإبتِذال و صرفِ المشاعِر• •فُ...
568K 35.7K 10
تايهيونق مُغرَمٌ بحارس والده الصلب الذي لا ينطفيء،لا يتحدث ،لا يبتسم ولا يِبادله حتى ، لكن ماذا لو حدث وعلِم تايهيونق بسر جُنغكوك؟ ٢٠١٨